اخر الاخبار

الصفحة الأولى

منظمات المجتمع المدني لم تتلقَّ دعوة برلمانية حتى الآن

مفوضية حقوق الإنسان: مجلس جديد من رحم المحاصصة

بغداد ـ عبدالله لطيف

مع اقتراب موعد انتهاء دورة المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، برز تنافس حزبي طائفي على اختيار اعضائها الجدد، عملا بنهج المحاصصة المقيت في توزيع المناصب لا سيما في الهيئات التي يجب ان تكون مستقلة!

وتقر المفوضية بوجود “ضغوط سياسية”، لكنها تقول ان مجلس المفوضين الحالي تمكن من تجاوزها.

نشطاء في مجال حقوق الانسان، أكدوا ان كل مجالس المفوضيات السابقة لم تكن مراحل تشكيلها بمعزل عن الارادات والمصالح الحزبية، وهذا ما جعل أداءها ضعيفاً، وعرضها الى الانتقادات خصوصاً في فترة انتفاضة تشرين.

ومن المقرر أن تنتهي فترة ولاية أعضاء مجلس المفوضين الحالي، البالغ عددهم 11، في 20 تموز المقبل، وهو موعد انتهاء فترة الأربع سنوات المحددة للمجلس. 

وتناولت وكالات اخبارية، مؤخرا، أنباء مفادها ان رئاسة مجلس النواب تخوض “حراكاً لاختيار الأعضاء الجدد للمفوضية”. 

وبحسب تلك الانباء، فقد قدمت الكتل المتنفذة مرشحيها لشغل عضوية المجلس الجديد، الى رئاسة البرلمان، التي تستعد لتشكيل لجنة برلمانية، لدراسة السير الذاتية للمرشحين.

وثقنا الكثير من الانتهاكات

وقال نائب رئيس مفوضية حقوق الانسان علي ميزر لـ”طريق الشعب”، أمس، انهم “اكملوا دورتهم الانتخابية ولم يشعروا بضغوط تمنعهم من مزاولة عملهم”، لافتا الى ان “المفوضية ثبتت الكثير من الانتهاكات على كافة المستويات، سواء كانت من الحكومة العراقية او جهات أخرى”.

وأكد وجود “ضغوط سياسية، لكنها لم تؤثر على عمل المفوضية”.

وبين ميزر ان “ابرز الملفات التي عملت عليها المفوضية، ما يتعلق بملف العدالة الجنائية الذي يتحدث عن الحق في الحرية والحياة، وشمل المفقودين والمغيبين والمسجونين ظلما ومن تعرضوا للتعذيب، وملف النازحين وملف المرأة الذي تمت مناقشته في مقر الأمم المتحدة في جنيف. كان له دور كبير في توثيق الانتهاكات ضد المرأة”. وتابع ان “البرلمان العراقي كان من المفترض ان يشكل لجنة الخبراء التي تختار مجلس مفوضين قبل ثلاثة اشهر”.

واكد ان اللجنة المرتقبة تتكون من مجلس النواب ورئاسة الوزراء ومجلس القضاء الأعلى ومنظمات المجتمع المدني، الى جانب الأمم المتحدة بصفة مراقب”.

وبحسب العضو المفوض بان تشكيل هذه اللجنة يحتاج لفترة طويلة، لا تقل عن خمسة اشهر، بينما لم يتبق من عمر المجلس الحالي “للمفوضية” سوى شهر ونصف الشهر، وبالتالي يتخوف ميرز من “فراغ رقابي” على عمل الحكومة ومتابعة انتهاكات حقوق الانسان في العراق.

طعن في استقلاليتها

من جانبه قال الخبير القانوني زهير ضياء الدين لـ”طريق الشعب”، أمس، ان “الواقع يشير الى تجذر المحاصصة الطائفية داخل المفوضية أكثر من أي وقت سابق”، مضيفا انه “سبق وقدمت دعوى امام المحكمة الاتحادية للطعن في استقلالية تشكيل المفوضية الحالية. كان ذلك بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني”.

وأضاف انه ارفق الدعوى بـ”ادلة واضحة على ان اعضاء المفوضية سبق لهم ان رشحوا في انتخابات على قوائم الاحزاب، مما يؤكد عدم استقلاليتهم”، مشيراً الى ان “المحكمة طلبت من اعضاء المفوضية ان يثبتوا استقلاليتهم. وقد كان ذلك عملية لا جدوى منها”.

وأردف ان “مفوضية حقوق الانسان كان لها سابقا تحركات ومواقف ايجابية في ما يخص الانتهاكات التي تحدث في العراق، لكنها تبقى جزءا من نهج المحاصصة في البلاد”.

ويرهن ضياء الدين “الاداء الجيد” الذي قدمته المفوضية في الفترة الماضية بـ”ضغط الرأي العام والضغط الدولي، على أثر ما حصل من انتهاكات في البلاد خصوصاً في احتجاجات تشرين”.

تقاريرها لا تتناسب مع “تشرين”

الى ذلك، قالت رئيسة منظمة تموز، فيان الشيخ علي، إن كل هيئات  المفوضية التي تشكلت لم “تخل عملية تشكيلها من نهج المحاصصة السياسية، وبالتالي أثر ذلك سلباً على أداء المفوضية”.

وأضافت الشيخ علي لـ”طريق الشعب”، أمس، ان “الدورة الحالية شهدت مجموعة انتهاكات كبيرة، خصوصاً في فترة انتفاضة تشرين”، مبينةً ان “المفوضية رصدت وأشارت في تقاريرها الى الانتهاكات التي حصلت، لكن هذه التقارير غير كافية، بالمقارنة مع الانتهاكات الموجودة في البلاد”.

وأرجعت الشيخ علي، “اخفاقات عمل المفوضية الى أزمة التحاصص التي تكمن وراء تشكيلها”. 

واشارت الى ان “اختيار أعضاء مفوضية جديدة ـ كاستحقاق قانوني ـ يجب ان يسبقه اعلان عن تشكيله، كي تتهيأ الفرصة للأشخاص المستقلين تقديم ترشيحهم لهذه المناصب”، مشيرةً الى ان “هناك لجنة قضاة معنية باختيار اعضاء المفوضية، فيها عضوان من منظمات المجتمع المدني، لكن اللجنة لغاية الان غير مشكلة، ولم يتم تحديد المنظمات التي ستعمل ضمن اللجنة”. 

**********

حثت الحكومة على تطبيق المساءلة

28 دولة تنتقد استمرار الافلات من العقاب

بغداد ـ طريق الشعب

انتقدت 28 دولة، غياب المساءلة في استشهاد المئات في تظاهرات تشرين التي شهدها العراق قبل عامين، الى جانب جرائم الاستهداف وترهيب المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والعاملين في مجال الإعلام والمرشحين للانتخابات.

وخلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول حقوق الانسان في العراق، عقدت في جنيف، ادلى سفير هولندا مونيك فان دالين بيانا مشتركا باسم 28 دولة، معربا عن أسفه لما آلت اليه الاحتجاجات العراقية والتي تحول الى اعمال عنف، “تسببت في مقتل ما لا يقل عن 700 متظاهر”.

وحث البيان، الحكومة العراقية على تجديد التزامها وتعزيز جهودها من أجل تطبيق المساءلة، بما يتلاءم مع المعايير الدولية للمحاكمة العادلة والاجراءات القانونية, مشيرا الى انه “مع الاعتراف بالبيئة المعقدة ـ حيث تعمل الجهات المسلحة خارج سيطرة الدولة ـ نلاحظ ان التقدم كان محدودا حتى الآن”.

واعربت الدول الـ28 عن قلقها البالغ ازاء التقارير، عن تزايد الترهيب والهجمات، بما في ذلك ضد المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الانسان والصحافيين والعاملين في مجال الإعلام والمرشحين للانتخابات.

وذكر البيان بأن الحق بالتجمع السلمي وحرية تأسيس الجمعيات وحرية التعبير والاعلام، ضرورية في المجتمعات الديمقراطية، ومن اجل حقوق الانسان, داعيا الحكومة الى تفعيل جهودها لخلق بيئة آمنة لكل العراقيين.

وشجعت الدول الـ28 مكتب المفوض السامي وبعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق، على زيادة تعزيز المسار القائم على حقوق الانسان في العراق، وتوفير المساعدة الضرورية للسلطات العراقية من اجل تحقيق التزامات العراق الدولية باحترام الحريات الاساسية، مثل حقوق حرية التعبير. والتجمع السلمي للجميع.

وشملت لائحة الدول الراعية للبيان كلا من استراليا، النمسا، بلجيكا، كندا، قبرص، الدنمارك، استونيا، فنلندا، فرنسا، المانيا، ايسلندا، ايرلندا، إيطاليا، لاتفيا، ليختنشتاين، لوكسمبورغ، مالطا، هولندا، النروج، بولندا، البرتغال، رومانيا، سلوفاكيا، اسبانيا، السويد، سويسرا، بريطانيا، والولايات المتحدة.

**********

راصد الطريق

كارثة متواصلة!

صرح رئيس مجلس الوزراء إن سياسات الحكومة والبنك المركزي “استطاعت تقليل حجم تهريب العملة”، وانه “خفّضنا الرقم من نحو 8 مليارات إلى نحو 3 مليارات دولار شهرياً، ويفترض أن ينخفض إلى ما دون المليارين”. واضاف  أن ما “كان يتمّ تهريبه والتحايل به لا يصل الآن إلى مليار ونصف المليار”.

معني هذا ان المهرَّب من العملة كان 96 مليارا سنويا، وقد اصبح الآن كما يقول دولة الرئيس 18 مليارا. وللمقارنة ولإدراك حجم الكارثة نذكر ان إيرادات موازنة 2019 بلغت 88.5 مليار دولار، وقد قلت في موازنة 2021 عن 70 مليارا، مقابل 88 مليارا للنفقات.

وعلى افتراض انخفاض التهريب فعلا كما أفاد رئيس الوزراء، فانه الآن يعادل العجز المخطط  في موازنة 2021، والبالغ 19 مليارا.

ما يقوله التصريح  هو ان إيرادات الدولة كانت كلها تهرّب عبر مزاد العملة، والآن انخفض التهريب  ليشمل ربع الإيرادات تقريبا! 

فمن المسؤولون سابقا وحاليا عن كارثة المزاد هذه؟ وأين هم الآن؟ وماذا فعل القضاء والادعاء العام في مواجهة هذا الإضرار الكبير باقتصاد بلدنا ومعيشة شعبنا ؟

***********

الصفحة الثانية

في يومهن العالمي

صعوبات كبيرة تواجه الأرامل في العراق

بغداد ـ طريق الشعب

قالت المحامية في مركز وتطوير وتدريب الارامل منى جعفر لـ”طريق الشعب”, ان “اوضاع الارامل في العراق من الناحية المادية متأزم، بسبب توقف رواتب الرعاية الاجتماعية لفترة طويلة”, مشيرة الى ان “انها لا تسد الحاجة  اصلا بسبب ارتفاع الاسعار”.

واشارت جعفر الى ان “نظرة المجتمع للأرملة ومحاولات استغلالها، تعرقل مواصلة تعايشها مع الحياة بشكل طبيعي”.

واكدت الناشطة, ان “الحكومة لم تحقق أي تقدم ملموس لتحسين واقع هذه الشريحة”, مشيرة الى “غياب برامج التأهيل والتدريب لهؤلاء النساء”. وبينّت انه “لا يوجد احصائية ثابتة لأعداد الارامل في العراق، مشددة على “ضرورة اجراء مسح لمعرفة الاعداد الحقيقية”.

ويحمل اليوم الدولي للأرمل الذي يصادف 23 حزيران هذا العام عنوان “نساء خفيات.. ومشاكل خفية”. وبحسب موقع الامم المتحدة فإن أكثر من 258 مليون ارملة حول العالم تعاني من النزاعات المسلحة والنزوح والهجرة ووباء كوفيد-19  ويضيف الموقع، أن الأرملة غالبًا ما تُحرم من حقوق الميراث، ويُستولى على ممتلكاتها بعد وفاة زوجها، بل ومن الممكن أن تواجه ممارسات التعيير، وتقل احتمالية حصول المرأة على المعاشات المتصلة بالشيخوخة. ومع وجود الأسر التي تكون المرأة فيها هي العائل الوحيد، يغدو هذا المجال بحاجة إلى اهتمام عاجل.

*************

كل خميس

 

عمال العراق

بين الحزن والقلق والتوتر

جاسم الحلفي

العمال العراقيون هم، حسب نتائج استطلاع اجراه مركز “غالوب” العالمي، من أكثر عمال العالم إحساسا بالحزن والقلق والتوتر. والنتائج اعلنت في تقرير نقلته وكالات انباء عالمية وعراقية، وتناول المشاعر التي تنتاب العمال من جميع انحاء العالم، المنخرطين في سوق العمل خلال العام ٢٠٢١. وبيّن التقرير أن “العراق حصل في فقرة الحزن على ٤٣ في المائة متقدماً بذلك على جميع دول المنطقة، تلته إيران بـ ٤٢ في المائة، وجاءت تركيا ثالثا بـ ٣٥ في المائة. فيما بلغت نسبة القلق عند عمال العراق ٥٢ في المائة، ونسبة التوتر ٥١ في المائة

ويصف بعض علماء النفس القلق بأنه “حالة شعورية تحفز المرء على استجابات سلوكية، تستهدف تقليل التهديد الذي يتعرض له”. لكن ارتباط القلق بمشاعر الخوف والتوتر، يجعله في خانة السلبية حسب نظرة علماء آخرين يعدونه “تجربة شعورية تنطوي على أفكار مزعجة ومستمرة بشأن المستقبل”. يبرهن على ذلك تقارب معدل نسب الأرقام التي تعكس مشاعر الحزن والقلق والتوتر، وهذا يؤكد خطورة الأوضاع النفسية السلبية التي تنتاب العمال العراقيين.

ولو عممنا عيّنة الاستطلاع التي تخص العمال المنظمين الى سوق العمل خلال الأشهر الستة الاولى من هذا العام، وشملنا بها طبقات وشرائح اجتماعية أخرى، لوجدنا ان مشاعر القلق والتوتر والخوف تنتاب اقطاعات اجتماعية واسعة، ويشكو منها طيف كبير من الشعب العراقي. يضاف الى المشاعر السلبية الخانقة ان الأوضاع العامة والأزمات المستفحلة لا تبعث على الاطمئنان، والمتوقع هو ارتفاع معدلات الأرقام المذكورة في أوساط الشباب العاطلين من العمل، فضلا عن مشاعر الإحباط والخذلان والخسارة التي يعانون منها.

ويجد المتابع للأوضاع المعيشية والحياتية للقطاعات غير المنظمة من الكادحين، واصحاب الدخل المحدود، والفئات المعوزة والمهمشة، يجدهم يعانون من شظف العيش، ما يضعهم تحت ضغط نفسي هائل، لا مخرج منه ولا متنفس نتيجة للازمات العامة وانعكاساتها على الحياة الاجتماعية والمعيشية والمالية والصحية للمواطن، المتعب من الفقر والعوز والحرمان وقلة الخدمات، الى جانب القلق من الحاضر والخوف مما يضمره المستقبل، بسبب فشل الحكومات في وضع وتنفيذ سياسات وبرامج اقتصادية – اجتماعية ذات جدوى، والتخبط في إدارة الدولة ومواجهة تأثيرات المحاصصة والفساد.

ولا يبدو ان هناك افقا واعدا يمكن ان تأتي به طغمة الحكم، ولا امل في تغيير يمكن ان تقدم عليه، ولا خطوة يمكن توقعها تمسح آثار الحزن وتبدد القلق وتخفف من حدة التوتر. وهكذا فلا رهان على المتنفذين على صعيد تحسين حياة المواطنين، وهم الذين اوصلوا الشعب الى هذا الوضع الخطير.

الا ان الشعب يبقى، رغم كل ما ذاق من مرارات، الوحيد القادر على إزاحة كل من شارك في صنع تعاسته، وأصبح مصدرا لحزنه. فالقلق قد يدفع الانسان في لحظة ما الى الابداع، واللامبالاة قد تتحول في الساعات الفارقة الى سخط منظم، ويمكن لعدم الرضا ان يصبح فعلا يزيح الظالمين. فثورة المحرومين السلمية اذا اندلعت لن يوقفها ساتر، او يصدها سياج، او يحبطها القمع التي برعت السلطات الغاشمة في ممارسته، كما لن تكسرها وسائل القهر التي يتفن المستبدون في تنويع اشكالها.

المزاج السلبي شأنه شأن الرأي العام، ليس حالة دائمة، ويمكن ان يتغير الى فعل ثوري حالما تحين الساعة.

و قديما قالت العرب “احذر الحليم اذا غضب”.

******************

أمهات الشهداء: أين قتلة أبنائنا؟

تضامن شعبي واسع مع والدة الشهيد الوزني

بغداد ـ طريق الشعب

على خلفية فشل الحكومة في كشف قتلة المتظاهرين، وتهرب الجهات ذات العلاقة من الموضوع, شحذت والدة الشهيد الوزني، همم أمهات الشهداء والمتضامنون معهن، حملات للاحتجاج أمام بوابات المحاكم العراقية في مختلف المحافظات.

ولا تزال الأم المثكلة بإيهاب، تواصل اعتصامها امام بوابة محكمة كربلاء، برغم رفع خيمتها بالقوة، لحين الكشف عن قتلة ولدها.

تضييق على عائلة الوزني

يقول مروان الوزني (شقيق الشهيد)، ان القوات الامنية قامت بالاعتداء على خيمة والدته ومنعت نصبها للمرة الثالثة على التوالي أمام بابا المحكمة.

وذكر ناشطون في المحافظة، أنّ قوة أمنية يرأسها ضابط برتبة عميد أقدمت، على إزالة خيمة والدة الناشط إيهاب الوزني، التي تواصل الاعتصام أمام مبنى القضاء.

وأظهرت مقاطع مصورة جدالاً حاداً بين والدة الناشط المغدور وضباط الأمن، وهي تطالبهم بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين.

تظاهرة في الناصرية

وفي الناصرية, نظمت العشرات من امهات شهداء انتفاضة تشرين, وقفة احتجاجية، أمام مبنى مجلس القضاء، مطالبات  بالكشف عن هوية قتلة أبنائهن.

وذكر مراسل “طريق الشعب”, ان “العشرات من امهات واخوات شهداء الانتفاضة، احتشدن أمام بوابة مبنى محكمة الجنايات التي تضم ممثلية مجلس القضاء الأعلى أيضاً وسط المدينة”، مشيرا الى ان “النساء رفعن يافطات تطالب بالكشف عن قتلة أبنائهن”.

واضاف ان “المشاركات في الوقفة طالبن القضاء والحكومة بوقف المماطلة في الكشف عن القتلة، وتقديمهم الى القضاء”.

وشهدت الوقفة تضامنا شعبيا من قبل عدد من الرجال والناشطين في المحافظة. ورفع المشاركون في الوقفة صورا للشهداء.

تضامن في واسط وبابل

وفي محافظة واسط, نظم العشرات من المحتجين وقفة احتجاجية امام محكمة الكوت، للتضامن مع والدة الشهيد الوزني.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “المشاركين في الوقفة اكدوا تضامنهم الكامل مع السيدة سميرة الوزني وباقي امهات شهداء الانتفاضة”, مؤكدين ان “خيمة والدة الشهيد ارعبت الفاسدين والقتلة، ما جعلهم يحاولون التضييق عليها بمختلف الوسائل”.

من جانبهم, نظم العشرات من المحتجين في محافظة بابل، مسيرة احتجاجية انطلقت من ساحة مجسر ثورة العشرين، صوب مقر محكمة بابل, مطالبين بمحاسبة قتلة المحتجين.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “المشاركين في المسيرة اعلنوا تضامنهم مع والدة الشهيد الوزني، وبقية عوائل شهداء الانتفاضة”, مستنكرين “التضييق الذي تمارسه قوات الامن في كربلاء على عائلة الشهيد الوزني”.

ودعا المحتجون الحكومة الى ان “تكون بمستوى الحدث في مواجهة القتلة، وعدم الخضوع لاجندات المسلحين والخارجين عن القانون”.

فشل مستمر

الى ذلك, قال الناشط المدني علاء عامر لـ”طريق الشعب”, ان “الحكومة والقضاء فشلا في تقديم القتلة للعدالة من اجل القصاص منهم, بسبب رضوخهم لضغوطات من قبل جهات متنفذة وعناصر مسلحة”. واضاف عامر, ان “القوات الامنية بدأت التضييق حتى على النساء المطالبات بحقوق اولادهن الشهداء”, مؤكدا ان “ما قامت به اجهزة الامن في محافظة كربلاء من تضييق على والدة الشهيد الوزني، هو احساس بالضعف تجاه القضايا العادلة”.

***************

المتقاعدون يشكون لـ”بوابة الخضراء” شظف العيش

الاحتجاجات المطلبية على قدم وساق

بغداد ـ طريق الشعب

تتوصل الفعاليات الاحتجاجية المطلبية في محافظات عدة، احتجاجا على نقص الخدمات، وعدم توفر فرص العمل؛ حيث اقدم عدد كبير من الخريجين في محافظة ذي قار، على قطع جسر الزيتون، وسط مدينة الناصرية، احتجاجا على حصر التعيينات بالنافذة الالكترونية لوزارة النفط.

تظاهرات خدمية

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “العشرات من الخريجين طالبوا الحكومة بتوفير فرص عمل لهم والنظر الى المحافظات الاكثر فقرا وتضررا في قضية التعيينات”, مطالبين بـ”عدم ترك القضية للمتنفذين للتحكم في هذا الموضوع وتحقيق الوعود الحكومية السابقة بتعيينهم كعقود وزارية”.

من جانبهم, قطع عدد من اهالي حي العسكري في قضاء ابي الخصيب, الطريق العام الرابط مع مركز محافظة البصرة, احتجاجا على تردي الخدمات.

وقال المتظاهر محمد جاسم لـ”طريق الشعب”, ان “سبب التظاهرة هو نتيجة لتلكؤ الشركة المنفذة لمشروع البنية التحتية في المنطقة، منذ عام 2012”, مشيرا الى ان “قيمة المشروع تبلغ 76 مليار دينار، وقد صرفت اغلبها للشركة, فيما نسبة الانجاز قليلة جدا”.

وطالب جاسم “الحكومة بسحب المشروع من الشركة واستبدالها بشركة رصينة، تعمل على تنفيذ المشاريع بصورة سريعة وانقاذ اهالي المنطقة من مشاكل كبيرة، ابرزها المياه الاسنة وعدم توفر الخدمات”, منوها الى ان “الاهالي سبق لهم الاجتماع مع المحافظ الذي وعدهم بسحب المشروع من الشركة، لكنه لم يفِ بوعده”.

وامهل المتظاهرون الحكومتين المحلية والمركزية حتى يوم الاحد القادم، للاستجابة لمطالبهم, مهددين بقطع تام للطريق في حال تجاهل مطالبهم.

وفي مدينة النهروان بالعاصمة بغداد تظاهر العشرات من المواطنين، للمطالبة بتوفير المياه الصالحة للشرب، بعد انقطاعها خلال الأيام الماضية

تظاهرات للمزارعين

 وفي محافظة ميسان, تظاهر عدد من المزارعين من سكنة قضاء الميمونة وناحية السلام أمام دائرة الموارد المائية، احتجاجا على استمرار شح المياه، ومنعهم من زراعة الشلب للموسم الصيفي الحالي.

وذكر مراسل “طريق الشعب”, أن “المتظاهرين طالبوا بإطلاق الحصص المائية للمحافظة بعد تضرر مزارعهم ومواشيهم نتيجة للجفاف الذي طال معظم أراضيهم، ما اضطرهم الى استئجار الاليات الحوضية لتوفير المياه”.

وفي السياق, نظم عدد من المزارعين في محافظة المثنى, اعتصاما مفتوحا امام سايلو السماوة، مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية عن تسويق محصول الحنطة.

وقال المتظاهرون، ان اعتصامهم جاء كرد فعل على عدم التزام وزارة التجارة بصرف مستحقاتهم عن الموسم الشتوي الماضي, مشيرين الى استمرارهم بالاعتصام لحين تحقيق مطالبهم التي تشمل دعم الواقع الزراعي بشكل عام.

