اخر الاخبار

الصفحة الاولى

رائد فهمي: عدم توفير الامان

يسبب العزوف عن الانتخابات

بغداد – طريق الشعب

قال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، إن “ قرار تعليق الحزب مشاركته في الانتخابات جاء بسبب عدم توفر شروط تحقيق الانتخابات الحرة والنزيهة” مبيناً ان الحزب لم يعلن المقاطعة.

ورأى فهمي ان “اجراء الانتخابات بدون توفير مستلزماتها وشروطها، سوف يعيد انتاج القوى السياسية المسؤولة عن الأزمات نفسها”، منبهاً الى ان “الانتخابات ـ هذه المرة ـ جاءت على إثر احداث سياسية مهمة، على رأسها انتفاضة تشرين، التي أكدت ضرورة التغيير.

ونظم مركز البيان للدراسات والتخطيط، أمس الأول، ندوة حملت عنوان “الانتخابات النيابية: خيارات المشاركة والمقاطعة”. وضيّفت الى جانب الرفيق رائد فهمي، مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الانتخابات عبد الحسين الهنداوي، والسياسي المستقل ضياء الأسدي.

وأوضح فهمي ان “الانتخابات طرحت من قبل المتظاهرين لتحقيق التغيير، ولكي تكون كذلك، يجب ان تتوفر فيها الشروط اللازمة. ومن ضمنها قانون الانتخابات العادل”.

وعن قرار المقاطعة الذي أعلنته بعض الأحزاب الجديدة، قال فهمي أنه “فعل سياسي إيجابي، ويعبر عن ممارسة اشكال أخرى من الضغط الشعبي لتحقيق الأهداف المطلوبة”، مبينا ان “المقاطعة في حال اللجوء اليها تهدف الى خلق أرضية لتغييرات سياسية من اجل ان تكون الانتخابات ممارسة ديمقراطية حقيقية”.

وفي سياق متصل حدد فهمي، شروطاً عدة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، فيما لفت إلى أنه في حال توافرت هذه الشروط فلا مبرر لتأجيل انتخابات تشرين الأول.

ونقلت وكالة السومرية نيوز الجمعة عن فهمي قوله: إن “إجراء انتخابات حرة ونزيهة فيه شروط عدة، الاول منها يتعلق بالمنظومة الاتحادية من ناحية كيفية إجراء الانتخابات، وآلياتها، ودور المفوضية وتأمين اجرائها، وعدم امكانية التزوير ووضع معالجات للمشكلات، والجزء الآخر هو البيئة الانتخابية والأمن الانتخابي من ناحية حرية الناخب الذي من المفترض ان يذهب الى صناديق الاقتراع بدون تخوف، كذلك حرية المرشح، وهذا معناه حصر السلاح وكشف القتلة”.

وأضاف أن “هذه العوامل اذا تم توفيرها قبل 10 تشرين الأول، فلا مبرر لتأجيل الانتخابات”، مشدداً على أن “الاجراءات الحازمة كفيلة بحل الازمات”.

وبين فهمي، أن “الرقابة التي تم الاتفاق عليها هي غير التي كانت تقوم بها الامم المتحدة في الانتخابات السابقة، كون هذه فيها تخصيصات أكثر، وعدد أكبر من المراقبين. وهي بحد ذاتها غير كافية لتأمين نزاهة الانتخابات، لكنها تساعد على ذلك، وأن أي توصية او رأي يصدر من المراقبين سيكون له وزنه الدولي والإقليمي”.

وبشأن استهداف المتظاهرين والناشطين، رأى أن “ذلك يؤكد القلق المشروع عند اوساط سياسية عديدة”، محذراً من أن “عدم توفير الحد الادنى من الامان سيتسبب بالعزوف عن الانتخابات”.

تفاصيل ص3

***********

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي:

ليتوقف هذا العبث بأمن البلد واستقراره

شهدت بغداد يوم أمس تطورات خطرة واستنفارا للقوى المسلحة وانتشارا لها في مناطق عدة من بغداد وعلى نحو مركز في المنطقة الخضراء.

إن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اللجوء إلى القوة والعنف لإملاء مواقف سياسية ومصادرة حق الدولة في فرض القانون والنظام، وفِي ملاحقة المتهمين وتفعيل سلطة القضاء واستعادة هيبتها. 

إن من شأن استمرار مثل هذه الممارسات الخارجة عن القانون، أن يقود إلى المزيد من بهدلة الدولة واضعاف مؤسساتها، وإلى حالة اللاستقرار والفوضى وعدم ثقة المواطن بالمؤسسات الحكومية، وخاصة العسكرية والأمنية، وفي قدرتها على توفير الحماية والأمن، كما إنها تشجع على المزيد من التقويض لمرتكزات دولة قانون ومواطنة.

وهنا نؤكد أن لا أحد فوق القانون والمساءلة، وأن على القوى والكتل السياسية احترام ذلك والتقيد به وأن تقرن أقوالها بأفعالها، فكل حديث عن هيبة الدولة هو مجرد ادعاءات مع الانتهاك المستمر لدورها وقضم سلطتها وقدرتها على تحقيق قوة القانون.

ومن جانب آخر فان مثل هذه الممارسات، تزيد من عزوف المواطنين عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات، وهي بالنقيض عما هو مطلوب لتوفير متطلبات بيئة آمنة لإجراء انتخابات نزيهة وعاجلة وشفافة وذات صدقية وتعبر عن الإرادة الحرة للمواطنين.

ومن جديد تتأكد الضرورة القصوى لخضوع جميع القطاعات والمؤسسات العسكرية والأمنية على اختلاف أنواعها إلى جهة مركزية واحدة، كما حددها الدستور والمتمثلة في القائد العام للقوات المسلحة، وهذا ما يجنب حالة الانفلات الأمني وعدم الانضباط والتنسيق.

كما تتأكد أهمية اتخاذ إجراءات حازمة لحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية المخولة بذلك، وعدم التراخي عن الملاحقة القانونية لمن لا يلتزم بذلك، وكذلك العمل الجاد والحازم على كشف قتلة المتظاهرين والناشطين ومن يقف وراءهم وملاحقة الفاسدين والمفسدين.

إن صوتا عاليا لابد أن يرتفع في بلدنا رافضا لكل أنواع العنف والقهر ومصادرة حقوق الانسان وكرامته واختطاف الدولة والقانون، والعبث في الحياة السياسية السلمية والذي يتعارض على طول الخط مع الدستور.

27 - 5 – 2021

***********

راصد الطريق

٧٠ مليار دولار والكهرباء الى وراء !

كشف عضو لجنة الخدمات النيابية عن  انفاق ٧٠ مليار دولار، فيما الكهرباء تتراجع ولا تكف!

وهذا ليس ادعاء او نقدا موجها الى الحكومات المتعاقبة وأدائها ، بل هو واقع حال يعيشه المواطن في عموم المحافظات.

والمعاناة من انقطاع التيار مستمرة رغم الوعود الشتوية التي تختفي عند حلول الصيف. ورغم ما قيل عن افتتاح محطات جديدة (نيسان ٢٠٢١)، فان ازمة الكهرباء اشتدت حتى قبل حلول تموز او آب اللهاب. وذكر مواطنون ان الوطنية لم تزر بيوتهم في بعض مناطق بغداد منذ اكثر من أسبوعين، وحتى القطع ليس منتظما كي يستطيع المواطن ترتيب اوضاعه.

من جانب آخر يشكو مواطنون من جشع أصحاب مولدات كثيرين، رغم ان قسما منها يستلم الدعم من الحكومة، وانهم يعلنون رسميا  سعرا للامبير فيما يبتزون المواطن ويستغلون حاجته هذه الأيام  مع اشتداد الحرارة، ويفرضون أسعارا أعلى للامبير. 

من يصدق ان العراق، بامكاناته الوفيرة، عاجز منذ 18 سنة عن حل المشكلة ؟!

**********

في العالم ثروات تؤمّن العيش الكريم.. وما زال «الفقر مدقعاً»

بغداد ــ طريق الشعب

تقول مجلة “غلوبال فاينانس” المتخصصة بإعداد التصنيفات، ان “العالم يمتلك ثروات وموارد تكفي لتمتع الجنس البشري ـ بأسره ـ بمستوى معيشي أساسي”، مردفة “مع ذلك، ما يزال الناس في بلدان معينة يعيشون في فقر مدقع”.

وفي تصنيفها الأخير عن أكثر الدول فقرا خلال العام 2021، وضعت “غلوبال فاينانس” العراق في المرتبة الـ80 عالميا، والسابعة عربيا، قياسا الى “أساس نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من خلال تعويض الفروق في تكاليف المعيشة ومعدلات التضخم”.

ودعا خبراء اقتصاديون، الجهات الحكومية المعنية الى طرح وتنفيذ خطط “واضحة وجريئة” لمعالجة ارتفاع معدلات الفقر، التي لا تزال تتفاقم بسبب غياب الآليات الحكومية.

تفاصيل ص6

***************

البرازيل: تظاهرات تطالب بمحاكمة الرئيس

ساوباولو - وكالات‏

عبّر مئات آلاف البرازيليين في مسيرات كبرى عمت شوارع المدن، السبت الماضي ونظمتها النقابات وحركات اجتماعية وساهم فيها الطلبة، عن تصاعد ‏غضبهم بسبب بطء وتيرة توزيع اللقاحات المضادة للفيروس في البلاد، مع وجود ‏كميات قليلة من اللقاحات لا تكفي لتطعيم سكان البلاد البالغ عددهم 210 ملايين نسمة.‏

وطالب المحتجون بمحاكمة وعزل الرئيس اليميني جايير بولسونارو، احتجاجا على سياسته الفاشلة ‏تفشي فيروس كورونا في البلاد.

وقد شهدت العاصمة برازيليا، أكبر تجمع منذ بداية الوباء، وسار المتظاهرون إلى مبنى البرلمان حيث تجري لجنة تابعة لمجلس الشيوخ تحقيقات في طريقة ‏تعامل بولسونارو مع الأزمة الصحية‎.‎

 وهتفت الجموع مطالبة الرئيس بالرحيل ورفعت لافتات كتب عليها “بولسارنو ارحل” و”بولسونارو إبادة”. ‎‏

تفاصيل ص7

************

الصفحة الثانية

جهات متنفذة تسيطر على بادية العراق

بغداد ـ طريق الشعب

وجه عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية عبود العيساوي، يوم امس, اتهامات الى جهات وشخصيات وصفها بـ”المتنفذة”، تسيطر على مساحات شاسعة، تقدر بمئات آلاف الدوانم من الأراضي المخصصة للرعي في بادية العراق. وقد أكدت وزارة الزراعة صحة تلك الاتهامات.

وقال العيساوي في حديث صحفي, تابعته “طريق الشعب”، إن “هناك مئات الآلاف من الدوانم المخصصة للرعي في الانبار ونينوى والنجف والمثنى والبصرة، مستغلة من قبل جهات متنفذة بعقود مزورة، وتقوم هذه الجهات بحجزها بأسيجة وحرثها وبيعها بعقود غير رسمية أو التجاوز عليها”.

وأضاف ان “مديريات الزراعة والداخلية وقوات الحدود دشنت حملات مكثفة من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة، التي بدأت تتفاقم، نتيجة لضعف المتابعة من قبل الجهات المعنية”، لافتا الى انه وردته شكاوى جديدة، مؤخرا، تشير الى استيلاء عدد من الجهات على بادية النجف والسيطرة عليها، وتسييج ما بين 10 إلى 20 ألف دونم، ومنع أصحاب الرعي من التجوال فيها.

وتعقيبا على كلام العيساوي، أكد الناطق باسم وزارة الزراعة حميد النايف أن “هناك جهات متنفذة تسيطر على آلاف من الدوانم المخصصة للرعي”، ولم يذكر مزيدا من التفاصيل عن ذلك.

***********

اضاءة

ماذا أبقى المتنفذون

من هيبة للدولة ؟

محمد عبد الرحمن

عاد الحديث مجددا هذه الأيام عن هيبة الدولة وأهميتها وضرورة الحفاظ عليها وتمكينها. ويلقي البعض باللوم على بعض آخر في ما وصلت اليه الأمور من بهدلة، تكاد تذكّر بحال الامبراطوية العثمانية في أواخر أيامها، وما انتابها من ضعف جعلها لا تهش ولاتنش حتى غدت موضع طمع الاخرين فيها، بل وصراعاتهم على تركتها التي كانت هائلة.

الدستور العراقي النافذ حدد الصلاحيات والمسؤوليات، ولكن في كثير من الحالات لا يجري تشاور او تنسيق، فنشهد تعددا لمراكز القرار ليس في قضايا إجرائية يمكن التغاضي عنها وتجاوزها، بل في قضايا خطيرة تتعلق بأمن البلد والقرار العسكري – الأمني الذي تتنازعه جهات عدة، بينها خارجية بامتياز وعلى نحو مباشر او غير مباشر. وقد لمسنا مثل هذه الفوضى كذلك في التمثيل الخارجي، ومنه حضور العراق في مؤتمرات واجتماعات  عربية وإقليمية ودولية، بل وجرى التنافس حتى عند تقديم واجب العزاء بوفاة هذا الرئيس او ذاك الملك .

وأشارت جهات رسمية في القضاء والنزاهة اكثر من مرة في تصريحات وتقارير، الى ان  ما تتخذه من إجراءات وقرارات على محدوديته لا ينفذ، بسبب عدم رغبة او قدرة او بفعل تردد اوخوف  او ضعف، او انه موقف للمنظومة السياسية الحاكمة ذاتها.

ومن مظاهر وهن وضعف دولتنا هذا التدخل الاجنبي الفظ في شؤونها، والذي ينهال من كل حدب وصوب، وعلى حد  قول احد النواب ربما كان حتى للصومال (البلد الممزق والمعروف بتعدد مراكز القرار فيه) اذرع في العراق!

وتأخذ التدخلات اشكالا متعددة، منها ما له علاقة حتى باختيار حكام البلد ومسؤوليه، وبعضها سافر يعتمد القوة العسكرية الغاشمة، وآخر يلجا الى القوة الناعمة عبر اذرعه المبثوثة في كل مكان، ومنها ما يضيق الخناق اقتصاديا على البلد او يحرمه من مورد طبيعي، مثلما يجري من حرمان العراق من حصة عادلة  في نهري دجلة والفرات وروافدهما.

لم اطلع شخصيا على أي استبيان للرأي (قد يكون موجودا) بشأن مدى شعور المواطن العراقي بالأمان؟ وطبعا قد تتفاوت الاجابة من محافظة ومنطقة الى أخرى، لكن هناك يقينا قويا بان الغالبية لا تشعر بالأمان الشخصي، وهذا مؤشر آخر على مدى عدم الثقة في اداء مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية والأمنية، لواجباتها وحماية المواطن وممتلكاته.

وفِي هذا السياق فان النزاعات العشائرية واستخدام مختلف أنواع الأسلحة فيها، وعدم قدرة التشكيلات العسكرية والأمنية على مجرد الوصول الى مناطق نزاعاتها ، تشكل مظهرا صارخ لحالة الفلتان، التي لا يتجاوزها الا السلاح “ المنظم “ في ايدي جماعات وفئات متمردة  على الدولة وعلى مؤسساتها وقوانينها ودستورها، ومنها أحزاب وكتل سياسية ذات تمثيل في البرلمان، في تناقض ندر مثيله في العالم .

كل هذا وغيره مما له صلة أيضا بتأمين قوت الناس وعيشهم الكريم، وتوفير قدر من العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وعدم التمييز بين العراقيين، وضمان حق الناس في الحياة والتعبير عن الرأي وفي الفكر والمعتقد، هو من مرادفات هيبة الدولة وقدرتها على فرض القانون والنظام .

وتجارب الشعوب تقول ان هذا لا يتحقق الا بنضال صبور وتضحيات، وببناء دولة المؤسسات والقانون والمواطنة والعدالة، وبعزل قوى الظلام والجريمة  واللادولة .

******************

مطالبها تتمحور حول الخدمات وفرص العمل وأجور العاملين

احتجاجات واسعة في أربع محافظات

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت ساعات الصباح الاولى من يوم امس, تظاهرات احتجاجية في اربع محافظات، للمطالبة بالخدمات وتوفير فرص العمل وصرف اجور العمال.

فيما تظاهر عدد من اصحاب العقود في العاصمة بغداد، احتجاجا على قطع نصف رواتبهم من قبل وزارة الثقافة.

احتجاج واسع في ذي قار

وفي محافظة ذي قار, اغلق محتجون من اهالي حي الصالحية وسط مدينة الناصرية، الطريق الرئيسي في المنطقة من خلال احراق الاطارات, احتجاجا على تردي واقع الخدمات في منطقتهم، وتجاهل الجهات الحكومة لمطالبهم طيلة الفترة الماضية.

وأغلق محتجون في المدينة دائرتي البلدية والتربية في تصعيد احتجاجي، يطالب بإقالة مدراء الدوائر, احتجاجا على عدم توفير فرص عمل للمتظاهرين.

اعتصام لليوم السابع

وكان العشرات من اصحاب العقود في دائرة الكثبان الرملية, اغلقوا مبنى الدائرة، احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم المالية منذ ١٠ أشهر, مؤكدين استمرار اعتصامهم المفتوح لليوم السابع على التوالي، مطالبين بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

وفي قضاء الرفاعي, اغلق محتجون جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية، رفضا لتكليف معاون المحافظ فيصل الشريفي بمهام ادارة القضاء، مطالبين بحسم ملف الادارة من اهالي القضاء.

