اخر الاخبار

الصفحة الاولى

كتب المحرر السياسي

لنواصل الضغط الشعبي

ونفرض إرادة التغيير

لم نتفاجأ ولن نتفاجأ بانطلاق تظاهرات واعتصامات واضرابات وحركات احتجاجية، عامة وقطاعية ومحلية، وهي المتوقع حدوثها تبعا لاستمرار انحدار الخط البياني للأوضاع في بلادنا، مؤشرا  معاناة حقيقية يعيشها المواطن والوطن.

ومنذ انطلاقتها الأولى في شباط ٢٠١١، والحركة المطلبية والاحتجاجية باشكالها وانواعها  المتعددة، ما انفكت تحذر من ان البلد يسير نحو منزلقات  خطرة. واذا كانت المطالَب الخدمية والمعيشية تحتل حيزا كبيرا في شعارات ومطالب المحتجين ، فان ما حصل في تشرين ٢٠١٩ و٢٥ أيار ٢٠٢١، يؤشر ادراكا متزايدا لحقيقة ان نيل تلك  المطالَب الأولية يرتبط وثيقا بمنهج وإداء  منظومة الحكم وسياساتها على الصعد المختلفة .

ومن هنا جاءت الشعارات المطالبة برحيل منظومة المحاصصة، وبالتصدي للفساد والمفسدين، وحصر السلاح المنفلت بيد الدولة، واجراء  انتخابات مبكرة وتأمين مستلزمات جعلها انتخابات عادلة ونزيهة ومعبرة حقا عن الإرادة الحرة للمواطنين، بما يجعلها رافعة للتغيير الذي غدا استحقاقا للخلاص من المنظومة الحاكمة الفاشلة،  واستعادة هيبة الدولة وإنفاذ القانون.

وكانت هذه الشعارات والمطالب حاضرة  في  ٢٥ أيار ايضا، حين شدد المشاركون فيها على كشف ومحاسبة قتلة المنتفضين والنشطاء وأصحاب الرأي، ووقف حملات القتل العمد والدعاوى الكيدية، والافراج عن المعتقلين والمخطوفين والمغيبين.

بعد انتفاضة تشرين ٢٠١٩ حدث الكثير من التطورات على صعيد الحركة الاحتجاجية، حيث انبثقت منها أحزاب واطر، وتنامى الادراك  لأهمية التنظيم والتنسيق وبلورة المواقف. وهذا ما شهدناه في تظاهرات ٢٥ أيار الماضي والتركيز فيها على شعار أساسي يتعلق بكشف قتلة المنتفضين، وهو ما تم التوصل إليه على نطاق واسع في اطار لقاءات ومشاورات واجتماعات مهدت للتظاهرات. وكان هذا كما يبدو من أسباب النتائج الإيجابية التي تحققت فيها، فيما  تبرز الحاجة الى استمرار الجهود لسد الثغرات والنواقص في ما يخص وحدة الموقف والاطر القيادية، والتوجه الفعلي نحو  ملايين الناس المتذمرة والساخطة على الأوضاع الراهنة وتداعياتها، سيما في هذه الأيام التي تتصاعد فيها ازمة الكهرباء ومشكلة شح المياه وتردي حالة الامن، حتى ان الاغتيالات امتدت الى افراد الأجهزة الأمنية، المطلوب منها حماية الناس وارواحهم وممتلكاتهم وتحقيق الامن والاستقرار. وربما لدواع انتخابية ضيقة يلجأ البعض الى تأجيج المشاعر والنعرات الطائفية من جديد، من دون اتعاض  بدروس سنوات ٢٠٠٥ -٢٠٠٧ الدامية الثقيلة والمحزنة .  

ويتوجب القول ان من يلجأ الى مثل هذه الممارسات، ويمتشق السلاح المنفلت ويستخدمه لفرض مواقف وإرادات سياسية، هو من يضعف الدولة ويصادر هيبتها ويشيع حالة الفوضى، وليس المواطنون المحتجون والمنتفضون السلميون المطالبون  بحقوقهم التي كفلها  لهم الدستور النافذ .

وان استمرار الوضع الراهن المثقل بالأزمات، هو الذي يقود الى الفوضى. اما الاحتجاج فمن اهدافه استكمال الشروط التي تحقق اجراء انتخابات حرة ونزيهة، وليس الفوضى. واذا بقيت الأمور على حالها، فهي الفوضى  بعينها الآن وفي المستقبل.

من جانب آخر اصبح ضروريا تقويم الحركة الاحتجاجية واستخلاص العبر والدروس منها ورسم توجهاتها اللاحقة، كذلك معالجة القضايا التنظيمية والقيادية والانفتاح على القوى المدنية والديمقراطية والوطنية، الداعمة فعلا وقولا للحراك الاحتجاجي إدراكا منها لاهميته في  إدامة الضغط على المنظومة الحاكمة والمتنفذة، من اجل فرض الانطلاق سلميا ودستوريا على طريق التغيير. وقد وجهت تظاهرة 25 أيار رسالة مهمة الى كل من راهن ويراهن على انحسار الحركة الاحتجاجية. فهي انما جددت جذوتها، وأشرت امكانية تصاعدها مستقبلا، وهو أمر مشروط بتعزيز ما تحقق على صعيد التنظيم والمبادرة والطرح السياسي، وتعزيز عملية الانفتاح على القوى الاخرى الداعمة للانتفاضة من أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات، والادراك العميق لكون قوة الحركة مستمدة أساسا من سعة القبول والدعم الشعبيين لطروحاتها  وشعاراتها وآليات عملها.

ان عملا كبير وواسعا ينتظر الحراك الشعبي الاحتجاجي والمطلبي، وان علينا ان نواصله على مختلف الصعد، لزيادة الضغط من اجل تهيئة شروط ومستلزمات اجراء انتخابات عادلة ونزيهة وذات صدقية، وصولا الى الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، وتدشين عملية التغيير في اتجاه إقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والقانون والمؤسسات، والعدالة الاجتماعية.

***************

قوى تشرينية ووطنية:

لا تغيير مع بقاء نهج المحاصصة

بغداد – طريق الشعب

عقدت قوى تشرينية ومدنية ديمقراطية ووطنية يوم ٦ حزيران الجاري جلسة حوارية، سبقتها مجموعة لقاءات وجلسات تشاورية غايتها انضاج أفكار ورؤى، لتعزيز العمل الوطني وادامة زخم الحراك الشعبي ورفع وتيرة الضغط الجماهيري، وتشكيل عنوان وطني معارض لنهج المحاصصة والفساد.

وأكدت ورقة أفكار تبناها المشاركون في الجلسة تفاقم  أزمات العراق التي باتت تهدد حاضره ومستقبله، وان نهج المحاصصة الطائفية والاثنية هو أس هذه الأزمات، الذي من شأن استمراره ان يزيد من إضعاف الدولة وتدمير بناها التحتية، كونه يشكل حاضنة الفساد والفشل المستمر في أداء أجهزة الدولة وفي قدرتها على تأمين حاجات الناس وإنفاذ القانون، وسبب تعمق التفاوت الإجتماعي وتعطل الجهود التنموية وعدم توفر مقومات الحفاظ على السيادة وتعزيزها، وذلك نتيجةً لتركيز الثروة والإستحواذ على مقدرات البلاد من قبل فئات طفيلية، وحرمان شرائح الشباب من أية فرص للعمل ومن ضمان مستقبل يؤمن لهم العيش الكريم .

 وشدد المشاركون على إن أية عملية تغيير جذرية منشودة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال مغادرة هذا النهج، والتوجه نحو بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.  وان أمواج الإحتجاجات الشعبية المتتالية منذ 2011، عبرت عن إرادة وإصرار شعبيين على التغيير،  وجسدت بصورة جلية قدرتها على فرض إرادتها الموحدة على أصحاب القرار، بما في ذلك تغيير التشريعات والحكومات.

وجاء في الورقة إن التغيير المنشود يقتضي تغييرا في موازين القوى لصالح الفئات والشرائح التي لها مصلحة في تفكيك هذه المنظومة وبناء دولة المواطنة والعدالة الإجتماعية، من خلال تشديد الضغط الشعبي برص الصفوف وإيجاد الأطر المناسبة  لتحويل الرفض والسخط الشعبيين الى فعل سياسي منظم، قادر على إحداث التغيير الفعلي طبقا للآليات الديمقراطية والدستورية السليمة .

واشارت الورقة الى انه برغم إتساع الرفض الشعبي ومساحة القوى ذات المصلحة في التغيير، إلا إن ذلك لم يتحول إلى فعل سياسي مكافيء لحجم التضحيات، بسبب تشتت هذه القوى وعدم تبلور رؤية موحدة. ولأجل تأمين مقدمات وشروط التغيير المنشود، فإن هناك ضرورة ملحة الى ان تتوصل القوى ذات المصلحة والتي تتبنى هذا المشروع في هذه المرحلة الحرجة، الى مختلف أشكال التعاون والتنسيق من أجل توحيد المواقف وسبل العمل السياسي الوطني المشترك، وإعتماد مختلف أشكال النضال السياسي.

واتفق الحضور على أهمية مواصلة الاستعدادات لانجاز المشروع ضمن التوقيتات المحددة، وضرورة الانفتاح على بقية القوى والحركات التي تتشارك الرؤى والتوجهات ذاتها.

والجدير بالذكر ان الرفيق رائد فهمي شارك في جانب من الجلسة الحوارية، التي حضرها ١٣ ممثلا عن القوى والأحزاب والتجمعات المشاركة، إضافة الى  شخصيات أخرى.

وفِي حديثه في الجلسة شدد الرفيق فهمي على أهمية تنسيق وتوحيد عمل قوى تشرين والقوى المدنية والديمقراطية الداعمة والمشاركة في الحراك الاحتجاجي، وضرورة الانفتاح ورص الصفوف. كما بيّن في مداخلته موقف الحزب من مفهوم المعارضة والمقصود به، والقضايا الواجب التركيز عليها في هذه المرحلة، واوضح أيضا موقف الحزب من الانتخابات، ومن المستلزمات والشروط  الواجب توفرها كي تتم المشاركة فيها، وهي ان تكون معبرة حقا عن تطلعات وطموح الانتفاضة وعموم الشعب العراقي الى التغيير، والخلاص من منظومة  المحاصصة والفساد ونهجها، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.

***************

12 في المائة من العراقيين يسكنون العشوائيات

بغداد – علي شغاتي

استبعد الباحث الاجتماعي وسام محسن, امكانية معالجة ملف العشوائيات على المستوى القريب, محذرا من استغلال الساكنين فيها لغرض الدعاية الانتخابية.

وقال محسن لـ”طريق الشعب”, إن “مجلس النواب سبق له مناقشة قانون العشوائيات ولكنه فشل في اقراره، نتيجة لمحاولات بعض الكتل السياسية المتنفذة تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية من هذا القانون، فضلا عن وجود جنبة مالية لم يكن في مقدور الحكومة حينها الايفاء بها”.

وقال المحامي علي مجيد، ان “ عناصر مسلحة تابعة لجهات متنفذة قامت بالاستيلاء على مساحات واسعة من الاراضي بالقوة وبطرق ملتوية وقامت ببيعها للمواطنين مقابل مبالغ مالية غير قليلة”, داعيا الى “محاسبة هؤلاء قبل التفكير في حل مشكلة العشوائيات لكون التجاوز على الاراضي العامة مرهونا بوجود هؤلاء”.

*******************

راصد الطريق

نعم فخامة الرئيس، ولكن..

خلال اجتماع بشأن مراقبة الانتخابات عقد امس الاول الثلاثاء، شدد رئيس الجمهورية على “ ضمان  نزاهة الانتخابات وعدالتها ومنع التزوير والتلاعب..”

وأشار ايضا الى “ أن إعادة ثقة الناخبين في العملية الانتخابية وضمان المشاركة الواسعة يجب أن يكون أولوية قصوى..”

نعم، ثقة المواطن اهتزت، وليس فقط بالعملية الانتخابية وبنتائجها، بل وبالمنظومة الحاكمة والسلطات الثلاث ذاتها.

ولردم الهوة وإعادة أجواء الثقة،  لابد لمن بيدهم القرار من اتخاذ خطوات، يأتي في مقدمتها نشر التقرير الرسمي عن الخروقات التي صاحبت انتخابات ٢٠١٨  والجهات المسؤولة عنها، وتسميتها بكل شفافية وحرمانها من المشاركة في انتخابات ٢٠٢١.

 كذلك الاعلان عن قتلة المنتفضين والناشطين، وضمان حيادية المفوضية، والتعامل الجاد مع السلاح المنفلت بخطوات مرئية، وتوفير الأجواء الآمنة للمرشحين والناخبين، ومنع الفاسدين والفاشلين من المشاركة في الانتخابات، ومنح فرصة الترشح من جديد لقوى الانتفاضة والحراك الشعبي، مع توفير الضمانات الوطنية والدولية لسلامتهم.

ان مثل هذه الإجراءات الحازمة هو ما يمكن ان يعيد الثقة بالعملية الانتخابية.

*************************

الصفحة الثانية  

ساكو: الانتخابات النزيهة تتطلب إرادة سياسية

بغداد ـ طريق الشعب

وجه رئيس البطريركية الكلدانية، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، رسالة الى الحكومة العراقية، بعد موجة العنف التي شهدتها البلاد، مؤخراً، قبيل الانتخابات، وقدم فيها رؤيته بعدة نقاط تخص شكل الدولة ومستقبلها وتطرق للتوقعات بتأجيل الانتخابات.

وقال ساكو لـ”طريق الشعب”، ان “ رئيس الوزراء وعد بالعمل على تنفيذ ما جاء في الرسالة التي قدمها، وأكد انه حريص على حقن الدماء”.  ويعتقد ساكو ان “لم تتوفر ارادة سياسية واضحة لأجراء انتخابات آمنة حرة ونزيهة، فأنها لن تكون وفق ما يتطلع اليه الشعب، وستعيد انتاج القوى السياسية نفسها”.  وأكد ان “القوى السياسية يجب ان تقدم تنازلات عن مصالحها وان تتفق على شكل الدولة”، مبيناً ان “من دون هذه التنازلات فأن العراق لن يكون دولة ذات سيادة وقانون”.  وأشار الى ان “الناخب يجب ان يذهب للأدلاء بصوته بحرية تامة من دون ضغوطات، وعلى القوى السياسية ان تبتعد عن شراء اصوات الناخبين”.  وعبر ساكو عن مخاوفه من ان “الانتخابات القادمة في حال فرزت نتائج لا تتوافق مع مزاج الاحزاب القديمة فأننا قد نخوض تجربة العنف مجدداً”، مؤكداً بقوله: “ان لم تجري الاستعدادات للانتخابات وفق المطلوب اتوقع ان يحدث المزيد من العنف والفوضى”. 

*****************

كل خميس

رأي في شأن

المؤتمر المنشود

جاسم الحلفي

يدور الحديث هذه الأيام عن عقد مؤتمر وطني لبعض قوى تشرين وناشطي الاحتجاجات والأحزاب والشخصيات المدنية الديمقراطية، للبحث في إنضاج رؤية مشتركة وبرنامج نشاط وآليات عمل، تسهم في تصعيد كفاح هذه الاطراف من اجل التغيير الديمقراطي المنشود، وبالأساليب السلمية التي برعت فيها وتمسكت بها رغم البطش والقمع والتصفيات والاختطافات وكل أساليب الترهيب والترغيب، التي لم تكف طغمة الحكم عن ممارستها.

ويمكن القول ان التحضير لعمل تنظيمي يرتقي الى مستوى عقد مؤتمر وطني، هو عمل كبير ومهم لن تقصر القوى المتمسكة بالمحاصصة ومعها مافيات الفساد في وضع مختلف العراقيل أمامه، وفي اطلاق شتى التهم ضد المبادرين اليه، وتوجيه ذبابها الإلكتروني نحو شن حملات تشويه منظمة.

ولكي يكون المؤتمر ناجحا ويحقق الغاية منه، ولكي يتجاوز العقبات ما أمكن، يتوجب تكثيف تشاور الاطراف، وتوسيع دائرة الحوار، وتفعيل النقاش الجاد والمنتج حول اهم جوانب المؤتمر، من حيث تركيبته ومسودات أوراقه ومقترحات قراراته، كذلك تأمين مكان عقده وضمان حمايته، وتوفير تغطيته المالية من تبرعات عراقية مع إعلان مصادرها بشفافية تامة، وشرط الا تكون من أية جهة اجنبية أيّا كانت.

كما ان الوضوح هنا وفي كل اعمال المؤتمر ضروري، وان يكون جزءا من ممارسة سياسة بديلة عن سياسة إخفاء الميزانيات والتستر على الانفاق، التي تميز سلوك المتنفذين.

ويتطلب عقد المؤتمر من قوى التغيير، على تنوع مرجعياتها الفكرية وتعدد رؤاها السياسية، ان تجمع قواها وتواجه بشجاعة وبمسؤولية عالية متطلبات الحاضر، مصحوبة برؤية مستقبلية لمواجهة التحديات وتحويلها الى إمكانيات، وذلك عبر اعتماد آليات عمل ممكنة، وتنسيق الجهود المنصبة على إيجاد صيغة واضحة، تكون اطارا للعمل المشترك ومرتكزا ناجحا للكفاح من اجل حفظ حقوق المواطن وتأمين كرامته.

ويتطلب عقد المؤتمر تهيأة مستلزمات وافية، تمكّن قوى التغيير من النهوض بمشروع التغيير المنشود. ومن هذه المستلزمات إضافة الى ما مر ذكره:

* وضوح الرؤية، أي أن يكون هناك تصور واضح  لدى كل مشارك في المؤتمر، واطلاع خلال مدة كافية على أوراق المؤتمر، وان يتاح له الاسهام في  بلورة الأفكار الأساسية في الأوراق السياسية.

* توضيح فكرة (المعارضة) المطروحة والتي تعني معارضة نهج المحاصصة والفساد ودولة المكونات، والكفاح بالأساليب السلمية والشرعية لبناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والمؤسسات الدستورية، التي يحترم فيها القانون.

 * القيام بالتحضيرات للمؤتمر بصبر وتفان، من دون كلل او ملل او ضيق صدر او تراجع او نكوص، ومكافحة اي احباط قد تولده الصعوبات على الطريق نحو عقد المؤتمر.

*  ان يكون المؤتمر محطة لتوحيد جهود وعمل القوى الساعية الى التغيير وقوى الانتفاضة، والا يؤدي الى استقطابات ويثير خلافات جديدة في اوساطها. لذا يتوجب وضع كل الاعتبارات والمنازعات المشخصنة جانبا، والانفتاح على جميع قوى الانتفاضة والتغيير والسعي لتأمين مشاركتها، والتشديد على العمل الجماعي.

* لا يشكل عقد المؤتمر هدفا نهائيا، وانما هو حلقة مهمة في عملية تجميع القوى وتوحيد الرؤى، ونسج اوسع صيغ التعاون والتنسيق وصولا الى التحالفات.

* الاسراع في تشكيل لجنة تحضيرية من الاطراف المعنية، وضرورة الإدارة الكفؤة القادرة على اشراك العقل الجماعي وتفعيله.

* اعتماد الحوار الديمقراطي سبيلا للوصول الى التفاهمات الضرورية، واطلاع الشعب على كل ما يجري في مسار التفاهمات، وإزالة العوائق التي تعترض الطريق.

أخيرا نقول ان لا نصر يتحقق عبر الكفاح العشوائي، وان العمل المشتت لا ينتج فوزا، وان التنظيم يضاعف القوة ويعظّم فعلها. على ان بناء تنظيم من اجل التنظيم لا يشكل غاية، فلا نفع يرتجى من التنظيم ان لم يستند على رؤية واضحة، ويضع اهدافا واقعية قابلة للتحقيق، ومنهاج عمل محدد يضع في الاعتبار حساب موازين القوى، وبما يساعد في خلق الشروط الحقيقية لبناء دولة مدنية ديمقراطية، تعنى بشؤون المواطنين في اطار المواطنة ومن دون تمييز، وتضع المشروع الوطني الديمقراطي موضع التنفيذ، وتجعله بديلا حقيقيا لكل الخيارات الطائفية ولنظام المحاصصة.

*****************

تظاهرة عشائر تطالب قوات الامن بإلقاء القبض على قتلة ابنائها

حراك يطالب بالكهرباء وفرص العمل

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات الشعبية في عدد من مناطق البلاد، خلال الايام الماضية, احتجاجا على انعدام فرص العمل, وتراجع ساعات تجهيز الكهرباء. فيما شهدت محافظة ذي قار وقفة احتجاجية لعدد من ذوي الاحتياجات الخاصة، مطالبين بتعديل قانون ذوي الإعاقة وإنصافهم.

تظاهرات في البصرة

ونظم العشرات من ابناء عشيرة بني تميم في محافظة البصرة، وقفة احتجاجية في ملعب خماسي قضاء أبي الخصيب، لمطالبة الجهات الأمنية بإلقاء القبض على قتلة ثلاثة من أبنائها في حادثين منفصلين.

وقال المشارك في الوقفة علي جاسم لـ”طريق الشعب”, ان “حادث القتل الأول وقع قبل سنة وثلاثة أشهر، وبعد الحكم على أحد الجناة قبل عدة أيام، قُتل شقيقا الضحية الاولى في 2 حزيران الجاري”، مبينا أن “الجناة معروفون لدى الدولة, وعليها التدخل لغرض إلقاء القبض عليهم”.

وطالب ابناء العشيرة بالإسراع في تطبيق العدالة, مهددين باتخاذ موقف اخر في حال عدم الكشف عن الفاعلين.

الى ذلك, نظم أهالي خور الزبير وقفة احتجاجية، أمام قاطع كهرباء الخور، منددين بتردي خدمة التيار الكهربائي في مناطقهم، وازدياد ساعات القطع, فيما نظم عدد من المواطنين تظاهرة احتجاجية أمام مقر الشركة العامة لموانئ العراق، مطالبين بتوفير فرص العمل.

احتجاج في ذي قار

وشهدت محافظة ذي قار 3 تظاهرات أمام مبنى ديوان المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص العمل، وتوزيع قطع اراض.

وذكر مراسل “طريق الشعب”, ان “العشرات من خريجي كليات التربية للعام 2020 من غير المحاضرين, نظموا تظاهرة للمطالبة بشمولهم بالتعاقد الوزاري”.

كما اشار الى “تظاهر العشرات من منتسبي السجن المركزي من سكنة الأقضية والنواحي، مطالبين بشمولهم بتوزيع قطع الأراضي”.

واضاف ان “العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة نظموا وقفة احتجاجية أمام مبنى دائرة العمل في مدينة الناصرية، مطالبين بتعديل قانون ذوي الإعاقة وإنصاف المعاق المدني، وتخصيص له راتب، وكذلك شمول المحالين على التقاعد لأسباب صحية، براتب حسب نسبة العجز ومدة الخدمة”, مؤكدين ان “حقوق الكثيرين من المستحقين لرواتب المعين المتفرغ، قد ضاعت بعد خفض التخصيصات المالية لهيئة ذوي الإعاقة، في حين أن الهيئة قد وزعت المبالغ المتوفرة لديها على غير المستحقين وتركت المستحقين”.

تظاهرات للفلاحين

من جانبهم, تظاهر عدد كبير من مزارعي محافظة المثنى, أمام سايلو السماوة، مطالبين بالإسراع في صرف مستحقاتهم المالية، عن تسويق محصول الحنطة.

وطالب المزارعون وزارة التجارة بصرف مستحقاتهم، من اجل عدم تأثر استعداداتهم للموسم الزراعي المقبل, مهددين بإغلاق السايلو في حال عدم صرف تلك المستحقات، خلال الأسبوع الحالي.

في الاثناء, تظاهر عدد من أهالي مناطق “آل عبس”, قرب مباني الحكومة المحلية في محافظة المثنى، احتجاجا على تردي واقع الكهرباء في مناطقهم, مهددين بالتصعيد خلال الأيام المقبلة، في حال عدم الاستجابة لمطالباتهم.

احتجاجات الوقود تتصاعد

وأقدم العشرات من سائقي التكسي في محافظة كركوك، على الإضراب احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود. وقال مراسل “طريق الشعب”, إن “العشرات من سائقي مركبات التكسي أوقفوا سياراتهم في شارع الكورنيش وسط كركوك، وأعلنوا اضرابهم بسبب ارتفاع سعر البنزين في المحطات الاهلية وارتفاع اسعار بطاقات البنزين”, مشيرا الى ان “السائقين طالبوا الحكومة المحلية في كركوك، بإيجاد حلول سريعة لمشكلة ارتفاع أسعار الوقود”.