تظاهرة للمتقاعدين

الى ذلك, تظاهر عدد كبير من المتقاعدين امام بوابة المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد, مطالبين بزيادة رواتبهم.

وطالب المتقاعدون برفع رواتبهم التي لم تعد تسد حاجة عوائلهم، نتيجة لارتفاع سعر صرف الدينار امام الدولار، وغلاء الاسعار.

في المقابل, اقدم متظاهرون على قطع الطريق الرئيسي بين محافظتي كركوك والسليمانية، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهرباء، وسوء الخدمة. 

وتكدست اعداد كبيرة من السيارات نتيجة للقطع الشارع من قبل الاهالي.

**************

الصفحة الثالثة

لجان برلمانية تهيئ مقترحاتها لجلسات محتملة

مقاعد البرلمان.. بلا برلمانيين

بغداد ـ طريق الشعب

قبل أقلّ من أربعة أشهر على موعد الاقتراع العام المحتمل، بدا مجلس النواب مشلولا بشكل تام؛ إذ لا يزال الاخفاق يتواصل في عقد جلساته الاعتيادية، بينما تتحدث لجانه النيابية عن مشاريع قوانين “مهمة” معدّة للمناقشة، وأخرى جاهزة للتصويت، لم يلمس منها المواطن سوى التصريحات.

وأول من أمس، أخفق مجلس النواب، بعقد جلسته الاعتيادية، وللسبب ذاته الذي تكرر مع محاولات الالتئام السابقة: عدم اكتمال النصاب القانوني.

وطرح نواب ومراقبون أسبابا عدة تقف وراء عملية تعطيل السلطة التشريعية، من بينها قوانين مثيرة للجدل ومضرة بمصالح الكتل المتنفذة، ومؤشرات أخرى تتعلق بملف الاستجواب والدعاية الانتخابية للمرشحين من النواب.

جردة بسيطة

وأجرت “طريق الشعب” جردة بسيطة للقوانين التي تريد اللجان البرلمانية طرحها فور استئناف عمل المجلس، بناء على تصريحات نواب تلك اللجان، وشملت مقترحات: قانون الجرائم المعلوماتية، قانون استرجاع الاموال بالخارج، قانون محاكمة عناصر عصابات داعش الإرهابية، قانون حماية الموظف الحقوقي، قانون العشوائيات، قانون الأندية الرياضية، وقانون نقابة ذوي المهن الصحية، قانون التعديل الأولي 25 لسنة 2015 المتعلق بالتعليم الجامعي الأهلي، مقترح التعليم الصباحي الموازي، قانون فصل الدراسة الصباحية والمسائية.

ووفقا لرئيس لجنة التعليم في البرلمان مقدام الجميلي، فان لجنته تعتزم إكمال “عدة قوانين مهمة تتعلق بقطاع التعليم قبل انتهاء الدورة البرلمانية الحالية”.

وبرغم حديث بعض النواب عن وضع “خارطة طريق لتمرير القوانين المهمة”، رجح آخرون احتمالية تمرير قوانين لا تمس معاناة الناس، وترحيل القوانين المهمة والمثيرة للجدل الى دورة تشريعية جديدة. 

ترحيل الى برلمان جديد

وضمن السياق، يستبعد عضو اللجنة القانونية النيابية، سليم همزة، التصويت على قانون الجرائم المعلوماتية في الجلسات المقبلة لمجلس النواب، مرجحا ترحيله إلى الدورة البرلمانية المقبلة.

وقال همزة إن “قانون الجرائم المعلوماتية يعتبر من أهم القوانين في مجلس النواب، يحتاج إلى دراسة ومتابعة دقيقة وتوافق سياسي قبل ادراجه للتصويت على جدول الأعمال مجلس النواب”.

وأضاف إن “هناك تخوفا لدى بعض القوى السياسية من تشريع واستغلال القانون لأغراض سياسية”.

ويوم الثلاثاء، كان مجلس النواب يعتزم طرح خمسة قوانين جديدة، لكن الاخلال بالنصاب القانوني، اضطر المجلس الى تأجيل عقد جلسته لخمسة أيام.

وقال عضو آخر اللجنة القانونية ايضا، ان تعطيل جلسات مجلس النواب “منع تشريع قانون محاكمة عناصر عصابات داعش الإرهابية”. وأضاف عضو اللجنة حسن فدعم، إن “أحد النواب قدم مقترح قانون محاكمة عناصر داعش، وهو من القوانين المهمة، لكن عدم انعقاد المجلس في المدة السابقة، حال دون تقديمه لقراءته قراءة أولى وقراءة ثانية وتشريعه”.

وأكد “نأمل طرح مقترح القانون، إذا استؤنفت جلسات مجلس النواب”.

خطة لتشريع القوانين

ويعتقد النائب ديار برواري، أن “انعقاد الجلسات ستساهم بشكل كبير في مراقبة الاخفاقات الحكومية”، لافتا إلى أن “هيئة رئاسة مجلس النواب ورؤساء وممثلي الكتل واللجان النيابية وضعوا خطة للاسراع بتشريع القوانين المهمة”.

وقال برواري، إن “غالبية أعضاء مجلس النواب مع انعقاد الجلسات الاعتيادية لإتمام تشريع القوانين المتبقية. كذلك مراقبة أداء الحكومة لحين إجراء الانتخابات المبكرة”.

حمى انتخابية

وبخلاف حديث برواري، يجد الناشط المدني عبد الله غالب، ان انشغال الجزء الاكبر من اعضاء مجلس النواب بالحملات الانتخابية سوف يكرر سيناريوهات تأجيل الجلسات.

وقال غالب في تصريح لـ”طريق الشعب”، ان “البرلمان الحالي لم يشرع قوانين منتجة، ولم نشهد جلسات مهمة سوى كانت لاستجواب المسؤولين او للمدافعة عن حقوق المنتفضين”.

واضاف ان “عشرات القوانين المهمة في ادراج البرلمان منذ سنوات، لكنها، لا تخرج من القاصات المغلقة للقوى المتنفذة فيه”، بحسب قوله.

أسباب التعطيل

من جهته، طرح صباح الطائي، محلل سياسي، أسبابا عدة وراء تعطيل جلسات البرلمان.

وقال الطائي، ان بعض القوى المتنفذة يريد الحفاظ على مصالحها المالية من خلال عدم جلوس البرلمان لتخفيض سعر صرف الدولار، وكذلك عدم استجواب المعنيين بالشأن المالي.

واضاف ان “قانون استرجاع الاموال الخارجية، هو الاخر تقف بوجهه كتل مرتبطة بجهات على صلة بازلام النظام المباد، وتسعى للاستفادة من تلك الاموال”.

وحدد المتحدث سببا اخر دفع النواب الى عدم حضور جلسات البرلمان، يتعلق بـ”الدعايات الانتخابية، التي بدأت مبكراً خلافا لقانون البرلمان والنظام الداخلي للمجلس”.

وأشّر الطائي “ضعفا لدى هيئة الرئاسة في تطبيق القانون واداء الواجب المناط بها”.

المؤتمر الثاني للبيشمركه القدامى

ينهي اعماله في السلمانية

السليمانية – طريق الشعب

بحضور رسمي وشعبي كبيرين، افتتحت يوم الأحد المصادف 20 حزيران 2021 أعمال المؤتمر الثاني للبيشمركه القدماء في قاعة الفنون بمحافظة السليمانية، التي غصت بالحضور من البيشمركه والضيوف.

وكانت الكلمة الأولى إلى السيد جميل هورامي رئيس جمعية الأنصار القدماء. ومن بعدها توالت كلمات ممثل رئيس الجمهورية، ونائب رئيس الإقليم، وقادة الأحزاب السياسية، ومنها كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني للرفيق كاوه محمود، والحزب الشيوعي العراقي الرفيق علي مهدي، عضو اللجنة المركزية.

ودامت أعمال المؤتمر يومين، وقد جرت خلالهما بعض المناقشات التعديلات على النظام الداخلي، والتي بموجبها يكون انتخاب الرئيس من خلال المؤتمر. وعلى ضوء ذلك جرى تجديد الثقة بالسيد جميل هورامي، الذي فاز بالتزكية، وتم انتخاب اللجنة القيادية.

كلمة الحزب الشيوعي العراقي

والقى الرفيق د.علي مهدي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي كلمة الحزب وقال فيها:

إنها لسعادة غامرة حيث عملت في قاطع السليمانية لأنصار الحزب الشيوعي العراقي لما يقارب عشرة اعوام، وان أعود مرة أخرى من بغداد مندوبا وممثلا للحزب، لأشارك في المؤتمر الثاني لجمعية البيشمركه القدماء وأُساهم في أعماله.

انه لشرف عظيم، ان انقل للحضور الكرام تحيات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وتمنياتها بأن تتكلل أعمال مؤتمركم بالنجاح والموفقية بتعزيز صفوف البيشمركة نحو الجمعية كإطار تنظيمي، يجمع كل الأطياف السياسية. وبما يعلو ويمجد من شأن البيشمركة الأبطال وتضحياتهم الجسيمة، ويحقق ما كانوا يصبون إليه من حياة كريمة وسعادة دائمة لهم ولعوائلهم وللمجتمع.

أعزائي الكرام..

لقد شكلت حركتنا الأنصارية صفحة مشرقة في مسيرة حزبنا وسائر القوى المشاركة فيها. وأعادت هذه الحركة لحزبنا مكانته داخل الحركة الوطنية العراقية وحركة التحرر القومية الكردستانية والقوى التقدمية العالمية، ومكنته من البقاء على ارض الوطن ومواصلة نشاطه وعلى مختلف الميادين. ولعبت دورا في الحيلولة دون تشتت قوى الحزب في المنفى. وكان لها الدور الكبير برفع معنويات أعضائه الذين قدموا التضحيات الجسام وبنكران للذات، دفاعا عن قضية الشعب والحزب وسمعته، وعززت ارتباطه بالشعب والوطن، بالرغم من صعوبة الظروف الموضوعية والذاتية ورغم الأخطاء والخسائر.

الحضور الكريم..

إن التعاون والتنسيق بين القوى الديمقراطية والقوى الكردستانية، ضمانة أكيدة لإرساء أسس متينة لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، دولة المؤسسات والمواطنة والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات. وان ما يجمعنا من مبادئ مشتركة وتطلعات حضارية وتاريخ نضالي، هو الأساس في ذلك.

وكما تعلمون، نعيش في أجواء التحضيرات للانتخابات المبكرة والتي هي محط اهتمام وترقب المجتمع الدولي بأسره، والتي نأمل ونسعى ان تمثل الإرادة الحقيقية للشعب. وما يؤرق الكثيرين ومنهم نحن، هو ضعف البيئة الأمنية للانتخابات بفعل تفشي السلاح المنفلت، وأعمال القتل والاغتيال والترهيب تجاه العديد من نشطاء الحركة الاحتجاجية والناخبين والمرشحين، وعدم قدرة الدولة على كشف الجناة وتقديمهم لمحاكم عادلة.

الحضور الكريم..

نجدد لكم الاعتزاز والتقدير لهذه الدعوة، وفرصة اللقاء بهذا المحفل الكبير والعامر بالشخصيات ذات الإرث النضالي، والاعتزاز والتقدير موصول لكل المناضلين من كل الأحزاب السياسية، وأن ينعم الجميع بالخير والسعادة والحياة الكريمة التي تليق بمكانتهم وتاريخهم المشرف.

والسلام عليكم

قانونها ليس مثالياً و30 مادة فيه بحاجة الى تعديل

الانتخابات المقبلة.. هل تتكرر فيها التجارب السابقة ؟

بغداد ـ طريق الشعب

تثير الأحداث الراهنة التي يعيشها البلد على المستويين السياسي والامني، شكوكا لدى نواب ومعنيين في قدرة الحكومة على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، بعيدا عن سطوة المال السياسي والسلاح المنفلت.

ويرهن المراقبون تلك الاضطرابات الامنية والسياسية بـ”المنافسات والصرعات الحزبية” الضيقة التي ترافق حملات الدعاية الانتخابية، بطرق غير مشروعة.

ومؤخرا، تراجعت الأوضاع الأمنية، بتزايد الهجمات على البعثات الدبلوماسية الأجنبية وارتال الدعم اللوجستي الدولي في العراق، أو عن طريق استهداف بعض المرشحين للانتخابات، الى جانب تصاعد هجمات “داعش” باستهداف قوات الامن والمواطنين وترهيبهم في مناطق مختلفة غربي البلاد وشمالها (ديالى، صلاح الدين، الانبار ونينوى).

“تذليل الصعاب”

وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء، الثلاثاء، حسن ناظم، أن “مجلس الوزراء استضاف رئيس مفوضية الانتخابات وناقش تهيئة مخازن المفوضية والعناية بالكادر الذي سيعمل خلال الانتخابات”، مؤكداً أن “الحكومة عازمة على إنجاز انتخابات عادلة ونزيهة في موعدها المحدد”.

ويخمّن كتاب ومراقبون أن تكرر تجربة الانتخابات السابقة في 10 تشرين الاول المقبل، عازين ذلك الى “فقدان الثقة من قبل المواطنين”، وبسبب “عدم تفعيل قانون الأحزاب” الامر الذي يوفر مساحة كافية لـ”التلاعب بأصوات الناخبين”، عن طريق المال السياسي والاستهداف الممنهج للمرشحين

ترجيح انسحاب 100 مرشح

ورجّحت مفوضية الانتخابات، يوم امس، أن يصل عدد المرشحين المنسحبين من السباق الانتخابي، الى اكثر من مئة مرشح.

وقال مدير الاعلام والاتصال الجماهيري في المفوضية، حسن سلمان، إن “العدد لم يُحدد بدقة لغاية الان لوجود طلبات كثيرة قد تُرفض”، مبيناً أنه “لا يجوز التراجع عن قرار الانسحاب، ويجب أن يقترن بموافقة المرشح والحزب اذا كان المنسحب منتمياً لحزب أو تحالف”.

وأضاف سلمان أن “المفوضية لا شأن لها بسبب الانسحاب سواء كان الانسحاب بقرار شخصي أو تحت ضغوطات”، مشيرا إلى أن “المهم لديها هو أن يكون طلب الانسحاب على وفق الضوابط”.

“لن تختلف عن سابقاتها”

ورأى الكاتب سعد الزبيدي، أن الانتخابات المقبلة “لن تختلف عن سابقاتها”.

وقال الزبيدي إن “الانتخابات المقبلة ستكون مشابهة بدرجة كبيرة للانتخابات السابقة لأسباب عديدة أبرزها فقدان الثقة من قبل المواطنين”، متوقعا “عزوفا كبيرا عن المشاركة”.

وأضاف، أن “عدم تفعيل قانون الأحزاب لغاية الآن، يعتبر بوابة أمل للأحزاب السياسية المتنفذة من أجل التلاعب بالناخبين عن طريق المال السياسي والماكينات الإعلامية التابعة لها”.

ويعتقد الزبيدي أن “جميع المعطيات تدل على أن العراق سيشهد اضطرابات أمنية وسياسية على جميع الأصعدة، نتيجة لبدء التنافس بين الأحزاب السياسية الحاكمة”.

نزاهة الانتخابات على المحك

ولا يتوقع أغلب النواب أن تساهم إجراءات مفوضية الانتخابات، في الحد من عملية شراء أصوات الناخبين.

ويقول النائب حسن خلاطي، إن أكثر ما يثير القلق في الانتخابات القادمة هو “استخدام المال السياسي سواء من داخل العراق أو خارجه”، مشيراً إلى ان ذلك رافق الانتخابات السابقة “لكن بتأثيرات محدودة”.

ويضيف ان “الضوابط التي وضعتها المفوضية واضحة ومحددة، لكن هناك تساؤلات حول مدى إمكانية ان تحد هذه الضوابط من المال السياسي؟”.

السلاح المنفلت

ويعتقد رئيس لجنة متابعة وتنفيذ البرنامج الحكومي، النائب حازم الخالدي، وجود “خلل كبير” في الأداء الحكومي فيما يتعلق بسيطرة المال والسلاح، معتبراً أن هناك جهات سياسية تمتلك المال والسلاح هي التي ستسيطر وستعيد حضورها في مجلس النواب.

ويقول إن المجلس القادم لن يتغير كثيراً عن الحالي “إن بقيت سيطرة المال والسلاح للكتل السياسية المعروفة”.

القانون ليس مثالياً

ودعا الخبير في شؤون الانتخابات عادل اللامي في تصريح صحفي طالعته “طريق الشعب”، إلى إعادة النظر بأكثر من 30 مادة في قانون الانتخابات، ومنها قضية الدوائر المتعددة “شرط عدم إخلال التعديلات بموعد الانتخابات”. فيما رأى مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات حسين الهنداوي في حوار تلفزيوني تابعته “طريق الشعب” أن “قانون الانتخابات الحالي ليس “مثالياً”، عاداً ان “نظام الدائرة الانتخابية الواحدة هو الأعدل”.

حسن السيرة والسلوك “غائب”

من جهته، قال عضو اللجنة القانونية النيابية حسين العقابي: “هناك إشكال قانوني في قانون الانتخابات، ويتلخص بعدم تضمين القانون أن يكون المرشح حسن السيرة والسلوك”

وعزا العقابي الوقوع في هذا الخلل إلى أن “القانون شرّع على عجالة وهو يحوي الكثير من الثغرات التي تحتاج الى إعادة النظر بها، وواحدة من هذه الثغرات هي عدم اشتراط أن يتمتع من يمثل الشعب بحسن السيرة والسلوك، كما أن عبارة بأن (لا يكون محكوما بجناية أو جنحة مخلة بالشرف) لم تُحبك بصيغة قانونية وسليمة، لذلك فهذه الاشكاليات وجيهة ومعتبرة في ما يتعلق بقضايا الفساد المالي والإداري”.

الصفحة الرابعة

ناشط: المحاسبة لم تشمل كبار الفاسدين حتى الآن

الفساد يتغوّل.. اختلاس  وتلاعب وصفقات عابرة للحدود

بغداد ــ طريق الشعب

كشفت الجولات الميدانية الاخيرة لكوادر هيئة النزاهة في عموم محافظات العراق، عن ملفات فساد كبيرة طالت كل شيء: العقود الحكومية، الأراضي والعقارات العامة، المشاريع المختلفة، وحتى الحقن الخاصة بفايروس كورونا.

ولا تزال تلك الكوادر تخضع للتدريب على برنامج (UNDP) الممول من الاتحاد الاوروبي، لمدة 4 سنوات، ويهدف لدعم المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد بالعراق وكردستان، للعمل بطريقة حديثة وجديدة، لتقويض تلك الآفة التي تنخر بجسد الدولة منذ عقود.

ويقول رئيس هيئة النزاهة، ان عملهم “خلال الايام القادمة” يتركز على اقتحام مؤسسات الدولة الخدمية “لمنع الرشوة والابتزاز”.

وفيما دعا الى “العمل ببرنامج الشفافية وحماية المال العام الذي أطلقته الهيئة”، حذر “من استغلال البعض لعمل الهيئة، ولا سيما قبل موعد الانتخابات القادمة”.

وفي تقرير الأداء الحكومي السنوي، ذكرت الحكومة انها شكلت “لجنة مكافحة الفساد التي ألقت القبض على عشرات المتهمين... واتخذت أيضًا خطوات مهمة للحد من هدر المال العام، بما في ذلك: منع موظفي القطاع العام من تلقي أكثر من راتب واحد، وإيقاف دفع التعويضات لذوي مخيمات رفحاء الساكنين خارج العراق”.

4 في المائة فقط

وفي نهاية العام الماضي، أصدرت لجنة مراقبة تنفيذ البرنامج الحكومي في البرلمان، تقييما للمهام الموكلة للحكومة، واشتمل التقييم على 7 محاور. وكان نصيب محور محاربة الفساد 4 في المائة فقط.

استقدام مسؤولين في بابل

وفي بابل أصدرت محكمة التحقيق المختصَّة بالنظر بقضايا النزاهة، أمر استقدامٍ للمحافظ ورئيس مجلس المحافظة، على خلفيَّة أوامر مخالفة للقانون والدستور.

وقالت دائرة التحقيقات في هيأة النزاهة، إن “محافظ بابل أصدر أمراً بتأليف هيأة يترأسها أحد الأشخاص تحت مسمى (هيأة مكافحة الفساد وإدارة الأزمات) بناءً على قرار مجلس المحافظة السابق، لممارسة أعمالها بصورة مخالفة للقانون والدستور”.

وأضافت أنه “تبعاً لتلك المعطيات قرَّرت المحكمة إصدار أمر استقدام لمحافظة بابل ورئيس مجلس المحافظة؛ استناداً إلى أحكام المادة  (٣٣١) من قانون العقوبات”.

وفي نينوى

وعلى خلفية عقد بقيمة 32 مليار دينار، استقدمت هيئة النزاهة المدير العام الأسبق للشركة العامَّة لكبريت المشراق.

وقالت دائرة التحقيقات في الهيئة، ان قاضي محكمة تحقيق نينوى المُختصَّة بقضايا النزاهة أصدر أمر استقدام للمدير العام الأسبق للشركة، على خلفيَّة توقيعه عقداً بقيمة (32,000,000,000) مليار دينار، لإنشاء محطةٍ كهربائيَّةٍ خلافاً لتعليمات وزارة الصناعة والمعادن، فضلاً عن وجود مغالاةٍ بقيمة العقد ومُخالفاتٍ مُثبتةٍ من قبل ديوان الرقابة الماليَّة.

وعلى صعيدٍ آخر، متصل أعلنت الدائرة عن إصدار قاضي محكمة تحقيق نينوى المُختصَّة بقضايا النزاهة أمر قبضٍ بحقِّ عضوٍ سابقٍ في مجلس المحافظة، استناداً إلى أحكام المادَّة (340) من قانون العقوبات، مُشيرةً إلى أنَّ الأمر جاء على خلفيَّة فقدان العجلة التي كانت بذمَّتها عندما كانت تشغل منصب عضو مجلس المحافظة.

وفي السابع من حزيران الجاري، اصدرت الهيئة 9 أوامر ومُذكَّرات قبضٍ وضبطٍ واستقدامٍ بحق مسؤولين في مختلف محافظات العراق، منها بحق رئيس جامعة سابق ومسؤول في شركة توزيع المنتجات النفطية بنينوى.

اختلاس 424 حقنة

وضبطت هيأة النزاهة، اول من امس الثلاثاء، متهما اختلس (424) حقنة خاصة بمرضى كورونا في نينوى.

وقالت الهيأة إن “فريق عملٍ من مديريَّة تحقيق الهيأة في محافظة نينوى تمكَّن من ضبط أحد العاملين في مستشفى الشفاء الخاص بمعالجة مرضى كورونا في المحافظة، لاختلاسه حقناً خاصة بمعالجة المصابين بهذا المرضى سعر الواحدة، يبلغ  (300) دولار أمريكي، وقيمتها الإجماليَّة (178,080,000) مليون دينار”.

وأضافت أن “الفريق تمكَّن أيضاً من ضبط (424) حقنة في دار المتهم ومواد طبيَّة أخرى. وأن التحقيقات الأوليَّة مع المتهم كشفت عن أن الحقن المضبوطة ليست أصليَّة، وإنما هي حقن غير أصليَّة المنشأ وغير معتمدة من قبل وزارة الصحة”.

كذلك وضعت الهيئة “إشارة عدم التَّصَرُّف” بـ (844) عقاراً، بقيمة (85) مليار دينارٍ في المحافظة، مُؤكِّدةً وجود عدَّة مُخالفاتٍ في عمليَّة التخصيص.

مذكرات قبض في كركوك

كذلك كشفت هيئة النزاهة، عن إصدار محكمة التحقيق المُختصَّة بقضايا النزاهة في كركوك، أوامر قبضٍ بحق ثلاثةٍ من أعضاء مجلس المحافظة، على خلفيَّة امتناعهم من تسليم ما بذمتهم من موجوداتٍ.