يُذكر ان العشرات من اهالي قضاء الاصلاح شرق مدينة الناصرية, نظموا تظاهرة احتجاجية، مطالبين بتحسين الواقع الخدمي في القضاء وإقالة الإدارة المحلية.

تظاهرات في البصرة

وفي محافظة البصرة, تظاهر عدد كبير من اهالي قضاء شط العرب, مطالبين بتوفير الخدمات.

وقال مراسل “طريق الشعب, احمد ستار, ان “مطالب المتظاهرين تركزت على توفير الخدمات وحل مشكلة ملوحة المياه وانقطاع مياه الاسالة المستمر”.

وفي الاثناء, نظم عدد من خريجي معهد النفط، وقفة احتجاجية، امام مقر شركة نفط البصرة (موقع الزقورة) مطالبين بشمولهم بالتعيين على ملاكات الشركة، وتضمينهم في موازنة العام الجاري. وقال المتظاهر فراس رعد لـ”طريق الشعب”, ان “عدد خريجي المعهد لعام 2019 _2020 يبلغ اكثر من 1400 خريج، ومن كافة الاختصاصات التي تعتبر من الملاكات الساندة لعمل الوزارة، لذلك تم تنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة باستحقاقنا الوظيفي”, مهددا أنه في حال تجاهل مطالبهم “سيتم نقل احتجاجهم الى العاصمة بغداد”.

تظاهرة عمالية في ميسان

في غضون ذلك, نظم عدد من العمال في بلدية العمارة، تظاهرة امام دار ضيافة المحافظ، مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة منذ أكثر من شهرين.

وذكر مراسل “طريق الشعب”, ان “العمال لم ينقطعوا عن العمل رغم عدم صرف رواتبهم منذ شهرين، بسبب عدم تخصيص الاموال من قبل المحافظة”.  يُشار الى ان العمال نظموا اعتصاما في وقت سابق في مقر عملهم في الحدائق، لكن لم يكترث لهم احد، وفقا لتعبيرهم.

تظاهرة لذوي العقود في بغداد

وفي العاصمة بغداد, تظاهر عدد من اصحاب العقود، احتجاجا على استقطاع اجورهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “العشرات من اصحاب العقود في وزارة الثقافة نظموا تظاهرة امام مقر الوزارة في شارع حيفا بمنطقة الصالحية, احتجاجا على قطع الوزارة نصف رواتبهم الشهرية”, مشيرا الى ان “المتظاهرين طالبوا الوزارة بصرف مستحقاتهم بشكل كامل، خاصة ان اغلبهم من اصحاب الدخل المحدود”.

نظمت الجالية العراقية في هولندا، امس الاول، أمام مبنى السفارة العراقية في لاهاي، وقفة تضامنية مع منتفضي تشرين في وقوفهم المشرف بوجه الفساد، عبر احتجاجاتهم السلمية المطالبة بكشف قتلة المتظاهرين، ومحاسبتهم أمام القضاء العادل.

وشارك في الوقفة طيف واسع من أبناء الجالية، رافعين أعلام الوطن وصور الشهداء، وهم يتساءلون: من قتلني؟

******************

«الوضع لم يتغير في عهد الحكومة الحالية»

ست منظمات تدين الاستهداف الممنهج للناشطين

بغداد ـ طريق الشعب

اعربت ست منظمات معنية بالدفاع عن حقوق الانسان، عن قلقها البالغ من استهداف المتظاهرين السلميين والمدونين والصحفيين، في إطار التظاهرات المستمرة ضد الفساد والبطالة والمطالبة بالإصلاح السياسي في العراق.

وقال كلّ من مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، مركز الخليج لحقوق الإنسان، المرصد العراقي لحقوق الإنسان، مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، جمعية الأمل العراقية، والشبكة العراقية للإعلام المجتمعي (أنسم)، في بيان مشترك، تسلمت “طريق الشعب” نسخة منه: انه “ردا على الاحتجاجات التي اندلعت في انحاء العراق في تشرين الاول 2019, شُنت موجة من الهجمات وعمليات القتل والمضايقات والتهديدات من قبل جهات مسلحة مجهولة استهدفت المدافعين عن حقوق الإنسان”, مشيرا الى ان “المتظاهرين السلميين قوبلوا بالاستخدام المفرط للقوة على أيدي قوات الشرطة وبالاعتقالات التعسفية”.

واضاف البيان, ان “الوضع لم يتحسن في عهد الحكومة الحالية، فما زالت التظاهرات مستمرة ولم يتوقف العنف ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمتظاهرين، بالإضافة إلى تفشي الإفلات من العقاب”.

توثيق العنف

ووثق البيان “حالات القتل والاغتيال لعدد من النشطاء والمدافعين عن حقوق الانسان, فضلا عن المضايقات التي يتعرض لها الناشطون والمدونون والصحفيون في اداء مهامهم في مختلف مدن البلاد، من ضمنها كردستان العراق من خلال رفض محكمة التمييز في الاقليم, الاستئناف المقدم ضد الحكم الصادر من محكمة الجنايات الثانية في أربيل، الذي يتضمن أحكاماً بالسجن ست سنوات بحق خمسة أشخاص وهم: الصحفي والناشط المدني أياز كرم برجي من دهوك، المعلم والناشط هاريوان عيسى محمد من سميل، والصحفي كوهدار محمد أمين زيباري من عقرة، والصحفي والناشط شيروان أمين شيرواني من أربيل، وكذلك الناشط السياسي ملا شفان سعيد عمر برشكي (دوسكي) من دهوك”.

قلق بالغ

واعربت المنظمات عن “قلقها البالغ تجاه الاعتداءات وإسكات المدافعين عن حقوق الإنسان وما يترتب على ذلك من قيود على حقهم في الحياة والأمن وحرية التعبير وتكوين الجمعيات في العراق”, داعية السلطات في العراق وفي إقليم كردستان العراق إلى “ضمان أن يكون جميع المدافعين عن حقوق الإنسان قادرين على القيام بأنشطتهم المشروعة في مجال حقوق الإنسان دون خوف من الانتقام وبلا قيود تذكر، بما في ذلك المضايقات القضائية”.

محاسبة المسؤولين

وطالب الموقعون على البيان “السلطات العراقية بمحاسبة المسؤولين عن الهجمات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، بما فيها التهديدات والقتل، ووضع حد للإفلات من العقاب المقترن بتلك الأفعال”, موجهين نداءهم الى “مجلس حقوق الإنسان بعقد جلسة خاصة للتصدي للانتهاكات الجسيمة لحرية التعبير والتجمع السلمي التي تشهدها العراق”.

**************

الصفحة الثالثة

في ندوة ناقشت موضوعة الانتخابات

رائد فهمي: شروط الانتخابات النزيهة لاتتوفر حتى الآن

بغداد ـ عبدالله لطيف

نظم مركز البيان للدراسات والتخطيط، أمس الأول،  في بغداد ندوة ناقشت موضوع الانتخابات المبكرة، المزمع إجراؤها في 10 تشرين الاول المقبل، حملت عنوان “الانتخابات النيابية: خيارات المشاركة والمقاطعة”. وضيّفت سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، ومستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الانتخابات عبد الحسين الهنداوي، والسياسي المستقل ضياء الأسدي.

وأكد سكرتير الحزب، ان الانتخابات القادمة لا تتوفر فيها الشروط التي تجعلها “حرة ونزيهة، ولذلك قرر الحزب تعليق مشاركته فيها، وفي الوقت ذاته يرى ان قرار بعض الأحزاب الجديدة بمقاطعة الانتخابات هو فعل سياسي إيجابي”، فيما يعتقد مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الانتخابات، أن الانسحاب من الانتخابات وترك المنافسة للقوى السياسية القديمة وحدها “لن يأتي بجديد، وان المقاطعة لغاية الان تجري في المستوى المجهول، ولا احد يعرف ما العمل بعد هذه المقاطعة”.   أما السياسي المستقل ضياء الاسدي فقد حمّل الناخب العراقي مسؤولية اخفاق العملية السياسية بعد 2003.

تعليق المشاركة 

وقال الرفيق رائد فهمي، إن “الحزب الشيوعي العراقي علق مشاركته في الانتخابات. ولم يعلن المقاطعة بعد. القرار جاء بعد عدم توفير شروط تحقيق الانتخابات الحرة والنزيهة”، مبيناً ان الحزب يرى ان “اجراء الانتخابات بدون توفير مستلزماتها وشروطها، سوف يعيد انتاج القوى السياسية المسؤولة عن الازمات نفسها”.

ونبّه فهمي الى ان “الانتخابات ـ هذه المرة ـ جاءت على احداث سياسية مهمة، على رأسها انتفاضة تشرين، التي أكدت ضرورة التغيير. ولم يكن هذا مطلب المتظاهرين لوحدهم، بل هو ضرورة حتمية يفرضها الواقع السياسي الاقتصادي والاجتماعي”.

تلاعب بالوقت وتسويف للمطالب

وأوضح فهمي ان “الانتخابات طرحت من قبل المتظاهرين ارتباطا بالتغيير، ولكي تكون كذلك، يجب ان تتوفر فيها الشروط اللازمة. ومن ضمنها قانون الانتخابات العادل”، مشيراً الى ان “الحركة الاحتجاجية لم تقدم مسودة لقانون الانتخابات، وبالتالي ترك موضوع تحديد القانون للبرلمان، الذي انتجت قواه قانون انتخابات يضمن بقاءها على رأس السلطة”.  وأكد ان “القوى السياسية راهنت على عامل الوقت؛ فالمنتفضون طالبوا بتحقيق انتخابات مبكرة في تشرين عام 2019. بينما الحكومة سوف تجري الانتخابات بعد عامين من المطالبة بها. وبالتالي فقد المطلب قوته الزمنية، حيث ان الانتخابات لو أجريت في وقت قريب من تشرين، لحققت تغييرات ملحوظة”.

وأشّر ان “القوى السياسية عملت على تسويف المطلب من الناحية القانونية والزمنية”.

ويجد الرفيق فهمي ان “عناصر تحقيق انتخابات حرة ونزيهة غير متوفرة؛ فقانون الأحزاب غير مطبق، كما أن الحكومة لم تتمكن من حصر السلاح بيد الدولة. كذلك ارادة الناخب غير حرة، والمال السياسي يستخدم من دون ضوابط او رقابة، والأجواء السياسية غير آمنة للمرشحين الجدد، حيث شهدت المرحلة الأخيرة العديد من عمليات الاغتيال السياسي”.

فعل سياسي إيجابي 

وعن قرار المقاطعة الذي أعلنته بعض الأحزاب الجديدة، فسّره فهمي بأنه “فعل سياسي إيجابي، ويعبر عن ممارسة اشكال أخرى من الضغط الشعبي لتحقيق الأهداف المطلوبة”، مبينا ان “المقاطعة في حال اللجوء تهدف الى خلق أرضية لتغييرات سياسية من اجل ان تكون الانتخابات ممارسة ديمقراطية حقيقية”.

الدائرة الواحدة أفضل

أما مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الانتخابات، عبد الحسين الهنداوي، فيعتقد ان “الانسحاب من الانتخابات وترك المنافسة للقوى السياسية القديمة وحدها، لن يأتي بجديد. وان المقاطعة ـ حتى الان ـ تجري في المستوى المجهول. لا احد يعرف ما العمل بعد هذه المقاطعة”، بحسب وجهة نظره.  ويرى الهنداوي ان “الأحزاب الجديدة اكتشفت انها غير قادرة على المشاركة في الانتخابات في ظل هذا القانون، لان القوى السياسية الكبيرة ما زالت قادرة على تحقيق الفوز في الانتخابات. لذلك أعلنت مقاطعتها”.

ويعتبر المتحدث ان “المتظاهرين لم يكونوا على قدرة عالية من التعبئة، لأجل فرض قانون انتخابات حسب رؤيتهم”، مبينا انه “لو اعتمد قانون الدائرة الواحدة، لكان أفضل، لأنه يمنح الجميع بما فيها الكيانات الصغيرة حظوظا عالية في النجاح”.

وأضاف قائلاً “كانت هناك مساعي في عام 2017 من قبل رئاسة الجمهورية الى تقسيم العراق الى دائرتين لكل دائرة 50 في المائة من المقاعد؛ واحدة للكيانات السياسية، وأخرى للأشخاص المستقلين او أصحاب الترشيح الفردي”.

 مؤكدا ان “الكتل السياسية في مجلس النواب رفضت المقترح”.

6 ملايين بطاقة الكترونية!

وكشف الهنداوي عن عدد الناخبين الكلي في العراق. وقال ان “العدد الكلي لهم بلغ 25 مليون ناخب؛ منهم 3 ملايين ونصف المليون خارج العراق، وهؤلاء لن يشاكوا في الانتخابات”، مبيناً ان “عدد الناخبين داخل العراق هو 21 مليونا و 500 الف ناخب، منهم مليونان ونصف المليون من الناخبين الجدد، وان من مجموع 21 مليون ناخب هناك 17 مليونا يملكون بطاقة بايوميترية طويلة الأمد، وهناك 6 ملايين بطاقة بايوميترية قصيرة الأمد”.  وأوضح ان “هناك 44 تحالفا سياسيا سجلت للمشاركة في الانتخابات، وهناك 3 الالف و 500 مرشح قدم للانتخابات”، مؤكداً ان “الحكومة ضمنت تنافس 10 مرشحين على كل مقعد”.

مراقبة الانتخابات 

وأكد المستشار “وجود فريق الانتخابات الدولي في العراق، حيث بلغ عددهم الكلي  25 شخصا، وهم خبراء في كل مجالات الانتخابات”، مشيراً الى ان “مجلس الامن صوت على ارسال مراقبين دوليين للانتخابات”، متوقعاً ان “تكون الانتخابات المقبلة افضل بكثير من سابقاتها”.

ورهن الهنداوي نجاح الانتخابات بثلاثة عناصر “أولها: الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة للتصويت “نظام البايومتري”.

وثانيها المراقبة بأشكالها الثلاثة وهي مراقبة الكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات. والعنصر الثالث يتمثل في المراقبة الوطنية”.

ثلاثة مرتكزات

من جهته، قال السياسي المستقل ضياء الاسدي، ان “هناك ثلاثة مرتكزات حقيقية لنجاح أي عملية ديمقراطية؛ الأول هو توفير قانون للانتخابات، وهذا القانون يجب ان يكون متصلا بقانون الأحزاب والدستور”.

وأضاف قائلاً: ان “المرتكز الثاني يتعلق بنوعية المرشح وتحديداً مؤهلاته وامكانياته وقدرته على العطاء. أما المرتكز الثالث فيخص الناخب ووعيه”.

ويربط الاسدي اخفاق العملية السياسية في العراق بـ”وعي الناخب”؛ إذ يبين ان “وعي الناخب العراقي فيه مشكلة كبيرة، فهو يغير قراره في سرعة كبيرة، ويخضع لتأثيرات أي احد”.  وأشار الى انه “منذ عام 2003 اتيحت للمواطن العراقي حرية الاختيار، ونحن نتوقع ان الوعي الانتخابي حصل فيه تطور لكن نتائج الانتخابات، تتحدث بعكس ذلك، وهو يخضع لتأثيرات الاعلام والخدع الأخرى”، مبيناً ان “المرشحين هم نتاج هذا المجتمع وهم يحملون كل ارهاصاته. في المقابل يُطالب المرشح ان يكون مثالياً”.

**********************

استدعاء 112 عنصرا امنيا للتحقيق

«الكشف عن قتلة المتظاهرين ومن وراءهم هو الحل»

بغداد- علي شغاتي

أعلنت اللجنة المشكلة للتحقيق في قتلة المتظاهرين عن استدعاء اكثر من 100 ضابط وعنصر امني, للتحقيق معهم في الاحداث التي رافقت انتفاضة تشرين. ومع ذلك يشكك عدد من الناشطين في امكانية التوصل الى القتلة، بسبب التجارب السابقة للجان التحقيقية المشكلة من قبل الحكومات المتعاقبة. فيما حمّل آخرون جهات متنفذة مسؤولية حماية القتلة.

وكانت العاصمة بغداد ومحافظات أخرى شهدت الثلاثاء الماضي (25 أيار) احتجاجات واسعة، تكرر فيها استخدام العنف ما أدى الى استشهاد متظاهرين اثنين، ونددت باستمرار جرائم قتل النشطاء، وسط مطالبات بكشف منفذي تلك الأعمال، وإجراء محاكمات عادلة لهم. ولا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تحشد لحملة “أنا عراقي.. من قتلني؟”.

ومطلع الشهر الجاري، قال رئيس الوزراء إن “التحقيقات جارية وننتظر التقرير النهائي.. حيث أخذ وقتاً طويلاً، لأنه يجب أن يُعد وفق طريقة مهنية وعادلة”.

التحقيق مع 100 عنصر امني

وأعلنت “لجنة التحقيق بقتل المتظاهرين في العراق”، يوم الجمعة، استدعاء أكثر من 100 ضابط وعنصر أمن, للتحقيق حول مقتل العشرات خلال الحراك الشعبي. وقال المتحدث باسم اللجنة، محمد الجنابي، في تصريح صحفي، إن “اللجنة استدعت شهودا واطلعت على الأدلة الجنائية والأوراق القضائية”, مشيرا الى “استلام اللجنة أكثر من 7000 وثيقة قضائية من المحاكم المختصة، وتم الاطلاع عليها من قبل القضاة، لضمان الوصول إلى نتائج حيادية ورفع الضبابية”.