تظاهر عدد كبير من انصار الحزب الشيوعي الكردستاني، وسط اربيل، احتجاجا على الاعتداءات التركية المتكررة على الاراضي العراقية.

واستنكر المتظاهرون تهجير العوائل من قراهم تحت القصف التركي، كما دانوا تجاوزات قوات pkk على مفارز البيشمركة العراقية.

كذلك احتجت مجموعة من النساء في السليمانية، ضد التوغل التركي داخل اقليم كردستان، فيما وضعت المحتجات أوشحة بيضاء على رؤوسهن أثناء الوقفة الاحتجاجية.

****************

سبعة أعوام على احتلال الموصل: المدينة لا تزال خربة يغطيها ركام الحرب

بغداد ـ طريق الشعب

يصادف يوم غد الجمعة، ذكرى احتلال الموصل من قبل عصابات داعش. ورغم مرور 4 اعوام على انتهاء عمليات التحرير, لا تزال المحافظة تعاني اهمالا كبيرا في مرافقها الحيوية, فضلا عن تلكؤ خطط الاعمار, الامر الذي بقيت معه العديد من العوائل نازحة في الخيام، بسبب عدم قدرتها على اعادة بناء مساكنها.

أوضاع مأساوية

ويؤكد عضو مجلس النواب نايف الشمري, ان المحافظة تعيش أوضاعا لا يمكن القبول بها ولا ترتقي واهميتها وتاريخها وتضحيات ابنائها.

ويقول الشمري, في بيان طالعته “طريق الشعب”, ان “محافظة نينوى سطرت الملاحم البطولية في جميع التحديات التي واجهها العراق عبر التاريخ”، مشيرا الى ان “المحافظة كانت الضحية الأولى للمؤامرات والصراعات الدولية والاقليمية والداخلية، بعد اجتياحها من زمر داعش الارهابية وتدمير ابرز معالمها التاريخية والحضارية والعمرانية، ناهيك عن نزوح اهلها ودمار بناها التحتية وآلاف المفقودين”.

ويكمل النائب ان “المحافظة بعد 4 اعوام من تحريرها، تعيش ظروفا قاسية نتيجة لعدم الاهتمام باعمارها وإعادة عوائلها إلى مناطقهم”, مبينا ان “البيوت ما زالت مهدمة في مناطق عديدة، وللآن باقية مخلفات الاسلحة من داعش موجودة تحت ركام المنازل مع اشلاء المدفونين من الضحايا، ما يجعل تلك المناطق غير صالحة للحياة البشرية”.

وطالب الشمري بـ”تشكيل لجنة خاصة محلية ودولية لوضع برنامج عالمي مشترك لاعمار نينوى واعادة اهلها وتعويضهم واعتبارها مدينة السلام العالمي، لتكون شاهدا على اقسى هجمة إرهابية عرفها التاريخ الحديث”.

ضحية الصراعات

من جانبه, دعا الناشط المدني قيس عامر الى معالجة مشاكل المحافظة وعدم تكرار الاخطاء السابقة التي أدت الى احتلالها.

ويقول عامر: ان “مدنا عدة من المحافظة ما زالت غير صالحة للسكن نتيجة عدم اعمار المنازل المهدمة بعد انتهاء عمليات التحرير”, مشيرا الى “ضرورة اعادة اعمار المحافظة وتخصيص مبالغ مالية باستطاعتها النهوض بالبنية التحتية في المحافظة”.

ويضيف الناشط ان “المحافظة ما زالت ضحية للصراعات بين الاحزاب المتنفذة قبل عام 2014, والاحزاب والقوى الوافدة بعد عمليات التحرير”, منوها الى ان تلك الأجواء “تمنع عملية اعادة الاعمار والانتهاء من ملف النازحين والمفقودين والمعتقلين”.

ويدعو عامر الى “تكاتف الجهود الحكومية والدولية والشعبية من اجل عدم تكرار الاخطاء التي كانت سببا رئيسيا في اجتياح المحافظة”.

****************

الصفحة الثالثة

في اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال

الشوارع والأسواق تبتلع طفولة أبنائنا

بغداد ــ عبدالله لطيف

اعتاد قيس على تقبل تجاوزات بعض الزبائن وربّ العمل بشكل يومي، لأنه مضطر الى العمل لأجل ضمان تقاضي الـ 10 الاف دينار، في نهاية النهار.

ووفقا لمعنيين فإن الحكومة لا تملك إحصائيات رسمية عن عمالة الاطفال في العراق.

فيما يشخّص ناشطون مهتمون بالطفولة، مخاطر ظاهرة عمالة هذه الفئة العمرية، والتي رهنوا استمرار ببقاء “عناصر الفساد السياسي في مراكز صناعة القرار”.

تجنب الحديث عن الانتهاكات

ويتعرض الطفل قيس وسيم (15 عام)، الذي يعمل في محل تصليح اطارات السيارات، الى انتهاكات عديدة، من جانب رب العمل وزملائه العاملين، الذين يكبرونه بالسن، وايضا من الزبائن، لكنه تجنب الحديث على الانتهاكات التي يتعرض لها من قبل مسؤوله في العمل. 

ويأتي قيس الى العمل، صباح كل يوم، منذ 4 سنوات. ويقول لـ”طريق الشعب”، انه لا يحب المدرسة “بقدر ما احب العمل كبنجرجي”.

ويتقاضى 10 الف دينار، أجرا عن عمله، الذي يبداً منذ الصباح الباكر وحتى المساء.

ويضيف الطفل، انه يتواجد هنا كل يوم في المحل “كي اتمكن من مساعدة عائلتي مادياً”.

ولقيس أب معوق بنسبة بسيطة، يعمل سائق تكسي. عرفنا قصة عوقه من خلال ربّ عمله.

يقول “والدي على قيد الحياة، ويعمل سائق تكسي. واخي الكبير يعمل ايضاً”.

ويضيف أنه يواجه “صعوبات كثيرة اثناء العمل. هناك اشخاص يأتون لتصليح اطارات سيارتهم، يعاملوني بسوء، ويصل الامر بهم الى التجاوز اللفظي”، لكنه مضطر للصمت بتوجيه من مسؤوله.

تراجع اخلاقي وتربوي!

وتقول أمينة شؤون المرأة في الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، علياء حسين، لـ”طريق الشعب”، ان “عمالة الأطفال في العراق تشكل حالة من التراجع الإنساني والأخلاقي والتربوي، رغم وجود الثروات والإمكانيات”، وبالتالي فإن “كل ذلك يرسخ هذه الظاهرة التي نشاهدها بشكل يومي، وفي أماكن ومجالات ومناطق مختلفة من البلاد”.

وتضيف أن “تاريخ هذه الظاهرة من حيث الاتساع والانتشار بدأ مع الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق، في تسعينيات القرن الماضي”، لكنها شهدت انتعاشا آخر في ظل نظام المحاصصة.

وتؤكد حسين أنّ الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية “لا تملك إحصائيات رسمية دقيقة، حول عدد الأطفال الذين يعملون في العراق”.

“أطفال القمامة”

وتوضح الناشطة النقابية، أن عمالة الأطفال تنقسم ضمن مجالات وأشكال مختلفة، بدءا بـ”أطفال القمامة” الذين يعملون في “مكبات النفايات”، حيث يستخرجون بعض المواد التي تستفيد منها معامل تدوير النفايات في إعادة تصنيعها، وصولاً الى العمل في المعامل الأهلية الصناعية التي تفتقد “الدور الرقابي” من قبل وزارات الدولة المعنية بظاهرة عمل الأطفال.

وتشير الى ان بعض الأطفال يتواجدون كباعة جوالة في الأسواق، لبيع “أكياس النايلون”، فضلا عن تواجدهم في معامل “صناعة الطابوق” في منطقة النهروان في محافظة بغداد وغيرها، لافتة الى ان إشارات المرور تشهد اكتظاظا للأطفال الذين يتجولون بين العجلات لبيع “قناني الماء” و”المناديل الورقية” ومسح الزجاج.

تأبيد سياسي لها؟

وتبين حسين أنّ مخاطر ظاهرة عمالة الأطفال وآثارها على المجتمع العراقي، تسعى “عناصر الفساد السياسي في القوى الحاكمة الى تأبيدها”، داعية الى “تشريع قوانين جديدة تحمي الطفولة في العراق من الاستغلال والعمالة”.

وتنصح علياء حسين بـ”إشراك وزارة التربية ضمن أدوار أساسية، تشمل التوعية والمتابعة بالنسبة للأهالي والأطفال الذين يتركون الدراسة”.

خلل تربوي 

الى ذلك، يؤشر الباحث في الأنثروبولوجيا، علي بخت، عوامل عديدة تدفع الأطفال للالتحاق بسوق العمل، منها جوانب سياسية اقتصادية وثقافية واجتماعية.

وأضاف بخت في حديث لـ”طريق الشعب”، ان الفلسفة التربوية التي تعتمد أسلوبا قديما “اصبحت غير محفزة” لجذب الاطفال دون خط الفقر، باعتبار الكثير من البلدان تعتمد “التحفيز المادي والمعنوي” لجذب الأطفال للدراسة.

واستطرد بخت في قوله، ان “العديد من الحكومات في البلدان تخصص مكافآت مالية للطلبة الفقراء في حال نجاحهم من مرحلة الى أخرى. وبالتالي فإن الكثير من الطلبة تمسكوا بدارستهم كونها تمثل دخلا اقتصاديا لهم”.

وبيّن ان كثيرا من العراقيين باتوا مقتنعين بأن مخرجات التعليم أصبحت لا تلائم حاجة سوق العمل. ونتيجة لهذه القناعة دفعت بأبنائها لترك الدراسة صالح العمل. 

وأشار الى ان من ضمن الاسباب التي أدت الى تفاقم ظاهرة عمالة الاطفال هو انتهاء وجود “المدارس المهنية” التي كانت تخرج الكثير من الحرفيين والمهنين في اختصاصات متعددة.

 ******************

بعضهم عطّل عمله بسبب ضعف الرادع القانوني.. وآخرون اختاروا الهجرة

أطباء يحددون لـ «طريق الشعب»

أسباب تنامي ظاهرة الاعتداءات عليها

بغداد ــ نورس حسن 

تبرر العديد من ظواهر الاعتداء والقتل التي تطال الكوادر الطبية، بأنها ردود فعل على وفاة أحد ذوي مرتكبيها في المستشفيات، والذين يتهمون الكوادر الطبية بالإهمال أو التقاعس في أداء واجبهم. فيما يرى الطرف الثاني (الكوادر الطبية) أن غياب القانون الرادع لممارسات كهذه تغذي تنامي الظاهرة التي يعني استمرارها تناقص أعداد الكوادر الطبية، في بلد يعاني أزمات كثيرة في القطاع الصحي.

ولم تعلن الجهات الرسمية، حتى الان، عن الأعداد الرسمية لهذه الاعتداءات خلال العام الحالي 2021، بينما تتفاقم إحصائيات العنف ضد الأطباء بشكل مطّرد مع ارتفاع تفشي جائحة كورونا التي أثقلت المستشفيات، التي تعاني أصلاً نقصا في المستلزمات العلاجية.

نقيب الاطباء

نقيب الأطباء الدكتور جمال العزاوي، أشّر أسباباً عدة أدّت الى استفحال ظاهرة الأعداء على الكوادر الطبية، أبرزها يكمن في “ضعف النظام الصحي في البلاد بصورة عامة”. لكن ضحية ذلك سيكون المواطن الذي قد لا يجد رعاية صحية مناسبة في المؤسسات الحكومية.

وقال العزاوي، إنّ قانون حماية الأطباء “معطل” منذ سنوات، لافتا الى ان الكثير من الأطباء يواجهون “دكات عشائرية” على الرغم من تجريم هذا السلوك على وفق المادة 4 إرهاب.

ودفع تكرار تعرّض الأطباء إلى العنف، الكثير منهم إلى الهجرة إلى خارج البلاد، رغم الحاجة إلى خدماتهم واختصاصهم، ما اضطر المشرع العراقي إلى سنّ قانون حماية الأطباء رقم 26 لسنة 2013، إذ أكّدت المادة الأولى منه على حماية الأطباء من الاعتداء والمطالبات والملاحقات العشائرية وابتزازهم بنتائج أعمالهم الطبية.

وحددت المادة الخامسة من القانون عقوبة كل من يدّعي مطالبة عشائرية أو غير قانونية ضدّ نتائج أعمال طبيب، بالحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، وبغرامة لا تقل عن عشرة ملايين دينار، ويعاقب كلّ من تعدّى على طبيب أثناء ممارسة مهنته أو تأدية واجبه، بالعقوبة المقرّة بقانون العقوبات العراقي، وهي الاعتداء على موظف.

ضعف الرادع القانوني

ويجد العزاوي أن “الرادع القانوني الكفيل بحماية المواطنين بات ضعيفا، بصورة عامة، بعد العام 2003”، وبالتالي فإن العنف ضد شريحة الأطباء، يكون متوقعا في ظل ذلك.

ونبّه الى أنّ بعض وسائل الاعلام كان لها دور سلبي في ترويج الظاهرة، عبر تسليط الضوء على جشع الأطباء، بطريقة مغرضة، وتسيء الى مهنة الطب، وهذا ما انعكس سلبا في نفوس المواطنين، جشعا وحقدا.

وزاد ان “هناك سماسرة يعملون على تشويه سمعة الأطباء في المراكز الحكومية، بهدف تشجيع المواطنين على التوجه الى المراكز الاهلية، تحقيقا للكسب المادي، لا اكثر”.

وبخصوص الإجراءات المطلوبة لحماية الأطباء، أكد العزاوي ضرورة “تفعيل قانون حماية الأطباء، ومعالجة التدخلات العشائرية، فضلا عن تعزيز الانضباط القانوني داخل المستشفيات، للحد من فوضى مرافقي المرضى”.

ويرى الدكتور فراس حسين، ان “المستشفيات والمراكز الصحية باتت بيئة غير امانة لعمل الكوادر الصحية بصورة عامة”.

وقال حسين في حديث لمراسل “طريق الشعب”، ان “التقصيرات الحكومية إزاء المنظومة الصحية بصورة عامة، يحمّل المواطنين مسؤوليتها للأطباء والكوادر الصحية، كونهم هم الفئات الأقرب اليهم في التعامل والاحتكاك اليومي”.

جشع بعض الاطباء

وتطرق الدكتور فراس الى جشع بعض الأطباء قائلا: “انها ظاهرة عكست سمعة سلبية على عامة الكوادر الطبية، وخلقت تصورا لدى المواطنين بأن عامة الأطباء يستغلون آلام المواطنين للكسب المادي، ما خلق نوعا من الغضب الداخلي لدى المواطنين، إزاء الكوادر الطبية”.

ويتهم المتحدث السلطات الحكومية بتشجيع والدفع باتجاه خصخصة الطب، عبر اهمال القطاع العام، وتجاهل الرقابة على المستشفيات الأهلية.

ويقول الدكتور علي صاحب (جراح)، انه “بعد سقوط النظام اعتكف الكثير من الأطباء عن اجراء العمليات الجراحية، وبعضهم فضل الهجرة وتأسيس حياته خارج العراق، بسبب ضعف الرادع القانوني”.

ويقدر الدكتور صاحب في حديث لـ”طريق الشعب” ان “80 بالمائة من الأطباء يتعرضون وبشكل يومي الى مختلف أنواع التجاوزات اللفظية والتهديدات من قبل المراجعين، اثناء تأدية واجبهم”.

ويشير صاحب الى رقم آخر، قائلا ان “الطبيب في العراق يستقبل يوميا اكثر من 100 مريض، في حين تحرص دول العالم على لا يتجاوز عدد المرضى 20 مريضا يوما. وهذا ما يسبب ضغطا ليس بالقليل على الأطباء، وينعكس سلبا على المواطنين”.

ويضيف ان الناس تجهل تعرض الطبيب ـ هو الاخر ـ الى ضغوط كبيرة خاصة في جانب اعداد المرضى.

تهديدات عشائرية

أما الدكتورة ايمان شاكر (طبيبة اسنان)، فتلاحظ ان هناك مواطنين يستغلون انتماءاتهم الحزبية، في تهديد الأطباء واجبارهم على اتخاذ سياقات غير قانونية إزاء مرضاهم.

وتقول شاكر لـ”طريق الشعب”، ان الكثير من زملائها واجهوا “تهديدات عشائرية، بينما لم تكن الإجراءات القانونية كافية لردع ذلك”.

وشددت د. ايمان على ضرورة “الحد من التدخلات العشائرية عبر تعزيز الرادع القانوني، ومحاسبة الطبيب قانونيا حال تقصيره، إزاء المريض، وفق سياقات تحقيقية قانونية”.

وتقول الممرضة الجامعية ليلى صباح، ان “الاعتداءات المتكررة من ذوي المرضى، تؤثر سلباً في تقديم الخدمات العلاجية”.

وتضيف صباح لـ”طريق الشعب”، أن “حالات الاعتداء تنامت مع تفشي جائحة كورونا وارتفاع الاصابات”، وأصبح الاعتداء “روتينا يتكرر بشكل يومي”.

وتزيد انهم يعملون حتى في أيام العطل والأعياد “من دون الحصول على أبسط حقوقنا. ومن ضمنها تشريع قانون نقابة التمريض”.

سجال حكومي - برلماني بشأن الموسم الزراعي

نواب يكشفون بوادر الجفاف والموارد المائية تنفي

بغداد – طريق الشعب

ترافق موسم الصيف الكثير من المشكلات المزمنة التي تتعب العراقيين بالمعاناة منها، لا تقف عند التجهيز الحكومي للكهرباء الذي يتراجع مع ارتفاع درجات الحرارة، انما تبرز بشكل جلي آثار الجفاف على الأراضي الزراعية، بسبب شحة المياه.  

وبينما يؤكد نواب أنهم بدأوا يلاحظون ملامح الجفاف في كثير من المناطق الزراعية، ردت وزارة الموارد المائية بأنها أمّنت المياه للموسم الزراعي، ولا توجد أضرار بسبب ذلك. ويعتقد خبراء في الشأن المائي، أنّ دول الجوار “تتقصد” عدم اطلاق الحصص المائية للعراق، لعرقلة مساعي النهوض بالزراعة المحلية، لا سيما أن العراق يشكل رقما صعبا في استيراد منتجات تلك الدول.

وضع مائي صعب

وضمن هذا السياق، يقول الخبير المائي والزراعي تحسين الموسوي، إن الحكومة “عجزت عن استغلال ورقة حاجة الدول الى العراق باعتباره مستوردا مهما لمنتجاتها، وذلك بالضغط على اطلاق كامل حصصه المائية”.

ويضيف الموسوي لـ”طريق الشعب”، أنّ “الوضع المائي في العراق صعب جدا. هناك أنهار وفروع جفت تماما كنهري الكرخة والكارون، نتيجة لتغيير مجريات الأنهر من قبل دول الجوار داخل أراضيها، ما تسبب بخسارة أراض زراعية ليس بالقليلة”.

وتطرق الموسوي الى حصص العراق المائية قائلا: “في السابق كانت الاطلاقات المائية من الجانب التركي في نهري الفرات 50 مليار متر مكعب، ودجلة 60 مليارا سنويا. اما اليوم فلا تتجاوز الاطلاقات من الجانب التركي 14 مليارا للفرات، و20 الى دجلة”. وعن الاطلاقات المائية من الجانب الإيراني، يجد الموسوي بأن “ايران مصرة على تنفيذ اتفاقية الجزائر إزاء العراق، لكون مجمل الاتفاقية يضر بالمصلحة العراقية”، لذا يرى المتحدث انه “ليس امام العراق غير اللجوء الى الطريقة الدبلوماسية في التفاوض مع دول الجوار حول حصصه المائية”.

وتحدث الموسوي عن أسباب ومشكلات داخلية، لها دور في شح المياه، من بينها “استخدام الطرق الكلاسيكية للزراعة، الامر الذي يتسبب بتبذير كميات كبيرة من المياه”.

“جفاف واضح”

بدوره، أفاد رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار البرلمانية، سلام الشمري، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، بأن “قلة المياه القادمة من دولتي المنبع والروافد تركيا وإيران وعدم التزامهما بحصة العراق، بدأت بوادرها بشكل واضح في مناطق زراعية متعددة”.

وقال إن “اهالي المناطق الزراعية، خاصة التي تعتمد على مياه نهر دجلة وروافده، أصبحوا في ازمة كبيرة، ادت الى جفاف واضح، وعدم القدرة على توفير المياه اللازمة لسقي أراضيهم”.

ودعا الشمري الحكومة والجهات المعنية الى “ضرورة البدء بحفر الآبار لتوفير المياه للسقي، في ظل ما تعانيه اغلب الأراضي الزراعية من قلة المياه، التي ستؤثر سلبا على مساحات ليس بالقليلة من الأراضي الزراعية، وبالتالي انعكاس ذلك سلبا على الناتج المحلي من المحاصيل الزراعية”.

ويرى الشمري أن استمرار “المفاوضات الدبلوماسية المكثفة مع دول الجوار لتأمين حصة العراق المائية، ضروري ويشكل المنفذ الوحيد للعراق، فضلا عن إجراء حملة وطنية للاستفادة من مياه الابار للزراعة، بغية عدم تأثر الموسم الزراعي واستمرار تحقيق الاكتفاء الذاتي من اغلب المنتجات الزراعية”.

الموارد المائية تنفي

الى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية عون ذياب ان وزارته “عملت على تأمين المياه للمواسم الزراعية”، مشددا على عدم وجود أية اضرار زراعية

 وقال ذياب لـ”طريق الشعب”، إن هناك “مساعي لحفر الابار ليس من اجل تأمين المياه للأراضي الزراعية، انما من اجل توفير مياه الشرب لبعض المناطق”.

وفي تصريح سابق وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني، قال ان هناك مساعي “لإجراء مفاوضات قريبة مع الجانب الإيراني بشأن الاطلاقات المائية للعراق، خاصة وان هذا العام كان هناك انحسار في مياه الامطار، وقلة الغطاء الثلجي، ما اثر على إيرادات العراق المائية من دول الجوار”.

وأضاف الحمداني ان “الإيرادات المائية في سد دوكان في إقليم كردستان انخفضت هذا العام بنحو 70 بالمائة عن العام الماضي”، معتبرا ذلك “مؤشرا سلبيا عن الواقع المائي المستقبلي، على الرغم من الجهود غير القليلة التي تبذل من قبل الوزارة لتأمين المياه للزراعة”.

****************************

الصفحة الرابعة

لبرنامج «يحدث في العراق»:

المحافظات الجنوبية.. ثروات جبارة ضحية لشراهة المتنفذين

بغداد ـ طريق الشعب

خصص المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي، حلقته الأسبوعية من برنامج “يحدث في العراق” السبت الماضي، للوقوف على أوضاع المحافظات الجنوبية في ما يتعلق بعمل الحكومات المحلية  على صعيد الخدمات ومشاريع الإعمار، وبالحراك الاحتجاجي. وقد ضيّفت الحلقة التي حملت عنوان “ المحافظات الجنوبية.. ثروات جبارة ضحية شراهة المتنفذين”، الناشط السياسي أحمد العكيلي، والناشط المدني حيدر الصافي، والكاتب والصحفي علاء كولي. فيما أدار الحلقة عضو اللجنة المركزية للحزب علي صاحب.

المشكلات تتفاقم.. والناس لا تكل من الاحتجاج

المركز: هناك انباء تتحدث عن حملات اعمار وخدمات، بالتزامن مع استضافة كأس الخليج، كمراقب كيف تقيم الاوضاع الخدمية في محافظة البصرة؟

احمد العكيلي: في الحقيقة، الاوضاع السياسية بصورة عامة من خلال الصراعات بين المحافظ والاحزاب المتنفذة تؤثر بشكل مباشر على الاوضاع الخدمية وعلى المواطن، علما ان محافظة البصرة هي اكثر محافظة تمتلك معامل ومصانع وهي مدينة زراعية، وتحتوي على اكبر احتياطي للنفط، بالاضافة الى ميناء بحري مهم. لكن رغم هذا يعاني اهالي البصرة من المشاكل الخدمية؛ منها تجريف البساتين، ايضا ملوحة المياه التي ظهرت مؤخرا بسبب فتح نهر الكارون من قبل الجانب الايراني، وترك مياه البزل تصب في مياه شط العرب،. وايضا النفط فنحن البصريين لم نستفد منه ابدا. اضف لذلك نحن المحافظة الاولى من حيث الاصابة بالامراض السرطانية. الوضعي الصحي بشكل عام منهار، ناهيك عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي. تشكل احزاب السلطة في البصرة امتدادا للاحزاب في بغداد. وبالتالي المركز يهيمن على القرار.. كل هذا يؤثر على حياة المواطنين، الذين يوصلون احتجاجاتهم ضد تردي الخدمات، منذ سنوات. اما ما يخص حملات الاعمار وارتباطها باستضافة خليجي 25، فهي ليست بالمستوى المطلوب: هناك حملات بالفعل، لكن ليس بالمستوى الذي ينتظره المواطن.