وقالت دائرة التحقيقات في الهيئة، أنها انتهت إلى “عدم تسليم الثلاثة الصادر بحقهم أوامر القبض ما بعهدتهم من موجوداتٍ تمثلت بالسيَّارات والغرف ومكاتب بعد إلغاء عمل المجلس”.

وأضافت، أن “محكمة التحقيق المُختصَّة بقضايا النزاهة في المحافظة أصدرت أوامر القبض بحقِّ أعضاء المجلس الثلاثة؛ استناداً إلى أحكام المادة 340 من قانون العقوبات”.

تلاعب في عقارات النجف

وقبل يومين، اعلنت الهيئة احباطها “عمليَّة كبرى” للتلاعب بأوليات عقارات بعشرات المليارات في النجف، فيما اشارت الى ضبط أربعة مُتَّهمين بتلك العملية.

وفي بلدية المحافظة، تمكن فريق عملٍ الهيأة من ضبط كتب التقدير لــ(135) عقاراً تقع في مواقع متميزةٍ بالمحافظة، الْمُذَيَّلَة بتواقيع المتهمين الحقيقيَّة.

وبينت الهيئة أن “قيمة تلك العقارات تُقَدَّرُ بــ20 مليار دينار عراقي”.

تواطؤ وفساد في 3 وزارات

وفي تقرير أعده فريق عمل دائرة الوقاية في هيئة النزاهة، اشار الى وجود “شبهات تواطؤٍ وفسادٍ تشوب عقود التنفيذ المباشر” لدى وزارة الزراعة.

وكشف التقرير المُرسل إلى مكتب رئيس الوزراء ومكاتب وزراء الزراعة والصناعة والمعادن والنقل، عن “شيوع حالات التعاقد بصفةٍ مُستعجلةٍ قبل مُدَّةٍ قصيرةٍ جداً من بداية الموسم الزراعيِّ، وتوفير الأسمدة بعد الزراعة، ممَّا يُفوِّتُ فرصة الاستفادة منها، دون قيام الوزارة بمعالجة الموضوع أو اقتراح حلولٍ، ممَّا يبعث الشك بوجود شبهات تواطؤٍ وفسادٍ تشوب عقود التنفيذ المباشر”.

ورصد التقرير أنَّ “أغلب العقود المُبرمة مع الشركات يتمُّ توقيعها خارج العراق، على الرغم من أنَّ التفاوض يتمُّ داخل العراق، الأمر الذي يفتح نوافذ لشبهة الفساد تُفوِّتُ المنفعة على البلد بتحقيق الإيرادات عبر مُساعدة الشركات المُتعاقدة على التهرُّب الضريبيِّ”.

وتوصلت تحرّيات فريق العمل إلى أنَّ “لجان التفاوض مع الشركات المُجهِّزة هي اللجان ذاتها التي تُوفَدُ للخارج لتوقيع تلك العقود”.

وكشف التقرير عن “تعارض عمليَّة نقل الأسمدة بموجب خطَّة التسويق المُتَّـفق عليها بين وزارتي الزراعة والصناعة”، موضحاً أن “ذلك يُعَدُّ من أهمِّ المشاكل التي تواجه وزارة الصناعة التي تتمثَّلُ بنقل أقصى ما يمكن نقله من سماد اليوريا (المنتج أو المُخزَّن)، مما يؤدي إلى تراكمه في مخازن الشركة العـامَّة لصناعـة الأسمدة الجنـوبيَّة وتعرُّضه للتكدُّس والتميع والتصلُّب، نتـيجة الظروف الجويَّة، فضلاً عن امتلاء المخازن بالمنتج”.

ورصد التقرير إلى “قيام وزارة الزراعة باستيراد كميَّةٍ من سماد اليوريا وتوجيه شاحنات الناقل لنقله، الأمر الذي أدَّى إلى امتلاء مخازن الشركة العامَّة لصناعة الأسمدة الجنوبيَّة بأكثر من (60,000) ألف طنٍّ، ممَّا اضطر الشـركـة لتكـسيـره وتسـويـقـه وتـصـريـفـه عـلى مدى 3 أعوامٍ، وما زال الخزين المُتراكم المُتوفِّر بحدود (15,000) ألف طنٍّ”. وطالب التقرير “بتقديم الدعم اللوجستيِّ للشركة العامَّة للسكك الحديد؛ لتأهيل خطوطها، واتخاذ الإجراءات الكفيلة لرفع طاقة النقل اليوميِّ مع العمل على مد خـطوطٍ سككيَّةٍ لتـصل إلى مخازن وزارة الزراعـة، ومطالبة وزارة الزراعة بتحديد موقفها من التعاقد مع وزارة النقل – الشركة العامَّة للسكك الحديد، لنقل المنتوج المحليِّ من سماد (اليوريا)”.  وبيَّـن أنَّ “الشركة العامَّة للنقل البريِّ مُتعاقدةٌ ضمناً مع شركة نقلٍ خاصَّةٍ مقابل الحصول على نسبة (6%) من قيمة العقد لمصلحة الشركة العامَّة للنقل البريِّ منذ عام 2005  لغاية الآن، الأمر الذي يُفوِّتُ الفرصة في خلق مبدأ المُنافسة بين الشركات الناقلة”.

نزاهة كردستان

وكشفت هيئة نزاهة إقليم كردستان، مؤخرا عن مسؤولين كبار.

وقال رئيس الهيئة احمد انور، انهم يراقبون ويتابعون “ما يجري بشأن عمليات التهريب، وتمنح المعلومات للادعاء العام لكي يقوم برفع دعوى أو تقديم شكوى حول هذا الموضوع”. وتابع انور أن “احصائية الفساد خلال العام الماضي كانت بحدود 100 أو 200 أو 300 مليار دينار، ولكن هذه الأرقام ليست نهائية، حيث أنها تصبح نهائية عندما تحال للمحاكم وتصدر بها احكام”.

واكد رئيس الهيئة، انه “تمَّت ادانة مسؤولين كبار بالفساد من درجة مدير عام فما فوق”، لافتاً إلى أن “هناك مديرين عامين محكومين اضافة الى مستشارين ووكلاء وزراء ووزراء سابقين لديهم قضايا بالنزاهة”.

برنامج  (UNDP)

واكد ان “عمل الهيأة مع برنامج (UNDP) يمتد لـ4 سنوات، حيث ان الاتحاد الاوروبي يمول هذا البرنامج بالعراق وكردستان، وتم الاعلان عنه الشهر السابق ببغداد”، لافتاً الى أن “الهدف من هذا البرنامج دعم المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد بالعراق وكردستان، للعمل بطريقة حديثة وجديدة كباقي دول العالم المتقدم”.

ويرجح ان “برنامج (UNDP) سيقلل الفساد في العراق والاقليم اذا تم التعاون عليه”.

عقود الاتصالات بـ”ثمن زهيد”

ولا تزال قضية تجديد رخص شركات الاتصال العاملة في العراق، تتفاعل بين أوساط برلمانية، على الرغم م الاطاحة ببعض المسؤولين، على خلفية تلك العقود؛ إذ حمّلت لجنة الاعلام والاتصالات البرلمانية، هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية مسؤولية تجديد تلك العقود “دون استيفاء الديون” المترتبة على الشركات.

وقال عضو اللجنة علاء الربيعي، إن “قضية العقود المبرمة مع الهيئة ترتبط بشخصيات ورؤوس كبيرة، حتى إن تمت إقالة رئيس هيئة الاعلام والاتصالات عبر الاستجواب، الا ان أصحاب الشركات استخدموا نفوذهم على مسؤولين بالدولة لتجديدها على حساب الشعب العراقي”.

وأضاف، أن “تجديد تلك العقود كان بثمن زهيد جداً”.

وأشار الربيعي إلى أن “بالمقارنة مع أي دولة أخرى مجاورة او غيرها، فاننا سنجد اسعار الاتصالات في العراق هي 10 اضعاف الدول الاخرى، وهو الأغلى على مستوى المنطقة، ناهيك عن الجودة، حيث يعاني الكل من سوء الاتصال بكل انواعه، لذا على الحكومة وهيئة الاعلام ان تعي حجم هذا القسم الذي تم ضياعه بسبب الفساد وسوء الاستخدام”.

المرحلة المقبلة

من جانبه، أكد رئيس هيئة النزاهة علاء جواد الساعدي، أول من أمس الثلاثاء، ان أولويات عمل الفترة المقبلة في الهيئة، هي “الولوج إلى مؤسسات الدولة لمنع الرشوة والإبتزاز”.

وتفقد الساعدي مؤخرا مديريَّات ومكاتب تحقيق الهيئة في محافظات ديالى وكركوك ونينوى، مشددا على “أهميَّة سلوك سبيل الدقَّة والموضوعيَّة في العمل والحذر من استغلال البعض لعمل الهيئة، ولاسيما قبل موعد الانتخابات القادمة”.

وحثَّ المتحدث المُؤسَّسات في المُحافظات على الاستجابة لتقارير كشف الذمَّة الماليَّة، والعمل ببرنامج الشفافية وحماية المال العام الذي أطلقته الهيئة.

لا يساوي شيئا

ويعلق الناشط المدني منتظر ثائر، على الاخبار الواردة من هيأة النزاهة بأنها “لا تساوي شيئا امام ما يقترفه حيتان الفاسد من جرائم بحق الشعب العراقي”.

ويضيف ثائر بالقول، “صحيح ان الهيأة انجزت الكثير من الفعاليات التي تخص ملفات الفساد، لكن يدها لم تطل كبار الفاسدين الى الآن، ما يعني انها مكبلة. والسبب ان القوى المتنفذة متسلطة على هذه الجهة الرقابية، التي يفترض بها الاستقلالية والحزم في اتخاذ القرارات” بحسب وجهة نظره. وتابع “سمعنا طيلة الفترة الماضية عن فتح ملفات فساد كثيرة، لكننا لم نسمع الى الان اعلانا عن غلق أي ملف. وبالتالي فان الفساد سيستمر، ما دامت هذه القوى الفاسدة تتحكم بالسلطة، كونها تحتمي بها، وفي حال سقط أي منهم، فسيتبعه الاخرون حتما”.

أعداد “الفضائيين” ومزدوجي الرواتب تكشف عنها لاحقا

التخطيط تضع «كود» لـ مليونين و 600 الف موظف

بغداد ـ طريق الشعب

تواصل وزارة التخطيط مشروع “الرقم الوظيفي” بتوثيق بيانات مليونين و600 ألف قيد، بينما بقي أمامها اكثر من 4 ملايين راتب تقريباً، تمنحها الحكومة لموظفيها ومتقاعديها ومتعاقديها، والمشمولين بالرعاية الاجتماعية، يجب أن تكون تحت سيطرة الحوكمة الالكترونية لهذا المشروع المخطط إنجازه نهاية العام الجاري.

وأعلنت وزارة التخطيط، أمس، انجاز أكثر من مليونين و600 ألف قيد خاص بالرقم بالوظيفي، مؤكدة أن المؤسسات الامنية تعاطت ايجاباً مع المشروع، فيما عدّ مختص في قضايا الفساد ان المشروع هو احد مؤشرات الشفافية.   

‏الرقم الوظيفي

يشتمل الرقم الوظيفي لكل موظف على كود، يحتوي على كل معلومات كاملة من لحظة دخوله للوظيفة الى أن يحال الى التقاعد.

وانطلق مشروع الرقم الوظيفي، في العام 2017، لكن في السنوات الماضية لم تكن هناك استجابة من قبل مؤسسات الدولة، ما ادى الى تلكؤ المشروع، الى ان اصدر مجلس الوزراء قراراً في نهاية 2020 بتكليف وزارة التخطيط إنجاز هذا المشروع.

اعداد الفضائيين

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة التخطيط، عبدالزهرة الهنداوي لـ”طريق الشعب”، إنَّ “الجهاز يعمل على اعداد قواعد البيانات ومتابعة تسلم تدقيق الرقم الوظيفي وانجاز قيود الرقم الوظيفي مع نظام برمجي للتدقيق واعمال هندسة النظم في توطين رواتب الموظفين وتصميم الاستمارات الالكترونية على الاجهزة اللوحية وتدريب العاملين على نظام الارشفة الالكترونية”. 

وأضاف أن الوزارة قامت بإرسال “فرق ميدانية جوالة الى الوزارات والدوائر الحكومية في كل المحافظات، بغية تعليم الموظفين الية ادخال بيانات الموظفين في البرنامج المخصص لمشروع الرقم الوظيفي وما هو المطلوب منهم”.

وأوضح ان اللجنة التي شكلت لإنجاز المشروع تمكنت من “ادخال بيانات مليونين و 600 الف موظف، والعمل لم ينته. هناك المزيد من الموظفين، وما زالنا نعمل على اعطائهم ارقاماً وظيفية، ونأمل ان سيتكمل العمل قبل نهاية هذه السنة”.

ولم يرد المتحدث باسم وزارة التخطيط لدى سؤاله عن أعداد الموظفين الفضائيين التي تم اكتشافها أثناء عملية ادخال بيانات الموظفين حتى الان: “لن نعلن أية ارقام إلا بعد ان نكمل عملنا” هكذا جاء رد الهنداوي.

واكد ان “كل المؤسسات الأمنية تعاطت ايجاباً مع مشروع الرقم الوظيفي”.

مزايا المشروع

من جهته، قال عضو المجلس الاعلى لمكافحة الفساد سابقاً، سعيد ياسين، لـ”طريق الشعب”، أمس، ان “مشروع الرقم الوظيفي بدأ منذ فترة طويلة، وفي عام 2019 وصلت نسبة الانجاز فيه حوالي 30 في المائة”.

واضاف ان الحكومة الاتحادية ارسلت وفدا الى إقليم كردستان “من أجل توطين رواتب الموظفين هناك، وادراجهم ضمن المشروع”.

وزاد ياسين، ان “هذا المشروع يقضي على ازدواج الرواتب، بالإضافة الى انه يحدد هيكلية الدولة والدرجات الوظيفية، ويعطينا صورة تفصيلية واضحة عن مستوى الموظفين في العراق، من حيث العدد اولا، والمستحقات المالية ثانياً، وتفاصيل اخرى تتعلق بسيرة الموظف العملية”.

ورأى المتحدث ان “هذا المشروع يعتبر مؤشرا اوليا على الشفافية، وهو جزء من الحوكمة الالكترونية”.

وذكر ياسين، ان هناك بحدود 4 ملايين موظف و 2 مليون متقاعد لدى الدولة، بالإضافة الى الاجراء اليوميين وأصحاب العقود والمشمولين بالرعاية الاجتماعية “كثير منهم يتلقى اكثر من راتب حكومي”، ينقل ياسين عن وزارة المالية.

وبحسب وزير التخطيط في حكومة إقليم كردستان، دارا رشيد، فإن أعداد الموظفين العاملين في القطاع العام داخل إقليم كردستان وصلت حاليا الى 753 ألف موظف.

واكد رشيد في تصريح صحفي، تابعته “طريق الشعب”، ان ديوان الرقابة المالية الاتحادي، ليس لديه أية ملاحظات حول عدد موظفي الاقليم.

وكانت لجنة الكشف عن الموظفين الوهميين في مجلس النواب، قد ذكرت في وقت سابقا، ان الموظفين الوهميين ومزدوجي الرواتب يتجاوز 200 ألف شخص.

الصفحة الخامسة

توقعات بأن يزيد القرار حالات الإنقاذ

إبعاد مسعفي ضحايا حوادث المرور عن المساءلة القانونية

بغداد ـ طريق الشعب

رحّبت أوساط حقوقية واجتماعية بقرار السلطات القضائية العليا الأخير، الذي يقضي بعدم مساءلة مسعفي المصابين في الحوادث المرورية، قانونيا.

ويعتقد “المرحّبون”، بأن هذا القرار القضائي سيساهم في زيادة حالات المساعدة لإنقاذ المصابين ونقلهم للمستشفيات. لكنهم يرون أن الموقف سيكون ممتازا لو أن شيوخ العشائر اتخذوا قرارا مماثلا.

خطوة تشجيعية

ووجه مجلس القضاء الاعلى، أخيرا، المحاكم المختصة كافة، بضرورة تجنيب المسعفين المساءلة القانونية، اثناء مساعدتهم المصابين في الحوادث المرورية.

ووجهت وثيقة صادرة عن المجلس، طالعتها “طريق الشعب”، المحاكم المختصة كافة بـ “التعامل مع المسعف بالطريقة التي تجنبه المساءلة القانونية أو الاتهام بارتكابه هذا الحادث، حفاظا على ارواح المصابين وتشجيعا للمسعفين باتخاذ الاجراءات التي من شأنها الاسراع في عملية الاسعاف وانقاذ المصابين جراء الحوادث المذكورة”، منبهة إلى “مراعاة عدم المساس بإجراءات التحقيق الضرورية لمعرفة اسباب الحادث”. 

العشائر.. هل تبادر؟

من جانبها، طالبت مفوضية حقوق الانسان، العشائر العراقية باعتماد هذا القرار، من اجل حماية السلم المجتمعي.

وقالت عضو المفوضية فاتن عبد الواحد، في بيان تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، ان “المفوضية سبق لها أن أشرت ظاهرة عزوف المواطنين، ممن يتواجدون قرب الحادث أو من المارة، عن إسعاف المصابين جراء الحوادث المرورية، خوفا من المساءلة القانونية”، مشيرة الى ان هذا الأمر أدى الى “حدوث حالات وفاة كثيرة، وانتهاك حق الحياة وإهدار الأرواح، كذلك وقوع ظلم كبير على كثير من المواطنين المسعفين، الى ان تثبت براءتهم”. 

وشددت على أهمية أن تتخذ الجهات الحكومية الخدمية، تلك التي تكون على تماس بالمواطنين “التدابير المهمة لحماية حقوق الأفراد وإنقاذ حياتهم”، مطالبة شيوخ ووجهاء العشائر بـ “الاخذ بهذا القرار واعتماده، حماية للسلم المجتمعي”. 

ضعاف النفوس يتحملون المسؤولية

من جهته، حمّل المواطن مزيد بدر، بعض ضعاف النفوس في المجتمع والاجهزة الامنية، مسؤولية عزوف المواطنين عن مساعدة ضحايا الحوادث المروية.

وقال بدر، وهو أحد وجهاء مدينة الثورة (الصدر)، ان “هناك تصرفات تبدر عن بعض افراد العشائر، لا بد من وضع حد لها، مثل تحميل المسعف مسؤولية الحادث دون دليل، ومطالبته بدفع تعويض مالي على عمل لم يرتكبه”، مشيرا في حديث لـ “طريق الشعب”، الى ان “هذه الحالات موجودة بكثرة في المجتمع، ويتاجر بها البعض من ضعاف النفوس”.

واضاف قائلا، ان “القوات الامنية الموجودة في المستشفيات تتعامل مع المسعفين على اعتبارهم متهمين. وللأسف، هناك من يحاول الصاق التهم بالمسعف دون وجه حق”، داعيا شيوخ العشائر والقادة الأمنيين، الى معالجة هذه الظواهر السلبية في المجتمع.

اجراءات لوجستية واجتماعية

في المقابل، دعا الباحث الاجتماعي اثير عبد السادة، الى اتخاذ اجراءات لوجستية واجتماعية، لضمان مساعدة المصابين، وعدم ظلم المسعفين لهم.

وذكر عبد السادة لـ”طريق الشعب”، ان “الخطوة الاولى التي يجب العمل عليها هي الاستفادة من منظومة الكاميرات المنتشرة في الشوارع. وعليه سيصبح من السهل تمييز المتسبب في الحادث من المسعف”، مشددا على “ضرورة نقل الموقف بشكل عاجل للقوات الامنية الموجودة في المستشفيات، دون المرور بالإجراءات الروتينية المعتادة في الدوائر الرسمية”.

ويأمل المتحدث أن يتوجه زعماء القبائل الى توقيع ميثاق اجتماعي يشجع المواطنين على مساعدة المصابين في الحوادث المرورية، مع ضمان عدم ملاحقتهم، ومحاسبة من يحاول ابتزازهم.

ضحايا الحوادث

وكانت مديرية المرور العامة، قد قدمت إحصائية بعدد الحوادث المرورية ووفياتها، منذ العام 2020.

وقال مدير المرور العامة، اللواء طارق إسماعيل، في حديث صحفي، ان عدد الحوادث المرورية التي شهدها العراق منذ العام 2020 حتى الآن، بلغ 8185 حادثاً، توفي فيها 2152 شخصا، وأصيب 8383 آخرين.

***************

أگـول

صيدليات غير مجازة يديرها مضمدون!

فالح العنبكي

من واجب أي دولة، محاربة الثالوث اللعين: “المرض، الفقر والجهل”، لكن للأسف، يوما بعد آخر ينتصر علينا – نحن العراقيين – هذا الثالوث، بسبب السياسات المتخلفة المتبعة في معالجة المشكلات.

ففي مدينة بعقوبة، وعلى الرغم من الأوضاع الصحية الصعبة جراء جائحة كورونا، لا زلنا نرى أعدادا كبيرة من الصيدليات غير المجازة، خاصة في أطراف المدينة. كما نرى أن هناك اعتمادا على الكادر الصحي الوسطي (مثل المضمد) في إدارة غالبية الصيدليات.

ولا يخفى على المتابعين، قيام مجموعات من المضمدين باستئجار أو شراء إجازات من صيادلة، لاستخدامها في فتح صيدليات، خاصة في الأقضية والنواحي. فيما يقوم أناس غير متخصصين، لا يحملون شهادات صحية، من عمال وسائقين في دوائر الصحة، بافتتاح عيادات مصغرة وصيدليات في القرى.. انها لكارثة حقيقية!

وبالإضافة إلى ذلك كله، نجد أن هناك تباينا في أسعار الأدوية بين الصيدليات الأهلية. كما نجد في الصيدليات والعيادات المصغرة التي يديرها مضمدون ومعاونون طبيون، من يقوم بتشخيص الأمراض بصورة عشوائية، ووفق ما متوفر لديه من أدوية!

نحن على قناعة، بأن المسؤولين لو نظموا جولة ميدانية بسيطة بين هذه الصيدليات والعيادات، لاكتشفوا أنها أشبه بمحال بقالة، يعمل فيها أشخاص من غير ذوي الاختصاص.

لذلك، من واجب الجهات المعنية إنقاذ المواطن من هذه الآفة التي صارت تتسع يوما بعد آخر، بسبب ضعف الرقابة. فمن المؤلم جدا أن تصبح صحة المواطن رخيصة، يتاجر بها من هبّ ودبّ!

*****************

الحلة

"سوء التخطيط" أبرز عوامل الزحام المروري!

الحلة – علي حسام

يشهد مركز مدينة الحلة، زحاما مروريا خانقا يعزوه الكثيرون إلى "التخبط" وسوء التخطيط العمراني في إدارة مشاريع الطرق والجسور.

ودأبت بلدية الحلة، خلال شروعها بتنفيذ المشاريع، على غلق بعض الطرق لفترات طويلة تصل إلى شهور عدة، خاصة في ظل التلكؤ في إنجاز بعض المشاريع، الأمر الذي يشكل ضغطا على بقية الطرق، ويتسبب في حصول اختناقات مرورية.

مواطنون كثيرون، شكوا مشكلة الزحام الذي يشهده مركز المدينة، خاصة في "شارع الجمعية"، بعد أن قامت مديرية مرور بابل بإغلاق ثلاث "استدارات" فيه من أصل خمس، الأمر الذي جعل الحركة في الشارع شبه متوقفة، وأدى إلى عرقلة وصول الموظفين والعمال إلى أماكن عملهم.

وطالب العديد من أهالي الحلة، عبر "طريق الشعب"، مديرية المرور ودائرة البلدية، اتخاذ الإجراءات اللازمة لفك هذه الاختناقات المرورية وتسهيل انسيابية السير.

****************

مقترح لإنقاذ ديالى من الجفاف

أعلنت وزارة الموارد المائية قبل أسابيع، ان الخزين المائي في سدي دربندخانوحمرين تناقص بشكل كبير،ما قد يؤثر على تأمين المياه الزراعة لمحافظة ديالى.