واضاف ان “اللجنة استدعت عوائل الشهداء، وسجلت شهاداتهم وأحالتهم للمؤسسات الرسمية كمؤسسة الشهداء وضحايا الإرهاب لتعويضهم وشمولهم ضمن القوانين السارية بالدولة”, مبينا ان “اللجنة استدعت 22 ضابطا من رتبة نقيب إلى لواء، ونحو 90 عنصرا من وزارتي الداخلية والدفاع”.

وكشف الجنابي عن “اتهام قسم من الضباط والمنتسبين بقضايا قتل, والقسم الآخر من المتضررين والضحايا”, مؤكدا “السعي لكشف حقائق الأمور وفرز الأوراق بصورة صحيحة، من خلال الاستماع إلى الشهود، لضمان مجازاة المتضررين ومعاقبة المسيئين”.

وحول موعد الكشف عن الجناة وصدور قرارات قضائية بحقهم، قال الجنابي إن “اللجنة استدعت القضايا التي رفعت من قبل ذوي الضحايا للمحاكم المختصة وأخذت مجراها القانوني، ليتم الاطلاع عليها مرة أخرى من قبل القضاة المختصين”.

وكانت الحكومة شكلت في تشرين الاول من العام الماضي, لجنة للتحقيق في قضايا قتل المتظاهرين خلال احداث انتفاضة تشرين, وضمت اللجنة قضاة للتحقيق وقادة امنيين.

تشكيك في استكمال التحقيق

وعلق الامين العام لحركة نازل اخذ حقي، مشرق الفريجي, على الموضوع بالقول: “نستبشر خيرا عند سماعنا باي تحرك يخص كشف قتلة المتظاهرين, لكننا نشكك في امكانية استكمال اعمال اي لجنة لوجود تجارب سابقة، فشلت من خلالها الحكومات في تقديم نتائج ملموسة من قبل كل اللجان التحقيقية المشكلة”. واضاف الفريجي في حديث لـ”طريق الشعب”, ان “ثقة الشعب معدومة، وعليه لا يمكننا ان نتفاءل او ننتظر نتائج تكشف لنا الجناة والمجرمين الحقيقيين وراء هذه الاعمال الوحشية”, مؤكدا ان “كشف اي عنصر مشترك في الجرائم سيفكك خيوط الجريمة ويطيح بالقتلة واحدا تلو الاخر”.

لا خيار أمام الحكومة

من جانبه, أكد الناشط المدني زيد الشبيبي, ان “الحل الوحيد امام الحكومة لتهدئة الاوضاع والمتظاهرين هو الكشف عن قتلة المتظاهرين والجهات التي تقف وراءهم ومحاسبتهم وفق للقانون”.

وشدد الشبيبي في حديث لـ”طريق الشعب”, على “ضرورة تحقيق العدالة لذوي الضحايا من خلال الكشف عن القتلة والجهات المحرضة والمساندة للقتلة”, مضيفا ان “واجب الدولة واجهزتها الامنية معرفة هؤلاء وتقديمهم للقضاء”. واضاف الناشط, ان “45 في المائة من ميزانية البلاد التشغيلية تذهب الى الاجهزة الامنية، ومن غير المعقول ان تعجز عن الكشف عن القتلة”, مردفا هناك “جهات سياسية متنفذة تحاول عرقلة الموضوع من اجل تحقيق مكاسب فئوية او تنفيذ ارادات خارجية”.

**********************

المحكمة الاتحادية تعدل عن قرار يخص أعضاء البرلمان

ناشطون: الحصانة السياسية

تمنع ملاحقة جرائم النواب

بغداد ـ طريق الشعب

رحبت أوساط سياسية وشعبية بقرار المحكمة الاتحادية العليا بالعدول عن قرارات المحكمة السابقة، بخصوص استحصال موافقة مجلس النواب على رفع الحصانة عن النواب المتهمين بارتكاب جرائم معينة. فيما عزت اللجنة القانونية في مجلس النواب، تفسير المحكمة بسبب استغلال بعض النواب حصانتهم لارتكاب جرائم فساد.

ودعا عدد من الناشطين والمهتمين بقضايا الفساد، القضاء الى لعب دوره والاستفادة من هذه الفرصة لمعاقبة الفاسدين، محذرين من الرضوخ لضغوطات المتنفذين.

عدول عن القرار

وقررت المحكمة الاتحادية العليا, بحسب بيان صادر عنها، تلقت “طريق الشعب”, نسخة منه, “اقتصار الحصول على موافقة مجلس النواب في حالة واحدة فقط هي صدور مذكرة قبض في جريمة من نوع الجنايات غير المشهودة، وفيما عدا ذلك لا حصانة لأعضاء مجلس النواب، وبالامكان اتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم مباشرة، في حال إتهام أي منهم بجريمة جناية مشهودة أو جريمة جنحة أو مخالفة”. 

وأكدت المحكمة بـ”هذا القرار تستطيع المحاكم حسم دعاوى الفساد بشكل أسرع من السابق، لأن معظم جرائم الفساد ينطبق عليها وصف جرائم الجنح، وكان حسمها يتوقف على رفع الحصانة عن المتهم بها إن كان عضو مجلس نواب”.

خلاف حول دستورية القرار

من جانبها, عدّت عضو اللجنة القانونية في مجلس النواب, بهار محمود، تفسير المحكمة الاتحادية بشان حصانة النائب، جاء بسبب استغلال بعض النواب حصانتهم في ارتكاب جرائم فساد.

وتقول محمود في بيان طالعته “طريق الشعب”, ان “المادة ٦٣ من الدستور واضحة كالشمس ولا يحتاج اي تفسير، وتنص على انه لا يمكن القاء القبض على عضو البرلمان الا بعد موافقة البرلمان بالأغلبية المطلقة او موافقة الرئيس بالعطلة التشريعية الا في حالة الجناية المشهودة؛ ففي هذه الحالة يجوز القاء القبض عليه دون حاجة لموافقة البرلمان او رئيسه، ولكن تفسير المحكمة الاتحادية يقول عكس ذلك”. وتضيف “نحن ضد الحصانة بالعموم لأي فئة من فئات المجتمع، سواء اعضاء برلمان او وزراء او الرئاسات، لان الحصانة مخالفة للمادة ١٤ من الدستور والتي تنص على المساواة بين المواطنين امام القانون، كما ان هناك بعض اعضاء برلمان استغلوا الحصانة لارتكاب جرائم لاسيما الفساد”.

وتابعت محمود انه من جهة اخرى “عند تفسير اي مادة يجب الرجوع الى فلسفة تشريع هذه المادة، فالحكمة من المادة ٦٣ من الدستور هي تسهيل مهمة اعضاء البرلمان للقيام بدورهم التشريعي والرقابي، وليس لتسهيل وشرعنة ارتكاب الجرائم والاختفاء وراءها، لذلك فإننا ننتقد استغلال امتياز الحصانة من قبل بعض اعضاء البرلمان لارتكاب جرائم الفساد”.

تفسير القرار

ويفسر الخبير القانوني محسن كريم قرار المحكمة بالقول: ان “قانون العقوبات العراقي، قسّم الجرائم من حيث جسامتها الى ثلاثة انواع هي الجنايات والجنح والمخالفات في نص المادة (23) من القانون”, مضيفا ان “القانون عرف الجناية في المادة (25) وهي الجريمة التي يعاقب عليها المدان بعقوبة الاعدام او السجن المؤبد, او السجن اكثر من خمس الى خمس عشرة سنة”.

ويشير كريم في تعليق لـ”طريق الشعب”, ان “القانون عرف الجنحة في المادة (26) وهي الجريمة التي يعاقب عليها المدان بالحبس الشديد او البسيط اكثر من ثلاثة اشهر الى خمس سنوات. فيما عرف المخالفة في المادة (27) بانها الجريمة التي يعاقب فيها المدان بالحبس البسيط لمدة من اربع وعشرين ساعة الى ثلاثة اشهر”.

ويضيف القانوني ان “قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي قسّم الجرائم من حيث علانية سلوك الجاني الى جرائم متلبس بها وجرائم غير متلبس بها, والجرائم المتلبس بها هي التي تكتشف حال ارتكابها او عقب ارتكابها بوقت قصير. اما الجرائم غير المتلبس بها فهي الجرائم التي يمضي وقت بين وقوعها وكشفها بحيث تصبح الادلة فيها اقل وضوحا”.

ويؤكد كريم ان “القرار سيمكن المحاكم من الاسراع في حسم الاتهامات الموجهة لاعضاء مجلس النواب، واصدار قرارته في عدد كبير من منها”, منوها الى “ضرورة عدم رضوخ القضاء الى الضغوطات السياسية التي سوف تمارس ضده”.

وكشف خلال الشهر المنصرم, مستشار رئيس مجلس النواب عماد يوحنا, عن وصول 10 طلبات من القضاء لرفع الحصانة عن عدد من اعضاء مجلس النواب، للتحقيق معهم بخصوص قضايا تتعلق بملفات فساد.

ترحيب حذر

من جانبه, رحّب الناشط المدني حسن احمد بالقرار الصادر عن المحكمة الاتحادية, لكنه يشكك في امكانية صدور احكام قضائية ضد الفاسدين من اعضاء مجلس النواب.

ويقول احمد لـ”طريق الشعب”, ان “عددا كبيرا من المسؤولين واعضاء مجلس النواب متهمون بالفساد مع وجود ادلة على فسادهم وهدرهم للمال العام, لكن كتلهم السياسية المتنفذة في الدولة ومؤسساتها تمنع محاسبتهم وتقوم بحمايتهم وتهدد كل من يقترب منهم”, مبينا ان “حالات محدودة تمكن خلالها القضاء من اصدار عقوبات على الفاسدين, ومع هذا تدخلت المؤسسة التشريعية، لتصدر عفوا عام على مقاسات هؤلاء المدانين”.

ويدعو احمد “السلطة القضائية الى اخذ دورها بشكل فاعل من خلال محاسبة الفاسدين، وانزال اقصى العقوبات بحقهم وجعلهم عبرة لكل فاسد، تسول له نفسه سرقة المال العام او هدره”, مشددا على “ضرورة منع كل شخص أدين سابقا من تبوؤ منصب تنفيذي وعدم السماح له بالترشح للانتخابات حتى في حال شموله بعفو سابق”.

**********************

الصفحة الرابعة

مراقبون ينصحون بالضغط على الحكومة لمعالجة الثغرات

مواطنون: مقاطعة الانتخابات خيار بديل

بغداد ـ محمد التميمي

في ظل استمرار النهج المحاصصاتي في إدارة الدولة، وتفشي السلاح المنفلت، الذي استفحلت معه ظاهرة اغتيالات الناشطين في تظاهرات تشرين، لم تبد كثير من المواطنين المعنيين بالشأن الانتخابي، حماسة للمشاركة في يوم الاقتراع فـ”الانتخابات لن تأتي بجديد”، (بحسب قولهم). مع بقاء الوضع السياسي والأمني والاقتصادي متأزما.

واستطلعت “طريق الشعب” آراء ناشطين ومواطنين ومراقبين في شأن الاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات المبكرة. وقد عبّر أغلب المستطلعين عن خيبة أملهم في ما يجري، ما دامت القوى المتنفذة تتحكم بالقرارات المصيرية وحدها، ولم تجر الاستجابة لمطالب تشرين.

ويرهن المواطنون المشاركة الانتخابية بـ”توفر مستلزمات أجرائها بصورة نزيهة وشفافة”.

شروط ومستلزمات 

وقال الناشط المدني علي إبراهيم في حديثه لـ”طريق الشعب”, انه لن يشارك  في الانتخابات القادمة ولن يسجل اسمه كموظف في المفوضية كونه مؤمنا بان “الانتخابات القادمة لن تساهم في عملية التغيير المرجوة, وذلك بسب تفشي السلاح المنفلت وازدياد عمليات الاغتيال التي تطال ناشطين ومرشحين أيضا إضافة لعمليات التزوير”.

واضاف ان “الانتخابات المبكرة التي طالب بها المنتفضون، كانت وفق شروط محددة, أهمها  محاسبة قتلة المتظاهرين والكشف عن الجهات التي تقف خلفهم وتدعمهم وتسهل مهامهم” .

ووفقا للناشط فان الانتخابات بحاجة الى “مستلزمات ضرورية” يجب على الحكومة توفيرها من اجل انجاحها, موضحا ان أهمها ما يتعلق بـ”البيئة الامنة وحصر السلاح بيد الدولة وتفعيل قانون الأحزاب ومنع الأحزاب التي تمتلك اجنحة مسلحة من خوض الانتخابات، وايجاد مفوضية انتخابات مستقلة لا يتم التأثير عليها”.

وعد ابراهيم ان “الحكومة الحالية غير جادة في ما تطلقه من وعود، ولا يعول عليها”.

لا جدوى منها

أما المواطن فاضل جاسم، فقال لـ”طريق الشعب”، ان “مشاركة الناخب من عدمها لا تغير من المعادلة شيئا، وان العملية الانتخابية محسومة لجانب القوى السياسية المتنفذة منذ الان”.

ورهن جاسم مشاركته في الانتخابات “بتوفر بديل سياسي حقيقي جديد, لا تحوم حوله شبهات فساد، لكي تتحقق عملية التغيير”.

خيبة أمل 

فيما أشّر علي حمزة (مواطن آخر) خيبة امل كبيرة بين أوساط الكادحين وذوي الأجور اليومية, بسبب عدم اهتمام الحكومات بمعاناة وقوت كادحي الشعب.

وتابع في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “المشاركة من عدمها غير نافعة، كون ان العملية السياسية في البلد مرهونة بإرادة أحزاب متنفذة، تعتاش على المحاصصة والفساد والسرقات”.

وما يعتقده حمزة، هو انتخابات تشرين، إن أجريت، لا تتعدى “إعادة تدوير الوجوه، لا اكثر”.

وزاد ان “التجارب المريرة في الدورات البرلمانية السابقة والحالية, رسخت قناعة لدى الناس بان القوى السياسية الموجودة حاليا، لا يمكن لها ان تحقق امال وتطلعات الشعب العراقي بل سيزداد الوضع سوءا”.

فقدان الثقة

واختزل المواطن احمد جواد اهم أسباب مقاطعة المواطن للانتخابات القادمة بـ”فقدان  الثقة بالمنظومة السياسية”.

ويخمن جواد ان تشهد العملية الانتخابية تزويرا كبيرا يضمن للقوى المستفيدة “الالتفاف على إرادة المواطن”. 

وتساءل المتحدث عن البرامج الانتخابية للمرشحين التي غالبا ما تذوب مع وصول المرشحين الفائزين الى قبة البرلمان؟

وتماشيا مع ما طرحه المتحدث السابق، يؤكد المواطن عدي جبر، انه كان من المشاركين في الانتخابات السابقة، الا انه لم يلمس أي تغيير حقيقي في أداء البرلمانيين.

ويستبعد جبر ان تتمكن المنظومة السياسية الراهنة من بناء البلد “فهي غير قادرة على توفير حصة تموينية. كيف يمكن للمواطن ان يثق بها بعد؟”.

عوامل عدة

الى ذلك، قال سرمد إبراهيم, ان “الشباب العراقي لم يلمس أي تغيير حقيقي منذ تغيير النظام للآن، سواء على مستوى الخدمات او تمكين الشباب وتوفير فرص العمل للعاطلين والخريجين”.

ويجد ابراهيم انه “لا بديل عن مقاطعة الانتخابات، كون المتنفذين في السلطة يمتلكون سلاحا خارج اطار الدولة، ومالا سياسيا ضخما وماكنات إعلامية”، معتقدا ان هذه “عوامل ستساهم بشكل كبير في إعادة تدويرهم”.

ويصف ابراهيم الممارسة الانتخابية بالعراق بأنها “شكلية ومجرد روتين ديمقراطي، الغرض منه هو كسب الشرعية امام المجتمع الدولي”.

ويعتبر المتحدث ما يجري هو “استغفال بعض المرشحين للمواطنين, حيث ان المرشح يطلق الوعود بالخدمات وحمل هموم الفقراء ومساعدة المحتاجين وتحسين الواقع الخدمي، وبمجرد ان يثبت فوزه في الانتخابات، ينسى من انتخبه ومن ساعده في الوصول الى السلطة”.

رسائل محبطة

وعلى صعيد متصل، ارجع الباحث في الشأن السياسي، وائل الحازم، سبب استياء المواطن وعدم ثقته في المنظومة السياسية “لعدم تقديم أي برنامج وطني, ولم يسعوا بشكل صحيح الى بناء الدولة ومؤسساتها, بل انشغلوا بسرقة المال العام وقتل المعارضين”.

وأشار الى ان هذه الأفعال هي كلها رسائل محبطة يتلقفها المواطن العراقي بشكل سلبي، ما أدى بالتالي الى جعل الثقة مهزوزة.

وبين المتحدث لـ”طريق الشعب”, ان من أسباب الدعوات الى المقاطعة هو ان المقاطعين متيقنون من إمكانية تلاعب الكتل السياسية المتنفذة بنتائج الانتخابات, من خلال السلاح المنفلت واستغلال النفوذ.