الخدمات الصحية غائبة تماما

المركز: هل بالإمكان وصف الاوضاع الخدمية والمعيشية التي تعيشها محافظة الديوانية في هذه الفترة؟

حيدر الصافي: لا تختلف محافظة الديوانية في كل شيء عن بقية المحافظات في جنوب البلاد؛ فالمدن تكاد تكون مقابر، لولا ان الناس يمشون بها: خالية من اي نوع من انواع الخدمات، البلدية وغيرها. افضل شوارع الديوانية اشبه بشوارع القرى في الدول الاخرى. اما ما يخص الخدمات الصحية فهي شبة غائبة. الاسباب التي جعلت الديوانية بهذا المستوى كثيرة: اولا وحسب ما تقول الحكومة المحلية ان هناك ضعفا في التخصيصات المالية المخصصة. ثانيا كل الامور اجتمعت في محافظة الديوانية منها الفساد المستشري الذي اصبح عند صغار موظفي دوائر الدولة. هذا الفساد يدل على الغياب التام للدور الرقابي المناط بصحاب القرار في المحافظة. في الوقت ذاته فإن مجلس المحافظة ـ هذه الحلقة البيروقراطية ـ كان لها دور يحد من سلطات المحافظ، يحد من أذرع المحافظ الموجودة في المكاتب، الذين بدأوا يصولون ويجولون باسم المحافظ، او باسم مسؤول معين او حزب معين.

200 الف خريج بلا وظيفة أو فرصة عمل

المركز: كصحفي ومتابع للشأن العام في محافظة ذي قار، كيف تصف الاوضاع الخدمية والاجتماعية في المحافظة؟

علاء كولي:  الناصرية تحتاج الى وقفة كبيرة من جميع النواحي. المحافظة منكوبة بصريح العبارة. المحافظة تعاني مشاكل خدمية كبرى في كل القطاعات، شأنها شأن المحافظات الجنوبية الاخرى. لكن مشكلة الناصرية انها لا تملك ميزة مثل البصرة والعمارة. على سبيل المثال منفذ الشيب في العمارة يمنح المحافظة جزءا من الايرادات. والبصرة كذلك رغم ان ايضا لديها الكثير من المشاكل. لكن محافظة ذي قار في كل قطاع هناك مشاكل كبيرة. هناك مشاكل في ادارة المحافظة، كل المحافظين منذ 2003 الى هذه اللحظة، هم محافظون غير قادرين على تحمل المسؤولية والمواجهة. يتهربون من المواقف، وفي اكثر من مشكلة. هناك زيادة سكانية كبيرة، بينما المحافظة لا يوجد فيها اية خدمات او مشاريع تستوعب تلك الزيادة. العقارات اسعارها مرتفعة برغم الخدمات السيئة. وهذا شيء غير منطقي بصراحة.

المركز: هل تعتقد ان غياب مجالس المحافظات أثّر بشكل او بآخر على السلطة؟

علاء كولي: بالتأكيد، وعمليا نحن كشكل دستوري او شكل النظام في البلد والذي يتكون من رئيس الجمهورية والبرلمان ومجلس الوزراء ووجود مجالس المحافظات مهم جدا. المشكلة ليست بالنظام انما بالأشخاص. ان عدنا الى جذور المشكلة سنجدها بالأشخاص. هؤلاء الاشخاص يأتون عن طريق الانتخابات. هو لا يأتي عن طريق برنامج انتخابي انما يأتي عن طريق حزب متنفذ، يفوز هؤلاء الاشخاص وهم لا يمتلكون اي رؤية سياسية او وعيا، وكل هذا يتراكم. اعتقد ان مجالس المحافظات مهمة متى ما كان هناك وعي سياسي ووعي اجتماعي يعرف ان الشخص المرشح هو شخص فاسد او بعيد عن المسؤولية، وعليه لا يجب ان انتخبه، لكن مجالس المحافظات مهمة برأيي وتقلل من الانفلات.

********************

مليون ونصف المليون مواطن في الديوانية

لا معامل في المحافظة

المركز: الثروات الباطنية في الديوانية اقل من المحافظات الاخرى، وهذا ساهم برفع نسب الفقر بشكل او بآخر.

برأيك هل نجحت الحكومة في وضع معالجات على الاقل مستقبلية بخصوص هذا الفقر الهائل، والقضية ليست اليوم انما من سنوات، والاعداد في تراكم مستمر؟

حيدر الصافي: محافظة الديوانية فقيرة جدا بمواردها المحدودة جدا. ليس لها موارد مثل المحافظات النفطية، كما انها ليست محافظة تملك منافذ حدودية او شيئا اخر. الديوانية بحاجة الى دراسة هذه المشكلة دراسة حقيقية. لدينا ما يقارب مليون ونصف مواطن. لدينا اراضي زراعية في المحافظة، لكن لا تزرع بحجة او باخرى. بعض الاراضي التابعة لمتنفذين يستطيعون زراعتها، واخذ الدعم والماء من اجل زراعة الارض، لكن من لا يملك واسطة او حزبا يدعمه، لا يصل الماء الى ارضه.

من جانب اخر، فإن من يفكر في افتتاح مشروع معين: معمل صغير او متوسط، فإن الاجراءات التي يجب تنفيذها من قبل صاحب المشروع،  تفرض ان يأتي بحوالي 15 موافقة. وكل موافقة يجب عليه ان يذهب الى دائرة معينة: البلدية والماء والكهرباء. بالتالي فإن هذا العمل البيروقراطي لا يصلح الحال. ان الحل الامثل في محافظة الديوانية يقتضي استصلاح الاراضي الزراعية، وافتتاح معامل ومصانع في المحافظة التي لا تمتلك اي معمل.

*****************

غدا.. منتخبنا الوطني مطالب بالفوز  

والاقتراب من التأهل للتصفيات الحاسمة

بغداد ـ طريق الشعب

يستعد منتخبنا الوطني الى مواجهة منتخب هونغ كونغ، ضمن التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2022، وكأس آسيا في الصين 2023.

هدفنا الصدارة

ويدخل منتخبنا الوطني اللقاء بهدف تحقيق الفوز، من اجل الحفاظ على صدارة المجموعة امام المنتخبين الإيراني والبحريني.

وسوف يغيب عن اللقاء اللاعبان امجد عطوان وعلاء مهاوي بسبب حصولهما على الكارت الأصفر الثاني في لقاء المنتخب الكمبودي، الذي حقق فيه منتخبنا الفوز بأربعة اهداف مقابل هدف واحد. فيما اصبح بإمكان مدرب منتخبنا السلوفيني ستريشكو كاتانيتش الاعتماد على قلب الدفاع سعد ناطق بعد تماثله للشفاء من الإصابة.

ويحتل المنتخب العراقي صدارة المجموعة الثالثة برصيد 14 نقطة من 6 مباريات، حيث فاز 4 مرات، وتعادل مرتين، ويتقدم بفارق نقطتين عن المنتخب الايراني، الذي لعب 6 مباريات، مقابل 12 نقطة للبحرين من 7 مباريات في المركز الثالث. ثم هونغ كونغ في المركز الرابع بـ5 نقاط من 6 مباريات. وأخيرا كمبوديا بنقطة وحيدة من 7 مباريات.

ويتأهل متصدر ترتيب المجموعات الثماني، وأفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثاني إلى المرحلة النهائية في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2022، وضمان التأهل رسميا إلى كأس آسيا 2023.

ومن المقرر ان يواجه منتخبنا الوطني منتخبي هونغ غونغ وايران في اخر جولتين من التصفيات, ويمتلك منتخبنا حظوظا كبيرة في الانتقال الى التصفيات النهائية, في حال تحقيق الفوز على منتخب هونغ كونغ، وتجنب الخسارة امام نظيره الإيراني، ما يؤهله الى اعتلاء صدارة المجموعة، دون النظر الى نتائج بقية المجموعات.

دعم المنتخب وكادره التدريبي

من جانبه, ساند راضي شنيشل مدرب نادي الزوراء، الجهاز الفني لمنتخب العراق، وطالب الجميع بمؤازرتهم خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2022.

وقال شنيشل في تصريح صحفي، تابعته “طريق الشعب”، انه “يجب نسيان مباراة كمبوديا، والتركيز حالياً على  لقاء هونغ غونغ، لأن الفوز سيضع منتخبنا الوطني في الدور الثاني، بعيداً عن حسابات المواجهة الأخيرة أمام المنتخب الإيراني، والذي استعاد عافيته بعد الفوز على البحرين بثلاثية نظيفة، لأنه منتخب كبير في القارة”.

وطالب مدرب منتخب العراق السابق، وسائل الإعلام والجماهير، بضرورة مساندة أسود الرافدين في التصفيات المونديالية، حتى يعبر المرحلة الحالية، وينتقل إلى الأدوار النهائية، مشيراً إلى أنه يدعم السلوفيني ستريشكو كاتانيتش، ليس لشخصه، بل لأنه مدرب المنتخب الوطني حالياً، وعلى الجميع دعمه في السراء والضراء.

********************

أحاديث عن تسريب «الحصص الوقودية» للمولدات الاهلية الى السوق السوداء

ازمة الكهرباء .. تتواصل !

بغداد ـ محمد التميمي

كشفت محافظة بغداد عن وجود “تفاوت كبير” في تجهيز المناطق بالكهرباء الوطنية، الامر الذي انعكس على أسعار أجور المولدات الأهلية، التي يتحجج أصحابها بقلة أو عدم اطلاق الحصة الوقودية من الكاز، بينما يبقى المواطنون ضحية معاناة مستمرة، بخاصة في فصل الصيف الذي تصل درجات الحرارة فيه الى أكثر من نصف مئوية.

وبحسب تقرير الأداء الحكومي السنوي، الذي نشر الثلاثاء، فإن إنتاج الكهرباء في العراق ارتفع بنحو 3500 ميكاواط خلال عام واحد.

وقال انه “تم رفع قدرة إنتاج الطاقة الكهربائية بنحو 3500 ميكا، وكانت نسبة الإنجاز في الطاقة قد بلغت 74% خلال هذا العام”.

ومرارا ما يقاسي المواطنون من انقطاع متواصل للتيار الكهربائي، لا سيما في ذروة فصل الصيف، الامر الذي يدفع أصحاب المولدات الاهلية الى رفع سعر الامبير الى أكثر 20 الف دينار، متحججين بقلة التجهيز الحكومي لهم بمادة الكاز.

وتحاول حكومة بغداد المحلية التبرؤ من مسؤولية تجهيز المولدات بمادة الكاز: “تتولى مسؤولية ذلك شركة المنتجات النفطية. وان المحافظة هي جهة منسقة ومتابعة بين وزارتي الكهرباء والنفط وبين أصحاب المولدات”، بحسب تصريح معاون محافظ بغداد لشؤون الصحة والطاقة قيس الكلابي لمراسل “طريق الشعب”.

وأكد الكلابي في مقابلة أجرتها معه “طريق الشعب”، ان “محافظة بغداد تخول الوحدات الإدارية تحديد سعر الأمبير للمولدات الأهلية والحكومية”.

وبين أن هناك آليتين (خطين) للتشغيل الصيفي، يبدا الخط الاول من الساعة 12 ظهرا وينتهي في الساعة السادسة صباحا، أما التشغيل الاخر للمولدات فهو ما يسمى بـ”الذهبي” الذي يقوم بجهيز الطاقة على 24 ساعة.

وأشر المتحدث في حديثه “تفاوتا كبيرا” في تجهيز المناطق بالكهرباء الوطنية، وبالتالي فإن ذلك جعل سعر الامبير ـ هو الاخر ـ متباينا نتيجة لذلك.

معاقبة المخالفين

وكانت محافظة بغداد شددت في وقت سابق، على رؤساء الوحدات الادارية بـ “ضرورة الاشراف والمتابعة بشكل مباشر على تطبيق التعليمات والتأكيد على المختارين في متابعة متعهدي المولدات ومحاسبة المخالفين. كذلك جرى التأكيد على اهمية التنسيق وبشكل مباشر مع الجهات الامنية والقضائية ضمن الرقعة الجغرافية لاتخاذ الاجراءات القانونية بحق المخالفين”.

لكن الكلابي يقر بأن هناك “ضعفا” الى حد ما في تعاطي الجهات الأمنية ضمن بعض القواطع السكنية مع ظاهرة جشع أصحاب المولدات، لذا يأمل تعزيز العمل على ذلك، بما يضمن التخفيف عن كاهل المواطنين.

تنسيق مسبق!

يقول المواطن دلشاد صباح، إن “اصحاب المولدات الأهلية غير ملتزمين بالتسعيرة الحكومية التي وضعت سابقا”، مبينا انه يدفع 20 الف دينار عن الأمبير الواحد لتجهيز محله بالطاقة الكهربائية، و15 الفا عن الامبير للمنزل”.

وأضاف صباح لـ”طريق الشعب”، ان “أصحاب المولدات في منطقة المشتل يوفرون الخط الذهبي فقط للتشغيل”، مبيناً انهم يتحججون بان “الوقود المصروف لهم قليل جدا، او ان الجهات المعنية لا تصرف لهم الوقود من الأساس”.

ويؤكد صباح أصحاب المولدات الاهلية لا يبالون لتهديدات المواطنين بالشكاوى لدة الجهات الحكومية المعنية، عازيا ذلك الى وجود “تنسيق مسبق بين الطرفين، يجعل المتضرر الوحيد في نهاية المطاف هو المواطن البسيط.

وبحسب الكلابي فان “شكاوى المواطنين بخصوص ارتفاع سعر الامبير، تجري متابعتها من قبل المحافظ، ولجنة الطاقة ومختاري المحلات، ومكتب المحافظ لشؤون المواطنين”.

ويؤكد ان المحافظة “تتعامل معها بشكل حازم، بالتعاون مع القوات الأمنية لمحاسبة المخالفين والمقصرين من أصحاب المولدات”.

قرارات على الورق فقط

يقول نور الدين طلال، صاحب مولدة أهلية، انه غير ملتزم بالتسعيرة المحددة من قبل محافظة بغداد، “لأنها لا تصرف لنا حصة الكاز، وان قرار صرف الوقود هو حبر على ورق”.

وزعم طلال في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “المستفيد من حصة الوقود هم فقط أصحاب المولدات ممن يمتلكون علاقات مع متنفذين”، مبينا ان هؤلاء يتسلمون حصصا وقودية من الحكومة، لكنهم يبيعون قسما منها في السوق السوداء، ويخلطون ما تبقى مع مادى النفط.

وبيّن انه يشتري اللتر من الكاز بـ550 الف دينار، فيما كان سعره السابق يبلغ 475 الفا.

ولا يمانع المتحدث من الالتزام بقرار تحديد سعر الامبير “إذا ما التزمت الحكومة بتجهيزنا بالوقود الكافي”، مشيرا الى انه يضطر صيفا الى رفع سعر أمبير الكهرباء، بسبب “أجور العمال وشراء الوقود، والصيانة الدورية التي تجرى للمولدة بسبب كثرة الأعطال أيام الحر الشديد”.

3 أساسيات للنهوض بالطاقة

وحددت شركة جنرال الكتريك للطاقة، مؤخرا، 3 اساسيات يحتاجها العراق للنهوض بواقع الطاقة الكهربائية، خلال المرحلة المقبلة.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة في العراق رشيد الجنابي ان العراق يواجه في المرحلة الراهنة تحديا كبيراً في موارد الطاقة، لكن هناك العديد من الحلول المؤهلة لمعالجة هذا النقص..”. واضاف “العراق بحاجة الى إضافة الطاقة إلى الشبكة الوطنية عبر تطوير وبناء المحطات الجديدة، وتحسين العمليات والأداء في المحطات الحالية المستخدمة لتوليد الطاقة، وتعزيز أداء واستقرار شبكة الكهرباء الوطنية، وكل هذاً يقع ضمن مسارات متعددة المحاور”.

وبين الجنابي انه “يمكن تحويل محطات الطاقة والتي تعمل اليوم على الدورة البسيطة إلى الدورة المركبة لتعزيز قدرتها الإنتاجية بما يصل إلى 50% دون الحاجة لاستخدام وقود إضافي أو زيادة انبعاثاتها، ضارباً المثل بمحطة بسماية والتي تعمل بالدورة المركبة”.

واوضح ان “صيانة وادامة ما ينتجه العراق اليوم وإجراء عمليات الإصلاح والخدمة في محطات توليد الطاقة الكهربائية في مختلف ارجاءه، يمكن ان يثمر في الحفاظ على تزويد أكثر من 8 آلاف ميجاواط من الطاقة الكهربائية”. واكد انه “يمكن تعزيز شبكة نقل الطاقة العراقية من خلال بناء المحطات الثانوية والتي تساهم في فتح الاختناقات وخاصة في المناطق المكتظة سكانياً، اضافة الى نقل الطاقة المنتجة من المحطات الى المدن والمحافظات، كما نعمل ايضا على ربط الشبكة مع المملكة الأردنية، في خطوة ستساهم بشكل كبير في إزالة الضغوط الملقاة على الشبكة وتزويد الطاقة الكهربائية وفق أعلى مستويات الموثوقية”.

***************

الصفحة الخامسة

ركام الحرب في  الأنبار حتى إشعار آخر!

الدولار يعطل الإعمار ويؤخر عودة النازحين

الرمادي – وكالات

تراجعت حركة إعادة إعمار المنازل المدمرة جراء الحرب على داعش، في محافظ الأنبار بصورة ملحوظة خلال الشهور القليلة الماضية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء.

وكانت الأنبار واحدة من بين محافظات عدة في شمال وغرب البلاد، ساحة لمعارك طاحنة على مدى ثلاث سنوات بين القوات العراقية ومسلحي إرهاب داعش، ما أدى إلى تدمير نسبة كبيرة من البنى التحتية والدور السكنية.

ومنذ هزيمة داعش في 2017، تشهد الأنبار حركة إعادة إعمار نشطة، غير أن ارتفاع أسعار مواد البناء منذ أواخر العام الماضي، دفع الكثير من المواطنين للتراجع عن خطط إعادة بناء منازلهم.

على السلطات أن تدخل!

قائم مقام قضاء الفلوجة، مؤيد الدليمي، أوضح في تصريح صحفي سابق أن “ارتفاع أسعار المواد الإنشائية دفع المواطنين، خصوصا أصحاب الدخل المحدود والمتوسط، إلى التوقف عن أعمال تأهيل وبناء منازلهم”، مضيفا أن “هذا الأمر تسبب أيضا في عرقلة عودتهم إلى مناطقهم، ما جعل عملية غلق ملف النازحين في المحافظة، شائكة”.

وطالب الدليمي بـ”ضرورة أن تتدخل السلطات المحلية ووزارة الصناعة، من خلال توفير المواد الإنشائية بأسعار تنافسية، أو بالأقساط، ليتمكن المواطنون من بناء منازلهم، وترك مخيمات النزوح او المنازل التي استأجروها في مناطق أخرى”.        

إلى إشعار آخر!

وقال المواطن محمود منيف (38 سنة)، أنه منذ أكثر من أربعة شهور، توقف عن إكمال بناء منزله الذي دمر جراء الحرب، كون أسعار المواد الإنشائية ارتفعت بشكل كبير، لافتا في حديث صحفي، إلى أن “الحكومة تريد منا العودة إلى مناطقنا وهي لم تتمكن من صرف تعويضات منازلنا التي دمرت، ولم تساعدنا على تأهيلها، وفوق هذا كله خفضت سعر الدينار وحتى رواتبنا، ولم يعد بإمكاننا تدبير لقمة العيش، فكيف نبني المنازل!؟”.

فيما اشار المواطن طلال عبيد ( 44 سنة )، إلى أنه يفضل البقاء في منزل مستأجر على بناء منزله بمواد إنشائية أصبح سعرها ضعف ما كانت عليه في السابق، مؤكدا انه “لا طاقة لدي لتحمل ديون أخرى، تفوق المبالغ التي اقترضتها من أقربائي لدفع ايجار المنزل الذي اسكن فيه”. 

واستطرد في قوله: “خمسة أعوام مرت والحكومة تعدنا بدفع تعويضات منازلنا التي دمرت. وبعد كل هذا العناء يتم رفع سعر الدولار لترتفع معه أسعار المواد الإنشائية والغذائية، وحتى الأدوية”، مردفا بأسف: “لم نعد نأمل من الحكومة تقديم أي خدمة!”.

الحل في إحياء الصناعة الوطنية

من جانبه، ذكر الخبير في الشأن الاقتصادي، سلمان الجميلي، ان غالبية المواد الإنشائية الموجودة في العراق، مستوردة وأسعارها ارتفعت خلال الشهور الأخيرة نظرا لاعتمادها كليا على سعر الدولار.

ورأى الجميلي، في حديث صحفي، أن “الحل يكمن في إعادة تفعيل الإنتاج الوطني للمواد الإنشائية. فالعراق يمتلك العديد من المصانع التي تنتج مواد البناء، لكنها متوقفة اليوم عن العمل”، داعيا الجهات الحكومية المعنية إلى إعادة تلك المعامل إلى الخدمة، وأهمها معامل الاسمنت والطابوق والزجاج.

*********************

السماوة

دعوات لمنع رمي المياه الثقيلة في النهر

السماوة – وكالات

دعا مواطنون في مدينة السماوة، إلى وضع حد لظاهرة تصريف المياه الثقيلة غير المعالجة في حوض نهر الفرات في المدنية، مشيرين في حديث صحفي، إلى أن مصبات المجاري تعتبر من أبرز اسباب تلوث مياه الأنهار.

وأوضح المواطنون، أن مواصلة رمي المياه الثقيلة في النهر في ظل قلة الإطلاقات المائية “ستؤدي إلى كارثة بيئية”، مطالبين بوضع حد لهذه الظاهرة بشكل فوري من خلال غلق مصبات المجاري، أو معالجة المياه الثقيلة قبل تحويلها إلى النهر.

********************

3500 بستان في مندلي مهددة بالهلاك

بعقوبة – وكالات

حذر أهالي ناحية مندلي في محافظة ديالى، من هلاك أكثر من 3500 بستان في الناحية، بسبب الجفاف وانعدام الايرادات المائية، وطالبوا بخطط لإعادة تأهيل الآبار الارتوازية المهملة.

وقال نائب سابق لرئيس المجلس المحلي في الناحية أن “الإيرادات المائية باتت معدومة في مندلي من مصادر عدة، إلى جانب خروج سد مندلي عن الخدمة بسبب الترسبات الطينية وغياب عمليات الكري والتطهير، ما جعل منسوب المياه فيه لا يتجاوز نصف متر فقط”.

ودعا المسؤول المحلي السابق، وزارة الموارد المائية والجهات المعنية إلى “تأهيل وتشغيل 28 بئرا في مناطق الناحية، والتي أنجزت خلال السنوات السابقة من قبل الحكومة والقوات الأمريكية”، مبينا أن “الآبار بحاجة إلى مشغلين دائمين، وإلى حمايتها من العبث والسرقة المستمرة التي تسببت في خروجها عن الخدمة”.

وحفرت القوات الأمريكية إبان وجودها في العراق، 19 بئرا في مندلي، فيما انجزت الحكومة العراقية 9 آبار أخرى لغرض ري بساتين الناحية، إلا أنها خرجت عن الخدمة لعدم حمايتها وتأمين كوادر مختصة لتشغيلها.

 وعدّ المسؤول المحلي السابق، خطة تأهيل وحماية الآبار “الحل المتاح لتجاوز جانب كبير من أزمة المياه، وانقاذ البساتين من الهلاك والأهالي من الخسائر المادية الجسيمة”.