ومعلوم أنه بسبب شح الأمطار خلال موسم الشتاء الأخير، فضلا عن تحويل غالبية الروافد التي كانت تغذي نهر ديالى إلى الداخل الإيراني، باتت المحافظة مهددة بالجفاف.

وللحد من حصول هذه الكارثة، نقترح حفر عدد من الآبار الارتوازية العميقة على طول خط نهر ديالى، من كلار وخانقين إلى حمرين، مرورا بجلولاء، مع تضمين هذه الآبار مضخات عملاقة تقوم بتغذية النهر بالمياه.

المستشار الجيولوجي

 عبداللطيف العزاوي

****************

“نشتري الماء وأعمدة الكهرباء”!

سكان “السفحة” في واسط يطالبون بالخدمات

الكوت – وكالات

طالب عدد من سكان “منطقة السفحة” في محافظة واسط، الجهات الحكومية المعنية، بربط المزيد من أنابيب الماء وأعمدة الكهرباء إلى منطقتهم، وذلك بعد أن اتسعت وازداد عدد وحداتها السكنية خلال السنوات الأخيرة. وأوضح عدد من سكان المنطقة في حديث صحفي، أن “المواطنين يضطرون في غالب الأحيان إلى شراء المياه من الحوضيات لغرض إكمال بناء منازلهم في المنطقة، الأمر الذي يكلفهم مبالغ مالية إضافية، وهم في الغالب من ذوي الدخل المحدود”.  فيما لفت آخرون، إلى أن البعض يضطر إلى شراء أعمدة كهرباء وأدوات خاصة بتسليك خطوط نقل الطاقة الكهربائية، على نفقتهم الخاصة، بسبب عدم إيصال شبكة الكهرباء الوطنية إلى المساحات الجديدة في المنطقة، مطالبين الدوائر المعنية، بنصب محولات كهرباء رئيسة جديدة وإكمال إيصال شبكة توزيع الطاقة.  وكانت الحكومة المحلية في واسط، قد وزعت في وقت سابق عددا من قطع الأراضي السكنية في “منطقة السفحة”، على شرائح مختلفة من المواطنين.

****************

أهالي “الدوانم”:

نناشدكم إكساء شوارعنا!

بغداد – طريق الشعب

جدد أهالي “منطقة الدوانم” في بغداد، مناشدتهم الجهات الحكومية المعنية، إكساء شوارعهم التي أصبحت مليئة بالحفر والمطبات، خاصة الأزقة الرئيسة.

وكان أهالي المنطقة، قد ناشدوا في وقت سابق عبر “طريق الشعب”، المسؤولين معالجة مشكلة شوارعهم، ووقتها راجع وفد منهم المحافظة وأمانة بغداد، حاملا معه طلبا مرفقا بتواقيعهم.

وفي هذا الشأن، ذكر المواطن ظفار مهدي علي، وهو من سكان “الدوانم”، أن المحافظة وأمانة العاصمة وجهتا في ذلك الحين، الدوائر البلدية المختصة، بإكساء شوارع المنطقة، وذلك بموجب كتب رسمية خاصة صادرة عنهما “إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن”!

وأكد علي لـ “طريق الشعب”، أن أهالي “الدوانم” يعانون اليوم كثيرا جراء الحفر والمطبات المنتشرة في الشوارع، والتي تعيق سير المركبات والسابلة، خاصة في فصل الشتاء، بعد أن تغمر بمياه الأمطار، لافتا إلى أن منطقتهم سكنية وتضم أكثر من 8 آلاف منزل، وأنها تقع ضمن حدود “وحدة بلدية الرشيد”.

******************

مواساة

* تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الرفيق ناجي عبد مطرود بوفاة عمه   د. زامل مطرود جاسم الكعبي.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

كما تعزي المختصة العمالية في اللجنة المحلية للحزب في النجف، برحيل الشاب العامل المثابر محمد كامل الفتلاوي، الذي توفي اثر صعقة كهربائية اثناء العمل.

للفقيد الذكر الطيب، ولعائلته الصبر والسلوان.

****************

الصفحة السادسة

بعد انتعاش أسعار النفط مطالبات بإنهاء «معاناة الفقراء» من ارتفاع سعر صرف الدولار

نواب ومراقبون: ضرورة إلغاء تعويم الدينار

بغداد ـ طريق الشعب

مع ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية, وتجاوز العراق للازمة المالية، في الوقت الحاضر على الأقل، جدد عدد من المسؤولين والمختصين مطالبتهم بإعادة رسم السياسة الاقتصادية للبلاد, وارجاع سعر صرف الدينار امام الدولار الى سابق عهده، لأن عملية التعويم لم يتحمل تبعاتها سوى المواطنين من ذوي الدخل المحدود.

ويبيع البنك المركزي يوميا أكثر من 200 مليون دولار في مزاد العملة وذلك لغرض السيطرة على السوق.

ويوم أمس، سجلت أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي، انخفاضا في البورصة الرئيسية في بغداد واقليم كردستان.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن بورصة الكفاح والحارثية المركزية في بغداد سجلت 147600 دينار عراقي مقابل كل 100 دولار أمريكي.

وأضاف أن اسعار البيع والشراء انخفضت في محال الصيرفة بالأسواق المحلية في بغداد، حيث بلغ سعر البيع 148000 دينار عراقي، بينما بلغت اسعار الشراء 147000 دينار لكل 100 دولار امريكي.

أما في اربيل، فقد شهدت اسعار الدولار انخفاضا ايضا حيث بلغ سعر البيع 147800 دينار لكل 100 دولار امريكي، والشراء بواقع 147200 دينار لكل 100 دولار.

اجتماع لتقليل تداعيات التعوم

وبحثت اللجنة المالية في مجلس النواب، مع محافظ البنك المركزي، خطوات تقليل تداعيات تغيير سعر الصرف والآثار المترتبة عليه.

وقالت اللجنة في بيان طالعته “طريق الشعب”، إنها ضيفت أول من أمس الثلاثاء، محافظ البنك المركزي مصطفى غالب مخيف ونائب المحافظ عمار حمد خلف، حيث تم بحث الخطوات التي وعد البنك المركزي تنفيذها لتقليل تداعيات تغيير سعر الصرف والآثار المترتبة عليه، وموضوع بيع العملة ومواجهة عملية استنزافها وسبل الحفاظ عليها واستثمارها بشكل سليم.

وناقشت اللجنة المالية، بحسب البيان، “المشاريع والخطط والقروض التي وعد البنك تنفيذها بعد تغيير سعر صرف العملة، حيث شددت اللجنة على ضرورة الالتزام بتلك الوعود وسرعة تنفيذها بالذات تلك التي تساهم في تشغيل الشباب العاطلين وتدعم قطاعات الإسكان والصناعة والزراعة ودعم المنتج المحلي وتخفيف القيود والإجراءات الروتينية عليها.”

وأوصت اللجنة بفرض إجراءات رقابية لضبط سعر الدولار في السوق.

زوال المبررات

ووفقا لمقرر اللجنة النائب أحمد الصفار، فإن “الحكومة لجأت لتغيير سعر صرف الدولار نتيجة الازمة المالية في دفع رواتب الموظفين، وعدم وجود اموال كافية لتغطية الاحتياجات الضرورية، فضلا عن انخفاض اسعار النفط آنذاك”، مردفا أن “الوضع المالي تغير بعد ارتفاع أسعار النفط التي وصلت الى 73 دولاراً للبرميل، وبالتالي زالت مبررات تغيير سعر الصرف”.

تراجع عن القرار

ويقول عضو مجلس النواب يونادم كنا ان “سعر برميل النفط في الموازنة حدد بـ 45 دولارا للبرميل، بينما حاليا هو 70 دولارا، ما يعني هناك فرق بـ25 دولارا لكل برميل”، مشيرا الى ان “كل دولار زائد عن السعر المحدد في الموازنة يحقق لنا واردا سنويا اضافيا بمليار دولار، ما يعني بالمجمل الوارد الاضافي هو 25 مليار دولار سنويا”.

 وبحسابات كنا فان فائض الـ12 مليارا و500 مليون دولار، لا يوجد معها  مبرر لعدم تراجع الحكومة عن رفع سعر الصرف للدولار مقابل الدينار، لأن “الوضع الحالي تأثرت به أغلب طبقات المجتمع من عمال وفلاحين وموظفين وكسبة، بينما المستفيد الوحيد من هذا الوضع هو مجموعة صغيرة من المضاربين بالاسعار”.

ونبّه الى ان “الاسعار في الاسواق ارتفعت بنسب متفاوتة؛ فالبعض منها ارتفع الى 25 في المائة، والاخر الى 50 او 100 في المائة، بينما لا يوجد اي متابعة من الجهات الرقابية لهذا الوضع”، مضيفا ان “جهازي المخابرات والأمن الوطني ينبغي أن يكون فيهما اجهزة متخصصة بمتابعة الوضع الاقتصادي في السوق، وعدم تركه على اهواء المضاربين، اضافة الى متابعة ملف مبيعات العملة الصعبة التي لا ياتي مقابلها اية بضائع على الارض، بل فقط فواتير استيراد دون وجود مواد حقيقية تدخل للبلد”، في اشارة الى وجود عمليات تهريب وتبيض للعملة الصعبة.

حركة الأسواق بطيئة

من جانبه, أشّر عضو اللجنة المالية البرلمانية، جمال كوجر، أن “تباطؤا حكوميا” في تنفيذ بنود الموازنة، مشيرا إلى أن هناك طعونا “قُدِمَت على 10 فقرات فقط من اصل 60 فقرة, وهي لا تؤثر على صرف الموازنة”.

وقال كوجر ان “”حركة السوق بطيئة والحكومة مطالبة بالإسراع في إطلاق مستحقات المقاولين والمواطنين والإسراع في ايصال موازنات المحافظات، والتي تشكل الدافع الأساس في تحريك السوق وتوفير فرص عمل كثيرة”.

ونوه النائب بان “الحكومة تجاوزت النصف الأول من العام دون صرف 80 في المائة من الموازنة”.

ويرهن كوجر كساد السوق أيضا بأسعار صرف الدولار، التي خضعت لتعويم حكومي.

إعادة سعر الصرف

من جهته, يؤكد الخبير الاقتصادي احمد خضير لـ”طريق الشعب”, ان “استمرار ارتفاع أسعار النفط لغاية نهاية العام الحالي، سيوفر مبالغ مالية يمكن لها سد العجز التخميني في الموازنة، وتسديد جزء من القروض الخارجية”.

ووفقا لخضير فانه “لم يسبق ان تم صرف كامل الأموال المخصصة في الموازنات العامة، الا في حالات استثنائية”.

وبمعطيات الخبير, فان “أسعار النفط ستبقى في ارتفاع مستمر. من المتوقع ان تصل الى حدود 95 دولارا قبل نهاية العام الحالي”، ومع هذا الحال يجد خضير هناك ضرورة لأن تراجع الحكومة “سياستها الاقتصادية والمالية في البلاد، وعلى رأس ذلك موضوع سعر صرف الدينار امام الدولار”.

فلا يجد خضير مبررا لاستمرار “الإجراءات الاستثنائية” في ظل وجود فائض مالي.

وينصح المتحدث “القائمين على اعداد موازنة العام المقبل، اخذ هذا الامر في الحسبان, ودراسة الاثار السلبية التي خلفتها زيادة سعر صرف الدولار امام الدينار، على الفقراء والكادحين”.

تحذيرات من اجراء محتمل يزيد المواطنين فقرا

خبراء: حذف الاصفار يفتح الباب امام الفساد وغسيل الأموال

بغداد ــ طريق الشعب

عاد الحديث مجددا عن عملية إعادة هيكلة العملة العراقية من خلال حذف 3 اصفار, حيث رهن مستشار حكومي ذلك بـ”شرطين اساسين”, فيما يعتقد مختصون في الشأن المالي ان هناك صعوبة في تنفيذ هذا الامر في ظل الأوضاع الحالية, محذرين من أن هذه الخطوة “تفتح بابا جديدا للفساد وغسيل الأموال وتهريب العملة”.         

مشروع حكومي

وقال المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح، في حديث صحفي, ان “البنك المركزي العراقي وضع مشروع حذف ثلاثة أصفار من العملة العراقية بغية اصلاح نظام المدفوعات النقدية الذي بات مثقلا بأرق الحصار الاقتصادي الذي فرض في تسعينيات القرن الماضي، وضعه موضع البحث والدراسة منذ امد بعيد”.

واكد صالح، ان المركزي اطلع على حوالي 54 تجرية دولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين والتي جرت في بلدان العالم المختلفة، تم فيها اصلاح انظمة المدفوعات النقدية وجعلها تعمل بكفاءة افضل.

ويبين صالح, ان “ظاهرة تكثير الاصفار في الوحدة النقدية او اضافة اصفار على الوحدة النقدية الواحدة تأتي عادة بسبب تعرض الاقتصادات الى موجات جامحة من التضخم او ارتفاعات حادة مستمرة لسنوات في مستوى الاسعار، بسبب الحروب والحصارات والصراعات والتي تؤدي الى تمويل عجز الموازنات الحكومية عن طريق الاصدار النقدي”.

واوضح ان “السعر يعني قيمة السلع والخدمات معبرا عنها بالنقد فإن ارتفاع الاسعار المستمر دون توقف يؤدي الى تآكل قيمة الوحدة النقدية، ما يقتضي اصدار فئات نقدية اكبر بسبب انعدام قيمة الفئات النقدية الاصغر واختفاء قدرتها في تغطية المعاملات والمبادلات المرتفعة القيمة النقدية في السوق”.

واشار المستشار الى انه “بناء على ذلك تتضخم القيمة النقدية للأشياء او الموجودات الملموسة وغيرها، وعندما ينتهي التضخم الذي زادت الاسعار بموجبه الى ثلاث مراتب عشرية او اكثر او اقل، حسب طبيعة كل اقتصاد، تلجأ الدول الى تقليل التكاثر المصطنع في الارقام، ولاسيما التكاثر في ارقام الدفاتر الحسابية والميزانيات ومختلف ارقام ادوات المحاسبة، وذلك بعد ان يتوافر شرطان”.

شرطان للتنفيذ

ويحدد صالح “شرطين لتنفيذ هذه العملية: الاول هو الاستقرار السعري والنمو الاقتصادي العالمي. والثاني الاستقرار المناسب في الحياة السياسية. لذا تأتي اهمية حذف الاصفار من العملة وترشيق وحدات العملة كشرط ضروري لخفض الارقام المحاسبية وتسهيل التعاطي الحسابي وكلفة ادارة الأرقام الكبيرة الجديدة وانعدام الارقام الصغيرة والكسور”.

خطوة تزيد الفقر

بدورها، ردّت اللجنة المالية النيابية على حديث صالح عبر النائب عبد الهادي السعداوي, بالقول: انه “لا توجد الية معمول بها حاليا، ومن المحتمل العمل بها اذا كان هناك تضخم كبير بالعملة العراقية”, مبينا انه “مع ارتفاع سعر صرف الدولار اصبح العراقي لا يمتلك قوة نقدية كبيرة جدا، ومن هذا المنظور فان هذه العملية ستؤدي الى ارباك السوق وتضخم كبير في العملة وارتفاع السلع والبضائع، وبالتالي تعود بالتأثير السلبي على المواطن”.

ويؤكد السعداوي, ان “هذه الخطوة تحتاج دراسة ستراتيجية كبيرة جدا، ليتم اتخاذ هكذا قرار”, منوها الى ان “عملية تحديث الاصفار من العملة العراقية سيؤدي الى زيادة الفقر في البلد”.

عملية مكلفة

بدوره, يوضح الخبير المالي اثير عباس لـ”طريق الشعب”, عملية حذف الاصفار بالقول: ان “العملية تعني استبدال العملة الحالية بعملة جديدة تقل عن السابقة بعدد الاصفار المحذوفة”, مشيرا الى ان “العملية تعني إعادة تعيير او تدريج ولا تعني رفع قيمة الدينار، كون التغيير لن يحدث اثرا في الناتج المحلي الإجمالي الذي يستخدم ليقاس السلع والإنتاج في البلدان”.

ويضيف ان “اهداف حذف الاصفار من العملة تتعلق بإعادة قيمتها في وقت قصير وتعزيز الثقة في العملة داخليا وخارجيا، وكذلك بتسهيل عملية تحويل العملة الى العملات الأخرى, واستبعاد الأوراق النقدية العالية الأرقام والقليلة القيمة, فضلا عن تخفيض تكاليف إنتاج العملة وتوزيعها والتعامل بها, وإصلاح نظام إدارة العملة وإعادة بناء هيكل فئاتها”.

ونوّه بأن “تغيير العملة غالبا ما يأتي بعد فترة تضخم عال، متبوعة بفترة استقرار، خصوصا في البلدان المفتوحة للتدفقات الرأسمالية الدولية وهي تحت برنامج تكييف تابع لصندوق النقد الدولي مثل الوضع العراقي”.

ويعتقد عباس ان “عملية حذف الاصفار واستبدال العملة ستكون مكلفة على الاقتصاد والمجتمع، ابتداء من كلف الدراسة، مرورا بكلف الطباعة والاستبدال وانتهاء بكلف الدعاوى القضائية والتعويض، الى جانب كلف دعم الاقتصاد اثناء وبعد عملية الاستبدال”, محذرا من “عمليات الفساد والتزوير التي يمكن أن ترافق عملية استبدال العملة وإعادتها الى التداول واستبدالها ثانية، فضلا عن أن العملية ستزيد من ظاهر ة غسيل الأموال”.

تجارب دولية

وبحسب دراسة أميركية صادرة عن جامعة “نروث كارولينا”، فإنه توجد 70 حالة حذف أصفار من العملات منذ عام 1960.

وتخلصت 19 دولة من الأصفار في عملاتها المحلية مرة واحدة، فيما لجأت 10 دول لمثل هذه الخطوة مرتين.

وشهدت الأرجنتين إزالة الأصفار 4 مرات بينما عمدت يوغوسلافيا السابقة (صربيا) إلى هذا الحذف 5 مرات، وتخلصت كذلك البرازيل من أصفارها 6 مرات.

وقررت بوليفيا التخلص من الأصفار مرتين في حين أن كلاً من أوكرانيا وروسيا وبولندا أقبلت على هذا الإجراء 3 مرات، بينما نفذت تركيا وكوريا وغانا تلك الخطوة مرة واحدة فقط.

ومنذ عام 1930 وحتى أوائل القرن الحالي؛ فإن البرازيل شهدت التخلص من 18 صفراً في 6 مرات. كما تمت إعادة تسمية العملة 8 مرات.

وقبل إلغاء العملة المحلية والتحول إلى اليورو، كانت ألمانيا أول من أقبلت على إزالة أصفار من عملتها الوطنية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، على خلفية الضغوط الاقتصادية التي لحقت بالبلاد ودفعت التضخم لمستويات مرتفعة

إزالة الأثر لا الضرر

 من جانبه, يقول الخبير الاقتصادي علي بدر, ان “حذف الاصفار يزيل اثر التضخم عن العملة، لكنه لا يعالج أسبابه”, مشيرا الى ان “الوقت الحالي غير ملائم لعملية الاستبدال وحذف الاصفار”.

ويضيف, ان “القائمين على الاقتصاد العراقي مطالبون بإيجاد حلول لانتشاله، بدل التفكير في الترقيع”, مبينا ان “عملية تغيير العملة تحتاج الى استقرار سياسي واقتصادي، وهذا ما يفتقده العراق في الوقت الراهن”.

ويحذر بدر, من “تكرار تجربة ايران وتركيا التي القت بظلالها على المواطن الذي تحمل أعباء هذا التغيير وحده”, مؤكدا ان “العراق بحاجة الى تفعيل القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية ودعم القطاعات الإنتاجية من اجل النهوض بها وتقوية الاقتصاد العراقي”

البروليتاريا

اعداد: د. صالح ياسر

هي طبقة العمال الاجراء في المجتمع الراسمالي، المحرومة من ملكية وسائل الانتاج، والمضطرة لبيع قوة عملها الى الرأسماليين. ان طبقة البروليتاريين تظهر مع ظهور اسلوب الانتاج الراسمالي، وهي احدى الطبقتين الاساسيتين في المجتمع الرأسمالي. وتعتبر البروليتاريا طبقة مستغَلة

(بالفتح) واساس استغلالها هو ملكية الرأسماليين لوسائل الانتاج. ويؤدي استثمار البرجوازية للبروليتاريا الى نشوء تناقضات تناحرية بين هاتين الطبقتين، ويولد الصراع الطبقي بينهما. وفي مجرى هذا الصراع لا تعي البروليتاريا مصالحها الطبقية الجذرية فورا، بل عبر خوض نضالات ذات طبيعة اقتصادية صرفة تتطور في مجرى تفاقم الإستغلال الرأسمالي الى تبلور وعي طبقي يتجاوز المصالح الاقتصادية المباشرة.

وفي مجرى النضال ضد الاستغلال الراسمالي، تؤسس البروليتاريا منظماتها الطبقية.

الصفحة السابعة

حكومة هشة لا ينتظر الفلسطينيون منها شيئاً

د. ماهر الشريف

في نهاية جلسة مضطربة عقدت مساء يوم الأحد 13 حزيران الجاري، صوّت الكنيست  الإسرائيلي على منح الثقة لحكومة “التغيير” المقبلة  في إسرائيل؛ فمن بين 119 نائباً حضروا الجلسة (من أصل 120) صوّت 60 لصالح هذه الحكومة، وعارضها 59 نائباً، معظمهم من حزب الليكود وحزب الصهيونية الدينية وحزبي الحريديم. وكانت جلسة الكنسيت قد انتخبت، قبل التصويت على منح الثقة بالحكومة الجديدة، رئيساً جديداً للكنيست هو ميكي ليفي من حزب “يوجد مستقبل”، وذلك بأغلبية 67 نائباً...

من أقصى نتنياهو ؟

يعود الفضل الأكبر في إقصاء بنيامين نتنياهو عن سدة الحكم إلى يائير لبيد زعيم حزب “يوجد مستقبل”، الذي نجح،  بعد أن كلفه رئيس الدولة بتشكيل حكومة جديدة، في إقامة ائتلاف حكومي ضم سبعة أحزاب صهيونية مختلفة المشارب والتوجهات تصنف، بحسب التصنيفات السائدة في إسرائيل، في مواقع “اليمين القومي”، “والوسط” و”اليسار”، فضلاً عن حزب عربي إسلامي التوجه تمثله القائمة العربية الموحدة (راعم)...

وبحسب ورقة تقدير موقف أعدها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار”، يشير الأساس الإيديولوجي لحزب “يوجد مستقبل “ إلى أنه ينطلق من داخل الإجماع الصهيوني- اليهودي حول هوية الدولة؛ فالدولة بالنسبة له “لا يجب أن تكون يهودية في هويتها وتوجهاتها الثقافية فحسب، بل عليها أيضاً أن تكون ذات أغلبية يهودية، ودولة الشعب اليهودي في كل مكان”. وفي المجال  السياسي، يحمّل الحزب الفلسطينيين مسؤولية فشل “عملية السلام”، وهو يتبنى حل الدولتين، ولكن “ليس بدافع الاعتراف بحقوق الفلسطينيين الوطنية، بل بدافع الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية مع أغلبية يهودية”، من دون العودة إلى خطوط الخامس من حزيران 1967، وعبر الإبقاء على الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، والإبقاء على القدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل، وحل مشكلة اللاجئين في الدولة الفلسطينية فقط”.