ويلاحظ ان “امين بغداد وبعض مدراء البلديات نصبوا انفسهم كمرافقين لبعض النواب لاصلاح تكسرات الشارع والتي هي من واجبات البلدية”.

ويرى الحازم ان “المقاطعة ليست هي الحل. انما يجب حث الناس من اجل الضغط على الحكومة، ومن ثم التحشيد نحو المشاركة في الانتخابات لضمان تمثيل حقيقي للشريحة الوطنية”، مرجحا “إمكانية معالجة أسباب المقاطعة، وعدم الذهاب نحو رفض المشاركة في الانتخابات”.

********************

وزارات ترفض التوقيع على بروتوكول الابلاغ عن حالات العنف

مشرعون يطالبون بـ «تجريم» عمالة الأطفال!

بغداد ـ طريق الشعب

يواجه الاطفال في العراق تحديات كبيرة تجبرهم في أحيان كثيرة على ترك مقاعد الدراسة والنزول للعمل، حيث يتعرضون هناك الى شتى أنواع الانتهاكات، فضلاً عن انعكاسات سلبية، يفرضها عليهم الواقع السياسي والاجتماعي. 

ودعت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، مؤخراً، لتجريم عمالة الأطفال في العراق، مطالبة الحكومة والبرلمان باتخاذ “قرارات ملزمة” لإيقاف ظاهرة عمالة الأطفال.

الأطفال خارج أولويات الدولة

وتقول المتخصصة في أدب الطفل، طاهرة داخل، إن “اطفال العراق يعانون نكبة كبيرة، انعكست عليهم بشكل واضح في مدارسهم وبيوتهم، لأن كل قضية اجتماعية وسياسية لها مردود على الاسرة والطفل”.

وأضافت لـ”طريق الشعب”، أن “الانظمة السياسية التي قادت البلاد طيلة العقود الماضية، وضعت الطفل العراقي خارج أولوياتها. الاهتمام بالطفل على كافة المستويات يحتاج الى ميزانيات كبيرة، لا توفرها الحكومات”.

وأوضحت ان “مجلس النواب يواصل تأجيله تشريع قانون هيئة رعاية الطفولة التي من شأنها الارتقاء بوضع الاطفال في البلاد، ومناقشة ما يتعلق بتقارير الامم المتحدة”.

وذكرت داخل ان “العراق وقع بروتوكولين اثنين جرى الحاقهما باتفاقية حقوق الطفل، حيث يمنع البروتوكول الاول استخدام الاطفال في النزاعات المسلحة، والثاني يمنع الاتجار واستخدامهم لأغراض الدعارة”.

ولفتت الى أن “ما يهمنا هو التوقيع على البروتوكول الثالث، الذي صدر عن الامم المتحدة والذي يسمى بالبلاغات، حيث يوجب هذا البروتوكول في حالة تعرض الطفل للعنف، ان يبلغ عن الحالة لتأخذ المؤسسة الاجراءات بحق الشخص المعنِّف”، مؤكدة أن عددا من الوزارات لم تؤيد “التوقيع على هذا البروتوكول”.

عمالة الأطفال

ودفعت الظروف الاقتصادية، كثيرا من العائلات الى زج أبنائها في العمل ضمن ميادين مختلفة، مما يعرضهم الى انتهاكات عديدة.  وعلى أثر ذلك، دعت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، لتجريم عمالة الأطفال في العراق، مطالبة باتخاذ “قرارات ملزمة” لايقاف استغلال الأطفال في العمالة الشاقة.

وقال نائب رئيس اللجنة، قصي عباس إن “استغلال الأطفال في العمالة بالعراق مدعاة للقلق، ويجب أن يتوقف هذا الأمر”، مشددا على ضرورة “تجريم من يستغل عمالة الاطفال”.

وأشار الى أن “استغلال الاطفال في العمالة يعتبر انتهاكا صارخا بحق الطفولة وعلى الجهات التنفيذية أن تلجأ الى اجراءات قانونية بحق كل من يستغل الاطفال في العمالة، وخصوصا الشاقة التي لا تتلاءم مع أعمارهم”.

وأكد أن “ملف عمالة الاطفال يحتاج إلى معالجة قانونية، للحد من هذه الظاهرة المنتشرة في الشارع، في ظل وجود الفقر وانتهاكات بعض ذوي الأطفال لحقوقهم، وعدم الاهتمام بهم، وتركهم في التقاطعات ما يعرضهم الى الخطر”.

عمالة في ظروف صعبة

نائب رئيس اتحاد نقابات عمال العراق، عدنان الصفار، قال ان “الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لعموم الشعب تضطر هذه ‏العوائل ان تدفع ابناءها للعمل”، مردفا “ان هذا ليس تبريراً لدفع الاطفال للعمل، ‏انما مكانهم الحقيقي في المدارس”. ‏

وأضاف الصفار ان “عمالة الاطفال الان في اسوأ حالاتها؛ اذ هم يعانون من ظروف عمل شاقة ‏جداً، واوقات عمل طويلة بالنسبة لأعمارهم، حيث تصل ساعات عملهم الى 8  يومياً، مع اجور ‏متدنية جداً”، مشيراً الى “تعرضهم الى كل اشكال العنف اثناء العمل، وهذا ما ‏أثبتته التقارير الصادرة عن اليونيسيف ومنظمة العمل الدولية”. ‏

وأكد الصفار ان “المنظمات المعنية بحقوق الطفل تؤكد ان هناك مجاميع مسلحة وافقت ‏على عمل الاطفال ضمن صفوفها، وهم في سن 13 سنة”. ‏

وطالب الصفار الحكومة بـ”إعادة ‏الاطفال الى المدارس، للحد من عمالتهم”، مشيراً الى ان “المعالجات الحكومية لعمالة الاطفال وعسكرتهم، ‏تكاد تكون معدومة، مع ازدياد تحذيرات منظمات العفو الدولية من خطورة ‏استمرار هذه الظواهر، لدى الاطفال في العراق”.   ‏

*************************

في اليوم العالمي للامتناع عنه

دعوات لمواجهة انتشار التدخين بين الشباب

بغداد ـ طريق الشعب

تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في العالم، في 31 أيّار من كل عام باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، مع إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه.

وتصنف المنظمة التبغ بأنه أهم سبب منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي، حيث  يؤدي حالياً إلى إزهاق روح واحد من كل عشرة بالغين في شتى أنحاء العالم. وفي العراق يبدو ان موضوع التدخين اصبح شائعا بكثرة بين صفوف الشباب والمراهقين وطلبة المدارس بسبب انتشار المقاهي بصورة كبيرة, وغياب الرقابة الصحية, واستسهال المجتمع للظاهرة.

جولة في المقاهي

ومن داخل بعض المقاهي في بغداد، برر عدد من الشباب ارتيادها بمحاولة قضاء بعض أوقات فراغهم في تدخين الاراكيل مع اصدقائهم, والذين أقروا بوجود مضار لها، لكنهم يعللون استمرار ذلك بغياب “البديل عنها: المساحات الخضراء، والاندية الرياضية او ملاعب كرة القدم”، لذا فهم يعتقدون ان ارتياد المقاهي “وسيلة للترفيه”.

قصة مدمرة

ويروي حسين الاسدي، من داخل أحد المقاهي البغدادية الشهيرة، قصة مرضه بسبب تدخين الاركيلة, لـ”طريق الشعب”, قائلا: “ادخن الاركيلة منذ كان عمري 14 عاما في المنزل والمقاهي بدون توقف، وقد نصحني عدد من الاصدقاء بترك التدخين او التقليل منه، لكني لم التفت الى كلامهم الا بعد تعرضي لوعكة صحية، جعلتني ارقد في المستشفى لعدة ايام”.

ويضيف الاسدي “تعرضت الى مشاكل في التنفس وحالات اختناق متكررة نقلت على اثرها الى المستشفى، وبعد اجراء الفحوصات تبيّن أني اعاني من التهاب رئوي مزمن بسبب التدخين”, مشيرا الى ان “الاطباء حذروني من اجهاد نفسي او تعريضها للأتربة او العطور, ومنعوني من الاقتراب للمدخنين. وقالوا ان معاودة التدخين تعرضك لسرطان الرئة”.

واقع مرير

من جانبه, يتحدث المدرس احمد حسين, بحسرة كبيرة عن اعداد غير قليلة من طلبة المدارس المتوسطة والاعدادية من المدخنين للسكائر, والمرتادين للمقاهي.

ويقول حسين لـ”طريق الشعب”, “اشاهد بحسرة وألم اعدادا من صغار الأعمار من الطلبة وهم يدخنون السكائر، ويرتادون المقاهي دون متابعة من الجهات المعنية وسط غياب للرقابة المنزلية والمجتمعية”, معللا سبب ذلك بـ”استسهال المجتمع ظاهرة التدخين وعدم ايلائها اهمية من قبل الجهات الحكومية او حتى منظمات المجتمع المدني”.

وتقدر الاحصائيات العالمية، ان نسبة الوفيات في العالم بسبب التدخين تقترب من 6 ملايين شخص سنوياً، منهم أكثر من 000 600 شخص من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان بشكل غير مباشر. وإن لم نتخذ التدابير اللازمة فسيزهق هذا الوباء أرواح أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً حتى عام 2030. وتسجل نسبة 80 في المائة من هذه الوفيات التي يمكن الوقاية منها في صفوف الأشخاص الذين يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

قوانين رادعة

من جهتها, تدعو الباحثة في الشأن الاجتماعي هدى العلي الى وضع تشريعات وسنّ قوانين تحاسب المروجين للتدخين بالغرامة المالية, وتعاقب من يشجع القاصرين على هذا الافعال.111 وتقول العلي لـ”طريق الشعب”, ان “الرقابة الاسرية تلعب دورا كبيرا في عدم انحراف القاصرين عن جادة الصواب، وعدم تأثرهم بالمغريات الاجتماعية”, مشددة على “ضرورة قيام حملات توعية وارشادات من قبل وزارة الصحة في المقاهي والمدارس والجامعات والتعريف بخطر التدخين ومضاره الصحية”.وتشدد العلي على “ضرورة توفير المرافق الترفيهية للأطفال واليافعين وللعوائل من اجل اشغالهم عن هذه العادة السيئة”, ناصحة بـ”فرض ضرائب كبيرة على السكائر والمعسل والفحم من اجل تقليل استخدامها, وتشجع الشباب على ترك التدخين من خلال توفير فرص العمل والدورات التدريبية والندوات التثقيفية”.

دراسة استقصائية

ونشرت مجلة The Lancet العلمية دراسة استقصائية تم فيها جمع إحصاءات على مدار 30 عاما في الفترة الممتدة من عام 1990 إلى عام 2019، شملت 204 دولة حول العالم، وتم فيها جمع 3625 عينة لدراستها على مستوى العالم. 

وأشارت الإحصاءات إلى تزايد أعداد المدخنين بشكل عام ليصل العدد إلى 1.1 مليار مدخن في عام 2019، في الوقت الذي كان فيه التدخين سبب وفاة 7.7 مليون شخص، بما يمثل في ذلك وفاة رجل من 5. 

ويشعر العلماء بالقلق من ارتفاع معدل التدخين بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، في الوقت الذي لم تظهر فيه أكثر من نصف دول العالم أي تقدم في الحد من التدخين ومحاربته. وبحسب الإحصاء، فإن شابا من بين 5 شباب يدخن، في الوقت الذي تدخن فيه شابة واحدة من بين 20 شابة حول العالم، وبدأ تسعة أشخاص من أصل 10 التدخين قبل سن الـ25. 

ويكمن الهدف النهائي لليوم العالمي للامتناع عن التدخين في المساهمة في حماية الأجيال الحالية والمقبلة من عواقب التدخين الصحية المدمرة، ومن المصائب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخانه.

*********************

الصفحة الخامسة

من أسباب تلوث بيئتنا 

النفايات الطبية

خطر تتعامل معه “كوادر غير مدربة”!

بغداد – وكالات

تشكل الآلية التي تتبعها المستشفيات العراقية في التخلص من النفايات الطبية “سبباً لتلوث الأجواء، وزيادة أعداد المرضى” – بحسب عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي.

وتشمل النفايات الطبية مخلفات العمليات الجراحية وعلاج المرضى، بما فيها الأجزاء المستأصلة من الجسم.

عالميا، يتم التعامل مع هذه النفايات بإحدى الطريقتين: أما الحرق، وهذه متبعة على نطاق واسع في العراق، أو وضع النفايات في جهاز فرم خاص يحتوي على مواد تعقيم. وهي الطريقة الأكثر أمانا كونها صديقة للبيئة.

خلل تعاقدي

يقول مدير “مستشفى الزهراء” في بغداد، عباس الحسيني، ان هناك “خللاً تعاقدياً” أوقف عمل أجهزة فرم النفايات الطبية، التي يُطلق عليها أيضاً “المثرامة”، في مشفاه و”مستشفى ابن البلدي” في الرصافة، ما اضطرهما إلى اللجوء لأسلوب الحرق، موضحا في حديث صحفي، أن “النفايات توضع في صندوق محكم الغلق، بعد حساب وزنها، ثم تحرق داخل المستشفى ذاتها ولا تخرج مطلقاً، ويتم التعامل معها بكل حذر”.

لكن هذه الطريقة “خطرة” على البيئة، ومضرة بالصحة العامة – وفق ما يراه عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي، الذي يفيد بوجود “خلل كبير” في إدارة ملف النفايات الطبية في العراق، وذلك بحسب تقارير توّفرت لدى دائرته وقدمها إلى وكالة أنباء IQ NEWS.

محارق قليلة وكوادر غير مدربة

وترصد التقارير المشار إليها “قلة أعداد محارق النفايات في المستشفيات، او قدمها او عطلها، وعدم القيام بإجراءات دفن النفايات التشريحية والاكتفاء بالحرق غالبا، مع عدم توفر منظومة معالجة ثلاثية للنفايات السائلة في اغلب المستشفيات، وقلة او رداءة نوعية الاكياس الواجب توفرها للتعامل مع النفايات المختلفة، فضلا عن ضعف آلية التعامل مع النفايات حسب المعايير الصحية والبيئية”.

وتنوّه التقارير أيضا، إلى “قلة أجهزة التعقيم مقارنة بأعداد المستشفيات، وعدم تدريب الكوادر المعنية بالتعامل مع النفايات الطبية، بالشكل الكافي، إلى جانب عدم وجود وسائل توعية حول آلية التعامل مع النفايات بالنسبة للمرضى ومرافقيهم”.

الصحة لا تلتزم بتعليمات البيئة!

وتلفت تقارير المفوضية، إلى “عدم التزام الكثير من المؤسسات الطبية بتعليمات دوائر البيئة، رغم الغرامات التي تفرض عليها حول مخالفات تخص التعامل مع النفايات”. كما تؤشر وجود مواقع طمر صحي قرب المستشفيات ومراكز عزل مرضى كوفيد “إذ يتم حرق النفايات ليلا ما يتسبب في تلوث الأجواء وانبعاث غازات خطرة”.

ويشير البياتي، إلى أن قضية وباء كورونا تشكل خطورة إضافية في موضوع النفايات “فكل ما يخص المريض وعلاجه سيكون ملوثا، وقد ينشر المرض في حال عدم التعامل معه حسب اللوائح الصحية والبيئية”، مستدركا “لكن وفق المؤشرات المذكورة، لا نعتقد بأن هناك سياسة 

واضحة لدى المؤسسات الصحية، في شأن آلية التعامل مع نفايات المرضى، غير الإجراءات التقليدية”.

ويبيّن أن “هذه المشكلة تعود لسنوات، وتعانيها مناطق سكنية مثل الزعفرانية. حيث يتم حرق النفايات في معسكر الرشيد”.

العجز المالي

من جانبه، يؤيد عضو لجنة الصحة البرلمانية، سلمان الغريباوي، ما قاله كل من مدير “مستشفى الزهراء” وعضو مفوضية حقوق الإنسان حول “النقص” في أجهزة فرم النفايات الطبية.

ويعزو الغريباوي هذا “النقص” إلى “العجز المالي في وزارة الصحة”، مشيراً في حديث صحفي، إلى أن مخلفات بعض المستشفيات ترسل إلى أماكن الطمر الصحي و”نحن نحتاج إلى أكثر من مثرامة” للتخلص منها بطريقة أقل ضرراً على البيئة.

المؤسسات الصحية لا تحترم قراراتها!

يذكر البياتي، أن “لدى العراق قانونا خاصا لحماية وتحسين البيئة، وهو القانون رقم 27 لسنة 2009”، مبينا أن “هذا القانون غير فعال تقريبا، بسبب عدم احترام المؤسسات الصحية وغيرها لقراراتها وحتى غراماتها التي تفرضها”.

ويلفت إلى أن من بين أسباب مشكلة النفايات الطبية في العراق، هو عدم تشكيل أو تفعيل “مجلس حماية وتحسين البيئة” الذي من المفترض تشكيله في كلّ محافظة برئاسة المحافظين وعضوية الجهات المعنية، مبيناً أن هذه المجالس تتولى في حال تشكيلها، المحافظة على الجانب البيئي ومراقبة أداء المؤسسات، ومساعدة مديريات البيئة في عملها وتقديم الدعم لها.