*******************

قضاء الزبيدية

شكاوى من نقص الأدوية في المركز الصحي

الكوت - شاكر القريشي

شكا العديد من المواطنين في قضاء الزبيدية بمحافظة واسط، نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في المركز الصحي التابع للقضاء، مشيرين إلى أن الخدمات التي يقدمها هذا المستوصف لا تغطي حاجة المواطنين ولا تتناسب مع الكثافة السكانية في القضاء. وقال أحد منتسبي المركز الصحي (طلب عدم ذكر اسمه)، أن “هذا المركز تأسس منذ سبعينيات القرن الماضي، ووقتها كان عدد نفوس الزبيدية لا يتجاوز الـ 8 آلاف نسمة. أما اليوم فقد بلغ عدد السكان 55 ألف نسمة، بالإضافة إلى سكان القرى والأرياف التابعة للقضاء، والذين يقدر عددهم بـ 150 ألف نسمة، ويراجعون أيضا هذه المؤسسة الصحية”.  وتابع قائلا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “المركز الصحي بقي على حاله منذ تأسيسه لغاية اليوم، بسبب الفساد وإهمال الحكومات المتعاقبة”.

وتحدث إلى الجريدة أيضا، المواطن كامل يحيى كريم، الذي أشار إلى أن “المستوصف يعاني نقصا في الأدوية والمستلزمات الطبية، وهو يستقبل يوميا أكثر من 200 مراجع، معظمهم من الفقراء والكادحين، وهؤلاء عندما لا يجدون علاجاتهم فيه، يضطرون إلى شرائها من الصيدليات الأهلية بأسعار باهظة”.

إلى ذلك طالب العديد من سكان الزبيدية، الحكومة المحلية ودائرة صحة واسط بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية في المركز الصحي، خاصة في ردهة الطوارئ. كما طالبوا بتخصيص عجلة إسعاف، وإعادة ترميم أقسام المبنى وتأهيل الأجزاء المتهالكة فيه. 

ودعا البعض من المواطنين، إلى بناء مستشفى عام بمواصفات تتناسب مع حجم الكثافة السكانية للقضاء.

********************

مواساة

  • تعزي أسرة “ طريق الشعب” الزميل عبد الأمير مناتي (أبو خلدون) بوفاة ابن عمه جمعة عاتي غزاي.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الكريمة جميل الصبر والسلوان.

  • بمزيد من الاسى والحزن تنعى اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في الخالص/ اللجنة المحلية في ديالى، الرفيق يحيى محمود.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الكريمة ورفاقه الصبر والسلوان.

  • وداعا سمير عتو.. وداعا أبا بسيم

بمزيد من الحزن والأسى تلقت زميلات وزملاء الاتحاد الديمقراطي العراقي، نبأ وفاة زميلنا العزيز سمير عتو (أبو بسيم) بعد مضاعفات بسبب جائحة كورونا.

والفقيد العزيز سمير من المناضلين الأوائل ضد الدكتاتورية والظلم، اعتقل ولوحق وعذب في العراق في فترة الدكتاتورية. حمل سمير هموم العراق وشعبه طيلة حياته، وكان ملتصقا بحركته الوطنية ومدافعا صلبا عن تطلعات الشعب العراقي في الحرية والسعادة والعدالة.

الذكر الطيب الدائم لسمير العزيز، والصبر والسلوان لأهله وزملائه.

  • عائلة المربي الفاضل أمين الوزان تلقينا خبر فقدان أبي حارث بألم واسى شديدين. معرفتنا به امتدت لـ 57 عاما منذ ايام الدراسة في كلية التربية – جامعة بغداد. كان بطلا طلابيا وطنيا بحق، ومدافعا صلبا عن مصالح زميلاته وزملائه الطلبة، وانتخب بالإجماع ممثلا لهم في انتخابات اتحاد الطلبة عام 1967 عن الصفوف المنتهية. كما هو اسمه (امين)، كان دوما امينا على مبادئه التقدمية وحريصا على الاطمئنان على كل من عرفهم. كما انه ساهم في تربية اجيال من الشباب على حب العمل والثقافة والوطن. بفقدانه خسرنا شخصية وطنية فذة. نتمنى لكم ولمعارفه ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان في هذا المصاب الاليم. سنبقى نذكر الامين (امين) دوما لمواقفه النبيلة تجاه شعبنا العراقي، وخاصة الكادحون.

لجنة المثقفين المحلية للحزب الشيوعي العراقي

******************

الصفحة السادسة 

نائب: سياسة الاسكان غير واضحة المعالم

العراق.. السكن لمن يملك المال فقط!

بغداد ـ طريق الشعب

يقاسي العراقيون أزمة كبيرة في السكن, حيث تقدر المصادر الرسمية حاجة البلاد الى حوالي 3 ملايين وحدة سكنية لسد الحاجة الفعلية للمواطنين. وبرغم انشاء مشاريع سكنية ومبادرات قروض المصارف الحكومية والاهلية وصندوق الاسكان، لغرض شراء وانشاء الوحدات السكنية, لكن معنيين يرون أن الأزمة تتفاقم بسبب ارتفاع مواد البناء وغلاء الاسعار في المجمعات الاستثمارية, وشروط الاقتراض المعقدة.

خطط حكومية

وخلال توزيع سندات الدور السكنية واطئة الكلفة على مستحقيها من الاسر الفقيرة في قضاءي الحبّانية وعامرية الصمود في محافظة الانبار, اكد وزير التخطيط خالد بتال, ان وزارته “وضعت خطة لتنفيذ عدد من المجمعات السكنية واطئة الكلفة للاسر الفقيرة، ضمن مشاريع استراتيجية التخفيف من الفقر”، مبينا ان “توزيع هذه الدور السكنية على الاسر الفقيرة وذوي الشهداء، يأتي استكمالا للخطوات السابقة للوزارة: سياسة محاربة الفقر متعدد الابعاد”.

وبيّن بتال ان “الوزارة سبق وان وزعت مجمعات سكنية مماثلة للأسر الفقيرة، في محافظتي الديوانية وواسط، وهناك مجمعات سكنية اخرى سيتم توزيعها قريبا، في عدد من المحافظات، بعد ان اكتمل بناؤها، ضمن مشاريع استراتيجية التخفيف من الفقر”، لافتا الى ان الوزارة “اولت قطاع السكن اهمية استثنائية ضمن خططها التنموية، ومن المؤمل ان يشهد العراق تحسنا واضحا في هذه القطاع خلال السنوات القليلة المقبلة، بعد ان عملت الحكومة على توفير البيئة الاستثمارية المناسبة لاستقطاب الاستثمارات في هذا المجال”.

وفي السياق، ذكر بيان لصندوق الاسكان، انه تلقى اكثر من 10.000 معاملة اقراضية موزعة على المحافظات.

واضاف البيان الذي طالعته “طريق الشعب” ان الصندوق صرف 260 مليار دينار خلال الاشهر الخمسة الاولى من عام 2021.

مشاريع محدودة

من جانبه, قال رئيس لجنة الخدمات والإعمار البرلمانية وليد السهلاني، في حديث صحفي تابعته “طريق الشعب”، إن “مشاريع المجمعات السكنية تعد خطوة ايجابية لحل ازمة السكن”، مبيناً أن “مشكلة السكن مضى عليها عقدان من الزمن. وبرغم وجود مشاريع لبناء المجمعات السكنية، الا انها محدودة جدا”.

واضاف ان “قطاع الاستثمار لم يراعِ المشكلة الحقيقية للسكن في السابق، وسمح بمنح فرص استثمارية في اماكن استراتيجية في بغداد وبمبالغ عالية”، مشيراً الى أن “هناك دلالات كبيرة على وجود ملفات فساد كبيرة في هذا القطاع، حيث بذلت اللجنة جهداً كبيراً بفتح هذا الملف واحالة المسؤولين المتورطين بالفساد الى النزاهة”.

وكشف النائب عن “وجود 18 مشروعاً سكنياً تابعاً لوزارة الاسكان اغلبها مشاريع معاقة احيلت من قبل الوزارة بطريقة عرجاء، لا عن طريق المقاولة ولا عن طريق الاستثمار”، لافتاً الى أن “هناك جهات متورطة بهذا الموضوع”.

وتابع انه “تم فتح هذا الملف وسيتم تشخيص الخلل واحالة المتورطين الى النزاهة”، موضحاً أن “السياسة الاسكانية في الدولة لم تكن واضحة المعالم، حيث ما زال العراق يحتاج الى بناء أكثر من 3 ملايين وحدة سكنية”.

سياسة إسكان خاطئة

من جهته, عزا الخبير الاقتصادي محمد شيحان تفاقم ازمة السكن وارتفاع اسعار العقارات بشكل جنوني الى “سياسات الاسكان الخاطئة من قبل الحكومات المتعاقبة”, مشيرا الى ان “الدولة توجهت نحو المشاريع السكنية الاستثمارية، وهي خطوة صحيحة في ظاهرها, لكنها لم تراع الاسعار المبالغ بها في هذه المشاريع. فمن غير المعقول ان يصل سعر الوحدات السكنية في عدد من المشاريع الاستثمارية الى 220 مليون دينار عراقي”.

واضاف شيحان لـ”طريق الشعب”, ان “السبب الاخر للأزمة هو شروط القروض من قبل المصارف، لغرض بناء او ترميم الوحدات السكنية والفوائد الكبيرة, حيث اشترطت المصارف من اجل الحصول على هذه القروض، وجود كفيل ما تسبب في عدم تمكن العديد من المواطنين من التقديم على هذه القروض، في حين كان يمكنها ضمان حقوقها عن طريق حجز قطعة الارض او المنزل”.

وبيّن ان “عددا كبيرا من المواطنين تفاءل بمبادرة البنك المركزي للإسكان، التي وعدت بمنح الراغبين قروضا لشراء الوحدات السكنية بفوائد قليلة, واعفاء الراغبين في الشراء في المشاريع الاستثمارية من هذه الفائدة، واقتصارها على عمولة محدودة”.

واشار الخبير الى ان “الوعود لم تنفذ واقتصرت على الموظفين الموطنة رواتبهم, في اجراء غريب، حرم المواطنين الاكثر حاجة لهذه المبادرة”, منوها بان “القائمين على صناعة القرار يعتقدون ان السكن حق لمن يمتلك المال، في حين ان الدولة ملزمة في مساعدة مواطنيها على امتلاك منازل تليق بهم دون تمييز”.

تمييز مرفوض

الى ذلك, عدّ المواطن جاسب عبيد، شروط قروض الاسكان بـ”تعجيزية”, مطالبا الحكومة بتسهيل هذه الاجراءات.

وقال عبيد لـ”طريق الشعب”, ان “قروض شراء الوحدات السكنية خارج المجمعات السكنية تتطلب شروطا تعجيزية، منها فتح بيان وجلب سند العقار المراد شراؤه”, مشيرا الى “صعوبة تلبية هذه الشروط، التي يجب على الحكومة تسهيلها”.

فيما أبدى المواطن نايف كريم استغرابه من “استثناء المواطنين غير الموظفين من هذه القروض”.

وقال كريم في حديث لـ”طريق الشعب”, ان “القروض مدعومة من البنك المركزي. ومن المعلوم ان اموال البنك المركزي تأتي من خلال تصدير النفط. وعليه فإن للجميع حقا فيها من دون تمييز”.

وطالب المواطن “الحكومة بالعمل على تخفيض اسعار مواد البناء، ومساعدة المواطنين على بناء وحدات سكنية, وتوزيع قطع الاراضي، من اجل موازنة الاسعار الجنونية في سوق العقار”.

فساد اداري ومالي

وتحدثت المواطنة نسرين عمار، عن وجود فساد اداري ومالي، حرم الكثير من المواطنين المستحقين للقروض منها، كون بعض المقترضين يقدمون رشاوى كبيرة الى الموظفين لغرض التغاضي عن تقديم تقارير انشاء الدور السكنية.

وانتقدت نسرين في حديثها لمراسل “طريق الشعب”، بناء المجمعات السكنية وسط (مركز) المدنية. وتقول: ان “ذلك يعني فسادا اخر كون المشاريع السكنية الجديدة ستقوم على البنية التحتية الموجودة اصلاً، وبالتالي فإن ذلك لن يدفع المستثمر الى انشاء بنى تحتية في اطراف المدن، ما يعني مزيدا من الزحامات ليس المرورية فحسب، بل الخدمية ايضاً”.

*******************

وضعهم المالي ينتعش في موسم الانتخابات

12 في المائة من العراقيين يسكنون العشوائيات

بغداد ـ علي شغاتي

حذّر مراقبون من استغلال ملف العشوائيات في البلاد، لغرض الدعاية الانتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية, حيث بدأت الاصوات ترتفع من قبل بعض المسؤولين في السلطتين التشريعية والتنفيذية حول الاقتراب من تشريع قانون السكن العشوائي, الذي سوف يعالج مشكلة حوالي 3 ملايين و400 الف مواطن يقطنوها.

قراءة للقانون

وقال عضو لجنة الخدمات والإعمار البرلمانية، النائب عدي شعلان إنَّ “اللجنة تعمل على متابعة قراءة قانون العشوائيات لإكمال تشريعه، إذ تأخر النظر به خلال المدة الماضية بفعل الاحداث التي مرّت بالبلد، من بينها ازمة كورونا والتظاهرات”, مشيرا الى ان “مسودة القانون تضمنت منح ساكني العشوائيات دورا أو وحدات سكنية بديلة رسمية ومجهزة بالخدمات الاساسية او منحهم مبالغ مالية للسكن في مكان آخر، لإنهاء هذا الملف بشكل مرضٍ”.

إحصائية بالعشوائيات

من جانبه, ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، إنَّ “قانون العشوائيات اصطدم خلال الدورة البرلمانية الماضية ببعض التوجهات المعاكسة”.

وكشف الهنداوي في تصريح صحفي, عن “وجود اربعة آلاف منطقة عشوائية في عموم المحافظات يقطنها نحو 3 ملايين و400 الف شخص، يمثلون 12 في المائة من نسبة السكان الكلية في عموم البلد، تتركز اغلبها في بغداد والبصرة ونينوى. بينما تتوزع البقية بشكل متباين على بقية المحافظات”.

استبعاد معالجة الملف

من جهته, استبعد الباحث الاجتماعي وسام محسن, امكانية معالجة ملف العشوائيات على المستوى القريب, محذرا من استغلال الساكنين فيها لغرض الدعاية الانتخابية.

وقال محسن لـ”طريق الشعب”, إن “مجلس النواب سبق له مناقشة قانون العشوائيات ولكنه فشل في اقراره، نتيجة لمحاولات بعض الكتل السياسية المتنفذة تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية من هذا القانون، فضلا عن وجود جنبة مالية لم يكن في مقدور الحكومة حينها الايفاء بها”.

واضاف الباحث, ان “معالجة الملف تتطلب جهودا حكومية كبيرة للتفريق بين الفقراء والكادحين الذين اجبرتهم اوضاعهم المعيشية على السكن في العشوائيات, وبين من استغل اراضي الدولة وقام بتوزيعها وبيعها والاستحواذ على قسم منها واستغلالها للاغراض الشخصية دون وجه حق”, داعيا الى “تشكيل لجان مشتركة من الدوائر ذات العلاقة في مؤسسات الدولة والاستعانة بمعلومات جهاز الامن الوطني ووزارة الداخلية لتحديد الفئة المستحقة للتعويض من عدمها”.

سُنّة سيئة

بدوره, يصف المحامي علي مجيد, تعويض المتجاوزين على الاراضي الحكومية بـ”السنة السيئة”.

وقال مجيد لـ”طريق الشعب”, ان  “تشريع قانون يقوم على اساس تمليك الاراضي للمتجاوزين على الاراضي العامة والخاصة او تعويضهم ماديا سيفسح المجال امام غيرهم للتجاوز على الحق العام، بغية الحصول على مكاسب غير مشروعة”.

واضاف المحامي, ان “عناصر مسلحة تابعة لجهات متنفذة قامت بالاستيلاء على مساحات واسعة من الاراضي بالقوة وبطرق ملتوية وقامت ببيعها للمواطنين مقابل مبالغ مالية غير قليلة”, داعيا الى “محاسبة هؤلاء قبل التفكير في حل مشكلة العشوائيات لكون التجاوز على الاراضي العامة مرهونا بوجود هؤلاء”.

وتتصدر بغداد قائمة العشوائيات تليها البصرة ونينوى، ثم تأتي كركوك، بينما تمثل النجف وكربلاء اقل المحافظات التي توجد فيها مناطق عشوائية.

ربح مريح

لواء العبودي من سكان عشوائيات مناطق شرق العاصمة، ويعمل في مجال بيع الدور والأراضي الزراعية والعشوائيات، يقول في تصريح صحفي، تابعته “طريق الشعب”، إن “العمل ببيع العشوائيات فيه ربح مريح، فهو عادة ما يكون بلا ضرائب، وتلجأ اليه العوائل دون أن تكون لها شروط محددة، فهي تبحث عن سقف يحميها من البرد شتاءً ومن الصيف اللاهب صيفاً، وينقذها من هاوية السكن في المنازل بالإيجار الشهري”.

ويضيف، فيما يشير بإصبعه إلى العشوائيات، أن “الملايين تتخذ هذا النوع من السكن سواء في بغداد أو غيرها من المحافظات مسكناً، هرباً من غلاء العقارات الرسمية، وحتى الزراعية، كما لا تُفرض أية ضرائب عليهم”.

ويقول المواطن حامد محمد في حديث صحفي، “نحن سكان العشوائيات المغلوب على أمرنا، لسنا سوى أصابع بنفسجية بنظرهم، يحتاجون إلينا مع قرب كل انتخابات، ومع ظهور النتائج، وتقاسم السلطة، نتحول إلى شعب لا يعجبه العجب، ونُضرب بالرصاص الحي والقنابل المسلية للدموع، ونُطارد ونُعتقل ونختطف، إذا خرجنا للمطالبة بحقوقنا”.

ويرى محمد أن “الكثيرين من سكنة المناطق العشوائية، بسطاء، يُخدعون بالبطانيات وأجهزة تنقية المياه، التي تمنحها الأحزاب السياسية، مقابل التصويت لهم، مع وعود بالتعيينات للشباب، والمضي بقانون العشوائيات، داخل مجلس النواب”.

استغلال ووعود

وشكا عدد من المواطنين في العاصمة بغداد, من استغلال العصابات بعض العشوائيات، لتنفيذ اعمالهم الخارجة عن القانون.

وكشف المواطن عودة بدر لـ”طريق الشعب”, عن “وجود عصابات للجريمة المنظمة وللاتجار بالاعضاء البشرية والمخدرات يستغلون فقر من يسكنون هذه المناطق وغياب الاجهزة الامنية عنها في تنفيذ اعمالهم بصورة طبيعية”, مبينا ان “وعود تعويضهم او تمليكهم الاراضي يسمعونها مع اقتراب موعد اية انتخابات تجري في البلاد, لكن حال انتهائها ينسى المسؤولون تلك الوعود”.

****************

اقتصاديون كلاسيكيون ومعاصرون

بوهم – بافرك يفغيني

(1851 – 1914)

اعداد: د.صالح ياسر

اقتصادي برجوازي سوقي، وهو ممثل لما يسمى بالمدرسة النمسوية في الاقتصاد السياسي. وقد انطلق بوهم – بافرك في صياغته لنظرية من النظرية النفسانية الذاتية، حول النفع الهامشي. وهو حين يعتبر ان اسعار السلع لا تتحدد بقيمتها، بل بقيمتها الاستعمالية، بفائدتها الذاتية، يؤكد ان الراسماليين عندما يقومون بشراء قوة العمل، يجري تبادل “ خيرات المستقبل “. وبما ان قيمة خيرات المستقبل، حسب نظرية بوهم – بافرك، هي اقل من قيمة خيرات الحاضر، لهذا كان من الطبيعي، تماما، ان يقبض العمال اقل مما تساويه منتجات عملهم في الوقت الحاضر، أما الراسماليون فيحصلون على الربح، لان خيرات المستقبل تتحول، بمرور الزمن، الى خيرات الحاضر وتزداد قيمتها.

بهذه النظرية المتعلقة بربح الرأسمالي، حاول بوهم – بافرك طمس حقيقة استغلال الرأسماليين للعمال، وتصوير الربح على انه مقولة خالدة. اما الفائدة على الرأسمال فقد اعتبرها بوهم – بافرك ايضا تعويضا عادلا للرأسمالي لقاء تعففه عن ارضاء حاجاته الشخصية.

كما حاول انتقاد النظرية الاقتصادية الماركسية. ان نظرية فائض القيمة، وتجديد الانتاج الماركسيتين تكشفان الجوهر الطبقي لنظرية بوهم – بافرك عن الربح، وعدم علميتها. ان هاتين النظريتين تبينان ان مصدر الربح هو فائض القيمة الذي هو عمل العمال غير المدفوع الأجر

*****************

الصفحة السابعة

ما يدور يعكس مشتركات حركات الاحتجاج في العالم

اليمين الحاكم في كولومبيا يواجه الانتفاضة بالقتل والتغييب وفرق الموت

رشيد غويلب

كولومبيا رسميا، جمهورية دستورية تتكون من 32 إدارة لا مركزية، تقع في الجزء الشمالي الغربي من قارة أمريكا الجنوبية. تمتلك سواحل في الشرق على البحر الكاريبي، وفي الغرب على المحيط الهادي. تمتاز بتنوع بيئي، وتنوع اثني ثقافي، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 49 مليون نسمة.

منذ 28 نيسان تجتاح البلاد احتجاجات شعبية واسعة تواجه من قبل الحكومة بالعنف والقتل والتغييب، وتتزايد جرائم القتل السياسي، والفساد وتفاقم الفقر، وغياب فرص العمل، فضلا عن تداعيات أزمة كورونا الكارثية.

ترتفع صيحات الشبيبة المنتفضة “الحكومة تقتلنا”، في مواجهة القمع المتواصل. ابتدأت الاحتجاجات الحالية بدعوة الاتحادات النقابية إلى الاضراب العام، تدفق الناس ليلا إلى الشوارع، وأقاموا المتاريس، أجابت الشرطة بأطلاق الرصاص، أملا بإرهاب المحتجين.

البدايات

تعود البدايات الأولى إلى تشرين الثاني 2019، حينها، دعت النقابات والحركات الاجتماعية ومنظمات السكان الأصليين والسود إلى الإضراب، وبمشاركة طلابية.. في ليلة الحادي والعشرين من تشرين الثاني، خلقت الحكومة أجواءً من الخوف. ونشرت شائعات عن جماعات مسلحة يقودها أجانب، تحاول اقتحام المنازل ونهبها، مبررة بذلك قمع أجهزتها الأمنية للسكان.

لقد كانت احتجاجات 21 تشرين الثاني 2019 أكبر احتجاجات تشهدها البلاد.  وحاول الرئيس السابق أوريبي وحزبه “المركز الديمقراطي” نزع الشرعية عن الإضراب، باتهام منتدى ساو باولو” لقوى اليسار في أمريكا اللاتينية بالوقوف وراءها، ه لزعزعة استقرار الديمقراطيات في أمريكا اللاتينية.

انطلقت الاحتجاجات الأخيرة ضد حزمة “الإصلاحات” الاقتصادية التي أصدرها الرئيس الجديد ايفان دوكي، والتي تضمنت خفض 75 في المائة من الحد الأدنى من أجور الشبيبة دون سن 25 سنة، و تسهيلات ضريبية مجانية لصالح الشركات الكبرى، وخصخصة الصناعات الأساسية والقطاع المالي، ورفع سن التقاعد وخصخصة صناديق التقاعد. فنزل الناس إلى الشوارع للمطالبة بتنفيذ معاهدة السلام مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) ومكافحة الفساد. وقدمت لجنة الإضراب الوطني 13 مطلبًا من بينها حل وحدات الشرطة الخاصة وإلغاء حزمة “الإصلاح”.

الشبيبة تقود الشارع

قاد الشباب إضراب 28 نيسان، هؤلاء الذين ليس لديهم فرصة للدراسة أو الحصول على عمل لائق. وُلد هذا الجيل خلال 40 عاما من الليبرالية الجديدة في كولومبيا، يعيشون بلا أحلام وبلا مستقبل. لقد كانوا يدافعون عن المتاريس بحياتهم. وقدموا غالبية الشهداء.

لدى هؤلاء أكثر من سبب للاحتجاج: عندما أرادوا الدراسة لم يكن ذلك ممكناً. عندما أرادوا العمل، لم يجدوا فرصا.  كان عليهم أن يكسبوا عيشهم بعمل غير قانوني، كتنظيف الزجاج الأمامي للسيارات في تقاطعات المرور، والتعرض المستمر للإهانة.  ليس لديهم تأمين صحي، ويفتقرون إلى كل شيء في المنازل. قال متظاهر شاب إنه لم يأكل قط كما أكل أثناء الإضراب. ولذلك فهم جيل لا يتخلى عن النضال من أجل التغيير ومن أجل حياة كريمة.