“الانتهازي” الذي أطاح بمعلمه السابق

سيتولى نفتالي بينيت رئاسة الوزارة الائتلافية الجديدة حتى سنة 2023 وهو لا يملك سوى  مقاعد سبعة وحيدة فاز بها حزبه “يمينا” في الانتخابات التي جرت في آذار الفائت، تمّ تقليصها إلى ستة، برحيل النائب عميحاي شيكلي، وبذلك يكون قد حقق، كما وصفه أحد المحللين، “سرقة القرن السياسية في إسرائيل”. وبحسب الصحافية نوا لاندو، فإن ضعف الأحزاب “اليسارية” في هذه الحكومة هو الذي يفسر نجاح مناورة القومي المتطرف بينيت في ترؤسها، متوقعة أن تكون هذه الحكومة أكثر يمينية من حكومة نتنياهو السابقة، وأن تواصل عمليات استعمار الضفة الغربية. وتدلل على ذلك بتوزيع الحقائب على أقطابها، حيث يتسلم  المصنفون في مواقع “اليمين” الحقائب الوزارية الرئيسية فيها، إذ سيشغل يائير لبيد منصب وزير الخارجية في العامين الأولين من الحكومة، قبل أن يتسلم رئاستها من بينيت، وسيظل زعيم حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس، الذي نقل بندقيته بسرعة مذهلة من كتف إلى كتف، وزيراً للدفاع، بينما سيتولى منصب وزير المالية أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب “يسرائيل بيتنا”؛ وسيكون رئيس “أمل جديد”، جدعون ساعر، وزيراً للعدل، وتتولى أييليت شاكيد من حزب “يمينا” منصب وزيرة الداخلية،  كما يتولى زئيف ألكين من حزب “أمل جديد” وزارة البناء والإسكان وشؤون القدس.

مواقف نفتالي بينيت العنصرية ضد العرب

يتطرق الصحافي سيلفان سيبل إلى مواقف نفتالي بينيت العنصرية إزاء العرب، فيذكر أنه  في أيلول 2010، دارت مناظرة تلفزيونية بينه وبين النائب العربي الفلسطيني أحمد طيبي، الذي أطلق عليه  اسم “المستعمِر”، فما كان منه إلا أن ردّ على الطيبي بقوله: “سأقولها ببساطة ووضوح: أرض إسرائيل لنا، لقد كانت أرضنا قبل نشوء الإسلام بوقت طويل”. لكن الطيبي وصفه بـ “المغتصب”، فرد عليه  بينيت بقوله : “كنت لا تزال تتسلق الأشجار عندما كانت الدولة اليهودية موجودة بالفعل!!”. ويضيف الصحافي نفسه أن الفكرة التي أعرب عنها بينيت، “عن مساواة العرب بالقردة كما فعل المتعصبون البيض في وصفهم للسود في الجنوب الأمريكي، لم تكن غريبة عليه”، على الرغم من سعيه، خلافاً  “لعدد كبير من حاخامات المستوطنات اليهودية أو نشطاء اليمين المتطرف الاستعماري الإسرائيلي - وكثير منهم ينضحون بالعدوان العنصري اللامحدود”، سعيه إلى “إظهار وجه متحضر وحديث، وعقلاني تقريبًا”. وفي آب 2013، تفاخر بينيت بقوله: “لقد قتلت الكثير من العرب في حياتي ، ولا مشكلة لدي في ذلك”.  ويتابع سيبل أن أييليت شاكيد، رفيقته في الحزب، لا تتحرج من أن “تقدم نفسها على أنها “فاشية” في إعلان لحملة سياسية”، وهي أوضحت، في إحدى المناسبات، أن “الحفاظ على الطبيعة اليهودية للدولة يأتي أولاً ، حتى على حساب رفض منح حقوق متساوية للمواطنين غير اليهود”...

على ماذا راهن منصور عباس؟

نجح نفتالي بينيت في الوصول إلى رئاسة ما سمي بحكومة “التغيير” بفضل الدعم الذي تلقاه من منصور عباس زعيم  القائمة العربية الموحدة “راعم”، وهي الواجهة البرلمانية في الكنيست للجناح الجنوبي في الحركة الإسلامية داخل مناطق 1948، بحيث أصبح “راعم”  أول حزب عربي ينضم إلى حكومة إسرائيلية.

وبرر منصور عباس انضمامه إلى ائتلاف “التغيير” بقوله: “لقد توصلنا إلى جملة هامة من الاتفاقات في مختلف المجالات التي تخدم مصلحة المجتمع العربي وتقدم حلولاً للقضايا الساخنة في المجتمع العربي – التخطيط وأزمة الإسكان وبالطبع مكافحة العنف والجريمة المنظمة”. ووعد عباس بتدفق الكثير من المنافع على منطقة النقب في جنوب إسرائيل، حيث يقع الثقل الانتخابي للقائمة العربية  الموحدة وسط المجتمعات البدوية في صحراء النقب...

إلى متى ستعمر حكومة الأضداد هذه؟

أجمعت الصحافة على وصف ائتلاف “التغيير”، الذي يجمع بين أحزابه قاسم مشترك واحد هو “إرادة إسقاط نتنياهو” بأنه “تحالف غريب” ستنتج عنه حكومة هشة. إذ توقع العديد من المحللين أن فرص حكومة بينيت-لبيد في البقاء بحلول 27 أب 2023، عندما يحل يائير لبيد محل نفتالي بينيت كرئيس للوزراء وفقًا لاتفاقية التناوب، ستكون ضئيلة في أحسن الأحوال. وهم يرون أن هذه الحكومة ستحاول التركيز على خفض منسوب “العنف اللفظي” غير المسبوق داخل المجتمع الإسرائيلي، وإعادة الاعتبار إلى القضاء، وتمرير الميزانية. لكنها ستواجه تحديات كبيرة تبدأ اليوم -عند كتابة هذا المقال- في التعامل مع المسيرة المزمعة لليمين الإسرائيلي المتطرف في القدس الشرقية، خصوصاً بعد أن هددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالرد إذا نظمت المسيرة بالقرب من ساحة المسجد الأقصى. وسيختلف أقطابها في الغالب فيما بينهم حول مسائل الاقتصاد والحقوق الاجتماعية، وعلاقة الدين بالدولة، وقضية ضم أجزاء من الضفة الغربية.  وبحسب دينيس شاربيت، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المفتوحة في تل أبيب، فإن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمنع التحالف من الانهيار بسرعة كبيرة هو منع بنيامين نتنياهو “من العودة إذا كان هو زعيم المعارضة”. أما الصحافي شارل إندرلين المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ، فهو يرى أن إسرائيل دخلت مع حكومة بينيت “منطقة مجهولة سياسيًا”، وهو يقدّر أن فشلها “سيؤدي حتما إلى انتخابات جديدة قد تكون مكلفة للغاية بالنسبة لمختلف الأحزاب التي تشكل هذه الحكومة”، وأنه سيتعين على الائتلاف الحاكم، “المتسم بالهشاشة، الذي توحده رغبته الوحيدة في الإطاحة بنيامين نتنياهو من السلطة، إيجاد أرضية مشتركة بشأن القضايا الداخلية والقضايا الحساسة مثل القضية الفلسطينية”، ويضيف: “يجب أن يظل الملف الفلسطيني على نار هادئة للغاية للسماح لمناصري الضم ومعارضيه بالتعايش”.

(مقتطفات)

موقع حزب الشعب الفلسطيني - 16 حزيران 2021

***************

في السويد

موقف حزب اليسار.. يحجب الثقة عن الحكومة

نجم خطاوي

كما كان متوقعاً من أغلب المهتمين بالشأن السياسي السويدي، فقد صوت البرلمان السويدي (349 صوتا) لصالح مقترح حزب اليسار في السويد، والداعي لحجب الثقة عن الحكومة الحالية وعن رئيس وزرائها الاشتراكي الديمقراطي ستيفان لوفين.

جلسة البرلمان التي عقدت صباح الإثنين 21 حزيران، وبدعوة من رئيسه، كانت استثنائية وتأريخية، خصوصاً وهي تعقد في ظل أوضاع جائحة كورونا، حيث أجبر الحضور على ارتداء الكمامات، والتقيد بإجراءات السلامة الصحية، وأيضا لكونها المرة الأولى في تأريخ السويد السياسي، يتم فيها حجب الثقة وسحبها من الحكومة ورئيس الوزراء، وعبر التصويت البرلماني الديمقراطي. قرار الدعوة لحجب الثقة جاء على إثر مقترح قدمه حزب اليسار في السويد، وبشخص رئيسته الشابة نوشي دادغستار، والتي كانت قد انتخبت مؤخراً في مؤتمر حزب اليسار.

دعوة حجب الثقة تطورت بعد إصرار الحزب الاشتراكي الديمقراطي والذي يقود السلطة السياسية بالتحالف مع أحزاب الوسط والليبراليين والبيئة، وبدعم من اليسار، على المضي بتقديم مقترح تحرير وحرية ايجارات السكن والعقارات التي ستبنى لاحقاً، والذي يعني عملياً منح البرجوازيين وملاكي العقارات الحق في تحديد ايجارات العقارات دون الرجوع أو الخضوع  لجمعيات المؤجرين التي تتبنى في العادة التفاوض والدفاع عن حقوق الطبقة الواسعة من مؤجري السكن في السويد، والذين يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين مواطن، وهم يشكلون قسماً كبيراً من مواطني السويد العشرة ملايين.

وبعد منح الفرصة لممثلي الكتل السياسية في البرلمان للحديث المختصر عن مواقفهم بشأن مقترح حجب الثقة تم طرح المقترح للتصويت، فحظي بتأييد 181 نائبا، مقابل معارضة 109 نواب، في الوقت الذي تحفظ على المقترح 51 نائبا، وقد تغيب 8 نواب لأسباب مختلفة. هذه الأزمة السياسية التي عصفت بالسويد ليست وليدة اليوم، بل هي تمتد عملياً إلى انتخابات 2018، والنتائج التي تحققت على إثرها والتي أفرزت تقارباً كبيرا بين المؤيدين للكتلة الاشتراكية التي تتكون عادة من ثلاثة أحزاب هي الاشتراكي الديمقراطي وحزب اليسار وحزب البيئة، وبين الكتلة اليمينية التي تضم المحافظين والوسط والليبراليين والحزب المسيحي الديمقراطي، ويتقارب مع توجهاتهم حزب ديمقراطيي السويد ذو النزعة العنصرية والذي تصاعدت شعبيته مؤخرا حيث بلغت نسبة المصوتين له حوالي 17%. الاستعصاء السياسي في تشكيل الحكومة إثر الانتخابات الأخيرة 2018، وعدم امكانية أي من الكتلتين من تحقيق الأكثرية في البرلمان من أجل كسب الثقة، أجبرت الحزب الاشتراكي على التعاون والتقارب مع حزبي الوسط والليبراليين من أجل نيل دعمهما وبدعم من حزب البيئة. وقد تمكن من ذلك، ولكن بشروط قاسية تضمنت 73 بنداً تخص مواضيع مختلفة منها توجهات الحكومة وإجراءاتها وسياستها وقد سميت هذه الاتفاقية باتفاقية كانون الثاني، وكان حزب اليسار قد عارض أغلب بنودها، ومنها بالتأكيد البند الذي يدعو لتقديم مقترح تحرير مبالغ ايجارات السكن، ولكنه وبعد مفاوضات مارثونية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي اضطر للموافقة على التصويت لصالح الحكومة خوفا ومنعاً لإمكانية تشكيل حكومة يمينية في السويد مدعومة من حزب ديمقراطيي السويد ذي النزعة المعادية للأجانب.

 بعد حجب الثقة عن الحكومة، سيكون أمام رئيس الوزراء مدة أسبوع واحد وحتى 29 من حزيران الجاري، من أجل تقديم مقترح لرئيس البرلمان يخوله التفاوض والمحاولة لأربع مرات، مع جميع الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة، أو يدعو رئيس الوزراء إلى انتخابات مبكرة خلال ثلاثة أشهر. من جانبه يريد حزب اليسار استمرار تأييد الحكومة الحالية ورئيس وزرائها بشرط التخلي عن البند المتعلق بتحرير ايجارات السكن، في الوقت الذي تسعى فيه الأحزاب اليمينية لتشكيل حكومة يمينية جديدة، وهذا يعني عملياً العودة لعقدة الاستعصاء السياسي وصعوبة حصول مثل هكذا حكومة على التأييد البرلماني المطلوب، وهو ما ينطبق على الجانب الآخر الاشتراكي الذي سيعاني لكسب الأكثرية في ظل الوضع الحالي. المرجح ضمن الأوضاع الحالية وقصر الفترة المتبقية على الانتخابات السويدية القادمة التي ستجرى في العام القادم، أن يتم الاتفاق على حل وسط يرضي حزب اليسار السويدي، وعبر التخلي عن بند تحرير ايجارات العقارات في اتفاقية كانون الثاني، ومن خلال اقناع حزبي الوسط والليبراليين من أن الانتخابات القادمة ستحدد الوضوح في المواقف، وكذلك كونهم لازالوا يمتلكون التأثير والنفوذ من خلال باقي بنود الاتفاقية معهم، وهي كثيرة مقارنة بفكرة التنازل عن بند واحد فقط.. الأزمة السياسية السويدية تبقى ذات طابع فكري وإيديولوجي وسياسي، وترتبط بالموقف الطبقي من موضوع سياسة الاشتراكيين الديمقراطيين التي انحازت في فترات غير قليلة لصالح الفئات الشعبية، وعبر مكتسبات الضمان الصحي والعمل والرعاية الاجتماعية وتوفير السكن والحريات وحقوق اللاجئين، وعموم الخدمات في مختلف المجالات، وكذلك المواقف الانسانية والتضامنية مع دول العالم الفقيرة والمستحقة. الأحزاب البرجوازية واليمين وأصحاب الشركات والمصانع ومالكو العقارات، كلهم يضغطون من أجل أن يتنازل الاشتراكيون عن هذه المكتسبات ذات النموذج السويدي مقابل استبسال اليسار السويدي ومعهم قسم كبير من أوساط حزب البيئة وأوسط واسعة من داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

في كل الأحوال فأن الذي جرى في السويد يشكل تحولا واضحا لصالح غير الراضين بالأحوال التي وصلت اليها البلاد، وسط ازدياد حالات العنف والجريمة والبطالة، وتأثيرات جائحة كورونا التي تسببت في خسائر كثيرة في الأرواح رغم نجاح الحكومة في عدد من اجراءاتها وتدابيرها.

*************

الصفحة الثامنة

بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيله

جورج لوكاش الكلاسيكي المثير للجدل

في الفلسفة الماركسية

روديغر دانهمان*

ترجمة: رشيد غويلب

في العام 2001 قال الكاتب الهنغاري إستفان أورسي “أنا متأكد من أن عمل لوكاش ينتمي إلى التقاليد الروحية العظيمة للبشرية”. وبنفس اللهجة تحدث يان هونغ يوان، المسؤول عن اصدار الطبعة الرئيسية لأعمال لوكاش في الصين، معتبرا الفيلسوف الهنغاري المتوفي في 4 حزيران 1971، “رابع كلاسيكي” للماركسية إلى جانب ماركس وانجلس ولينين. ولكن هناك تقييمات مختلفة تماما ايضا لعمل لوكاش، بما في ذلك افتراض أنه دمر عقله أثناء حياته، على الرغم من قوته الفكرية غير المقيدة. فكيف نشأت مثل هذه التقييمات شديدة الاختلاف؟

لوكاش الشاب

حتى قبل أن يتحول إلى الماركسية، أصبح الابن المتمرد لمصرفي معروف مهتما بعلم الجمال في أوساط الجمهور البرجوازي الأكاديمي والمثقف، في وطنه هنغاريا وفي البلد المفضل لديه ألمانيا. كان يأمل في الخلاص من مشاكل “عالم الخطيئة” التي شخصها الفن في مرحلة مبكرة. وقد أثار من خلال مجموعة من المقالات، إعجاب الكاتب الألماني توماس مان، وصنع لنفسه مع صديق طفولته الفيلسوف الألماني إرنست بلوخ، اسما في الدائرة المحيطة بعالم الاجتماع ماكس فيبر في مدينة هايدلبيرغ الألمانية.

كان هناك العديد من الإصدارات حول الفلسفة الاجتماعية والفلسفة السياسية، خاصة حول لوكاش والماركسية الغربية والنظرية النقدية، كذلك حول موضوعات في العلوم الأدبية وجماليات الموسيقى. في عام 2006 صدر “مدخل في جورج لوكاش”، وفي عام 2009 “لوكاش وانتفاضة 1968- بحث عن الأثر”.

لكن “الأجنبي اليهودي” جورج لوكاش، المدعوم بفتور فقط من قبل الفيلسوف الألماني وفيلسوف القيمة  هاينريش ريكرت، لا يمكنه اكمال مساره الأكاديمي في ألمانيا. فهو، الوافد الجديد الواعد، ينحرف بشكل متزايد عن الطريق الملكي للمهن الأكاديمية التي حرم منها. وعلى عكس غالبية المثقفين الألمان، بمن فيهم عالما الاجتماع جورج سيميل وماكس ويبر، يرفض الحرب العالمية الأولى، ويرى أخيرا في  ثورة أكتوبر أفقا أحدث نقطة تحول سياسية فلسفية في حياته: في نهاية عام 1918 يصبح شيوعيا وعضوا في حكومة المجالس الهنغارية. وقد صف شهود عيان معاصرون كيف بدا سلوك نائب مفوض الشعب للتعليم في بودابست خلال الجمهورية السوفييتية غريبا للثوار “العاديين” المحيطين بـ  بيلا كون (مؤسس الحزب الشيوعي الهنغاري وزعيم جمهورية المجالس – المترجم). ولا عجب في ذلك، فقد ناقش لوكاش مسألة العنف الثوري مع المحيطين به على أساس كتابات الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي.

ويمكن أيضا ملاحظة الازدواجية في استقبال جورج لوكاش في الاوساط الشيوعية في هنغاريا: من ناحية كان هناك الكتاب والعلماء والفلاسفة الذين تعرفوا على تفكير لوكاش، وقيّموه من زوايا مختلفة، على سبيل المثال أعضاء ما يسمى بأوساط الأحد في بودابست، وهي الوسط المثالي الراديكالي. ومن ناحية أخرى ينظر إلى لوكاش المبتدئ بريبة من قبل أوساط أكثر تحفظا، لم تعرف طريقها إلى ماركس عبر مسارات متعرجة مثل فلسفة الحياة، الكانطية الجديدة، و”أخلاقيات الخير” المشتقة من دوستويفسكي. وبخصوصية شديدة حاول لوكاش، على الرغم من الصعوبات، الحصول على اعتراف هذه البيئة. فقد كان ذلك مهما للغاية بالنسبة الى خائن طبقته لأسباب أخلاقية.

واستقبلت أعمال لوكاش الماركسية المبكرة والمنتجة بسرعة، بازدواجية مماثلة. ففي حين ان مفكرين مستقلين مثل إرنست بلوخ وكارل كورش، وفي سنوات لاحقة سيغفريد كراكور والشاب تيودور ف. أدورنو، عدّوا “التاريخ والوعي الطبقي” الحدث الفلسفي لعشرينيات القرن الماضي، قوبلت  مجموعة مقالات لوكاش الصادرة عام 1923 بعدم فهم من قبل مثقفي الحزب الشيوعي. وبرز الاتهام للوكاش انه مثالي مقنع، وان ماركسيته، “ماركسية الكلمات المجردة “، خطرة بشكل استثنائي ونوع من حصان طروادة. ولم يتحقق النقاش المفتوح الذي كان يأمله لوكاش، حول أسئلة منهج ماركس الأساسية داخل الأممية الشيوعية. بالإضافة الى أن إدانة نقد لوكاش للبرلمانية في نصه “حول مسألة البرلمانية” في عام 1920 من قبل لينين، باعتباره “راديكالية مفرطة”، لم يسهل سعة تأثير كتاباته الثورية المبكرة.

وأعطى الرفض العمومي الشديد لمحاولة لوكاش الفلسفية الأولى “التاريخ والوعي الطبقي” كما اعطاه، هالة بين المثقفين اليساريين “غير العقائديين” والتي ستتطور إلى مكانة أسطورية. ووجد الفيلسوف نفسه في موقف صعب: فهو يريد الدفاع عن مشروعه العظيم في عام 1923، وفي الوقت نفسه يريد رؤية منتجه النظري معترفا به كمشروع للترويج للحركة الشيوعية. فمنذ تحوله إلى الشيوعية اعتبر نفسه نموذجا جديدا للفاعل الفكري، الذي ينأى بنفسه عن الأنماط السلوكية المعتادة للأكاديمي، دون التخلي عن الادعاء النظري المرتبط بها. على سبيل المثال ليس من العار أن يقوم بعمل حزبي بيروقراطي، وغالبا ما يكون عملا سريا. ولن يقتفي أثره ارنست بلوخ ولا برتولت بريشت، ناهيك عن أدورنو. وبالمناسبة لم يعتبر جورج لوكاش طيلة حياته هذا الالتزام السياسي مضيعة للوقت. إنه لا يهتم بدور المفكر في يسار مستقل، ويعتبر نفسه عضوا مخلصا في الحزب الشيوعي الهنغاري، ولا يريد أن يتبع مسار كارل كورش (ماركسي الماني من اقطاب الماركسية الغربية). ومع ذلك، يوصف لوكاش داخل الأممية الشيوعية بانه خارج عن السياق. وغالبا ما سبّب هذا الوصف خيبة أمل محيرة بين المعجبين.

المجادل

في ثلاثينيات القرن العشرين كان لمولَّف لوكاش “التاريخ والوعي الطبقي” تأثير ملهم وغير مرئي على اليسار غير العقائدي، خاصة في سياق النظرية النقدية الناشئة. وامتد هذا الإشراق إلى خارج أوروبا، ومن ذلك استقباله المبكر في اليابان. حيث ينظر إلى لوكاش على أنه طليعة فلسفية طورت الماركسية إلى نظرية تتعامل مع الأحداث الجديدة للرأسمالية (قابلية التكيف المذهلة).

أثار نشاط لوكاش داخل الحركة الشيوعية في العقد المذكور ردود فعل متباينة تماما. فقد تخلى عن التطوير الإضافي لنظريته “الهرطقية” في التشيؤ، وبدلاً من ذلك فتح ميدانا جديدا في مشروع علم الجمال الماركسي، في نزاع مع التعبيرية والثقافة البروليتارية، وطور نظريته عن الواقعية الإبداعية. وهو بذلك يعارض الاختزال الاجتماعي المبتذل في الأدب وتجاهل الواقعية البرجوازية من قبل المؤلفين اليساريين من معاصريه. كانت أطروحاته مقبولة جزئيا في السياسة الثقافية الرسمية، لكنها واجهت مقاومة كبيرة . وحتى في المنفى السوفييتي، يرى لوكاش نفسه في دور “النصير” الذي يصر على تفسير مستقل للطريق الصحيح.

وتطور اشكاليا، وفق رؤية لوكاش، استقبال اعماله داخل معسكر من تعاطفوا مع اعماله الماركسية واعماله المبكرة ما قبل الماركسية. في سياق الجدل التعبيري، دفع إرنست بلوخ على سبيل المثال الى صياغات يمكن قراءتها على أنها ترقب لجدالات أدورنو اللاحقة. وصار لوكاش الآن، وهو الذي يتعامل بشكل مكثف مع ظاهرة الانحطاط، يتهم بالتقليدية والدوغما الجمالية. وستشكل نصوص بلوخ ومساهماته في مناقشات مجلة “لنكزكورفه” (مجلة اصدرها اتحاد الكتاب البروليتاريين القريب من الحزب الشيوعي في المانيا في سنوات 1929 -1932) والتي كتب جزء منها مشاركة مع هانس اسلر (موسيقار نمساوي الأصل ولد وعاش في شرق المانيا وكان صديق بريشت ورفيق دربه)، صورة سلبية أحادية الجانب للوكاش من قبل من نصبوا أنفسهم طليعيين لعقود.

النضال ضد الفاشية

بالتوازي مع الكتابة في علم الجمال والأدب والنقد، نشط لوكاش ضد الفاشية منذ الثلاثينيات، وأعطى هذا النضال أولوية في عمله. ولا تزال الكتابات التي انجزها خلال هذا الوقت، والتي يرى أنها من حيث المحتوى مرتبطة بمناهضة الفاشية، معروفة لقراء الألمانية، ومنها مثلا مؤلفه “هيغل الشاب” (اكتمل في عام 1938). ولم يجر الانتباه إلى تفسير لوكاش لظهور “نظام البربرية” الفاشي في أوروبا الغربية، إلا بعد الحرب العالمية الثانية من خلال مؤلفه “تدمير العقل” 1954. فقد أصبح بعد الحرب العالمية الثانية المثقف النموذج لبلدان “الكتلة الشرقية”، واثار كتابه “تدمير العقل” مرة أخرى التأييد والرفض الشديدين، خاصة وأن لوكاش هاجم فيه أيقونة الفلسفة فريدريك نيتشه. وظهر عدد غير قليل من النتائج لاحقا، وفقا لرأي الأقلية الذي عبر عنه عالم الاجتماع اليساري لوثار بيتر في عام 2016، وإن كان ذلك بحجج ولهجات مختلفة جرى تأكيدها من قبل ادورنو، ويورغن هابرماس، وبيير بورديو.