***********

ديالى

تحذير من تعرض نصف السكان

إلى «كوارث معيشية»

بعقوبة – وكالات

حذر رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد حاتم التميمي، من تعرض نصف سكان المحافظة إلى كوارث معيشية بسبب إلغاء الخطط الزراعية الصيفية فيها على خلفية شح مياه “نهر ديالى”.

وأوضح التميمي في حديث صحفي، إن “شح المياه والجفاف دفعا إلى إلغاء الخطة الزراعية الصيفية في ديالى باستثناء المناطق المحاذية لنهر دجلة، ما يسبب اضرارا مادية جسيمة لنصف اسر المحافظة من المزارعين الذين يعتمدون الزراعة كمورد معيشي اساسي”.

ودعا التميمي الجهات المسؤولة في المحافظة، الى اعتماد تقنيات الري الحديثة (التنقيط) وتشجيع المزارعين على التوجه نحو هذه التقنيات، ومنحهم القروض الزراعية لشراء منظومات الري، ما يساهم في تأمين المياه للخطة الزراعية الصيفية.

كما طالب بـ”تشكيل هيئة تنسيقية لمفاوضة الجانب الايراني من أجل استحصال الحصص المائية، الى جانب التنسيق مع حكومة كردستان حيال الاطلاقات المائية وتعزيز بحيرة حمرين”، مشيرا إلى أهمية “إجراء دراسات ومسوحات مكثفة للاستفادة من المياه الجوفية، واطلاق خطة شاملة لتبطين الانهر والجداول ومنع هدر المياه والعمل على ضمان وصول الماء إلى جميع مناطق المحافظة”.

وتؤكد مصادر رسمية فقدان ديالى أكثر من 70 في المائة من ايراداتها المائية بسبب شح الأمطار وانقطاع الامدادات المائية من تركيا وايران. كما ذكرت وزارة الموارد المائية، ان ديالى هي الاكثر تضررا من الازمة المائية الحالية.

****************

مواساة

*بألم وحزن عميقين تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في روسيا الاتحادية رفيقنا العزيز، المناضل والنصير الشيوعي عبد الخالق حسين سالم المراني (أبو خلود)، الذي توفي في موسكو بعد مرض عضال لم يمهله طويلا.

والراحل من عائلة شيوعية مناضلة. وقد انضم مبكرا الى اتحاد الطلبة العام ثم إلى حزبنا الشيوعي الذي ناضل في صفوفه الى آخر لحظة من حياته. كما التحق في وقت مبكر بحركة الأنصار الشيوعيين العراقيين، وعمل في موسكو بنشاط وتفان كبيرين في منظمة الحزب وجمعية العراقيين المقيمين في روسيا.

وفي هذه المناسبة الأليمة نتقدم بالتعازي الحارة الى عائلة رفيقنا في العراق والى اهله وأقربائه وأصدقائه في روسيا وبالأخص زوجته وابنه ميلاد.

الذكر الطيب لرفيقنا العزيز أبو خلود والصبر والسلوان لعائلته واهله واقربائه وأصدقائه.

*تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في أربيل الرفيق شيروان عدو محمد بوفاة زوجة شقيقه اثر مرض عضال لم يمهلها طويلا.

للفقيدة الذكر الطيب ولرفيقنا شيروان والعائلة الكريمة جميل الصبر والسلوان.

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية الرفيق يحيى سالم. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

*********************

الصفحة السادسة

وقفة اقتصادية

أزمة النقل في بغداد

والحلول المؤجلة

ابراهيم المشهداني

يبدو أن الساكن في مدينة بغداد العاصمة أو الوافد لقضاء حاجة ما ينظر إلى شوارعها المزدحمة والمكتظة بملايين السيارات ويتلمس عمق الأزمة التي يواجهها مستخدمو الطريق  والبيئة الأشد خطرا على حياة الناس  بفعل عوادم السيارات التي تنفث  سمومها الهيدروكربونية  القاتلة التي تنشر الامراض مع تزايد عدد السكان الذي يربو على سبعة ملايين نسمة، وقد يتضاعف في السنوات العشر القادمة اذا استمر معدل النمو السكاني الذي يقترب من  3 بالمائة وهي اعلى نسبة في العالم، يدرك مدى عجز  الحكومة العراقية أمام مشكلة خطيرة غير قابلة للانتظار لها بدايات ولكن نهاياتها تبقى مفتوحة إلى اجل غير مسمى.

ولا شك أن التحدي الأكبر لتنفيذ مشروع مترو بغداد من بين العديد من التحديات تتمثل في غياب الإرادة الحكومية وجدية الأطراف المسئولة عن التنفيذ المباشر وفي المقدمة منها أمانة بغداد، والواقع أن حل هذه المشكلة لم يكن مجهولا بالنسبة للحكومات السابقة  فان خطواته  الاولى استهلت في مشروع المترو التي  بدأت بواكيره في عام 1981 ووقتها كان الوضع الاقتصادي والوضع المالي يسمح بوضع التصاميم التي أعدتها الشركات الفرنسية إلا ان الاستمرار بالحرب وتكاليفها الباهظة والحصار الاقتصادي حال دون تنفيذ هذا المشروع الحيوي وظل في دهاليز أمانة بغداد لأكثر من عقدين، لكن الاخيرة أعلنت في عام 2007 إعادة النظر بتفعيل هذا المشروع واكدت حينها أن هذه السنة ستكون سنة تنفيذ المشروع، وتكرر الحديث عنه في عام 2008 لتعلن عن خطط لتنفيذ المشروع بكلفة مليار دولار لكن يبدو أن كلفته هذه هي نفس كلفة عام 1981 بدون حساب للمتغيرات السعرية  التي طرأت على مدى ثلاثة عقود من حيث الكلفة واختلاف التعديلات على التصاميم التي فرضتها الظروف الجديدة ومستويات الأسعار على المستوى العالمي. وفي نيسان من عام 2013 عادت الأمانة لتخرج ملف المشروع من أدراجها وتعلن أن شركة سيسترا الفرنسية قد باشرت بتطوير التصاميم القديمة لتقفز الكلفة التخمينية إلى 7،5  مليار دولار، وبغض النظر عن هذه التقديرات المبالغ فيها بغرابة فإن الوضع المالي كان ملائما لتفعيل المشروع فضلا عن الوضع الأمني، وفي هذه المرحلة لو بدا التنفيذ لكان البغداديون في اتم السعادة لتكتحل عيونهم في عام 2018 بمشاهدة صرح حضاري عملاق. لكن الإرادة السياسية غابت مرة أخرى بسبب حسابات الحقل والبيدر من قبل السياسيين الفاسدين، ليعود المشروع إلى أدراج الأمانة مرة أخرى.

ولكن على الرغم من هذه الخيبات المتكررة فان فكرة المشروع ما زالت تحتفظ بحويتها بسبب تفاقم الأزمة المرورية التي تتحول مع الوقت إلى أزمة اقتصادية اجتماعية عامة مع أن المشروع سياتي بالنفع لكافة الشرائح الاجتماعية في بغداد ليشمل مناطق الصدر والاعظمية والكاظمية والمنصور والكرادة والوشاش والبياع وصولا إلى الدورة وأنه سيكون جاذبا ومغريا للشركات الاستثمارية العالمية المتخصصة في هذا المجال.

إن اللقاء الذي جرى بين أمينة بغداد والسفير البريطاني بحضور رئيس هيئة الاستثمار وهيئة المستشارين في عام 2018  لبحث سبل التعاون الثنائي وتنفيذ مشروع المترو بعد اكمال شركة سيسترا الفرنسية الاستشارية الهندسية جميع التصاميم والمتطلبات الخاصة ومن ثم البحث في آلية تنفيذ المشروع بأسلوب الاستثمار لكنه لم يسفر عن شيء، ومن أجل الوصول بالمشروع إلى نهايته المنطقية نعتقد أن من المستحسن دعوة مجموعة من الشركات العالمية العريقة في مثل هذه المشاريع وهي نفس الشركات التي سبق وأن تقدمت بطلبات التنفيذ وهي شركات نمساوية والمانية وفرنسية وأمريكية وروسية وكورية بالإضافة إلى الشركات البريطانية مع الاخذ ينظر الاعتبار الأفضلية للدولة المساهمة الأكبر في  تعمير المدن التي خربها الارهابيون. كما نرى أن المشروع على أهميته الاستراتيجية لوحده غير كاف ما لم تضع الدولة استراتيجية استيرادية تحد من التدفق العشوائي للسيارات والحد من الهجرة الاعتباطية إلى مدينة بغداد وعدم تجاهل مشروع القطار المعلق الضروري لتحقيق نفس الهدف.

******************

العراق يحتل المرتبة 80 عالمياً في مستوى الفقر

في العالم ثروات تؤمّن العيش الكريم.. وما زال «الفقر مدقعاً»

بغداد ــ طريق الشعب

دعا خبراء اقتصاديون الجهات الحكومية المعنية الى طرح وتنفيذ خطط “واضحة وجريئة” لمعالجة ارتفاع معدلات الفقر، التي لا تزال تتفاقم بسبب غياب الآليات الحكومية، في ظل استمرار تفشي جائحة كورونا، الذي أدى الى شلل حركة العمل في الأسواق.

وينصح الاقتصاديون بالاهتمام بالقطاع الخاص “لزيادة فرص العمل”، فيما تؤكد وزارة التخطيط أنها بانتظار التخصيصات المالية لاطلاق “استراتيجية التخفيف من نسب الفقر”.

وفي تلك الاثناء، كشف نواب عن رفع حجم مخصصات شبكة الحماية الاجتماعية في موازنة العام 2021، “لإعانة العائلات الفقيرة في المحافظات الأكثر فقراً”، مردفين أن “خفض نسب الفقر يحتاج إلى وقت، لأنها مرتبطة بحقب سابقة وتداعيات كثيرة”.

وفي تصنيف جديد لمجلة “غلوبال فاينانس” المتخصصة، فان العراق احتل المرتبة الـ80 عالميا، والسابعة عربيا بين أكثر الدول فقرا خلال العام 2021.

وقالت المجلة ان تصنيفها شمل 194 دولة مدرجة بالجدول من حيث نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي.

واشارت الى ان “تم قياس مدى فقر أو ثراء أمة معينة مقارنة بأمة أخرى على أساس نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من خلال تعويض الفروق في تكاليف المعيشة ومعدلات التضخم”، مؤكدة أن “العالم يمتلك ما يكفي من الثروة والموارد لضمان تمتع الجنس البشري بأسره بمستوى معيشي أساسي، ومع ذلك، ما يزال الناس في بلدان معينة يعيشون في فقر مدقع”.

البطالة.. محرك تظاهرات تشرين

وقال وليد خدوري، الباحث في الشأن الاقتصادي، في مقال مطول طالعته “طريق الشعب”، انه برغم “الريع النفطي العالي” الذي يتجاوز 70 مليار دولار سنويا، الا ان “نسب الفقر في البلاد تتصاعد منذ احتلال 2003”، معللا ذلك بـ”الانتشار غير المسبوق لسرطان الفساد، والهدر المالي في القطاع العام”، الذي قاد الى زيادة البطالة “بالذات في المحافظات الجنوبية”.

ولفت الى أن البطالة كانت أبرز أسباب الحراك الشعبي الواسع والتظاهرات في المحافظات الجنوبية.

تدهور أسواق العمل

وبحسب المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، فإن إحصاءات العمل تشير إلى المزيد من التدهور في أوضاع سوق العمل، حيث سجل معدل مشاركة الشباب بين 15 - 24 عاماً تراجعاً ملحوظاً. وزاد معدل البطالة نحو الضعفين في المحافظات المنكوبة بالإرهاب، حيث سجلت 21 في المائة مقارنة بباقي المحافظات البالغة 11 في المائة.

وذكر الهنداوي، أن دراسة مسح للفقر في العراق لعام 2018 تشير إلى أن نسبة إنفاق الأسرة قد تغيرت ما بين الأعوام 2014 و2018 لتصبح نسبة الإنفاق على المجموعة الغذائية بالمرتبة الأولى (32 في المائة)، تليها مجموعة الوقود والإضاءة (24 في المائة)، ثم النقل بالمرتبة الثالثة (12.1 في المائة)، والملابس والأحذية بالمرتبة الرابعة (6.4 في المائة)، ثم الأثاث والتجهيزات المنزلية بالمرتبة الخامسة (5.2 في المائة).

ويربط لخدوري، نسب الفقر العالية في العراق بـ“الحروب والنزاعات المسلحة الداخلية والحصار الأممي خلال عقد التسعينات”، مردفا “لكن المشهد الرئيسي لهذا الفقر هو الفوضى والهدر في إدارة الدولة والفساد غير المسبوق خلال العقدين الماضيين”.

مكافحة الفقر بانتظار تخصيص مالي

وبفعل تفشي وباء فيروس كورونا، وانخفاض أسعار النفط، وتوقف أغلب المشاريع في جميع القطاعات الاقتصادية، طال ضرر بالغ العاملين بالأجر اليومي المحدود.

وتزعم جهات حكومية أنها تبحث عن بدائل مالية لانخفاض سعر النفط.

ووفقا للهنداوي، فإن استراتيجية الوزارة للتخفيف من نسب الفقر “بحاجة إلى أموال لتنفيذها”، مشيرا الى أن الحكومة رفعت حجم مخصصات شبكة الحماية الاجتماعية.

الحروب فاقمت الإحصائيات

وبهذا الصدد، تحدث رئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية في مجلس النواب، حسين عرب عن مخصصات تقدر بتريليوني دينار عراقي (نحو 1.3 مليار دولار)، لإعانة العائلات الفقيرة في المحافظات الأكثر فقراً.

ويضيف أن اللجنة حرصت على إعطاء قروض للشباب وإنشاء مشاريع مدرة للدخل، وتدريبهم وتوفير فرص عمل لهم وفق خطة تدريجية، فضلاً عن شمول العديد من الأسر بشبكة الحماية الاجتماعية.

ولفت عرب إلى أن خفض نسب الفقر يحتاج إلى وقت، وليس شهراً أو شهرين، مبيناً أن “زيادتها تعود إلى حقب سابقة وتداعيات كثيرة، منها الحروب”.

توزيع غير عادل

ويدعو خبراء اقتصاديون إلى إعادة توزيع الثروات بشكل عادل، وتنفيذ خطط واضحة وجريئة لمعالجة ارتفاع معدلات الفقر.

ويقول رئيس مؤسسة عراق المستقبل للدراسات الاقتصادية منار العبيدي، إن “تقديرات البنك الدولي لمستوى خط الفقر تبين أن الدخل اليومي للفرد يبلغ 1.25 دولار، أي نحو 37 دولاراً شهرياً، وإن ما نسبته من 32 إلى 33 في المئة من العراقيين، الذين يبلغ عددهم 13 مليون مواطن، تبلغ إيراداتهم الشهرية 481 مليون دولار، ونحو 5.78 مليار دولار سنوياً”.

ويوضح العبيدي أن هذه الدراسة أعدت قبل تغيير سعر صرف الدولار، مؤكداً أن حجم المداخل انخفض نتيجة انخفاض قيمة الدينار.

ويضيف أن الموازنة العامة للدولة تشغيلية ومرتكزة في غالبيتها على فئة معينة من الشعب العراقي، مع إهمال الفئات الأخرى، في وقت يجب أن تسعى إلى إيجاد مشاريع استثمارية تهدف إلى تشغيل الشباب وإيجاد فرص عمل لهم وزيادة في مداخيل العراقيين، مشيراً إلى سوء في توزيع الإيرادات نتيجة الخلل في المصروفات التشغيلية. ويعتبر العبيدي أن الحل الوحيد لهذا الأمر هو تفعيل استراتيجية تخفيض مستوى الفقر، التي أعدتها وزارة التخطيط.

غياب الخطط الحكومية

ويرجع الخبير بالشأن الاقتصادي عبد الحسين الشمري زيادة نسبة الفقر والبطالة عام 2021 الى “غياب الخطط الحكومية واستمرار جائحة كورونا”، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالقطاع الخاص لزيادة فرص العمل.

ويشير الشمري إلى أن الصرف الكبير على الدرجات الخاصة ورواتب الموظفين (أكثر من 4 ملايين موظف)، مع وجود فساد مالي في كافة مفاصل الدولة، أديا إلى هدر كبير في المال العام واستنفاد الموازنة.

مكاتب عمالة وهمية

وكشفت لجنة العمل والشؤون الاجتماعية النيابية، امس الاحد عن وجود نحو مليون عامل اجنبي في البلاد، اغلبهم يعمل في الشركات النفطية.

وقال عضو اللجنة فاضل الفتلاوي في تصريح صحفي “ارتفعت نسب البطالة في البلاد، بسبب تواجد العمالة الاجنبية والتي يقدر عددها بالمليون شخص”.

وذكر الفتلاوي ان “مكاتب عمل وهمية قد تكون محمية من قبل جهات متنفذة تُدخل العمالة الاجنبية مقابل اجور الفيزا فقط، وتمنحهم رخصا غير رسمية للعمل في البلاد “.