تهيمن الشبيبة، من أصول وشرائح مختلفة للغاية، على مسيرات الاحتجاج في كولومبيا، جمعيات الفنانين، منظمات النساء، جموع المدرسين والطلاب، ربات البيوت، ومشجعو كرة القدم، جماعات السكان السود والسكان الأصليون، والعاطلون عن العمل والعمال غير الشرعيين. البلد بأكمله يخرج إلى الشوارع. الحكومة تعرض عليه القمع والموت.

رد الحكومة

كان رد الحكومة إنزال الجيش إلى الشوارع، اغلاق الحدود، منح الحكومات المحلية سلطات استثنائية للحفاظ على “النظام العام”. مع تصاعد عنف السلطة، وتوالي تفاصيله، وسقوط أول الضحايا جراء إطلاق الرصاص من قبل الوحدات الخاصة، ازداد غضب السكان. وتصاعد أكثر بعد هجوم الجيش على قواعد حركة الأنصار اليسارية، التي كلفت وزير الدفاع منصبه. لقد سلط الهجوم العسكري الضوء على ما يسميه قادة الجيش بـ “الإيجابيات الخاطئة”، ويعنون بذلك عمليات التصفية دون غطاء قضائي، وهو أسلوب يهدف إلى تعزيز تفوق الجيش على حركة الكفاح المسلح. بالإضافة إلى ذلك، كان القتل المنظم لقادة الحركات الاجتماعية، ونشطاء الدفاع عن حقوق الإنسان، والمقاتلين السابقين في القوات المسلحة الثورية الكولومبية، والمذابح في مناطق السود والسكان الأصليين، وعمليات الإخلاء القسري، وقتل وتهديد النساء، سببا آخر للاحتجاجات.

وعلى الرغم من ذلك، يواصل الشبيبة النزول إلى الشوارع. ويبينون حجم المسلوب منهم، لقد انتصروا على خوفهم. والاحتجاجات سلمية وإبداعية وفنية. حاولت الشرطة نزع الشرعية عن الحركة من خلال التخريب وأعمال الشغب من أجل التقليل من شعبية السكان وتبرير استخدام القوة. هناك أكثر من دليل كاف على ذلك. أولئك الذين ينظمون الاحتجاجات اليوم يعرفون أن الحكومة تكذب، على الرغم من تراجعها عن “اصلاحاتها”، جراء ضغط الشارع، وسعة الإدانة العالمية.

عندما نتابع مسار الاحتجاجات في كولومبيا نحس اننا نتحدث، على الرغم من تباين الظروف التاريخية والثقافية عن انتفاضة تشرين العراقية.

****************

موسكو تتطلع الى نتائج إيجابية

لقمة بوتين - بايدن

موسكو ـ وكالات

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن موسكو مهتمة بتحقيق  بنتائج إيجابية لقمة بوتين - بايدن، مشيراً الى ان هذا الحوار مهم للأمن الدولي بكل الأحوال.

وقال لافروف على هامش مشاركته في منتدى “قراءات بريماكوف” في موسكو، أمس الأربعاء، إن “‏أي حوار بين قادة أكبر دولتين نوويتين في العالم مهم للأمن الدولي بكل الأحوال”‎.‎

وأشار الوزير إلى أن “روسيا والولايات المتحدة لديهما مصلحة مشتركة في مجال الاستقرار ‏الاستراتيجي، وأنه تجري اتصالات حول هذا الموضوع”، معبرا عن “أمله في أن يتمكن زعيما ‏البلدين من تحديد المسار الصحيح بشأن قضايا الاستقرار الاستراتيجي‎.”‎

وذكر أن “الجانب الروسي يعتزم مناقشة مسألة الأمن السيبراني في اجتماع ‏الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن”، مضيفاً مع ذلك أنه “ليس للقمة التي ‏ستجري في جنيف في 16 حزيران، جدول أعمال متفقا عليه بشكل خطي”.

وتابع لافروف أن روسيا مهتمة بنتائج إيجابية لقمة بوتين - بايدن “لكن رقصة التانغو بحاجة ‏إلى اثنتين”.‎

وأعرب وزير الخارجية الروسي عن “أمله في أن تقوم واشنطن استعدادا لقمة جنيف بمراجعة ‏وتصحيح أخطاء الماضي وتتخلى عن أسلوب إجراء حوار فقط من منطلق ادعاء الهيمنة على ‏الشؤون العالمية.”

وأكد لافروف أن “موسكو ليست لديها طموحات قوة عظمى ولا رغبة في نشر أجندتها في ‏جميع أنحاء الكوكب”، مشيرا إلى “استعداد روسيا لحوار متساو وشفاف وصادق”‎.‎

***************

الشيوعي القبرصي: مصممون على مواجهة الانتكاسات الحالية

نيقوسيا ـ خاص

عقدت اللجنة المركزية لحزب الشغيلة التقدمي في قبرص “اكيل”، مؤخراً، اجتماعاً، وناقشت فيه نتائج ‏الانتخابات النيابية التي جرت في 30 ايار الماضي.

وشارك تقريبا جميع أعضاء اللجنة المركزية في ‏المناقشة التي كان موضوعها تحليل النتيجة السلبية في الانتخابات وأسبابها، وتقييم نشاط “أكيل” ‏ومجمل تأثيره في المجتمع القبرصي. وتمت مناقشة بنية الحزب نفسه بهدف تحسين عمله ونشاطه، ‏كي يتمكن من أداء مهمته وأهدافه.‏

وبحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي للحزب، تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، فإن المناقشة أكدت التصميم التام لقيادة الحزب على مواجهة الانتكاسة الحالية، وأن يمضي حزب “أكيل” ‏قدماً، من اجل إعادة التنظيم وتعزيز قواه مرة أخرى، وتجديد صلاته مع الشعب والشغيلة، وزيادة ‏تأثيره وفاعليته في المجتمع القبرصي. ان البلد بحاجة إلى “أكيل” قوي، ويسار قوي، يمثل القوة ‏والأمل للوطن والشعب.‏

وأكد الحزب ان “اللجنة المركزية تهدف الى مواصلة هذا النقاش في الأيام المقبلة مع قواعد الحزب ‏وأصدقاء الحزب، وكذلك على نطاق أوسع مع جماهير اليسار. وسيتم إكمال الحوار والمناقشة في ‏المؤتمر القادم لحزب، في الفترة من 2 الى 4 تموز، حيث ستتخذ القرارات التي ‏ستوجه نشاط الحزب ودوره في المجتمع القبرصي ومن اجل بلادنا قبرص”. ‏

****************

“الشعب الفلسطيني”: تصعيد المقاومة الشعبية حتى تحقيق الأهداف

القدس ـ خاص

جدد حزب الشعب الفلسطيني دعوته للوقوف بكل قوة إلى جانب أهالي  حي الشيخ جراح وسلوان ‏وبطن الهوى والبلدة القديمة في القدس المحتلة، وتوفير كل سبل الدعم الرسمي والشعبي لصمودهم ‏وتصديهم للاحتلال ومستوطنيه. فيما دعا إلى تصعيد المقاومة الشعبية حتى تحقيق أهدافها المباشرة ‏والعامة، وسرعة تشكيل قيادة مركزية موحدة للهبة والمقاومة الشعبية.‏

وأكد الحزب في بيان تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، الاستمرار في تكثيف “مختلف أشكال المقاومة الشعبية وتصعيدها على كل ‏المستويات في مواجهة الاحتلال”، مشيراً الى ضرورة ان يكون العمل السياسي والميداني الموحد تحت راية العلم الفلسطيني، وبما يجسد ‏وحدة شعبنا الشاملة”.

وطالب الحزب بـ”سرعة تشكيل قيادة مركزية موحدة، كفاحية وسياسية للهبة والمقاومة الشعبية، إضافة إلى هيئات قيادية ‏ميدانية في كل القرى والمدن والمخيمات لإدارة هذه الهبة والملحمة الوطنية لشعبنا”.

وأشار الحزب الى “منع تكرار أي عدوان على شعبنا ‏في قطاع غزة وإنهاء الحصار كلياَ عنه، ومن أجل وقف كل أشكال التوسع الاستعماري، والبدء في تحرير ‏الأسرى، وكذلك وقف التمييز الذي يمثله قانون القومية العنصري”.‏ وتابع الحزب، انه “الى جانب تحقيق الهدف الرئيس والجوهري المتمثل في إنهاء الاحتلال، ووضع سقف زمني وآلية دولية ملزمة لتحقيق ذلك، نرفض أية أوهام سياسية تعول على ‏مواقف ووعود الادارة الأمريكية واللجنة الرباعية”. ‏وذكر ان “إعادة إعمار ما دمره العدوان الصهيوني على قطاع غزة يجب ان يحدث دون ربط ذلك بأي شروط وملف من ‏الملفات”.

****************

قد يطيح بنتنياهو

الكنيست يصوت على منح الثقة لائتلاف حكومي جديد

متابعة ـ طريق الشعب

حدد البرلمان الإسرائيلي يوم 14 حزيران الحالي، موعدا لعقد جلسة التصويت على منح الثقة للائتلاف ‏الحكومي الذي يعلن عن رغبته ‏في إزاحة نتنياهو من السلطة، وفق ما أعلن رئيس الكنيست ياريف ليفين. ‏

وتدخل إسرائيل منعطفا حاسما تبدو معه نهاية حياة رئيس الوزراء السياسية وشيكة، في ‏وقت يتهمه خصومه باعتماد سياسة “الأرض المحروقة” مع قرب التصويت على ‏الحكومة التي شكلها زعيم المعارضة يائير لابيد.‏

ويصوت البرلمان الإسرائيلي الأحد القادم على منح الثقة لائتلاف حكومي يخلف حكومة ‏بنيامين نتنياهو، حسبما أعلن رئيس الكنيست ياريف ليفين أول من أمس الثلاثاء.‏

وقال ليفين وهو حليف نتنياهو في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن “النقاش والتصويت على الحكومة الجديدة ‏سيجريان الأحد في 13 حزيران خلال جلسة خاصة للبرلمان”.‏

وفي وقت سابق، حثّ النائب اليميني القومي المتطرف نفتالي بينيت الذي يفترض أن يدير ‏دفة رئاسة الوزراء لعامين وفق اتفاق الائتلاف، رئيس الكنيست على تحديد موعد ‏التصويت الأربعاء.‏

وقال بينيت خلال مؤتمر صحافي مخاطبا رئيس الوزراء “لا تتركوا الأرض ‏محروقة خلفكم... نريد أن نتذكر الخير، الخير الكثير الذي فعلته أثناء خدمتك، وليس ‏الأجواء السلبية”.‏

حظوظ نتنياهو

وتدخل إسرائيل بذلك منعطفا حاسما تبدو معه نهاية حياة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ‏السياسية وشيكة، فيما يتهمه خصومه باعتماد سياسة “الأرض المحروقة” مع اقتراب ‏موعد التصويت على الحكومة التي شكلها زعيم المعارضة يائير لابيد.‏

وقال مكتب رئيس البرلمان الإسرائيلي، إن الكنيست سيصوت في موعد أقصاه ‏‏14 حزيران، مضيفا انه “سيتم الإعلان عن موعد انعقاد البرلمان للتصويت على ‏الحكومة السادسة والثلاثين وسيرسل الموعد إلى النواب  لاحقا”.‏

معارضة منذ 12 عاما

وشكلت المعارضة ائتلافا لإزاحة رئيس الوزراء المخضرم المستمر في السلطة منذ 12 ‏عاما متواصلة.‏

وطمأن رئيس حزب “يش عتيد” يائير لابيد المذيع التلفزيوني السابق ومهندس التحالف ‏الحكومي الهش المكون من ثمانية أحزاب الاثنين أنصار نتانياهو “إلى أن حكومة التغيير ‏لن تكون ضدهم”. وقال لمؤيدي ائتلافه “انتظرتم طويلا لا داعي للخوف، يجب توحيد ‏المجتمع الإسرائيلي.. هم ليسوا أعداءنا”.‏

وقال لابيد إن “السلطات تستخدم العنف والتهديد والتحريض ضد أعضاء الكنيست ‏وأبنائهم وهذا ضد جوهر الديمقراطية”، معربا عن ثقته بـ”تشكيل  حكومة جيدة مبنية على ‏الثقة ولديها أفضل فرصة لتحقيق ذلك”.‏

وتصاعدت التوترات بعد أن اتهم نتنياهو خصومه بـ”أكبر تزوير انتخابي” في تاريخ ‏الديمقراطية، بينما حثه منافسه اليميني نفتالي بينيت على “التنحي”.‏

ورافقت التطورات السياسية في دولة الاحتلال توترات مع الفلسطينيين وبعد تصعيد ‏عسكري دامٍ مع حركة حماس في قطاع غزة الشهر الماضي. والاثنين، تم إلغاء مسيرة ‏اليمين المتطرف الخاصة بيوم توحيد القدس التي كانت مقررة الخميس.‏

الائتلاف الحكومي

ويضم الائتلاف غير المسبوق ثمانية أحزاب: اثنين من اليسار واثنين من الوسط وثلاثة ‏من اليمين وحزب عربي إسلامي، تتبنى مواقف متناقضة في كل القضايا، باستثناء الرغبة ‏في إزاحة نتنياهو من السلطة.‏

ووفق نص الاتفاق، سيكون نفتالي بينيت من حزب “يمينا” القومي الديني رئيسا للوزراء ‏لمدة عامين، ليحل محله مهندس الائتلاف يائير لابيد الوسطي في عام 2023.‏

لكن ومع احتمال سجنه في ظل محاكمته بتهم الفساد، من غير المتوقع أن يرفع نتنياهو ‏الراية البيضاء طوعا. كما يكثف أنصاره جهودهم لإحداث انشقاقات في صفوف النواب ‏من حزب يمينا الذي ينتمي إليه بينيت، والمتحفظين على تحالفه مع اليسار والنواب العرب.‏

وميدانيا، يتزايد القلق بشأن المظاهرات الغاضبة المؤيدة لنتانياهو بما فيها الاحتجاجات ‏خارج منازل بعض نواب يمينا الذين يتهمهم المحتجون بارتكاب “خيانة”. ‏

“تصعيد خطير”‏

على إثر ذلك، تم تشديد الإجراءات الأمنية حول بعض النواب، وأصدر رئيس جهاز ‏الأمن الداخلي الإسرائيلي “شاباك” نداف أرغمان نهاية الأسبوع بيانا يندر أن يصدر مثله، ‏حذر فيه من “تصعيد خطير في الخطاب العنيف والتحريضي” على الإنترنت.‏

وقال متحدث باسم الشاباك “الأمن الداخلي”، إن الهدف من البيان يتمثل في تهدئة  “الجو ‏العام” لكن السياسيين المناهضين لنتانياهو فسروا ذلك على أنه تحذير لرئيس الوزراء. ‏ودفع بيان جهاز الأمن الداخلي اللجنة الأمنية في الكنيست إلى عقد اجتماع طارئ الاثنين.‏

************

الصفحة الثامنة

مداخلة للرفيق جاسم الحلوائي (أبو شروق)

في شأن النظام الداخلي *

بعد ثلاث سنوات يكون قد مر حوالي ثلاثة عقود على مؤتمر الحزب الخامس، مؤتمر الديمقراطية والتجديد، الذي انعقد في عام 1993. وقد خطا الحزب فيه خطوات مهمة نحو التجديد سياسياً وفكريا وتنظيمياً انعكس ذلك بوضوح في تجديد مرجعيته الفكرية وبرنامجه وخطابه السياسي وقيادته وكذلك بعض مواد نظامه الداخلي. وانطلاقاً من ذلك اتسم نهجه الفكري والسياسي ولايزال، بشكل عام، بعيداً عن الجمود العقائدي، فتمكن من مواجهة التحديات والصعوبات التي واجهته وتواجهه بواقعية ويواصل كفاحه من أجل إقامة نظام ديمقراطي اتحادي بأفاق اشتراكية. أما من الناحية التنظيمية فلم يتطور، بعد المؤتمر الخامس، لا نظامه الداخلي ولا أساليب عمله بما يتناسب مع تطور برنامجه الجديد ونهجه السياسي، واللذين اتسما بالواقعية، كما أسلفت. وإن كان ذلك مبرراً نسبياً في ظل نظام فاشي، فلم يكن مفهوما ومبرراً بعد سقوط النظام وتمتع الحزب بالنشاط العلني، فحصلت فجوة بين برنامج الحزب ونهجه المتطورين، وبين بُنية الحزب وحياته الداخلية وبعض اساليب عمله التنظيمية المشدودة إلى الماضي.

وتعمقت الفجوة المذكورة أعلاه مع ظاهرة العزوف عن العمل والنشاط الحزبي من جهة، والاتساع المتسارع لبيئة الرقمنة ومريديها من جهة أخرى، كظاهرتين عالميتين معاصرتين، وهما من أكبر التحديات التي تواجه نمو الحزب وتجديد شبابه.

فمع حلول قرننا الراهن نقلت الرقمنة العالم إلى عصر جديد، وأخذت تتغلغل في كل شيء من لعـب الأطفــال إلى المؤسســـات ووسائل الإنتاج وحكومـات الـــدول التي “تتَرَقمَن” وقامت الرقمنة بتغيير الطريقة التي يعيش فيها العالم من معظم جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

فقد وفرت الرقمنة للإنسان، بيئة اجتماعية وفكرية جديدة، تختلف نوعياً عن سابقاتها، إذ تتسم بتمتعه بحرية واسعة في التعبير، ومكنته من الحصول السريع على مختلف المعلومات ونشرها، والتفاعل السريع مع الآراء والأحداث، في لحظة وقوعها في الزمان والمكان، والمشاركة فيها وفي قيادتها، وتوسعت معارفه وإدراكه. إن الشبيبة التي نشأت في هذه البيئة، وخاصة تلك التي فتحت أعينها على الحالة الجديدة، تشعر بالغربة، بهذه الدرجة أو تلك، في بيئة الأحزاب، التي يكون فيها المرء متلقياً بالدرجة الرئيسية للسياسات والأفكار وليس مشاركاً حقيقيا وفعالا في صياغتها وهؤلاء يشكلون أكثر من نصف المجتمع العراقي.

 ولذا يتطلب ذلك التفكير جدياً بالظاهرة المذكورة وطرق التعامل معها لتجديد شباب الحزب وضمان مستقبله بالاستفادة من ايجابيات عصر الرقمنة، وهذه باعتقادي مهمة تواجه المؤتمر الحادي عشر للحزب الذي تجري تهيئة وثائقه في الوقت الحاضر، وبالدرجة الأولى نظامه الداخلي.

لقد ساهمت بالتصويت على التعديلات المقترحة من قبل المنظمة، وبودي أن أتوقف عند بعض النقاط ذات العلاقة بحقل التجديد التي لم تنال الأغلبية أو لم يجر التطرق لها وهي:

أولاً: إضافة كلمة المثقفين بعد مصالح الطبقة العاملة والفلاحين قي بداية المادة الأولى من النظام الداخلي، نظراً لوزن ودور هذه الفئة المتعاظم في مختلف مناحي الحياة في عصرنا الراهن.

ثانياً: تخفيض عمر العضو الجديد من 18 إلى 16 سنة، هذا التخفيض يأخذ بنظر الاعتبار اختلاف جيل العقدين الأخيرين عن الأجيال السابقة من حيث وعيه ومعارفه، فهو وليد عصر الرقمنة، ويتمتع بكل ايجابياتها وهو يساعد والديه وربما الأكبر منهما للتعامل مع تقنيات الرقمنة وقد يصحح بعض معلومتهم ومعارفهم. وقد لاحظنا مشاركة هذا الجيل النشطة والواسعة في انتفاضة تشرين والحركة الاحتجاجية الجارية.

ثالثاً: العضو المؤازر الذي يعفى من أحد شروط العضوية. إن هذه الإضافة ضرورية فهي تأخذ بنظر الاعتبار الحالة النفسية والفكرية التي خلقتها بيئة الرقمنة المعاصرة.

رابعاً: تبديل اسم الحزب. مع الأسف لم يجر التوقف عندها في مناقشات المنظمة. ويبدو لي أن هنالك خشية كبيرة من طرح هذه المسألة، وتأتي الخشية من أن تبديل اسم الحزب قد يعني التنكر لتاريخ الحزب وتضحياته الجسام وللقيم ألأساسية في الشيوعية، في حين لا يعني الأمر كذلك على الاطلاق. إذ أن المهمة الأساسية المطروحة أمامنا هي استعادة هذه القيـم في صيغ معاصرة وبأفكار جديدة وبمهمات واقعية والتخلص من الأساليب القديمة المرتبطة بهذا الاسم. وهذا ما جرى في برنامج الحزب ومرجعيته الفكرية في المؤتمر الخامس للحزب ورفض المؤتمر تغيير اسم الحزب، بما يتناسب مع هذا التجديد. وبقي نظامه الداخلي وبنيته التنظيمية وأساليب عمله مشدودة إلى حد ما باسمه، ولذا نعاني وستبقى من القديم. وباعتقادي إن تبديل أسم الحزب إلى “الحزب الاشتراكي العراقي” هو ما يتناسب مع برنامج الحزب ونهجه السياسي والفكري الراهن عموماً ويساعد  على تجديد بنية الحزب ونظامه الداخلي. 

ومن دواعي تبديل اسم الحزب هو أن انهيار التجربة الاشتراكية بعد تلك العقود الطويلة وبما ترتبت على ذلك الانهيار بسبب الخلل البنيوي فيها، فإن الاستمرار في الحديث عن الشيوعية لم يعد ملائما للعصر الراهن. وقول بعض قادة الحزب في وسائل الاعلام “انني كاشتراكي” بدلاً من القول: “إنني كشيوعي” له دلالته في هذا المضمار.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أُلقيت في موسع منظمة الدانمارك - 20 كانون الأول 2020

******************

مقترحات في النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي

عامر عبود الشيخ علي

لا نجافي الحقيقة اذا قلنا ان الحزب الشيوعي العراقي هو الحزب الوحيد الذي يمارس الاطر الديمقراطية والشفافية في تنظيماته، لرسم سياسته خلال مسيرته الطويلة، وهو بمثابة مصدر لكثير من القوى والتنظيمات السياسية، التي تأخذ منه الكثير من القضايا التنظيمية والفعاليات الجماهيرية المختلفة وان اختلفت ايديولوجياتها. ويعتبر النظام الداخلي للحزب الركيزة الاساسية لتنظيماته ونضاله الوطني. وان ابداء المقترحات واجراء التعديلات على مواده يشكلان حالة صحية في تقوية التنظيم ورصانته. وان اشراك الجماهير واصدقاء الحزب في مناقشة نظام الحزب الداخلي وبرنامجه هو دليل على تبني الحزب الشيوعي العراقي القضايا الوطنية وبما تمليه حاجات الكادحين عليه.

ومن هنا نبدي اقتراحاتنا في بعض مواده وهي:

1- الفقرة (ج)/3  من المادة (1) المبادئ التنظيمية للحزب ونشاطه

المتعلقة بحق الاقلية في مناقشة سياسة الحزب العامة وسياسته التنظيمية... لنهاية الفقرة والتعبير عن رأيها في منابر الحزب الاعلامية، على ان لا يعيق ذلك التزامها تنفيذ قرارات الهيئات القيادية.

اقترح رفع والتعبير عن رأيها في منابر الحزب الاعلامية، والسبب ان بعض الاراء من الصعب نشرها في منابر الحزب لتأثيرها السلبي على الحزب، وبالتالي عدم النشر يشكل انزعاجا لمن يبدي رايه، ويعتبر ذلك خرقا للنظام الداخلي.

2- الفقرة (د)/ 3 من المادة الاولى المبادئ التنظيمية للحزب ونشاطه

المتعلقة بحق المنظمات الحزبية واعضاء الحزب في الاعتراض على... لنهاية الفقرة والهيئة ملزمة بالنظر فيه خلال شهر واحد من تاريخ استلامه من قبل الهيئة، التي تصادق على القرار.

إن هذه الفقرة من المادة الاولى لا تتوافق مع المادة (21) 1- للجنة المركزية للحزب صلاحية اتخاذ قرار الدخول في تحالفات مع احزاب وكتل سياسية اخرى. لانه في النتيجة سيسقط حق المنظمات واعضاء الحزب في الاعتراض على هذا القرار، كما ان النظر فيه خلال شهر يجعل من الصعوبة التراجع عنه.