وحتى منتصف خمسينيات القرن العشرين كان تأثير لوكاش واضحا بشكل خاص في منطقة الاحتلال السوفيتي، جمهورية ألمانيا الديمقراطية لاحقا، حيث أصبح المؤلف الأكثر مبيعا. وقد أصبح “مدرسا غائبا” حسب اختصاصي الدراسات الألمانية ديتر شيلر، لكنه لا يزال حجر عثرة. وعندما تولى الدفاع عن هيغل مع إرنست بلوخ، قوبل بانتقاد هائل على الرغم من دعم فولفغانغ هاريش (فيلسوف ماركسي في المانيا الديمقراطية). ووجد مثقفو الحزب العقائديون، الذين كانوا دائما متشككين في مسار حياة لوكاش، تأكيدهم في عام 1956 عندما شارك في حكومة ناجي خلال “الانتفاضة الهنغارية”.

ناقد الستالينية

وبدأ فصل جديد في تاريخ تأثير جورج لوكاش في عام 1956، عام الانتفاضة في هنغاريا. فقد توقفت دور النشر عن نشر أعماله، وبدأت حملة مناهضة لوكاش في بلدان “الاشتراكية الفعلية” من أجل مكافحة فاعلة لنفوذه. ففي نظر الستالينيين المتأخرين، أصبح لوكاش الكلاسيكي أقرب الى ذئب تحريفي بجلد حمل ماركسي، وذلك عندما تحدث في نادي بيتوفي في بودابست عن قطيعة صارمة مع الستالينية، ودعا إلى بداية جديدة للماركسية الأصيلة. واتخذ انتقاد لوكاش للستالينية أشكالا أكثر حدة في السنوات التي تلت الانتفاضة والمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي، وتم التعريف به في الغرب فقط. حيث حصل على مكانة التنويري المناهض للستالينية، والمثقف اليساري غير العقائدي. وإذا كانت هذه الصورة مدعومة نظريا بـ “مغامرة الديالكتيك” لموريس ميرلو بونتي، وأكدتها الطبعة الفرنسية الجديدة من “التاريخ والوعي الطبقي” في عام 1960، فإن نص أدورنو المثير للجدل “المصالحة ابتزاز” عام 1958 ناقض مثل هذا الاستقبال الإيجابي.

ويستمر الفهم العام المتناقض للفيلسوف الهنغاري: المتشددون المناهضون للشيوعية والمدافعون المخلصون عن النظرية النقدية، صاروا في ذلك الوقت يصفونه بأنه دوغماتي (شبه ستاليني) أو خائن للمقاربات البارعة للعمل المبكر، ويقدره المثقفون الذين يسعون للحوار والاسترخاء باعتباره شريكا في المحادثة، أو مدافعا عن الطريق الثالث. وبدا واضحا ان لوكاش يمكن في نهاية المطاف ان يكون كلاسيكيا، وذلك مع بداية إصدار اعماله عام 1962 من قبل دار “لوخترهاند”، والتي لا تزال مؤثرة الى  يومنا هذا وحظيت باهتمام كبير.

نهضوي 1968

مع انتفاضة عام 1968 بدأت نهضة لوكاش الصحيحة وامتدت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا. فقد حان الوقت لنشر الكتابات الماركسية الرائدة ولكن المنسية والمقرصنة (بدون الحصول على حق النشر)، ثم تشارك “صفوة الصفوة” السابقة في اليسار في النزاع حول راهنية الأعمال المبكرة. فالأكاديميون الشباب الذين كانوا حينها يريدون أن يصبحوا ثوارا، ارادوا ان يروا في لوكاش الشاب المفعم بالحيوية بالطريقة ذاتها من الجو الثوري بعد ثورة اكتوبر 1917، شخصية تساعدهم في بحثهم عن صورة ذاتية جديدة. وقد وفر استناد لوكاش في مسائل التنظيم على روزا لوكسمبورغ في البداية، ثم بشكل متزايد على لينين، نقاطا مرجعية للمشاكل السياسية - العملية التي ظهرت أثناء وبعد الانتفاضة. ونادرا ما تلاحظ حقيقة أن لوكاش نفسه كان حينها مشغولا بأسئلة وآراء مختلفة تماما، وكان يتابع فعل الراديكاليين الشباب بتعاطف المتشكك إلى حد ما.

وسعت مدرسة بودابست المحيطة بـ أغنيس هيلر (فيلسوفة هنغارية) ، إلى جمع النهج الأنطولوجي مع رؤاها النظرية الموضوعية في عمله المبكر، والتي لها تأثير يتجاوز المجر. وعلى الرغم من شعبية هيلر هذه فإن اعمال لوكاش في الستينيات، مثل “علم الوجود” و”علم الجمال” المتأخر، ما زالت (تقريبا) “تحفة غير مقروءة”، كما لاحظ توماس ميتشر (فيلسوف ألماني).

وقبل وقت قصير من نهاية “الاشتراكية الفعلية”، كان فلاسفة ألمانيا الديمقراطية يتعاملون بحذر مع هذا المفكر (لوكاش) الذي كان يُشتم على أنه تحريفي، خاصة بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده وميلاد بلوخ في عام 1985. فالفيلسوف مانفريد بوهر مثلا يقرّ فجأة: “لا شك أن جورج لوكاش كان أحد أهم المفكرين وأكثرهم تأثيرا في القرن العشرين. لا يمكن الطعن في نزاهته الأخلاقية، ولا نزاهته الثقافية”. ولم تبق حينها، الا سنوات قليلة جدا للغاية امام فلسفة ألمانيا الديمقراطية وأدبها، لمواصلة النقاش المفتوح المحتمل بشكل مثمر، بمعنى إعادة تنشيط الماركسية.

وصولا الى التيارات الفكرية الراهنة

ليس من المستغرب أن السنوات التي تلت عام 1989 مثلت نقطة منخفضة في استقبال لوكاش. ولكن مع عودة ظهور النظريات اليسارية في نقد العولمة في أواخر التسعينيات، أعيد اكتشاف اعمال لوكاش الماركسية أيضا، لا سيما نظرية التشيّؤ وانعكاساتها المنهجية المرتبطة بماركس. وفي الاحتجاجات العالمية على تصفية أرشيفه  في بودابست منذ عام 2018، تأكد مدى رسوخ لوكاش في ذاكرة المجتمع العلمي، على الرغم من الجدل حوله. ذلك ان حكومة اليمين المتطرف بزعامة اوربان في هنغاريا قامت بنبذ هذا الفيلسوف الشيوعي اليهودي، وجرت إزالة تمثاله بمبادرة من اليمين المتطرف نفسه.

وتوجد اليوم أيضا مقاربات لتحديد موقع لوكاش في محيط التيارات الفكرية الحالية، مثل ما بعد الحداثة وما بعد الماركسية، وحتى مقاربات نهضة – لوكاش الثانية في ساحات جديدة، في أمريكا اللاتينية والصين، حيث يمكن ان يتجاوز استقبالها في القرن الحادي والعشرين، من حيث الحيوية والاتساع، استقبالها في “الغرب” في القرن العشرين.

لم يكن استقبال اعمال جورج لوكاش يجري بخط مستقيم ومستمر، لكنه كان منذ البداية عملية دورية تتناقض مع انقطاعات أطول في أوقات تبدو مشبعة. يضاف الى ذلك نأي لوكاش عن أعماله مرارا وتكرارا عندما يتم الاعتراف بها. ولقد حصل على ذروة الاهتمام في عشرينيات القرن الماضي بوصفه فيلسوف الممارسة، وذلك بعد صدور اعماله الماركسية المبكرة. تلك الاعمال التي ظلت تعيش عالميا تحت الأرض حتى خلال العقود الأربعة، التي رفض فيها المؤلف إعادة اصدار اعماله المبكرة. وهي في الواقع وثائق تأسيسية للماركسية الغربية، ومصدر إلهام للنظرية النقدية، كتبها “الماركسي الوحيد الذي كان أيضا فيلسوفا ذا شهرة عالمية”، على حد تعبير أكسل هونيث (فيلسوف اجتماعي ألماني معاصر).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*روديغر دانهمان مولود في دوسلدورف الالمانية عام 1949، وهو العضو المؤسس لجمعية جورج لوكاش العالمية ورئيسها منذ عام 2012.

************

الصفحة التاسعة

إنصافاً لهندسة العمارة النسائية

فيينا تسلم مفاتيح حي زيشتاد للنساء

تسعى مدينة فيينا بإقامتها حيّا من تصميم نساء من أجل النساء عند أطرافها لإرساء بعض المساواة بين الرجل والمرأة، بإنصافها هندسة العمارة النسائية المهمشة منذ زمن بعيد.

وتعمل المدينة عملا مكثفا منذ 2012 على تشييد 12 ألف مسكن جديد في مبان تتميز بواجهات مبهجة معظمها من تصميم نساء، في موقع مطار قديم يحتل مساحة 240 هكتارا.

النساء يبنين المدينة

وتقع هذه الورشة الضخمة في وسط حقول محيطة ببحيرة، والغاية أن يبلغ عدد السكان فيها أكثر من 20 ألفا بحلول 2030، مقابل 8300 حاليا.

في زيشتاد “النساء يبنين المدينة” شعار مدوّن بأحرف عريضة على الجدران، وتطلق أسماء نساء على الشوارع، فثمة شارع الفيلسوفة حنا آريندت، وشارع المغنية جانيس جوبلين، وحتى شارع بيبي لونغستوكينغ شخصية سلسلة روايات الأطفال للكاتبة السويدية أستريد ليندغرن.

صورة المجتمع

وقال فويتشيخ تشايا الذي ينظم معرضا عن 18 مهندسة معمارية افتتح منذ 10 أيار الماضي في إحدى ساحات الحي، إن “92 في المئة من شوارع فيينا تكرم رجالا”.

وأكد أن “هذا لا يعكس إطلاقا صورة المجتمع”، معتبرا أن “تخصيص أسماء مساحات جديدة في المدينة لسياسيات أو عازفات موسيقى أو رياضيات فكرة جميلة”.

وإن كان حي زيشتاد يكرم عمل النساء وإسهامهن، فالواقع أن النساء يبنين منذ زمن بعيد مساحات سكنية في القارات الخمس، إذ غزت النساء هذه المهنة بصورة واسعة، ولو أنهن نادرا ما يكتسبن شهرة.

فعلى سبيل المثال، فاز مشروع مدينة-حديقة عام 1912 في مسابقة دولية لتصميم كانبيرا، عاصمة أستراليا، وانحازت هيئة التحكيم لأعمال الأميركية ماريون ماهوني غريفين التي تميزت رسومها المائية عن جملة تصاميم الرجال، ولكن التكريم الرسمي ذهب إلى شريكها وزوجها.

حذف النساء من الصورة

وقالت كاتيا شيشتر المشاركة في تنظيم المعرض ساخرة “غالبا ما تحذف النساء من الصورة”، مضيفة “في عام 2012، فاز زوج لو وينيو وحيدا بجائزة بريتسكر في حين إن الزوجين طالما عملا معا”.

زها حديد أول من كرمتها الجائزة

ولم تكرّم هذه الجائزة المرموقة امرأة سوى عام 2004 حين فازت بها المهندسة المعمارية العراقية البريطانية زها حديد. وبعد ذلك، تسارعت الوتيرة فمنحت الجوائز لكازويو سيجيما عام 2010، ثم كارمي بيغم عام 2017، وإيفون فاريل وشيلي ماكنمارا في 2020، وأخيرا آن لاكاتون عام 2021.

نساء مؤثرات

وشددت الأستاذة الجامعية في فيينا سابينا ريس التي تدرس الروابط بين هندسة المدن والجندر، على وجوب ضمان الاختلاط بين الرجال والنساء على طول سلسلة عملية القرار.

وأوضحت الباحثة أن “المكانة المخصصة للنساء في عملية تنفيذ (المشروعات) تراوح دائما على ما يظهر بين 5-10 في المئة”، وغالبا ما تكون الكلمة الفصل للرجال على كل المستويات، إن بين المسؤولين المنتخبين أو مطوري المشاريع أو الموردين أو المصرفيين أو سواهم.

امرأة تتولى”الإسكان” في فيينا

ولكن حقيبة الإسكان في مجلس بلدية فيينا أسندت للمرة الأولى إلى امرأة. وتقول كاثرين غال التي ذُكرت خلال تقديم المعرض إنها عازمة على “تسليط الضوء على النساء المؤثرات وإسهامهن”.

وأوضحت غال المشاركة في التخطيط لحي زيشتاد أنها  مصصمة على “تشجيع أخريات على عرض رؤيتهن” للمستقبل.

وعلقت المهندسة المعمارية كارلا لو مبدية ارتياحها بقولها “لاحظت أنه منذ تعيين السيدة غال، صرنا نسمع فجأة بحاجات الأمهات العازبات في المناقصات العامة”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ ف ب – 21 حزيران 2021

انهيار شامل وفكر

سلطوي كامل

كل الكلام الدائر في البلاد، من قبل قوى السلطة وصولاً إلى عدد من قوى المعارضة، يدور في عالم يبدو متخيلاً بالنسبة للأولويات المطلوبة في ظلّ انهيار اقتصادي ونقدي ومصرفي تاريخي هائل في كل المقاييس المحلية والدولية.

المواطنون اليوم يحتفلون بالحصول على علبة حليب لأطفالهم أو غالون زيت لعائلاتهم أو وقود للسيارات أو التدفئة. إنهيار الليرة الصاروخي قضى على قوتهم الشرائية حتى بات إصلاح براد أو ترميم شاشة هاتف يستحوذ على ضعفي الحد الأدنى للأجور، في بلد يسجل أعلى نسب البطالة، فيما ثلث العاملين هم غير نظاميين ولا يتمتعون بأي تغطية صحية أو نظام تقاعدي.

مصرف لبنان مستمر في تعاميمه الهمايونية حيث يصدر كل بضعة أسابيع فرماناً يغير فيه بشكل دراماتيكي من قوانين السوق المصرفية وأسعار الصرف المتعددة ونسب تغطية الاستيراد بالعملة الأجنبية. آخر الابداعات تمرير بضع مئات نقدية من الدولارات النقدية مقابل تخلي المودع عن حقه بالمطالبة بباقي وديعته بالعملة الاجنبية، وإغراق السوق بليرات لا قيمة لها. يضرب مصرف لبنان عمداً سعر الصرف وما تبقى من قوّة شرائية واحتمالات حياة للبنانيين.

طابور المحروقات ينافس طابور الدواء، حيث بات المواطن يتنقل من طابور إلى آخر لتأمين أبسط مقوّمات الحياة المزرية الرخيصة في هذا البلد المتهاوي.

أما أحزاب السلطة بفروعها المتعددة، فتعيش في عالم آخر. لا نقاش في البلاد عن سبل الخروج من الأزمة. لا حلول سوى خطابات ترقيعية مضجرة وبضعة كراتين إعاشة، وجلّ النقاش هو تنافس على حصص حكومية هو أقرب إلى صراع الديوك على مزبلة. الإعلام مرتهَن في خدمة مموليه الداخليين والخارجيين. الحياة السياسية منفصلة عن أي علاقة بالواقع أو بالحلول، وهذا ما يسرّع الانهيار ويعمقه ويؤدي وظيفة تدميرية شديدة الفتك على لبنان واللبنانيين، ما عدا القلة القليلة المتنفّذة في السياسية والمال والأعمال.

ما خلا بعض الطروحات الإنقاذية التي قدمتها بعض قوى التغيير وتحديداً القوى اليسارية منها، تعيش البلاد حالة إنكار سلطوية، كالذي ينكر ضوء الشمس في ظهيرة يوم من آب.

بين الموت والذلة اختارت الشريحة الأكبر أن تنذل لتأمين العيش، لكن الخيار الوحيد للتقدم وعكس مسار التجويع والتدمير السائد هو قلب الطاولة على تحالف الأحزاب الطائفية مع رأس المال ورعاتهم في الخارج، لوضع برنامج إنقاذي يقي ذوي الدخل المحدود شرور المأساة الآتية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النداء” اللبنانية – 17 حزيران 2021

قادة مجموعة السبع يحتكرون اللقاح... وهذا معيب وسيطيل أمد الجائحة

جيريمي كوربين ونكي أشتون*      

عقد الأسبوع الماضي رؤساء دول وحكومات مجموعة السبع (جي 7)، بمن فيهم بوريس جونسون رئيس وزراء المملكة المتحدة، وجاستين ترودو نظيره الكندي، اجتماعاً في كورنوال بجنوب غربي إنجلترا كانوا مفوضين فيه بوضع خطة للقضاء على جائحة كوفيد-19، التي كلفت العالم حتى الآن ما لا يقل عن أربعة ملايين ضحية، والحبل على الجرّار للأسف.

بيد أن هؤلاء القادة فشلوا في تلبية المهمة التي أنيطت بهم. والسبب، ببساطة، هو أن خطتهم التي تم الترويج لها، للتبرع بمليار جرعة لقاح تمثل محاولة بطيئة وتافهة إلى درجة تجعلها عاجزة عن وضع حد لانتشار الفيروس. هكذا التزمت تلك الدول تقديم أقل من عشرة في المئة من الجرعات التي يحتاج إليها العالم للتحصن ضد الفيروس. وما يزيد الطين بلة هو أن هذه الجرعات ستوزع على امتداد سنة ونصف السنة. وكما لفت أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، “نحن نحتاج إلى أكثر من ذلك”.

 إن الضحايا الذين سيعانون بسبب هذا الفشل لا يقتصرون على المجتمعات الهشة المعرضة للخطر في الدول الموزعة في جنوب الصحراء الأفريقية أو في جنوب شرقي آسيا، التي ستستغرق 57 عاماً وفق معدلات التلقيح الحالية كي تنتهي من إجراء عمليات تطعيم شاملة لمواطنيها، حسبما تفيد مؤسسة “تحالف” للبحوث. ومن خلال تمكين أنواع متحورة جديدة من الفيروس أن تتطور وتنتشر، فإن خطة مجموعة السبع تهدد بترك الجائحة تتمدد من جديد إلى دول مثل كندا والمملكة المتحدة، وأيضاً بطيّ صفحة التقدم الذي أحرزناه سلفاً من أجل حماية مجتمعاتنا من الفيروس، وكأنه لم يتحقق يوماً.

نحن في حاجة ماسة إلى خطة بديلة عن تلك التي رسمتها قمة السبع، تكون عالمية الطابع وممكنة التطبيق، تركز بصورة جدية على إنهاء الجائحة بدلاً من حماية مصالح شركات الأدوية أو الترويج لقصص عن الإنجازات المفترضة لبلداننا في الميادين الخيرية ونياتها الحسنة.

وهذا هو السبب الذي حملنا على ضم جهودنا مع حكومات، ومسؤولين في قطاع الصحة، ومنتجين للقاح، من أنحاء العالم كافة في اجتماعات تعقد تحت عنوان “قمة أممية اللقاح” وتنظمها مجموعة “بروغيرسيف انترناشيونال”. وترمي هذه القمة إلى تطوير خطة مشتركة لتلقيح العالم كله عن طريق مشاركة التكنولوجيا بين الأطراف المعنية كلها وإيصال اللقاح إلى كل أجزاء كوكبنا. وإذ تحرص القمة على ألا تكون منصة للترويج السياسي لهذا البلد أو ذاك، فإنها تدعو جميع المشاركين إلى تقديم التزامات ملموسة حيال تطوير خطة بديلة لتلك الفاشلة التي طرحتها قمة السبع.

نحن نعلم أن هذه الالتزامات يجب أن تفيد أصحابها أولاً، في كندا والمملكة المتحدة. فقد لعبت كل من حكومتي هذين البلدين دوراً مخزياً في إطالة أمد الجائحة. إنهما مذنبتان باحتكار اللقاح لنفسيهما، أي إضفاء الطابع القومي على طريقة إنتاج اللقاح وتوزيعه، وهذا توجه تسعى قمتنا إلى تجاوزه وتوفير اللقاح للجميع وليس لأبناء البلد الذي يملك براءة اختراعه.

في المملكة المتحدة، أبدت حكومة بوريس جونسون معارضة شديدة لاقتراح التنازل عن حقوق الملكية الفكرية الذي قدمته أكثر من 100 دولة من حول العالم لـ”منظمة التجارة الدولية”. وحتى في الوقت الذي عمدت فيه دول منها الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا إلى التساهل والتخفيف من صرامة موقفها إزاء حماية براءات اختراع اللقاح، فإن بريطانيا تواصل تجاهلها مناشدات علماء وأطباء ومواطنين، ممن يحثونها على تسريع عملية إنتاج اللقاح من خلال تحرير التكنولوجيا الخاصة به من قبضة شركات أدوية مثل “أسترازينيكا”، التي تسيطر على اللقاح الذي يحمل الاسم نفسه، وذلك على الرغم من أن 97 في المئة من تمويله يأتي كما يقال من قبل جيب دافع الضرائب في المملكة المتحدة.

أما في كندا، فإن حكومة جاستين ترودو لم تكن أفضل من نظيرتها البريطانية أو أكثر استقامة. وقد يدّعي رئيس الوزراء الكندي قدر ما يشاء أنه لا يقوم بأي “تدخل أو عرقلة” للجهود العالمية الرامية إلى تنظيم عمليات التنازل عن براءات الاختراع للقاحات. غير أن الوثائق والأرقام تظهران عكس ذلك تماماً. ففي الشهر الماضي، على سبيل المثال لا الحصر، توصلت الحكومة البوليفية إلى اتفاق مع شركة “بيوليز” المنتجة للدواء، والتي تتخذ من كندا مقراً لها من أجل تزويدها بلقاحات هي في أمسّ الحاجة إليها، ولا سيما أنها لم تستطع حتى الآن أن تقدم اللقاح إلى أكثر من خمسة في المئة من مواطنيها. إلا أن حكومة ترودو رفضت منح الرخصة التي لا تستطيع شركة “بيوليز” من دونها أن تلبي حاجة تلك الدولة في أميركا اللاتينية من اللقاحات.

وكانت الحكومة الكندية قد طلبت في كانون الأول الماضي من أصحاب الاقتراح المقدم إلى “منظمة التجارة الدولية” بتقديم التنازل عن براءات اختراع للقاح، أن يوافوها بأدلة تؤكد أن عدم حيازة هذه البراءات قد حرمهم من الحصول على لقاح كوفيد-19. والآن وبعدما قدمت الحكومة البوليفية هذا الدليل المطلوب، فإن الحكومة الكندية تواصل تعقيد الأمور دفاعاً عن نظام صناعة الدواء الذي يعاني الخلل، وهو موقف له تداعيات مؤسفة تؤدي إلى خسائر بالأرواح.

 بالإضافة إلى ذلك، فإن كندا والعالم قد تكبدا خسائر بالغة خلال الجائحة الحالية، لأن الحكومة الكندية لم تؤمم “مخابر كونوت”، وهي شركة كان يملكها القطاع العام قبل خصخصتها في ثمانينيات القرن الماضي. فهذه المخابر كانت رائدة لجهة ابتكار اللقاح على المستويين المحلي والعالمي. ومن دون هذه المخابر، لم تكن كندا لتستطيع إنتاج اللقاحات للاستهلاك العام لمواطنيها أنفسهم أثناء الجائحة أو صناعة اللقاحات التي يمكن أن تمدّ بها دولاً أخرى حول العالم. إن مؤتمر “قمة أممية اللقاح” يمثل فرصة لنا كي نستمع إلى ما سيقوله مشاركون من أمثال روجيليو مايتا، وزير خارجية بوليفيا، عن التحديات التي تواجه بلدانهم، والفرص لتطوير تعاون دول جنوب العالم من أجل الجائحة، والالتزام التاريخي الذي يفرض علينا أن نساعد على نجاح فرص التعاون هذه.