*****************

نقابة الصيادلة: لم نستلم رد الحكومة على مقترح «الدولار الدوائي»

الصحة تنوي اقتراح استثناءات خاصة ببعض الادوية

بغداد ــ نورس حسن

قالت نقابة الصيادلة إن خفض قيمة الدينار أمام الدولار، فاقم كثيرا من معاناة المرضى، مشددة على ضرورة “مضي مجلس الوزراء في استكمال التصويت على مقترح الدولار الدوائي”. فيما أكدت وزارة الصحة، أنها رصدت مناشدات كثيرة من أصحاب المذاخر والصيدليات، والتي على أثرها تنوي مفاتحة “الجهات المعنية لوضع استثناءات خاصة ببعض الادوية”. وعبّر مواطنون من أصحاب الامراض المزمنة، عن معاناتهم من ارتفاع أسعار الادوية، في وقت تخلو فيه أغلب المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية من العلاجات، ما يضطر المرضى الى شرائها من الصيدليات الخارجية، بأسعار مرتفعة.

“التأمينات الصحية”

ويأمل المواطنون، وأغلبهم من الكادحين وذوي الدخل المحدود، من الجهات المعنية العمل على إعادة “التأمينات الصحية” لصالحهم، واستثناء العلاجات من التسعيرة الجديدة للدولار، التي فرضتها الحكومة.

سياقات هزيلة لإجراء العملية

المواطنة علياء نعمة (40 عاما) قالت لـ”طريق الشعب” ان ولدها ذا الـ 18 عاما، تعرض الى حادث، وتطلب وضعه الصحي الدخول فورا الى صالة العمليات. وتابعت انه بعد دخول ولدها الى غرفة العملية “فوجئت بان الكادر الطبي يطالبها بتوفير بعض الادوية والمواد الطبية الضرورية لإجراء العملية، والتي لا تتوفر في صيدلية المستشفى”.

وزادت نعمة انه “ضمن سياقات اجراء العملية لاي مريض، هناك توقيع إجباري على تعهد ينص على ان الكادر الطبي وإدارة المستشفى غير مسؤولين عن حياة المريض حال فقدان حياته، اثناء اجراء العملية، على الرغم من ان المستشفى نفسها تعجز عن توفير متطلبات اجراء العملية الضامنة لحياة المريض في صالة العمليات، بينما المريض تحت التخدير الكامل”.  

الرقابة الحكومية ضعيفة

من جهته، حمّل المواطن حسين علي (45 عاما) والذي يعمل سائق اجرة، ويقاسي مرض السكري المزمن، وزارة الصحة “مسؤولية ضعف الرقابة على الصيدليات الخارجية وشح العلاجات في المستشفيات الحكومية”.

وأكد علي لـ”طريق الشعب”، ان “علاجات الانسولين الحكومية شحيحة جدا، لذلك يجبر المواطنين على شرائها من الصيدليات الخارجية”، مبينا انه “قبل رفع سعر صرف الدولار، كان يعمل على شراء الدواء مقابل 10 الاف دينار من الصيدليات الخارجية، اما اليوم فارتفع السعر الى 13 الفا”.

استثناءات خاصة

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر لـ”طريق الشعب”، يوم امس، ان “اغلب الادوية والعلاجات متوفرة في جميع المراكز الحكومية، وتمنح مجانا الى المواطنين”، مشيرا الى أن وزارته تعمل على التواصل مع نقابة الصيادلة، التي عملت مؤخرا على ارسال مقترح الدولار الدوائي الى رئاسة الوزراء.

وأكد البدر أن “الوزارة تعمل على رصد مناشدات أصحاب المذاخر والصيدليات، وهي في صدد مفاتحة الجهات المعنية لوضع الاستثناءات”.

النقابة تترقب تفعيل مقترحها

الى ذلك، قال نقيب الصيادلة د. مصطفى الهيتي في حديث لـ”طريق الشعب”، انه عمل على “تسليم مقترح الدولار الدوائي في 7 كانون الثاني 2021 باليد الى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي”.

وأكد الهيتي، ان نقابته لم تتسلم ردا على كتابه الى الان، مردفا “هناك أحاديث عن ان المقترح سُلّم الى الجهات المختصة لدراسته”.

وأشار الهيتي الى ان “تغيير سعر صرف الدولار أدى الى تغيير اسعار اغلب المواد، ومنها الدواء، لذلك طالبنا الحكومة بتثبيت سعر الدولار، كما كان سابقا تحت مسمى (الدولار الدوائي)”، مضيفا ان ذلك “يؤدي بالنتيجة الى تثبيت أسعار الأدوية المتوفرة في الأسواق، ولا يجري تسريبها من المنافذ الحدودية”.

وأكد الهيتي انه “في حال طبق هذا الاقتراح فان المواطن سيحصل على الدواء بسعر مقبول، ويتم تسجيل الأدوية قبل عرضها في السوق. وبهذه العملية سنحصل على دواء آمن وفعّال”، ما يخفف ذلك كثيرا عن كاهل المواطنين خاصة من ذوي الدخل المحدود من الناحيتين المادية والصحية.

وشدد الهيتي على ان “حماية المواطنين وتوفير المتطلبات الصحية، مسؤولية حكومية وخلاف ذلك فان أسعار الادوية المستوردة ومحلية الصنع سوف ترتفع بنسبة 22 بالمائة عما كانت عليه في السابق، قبل إجراءات رفع سعر صرف الدولار”.

شح حتى في الأسّرة

فيما عقّب الصيدلاني حيدر علي، على حديث الناطق باسم وزارة الصحة، قائلا ان “المواطنين داخل المستشفيات الحكومية يقومون بشراء قناني المغذيات والعلاجات البسيطة، إضافة الى أجهزة فحص السكر والضغط وذلك لعدم توفرها”.

وقال علي: إن بعض المواطنين أكدوا له انهم وصل بهم الحال الى توفير اسرّة الى مرضاهم داخل المستشفيات من حسابهم الخاص.

وأضاف علي، ان عمل المستشفيات الحكومية اقتصر على التشخيص والنصيحة الطبية، مطالبا بضرورة العمل على استثناء أصحاب المذاخر الادوية من أسعار صرف الدولار المفروضة حاليا، وان يتم العامل معهم وقف التسعيرة القديمة.

مقترحات وحلول

من جانبه، قال عضو نقابة الصيادلة د. مثنى الطائي: ان “ارتفاع أسعار صرف الدولار اثر وبشكل كبير على جميع المواد بضمنها الادوية”.

ودعا الطائي الحكومة الى “استثناء الأدوية من قيمة صرف الدولار المفروضة حاليا أو إلغاء الضرائب والرسوم على الادوية، والمواد الأولية المستوردة”، مشيرا الى ان العراق “يفتقر الى صناعة المواد الأولية التي تدخل في تركيبة الادوية. وهذه المواد هي أيضا يتم استيرادها بالدولار، لذلك فإن الادوية محلية الصنع هي أيضا لا تقل تكلفتها عن الادوية المستورة، بعد التسعيرة الجديدة”.

***************

الصفحة السابعة

قراءة مختلفة لما يحدث في ميانمار

الشيوعي البورمي حول الانقلاب وخلفيته والحكومة والحركة الاحتجاجية

رشيد غويلب

يرى الشيوعيون في ميانمار، التي يفضلون ان تسمى بورما، أسوة ببعض قوى المعارضة الأخرى، أن انقلاب الأول من شباط العسكري كان نتاج الأزمة اجتماعية -اقتصادية طويلة تعيشها البلاد.

تأسس الحزب الشيوعي البورمي في أب 1939 من قبل مجموعة من الثوار في المستعمرة البريطانية. كان أحد مؤسسيه هو المناضل الوطني الجنرال أون سان، والد رئيسة الوزراء التي خلعها الانقلابيون أون سان سو تشي. وعاش الحزب عقودا طويلة من العمل السري، بضمنها فترات طويلة من الكفاح المسلح ضد المحتلين الأجانب وعدد من الأنظمة العسكرية المحلية القمعية. ومر الحزب بأزمة خطيرة في أواخر الثمانينيات، حيث فقد مواقع عملياته المتبقية في المناطق الحدودية، واضطر إلى إعادة بناء تنظيمات سرية داخل البلاد وخارجها، وحتى اليوم يمارس الحزب العمل السري.

هيمنة الجيش الاقتصادية

منذ عام 1962، سيطر الجيش على الحياة السياسية في ميانمار، بشكل مباشر أو غير مباشر، إما من خلال دكتاتورية مباشرة أو في ائتلاف غير متكافئ مع الحزب الرئيسي، الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، بقيادة أون سان سو شي. وفقًا للحزب الشيوعي البورمي، لا ينبغي اعتبار الجيش قوة سياسية فقط، بل هو أيضًا، قوة اقتصادية، ولهذا فالصراعات بين الجيش وحزب الرابطة مستمرة، والسبب الرئيسي هو أن الجيش نفسه أصبح زمرة من بين القوى الحاكمة للأمة وليس لديه نية للتوافق مع حكومة مدنية، ناهيك عن الخضوع لقراراتها.

الانقلاب العسكري ورأسمالية القرابة

الشيوعي البورمي يرى أن كلا الفريقين المتنافسين يمثلان مصالح الفئات الأشد ثراء من الرأسمالية البيروقراطية. ولا يرغبان في أن يعيش الناس برفاهية، أوفي سد الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

تعود جذور النظام العسكري الحالي إلى الاستيلاء على السلطة من قبل حزب البرنامج الاشتراكي البورمي، المعروف أحيانًا باسم حزب الطريق البورمي إلى الاشتراكية في عام 1962. يعتقد الحزب الشيوعي البورمي أن العسكر ابتعدوا عن التنمية الوطنية، والتصنيع وكذلك تعزيز رفاهية الشعب، وأن رأسمالية القرابة أعاقت الشروع في مسار اشتراكي وأن الصناعات التي طورها العسكر ذات طبيعة استهلاكية يومية، ولا تواكب التقنيات الحديثة والاستثمارات الكبيرة.

يعتبر العمال المهاجرون إلى البلدان المجاورة مثل تايلاند والصين وماليزيا، والقسم الآخر يعمل في بلدان بعيدة مثل قطر وكوريا الجنوبية والأردن مصدرا مهم للدخل الوطني حيث يشكلون قرابة 1 في المائة منه. وإلى جانب التصنيع المتخلف يسود الخراب القطاع الزراعي، ويسيطر المستثمرون الأجانب، وفق معطيات مجلس الشعب على 90 في المائة من ميادين الاستثمار، كالنفط والأحجار الكريمة، ومزارع الموز والمطاط، والذرة، والاعشاب الطبية. ويشكل فقراء الريف مصدرا أساسيا للأيدي العاملة الرخيصة. بالإضافة إلى الخراب البيئي جراء إزالة الغابات، وتأثيرات مناجم التعدين السلبية، وتآكل التربة وجفاف الأنهار.

حركة الاحتجاجات المناهضة للانقلاب

بشأن الاحتجاجات المستمرة في مواجهة الانقلابين يشير الشيوعي البورمي إلى: “الاحتجاجات الجماهيرية المستمرة ضد الانقلاب العسكري في ميانمار تبين اتساع نطاق المعارضة للطغمة العسكرية بقيادة الجنرال مين أونج هلاينج. ويناضل الناس من جميع مناحي الحياة بشجاعة مثالية، في حين يشن الجبناء من العسكر حربا لا هوادة فيها على المدنيين العزل، وقد وظف حزبنا كل الوسائل لدعم الشعب الشجاع”.

ويرى الشيوعيون أن الحركة الواسعة المعادية للجيش حاليًا تمتاز بالعديد من السمات المألوفة في الحركات الديمقراطية واليسارية السابقة بالإضافة إلى بعض الميزات الجديدة، بما في ذلك الدور النشط للطبقة العاملة في المدن.

بعد انتقال الحزب الشيوعي إلى ممارسة الكفاح المسلح في مناطق الغابات، بعد نيل الاستقلال، ضعفت الحركة النقابية الشرعية بشكل ملحوظ. ولم تبدأ الحركة النقابية بالانتعاش إلا في أواخر الثمانينات، عندما انتشر السخط الاجتماعي بشكل جماعي.، لكنها لا تزال ضعيفة للغاية وسيئة التنظيم. “على الرغم من عدم تنظيمها بشكل جيد، فقد لعب العاملون دورًا نشطًا لا يمكن إنكاره في النضالات الوطنية الحالية. وشارك العديد من العمال في المظاهرات ووجدوا طرقًا لحمل السلاح”.

ويمثل الطلبة قوة مهمة أخرى لقدد لعبوا دورًا مهمًا في النضالات ضد الاستعمار في الثلاثينات وأيضًا في ثورة عام 1988. “لقد برهنوا أنهم يستطيعون حمل السلاح والملصقات، وفقًا للمطالب الموضوعية للحركات الاحتجاجية. وقد انتقل بعض الطلاب من حركة العصيان المدني إلى المجموعات المسلحة ذات الطابع العرقي للمشاركة في القتال ضد العسكر”.

وتشارك في الاحتجاجات حركات جماهيرية ديمقراطية تمثل النساء والمثقفين وجمهور المتدينين، يلخص الحزب الشيوعي طبيعة الانتفاضة بالقول: “الانتفاضة الحالية، مثل انتفاضة عام 1988 تمامًا، تشمل أناسًا من جميع الأعراق والطبقات والأديان وبأساليب مختلفة”.

وبالنسبة للشيوعيين فان مشكلة الانتفاضة تكمن في افتقاد رمز له مكانة وطنية أو دولية مماثلة لرئيسة الوزراء المعزولة، وأن الحركة الجماهيرية لم تخلق بعد بديلًا مناسبًا لقيادة الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية المعتمدة على الرمزية الشخصية. “يعلم الجميع أنها اتفقت مع الجنرالات، ضد شعب الروهينغا. إن الحركة الحالية تفتقر إلى شخصية رمزية قيادية، وربما تظهر سو تشي من جديد”.

ويناشد الحزب الشيوعي البورمي قوى اليسار والحركة العمالية العالمية لحشد التضامن الاممي الفعال ضد الانقلاب.

**********************

العراق يمنح الفلسطينيين المقيمين حقوق المواطن

حزب الشعب الفلسطيني يرحب بقرار مجلس حقوق الانسان

القدس ـ طريق الشعب

رحب حزب الشعب الفلسطيني بقرار مجلس حقوق الانسان القاضي بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في عموم الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 - القدس والضفة الغربية وقطاع غزة - وذلك للتحقيق في جرائم الحرب التي اقترفها الاحتلال.

واعتبر الحزب في بيان صحفي، وردت نسخة منه لـ"طريق الشعب"، ان هذا القرار الذي حظي بموافقة ٢٤ عضواً، وامتناع ١٤ ورفض ٩ أعضاء، جاء في ضوء المجازر وحرب الابادة التي نفذها الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، وخاصة خلال العدوان الحربي الذي شن على قطاع غزة، وأدى الى استشهاد ما يقارب ٣٠٠ مواطن فلسطيني، بينهم ٦٧ طفلا و٣٩ امرأة و١٩ مسناً، حيث شكلت هذه المجازر جريمة حرب حقيقية اضافة لجرائم التهجير والتمييز العنصري  الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس.

وأضاف الحزب، ان هذا القرار عكس حملة التضامن الواسع مع شعبنا الفلسطيني وعدالة قضيته. كما بين انه بالإمكان البناء عليه لحث المجتمع الدولي على المضي قدما في مسار محاسبة الاحتلال على جرائمه وتنفيذ القانون الدولي الانساني وحماية حقوق الإنسان الفلسطيني من بطش وعنصرية الاحتلال.

حق التصويت والترشح

في السياق ذاته قرر مجلس النواب العراقي، أمس الاول، منح الفلسطينيين المقيمين في البلاد، الحقوق التي يتمتع بها المواطن ‏الأصلي.‏ ويمنح القانون،  الشخص الفلسطيني المقيم لعشر سنوات في العراق، معاملة العراقي في الحقوق والواجبات.‏

ورغم أن القانون يمنح الفلسطيني كافة حقوق المواطن العراقي، إلا أنه يستثنيه من الجنسية العراقية ‏ومشاركته في الانتخابات ترشيحا وتصويتا، للحفاظ على حقه بالعودة إلى وطنه.‏

***************

مباحثات تشكيل الحكومة تتسارع في إسرائيل

نتنياهو يواجه المحاكمة بتهم الفساد

القدس - وكالات

اقترب سياسيون اسرائيليون امس الاحد من تشكيل ائتلاف حكومي ينهي 15 عاما من وجود رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في السلطة وذلك بالتزامن مع استمرار مباحثات التهدئة التي أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار بعد العدوان الذي استمر 11 يوماً على المناطق الفلسطينية. وتشير معطيات الساحة السياسية الإسرائيلية الى توجه السياسيين اليميني نفتالي بينيت والمذيع التلفزيوني يائير لبيد نحو تشكيل ائتلاف “التغيير” الحكومي الذي من شأنه الإطاحة بنتانياهو، وذلك مع اقتراب الموعد النهائي لمفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة الأربعاء. وأخفق نتانياهو بعيد انتخابات آذار في تشكيل ائتلاف حكومي قبل أن يعهد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في أيار الجاري المهمة إلى الزعيم الوسطي يائير لبيد المهمة. وتأتي مساعي تشكيل الحكومة الإسرائيلية في الوقت الذي تعقَد في كل من القاهرة وإسرائيل والأراضي الفلسطينية محادثات حول آليات التهدئة مع قطاع غزة وإعادة إعماره بعد تصعيد بين الجانبين استمر 11 يوما تسبب بإيقاف محادثات الائتلاف الحكومي قبل أن تستأنف الجهود امس الاحد.وفي حال نجح لبيد وبينيت الذي سبق أن شغل حقيبة وزارية في عهد نتانياهو، في تشكيل ائتلاف “التغيير” فسوف يؤدي ذلك إلى الإطاحة برئيس الوزراء الذي يواجه محاكمة بتهم تتعلق بالفساد، ويشغل المنصب منذ العام 2009 دون انقطاع. ومن المتوقع أن يعتمد ائتلاف لبيد-بينيت على التناوب، إذ سيشغل الزعيم اليميني المتشدد رئاسة الوزراء قبل أن يترك المنصب للبيد.  وسيتشكل الائتلاف الحكومي أيضا من وزير الدفاع وزعيم حزب أزرق أبيض الوسطي بيني غانتس الذي واجه نتانياهو في ثلاث انتخابات سابقة غير حاسمة، بالإضافة إلى زعيم حزب الأمل الجديد جدعون ساعر. وسينضم إلى الائتلاف الحكومي كل من حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة أفيغدور ليبرمان وحزبي العمل وميرتس.