3- المادة (2) شروط العضوية

كل مواطنة اكملت، ومواطن اكمل الثامنة عشرة من العمر، يحق له ان يكون عضوا في الحزب الشيوعي العراقي.

اقترح ان يخفض عمر طالب الانتماء للحزب الى السادسة عشرة بدلا من الثامنة عشرة، وذلك للتغير البيولوجي والتطور العلمي وزيادة الوعي البشري تجاه القضايا المختلفة. ومثال على ذلك نضج الشباب المشارك في الانتفاضة، حيث شكل الشباب الذي تتراوح اعماره بين الرابعة والسادسة عشرة النسبة الاكبر من المشاركين.

4- المادة (14) آلية العلاقة بين الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني.

  1. تبنى العلاقة بين حشع وحشك على اساس المصالح الطبقية والوطنية، والهوية الفكرية المشتركة والروح الاممية، ......... الى اخر الفقرة.

ارى ان تعدل هذه الفقرة لانها لا تتوافق مع حق تقرير المصير للشعب الكردي، والذي اقره حزبنا، وان تصبح الفقرة (تبنى العلاقة بين حشع وحشك على اساس المصالح الطبقية والهوية الفكرية المشتركة، والروح الاممية والتاريخ النضالي المشترك).

*****************

أفكار تعديل لمسودة النظام الداخلي

نجم خطاوي

تماشيا مع نهج اشراك الرأي العام في مناقشة وإغناء برامجه وسياسته ونظامه الداخلي، يواصل حزبنا الشيوعي العراقي هذا التقليد النضالي في النشر العلني لمسودة نظامه الداخلي التي أقرها مؤتمره العاشر الأخير، لتكون أساساً في الحوار والنقاش والإضافات، ومن أجل وثيقة أكثر نضوجاً ووضوحاً وشفافية يمكن أن يتبناها مؤتمر الحزب الحادي عشر القادم..

اسهاماً في هذا المسعى اقترح الملاحظات والأفكار التالية:

- في المادة (1) المبادئ التنظيمية للحزب:

تستبدل كلمة (العليا) إلى كلمة (القيادية).

- تستبدل الفقرة 2 في المادة 1 إلى التالي:

وحدة الحزب السياسية والتنظيمية ومنطلقاته الفكرية، المبنية على الأسس الديمقراطية وعلى حرية الآراء وتفاعلها، وهي تجد تعبيرها في وحدة الإرادة والعمل.

- الفقرة 3 أ من المادة 1، تعدل إلى التالي:

قرارات مؤتمرات الحزب الوطنية وقرارات وتوجيهات اللجنة المركزية واللجان المحلية، ملزمة لجميع أعضائه وهيئاته ومنظماته.

- الفقرة 3 ب من المادة 1 تعدل إلى:

القرارات والتوجيهات التي تتخذها المجالس الحزبية القيادية لمنظمات الحزب المختلفة، ملزمة لأعضائها وللمنظمات التي تقودها...وكل هيئة مسئولة عن نشاطاتها وقراراتها ونتائج تنفيذها أمام مجلس المنظمة الحزبي، وأمام الهيئة التي تقودها وتقدم تقارير دورية إليها.

- في الفقرة 3 ج تحذف كلمة (التنظيمية) وتكون الفقرة كالتالي:

حق الأقلية في مناقشة سياسة الحزب العامة، وأدائه السياسي، وفي إبداء الاعتراض عليها أمام الهيئات الحزبية المسئولة بما فيها المؤتمر، والتعبير عن رأيها في صحافة الحزب وإعلامه، وليس في النشر العام، على أن لا يعيق ذلك التزامها تنفيذ قرارات الهيئات القيادية.

-الفقرة 5 من المادة 1 تعاد صياغتها لتصبح:

الاستقلالية الذاتية للمنظمات والهيئات الحزبية في بحث وإقرار المسائل المتعلقة بشؤونها الداخلية ونشاطها وفي تطبيق سياسة الحزب المقرة وتحديد برامجها ومواقفها بشأن اوضاع مناطق عملها، على ألا تتعارض في ذلك مع سياسة الحزب وبرنامجه ونظامه الداخلي.

- الفقرة 6 ب من المادة 1 تعدل إلى التالي:

رجوع الهيئات القيادية إلى الرأي العام الحزبي عند بحث القضايا الاساسية المستجدة كالتحالفات والانتخابات والاشتراك في الحكومات، وذلك بإجراء استفتاء داخلي، وطرح الوثائق الخاصة بتلك القضايا للمناقشة الحزبية العامة وبوقت مناسب قبل اتخاذ قرارات بشأنها.

- الفقرة 6 ز من المادة 1 تعدل إلى التالي:

ممارسة النقد والنقد الذاتي في جميع هيئات ومنظمات الحزب، وتشجيع ذلك لتحسين الأداء الحزبي.

- اضافة إلى الفقرة 7 المادة 1 لتصبح:

اختيار الحزب شكل تنظيمه، وبناءه وفقاً للمؤشر الاقليمي- الاداري والإنتاجي، بناء منظماته وفقاً لمحل العمل والسكن والمهنة، أو أي شكل اخر تستدعيه ضرورات العمل الحزبي أو الأحداث والتطورات الموجبة.

- تغيير مقدمة المادة 2 لتصبح:

حق الانتساب للحزب ونيل شرف عضويته، لكل مواطنة ومواطن أكملا الثامنة عشر من العمر.

- تغيير الفقرة 1 في المادة 2 لتصبح:

يوافق على نظامه الداخلي وبرنامجه، ويعمل بالاسترشاد بهما وتجسيدهما.

-  اقتراح التغيير في الفقرة 7 من المادة 3 حقوق عضو الحزب، لتصبح:

الحضور الشخصي عند مساءلته في هيئته الحزبية، إلا إذا تعذر عليه ذلك، وله ان يعترض على أي اجراء يتخذ بحقه لدى الهيئات الحزبية القيادية.

-  اضافة الجملة التالية إلى الفقرة 4 في المادة 4 واجبات عضو الحزب:

وأن يبتعد عن أساليب الكسب غير المشروع، والتزوير والتحايل على قوانين الدولة من أجل المنفعة والكسب الشخصيين والغير شرعيين.

- تغيير الفقرة 7 في المادة 4 واجبات عضو الحزب، لتصبح:

أن يخبر مرجعه الحزبي عند ترك محل اقامته او عند سفره.

- اضافة فقرة جديدة إلى المادة 6 الاستقالة من الحزب وكالتالي:

للهيئات والمنظمات الحق في دراسة حالات عدم الالتزام بشروط العضوية للرفاق الأعضاء فيها أو المرتبطين بها، واعتبار المتخلين عن عن هذا الالتزام مستقلين.

- تعديل الفقرة 1 في المادة 7 اجراءات الانضباط الحزبي، لتصبح:

كل عضو حزبي معرض للمساءلة الحزبية في هيئته أو الهيئة المرتبط بها بصلة، عند خرقه نظام الحزب الداخلي، وتتخذ المنظمة الحزبية التي تقود هيئته الحزبية الاجراءات الانضباطية الضرورية في هذا الشأن بعد مناقشة رأي هيئته الحزبية. وهذه الاجراءات هي: التنبيه، الإنذار التنحية من اللجان أو المسؤولية، فصل العضو من الحزب أو إنهاء الترشيح.

تعديل الفقرة 2 من المادة 7 اجراءات الانضباط الحزبي، لتصبح:

فصل العضو من الحزب هو أقصى أجراء انضباطي ويعتبر هذا القرار نافذ المفعول بعد التصويت عليه من ثلثي عدد مجموع أعضاء الهيئة التي يعمل أو يرتبط بها والهيئة التي تقود هيئته. ومصادقة الهيئة التي تقود عمل هيئته التي يعمل أو يرتبط بها. ويعرض قرار فصل عضو اللجنة القيادية المنتخبة على الهيئة التمثيلية التي انتخبته.

- اضافة جملة جديدة إلى الفقرة 2 المادة 8 الخلية الحزبية، وهي كالتالي:

أو وفق الأوضاع التي تفرضها الأحداث والتطورات، والاستفادة من التكنيك في ضم البعيدين جغرافياً في هيئات إلكترونية.

- الفقرة 2 ج من المادة 11 مؤتمر المنظمة المحلية، يتم اعادة صياغتها كالتالي:

يتألف مؤتمر المنظمة المحلية من المندوبين المنتخبين في مجالس المنظمات الحزبية المرتبطة بها مباشرة، ومن أعضاء اللجنة المحلية، ومن الرفاق المختصين والشخصيات المحلية الحزبية ممن تسميهم اللجنة المحلية لحضور المؤتمر كمراقبين، عبر الآليات الديمقراطية، وأن لا تتجاوز نسبتهم 7% من المندوبين المنتخبين، ويعتبر حضورهم كمراقبين فقط.

- تعديل ك في الفقرة 3 المادة 11 المنظمات المحلية، لتصبح:

استبدال كلمة السكرتير إلى سكرتير اللجنة المحلية..

-  استبدال المادة 12 المجلس الاستشاري الفقرة 1، إلى:

وسكرتيري منظمات الحزب الكبيرة العاملة في البلدان الأخرى.

- المادة 13 منظمات الحزب في الخارج، تعدل إلى:

منظمات الحزب العاملة في البلدان الأخرى.

- يتم التعديل في 1 و2 من المادة 13، لتصبح:

بدل اعضاء الحزب في الخارج.. تكون:

 أعضاء الحزب في المنظمات العاملة في البلدان الأخرى.

بدل منظمات الحزب في الخارج...تكون: منظمات الحزب في البلدان الأخرى.

- تغيير الفقرة 2 أ من المادة 16 المؤتمر الوطني للحزب..

بدل (ومن منظماته في الخارج)، تكون:

 ومن المندوبين المنتخبين في منظمات الحزب في الدول الأخرى.

- تعديل في الفقرة 2 ج المادة 16 المؤتمر الوطني للحزب، لتصبح:

المختصين والشخصيات الحزبية ممن تسميهم اللجنة المركزية كمراقبين لحضور المؤتمر، على أن تحظى هذه التسمية بمصادقة المؤتمر، وان لا تتجاوز نسبتهم 7% من المندوبين المنتخبين. ويعتبر حضورهم كمراقبين فقط.

- حذف د من الفقرة 2 في المادة 16 المؤتمر الوطني، لأن التعديل المقترح في ج يفي بالغرض..

- تغيير الفقرة 4 في المادة 16 المؤتمر الوطني، لتصبح:

تعديل برنامج الحزب ونظامه الداخلي، وإقرارهما.

- تعديل الفقرة 3 من.. سكرتير اللجنة المركزية في المادة 18 اللجنة المركزية – مهماتها وصلاحياتها، لتكون كالتالي:

تحديد حق الترشيح كسكرتير للجنة المركزية للحزب لدورتبن متتاليتين فقط.

- اضافة فقرات جديدة إلى المادة 18 اللجنة المركزية- مهماتها وصلاحياتها، كالتالي:

لا يحق لعضو اللجنة المركزية الترشيح لأكثر من ثلاث دورات متتالية إلى اللجنة المركزية.

أن لا يتعدى سن المرشح لقوام اللجنة المركزية عن السبعين عاماً.

اشتراط حق ترشح عضو اللجنة المركزية لدورة جديدة بموافقة رفاق المنظمة التي عمل فيها ومن خلال مجلسها المحلي او هيئتها القيادية.

- تعديل في الفقرة 1 من المادة 21 أحكام إضافية لتصبح:

للجنة المركزية للحزب صلاحية اتخاذ قرار الدخول في تحالفات مع أحزاب وكتل سياسية أخري بعد استفتاء عموم رفاق التنظيم وفي وقت مناسب قبل اتخاذ القرار.

حذف الفقرة 3 من المادة 21 والتي تخص صلاحية دمج الحزب مع أحزاب أخرى.

****************

الصفحة التاسعة

نساء السودان: معركة حقوقية وسط صراع سياسي محتدم

شمائل النور*

أثار مقطع درامي قصير لممثل سوداني حفيظة المجموعات النسوية التي كانت بدأت للتو تتنفس الصعداء في أعقاب إجازة مجلس الوزراء السوداني لاتفاقية “سيداو” في نيسان الماضي، مع التحفظ على بعض البنود، والتي تتحفظ عليها أغلب الدول الإسلامية.

المقطع الذي لم يتعدَّ بضع دقائق، جاء متوافقاً مع هوى المعارضين للاتفاقية، إذ مارس الممثل تضليلاً واضحاً استهدف به بعض بنودها، التي حاول المقطع الدرامي إيصال رسالة أنها متعارضة مع الدين الإسلامي والأعراف السودانية، وأنها تحضّ النساء على الخروج على الحدود الدينية والاجتماعية لمنظومة الأخلاق.

خلال ساعات معدودة، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي لمعسكرين، مع وضد، واحتفى على نحو لافت مناهضو الاتفاقية، من الرجال تحديداً، بالمقطع الدرامي، وعلقوا صورة الممثل على ملفاتهم الشخصية. وامتدت المعركة لتفعيل وسم يدعم هذا المقطع الدرامي. بالمقابل يعتقد على نطاق واسع وسط المجموعات النسوية أن هذا المقطع الذي بث على قنوات مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن محض تفاعل عفوي بين الدراما وقضايا المجتمع، بقدر ما كان أداة داعمة للخط المناوئ للاتفاقية، والذي يتصدره إسلاميون ومناصرون للنظام البائد، وإن كانت هناك مجموعات غير منتمية ترفض الاتفاقية، إلا أن المعركة تحولت من “حقوقية” إلى “سياسية” بامتياز.

معركة المقطع الدرامي هي امتداد لمعركة استعرت قبل إعلان مجلس الوزراء إجازته لـ”اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة” وحققت فيها الحركة النسوية انتصاراً كاسحاً، موظفة في ذلك حملات الدعم والتضامن في مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت في السودان مؤخراً إلى ميدان لحسم كثير من المواقف الرسمية تجاه قضايا محددة.

في خضم الحراك النسوي برز السؤال المتجدد: هل حققت “ثورة ديسمبر” للمرأة مطالبها؟ المعلوم والثابت، والذي كان مثار نقاش في الوقت نفسه على الدوام، هو المشاركة النسائية الواسعة في مواكب واحتجاجات السودان التي انتهت إلى الإطاحة بنظام البشير بعد ثلاثين عاماً من الحكم الديكتاتوري. هذه المشاركة الواسعة لم تكن قاصرة على الفعل الثانوي في العمل التنظيمي والثوري، بل كانت في الفعل الأساسي الذي تخطى الدور التقليدي للمرأة. لكن وعلى الرغم من ذلك، فإن المشاركة في مستويات الحكم الانتقالي جاءت متواضعة، وحتى النسبة الضئيلة التي تم التوافق حولها جاءت بشق الأنفس. ولذلك أسبابه المتمثلة في تقديم الأحزاب والكتل المشكلة للتحالف الحاكم قوائم ذكورية محضة، ذلك بسبب قلة الكادر النسائي أو “نقص التأهيل”، وفقاً للحجة التي طرحت من قبلهم.

كرست الثلاثون عاماً الماضية في السودان تمييزاً حاداً ضد النساء، إذ أسقطت الحركة الإسلامية الحاكمة أيديولوجيتها على كافة مناحي الحياة الاجتماعية، وابتدع النظام الذي حكم السودان في هذه الفترة قوانين اعتبرها مستقاةً من الشريعة الإسلامية تحولت لأداة قهر للسودانيين عموماً وللنساء على نحو خاص.

هذا الواقع المؤسَّس بقوانين تأخذ قدسيتها من رجال دين موالين للنظام، كان له أثر بالغ في تفعيل المقاومة النسائية ضد الإسلام السياسي، وظهر جلياً في “ثورة ديسمبر” التي أزاحت حكم “الإنقاذ” في نيسان 2019، حيث كانت مشاركة النساء الواسعة في الاحتجاجات. الحركة النسوية في السودان ذات تاريخ قوي وعريق. فقد كانت الشيوعية البارزة فاطمة أحمد إبراهيم أول نائبة برلمانية في السودان وربما المنطقة، وخاضت معارك حقوقية ضارية من داخل البرلمان في ستينيات القرن الماضي، وشكلت مع رفيقاتها اللبنة الأولى للحركة النسوية، التي كان لتعليم النساء الذي بدأ عام 1907 أثر فاعل فيها. وبدأت الكيانات والتنظيمات النسوية تتشكل بجانب الحركة الوطنية التحررية قبل الاستقلال، ونشطت كذلك في التنظيمات النقابية، مما كان له الأثر في الحركة السياسية ككل.

بعد مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في العام 1999، والتي قادت إلى نشوء تيارين إسلاميين، أحدهما حاكم بقيادة عمر البشير، بينما كان يقود الآخر عرّاب الحركة الإسلامية، حسن الترابي، الذي تحول إلى خانة المعارضة، انخرط هذا الأخير طيلة فترة المعارضة في طرح فقه تجديدي، كان للمرأة فيه النصيب الأوفر، وأصدر الرجل المثير للجدل فتاوى عديدة تعطي المرأة مساواة مع الرجل في نواح عدة.

وطيلة الفترة الماضية التي شهدت صعوداً لقضية المرأة في المشهد العام، لم يكن هناك بالمقابل إصلاح قانوني أو تشريعات تحتضن هذه الإصلاحات، ولم تخرج قضايا المرأة من ساحة التنافس السياسي إلا بعد “ثورة ديسمبر”. لكن قبيل سقوط البشير، كان قد أعلن عن حوار وطني لكافة القوى السياسية – التي استجاب أغلبها للحوار، وعلى رأسهم “حزب المؤتمر الشعبي” الذي يتزعمه الترابي. وطرح الحزب في الحوار ما عرف بـ “ورقة الحريات” التي حوت إصلاحات دينية جريئة ... غير أن الأمر انتهى برفضها بالجملة.

والغريب اليوم، أن من بين أبرز المناهضين لاتفاقية “سيداو” والحركة التحررية للمرأة بعد الثورة، هم أنصار الترابي الذين أيدوا في وقت سابق ما تتحفظ عليه حكومة السودان حالياً.

*******************

*كاتبة صحافية من السودان

السفير العربي – 5 حزيران 2021 (مقتطفات)

الشيخ إمام

شيخ الأغنية القضية في ذكرى رحيله

الشيخ إمام، واسمه الحقيقي إمام محمد أحمد عيسى، ولد في الثاني من شهر تموز في عام ۱٩۱٨، في قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة. أصيب في السنة الأولى من عمره بالرمد الحبيبي وفقد بصره بسبب الجهل.

قضى إمام طفولته في حفظ القرآن الكريم وكان والده يحلم أن يكون ابنه شيخاً كبيراً، لكنه كان قاسياً في معاملته، أما والدته فكانت النبع الذي ارتوى منه بالحنان في طفولته وعوضه فقد بصره.

لازم إمام حب الاستماع للشيخ محمد رفعت، وكان الاستماع للإذاعة من ممنوعات الجمعية لكونه بدعة، مع أنه كان يستمع للقرآن، إلا أن الجمعية قررت فصله بالإجماع؛ عندما سمع والده بما حدث لابنه من فصل من الجمعية بحث عنه فوجده يقضي نهاره في الحسين وليله في الأزهر حيث كان ينام، فأهانه وضربه وحذره من العودة لقريته مرة أخرى، وبالفعل لم يعد لقريته حتى وفاة والده.

وكسائر أحداث حياته التي شكلتها الصدفة إلتقى إمام بالشيخ درويش الحريري أحد كبار علماء الموسيقى، وأعجب به الشيخ الحريري بمجرد سماع صوته، وتولى تعليمه الموسيقى.

اصطحب الشيخ الحريري تلميذه إمام إلى جلسات الإنشاد والطرب، فذاع صيته وتعرف على كبار المطربين والمقرئين، أمثال زكريا أحمد والشيخ محمود صبح، وبدأت حياة الشيخ في التحسن.

وفي منتصف الثلاثينات كان إمام قد تعرف على الشيخ زكريا أحمد عن طريق الشيخ درويش الحريري، فلزمه واستعان به الشيخ زكريا في حفظ الألحان الجديدة واكتشاف نقط الضعف بها، حيث كان زكريا أحمد ملولاً، لا يحب الحفظ فاستمر معه إمام طويلاً، وكان يحفظ ألحانه لأم كلثوم قبل أن تغنيها، وكان إمام يفاخر بهذا، حتى إن ألحان زكريا أحمد لأم كلثوم بدأت تتسرب للناس قبل أن تغنيها أم كلثوم، مثل “أهل الهوى” و”أنا في انتظارك” و”آه من لقاك في أول يوم” و”الأوّلة في الغرام”، فقرّر الشيخ زكريا الإستغناء عن إمام.

كان لهذه الواقعة أثر في تحويل دفة حياة إمام مرة أخرى عندما قرر تعلم العزف على العود، وبالفعل تعلم على يد كامل الحمصاني، وبدأ إمام يفكر في التلحين حتى أنه ألف كلمات ولحنها وبدأ يبتعد عن قراءة القرآن وتحول لمغن واستبدل ملابسه الأزهرية بملابس مدنية.

اللقاء بين إمام ونجم

وفي عام ۱٩٦٢، التقى الشيخ إمام عيسى بأحمد فؤاد نجم، رفيق دربه. وعندما سأل نجم إمام لماذا لم يلحن أجابه الشيخ إمام أنه لا يجد كلاماً يشجعه، وبدأت الثنائية بين الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وتأسست شراكة دامت سنوات طويلة.

ذاع صيت الثنائي نجم وإمام والتف حولهما المثقفون والصحفيون. وكغيره من المصريين زلزلت هزيمة حرب حزيران ۱٩٦٧ إمام وسادت نغمة السخرية بعض أغانيه. ومن أشهر أغانى الشيخ إمام في تلك الفترة أغنية “جيفارا مات” التي أحدثت ضجة كبيرة في أوساط الطلاب.

انتشرت قصائد نجم التي لحنها وغناها الشيخ إمام كالنار في الهشيم داخل وخارج مصر، فكثر عليها الكلام واختلف حولها الناس بين مؤيدين ومعارضين، في البداية استوعبت الدولة الشيخ وفرقته وسمحت بتنظيم حفل في نقابة الصحفيين وفتحت لهم أبواب الإذاعة والتلفزيون؛ لكن سرعان ما انقلب الحال بعد هجوم الشيخ إمام في أغانيه على الأحكام التي برّأت المسؤولين عن هزيمة عام ۱٩٦٧، فتم القبض عليه هو ونجم ليحاكما بتهمة تعاطي الحشيش عام ۱٩٦٩ ولكن القاضي أطلق سراحهما، إلا أن الأجهزة الأمنية ظلت تلاحقهما حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد ليكون الشيخ أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية. وكان ياسر عرفات قد توسط للافراج عنهما عند عبدالناصر الذي رفض ذلك وأعلن أنهما لن يريا النور طوال حياته.

قضى الشيخ إمام ونجم الفترة من هزيمة تموز حتى نصر انتصار اكتوبر يتنقلان من سجن إلى آخر ومن معتقل إلى آخر وكان يغني وهو ذاهب إلى المعتقلات أغنيته المشهورة “شيّد قصورك”، حتى أفرج عنهم بعد اغتيال أنور السادات.

في منتصف الثمانينات تلقى الشيخ إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإحياء بعض الحفلات في فرنسا، فلاقت حفلاته إقبالاً جماهيريّاً كبيراً، وبدأ في السفر في جوللات بالدول العربية والأوروبية لإقامة حفلات غنائية لاقت كلها نجاحات عظيمة.

في منتصف التسعينات آثر الشيخ إمام الذي جاوز السبعين العزلة والإعتكاف في حجرته المتواضعة بحي الغورية ولم يعد يظهر في الكثير من المناسبات كالسابق حتى توفي بهدوء في ٧ حزيران عام ۱٩٩٥ تاركاً وراءه أعمالاً فنية غنائية ثورية ساخرة، ملتزمة ونادرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع الحزب الشيوعي اللبناني – 7 حزيران 2021

**********************

ميكي ماوس وبينوكيو وإضراب العمال

قبل ثمانين عاماً، أعلن عمال أفلام الكرتون الإضراب عن العمل، وأدى إضراب رسامي وعمال الرسوم المتحركة من ديزني، الذي بدأ في أستوديو كاليفورنيا في 29 أيار 1941، إلى تغيير معايير العمل في هذه الصناعة، وألهم العاملين الآخرين في المجال الثقافي لانتزاع المزيد من الحقوق من أرباب العمل.