نشعر بالغضب العارم حيال ما يجري، لكننا لم نفاجأ بفشل قادة مجموعة السبع في الاعتراف بهذا الالتزام التاريخي والتقيد به. إن الفرصة سانحة حالياً كي نقف جنباً إلى جنب ونرص الصفوف في تجمع عالمي يحاول تحفيز الجميع كي يعملوا بجد في سبيل إنتاج اللقاح وتوزيعه، بحيث تصل الجرعات إلى العالم كله. ونأمل في أن تنضموا إلينا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*جيرمي كوربين هو نائب من حزب العمال عن دائرة “ إيزلنغتون نورث” الانتخابية في لندن، وزعيم سابق لحزب العمال، ونكي أشتون هي عضوة في مجلس العموم الكندي.

“اندبندنت عربية” – 21 حزيران 2021

الصفحة العاشرة

في وداع الشاعرة لميعة عباس عمارة

رياض العلي

لم يعرف المشهد الشعري العراقي شاعرات -اوشواعر- الا في حالتين وهن لميعة عباس عمارة ونازك الملائكة وثمة فرق كبير بين الاثنتين...

فنازك عانت من مشاكل نفسية كثيرة وتقلبات فكرية اثرت على شعرها وحياتها الشخصية على الرغم من انتماؤها الى طبقة برجوازية بغدادية بينما لميعة تنتمي الى طائفة الصابئة المندائية وهي طائفة تعد من سكان العراق الاصليين وهي - لميعة- تعود اصولها الى مدينة العمارة الجنوبية الغارقة في لجة التاريخ والميثولوجيا الملهمة والتي اثرت كثيراً على شخصية لميعة الشعرية وقد تجسد هذا التأثير حينما حصلت على شهادة الدكتوراه في موضوع يخص تراث الصابئة المندائيين وكذلك مقالاتها التي كانت تنشرها في مجلة التراث الشعبي عن اللغة المندائية حيث تقول :(لا أعرف لي منشأ غير الطين الرافديني في جنوب العراق..ولا أعرف لي اصلا غير الجذور السومرية) وكانت لميعة متصالحة مع نفسها فحتى حينما فصلت من وظيفتها مارست حياتها واستطاعت ان تقاوم كل الصعوبات التي واجهتها...

وبالرغم من اصول لميعة الجنوبية الا انها تبغددت بحكم ولادتها في بغداد وبحكم طبيعتها الميالة الى الترافة والدلع البغدادي المميز...

وكانت لميعة عكس نازك تتمتع بشخصية قوية أبية وهذا ليس غريبا عن المرأة العراقية كما ورد عن خالتها عبد الرزاق عبد الواحد وقد ظهرت شخصيتها القوية في العديد من المحافل ومنها ماحدث في احد مهرجانات المربد حينما ردت على احد أحدُ كِبار شُعراء القرن العشرين المهووسين بالذكورة الفارغة وهو عمر ابو ريشة ذات مساء في أحدِ مقاهي بغداد ، وظن أنها على شاكِلة من يعرف من نساءِ المقاهي ، فطلب منها ما كان يطْلُبهُ منهن ، فقامت من فورها وصعدت إلى الطابق الثاني من المقهى ثم عادت بعد قليل ووضعت على طاولتهِ قصاصة صغيرة ضمنتها بعضُ أسئلتهِ السخيفة :

‏تُدخنين ؟ ... لا

‏أتشربينَ ؟ ... لا

‏أترقُصينَ ؟ ... لا

‏ما أنتِ ..!   جمْعُ لا .!

أناالتي تراني؛كُلُّ خُمول الشرق في أردَاني

‏فما الذي يَشُدُّ رِجليكَ إلى مكاني ؟

وتعد لميعة مؤسسة القصيدة الانثوية العراقية ومما يميزها هو عذوبة الالقاء المحبب وسط القاء ذكوري باهت ومتشنج وقليل من الشاعرات من لديهن القدرة على هكذا القاء بل ان الكثير منهن يقلدن الالقاء الرجولي بنبرة عصبية واضحة...  تقول لميعة بكل جرأة:

(أحتاج إليك حبيبي الليلة

فالليلة روحي فرس وحشية

لذلك ليس غريبا ان يمدح شعرها صديق والدها ايليا ابو ماضي حينما قرأ بواكير شعرها الطافح بالمشاعر الانثوية - وهي بنتُ أربعة عشر ربيعًا - فقال :

“إن كان في العراق مثل هؤلاءِ الأطفال ، فعلى أيّة نهضةٍ شعريةٍ مُقبل العراق .!”

لميعة عباس عمارة (1929-18 يونيو 2021)؛ شاعرة عراقية محدثة، ورائدة من رواد الشعر العربي الحديث، وتعد إحدى أعمدة الشعر المعاصر في العراق. ولدت في بغداد، وعاشت أغلب أيام غربتها في الولايات المتحدة على أثر هجرتها من العراق في زمن صدام حسين، وتوفيت هناك. أجادت في الشعر العربي الفصيح والعراقي العامي. حاصلة على وسام الأرز تكريمًا من الدولة اللبنانية لمكانتها الأدبية.

توفيت لميعة عباس عمارة في الولايات المتحدة، يوم الجمعة 18 حزيران 2021، عن عمر ناهز 92 عامًا

****************

فضاء شعبي

عبدالسادة العلي  والكشف عن كوامن الذات في نصه الشعبي

علوان السلمان

للحب...للسفر..للمو....و.....ت

روحي بكل مسافاتك..يكذلها العشك..وتفوت

وللشاعر كامل سواري:

شلون تموت .. مو... انت الفقير ..منيلك تابوت؟

..فالشعر الشعبي خطاب يثير الانفعالات ويستفز الذاكرة بنسقه الجمالي المتداخل والفعل الشعري والدلالي بتوخي الايجاز والتكثيف وعمق المعنى..

وين الكاك..؟

احسنك بخطواتي.. ودور كل مسافات العمر والروح

غاد...هنا....ك

اتهجس نبض كلبي...ومد الشوف

من بين الروازين..الغفت بيها النفس وياك

اتلمس مسامات الحلم..يل جان بيها الدفو..

يطك كمرة..اويكت غيم الحنين...امطرز ابطرواك

افك بيبان صبري..اشما تمر نسمات

وترجه تجي قداح وبعطرك غرك ملكاك..وين الكاك

النص يكشف عن كوامن الذات المنتجة عبر حوارها والنفس من خلال صوره الشعرية المكتنزة بالمتناقضات الجدلية..مع اعتماد الالفاظ الرامزة والاساليب البلاغية كالاستعارة والمجاز المثيرة للذات التي هي جزء من الذات الجمعي الآخر..والتي تكشف عن العواطف المتناغمة واشتغالات شعرية تتنفس الحياة بموجوداتها والمكان البؤرة الثقافية التي تحتضنها باسلوب السرد الشعري الكاشف عن مفاصل العاطفة وما يختمر في الذات..

ادور اعليك.. غاد...هناك..ما الكاك

تاليها رجعت اتلمس بروحي..احاسيسي..نبض كلبي..

دواير مستحاي او شوكنه الممحل

جفني اليحصد بنظراتك او يحصد

دمع العين..من تتكذل اغيومك..بياض او من يرد يهمل

الشفايف من تريع بالحجي او جلماتها تسنبل

دورت الشمس والظل..ادور ..غاد..ادور اهناك

فالمنتج في نصه يستحضر الواقع واللهجة اليومية التي تتسم بعمق الدلالة والابتعاد عن الغموض فينسج نصه باسلوب جاذب بنبرته المموسقة وصوره الشفيفة الملامسة للواقع والمتميزة بوحدة الموضوع والالفاظ الموحية والتعابير الجملية المختزلة مع اقتراب من الحس البنائي فيسجل حضورا فاعلا ومتفاعلا مجتمعيا بنصوص النابضة  بمفرداتها الممزوجة والخيال الشعري ..فضلا عن توظيفه تقنيات فنية واسلوبية كالتكرار المدور الدال على التوكيد والمضفي على النص نبرة مموسقة مضافة .. وهناك التشكيل النقطي الدال على المحذوف الذي يستدعي المستهلك لملء بياضاته..

وبذلك قدم المنتج نصا اتسم بعمق الصورة.. والمفردة الموحية المتجاوزة بولوجها الذات المستهلكة واستفزاها بعفويتها وتعابيرها الدالة برؤية اثيرة وفكرة عميقة تحتضن الهاجس الانساني وتكشف عن همومه باعتماد الاسلوب السردي الذي يمنح المنتج (الشاعر) قدرة الاستقراء والاستدلال ومن ثم استدعاء المستهلك للمشاركة والفعل الشعري..

*****************

مشتهيك

سامي عبد المنعم

الغربة هزتني .. وإجيتك

كلّش إمغيم  حزن

گلبي إبغيابك

سلّمتلك كل مفاتيح العمر..

وبعدك .. إمعسعس ليل

يا مطوّل عقابك

مدري ليش ..؟

أتخيلك شباچ .. وآنه إبسجن

وألتذ إبعذابك

إنته بيدر كرم .. للمگطوع دربة

وآنه سايل .. ذايب إمنلخجل

مصلوب إعله بابك

جيتك إمچلچل برد ...

وضلوعي تتراجف مطر

مشتاق أشم ريحة ثيابك

خرّبت كل العمار الچان بيّه

ولك .. يامحله خرابك

مشتهيك ...

مشتهي أرجع طفل

كلّش طفل .. وزغير كلّش

حته أحس إبهيبتك

وأحسب إحسابك

ومشتهي إتعذبني كلّش حيل

كلّش حيل .. وأرتاح العذابك

شوفني ...

ولك شوفني أترجاك يمعوّد

ولو مرّة إبحياتك

لابس ثياب الحزن للدوم ..

وإنته عدل بيّه

إشراح ألبس في مماتك ..؟

إنته ليلي ..ودنيتي

وعمري الخسرته

وآنه أتباها على الوادم ..

إبراحة بال..وأعتزإبصفاتك

بيّه سولة صبّي ..وإنته الماي

وماخذني الغرام ..

ليش يا شط الفرح تجري عكس

شنهو المرام ..؟

ليش كاتلني العطش

وعيونك إبروحي زلال

ياما صحتك ..إشكثر صحتك

وحشميت الناس..كل الناس

يمعوّد تعال

وما إجيت ...

ماإجيت .. وشمتت بيّه درابين العمر

والوكت سواني محطّة إبلا قطار

 وما إجيت..وخلص كل عمري إنتضار

تردس إبروحي ردس عايل ..

أوتتبختر دلال ..وآنه مجنون إبحلاتك

مثل ميّت عشگ..محتاج الصلاتك

آنه .. مثل أمراية بالظلمه ..

ومحتاج الضواك

إتريد أضويلك عشگ ..؟

لوأطفه وحدي

هاي مرهونه إويه ذاتك

مرّة حذّرتك إتعاشر ليل ..

وإيجيسك ندّه

وإتصير لذّة عسل بيّه

وأسكر إبمزّة حلاتك

آنه ودّي إتضيع ويّه الورد

نسمة ليل ترفه  ..

حته أضل محتار 

إنته الماخذ إمنلورد خدّه

لوهو ماخذ من صفاتك

ياحلاتك .. ياحلاتك

وياحلات العمر لوضل دوم

محتار إبصفاتك

****************

موسيقى الطين ..

ريسان الخزعلي

ولا ملّيت ، أقرَه اسرار حُبّك ../ عَله افطور الطين ، واقراهه ابحزن طيرَه إعله حَنْية كَصبه حطّت مالكَت ظلهه خضار ابطين . عَلِه صفنة نهر- وجهه امنكَرشه المحّار لابِد ورَه امسنّايه يُغمزه ازغار – لعب اعيونهم طَش الشريعه احجار . عَله طوفه امهدمه توحش –بعد طبعة اصابع تومي للكَذله إو مشوفَتْها ، المشط ثكَلان بالريحه ، عِثَر فوكَ المتن بَوّل شماليه إو نداوة طين . أقرَه اسرار حُبّك ع الشمس – صفره اتلوذ سَد ّ التيل ، والشارع نزع طوله بِدين اطفال طوبة طين . عَله البوسه ، مثل كَطره ابخلكَ غيمه ولا تندل مچان إلهه – جنون البوسه مو ع الشفّه ، مو ع الخد ، جنون البوسه من يصفه الكَلب بيديك– حبّة حنطه ما بين النهد والنهد والرغبات ، ركَصة سنبله الشبكَه رغيف اتطيح فوكَ الطين . واقراهه إعلَه ورده المالكَت نسمه ، لوَن نسمه نِست نسمه ابيباس الطين . أقراهه إعلَه دجله ابصفنة / النوّاس / والكوب انترَس بتراب... / لاشهرزاد الحچِت ، لاشهريار التاب / .

أقره اسرار حُبّك وي رفيف الطين – بيد / اجواد / من يصعد نَصب من سومر إلتموز ، وايوكَّف الزمن بالساحه جسر طوفان / مامش جنّه بالطوفان / ..، لا ردّت حمامة نوح ، لا طارت حمامة / فايق / إمن اللوح ، مامش كل أثر للطين .

أقرَه اسرار حُبّك ع الجسر – عبّرني خيال أبيض / جسم أسود ، نِسَه ما عبّر الخاطر ..، ولا خيط الكَمر بالماي ، بيه رجفَه تِزر الثوب ، وإمن الطين أشد أحمر ازرار – ايفزز الرغبات بالتعبان . أظن حزنك افطور الطين ..، والمتحف عَزف ْ مجنون بالتاريخ – أصابع والوتر من طين ، والصوره أغاني الطين ..،

من يسمع ركَص وادفوف تحت ايشان ..؟!

أقرَه اسرار حُبّك بالصحو حلمان ، سرّ الطين ، سرّ حبّك غَمز ينشاف ، أشوفه إعله السواد ابثلمة الحيطان سبع ألوان ...

*******************

أربع قصائد مختلفة

حسين جهيد الحافظ

١) المرسى

 

وين بي اتريد يللشوگك محيط

روحي عذبهه السفر وتريد مرسه

يناي اليطرب الحزنان

والحزنان يستانس ابحسه

يا تعب عمري واحبك

او سولة التعبان يتوجه اعله ضرسه

يللي بعيونك فرح

رغم الحزن تتباهه نفسه

او رغم عسر الحال انته

انته الخطار ونسه

يللي بشفافك قصيده

ترفه حيل او حيل شرسه

.ما كتب شاعر مثلهه

من زمن سرجون لسه

اشكثر زرعوا مدري شنهي

وسط ريتي

چان كل ظنهم اعوفك يو وانسه

ما دروا كل عمري انته٠٠ وانته شمسه

ما دروا روحي سفينه وانته مرسه

انته مرسه

٢) عراقي

عراقي او عراقيتي

ارضعته ابمهدي مميه

شربت العين مضخة

اتوسديت الراء

لوللي الألف والقلق حنيه

صفت لي او هزهزتني الياء

سلهمت او نمت واتحلمت دنيه

كبر بي الصبر اتلاوه وي الظيم

لمن صار الصبر سوله او طبع بيه

اواكح ما گلن فد يوم شعليه

عرفت الليل واشما طال

تذبحه ابلحظه فجرية

يطگ واتصير حريه

٣) عرس غريان

امس وانه ابحلاة النوم

مر بي حلم تعبان

يركض والسراب

او يحسب البيبان

شفت بيده رساله

والظرف اسود

سألته المن ؟

گال أمضيع العنوان

گاله اگعد

عت ايدي أخذني ابعيد

أخذني الناس بس ابدان

شفتهه بالهوه تفتر

على حس الطبل ترگص

عرس عربان

٤) الذهب .. انت

ذهب تيزاب انته

أشما ألمنك تروغ

او روحي منذوره العشرتك

أشما تباعدهه تزوغ

غافيه ابعش حبك حمامه

او گللبي عالوجنات شامه

گبمر او محتام اضوگك

لو ادري غالي سوگك

يا زبد متغاوي شوگك

أشما ألمنك تزوغ

*****************

ذولـه احنـه

ناهض الخياط

ردوا ردوا منين ما جيتوا لأهلكم يا غزاة

يا ظلام الكون واعداء الحياة

ردوا .. ! هاي الگاع حرة بعز اهلها

وأبد ما يكدر نذل منكم يذلها

ولّو عنها ابعيد ما إلكم هوا اتشمونه منها

وبين أهلها أبد ما إلكم مجان

ردو ردو خاب ظنكم

وخاب راي اللي اشتراكم

وجنّداكم يا لئام

ذياب تعوي بالبوادي بالحلال وبالحرام

ردوا ردوا

إحنا تاريخ ووطن

شالتَه الدنيا على اجتوف الزمن

سهول وانهار وقمم    نور افكار وقيَم

وبالقلم

كتْبته الأيام للدنيا شِعار

يا عراق

يا وسام العز على اصدور الرجال

ويا بطل فرسانها بسوح القتال

شاف ( داعش ) بيك أركان المُحال

وبيك شاف المرجلة بعنوانها

ردوا ردوا

ذوله إحنا

وها ي كاع الخير إلنا وذوله اهلنا

وهذا بيرغنا اليلمنا   بحضن وحدتنا وشملنا

جوّه شمسك ياعراق!

****************

الصفحة الحادية عشر

ناجح المعموري.. منه وعنه

“عنف المقدس في الأساطير العراقية” كتاب جديد للاستاذ ناجح المعموري، صدر عن دار المدى 2021، الكتاب دراسة معمقة لجذور العنف والكراهية وتدمير الآخر المختلف، وربط هذه الجذور بالآلهة القديمة لإضفاء الشرعية على هذا السلوك السلبي في المجتمع.

وناجح المعموري “غواية الاسطورة وسحر الكلام”. كتاب للاستاذ احمد الناجي، صدر عن دار تموز ديموزي- دمشق، وفيه يدرس الباحث المنجزات الفكرية والابداعية للمعموري برؤية ثاقبة ومنظور نابه.

**************

لا حلم مستقيم

علي لفتة سعيد

سأنزع ما تبقّى من الفرح

البكاء المالح من زمن الحروب

صار أنهارًا

والأسلاك الشائكة لا تمنع الدموع

من التسرّب الى الحدائق

ليخضر الحزن

هذا الانتظار

كمن يمسك بالأيتام ليعلّمهم

كيف يكنزون القهر

وكيف يمشون في الدروب الطويلة

وكيف يدارون خبب الضحك على ميدان العمر

قد لا نحصد الفراغ  لنملأ آهاتنا بالرمال

لذا حتى لا نشعر بالألم

نتشظى مثل مرايا أرملة

توجّه الضوء نحو النوافذ

وتبقى بصمتها الملعون

تحرّك أصابع الحسرة

كي ترتوي بطولةً في الخفاء

أو

نتململ مثل جندي وحيد

في موضعٍ تدور به الرمال مثل زوابع غاضبة

يوجه أدعيته صوب القذائف

كي تخطئ أهدافها

ويحرّك خمسة أصابع

كي يروي حرمانه العتيق

لا نمسك بما يتساقط

ولا نتّكئ على الجدران

ولا نضع الأشجار دليلًا على وجود الظلال

كل ما لدينا ابتداء

وكل ما ركضنا نوهم بالانتهاء

وكلما تنفسنا خواء

دائما ثمة نهايات

 ولكن

ليس في آخر الطريق

فالحروب يسيل لها لعاب الطغاة

الطغاة المتناسلون من رحم السلطة

الحاملون لصكوك الوهم كي لا تفكر العقول

يقفون في منتصف المحراب

كي لا يشعر المنادون بضجر الفجيعة

ولا يردّدون سوى هتاف ظل عبر القرون يحرّك الأفواه

************

مفارقات المجايلة في سيكولوجيا الجماعات العراقية

ثامر عباس

هناك خاصية فريدة يتميّز بها مجتمعنا العراقي يقل – أو قل يندر - وجودها في المجتمعات الأخرى، وهي إن الجماعات المكونة لهذه المجتمع تنطوي في كينونتها على كم هائل من المفارقات والتناقضات ؛ لا في مجال (الواقع) المعيش من علاقات وسلوكيات يكاد أغلبنا يلمس أنماطها الغريبة ويدرك طبيعتها الشاذة فحسب، بل وكذلك في مجال (الوعي) المجرد وما يختزنه من تصورات وتمثلات لا تخرج عن كونها تعبيرات بدائية وتمظهرات نمطية ؛ إما نتيجة لمخلفات طوباويات قديمة متوارثة تارة، أو حصيلة لإيحاء إيديولوجيات حديثة متداولة تارة أخرى. لا تفتأ تفرض حضورها في كل مجال وتمارس تأثيرها في كل مضمار.

ولعل من أبرز تلك المفارقات التي يمكن تشخيصها بيسر وسهولة، هي ما يتعلق بفلسفة (المجايلة) وما تنطوي عليه من تصورات / تمثلات وعلاقات / سلوكيات، تحرص تلك الجماعات المعنية على تناقل أرشيفها المعلن وتداول شيفراتها الخفية بين الأجيال السابقة والأجيال اللاحقة، دون أن يكون لاعتبارات المكان والزمان أي دور أو تأثير يمكن أن يحدث فرقا”بين سياقات الماضي وسياقات الحاضر. والأمثلة على ذلك كثيرة اخترنا أكثرها شيوعا” وتداولا”؛

  1. من الملاحظ انه بقدر ما يحاول الأبناء التمرد على سلطة الآباء (البطريركية) بوزاع من نزعة الاستقلال الفردي واسترداد حق الوعي بالذات – وهي من الأمور التي تعتبر مخالفة للأعراف ومنافية للتقاليد الأبوية – من جهة، بقدر يحافظون – وهنا مكمن المفارقة – على سريان قيم تلك السلطة البطريركية كما لو أنها أشياء مقدسة لا يجوز المساس بها والعبث فيها من جهة أخرى. كأن تفرض – على سبيل المثال لا الحصر – عادات وتقاليد وأعراف وقيم (الريف) ذات المضمون العشائري والقبائلي، على أنماط التواضعات والمناقبيات الحضرية السائدة في (المدينة). هذا دون أن يجدوا في ذلك ما يعد تناقضا “يستدعي النقد والمساءلة، لا بل قد يرونه من دلائل الحفاظ على الأصالة ومؤشرات التمسك بالعراقة.
  2. على قدر ما يجتاف (الأبناء / الأخلاف) مضامين خطابات (الآباء / الأسلاف)، حول مزاعم النزاهة الوظيفية والعدالة الاجتماعية والهوية الوطنية – مثلما يحصل في المجالس الخاصة والعامة، الرسمية والشعبية - بقدر ما لا يعدم هؤلاء وسيلة من الوسائل أو يهملون طريقة من الطرق – بصرف النظر طبعا “عن مشروعيتها وأخلاقيتها - دون اهتبالها في بلوغ مآربهم الشخصية وتحقيق مصالحهم الفئوية، حتى ولو كانوا على دراية كاملة بأن سلوكهم هذا يتناقض جذريا”مع ما سبق وأعلنوه ورددوه في تلك المجالس والمضافات. فضلاً عن قناعاتهم بأنه سيلحق ضررا “بليغا” في مصالح الوطن وحقوق المواطنين، ليس فقط على مستوى الأجيال الحالية التي تكابد الأمرين من هذه المفارقات والتناقضات فحسب، بل وكذلك على مستوى الأجيال التالية التي سيكون المجهول مصيرها الحتمي.
  3. ومن الأمثلة الأخرى البارزة التي يمكن عدها من مفارقات المجايلة في سيكولوجيا الجماعات العراقية، ما يظهر على مواقف وسلوكيات قطاع واسع من أفراد تلك الجماعات، والتي تتمثل بظاهرة ادعائهم (الانسلاخ) عن ماضي آباؤهم وموروث أجداهم في طور من أطوار حياتهم العملية (الوظيفية)، ثم لا يلبثون في طور لاحق من (اجترار) ما كانوا قد ازدردوه سابقا”من عادات وأعراف وقيم وتقاليد، للحدّ الذي لا يجدون غضاضة في استلهامها والتماهي معها مجددا”. وهكذا ما أن يحال أحدهم (استاذ الجامعي) أو (مسؤول الإداري) على التقاعد أو يترك منصبه الوظيفي لشتى الأسباب والدوافع، فانه سرعان ما يشرع بترأس عشيرة من العشائر أو بتزعم قبلية من القبائل أو بقيادة بطن من البطون، معلنا”عودته لأصوله العصبية وشاهرا”توبته لمرجعياته البدائية، دون أن كون للسنوات التي أمضاها يحاضر في التنوير والحداثة بالنسبة للأول، أو يجاهر بالحضارة والمدنية بالنسبة للثاني، مانعا”من انحرافه صوب مضارب العصبية البدائية، أو حائلا”دون سقوطه في مستنقع الانتهازية.