****************

المبعوث الأممي

يصل إلى صنعاء للمرة الأولى منذ أكثر من عام

عدن ـ وكالات

وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس، إلى العاصمة صنعاء للمرة الأولى منذ أكثر من عام، بحسب مصدر ملاحي في مطار صنعاء الدولي.

وقال المصدر لوكالات الانباء، إن “غريفيث وصل رفقة عدد من مساعديه اليوم إلى مطار صنعاء الدولي على متن طائرة أممية”.

وقال مصدر في مكتب غريفيث لوكالة “شينخوا”، إن “زيارة غريفيث إلى صنعاء تستغرق يومين لإجراء مزيد من المشاورات”.

وكان الحوثيون قد امتنعوا عن استقبال المبعوث الأممي في العاصمة صنعاء منذ آذار من العام الماضي.

وأجرى غريفيث الأسبوع الماضي مباحثات مع طرفي النزاع اليمني في الرياض ومسقط.

*******************

البرازيل: تظاهرات كبرى تطالب بمحاكمة رئيس الجمهورية

ساوباولو - وكالات‏

شارك مئات آلاف البرازيليين،  السبت الماضي ، في مسيرات كبرى في شوارع العاصمة برازيليا ومدينة ريو دي جانيرو ومدن أخرى، احتجاجا على سياسة الرئيس اليميني جايير بولسونارو، في مكافحة تفشي فيروس كورونا في البلاد، وللمطالبة بمحاكمته وعزله.

وعبّرت التظاهرات، التي نظمتها النقابات وحركات اجتماعية وساهم فيها الطلبة، عن تصاعد غضب البرازيليين بسبب بطء وتيرة توزيع اللقاحات المضادة للفيروس في البلاد، مع وجود كميات قليلة من اللقاحات لا تكفي لتطعيم سكان البلاد البالغ عددهم 210 ملايين نسمة.

وكانت التظاهرة التي جرت في العاصمة برازيليا هي أكبر تجمع تشهده المدينة منذ بداية الوباء. وسار المتظاهرون إلى مبنى البرلمان حيث تجري لجنة تابعة لمجلس الشيوخ تحقيقات في طريقة تعامل بولسونارو مع الأزمة الصحية.

وفي وسط مدينة ريو دي جانيرو هتف المتظاهرون “بولسارنو ارحل” و”بولسونارو إبادة”. وحمل العديد منهم لافتات تطالب بتوفير اللقاحات، فضلا عن المطالبة بمحاكمة الرئيس البرازيلي.

واحتج المتظاهرون خصوصا على سياسة الرئيس البرازيلي في مكافحة وباء كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 461 ألف شخص حتى الآن، وهو ثاني أكبر عدد من الوفيات بفيروس كوفيد-19 بعد الولايات المتحدة. كما سجلت البرازيل، حتى الآن أكثر من 16,4 مليون إصابة بالفيروس.

وسعى بولسونارو للتهوين من خطورة الوباء ووصفه بـ”الانفلونزا العادية”. وأعلن رفضه الحصول على أي من اللقاحات المضادة للفيروس. كما انتقد تدابير الحجر الصحي بما فيها البقاء في المنازل ووضع الكمامات، وروج لعقاقير لم تثبت فعاليتها، وشكك في فاعلية اللقاحات ورفض عروضا لشرائها. واخفقت السلطات ايضاً في توقع نقص في الأكسجين، ما أدى إلى وفاة العديد من المرضى اختناقا.

وجاءت الاحتجاجات بعد أسبوعين من تظاهرات داعمة للحكومة دعا إليها بولسونارو نفسه بعدما تراجعت شعبيته إلى 24 بالمئة في أدنى مستوى على الإطلاق حسب استطلاع للرأي أجراه معهد “داتافوليا”. وكشف هذا الاستطلاع أيضا أن 49 بالمئة من البرازيليين يؤيدون عزله.

كما يرجح الاستطلاع فوز الرئيس اليساري الأسبق ايغناسيو لويس لولا دا سيلفا، أهم منافسي بولسونارو، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2022.

******************

الصفحة الثامنة

حياة الإنسان بين الرفض والقبول

عادل أحمد الجبوري

عندما أريد أن أتكلم عن حياة الإنسان يجب أن أتطرق إلى حقبة الماضي  و ما فيها و حقبة الحاضر و ما عليها، ومن هذه الحلقتين أستطيع أن أتكلم و أعلق استناداً إلى كلام الناس الذين عاشوا في هذه الفترة الطويلة و التي تسمى زمن الماضي الجميل، و على قول أحدهم الذين عاشوا تلك الفترة، نحن عشنا ذلك الزمن رغم الفقر و الفاقة إلا أن حياتنا كانت جميلة و سعيدة و كانت الحياة بين الناس متساوية في كل متطلبات المعيشة، الأمن و الاستقرار المجتمعي يجعل الفرد أن يترك باب منزله مفتوحا إلى الصباح و كأن الحياء و الخجل سمة كل فرد ناهيك عن العلاقات الإنسانية الكبيرة بين العوائل و العشائر و سيطرة القانون الذي جعل الناس سواسية تحت طائلة ذلك القانون، رغم تلك الظروف و العيشة البسيطة كان الفرد يتطلع إلى التقدم و الكفاح نحو التعلم و الانخراط في المعاهد و الجامعات العلمية ومن خلال هذه تخرج العلماء و الأطباء و المهندسون و المعلمون و الأدباء والكتاب و الشعراء و الفنانون.

أما مخاوف الإنسان الآن والعوائق والتراكم في داخله يوما بعد يوم، وتغير مسار حياته دون أن يدرك، فلا الإنكار ينهي صراعه، ولا تجاهل الخوف يخلق فيه الشجاعة، على العكس تماماً كلما أجل مواجهة خوفه أو فهمه على أقل تقدير، فإن العتق منه ومن تبعاته يكون أصعب، ويفقد معها فرصا ثمينة قد تكون منعطفاً يغير مساره ويأخذه إلى أجمل الأقدار وألطف الفرص.

على سبيل المثال في العلاقات الإنسانية بكل أشكالها، أول مخاوف الإنسان هو الخوف من الرفض، لأنه رُفض تشظي وتحطم، بغض النظر عن درجة الرفض، حادة كانت أو ناعمة، إلا أنه يبقى خوفاً يخالطه الخجل وتقديس الكبرياء.

والخوف من الرفض مخيف عند الإنسان في كل مراحله العمرية مهما صغر أو كبر.

لا بد أن أعرج على بعض الأمور التي نعيشها اليوم وهي حالة في غاية الخطورة في حياة الإنسان المعاصر أقصد الزمن الذي نعيشه وأخص الشباب الذي تاه بين الرفض والقبول في الحالة التي يعيشها منها.. الزواج والطلاق.. قد تلاحظ أحدهم وهو محبط ومجروح ومنهمك، لأن علاقته صادفت إغلاق الباب وابتعاد الشريك، والنتيجة يجنح للغضب، وينقلب حالهُ وقد يصبح عدوانياً، كل ذلك لأنه رُفض، وهنا يلعب غرور الإنسان لعبته، ويخيل إليه أن هذا الرفض سبب كافٍ لتدمير ما بقي من العلاقة، وهذا دارج كثيراً في الطلاق خصوصاً، لذا ينقلب حال الشركاء، ومن بعد العشرة والإحسان بات العداء سيد الموقف بل قد يصل الموقف إلى نوايا الانتقام، وهذا ما يحصل الآن أي في هذا الزمان.

يحدث الرفض الاجتماعي عندما يتم استبعاد متعمد لفرد من علاقة اجتماعية أو التفاعل الاجتماعي لأسباب اجتماعية. وهي الحالة النفسية المتوترة المنتشرة بين الناس متساوية في كل الأعمار بحيث تجد هذا التنافر في الشارع والأسواق والدوائر الحكومية وحتى بين العائلة الواحدة وبين الإخوة، من هذا المخاض الذي يحدث الآن وعلى الرغم من أن البشر هم كائنات اجتماعية، وبعض مستوى من الرفض هو جزء لا يتجزأ من الحياة. مع ذلك يمكن أن يصبح الرفض مشكلة عندما يكون لفترات طويلة أو متسقة، وعندما تكون العلاقة أمرا مهما، أو عندما يكون الشخص حساسا جداً للرفض، الرفض من قبل مجموعة كاملة من الناس يمكن أن يكون لها آثار سلبية خصوصاً ولا سيما عندما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.

من هنا لا بد لي أن أقول: إن تجربة الرفض يمكن أن تؤدي إلى عدد من الآثار النفسية السلبية مثل الشعور بالوحدة، وتدني احترام الذات والعدوان والاكتئاب. يمكن أن تؤدي أيضا إلى الشعور بعدم الأمان والحساسية الزائدة نحو رفض المستقبل. 

في زمننا هذا الذي اصفه بزمن.. اللا معقول.. في كل شيء ومن خلال الممارسات التي تحدث في كل يوم والتي نشاهدها على الفضائيات من قتل أب لأبنائه ومن قتل زوجة لزوجها أو أطفالها وبالعكس، وقتل أخ لأخيه أو الانتحار الذي أصبح حالة يرثى لها، كل هذا ما كان موجود في مجتمعنا بالرغم من المؤثرات والعوز والفقر. إذاً ما الذي يحدث لنا؟  هنا أسأل الأشخاص الذين ينظرون للأحداث على أنها لا يمكن السيطرة عليها وتظهر عليهم مجموعة متنوعة من الأعراض التي تهدد الصحية العقلية والجسدية، وقد يعانون من الإجهاد، وغالباً ما تظهر اضطرابات في العواطف موضحة قدر من السلبية أو العدوانية، وقد تظهر عليهم أيضا صعوبة في أداء المهام المعرفية مثل حل المشاكل، وهم أقل عرضة لتغيير الأنماط غير الصحية من السلوك مما قد يجعلهم على سبيل المثال، العوز. الفقر. الجوع. البطالة. الحالة النفسية والصحية التي لا يمكن تجاوزها أو حلها وبالتالي فإن النتائج تكون وخيمة وصعبة الحلول.

كذلك يجب ألا أنسى شريحة كبيرة من مجتمعنا وهي شريحة أبنائنا الطلاب والطالبات، غالباً ما يظهر التأثير التحفيزي للعجز للمتعلم في الفصول الدراسية، فالطلاب الذين يفشلون مراراً وتكراراً قد يخلصون إلى أنهم غير قادرين على تحسين أدائهم، وهذا الإسناد يمنعهم من محاولة النجاح، مما يؤدي إلى زيادة العجز والفشل المستمر وفقدان احترام الذات وغيرها من العواقب الاجتماعية. وبذلك تكون النتائج غير مرضية للعائلة والمجتمع بالكامل، والنتيجة المأساوية ما نشاهده الآن من انحطاط على كافة المستويات من تردي الأخلاق، وسرقة وقتل ومخدرات وجرائم يندى لها الجبين بحيث امتلأت السجون والمعتقلات بهم، أرجع وأقول أين نحن من الماضي، وهذا الحاضر الذي لا يسر وأين نحن من المستقبل القريب والبعيد، وأين نضع حياتنا بين خانة الرفض والقبول، ولا بد من سائل يسأل أين الحلول التي تخرجنا من المأزق الذي دمر البلاد والعباد؟؟! قد تبدو المشاكل الاجتماعية الناجمة من عجز المتعلم امراً لا مفر منه لدى أولئك الذين غرقوا فيه، ومع ذلك هناك طرق مختلفة للحد منه أو منعه، و يمكن تحصين الأشخاص ضد التصور بأن الأحداث لا يمكن السيطرة عليها من خلال زيادة وعي المجتمع و توضيح المضار الكبيرة التي تقع على الفرد والمجتمع بالخبرات السابقة المغيبة، كما أن العلاج المعرفي يمكن أن يستخدم لتوضيح أن سلوكيات الأشخاص و أفعالهم تحدث فرقاً و تعزز  من تقدير الذات، و نبدأ من رأس الهرم ألا وهي السلطة الحاكمة بيدها التغيير أي تغيير كل السلبيات و الأخطاء الموجودة في المجتمع على كل المستويات و الشروع نحو  التقدم  إلى شاطئ الأمان وخروج هذا المجتمع من عنق الزجاجة، إنها قادرة على ذلك إذا خلصت النيات نحو التغيير لحياة آمنة و مستقرة، لأننا في بلد حباه الله بكل خيرات الأرض و يكفي الجميع بدون تمييز.

*******************

من أين لنا أن نمسك بخيوط السياسة في العراق؟

جواد وادي

باعتراف المحللين والمفكرين وجهابذة السياسة، أنهم مكثوا حائرين بفهم الخريطة السياسية في العراق، وتشتت الآراء والأفكار والتحليلات، مما أدى بالمواطن العراقي الذي يأمل خيرا من جحافل المثقفين، لإرشاده لسكة الصواب، بدل أن يتيه بين “حانة ومانة” لتضيع لحاه بين هذا وذاك، وبالتالي لم يستطع أن يمسك: لا “بالخيط ولا بالعصفور”، مما حدا بالمراقبين ومنهم نحن المغلوبين على أمرنا، أن نرسم خطوطا وبيانات وخرائط ونقترح على أنفسنا فرمانات، وبالتالي لم نفلح أن نمسك بسمكة صغيرة، بعد أن تهرأت شباكنا، لنبقى  في حيص بيص ما يجرى من ابتلاء، لا يصلح فيه، إلا لذوي المواهب من الفنانين التشكيليين العراقيين أن يلتقطوا هذه الحالات المبكية المضحكة، ليحولوها الى رسوم كاريكاتيرية، تصلح فقط لاستدرار ضحك الأطفال، أما الكبار فلا حول لهم ولا قوة إلا في تناسل الأسئلة في رؤوسهم والمياه الآسنة تسيح من تحتهم.

إن المشهد السياسي في العراق بات قريبا من لعبة الداما المغربية الشبيهة  بلعبة الشطرنج، التي تتطلب نباهة وفطنة وذكاء ووضع الخطط ، هكذا عاد الفهم لبواطن السياسة في العراق التي تحولت من الفهم المتاح لكل المواطنين، الى دخولها في أنفاق وسراديب ودهاليز وحفر مطمورة، لا يمكن العثور عليها أو التقرب منها أبدا، إن لم تتوفر لدى الباحث عن تلافيفها النباهة والذكاء ومعرفة أساليب الشيطنة، وحتى في هذه الحالة، يظل المرء المعني بفك اشتباكاتها يبحث عن الوسيلة التي تمكنه من الخروج من عتماتها وتلمّس نقطة الضوء التي تنير ولو اليسير من الغموض المبهم.

ترى هل نحن في نقلة تاريخية تبتعد كثيرا عن تلك التي كنا نعيش فيها ونفهم اوليات سياستها وما يجري من متغيرات، إن كانت إيجابية أو سلبية؟!.

آثرنا أن نتوخى الغموض في تناولنا للتصدي للمشهد السياسي، بكل مكوناته التي غالبا ما تكون مريرة وفجائعية، لأن أمامنا أكثر من سد وأكثر من مانع يحول بيننا وبين صانع القرار السياسي، هذا إذا كان الفاعل السياسي بمواصفات من شأنها أن تفرض احترامها على المخالفين حتى وإن كانوا غير متفقين معه، إن كان يملك من الكفاءة والقدرة والوعي والتمكّن، ما يفرض عليه احترام المخالف وصولا لمشتركات، إن كانت تسير في ذات الاتجاه، او لا تلتقي أبدا، وكما قال  فولتير “قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد لأن أدفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك”.

من يا ترى يصل ولو بالحد الأدنى، الى مثل هذا القول الإنساني الذي عليك ألا تصادر رأي من يخالفك، بل وتدافع عنه باستماتة، وبالمقابل يبادر الآخر وبذات الإصرار للدفاع عن قناعاتك. هكذا هو الفهم العقلاني للسياسة والتعايش المجتمعي وما ينبغي أن كون عليه واقع الحال السياسي. 

أن كلامنا هذا لا علاقة له بالأماني، بل ما ينبغي أن يكون عليه السياسي الذي يستحق أن يحمل هذا التوصيف بالمهمة المناطة به.