اختلف هذا الإضراب عن إضرابات عمال المناجم والمصانع والمزارع بشيءٍ فريد. إذ طبع المضربون شعاراتهم على صور أبطال أفلام الكرتون الشهيرة، مثل: «ميكي ماوس وغيره». وشاهد الناس في شوارع كاليفورنيا ميكي ماوس مطالباً بحقوق العمال.

قصة صعود وهبوط الأجور

كان موظفو ديزني من بين أفضل الموظفين أجراً، وتمتعوا ببيئة عمل جيدة نوعاً ما. لكن الحرب العالمية الثانية الوضع بشكل كبير. سعى والت ديزني إلى تعويض الخسائر بقضم أجور العمال، كما أجبر العمال على التوقيع على وثائق تزعم أنهم يعملون أربعين ساعة فقط في الأسبوع، في حين أنهم في الواقع يعملون أكثر من ذلك بكثير. شعر الجميع بأن الاتحاد أصبح ضرورة، ويجب القتال لحماية الأجور واستمرار دفع الرواتب. وفي عام 1941 بدأت نقابة رسامي الأفلام الكرتونية تدعو للاجتماع وتقديم المطالب في ديزني وبقية الاستوديوهات.

ميكي ماوس يشارك

حاول أرباب العمل استمالة العمال الغاضبين، وخداعهم بالوعود. ولكن العمال الغاضبين قرروا الإضراب وبدء التحرك الفعلي. لم يكن لدى العديد من العمال خبرة في الحركة العمالية، ولم يفهموا ببساطة مدى شدة الصراع بين العمل ورأس المال الذي اختبروه لأول مرة بهذا الشكل، وكرس الرسامون خبرتهم الفنية لصنع لافتات الإضراب ضد ديزني مصحوبة بصور أشهر الشخصيات الكرتونية.

تدفق التضامن من النقابات الأخرى في صناعة الترفيه. ودعمت جمعية محرري أفلام الصور المتحركة الإضراب برفضها معالجة أفلام ديزني في معامل تكنيكولور وويليامز وباثي. وقامت المنظمات الداعمة، مثل: رابطة النساء وجمهور فيلم من أجل الديمقراطية باعتصام في المسارح التي تعرض أفلام ديزني. وأعاد رسامو الكاريكاتير التضامن مع النقابات الأخرى.

مع استمرار الإضراب، اعتبرت ديزني الإضراب كاعتداءٍ شخصي، وعلى الرغم من وجود عدد قليل جداً من اليساريين في نقابة رسامي أفلام الكرتون، فقد نشرت ديزني رسالة تدّعي فيها أن «التحريض الشيوعي والقيادة والأنشطة الشيوعية هي التي أدت إلى هذا الإضراب».

نتج عن الإضراب مفاوضات واشنطن التي أعادت العمال المفصولين قبل الإضراب مع منع فصلهم بشكل دائم، وجرت معادلة الأجور ونظام دفع الرواتب ونظام التصنيفات وإجراءات التظلم.

أدى إضراب عام 1941 إلى تغيير معايير العمل في صناعة الرسوم المتحركة. بالنسبة للعديد من الفنانين الأصغر سناً، تضاعفت رواتبهم، وتم تحديد أسبوع عمل لمدة أربعين ساعة فقط. واختفت ساعات العمل الإضافية المجانية، واستطاع العمال انتزاع مجموعة من المكاسب، مثل: راتب التقاعد وبعض مزايا التأمين الصحي، ووضعت أسماء الرسامين لأول مرة بجانب أعمالهم.

الرسوم المتحركة الحمراء

فتح الإضراب آفاقاً جديدة لتنظيم العاملين في المجال الثقافي والاجتماعي والرسوم المتحركة، وعقد مؤتمر نقابات الأستوديوهات الذي بحث أوضاع عمال هوليوود وتوحيد عمال مختلف الحرف.

كان رسامو الأفلام المتحركة الشباب الذين شاركوا في الإضراب من الجيل الذي شكله الكساد العظيم. لقد نظروا إلى فنهم من خلال عدسة الوعي الطبقي ورؤية اجتماعية أوسع. وكان بعضهم قد اجتمع في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي في مجموعة صغيرة من رسامي الأفلام المتحركة الكرتونية التابعين للحزب الشيوعي، والمتأثرين بشدة بالحداثة السوفييتية ودرس الكثير منهم في لينينغراد. وقد اقترح بعضهم في مؤتمر كتاب جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عام 1943 أن تتبع الرسوم المتحركة مسار تشارلي شابلن، واستخدموا نفس الرموز الكاريكاتورية والاجتماعية في أعمالهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قاسيون – 31 أيار 2021 نقلا عن موقع (جاكوبن)

***********************

الصفحة العاشرة  

حمزة الحلفي طائر عنقاء جديد

وجدان عبد العزيز

الحقيقة قصائد الشاعر حمزة الحلفي لها طعم يبقى معلقا في الذائقة، كون هذا الشاعر صقل كلمته الشعبيَّة، وألبسها لباس الحداثة الجماليَّة، واصبحت قريبة من ذائقة العامة، ناهيك عن الخاصة، اي النخبة، فالشاعر الحلفي تنقل بين التمثيل وكتابة القصة القصيرة، الى كتابة القصيدة الشعبية، ومن ثم سجل حضورا في القصيدة المغنّاة، إذ سجل له أوّل أغنية المطرب الريفي فرج وهاب عام 1987.

وبعد هذا العام تعددت أعماله الغنائية للعديد من المطربين دون استثناء، ولكن زميل رحلته اللاصق له، هو الفنان حسن بريسم، الذي غنى له أكثر من (25) عملاً غنائياً، وكانت ذائقة الشاعر الحلفي هي دليله في تعميق ثقافته الشعرية، حيث رد على سؤال بمن تأثرت من الشعراء الكبار؟ رد: (تأثرت بقصائد وليس بشعراء محددين، وربما قصيدة لشاعر شاب من هذا الجيل تساوي عندي قصيدة رائد كبير)، ومن هنا كانت مسيرته الشعرية، التي اعتمدت الذائقة، حيث يقول في قصيدة (يم طولك الكصب):

(يل طول عودك گصب من نسمه وحده ايميل

آّطاك ربك شمس وآطاك ربك ليل

الشمس فوگ الوجه والليل فوگ الليل

سبحان من صورك دومك ترف سبحان

تغسل ابماي الورد والعسل والريحان

وتعصر خمر وجنتك وتخلط عليه ريحان

وتصير لذة شرب وتسودن السكران)

كلمات رقراقة رومانسية تقطر العسل، كما هي حبيبته (تغسل ابماي الورد والعسل والريحان)، حيث من سمات شعره: التمرد على العقل والقيود الاجتماعيّة، والاتجاه نحو القلب، ليصبح الانسان عنده محور القصيدة، وكان التراث حاضرا في ذهنه كما في قوله:

(يا مطرز عطر فوك المناديل

يا كاس الهوى بشفايف الليل

شكَد ماخذ شبه من طول عشتار

يا شجرة جمر وأوراقها امطار

من تمر عليك ترش طعم الهيل)

فكان طول عشتار مجازيا حاضرا، كون هذا الحضور يمثل اجتراراً لتراث زاخر بالكثير، فالسياق الأسطوري لـ(عشتار)، وأخبارها وقصصها تأتي إلى جانب (تموز)، وهي آلهة كبرى في مجمع الآلهة السومري، آلهة الحب والجنس والخصب والحرب، هي (إنيني) عند السومريين و(عشتارت) عند الإغريق، وهي (أفروديت) و(أرتميس) عند اليونان و(فينوس) و(جونو) عند الرومان، ومن الأسماء التي أُطلقت عليها: الربة الأم، سيدة الماء، سيدة الآلهة، ملكة السماء، وقد اصيب حينما اقول لم يقصد الشاعر طولها المتعارف عليه، انما قصد هذا المعنى الكبير من ذكره لعشتار، ثم ان رومانسية الشاعر الحلفي لم تكن رومانسية غنائية خالصة الذاتيّة، فالرومانسية الغنائية تعبيرٌ مُصوَّر عن عواطف وأحاسيس فرديّة في نطاق المشاعر العامة، وحين كان الشعراء الرومانسيون يغنون ما ينتابهم من مشاعر الفرح والألم والأمل واليأس، ومشاعر الحرية والتعاطف مع الطبيعة والكآبة والاعتزاز بالإنسانية، كانوا من جهة ثانية يعبرون عن كل المشاعر، التي يعيشها معاصروهم، بل البشر في كل العصور، وما الزمن الذي عاشوه وعاصروه سوى مناسبة لتجديد الانفعالات المعتادة في الحياة، من هنا يبقى الشاعر الحلفي متمسكاً بالحياة والجمال كما في قوله:

(يسويهه البخت وتروح مني

انا من اشتاك ما احمل الفركة

اصيرن نار حتى الماي احركه

تذوب الروح اطيحن وركة وركة

وارد التم ولا مكطوع جني)

حيث كان يردد: (وارد التم ولا مكطوع جني)، اي انه رغم الضيم ووجع الفقدان الى حد التلاشي والموت يرجع من جديد، كما في طائر العنقاء، فعند موت هذا الطائر يحترق ذاتياً، ثمّ يتحول إلى رماد، وبعد أن يخرج من الرماد يعود طائر عنقاء آخر جديد، ومن المتعارف على المثقفين العراقيين انهم متمسكون بالحياة والجمال، رغم الاوجاع والالام والفقدان..

****************

فضاء شعبي

حكاية أغنية  ردتك ولو جذاب

(مظفر النواب .. سعدون جابر)

رياض النعماني

كنت اتصلت بالفنان سعدون جابر  ، وبينه وبينى أعمق من شفافية فضاء الصداقة ، وأوسع من حقوق الاخوة الخالصة، قلت له ابو الطيب اشتريت كستناء .. فقال رائع انها أحلى الثمار. غنج ليل الشتاء .. محببة النار للقلوب، .. جئت وكان سعدون ينتقي خشب الموقد القديم بدراية من يعرف موضع العطر في الانثى ، وبدأنا نعد لعناق الازرق الألهي الملتهب بسمراء الوجود اللدن الطري بألقاء حبات الكستناء الى النار الاسطورية ونتأمل مشهد الخلق - الحب هذا   حيث قطرات الحليب تتوهج وتشهق على خصر فرس النار  الطويل .. تذكر سعدون زمن الشام  وليالينا مع ابي  عادل .. قال : نحن محظوظين  إذ  عشنا في زمن مظفر النواب ورياض السنباطي وكامل الجادرجي وام كلثوم .

المساء طاب .. لهب عذب .. فتنة فائقة .. موقد يُحضر ليالي طفولتنا البعيدة .. حكايا ومناخ استعادة صداقات وفية .. ذكريات  ذكريات برائحة القهوة و(عود) يشاركنا عبق ودفىء الوقت والمكان  .. تصاعد الذي ينبغي ان يتصاعد في حلولية مظفر النواب  في مناخ ارواحنا  وحديثنا ..... بدأت الدندنة في المقطع الاول ( ردتك ولو جذاب ... ) الذي هو كل ما لحنه  ابو عادل  من النص، وبأستجابة عالية - صنعتها سنوات تثقيف النفس ومواصلة الانتماء المصيري لفن الغناء والذائقة المدربة بعناية خاصة -  سألني ابو الطيب (سعدون) لمن هذا اللحن  قلت له : إنه لأبي عادل، حفظته من مرة واحدة غناه ابو عادل في سهرة ببيت  شفيق الياسري ، وكان باقر ياسين من بين الحضور ...

رد ابو الطيب  :  رياض سجل لي هذا المقطع .. مكملا هو بعد ذلك  بقية اللحن في فترة لاحقة . البارحة وصلتني الاغنية ( جذاب ) وكانت مفاجئة رائعة من سفيرنا الغنائي  بصوته المتجدد والقوي. حقا انها مناسبة فنية فريدة ان يجتمع العراق في اغنية انجزها مظفر النواب وسعدون جابر.

الملحن الجميل حسن حامد هو من قام بتسجيل الاغنية، وفي ستوديو سعدون جابر.

******************

طبع شاهين

مهدي مساعد الناصري

تملكني الشعر من زغري لليوم

يعيش اوياي ولساعة مماتي

مو انه الدخيل اعله الشعر لا

انه مفتاح سر المعصيات

اكحيلات القوافي اتريد خيال

اصيلتهن تجي اتلوذ ابعباتي

توگفلي الجمل لا نفس لا صوت

واستنگي الاريده ابمشتهاتي

يوازيني المخاض ابزحمة السوگ

بنات ابيوت تطلع مفرداتي

هارف ما أنام امتعب الليل

أحس دبيي النمل وانه ابسباتي

طبع شاهين طبعي ابعاصف الريح

نشيط إجناح ما تلهث لهاتي

صريح او ما أجامل طبعي معروف

ولهذا السبب كثرو رماتي

يوصفوني عنيد او مر الأطباع

حسد منهم لأن برحي حلاتي

يكفيني شرف ما يوم غشيت

ولا خنت الصديق ابكل حياتي

ما وصخت چفي ابساعة العوز

ولا نفسي دنت عالمغرياتي

أغربل بالذهب للخوه و ختار

مثل خوة الجبال الراسيات

بعدني ابعنفوان السيف لا زال

أگص روس القوافي العاريات

مصيري اويه الشعر مرهون بثنين

وطن اسمه العراق او ذكرياتي

****************

قـطـار الـريـح

جواد الدراجي

 شمالها الألوان يتخدر سحرها

 گبال عينك

 ليش يتبدل ألاه الحسن

 ويتبعون دينك

 ليش ما تحضن همسنه

  الذاب .. وينك

 لا تسيرلي ومواعيدك تفزز

  طيش عمري

 شبيك ورّجت النهار

 وچان بس ليل الله يدري

 وهمّك بگطر الندى

  البردان يجري

 ومن حسبت أسبگ الماضي

 وأرسم لباچر علامه

  شماله ريح الشوگ عتني

 وتيّهت مثل الحمامه

 وسير بروحي الظلام

  ولفني بحرورة ظلامه

 أشگد تمنيت أعرف النسيان

 وأتوسد غلاته

 من گبل ما ضوّگتني

 عشگك وغرني بحلاته

 چان ماليلي بجفاك

 مروره تتناثر صلاته

 وروحي يدفعها قطار الريح گوّه

 وتمشي روجه

 السچه ماي .. ولن فراگيني أنغوت

 بحرك تفوجه

 يا غميج وغرگتني وگيّشك

 مگالب نلوجه

  ونثيه روحي وآمنت

  فيّك قداسه

 تدري يم شبّاچ وصلك

 چم فرض خاطرها باسه

 ولا أجيت تگود ذكرى

 وتترس لصفناتي طاسه

 حاولت أنساك نوبه

 وجرحي خضّر

 هيّست حيطان گلبي

 چنها وي كل دگّه تفطر

 والهجر بدّه العطش بالروح

  لتگول أيتغشمر

 وكثر غيم الوحده بيه

 وعثرت بهمساتي گمره

 ومن عطشناهم يگلبي ولا أجوك

 رسوم گطره

 والجرح لو فات وكته

 نزفه يتوحش وأعذره

 وناحت بجرحك يتامه

 ودربي خالي

 وأرجعت ندمان وأسحل

 وجهي من ذيچ الليالي

 و كل حضاراتي گلايد طين

 بدموعي تلالي

 گوم عاوّني يگلبي

 نبني بستار الصبر

  هدمات بالي

 يلله نطوي شراع ضنّه

 الوجع عالي

 حيل والله الوجع عالي

***************

سوالف ليل

محمد جواد الكعبي

اشكي لك حبيبي

مر البعاد

مرض بيهن اعضاي

وأنته تشفيهن

اگضي الليل كله

وي التصاوير

كل بوسه اعله صوره

وعطرك البيهن

هم هجر وزعل

وهم هم البعاد

وهم سهام عينه

أعضاي يسبيهن

حچي بگد الترافه

العاشت وياك

أفضلهن گدر  بس

مرلي احچيهن

طلگت الليالي

بس الوياك

وحشه تمر عليّ

چيف انته مابيهن

صرت الضم خرز

من فوگ النجوم

اسويهن عضد

وبجيده أخليهن

سوالف ليل عندي

أحرزهن شذر

بخدود راعيهن

******************

الأغاني العراقية السبعينية ..

ريسان الخزعلي

الخاطر ..!

الخاطر جان بيهه ايفيض نهران

كل روجه مشط والدلَع نص اردان

من تسمع ..

تجيك الروح بَتْرَف ثوب ..،

ما تكَدر تجيس ابحجّة الغلطان ../

أصابيعك

بخور

إو راسك الدخان

والدمعه ..،

ابصحن واحد نلمهه انكاسر الفنجان .

....،

شتْلم ..؟

ياكَمر ..يا كحل .. ياعطر .. ياموعَة خصر ..

يابوسه .. يا رجفة ضلع .. ياموعد عصر..

ياشامَه .. ياماشَه .. يا فتحة صدر .. وازرار انكَطع تعبان .

شتْلم بعد  يا طشّار ..؟

كل هذا الصحو واتكَول مو حلمان..!

....،

شنهي النوم ..،

وارموشك حضن بستان ..!؟  ...

*****************

الصفحة الحادية عشر

جديد دار الرواد المزدهرة

تعد دار الرواد المزدهرة- بغداد من ابرز وأهم دور النشر التي تعنى بنشر الكتب التقدمية والمعنية بتقديم زاد ثقافي نوعي، ومن احدث اصدارات الدار:

- هل انصفنا التاريخ؟/ تأليف د. فائزة عباس المهداوي، وهو من اوثق ما كتب عن تاريخ العراق قديماً وحديثاً وعن سيرة الشهيدين: الزعيم عبد الكريم قاسم والفريق فاضل عباس المهداوي.

- لم الماركسية؟ تأليف: فرحان قاسم. وهو دراسة معمقة للنظرية الماركسية وآفاقها ومعطياتها العالمية.

- ريم وعيون الآخرين/ رواية: عباس الحداد (الطبعة الثالثة).

******************

عكس المرام

أمير الحلاج

الحروف التي

 تعزفُ الشّفتانِ  تعابيرَها  الرّاقصةْ،

بالغناءِ الذي يسحرُ الرّوحَ

كي تتنعَّمَ بالضّمِّ

في نشوةٍ

وانشراحٍ يطيرُ بأجنحةِ  المتولِّهِ

مستكشفًا ما يجولُ بعمقِ  السّنينِ.

لها فرصةٌ أن تطنّبَ خيمتها ،

تتألّق رافعةَ بسمةَ الشّدوِ

في حضرةِ العينِ

حانيةً  كلَّما اشتدَّ حالٌ مريبٌ

بجفنين  منغلقينِ  يكونُ البقاءُ

فغنِّ  لتبقى الخطى تذرعُ الطّرقاتِ

موشَّحةً بالورودِ  التي النّورُ يحشو دواخلها

والشّهيقِ الذي يتشظّى

ليبقى المعينَ الوحيدَ

لمن يطرق البابَ

في دفعه الصّبحَ

دون المساسِ  بنبضٍ يجيءُ

فيركزُ ساريةً

ينطقُ الصّفوُ  في رأسها  الحلمَ

أن يخرجَ الجيبُ  مرَّ  السّياقِ

فتصدح أغنيةٌ

لم ترَ الكَلَّ يرشدُ عكسَ المرام،

فهل  تتفتَّحُ صاغرةً

أن تودَّ ملاطفةَ الحالِ

كوَّةُ نشرِ المواتْ؟.

*****************

خبز

نعمت خلات حجي

ميزانُ الخبز على اعتلال كفتيه

ملَّ الإستكانَ إلى أحادية قطبٍ متغطرسٍ ..

فقدَ عمداً حاسةَ الإتجاهات

فمع كلِّ تمثيليةٍ سمجةِ الأضواء

لإعادة ترقيع بكارةِ القمح

يقدمُ الرغيفُ مظلوميتَه على طبقٍ من جمهور

شارحاً خريطةَ طريقٍ مستقيمةِ البصر

لعيون إنتقائية الرؤى

طالباً المساواة مع مشاعيةِ الهواء

قد قال لي غليونُ خبّازٍ ساعةَ تصوفٍ

الخبزُ يا ولدي كالبشر

يبكي كثيراً ونادراً ما يضحك

والأرغفةُ السمر في صُرَرِ الفقراء

هي الأكثرُ غبطةً ولا يقلقَ شهيةَ التهامها

توحدُ رغيفٍ أبيض مع شحوبِ زجاجه

لا تُطربه قرقعةُ بطنٍ

أو تهافتُ جوع

التنانيرُ أمُّهاتٌ نذرتْ أولادَها

لقبورٍ دون شواهد

وما ابتغتْ يوماً من بريد جمرٍ دمعَ عزاء

على وهنٍ لذيذٍ تزوِّقُ أكبادَها

وتزفّهم قرابينَ بمذاق عروس

نحو حتوفٍ من غار

لتفرغ البطونَ الخاوية من جوعها

وتؤثثُ أجنحةَ الأدعية

بريش شُكرٍ صدوق

وتسأل الأرضُُ براعمَ غرينِها

لماذا الخبزُ ليس سهلاً ؟!

كريحٍ تُسّرحُ شَعرَ حقل حنطة

كرقصة مياسم لدعسوقة حُبلى

أو كنحلةٍ

لا تعرف كيف تعلم خريطة الأثير

لماذا يا طاحونة كانت يوما ما لنا ؟

لماذا .... ؟؟

لا يصبحُ الخبزُ سهلاً

كنميمة في بلاد (المؤمنين)!

أو كأية ذريعة سمجة

لإفتعال حرب

ما بين الخطوط البيض والخطوط السود

ل .... حمارٍ وحشي

*****************

الفعل الذي صار لحماً

كتابٌ شعريٌ جديد للشاعر الصقلي الإيطالي سيبيستيا نو بورغاريتّا

عبد اللطيف السعدي- روما/ خاص

صدر عن كاتانيا، مركز جزيرة صقليا في الجنوب الإيطالي، مجموعة شعريةٍ جديدةٍ للشاعر الإيطالي بورغاريتا، المولود في إحدى أجمل مدنها الساحلية (آفولا)، المنفتحة على سواحل بلدان عديدة للبحر الأبيض المتوسط. المجموعة الجديدة كتبت باللهجة الصقلية المحلية وهي صعيةٌ على الفهم حتى بالنسبة لمواطني مناطق أخرى في وسط وشمال إيطاليا. والهام أنه وضع النصوص بالإيطالية الكلاسيكية أسفل كل صفحة من الكتاب.

ذكر الشاعر سيبيستيانو في رسالته لي، أن أصل الكلمة، يتأتى من استخدام كتاب “انجيل جوفانّي” وهي تعني “ verb- الفعل” وتذكر تاريخيا إلى عبارةٍ  تقول “الفعل الذي صار لحماً أو جسداً” وهي تعني استخدام الفعل المؤثر في السامع، والتي تتعامل مع من لا يستطيع الفهم أو الاستيعاب أو للاقتناع، وتقريبه من الواقع عن طريق التشبيه بضربة الموت المعبر عنها باللحم، والمقصود الجسد الميت.

ولهذا صلة بالمأساة التي حاصرت الشاعر الصقلي لزمنٍ من المعاناة والألم، وجديته في الصراخ وسط عالمٍ صامت أمام واحدةٍ من أبرز مآسي العالم، وهي الفواجع التي حصلت في البحر الأبيض المتوسط، بغرق وموت المئات من طالبي الحياة لجوءاً إلى سواحل اعتقدوا أنها ستكون منطلق حياةٍ جديدة واستقرارٍ آمنٍ، بعيداً عن العسف والحروب وعن الجوعِ والكوارث الطبيعية والانسانية. وشكلت قمة المأساة لدى الشاعر العثور على جثة الطفل الكوردي من سوريا (آلان)، ذي السنوات الثلاث من العمر، جثةً هامدةً على الساحل الإيطالي.

الشاعر بورغاريتّا اراد لكلماته المرصوصة بابيات شعرية، وبلهجته المحلية، مناجاة بني منطقته، والتعبير عن تأثرٍ عميقٍ لفعلٍ إنسانيّ راقٍ. أراد مخاطبة أعماق الإنسان ملتجئاً إلى الصراخ مثلما أراد من كتابه كما قال “صرخة لتعرية المواقف أمام التضحيات الكبيرة”. ولم يتبن أية معاني تتلبس الإيمان الديني أو المذهبي، وهو العلماني المؤمن بحرية الإنسان. وهنا ذكر في رسالته لي أن “التاريخ منح لأرض بلاده، صقليا، دوراً ومهمة خاصة لأن تكون عامل وحدة ومنطلق حوارٍ واتفاق، بين سواحل البحر الأبيض المتوسط”.