قد بكون من الصواب أن نعزو إلى الظروف الشاذة والأوضاع المزرية التي مر ويمر بها المجتمع العراقي طيلة عقود وزر هذا الظاهرة، ومن ثم إلقاء تبعاتها وتداعياتها على عوامل موضوعية وأطراف خارجية ساعدت في خلقها، وساهمت في ترويجها، وحرصت على تكريسها. ولكنه من خطل الفهم وجهل المعرفة في نفس الآن محاولة تبرأت سايكولوجية الجماعات السوسيولوجية والمكونات الانثروبولوجية من أعراض هذه (اللوثة الحضارية) القارة في قاع اللاوعي الجمعي العراقي. ذلك لأن هناك تاريخ طويل وحافل من التجارب القاسية والممارسات المريرة، أثبت إن سيكولوجية الشخصية العراقية كانت – ولا تزال – بمثابة حاضنة لشتى ضروب المفارقات والتناقضات، التي شكلت عائقا”أمام أية محاولة لاستنهاضها من عثرتها وحثها على استعادة عافيتها الاجتماعية وسويتها النفسية، بما يضمن تطورها الحضاري ويحقق طموحها الإنساني أسوة بغيرها من الشعوب والأمم.

 والحال انه على فرض إن هذا النمط من الظواهر السوسيو- ثقافية موجود، بلّه، شائع لدى بقية المجتمعات القريبة منا والبعيدة عنا، كراسب تاريخي يعود لحقب ماضية لا زال عالقا”في بنية الوعي الجمعي يفرض إيحاءاته بقوة ويمارس تأثيراته بعناد، إلاّ انه ربما يظهر بصيغ مختلفة من الشدة وبمستويات متباينة من الوضوح، بحيث لا تؤثر – في الحصيلة العامة لسيرورة المجتمع - بالقدر الذي يجعل المعايير المنظمة والمقاييس الضابطة تحيد عن المقبول اجتماعيا”والمعقول منطقيا” والمشروع إنسانيا”، مثلما هو الحال لدى الجماعات العراقية المبتلاة بنوازع (الازدواج) ؛ ما بين الظاهر والباطن، ما بين الإشهار والإضمار، مابين القول والفعل، ما بين الفكر والواقع، ما بين النظرية والممارسة. 

**************

تشكيل

المصمم الغرافيكي وفضاءات التفكير

د.معتز عناد غزوان

يعد المصمم الغرافيكي الإنسان الواعي الأكثر اتساقاً بمجتمعة وما يحيط به من ظواهر مختلفة التأثير، يتأثر بها ويؤثر فيها عن طريق بناء أو تشكيل التصميم بما يتلاءم مع معطيات الحالة الضاغطة عليه من حيث الفكر وصناعة الفكرة ومراحل التفكير وتكون المحصلة المنطقية لذلك لبناء التصميم والإشهار به.

تختلف الموارد البصرية في مديات التأثير على ذهنية المصمم بوصفه صانعاً ماهراً في ترجمة الظواهر البصرية ولاسيما تلك الظواهر أو الموارد التي تؤثر فيه ويعيش حالاتها وإرهاصاتها بكل صدق وإيمان ووعي. فالعواطف والمشاعر هي من أهم التأثيرات الناجمة عن التفاعل ما بين الموارد البصرية من جهة والتفكير من جهة أخرى لتكون المحصلة النهائية هي ترجمة تلك المدخلات البصرية إلى التصميم. وتلك هي الاستجابة للظاهرة التي تكون حسية تارة أو غير حسية أو ملموسة أو غير ملموسة تارة أخرى، وبالتالي الإحساس بالظاهرة البصرية وبدء عملية التفكير البصري أو المرئي، ويكون التفكير هنا قابلاً للتحول ما بين اليسر والصعوبة، حسب التأثير الضاغط للمصدر البصري، فهنالك صلات معقدة ومركبة تربط ما بين العاطفة والتفكير ولكل منهما التأثيرات العكسية المتبادلة التي تحقق وتتيح للمصمم القابلية الواسعة في تحليل تلك المصادر أو الموارد البصرية بالشكل العلمي والمنطقي، لذلك فان عمليات الذهن والتفكير تنشأ وتتفرع من العاطفة، والتي تمنح بدورها المقدرة الكبيرة والواسعة في منح الحوافز والدوافع لبدء عملية التفكير، فالتفكير البصري هو من يحدد الجميل والقبيح والسهل والصعب والغامض والواضح وغيرها من الصفات المختلفة التي تتمتع بها الموارد البصرية المحيطة بالمصمم الغرافيكي كافة. فهو من يخوض تلك التجربة ويعيش لحظات التأمل ودراسة الحالة التي تبثها الموارد أو المصادر البصرية بدلالاتها المختلفة وأهدافها المتنوعة في بث الرسالة البصرية وتأثيراتها التي تسير على وفق هدف نشأت عليه تلك الظاهرة وتحاول إرسال معانيها إلى ذهنية المصمم. إن الظواهر البصرية ومواردها ولاسيما تلك الموارد التي تنشأ في المجتمع المعين أو التي تشترك في مجتمعات عدة، تكون تأثيراتها واضحة في محاكاة مخيلة المصمم وتفكيره المتجسد في طرحه تساؤلات متنوعة منها، ما هي الصلة التي تكمن في علاقة الظاهرة البصرية بالمجتمع من جهة وبالمصمم بوصفه احد أفراد ذلك المجتمع؟، وهل أن المصمم الغرافيكي في تفكيره مؤمناً بتلك المصادر البصرية في تقديم أفكار تحل وتوجه المجتمع إلى اتجاه فكري معين؟ وغيرها من الأسئلة الكثيرة التي تدور داخل المخيلة المبدعة للمصمم في دراسته للحالة الصادرة من محاكاة المورد البصري. وتجدر الإشارة هنا إلى تمسك المصمم وخضوعه بطريقة لا إرادية للعقائد والتقاليد التي تنعكس هي الأخرى بشكل ملموس في بناء التصميم ونجاحه. إن المصمم في تأويله وتفسيره للظاهرة البصرية وإنتاج الفكرة الناجحة لابد أن يمر بسلسلة من التأثيرات البصرية التي تكون قابلة للتطور والتفعيل في التصميم كما تقوم بدورها بتعميق الجانب الحسي والإدراكي للمجتمع أو المتلقي كفرد، وتفاعلهم مع الظواهر البصرية الناتجة من تلك الموارد أو المصادر، لتسهم في بناء الفكر وثقافته التي يحتاجها المصمم لبناء تصميمه ونجاحه ولاسيما المصمم الغرافيكي لما يتحمل من مسؤولية واضحة في مخاطبة الرأي العام والخاص المستويات الثقافية كافة بمختلف شرائح المجتمع والولوج إلى مخاطبتهم والتأثير فيهم، وهي من أهم أهداف التصميم ومادته البصرية. لذلك يتأثر المصمم بأي مصدر بصري لتكوين أفكاره واختيار أدواته ودراسة ألوانه .استطاع المصمم الغرافيكي أن يستفيد من المورد أو المصدر البصري في استعماله المنطقي والجمالي في تنسيق الألوان والاتساق فيما بينهما على وفق تجارب يقوم بها للوصول إلى اتخاذ قرار لوني مناسب يلائم التصميم الذي يعده ويفكر في بنائه، لأنه قام بتجارب بصرية مهمة في دراسة المصدر البصري الجميل وتأثيراته في التصميم ورواجه وإشهاره. لذلك تعد الطبيعة المصدر البصري الرئيس الذي يلهم المصمم المقدرة الكبيرة في التفكير والابتكار في المنجز الغرافيكي. إن قوة التأثير أو السلطة البصرية تشكل عاملاً ضاغطاً على أداء ونتاج المصمم إذ تدعوه إلى التأمل والتحليل والتركيب والإخراج. فالقدرة على الترميز والتشفير هي من أهم الانعكاسات التي تفرضها الموارد البصرية على المصمم، لأنه الشخص المعني بدراسة الحالة البصرية وتفكيك مكوناتها وتشكيلها بكل بساطة ويسر وتأثير كبير في المتلقي. يستطيع المصمم بمقدرته العالية على التخيل بعد التفكير المنطقي ودمج الوقائع وتحديد الأهداف وإيصالها بطريقة ابتكاريه ومؤثرة بعد أن تتم عملية التخيل الإبداعي لديه، فالتخيل هو رد فعل الطبيعة بمختلف مواردها البصرية لمحاكاة العقل والذهنية المبدعة للمصمم، ويسهم التخيل بشكل كبير في بناء التصميم وتقديمه بشكل جديد ومشوق وجذاب ترتبط فيه ملامح وسمات المصمم الأسلوبية والأدائية في الفعل والإنتاج. كما يدخل المصمم في معظم اشتغالاته في ميدان التفكير الخيالي الرمزي لأنه الأكثر بحثاً واهتماما من قبله، فالتصميم الغرافيكي بطبيعته هو تعبير عن فكرة ما بصرياً، وهذه الفكرة لابد أن تكون من خلال المحاكاة التي تحدث ما بين المصمم والمورد أو المصدر البصري الذي يعد الحالة التي ترتكز عليها ذهنية المصمم الغرافيكي المبدع.

وتعد الصورة بمختلف أنواعها ومكوناتها من المصادر البصرية المهمة في التأثير المباشر في المتلقي ولاسيما في استعمال المصمم بطريقة علمية ومهارة ومنطقية لموقعها في التصميم بوصفها احد أهم العناصر الغرافيكية البنائية للتصميم، وهنا يتطلب على المصمم مراعاة مكونات الصورة وأهدافها الاتصالية من جهة وجمالية تأثيرها وجاذبيتها وقوة تلك الجاذبية في فرض التجاذب ما بين التصميم الغرافيكي ككل واحد وبين التأثير الواضح في المتلقي. وتكون الصورة بمثابة الرمز أحياناً، كما تؤمن الصورة بشكل كبير معلومات بصرية مهمة في التأثير، على الرغم من صعوبة تحديد قيمة ذلك التأثير في المتلقي أو يكاد يكون الأمر نسبياً في الإدراك والتحليل. ويكون تحليل الصورة مسألة سيمائية أحياناً أو فلسفية في تفكيك مكوناتها وإبراز أهدافها في التصميم الغرافيكي، فالمعنى مرتبط بالإشهار، فالملصق على سبيل المثال هو من أولويات عمل المصمم، حيث يعتمد على دراسة المؤثر البصري والكشف عن مكنوناته بطريقة علمية توجيهية، تنقل الأفكار ومحتواها بشكل مباشر بعد التفكير المعمق باليات توجيه الفكرة، لان الملصق وسيلة تهدف إلى غاية، والإعلان وسيلة تواصلية ما بين التاجر والمستهلك.

****

الصفحة الثانية عشر

إصدار

أنا ونقابة الفنانين العراقيين

صدر أخيرا، لنقيب الفنانين العراقيين السابق، صباح المندلاوي، كتاب بعنوان “أنا ونقابة الفنانين العراقيين”.

يستعرض المؤلف في كتابه مسيرته منذ أن أصبح نقيبا للفنانين العراقيين، معرجا على التفاصيل التي لامست عمله المهني، والصعوبات والتحديات التي واجهته.

وألحقت بالكتاب، صور تذكارية ملونة تجمع المندلاوي بشخصيات فنية وأدبية وإعلامية.

يقع الكتاب في 320 صفحة من القطع الكبير.

******************

البصرة

أمسية حول "ثقافة استخدام الطاقة الشمسية"

البصرة – طريق الشعب

ضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في محافظة البصرة، أخيرا، مدير المكتب التسويقي لوزارة الصناعة في المحافظة، المهندس علي طارق النجار، ليتحدث في أمسية حول "ثقافة استخدام الطاقة الشمسية كطاقة بديلة".

حضر الأمسية التي أقيمت على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، جمهور من المهندسين والفنيين في مجالات التكنولوجيا، فضلا عن المهتمين في القضايا العلمية والتكنولوجية. وقد أدار الأمسية الإعلامي باسم محمد حسين، داعيا الحاضرين في البداية إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء "مجزرة سبايكر"، التي حلت هذه الأيام.  

بعدها قدم نبذة مختصرة عن المهندس الضيف، ملقيا الضوء على بعض استخدامات الطاقة الشمسية.

وفي معرض حديثه، قدم النجار شرحا لأنواع الخلايا الشمسية، وكيفية استخدامها في المنازل والورش والمعامل والشركات ومختلف الأماكن، مبينا أن بعض هذه الخلايا يكون مساعدا للطاقة الكهربائية التقليدية، والبعض الآخر يستخدم بشكل مستقل بديلا عن الطاقة الكهربائية التقليدية، كالخلايا التي يجري الاعتماد عليها في الأماكن النائية التي ينعدم فيها تجهيز الكهرباء.

وعرّج الضيف على عملية تصنيع هذه الخلايا، مبينا أن العراق بدأ تصنيعها منذ العام 1982، وأن هناك اليوم، وزارات وجامعات ودوائر رسمية عديدة، تستخدم هذه الخلايا لاستخراج الطاقة النظيفة، لكن بشكل محدود جدا.

وشهدت الأمسية مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها المهندس علي طارق النجار بصورة ضافية.

************

على قاعة مديرية شباب ديالى

د. علي مهدي

عن “الحقوق السياسية للمرأة”

بعقوبة - انتصار الميالي

ضمن مشروعها الموسوم “القوانين تحمي مستقبلنا”، أقامت رابطة المرأة العراقية أخيرا في محافظة ديالى، ندوة توعية حول “الحقوق السياسية للمرأة”، تحت شعار “ناخبة.. مرشحة.. مراقبة”.

الندوة التي عقدت على قاعة مديرية شباب ورياضة ديالى، والتي جاءت بدعم من “منظمة كفينا تل كفينا” السويدية (KTK)، شاركت فيها ممثلات وممثلون لمنظمات مدنية ومفوضية حقوق الإنسان في ديالى والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والشرطة المجتمعية في بعقوبة.

وتحدث في الندوة الاختصاصي في العلوم السياسية د. علي مهدي، متناولا في البداية العديد من المواثيق الدولية ونماذج من قوانين الانتخابات في بعض الدول.

بعدها استعرض عددا من النصوص الدستورية والقوانين العراقية التي تخص الانتخابات، منذ نشوء الدولة العراقية، معرجا على مراحل السماح للمرأة بأخذ حقها في المشاركة السياسية.

وأوضح د. مهدي، ان “جميع القوانين تتضمن فقرات إيجابية وسلبية، ما يتطلب منا كناشطين، الاستفادة من الفقرات الايجابية والترويج لها والتوعية بها، والعمل على تطبيقها”، مشيرا إلى ضرورة دراسة قانون الانتخابات الاخير الذي أقره البرلمان العراقي، ومحاولة الاستفادة منه في تطوير عمل النساء المرشحات لبناء علاقات تعزز دورهن المجتمعي بما يضمن حصولهن على أصوات تدعم وصولهن للبرلمان ومواقع صنع القرار. 

وبعد مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، انتهت الندوة إلى جملة من التوصيات، أكدت أهمية دعم النساء وتمكينهن ليصبحن قادرات على المشاركة السياسية الفاعلة.

وعلى هامش الندوة، كرّم نقيب المهندسين الإداريين محمود محسن، سكرتيرة فرع رابطة المرأة في ديالى، زينة أمير، بشهادة تقدير، وذلك لجهودها التي تبذلها في خدمة النساء ومناصرة قضاياهن، فضلا عن جهودها المجتمعية.

***************

في مقر شيوعيي بهرز

حول “الربيع العربي.. الأسباب والانفجار الجماهيري”

بعقوبة – محمود العزاوي

احتضن مقر منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة بهرز بمحافظة ديالى، أخيرا، ندوة حول “الربيع العربي.. الأسباب والانفجار الجماهيري”، حضرها جمع من المهتمين في الشؤون السياسية والاجتماعية.

الندوة التي عقدت بالتعاون بين المركز الثقافي في بهرز ومنظمة الحزب، أدارها الرفيق سعيد الشفتاوي، فيما تحدث فيها عضو المركز الثقافي الأستاذ محمد فخري، ملقيا الضوء على جذور انبثاق ثورات “الربيع العربي” في تونس ومصر وسوريا وليبيا، وعلى الأسباب التي أدت إلى الانفجار الجماهيري حتى تغيير أنظمة الحكم في تلك البلدان.

وأشار المتحدث إلى أن هذه الثورات جاءت نتيجة تراكم معاناة الشعوب، بسبب الجوع والاهمال وتكبيل الحريات، فضلا عن الجور الذي تمارسه الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة، على شعوبها، وتخبطها في السياسة الداخلية والخارجية “الأمر الذي أشعل فتيل الثورات الاجتماعية – السياسية العارمة”.

ونوّه فخري، إلى أن بعض الأنظمة السياسية التي جاء بها التغيير، صادرت ما أنتجه “الربيع العربي “كون البعض من قوى الثورة لم تكن منظمة”.

ثم عرّج بشيء من الإسهاب، على أوضاع البلدان التي شملها “الربيع العربي”، وما طرأ عليها من تغيير.

وعلى هامش الندوة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عقب عليها كل من الرفيق سعيد الشفتاوي والأستاذ محمد فخري، بصورة ضافية.

*************

تزامنا مع يوبيله الذهبي

معهد الدراسات الموسيقية يحتفل بتخرّج دورة جديدة

بغداد - تضامن عبد المحسن

تزامنا مع يوبيله الذهبي (الذكرى الـ 50 لتأسيسه)، أقام معهد الدراسات الموسيقية في بغداد، الخميس الماضي، حفلا لعرض أطروحات الطلبة المتخرجين في دورته للعام 2020 – 2021، التي حملت اسم أستاذ الموسيقى د. حبيب ظاهر العباس.

وشهد الحفل الذي أقيم على “قاعة الرباط” في دائرة الفنون الموسيقية، حضورا رسميا وأكاديميا وطلابيا وفنيا.

استهل الحفل بكلمة افتتاح أكدت أهمية معهد الدراسات الموسيقية، باعتباره واحدا من أهم روافد الحركة الموسيقية في العراق.

بعدها ألقى وكيل وزارة الثقافة، عماد جاسم، الذي كان بين الحضور، كلمة شدد فيها على أهمية تكاتف الجهود من أجل النهوض بالواقع الخدمي للمعهد ومدرسة الموسيقى والباليه، وتأهيل بناهما التحتية، داعيا الجميع إلى التضامن من أجل إنقاذ هاتين المؤسستين في النواحي الخدمية، ومؤكدا في الوقت ذاته، تواصل وزارة الثقافة مع منظمات دولية لهذا الغرض. 

وكانت لمدير المعهد، محمد عبد الرضا، كلمة أوضح فيها أن المعهد فضّل أن يكون تقديم أطروحات الطلبة المتخرجين هذه السنة في حفل عام وليس في امتحان تقليدي، وذلك لتشجيع الطلبة على مواجهة الجمهور والعزف أمامه، داعيا إلى أن يكون هذا الأسلوب تقليدا سنويا.

ونوّه عبد الرضا إلى وجود نيّة لمفاتحة وزارة التعليم العالي، من أجل قبول الطلبة المتخرجين في المعهد، في كليات أخرى وليس حصرا في كلية الفنون الجميلة.

وقدم الطلبة المتخرجون، أطروحاتهم وكانت عبارة عن عزف منفرد على الآلات الموسيقية. وكانت هناك فقرة غناء تراثي، ساهم فيها العديد من طلبة المراحل المنتهية وأساتذتهم، غناء وعزفا.

**************

عرض نحو 400 عنوان

اتحاد أدباء العراق

في معرض بغداد للكتاب

بغداد – طريق الشعب

اختتم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، مساء الاثنين الماضي، مشاركته في معرض بغداد الدولي للكتاب/ الدورة ٢١، الذي أقيم في الفترة من 10 لغاية 21 حزيران الجاري.

وكانت منشورات اتحاد الأدباء حاضرة بقوة وفاعلية في المعرض، عبر ما يقارب ٤٠٠ عنوان لكتاب ومجلة ثقافية. وقد مثلت هذه الكتب منشورات المركز العام، فضلاً عن إصدارات اتحادات نينوى وميسان والنجف وديالى.

وبالإضافة إلى مشاركته في عرض كتبه، عقد الاتحاد في جناحه الخاص، على مدى أيام المعرض، جلسات أدبية تمحورت حول النقد العراقي، وقراءات في الشعر العراقي المعاصر شارك فيها أعضاؤه. كما ضيّف جناح الاتحاد احتفالات توقيع لأدباء عديدين، ممن أصدروا كتبهم حديثا.

ومن جناح الاتحاد، انطلقت قافلة من الكتب نحو نينوى، لتشارك في معرض الموصل للكتاب، الذي من المؤمل عقده هذا اليوم الخميس، بمشاركة فاعلة للكتب الأدبية، وبإشراف اتحاد أدباء نينوى.

يذكر أن اتحاد أدباء العراق، سعى عن طريق منشوراته للمشاركة في معظم المعارض المهمة داخلياً وخارجياً، وانه – بحسب ما جاء في بيان صحفي صادر عنه أطلعت عليه “طريق الشعب” - سيعضد هذه المشاركات بإصداراته المستمرة، التي ستكون حاضرةً في المعارض المقبلة، في البصرة وأربيل والنجف، مع المعارض الخارجية المهمة في بيروت والرياض والشارقة، إلى غيرها من المشاركات التي تحقق للأدب رواجه وحضوره، وتنقل المعرفة إلى أكبر شريحة قارئة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الموصل

“مركز يحيى قاف” يقدم دروسا مجانية للطلبة 

الموصل – طريق الشعب

يواصل “مركز يحيى قاف” للتدريس المجاني في نينوى، بالتعاون مع فرع اتحاد الطلبة في الموصل، تقديم المحاضرات لطلبة الصف الثلاث المتوسط، من كلا الجنسين، وذلك في مواد الانكليزي والرياضيات والفيزياء، وبناء على مقررات وزارة التربية، الخاصة بالامتحان الوزاري لمرحلة المتوسطة.

وكان المركز خلال الفترات السابقة، يقدم خدمات تعليمية مجانية لطلبة الثالث المتوسط، من الذين واجهوا فراغا تعليميا إثر سيطرة عصابات داعش على الموصل، وذلك لتعويضهم عمّا فاتهم من دروس، ومساعدتهم على العبور إلى المرحلة الدراسية التالية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انخفاض الماء في “دوكان” يكشف عن مقبرة أثرية

سليمانية – وكالات

كشف انخفاض منسوب المياه في سد دوكان بمحافظة السليمانية، الغطاء عن مقابر أثرية في “تلة شمشارة” بقضاء رانية، يعود تاريخها إلى أكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد.

ووفق مصادر تاريخية، فإنه توجد تحت “نهر رانية” قرابة 6 تلال أثرية، إلا ان انخفاض منسوب المياه في السنوات القليلة الماضية أدى إلى ظهور 3 منها على اليابسة بشكل واضح، ما كشف النقاب عن عشرات القبور الأثرية، التي يعود بعضها لملوك آشوريين.

وتتفاوت أحجام هذه القبور من نصف متر إلى أكثر من 3 أمتار، وهي تضم عظاما صغيرة وخشنة جدا.

وخلال السنوات الماضية، عثرت السلطات المحلية في هذه المنطقة، على قطع أثرية نادرة جدا.