مجموعة “فيربوم كارو”، لبورغاريتّا، جاءت، بعد فترةٍ طويلةٍ من البحث والتقصي، أطلقتها حادثة وفاة الطفل الكوردي من سوريا، آلان، والتي تركت أثراً عميقاً في أعماق روحه، كما يفصح هو، كما أحدثت ضجة واسعةً في عموم إيطاليا والعالم. وحادثة غرق (آلان)، والعثور على جثته، على الساحل تلاطمها الأمواج، تلخص قصة الآلاف من الباحثين عن حياةٍ أجدى وأكثر انسانية، الحالمين بمستقبل استقرارٍ لهم ولعوائلهم. فلقد اضطرت عائلة (آلان) لخوض غمار البحر في مغامرةٍ محفوفة بالمخاطر، بعد أن رفضت كندا طلبهم الحماية الدولية وهم خارج بلادهم بسبب الحرب والارهاب وعسف السلطات. وشكلت الحادثة المأساوية إدانة واضحةً لسياسات أوروبا ومواقف بعض القوى المعادية للهجرة والمهاجرين في ايطاليا، وعدم وجود سياسات موحدة وانسانية لمواجهة هذه المأساة الانسانية.

لقد تكلم بورغاريتّا، بلسان الطفل الكوردي (آلان)، فجاءت صور شعره أصواتاً لجميع الأطفال، المعذبين المحرومين في العالم.

واخترت من الملحمة الطويلة ترجمة روحيتها وإيقاعاتها الإنسانية المنفتحة. وقبل ذلك أنقل ما ذكره الشاعر في ختام رسالته التي بعثها لي، وجاء فيها “ترنو أبيات شعري، لأن تشكل أغاني للحب، على شرف الذين ماتوا، وهم كثر، ضحايا بحار الهجرةِ والأحياء بيننا، وتوفير الفرصة لأن يعيشوا بسلامٍ معنا”:

كان يرنو ...،

أدعو ... أو كنت أرغب ان أدعو

تلك السفينة البعيدة،

لتأتي وتنقذنا ..

وسط البحر.

تنقذنا جميعاً،

وفي القارب كانت ترقد ...

ثلاث عشرة جثةً،

لموتى تتطلع عيونهم لميناء لامبيدوزا*.

ولن أذكر المفقودين منّا ...

وكنّا نحن سبعة ...

من حديثي الولادةِ.

أبحرنا ...

أو شرعنا في الإبحار ...

في عتمة الصومال

وكنّا نبحث في الخارج ...

 عن نقطة ضوء.

لم أك افهم شيئاً

ماذا كان يحصل

وأنا لم أبلغ بعد

سن العامين  في الحياة،

أجد نفسي محشوراً 

بين جثثٍ وأجسادِ أقاربي

مبحرين

نجولُ من بحرٍ لبحر.

والمصيرُ ... مصيرنا،

بأيادي المهربين

الغشاشين.

**

نعبرُ

ملعون زمنٍ العبور 

ونحن الصغار نتجه صوب الموتِ

واحداً تلو الآخر.

متباعدين ... قابعين

في قعر القارب،

وبكلّ تجردٍ من روح،

رموا أولى الجثثِ

لتوفير باحاتٍ ..

للباقين ..

أحياءً

**

وفي موضعٍ آخر من الملحمة الشعرية لكتاب بورغاريتّا جاء:

يومها ...،

بعد المأساة فهو عمدتنا المتنورِ

حِمل تلك اللحظات ...،

وكم كان ثقيلاً ...

ليتذكر من جديد، حينها:

أن روما مدينة مفتوحة.

وأن راية الصومال تنتصر،

وسقطت أشرعةً وجدران مرفوعة.

وبينهما، تمزق حجاب المعبدِ

تعرى ...

وصار كلّ شيء مرئياً

كلّ شيء صار مرئياً ... كنور. 

شرفٌ ضاع،

تنباً لهذا الحال 

إذ تعالجُ بالرحمة 

الشفقة.

غذوا السير أماماً ...

مع تلك الموسيقا الجنائزية.

وفّروا قناني العصير ...

**

ويواصل الشاعر حديثه بلسان الطفل (آلان) ليصف الحال بعد دفن الموتى:

انتهت منذ زمنٍ ...

 مرحلةُ الدموع،

مرحلةُ الشرف ...،

 المتألف مع الألم.

ولكني وأنا الصغير ...

لم أكن هناك

كنت قد نزلتُ من العربةِ،

بلا نعشٍ يدثرني،

بلا أرضٍ.

كان لي هناك فقط،

غطاء ولحاف،

غطت بقايا أجسادٍ

مضطربةٍ في القارب.

أنا بلا اسمٍ،

بلا إرثٍ ...،

والبحر أعطاني

قلبه والسلام. 

(......)

أنا الصغيرُ ..

من يعطيني صوتاً ..

صوتاً قوياً ...،

مقتدراً ...

أريد صوتاً للحديث 

أريد صوتاً للغناء

 بإيقاع الرثاء والشعرِ.

أريد صوتاً

يسرد التاريخ الصقلّي،

بدافعٍ مدمرٍ ولو لمرةٍ واحدة.

ولكن أحدهم هنا ... هناك،

يصرخُ غباءً ويقول لي:

تريد الغناء ...،

وأنت السوريّ الصغير آلان،

تريد الغناء بصوتٍ صقليّ ...؟

أليس الأفضل،

أن نستمع لحكواتيّ

يروي لنا قصة التاريخ ؟ 

ويختتم الشاعر الصقليَ ملحمته الطويلة بهذه الأبيات:

في غيابِ الكلام،

تتحدثَ الجثث.

وماء البحر حولناه دماء.

عليّ، إذن 

أن أتقبل

موت ابني

حين يصبح ماء البحر

دهناً ...

حينها لا يستطيع ...

أبني الشابُ فعل شيءٍ

فالدماء بقيت هنا،

ماءً للبحرِ.

في غياب الكلام، تتحدثُ الجثثُ،

في أفعالِ الغيابِ

تُنشأ الجسورُ 

وكما قيل :

تحول “الفعل لحماً (جثةً)”

وهكذا أبقى بورغاريتّا الفعل ... كلامه المصبوب في ابياته الملحمية فعلاً يدعو يحرض لعالمٍ أفضل، أجمل... ونحو آفاقٍ انسانية أرحب تتجاوز الحدود وتغور في الأعماق.

***********************

رأي

أمة شكو ماكو

د. أحمد جارالله ياسين

مع أننا أمة شعر حسب ما يشاع في مصادر ثقافتنا التراثية( الشعر ديوان العرب ) ، وما يقال من امتداد هذه الفكرة حتى في مفاصل ثقافتنا الحالية وحياتنا اليومية ..ومع أن هذه المسألة يفترض بها أن تجعلنا نوجز في الأقوال ونكثف في الحوارات اليومية ..إلا أن واقع الحال على العكس من ذلك تمام .. وأثبت أننا أمة سرد بامتياز ..

نسترسل ، ونطنب ، ونطيل ، ونمطّ في حواراتنا اليومية وخطاباتنا بمختلف أنواعها ولاسيما السياسية والدينية ، ونعيد ونكرر التفاصيل إلى حد الثرثرة الفارغة المثيرة للملل ..تلتقي بأي شخص تعرفه في الطريق فيستوقفك وقتا طويلا في شرح وسرد ما حصل للأمة ، أو سيحصل أو يعيد عليك آلاف المرات كماً كبيرا من الأسئلة الفضولية والمملة تبدأ بـ ( شلونك ) ولا تنتهي بعد ساعة  إلا بـ ( وبعد شلونك وشكو ماكو ) ..أو قد تلتقي بأشخاص يريدون منك إعادة وسردا لموضوع ما تكرر فيه الحديث ..أو يعيدون على مسامعك نشرات الأخبار كلها التي استعبدتهم أمس ..بأخبار لصوصها الساسة ..وأنت الهارب منها أصلا بالصمت والنوم والشخير المبكر ..

   يوميا نسرد آلاف السطور والتفاصيل المملة ونفرض على الآخرين الإصغاء إليها ونضطهدهم وهم لا ناقة ولا جمل لهم فيها… لانتقن لغة الاختصار والإيجاز والصمت والعيون والإشارات حتى الحبيبة نلعن والد والديها بإعادة القصص نفسها عن بطولاتنا العنترية ، ومنجزاتنا العندليبية ،  واكاذيبنا الدون جوانية  في زمن ماض لا شهود عليه سوى أكاذيبنا السردية ..

    نعشق الطرق المدورة والملتوية ، ونكره الطرق المستقيمة في الكلام ..إننا مجتمعات خبيرة في صناعة الملل والكذب والروتين والبطولات الدونكيشوتية ..أفعالنا قليلة جدا وأقوالنا وأكاذيبنا المحمولة على ظهور الفيلة  تمتد قطعانها شرقا حتى سور الصين ..وحتى طواحين الهواء في الغرب.

باختصار

مازلنا أسرى ثقافة الف ليلة وليلة ونسترسل في السرد  بلا وعي منا ، للحفاظ نفسيا على إطالة زمن وجودنا المزيف ولو بالكلام الفارغ .. أمام تهديدات شهريار بقتلنا ..الذي تعاد صناعة صورته يوميا وبأشكال شتى ..كلها تجعلنا أمة تدمن السرد ..ملاذنا الوحيد في الاعترافات والاحتجاجات والاستنكار والحكي والبوح ، والترغيب والترهيب ، والرواية ، والقصة القصيرة ،  وشرح طريقة صناعة الكباب .

أما مقولة الشعر ديوان العرب ..فقد تراجع وجودها وباتت حبيسة الكتب التراثية ، والمهرجانات الشعرية العمودية فحسب ..لان الواقع اليومي ديوانه السرد ..ولا شيء غيره .

********************

الصفحة الثانية عشر

إصدار

لعبة الجيوبوليتيك

عن “دار الفارابي للطباعة والنشر” في بيروت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “لعبة الجيوبوليتيك.. حروب البيادق لحماية الملوك”، من تأليف حسن توفيق صفا.

و”الجيوبوليتيك” يعني علم دراسة تأثير الأرض على السياسة في مقابل مسعى السياسة للاستفادة من مميزات الأرض وفق منظور مستقبلي.

********************

خارج النسق

ماركة مسجلة

عبد جعفر

منذ أن فتحنا عيوننا في هذه الدنيا نراه يركض نحونا، إنه الكائن المحصور بين الخوذة والبسطال، حين نخرج متظاهرين ضد (الأسياد)، يظهر لنا حاملا الهراوة ليفتح جرحا في رؤوسنا أو يطلق نيران بندقيته صوب أجسادنا كي يغتصب الروح. ليس هذا فحسب بل صرنا نراه في الفضائيات ولا يخلو يوم من رؤيته، وهو يهشم العظام أو الرؤوس في كل بلدان القمع في قارات العالم المختلفة.

وفِي عراقنا أصبح هذا الكائن علامة فارقة وماركة مسجلة في أيام التظاهر، وكلما نقول له بأعلى الصوت نحن - سلميون - لا نحمل غير علم الوطن راية نحملها بأذرعنا العارية، لا يكترث، بل تتناولنا عصاه بالضرب وتثقب رصاصاته صدورنا. فمن يحركه؟ البعض يقول إنه الطرف الثالث، وإن لم يقم هذا المخلوق بواجبه فإنهم يجبرونه على إكمال عمله بالكواتم. والبعض الاخر يقول إنه كائن وجد هكذا يؤوب إلى مهجعه بعد أداء المهمة ليقوم أسياده (الأنيقون جدا) بتزويق ما تركه من آثار بتوزيع الاعتذارات والابتسامات والوعود والقرارات الملساء التي لا يعرف ظاهرها من باطنها، ثم يحرقون البخور ويشنفون آذاننا بالأدعية والترحم على قتلانا لعلنا نسكت وإلا العصا لمن عصى!

الحقيقة التي لم يعرفها وبالأحرى لا يريد أن يعرفها أصحاب هذه الكائنات وآلات القمع، أن عراقنا اليوم ولد ويولد فيه جيل جديد من المناضلين مستعد للمواجهة، غير متردد، جيل غير خائف ويعرف ماذا يريد ولا تنطلي عليه الأكاذيب والحيل وكل أشكال المراوغات.

فبعد كل مجزرة واغتيالات واختطافات وتهديدات ومحاولات للتسقيط، نراه ينهض ثانية مثل العنقاء من الرماد للمطالبة بحقوق الشعب المهضومة. وهو ما يقض مضاجع القتلة وعرابيهم، فإنسان الانتفاضة ليس كما يعتقدون، قابلا للسقوط والارتطام بالقاع دون أن يحس، ولكن السقوط المروع هو للذين (يتطلعون إلى شيء لا تستطيع بيئتهم أن تمدهم به) لأنهم يعاكسون وقع الحياة وقوانينها، ولا صلة لهم بالشعب ومعاناته، ويتعاملون معه مثل جيش احتلال، ويحق لهم كل شيء من قتل وسرقة ونهب وتجاوز، وتملك المال والعباد والسلاح والقضاء ووعاظ الإعلام ومافيات الفضائيات.

كن أو لا تكن، هذا هو السؤال المفصلي لسلطات دولة عراقنا القادم، أما الإقرار بالفشل الذريع في قيادة البلد والاعتراف أن نظام المحاصصة والفساد والارهاب الذي جرى تبنيه يسير بالوطن إلى طريق مسدود، ويخلق الأزمات المستعصية التي لا تحل بدون رحليهم، أو مواجه سيل الانتفاضة العارم المطالب بالحريات والعيش الكريم وإعلاء شأن الانسان العراقي واحترام إنسانيته وحمايته من كل مهانة يتعرض لها من الداخل أو الخارج.

*******************

“ذات مرة في العراق”

يحصد جائزة الأكاديمية البريطانية

لندن – طريق الشعب

في حفل مهيب بالعاصمة البريطانية لندن، منحت الأكاديمية البريطانية لجوائز الأفلام (BAFTA)، جائزتها هذا العام 2021، إلى فيلم “ذات مرة في العراق”، كأفضل مسلسل يوثق الحقائق.

ومن النادر في تاريخ هذه الأكاديمية، التي تأسست عام 1976، والتي تدار من قبل 6 آلاف عضو، أن تمنح جائزتها لفيلم وثائقي عن الشرق الأوسط.

وتستند أحداث الفيلم، الذي أخرجه البريطاني جيمس بلوميل، إلى كتاب مشترك بين بلوميل نفسه والباحث والخبير في الشأن العراقي د. ريناد منصور.

ويروي الكتاب تفاصيل حياتية خلال الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، على ألسنة مواطنين عراقيين وجنود أمريكيين وصحافيين. ويلتقط مشاهد الفوضى والفقر والعنف الطائفي الذي عاشه العراقيون وقتذاك. كما يسرد قصة الحرب استنادا إلى ذكريات شخصية وشهادات حية.

وكانت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، قد حوّلت الكتاب إلى فيلم وثائقي، وعرضته عام 2020 على شكل حلقات تلفزيونية.

وسبق للفيلم ان فاز بجائزة “مهرجان الوردة الذهبية” للأفلام العالمية الذي ينظمه التلفزيون السويسري، كأفضل فيلم وثائقي لعام 2020. فيما اختارت شركة بيع الكتب البريطانية المعروفة “ووتر ستونز”، الكتاب الذي استوحي منه الفيلم، واحدا من أفضل الكتب السياسية خلال العام ذاته.

كما فاز الفيلم في نيسان الماضي، بـ “جائزة بيتر جينينغز” الأمريكية، التي تمنح لأفضل فيلم وثائقي تلفزيوني او فيديو يتعلق بقضية دولية.

وعقب فوز الفيلم بالجائزة، كتب د. ريناد منصور على صفحته في “تويتر”، أنه “خبر مثير للغاية فوز الفيلم بجائزة بافتا كأفضل مسلسل للحقائق.. مبروك للفريق بأكمله.. لقد كانت تجربة رائعة ومجزية في إشراك مثل هذا الجمهور الواسع في قصص العراق وبصيغة مقنعة”.

********************

رابطة المرأة تزور “الثقافة السريانية”

بغداد – طريق الشعب

زارت سكرتيرة رابطة المرأة العراقية، السيدة شميران مروكل، أخيرا، المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، في إقليم كردستان.

واستقبل المدير العام للدائرة، د. روبين بيت شموئيل، السيدة مروكل في مكتبة الرسمي بحفاوة وترحاب.

وخلال اللقاء، تبادل الطرفان الحديث عن واقع الثقافة السريانية وسبل تواصلها الحضاري لتبقى “لوناً مميزاً” في الثقافة العراقية. كما تطرقا إلى التراث السرياني “اللافت للنظر”، خاصة في سهل نينوى، مشيرين إلى أن القرى والقصبات التاريخية هناك، بمثابة متاحف موغلة في ثنايا تاريخ المنطقة وجغرافيتها “وأرضها التي لا تزال تتمسك بهويتها القومية والدينية رغم المحن والاضطهاد والتهجير”.

وعلى هامش اللقاء، أهدى د. شموئيل، ضيفته مجموعة من إصدارات دائرته المنجزة خلال فترة جائحة كورونا، فضلا عن باقة من مؤلفاته الشخصية الجديدة.

*********************

“طباخ السم” على قاعة شيوعيي البصرة

البصرة – طريق الشعب

ضيّفت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة أخيرا “فرقة هافن” للفنون، التي قدمت عرضا مسرحيا بعنوان “طباخ السم”، من إعداد سجاد الموسوي وتمثيله هو وعدد من أعضاء الفرقة.

قبيل العرض على”قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية، تحدث الناقد مقداد مسعود عن الفعاليات التي تقيمها اللجنة الثقافية، بهدف تنشيط الحراك الثقافي في البصرة. ثم سلط الضوء على “فرقة هافن”، مشيرا إلى أن هناك تناغما في أداء أعضاء الفرقة، الذين يحسنون مزاولة الفن المسرحي بجوانبه ومحاوره كافة، من الحركة إلى الأداء الصوتي والغناء.

بعدها شاهد الحاضرون، من مثقفين ومهتمين في المسرح، العرض المسرحي الذي يتحدث عن بعض المشكلات المجتمعية اليومية، بأسلوب كوميدي.

وأشادت الشاعرة بلقيس خالد، التي شاهدت العرض، بأداء الفرقة وفعالياتها المسرحية السابقة، وما تطرحه من موضوعات مهمة تمس المجتمع، بالرغم من تواضع إمكاناتها.

وفي الختام، قدم الفنان التشكيلي عبد الحق المظفر والفنان المسرحي عبد الأمير السلمي، هدايا تشجيعية لرئيس الفرقة وأعضائها.

********************

بعد تخفيف إجراءات كورونا

الحياة تعود مجددا إلى شارع المتنبي 

بغداد – وكالات

بعد نحو ثلاثة شهور من تعطيل الحياة في شارع المتنبي، وتحديداً في يوم الجمعة من كل أسبوع بسبب إجراءات حظر التجول الوقائي، عادت الحياة الأسبوع الماضي، مجدداً إلى الشارع، وذلك إثر قرار السلطات الصحية إلغاء الحظر الشامل يومي الجمعة والسبت.

ويُعد يوم الجمعة من أهم الأيام بالنسبة لشارع المتنبي، إذ يتوافد عليه روّاده من المثقفين والأدباء والإعلاميين ومحبي الكتاب، وتقام فيه فعاليات ثقافية وندوات ومحاضرات تضيّف أكاديميين ومثقفين من ذوي الاختصاصات المتعددة. كما تُعرَض الكتب المتنوعة بكثرة مقارنة ببقية أيام الأسبوع.

الأكاديمي، هاشم علي، وهو أستاذ للأدب العربي في جامعة بغداد، يرى أنّ "شارع المتنبي استعاد في عودته إلى الحياة، طعمه الخاص"، مضيفا في حديث صحفي، انه "ما ان قررت السلطات رفع الحظر الشامل، حتى اتفقنا أنا وعدد من الأصدقاء على الذهاب إلى المتنبي، فوصلنا مبكرا، ووجدنا الشارع مزدحماً جداً أكثر مما كان متوقعاً، بسبب كثرة الإقبال عليه ولهفة المثقفين لاقتناء الكتب".

ويؤكد علي في قوله: "حصلنا على مجموعة جيدة من الكتب، وبأسعار تنافسية. كانت جولة رائعة!".

أمّا الشاعر والإعلامي، باسل العزاوي، فيعرب عن سعادته بعودة "المتنبي". ويقول: "تجوّلنا في الشارع والتقينا بعض الأصدقاء.. ننتظر بلهفة عودة النشاطات بشكل كامل، من فعاليات أدبية وندوات ومهرجانات"، مبينا في حديث صحفي، أن "شارع المتنبي متنفس للمثقفين، وله أثر في حركة الثقافة العراقية من أدب وفن".

أبو خالد، وهو أحد باعة الكتب في شارع المتنبي، يرى أن عودة الحياة إلى هذا المكان، تعني العودة إلى أجواء الثقافة والمطالعة والعلم، مؤكدا: "حرمنا طوال الفترة السابقة من هذا المهرجان الأسبوعي، حيث المثقفون الذين يتوافدون من بغداد ومن خارجها، يلتقون ويجلسون في المقاهي وعلى ضفاف النهر، ويتحدثون عن الكتب وآخر الإصدارات الثقافية، ويقتنون ما يرغبون منها".

ومع عودة الحياة إلى شارع المتنبي، بدأت المراكز الثقافية فيه تستعد لإعادة المهرجانات والندوات الثقافية الأسبوعية، ومنها المركز الثقافي البغدادي المعروف بتعدد فعالياته وتنوع مضامينها.

**********************

غدا الجمعة

اتحاد أدباء النجف

يستأنف فعالياته

النجف – علي العبودي

بعد شهور من التوقف بسبب أزمة كورونا، يستأنف اتحاد الأدباء والكتاب في النجف، غدا الجمعة، نشاطاته وفعالياته الأسبوعية، في جلسة ثقافية أدبية.

وقال رئيس الاتحاد، محمود جاسم عثمان، أن الجلسة ستخصص للاحتفاء بالإصدارات الجديدة التي تكفل الاتحاد بطباعتها للعديد من أعضائه، مضيفا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن أندية الاتحاد (الشعر، السرد، أدب الطفل)، ستعاود عقد جلساتها، وان الاتحاد يستعد لعقد مؤتمرين كبيرين مهمين.

وأكد عثمان، أن الاتحاد سيشترط على من يشارك في فعالياته أو يحضرها، الالتزام بتعليمات الوقاية من فيروس كورونا.

***************************

حفل للأطفال في زقاق

 بـ “شارع الصناعة”

بغداد – طريق الشعب

في مناسبة يوم الطفل العالمي، الأول من حزيران، أقامت رابطة المرأة العراقية بالتنسيق مع أهالي منطقة “شارع الصناعة” وسط بغداد، حفلا للأطفال.  حضر الحفل الذي أقيم في زقاق منزل السيدة عفيفة ثابت، أكثر من 40 طفلا مع عائلاتهم.

وخلال الحفل، تم تعريف الأطفال بيومهم العالمي، وبحقوقهم القانونية.  بعدها انطلقت الفقرات الترفيهية، التي تضمنت إلقاء أناشيد وطنية، والمشاركة في مرسم حر. ليختتم الحفل بتوزيع الهدايا على جميع الأطفال الحاضرين.

**********************

شبيبة نينوى تحتفي بالأطفال في يومهم العالمي

الموصل – طريق الشعب

في مناسبة يوم الطفل العالمي، الأول من حزيران، نظم اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في محافظة نينوى، فعاليات ونشاطات عديدة تهدف إلى زرع البسمة على وجوه الأطفال وتسليط الضوء على حقوقهم.  اتحاد شبيبة الموصل وزع من جانبه هدايا في المناسبة، على الأطفال في مناطق متفرقة من المدينة. كما التقى بالعديد من العائلات، وقدم لها نبذة تعريفية عن يوم الطفل العالمي، داعيا إلى نبذ العنف الأسري، وإلى تربية الأطفال بالطرق السليمة.  وفي ناحية ألقوش، أقامت لجنة الاتحاد بالتعاون مع “روضة بيت الملائكة”، احتفالية لأطفال الروضة، تضمنت كلمة تعريف بيوم الطفل العالمي، وألعابا ترفيهية ومسابقات ورقصات للأطفال. كذلك وزعت لجنة الاتحاد في ناحية بعشيقة، هدايا في المناسبة على عشرات الأطفال.