ترى إذا ما قارنّا ما ذهبنا اليه توا وبين ما يجري في العراق من وجود مخلوقات تدّعي أنها سياسية، ولا يتوفر لديها الاستعداد لأن تحيد عن قناعاتها التي لا تبتعد عن الفنتازيا بمواقفها الساخرة، مخلوقات لا تذهب بعيدا عن سعيها في الهيمنة على مفاصل الوضع في العراق، بطرق صبيانية ونزق وقلة معرفة وخروج عن القوانين المرعية، مما أدى بها الى فرض سطوة قمعية ومارقة، بتهديدها لكل من يغايرها ولا يعترف بعبثها وسعيها للخراب، بوجود مليشيات ومسلحين أغرار وجهلة، يكلفونهم بفرض الفوضى تصل الى حد التصفيات، وهم مجرد صبية لا يفقهون شيئا، فتية مغرر بهم ومدهونين بالسحت الحرام من أموال العراقيين المنهوبة.

ولا نعرف إن كانوا على دراية أم لا بما يفعلون من جرائم، ليعودوا مطايا لتنفيذ أجندات خارجية لا يفقهون مخاطرها الكبيرة إلا بعد أن يعوا لاحقا، أنهم باعوا أنفسهم وخانوا وطنهم بأبخس الأثمان، ويا للعار...

فهل هذا هو البديل الذي انتظره العراقيون لعقود طويلة وبنوا عليه الآمال سيما بعد إزالة النظام البعثي القمعي، ليطبقوا مقولة “من بعدي الطوفان”، فما هو مصير مدام دي بومبادور وعشيقها لويس الخامس عشر، وما هو مصيرهما؟

إن الكرسي لا يدوم والسلطة زائلة، وأنتم بعلمي مقتنعون بذلك، إلا ذلك الذي أعمت عينيه الامتيازات وعطّلت عقله الفخفخة الفارغة وسلطة الهمايون وكامل مجساته، بحيث لم يعد يميز من راهنه وما مضى من أحداث تعتبر دروسا لمن يعتبر ليسقطها على واقعه الرث.  

أعترف كمتابع للشأن العراقي، ولعل العديد من أمثالي كذلك، بأنني عاجز عما يجري في العراق، رغم أنني تناولت الأوضاع بعين المراقب الحريص على التفاصيل، وكتبت مئات المقالات بهم إنساني  مرير وما يتعرض له بلدي العراق الجريح، لكنني مرة أخرى أعلن عن فشلي فيما يجري من غموض لا يمكن إزاحة الغيوم عنه لكثافتها، ولم تكن غيوما كما نفهم، بل هي طلاسم ابتكرها السياسيون، كما المنجمون، لتغييم الوضع ووضع غشاوة على الأفعال المخزية التي يقومون بها، وفي ظني أن هؤلاء السياسيين يتقصدون تعويم الوضع ليكون خاضعا للتأويل وتشتت الفهم لتضيع الأقدام وينزلق المتابع في مهاوي الخديعة السياسية.

ثمانية عشر عاما مرّت ولم نلحظ ولو ليوم واحد بأن ساسة العراق يحتكمون على سعة أفق وحكمة مطلوبة وانحياز واضح لمشاكل العراق وامتلاك الحس الوطني المطلوب، وغيرها من التوصيفات التي تضع السياسي الحر والنزيه في قلوب العراقيين.

لكن وللأسف الشديد صدمتنا سلوكاتهم وتكالبهم على السلطة ومغريات الكرسي، ناسين أو متناسين بغفلة، ما جرى لمن قبلهم وما آل اليه مصيرهم، وبالتالي لم تنفعهم، لا عنجهياتهم ولا بلطجيتهم ولا تصفياتهم للأحرار ولا مقابرهم الجماعية ولا أسلحتهم الكيمياوية ولا صواريخهم، ولا... ولا،،، بل لم ينالوا أي شيء من الرحمة بعد رحيلهم حتى من بعض المقربين لهم، وبالتالي لم ينالوا لا العنب ولا السلة، بل ظلت اللعنات تلاحقهم ليل نهار والى  أبد الآبدين.

ما يمر يوم إلا وتفاجئنا الفصائل المسلحة المعنية في تناولنا هذا، بالجديد من الأفعال البلطجية القذرة وبث الرعب ولي الأذرع وارتكاب الجرائم بحق الأبرياء ونشر كل أصناف الانفلاتات التي ما عرفت شعوب العالم مثيلا لها.

وها نحن في حضرة ثورة تشرين المباركة والمطالبة بأبسط حقوق المواطن في العيش بأمان وتوفير مستلزمات الحياة الضرورية والعيش الكريم واحداث نقلة نوعية في المجتمع العراق الخارج من محرقة صدام ليدخل في محارق أحزاب السلطة القمعية الجديدة.

فتحول العراق الى شظايا واشلاء وكانتونات تقاسمتها أحزاب الفساد والقتل والنهب والجرائم المنظمة ووضع حياة المواطن على كف عفريت وتحت رحمة صبية مسلحين لا يفقهون من حياتهم غير القتل وإشاعة الرعب واستهداف الأبرياء من الرافضين لمهازل الوضع السياسي، وبالتالي اخضاع العراق تحت وصايتهم ورحمتهم التي لا كرحمة الملائكة، بل رحة فاقت أفعال الشياطين، بل ان الشياطين قد تكون أرحم من هؤلاء القتلة المتوحشين.

نحن هنا لا نريد ذكر أسماء الضحايا لكثرة أعدادهم والتي تعد بالمئات ولا أعداد الجرحى وهم بالآلاف ولا أساليب الخراب الذي يشيعه هؤلاء البهائم، حتى أن رعبهم دخل في كل بيت عراقي.

والكارثة الأعظم أنهم ما زالوا يدّعون بأنهم كانوا من ضحايا نظام البعث المقبور، فهل يا ترى من الممكن أن يتحول الضحية والمطارد والمهدد بقسوة البعث، الى جلّاد بل وجلاد أشرس من جلادي فدائيي صدام وأجهزة الأمن القمعية؟

أما قلت لكم بأن الوضع السياسي في العراق اليوم يستعصي على أي شخص حتى وإن كان فطحلا، فهمه وتفسير مغزاه وتوجهاته؟

ولنا عودة أخرى

************************

الصفحة التاسعة

«الاستقلال النسبي» للدولة

 بين مكر الآيديولوجيات ورهانات الواقع

د. صالح ياسر

أماطت الماركسية لأول مرة في تاريخ البشرية اللثام ونزعت كل الحجب عن الدولة المؤلهة المقدسة الموضوعة فوق الطبقات. أي ان الماركسية، انزلت الدولة من سماء الحياد المجلل بالضباب الى حيث هي في الواقع، الى معمعان الصراع الطبقي الذي تمثل فيه قيادة اركان الفئة (أو الطبقة او التحالف الطبقي) السائدة في مرحلة تاريخية معينة.

ومن المؤكد، قبل كل شيء، الاشارة الى أن ماركس وأنجلس لم يكونا “ماركسيين” منذ الولادة، وهو قول ينبغي ان لا يفاجئ أحدا. لقد كانا مضطرين الى تذليل الكثير من الصعاب بهدف صياغة الموضوعات الاساسية للنظرية الماركسية. وفي هذا الصدد فإن نظرية الدولة لا تشكل استثناء. لقد كانت الخطوة الجوهرية على طريق صياغة هذه النظرية (وان لم تكتمل) هو التغلب على المفهوم الهيغلي للدولة والقانون الذي كان يرى في الدولة مؤسسة جامدة خالدة، “روحا” مفروضة على المجتمع من الخارج، في حين اكتشف ماركس في العلاقات الاجتماعية المادية مصدر سلطة الدولة، مصدر الدول. ويتمثل هذا المصدر في اشكالية المصالح المادية لمختلف الطبقات الاجتماعية، والتي من بينها سيطرة احدى الطبقات اقتصاديا على الأخرى، وهذه السيطرة تعني اساسا هيمنة البناء الفوقي على السيطرة الاكثر أساسية، أي السيطرة الاقتصادية. وإذا كان الأمر كذلك فان الدولة بالنتيجة، خلافا لما يبدو ظاهريا، هي ليست شيئا مستقلا، بل انها أداة غير مباشرة بيد الطبقة المسيطرة اقتصاديا في مجتمع ما. وهذا التشخيص هو رد على التصور البرجوازي الاصلاحي للدولة المتجسد في عزلتها عن شروطها المادية والتهرب، بمختلف اشكال التحايل، عن تحديد مضمونها الطبقي ورفعها الى سماء “الحياد المبجل” فوق الطبقات.

حول جوهر الدولة

بداية، يتعين التأكيد على أن الدولة ليست تنظيما للمجتمع بأسره، كما يشاع، وإنما هي تنظيم داخل المجتمع، مسلح بقوة القمع والقسر. ولم يصبح مثل هذا التنظيم ضروريا إلا حينما انقسم المجتمع الى طبقات متناحرة، فمنذ ذلك الحين اصبحت الدولة ضرورية كـ “سلطة خاصة” لمنع التناقضات الاجتماعية من ان تنفجر وتمزق مجتمعا محددا وتدمره وبالتالي الاطاحة بسلطة الطبقة المسيطرة وهذا هو الاهم. وفي هذا الصدد كتب أنجلس في “ اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة”: يقول: “ .. الدولة هي مفتاح المجتمع عند درجة معينة من تطوره، الدولة هي افصاح عن واقع ان هذا المجتمع قد وقع في تناقض مع ذاته لا يمكن حله، عن واقع ان هذا المجتمع قد انقسم الى متضادات مستعصية هو عاجز عن الخلاص منها. ولكيلا تقوم هذه المتضادات، هذه الطبقات ذات المصالح الاقتصادية المتنافرة، بالتهام بعضها بعضا والمجتمع في نضال عقيم، لهذا اقتضى الامر قوة تقف في الظاهر فوق المجتمع، قوة تلطف الاصطدام وتبقيه ضمن حدود “ النظام “. ان هذه القوة المنبثقة عن المجتمع والتي تضع نفسها، مع ذلك، فوقه وتنفصل عنه اكثر فأكثر هي الدولة”.

وبما أن الدولة قد نشأت عن الحاجة الى كبح جماح التناقضات الطبقية، وبما انها نشأت في ذات الوقت في خضم الصراعات بين الطبقات، فهي كقاعدة عامة دولة الطبقة الاقوى السائدة سياسيا والتي تصبح عن طريق الدولة، الطبقة السائدة اقتصاديا. وبهذه الوسيلة تكتسب الطبقة المهيمنة وسائل جديدة لقمع الطبقة (او الطبقات والفئات والشرائح) المستغَلة (بفتح الغين) واستغلالها. ومن المفيد التذكير بان ماركس وأنجلس هما اول من ادخل الى القاموس السياسي مفهوم الدولة كأداة او كآلة قمعية. ان هذا المفهوم يرجع ايضا الى الصراع الطبقي (الذي اعتبره ماركس القوة المحركة للتاريخ) ولكن وفق كيفية أخرى: ليس بوصفه تعبيرا عن الصراع الطبقي، او عن انقسام المجتمع الى طبقات، بل بوصفها (أي الدولة) اداة في الصراع الطبقي، في خدمة الطبقة المسيطرة بالمعنى “التقني” للكلمة. لذلك يمكن القول ان الدولة اداة اضطهاد وسيطرة طبقية بأجهزتها وتقنياتها، ولكنها ليست مجرد ناقل لـ “إرادة” طبقية. يجب اذن دراسة الدولة، في بنيتها، بمثابة دولة طبقية، دولة تتوافق مع وجود تناقضات طبقية، ومخصصة لإعادة انتاجها في “أحسن الظروف” (أندرية توزيل، سيزار لوبوريني، آيتين باليبار، ماركس ونقده للسياسة). وقد توصل ماركس في “الآيديولوجيا الألمانية” الى تحديد الاشكالية الجديدة لإعادة انتاج الشروط الاجتماعية للإنتاج وأشكاله التاريخية. تتماثل هذه الاشكال مع اشكالية الصراع الطبقي: ليست الظواهر التاريخية إلا اشكالا متنوعة ومعقدة للصراع الطبقي، والصراع الطبقي هذا هو الذي يحدد وجود الطبقات، وليس العكس، ويتحدد مجموع الصراعات الطبقية في نهاية المطاف بالصراع الطبقي الاقتصادي في الانتاج. وفي هذا الصدد تبرز الدولة باعتبارها عامل تماسك التشكيلة الاجتماعية بهدف اعادة انتاج شروط انتاج النظام الذي يحدد هيمنة طبقة على أخرى.

ومن جانب اخر فان “السلطة العامة” كما هو معلوم تعود الى الطبقة السائدة اقتصاديا، ومن جراء ذلك تصبح الطبقة السائدة سياسيا. تتحقق هذه السلطة على الصعيد التنظيمي بصورة “فصيلة خاصة” من الناس تتركز في يدها مقابض ادارة المجتمع. وبهذا الصدد كتب (ماركس) قائلا: “ان وجود سلطة الدولة يجد تعبيرا عنه على وجهه الدقة في موظفيها، وجيشها، وإدارتها، وقضائها، وإذا تجردت من صورتها المجسدة هذه، فإنها لن تكون سوى ظل، سوى خيال، مجرد اسم”.

على ان من الضروري الاشارة طبعا الى ان التحليل اعلاه لا يعني القول بعدم وجود أي “تفاوت” بين مصالح الطبقة المسيطرة وقرارات الدولة، إذ ان هذه الاخيرة ليست مجرد أداة طيعة وعملية: فهي تبذل مقاومات تبقي عليها التناقضات الداخلية الناشئة في اطار الطبقة المسيطرة. وبما ان الدولة ليست آلة تحكمها بعض الفئات المهيمنة، بل انها اكثر تعقيدا في تمثيل المصالح التي تحققها وفي عملها الملموس، لذا يجب اذن ان يترافق تحليل البنية الطبقية للدولة بتحليل ملموس للأشكال التي تتخذها هذه السيطرة. ولهذا فان الماركسية تنطلق من تعريف طراز الدولة، من طابعها المميز. كما ان السمة المميزة للعلم الماركسي حول طراز الدولة، هو انه يركز انتباهه لا على الظاهرات الثانوية والمشتقة، في الحياة السياسية، بل على قوانينها الداخلية الجوهرية، أي استجلاء القوانين الموضوعية للتطور التاريخي لهذه الظاهرة الاجتماعية المعقدة، التي هي الدولة. اذن ليست من قبيل الصدفة ان لا تستخدم النظرية الماركسية في منظومة جهازها المفاهيمي المقولة المجردة “طراز الدولة”، بل تستخدم مقولة “طراز الدولة التاريخي”، هذه المقولة التي تعكس العمليات الاجتماعية الفعلية والتي ترتبط بمفهوم التشكيلة الاجتماعية – الاقتصادية في وضع تاريخي محدد (تشيريكين، جيدكوف، يودين، أسس النظرية الاشتراكية بصدد الدولة والحق، ص 54 ولاحقا).

ومن الضروري ايضا التذكير بأنه وعندما يجري الحديث عن استقلالية أجهزة الدولة فان ذلك لا يعني استقلالها عن الطبقات المتصارعة، بل عن الفئات الطبقية المسيطرة. فاستقلال أجهزة الدولة لا يكون إلا في تبعيتها المباشرة للطبقة المسيطرة ككل. معنى هذا أن استقلالها النسبي يتيح لها ضبط تطور التناقضات الثانوية بين فئات الطبقة المسيطرة ومنعها من أن تنفجر بشكل يهدد علاقة السيطرة الطبقية نفسها حين تعجز فئة أو طبقة عن فرض هيمنتها الطبقية داخل الطبقة المسيطرة (أو الائتلاف الطبقي المهيمن). إن التدخل المباشر لأجهزة الدولة هو، إذن، لإنقاذ الوجود المسيطر للطبقة السائدة، بتحقيق الهيمنة الطبقية للفئة المهيمنة فيها، والتي تعجز، في ظروف تاريخية محددة، من فرض هيمنتها. في مثل هذه الظروف التاريخية يختفي الشكل “الديمقراطي” للممارسة السياسية للطبقة المسيطرة، ويبرز الشكل الدكتاتوري المباشر الذي يضمن المنطق نفسه لهذه الممارسة السياسية. فالعلاقة بين الديمقراطية والدكتاتورية هي إذن خاصة بالممارسة السياسية للطبقة المسيطرة.

*******************

بين جدلية القضايا والتكتيكات الرجعية

د. محمد المعوش

إن الصراع السياسي، في مناوراته وتكتيكاته، لا يتحرك بحرية حسب إرادة أصحاب من يقوم به، لا على مستوى القوى الثورية، ولا على مستوى النقيض المحافظ والرجعي. فكلا النقيضين محكومان بالقضايا المادية التي حولها يدور هذا التكتيك أو ذاك، هذه المناورة أو تلك. ولذلك، فإن البحث عن جذر تطور التكتيك والمناورة لا بد وأن يجري على مستوى التطور التاريخي للقضايا الصراعية نفسها. ونحن اليوم أمام تيار رجعي لا يجد حرجاً، بل لا يجد مهرباً، من أن يلبس لباس الموقع الثوري، أو بالأحرى، يتخذ من ملامح هذا الموقع أدوات لمناورته. ليس هذا بالجديد التاريخي، ولكنه يكتسب اليوم عمقاً أبعد مما سبق.

تطور القضية التاريخي

أشار إنجلز نفسه إلى هذا النوع من المناورات التي يقوم بها الفكر الرجعي المحافظ السلطوي. فالعدو الطبقي- الأيديولوجي عندما يخسر من مواقعه، على أساس تقدم الخيار التقدمي الثوري في سياق عملية الصراع، يقوم الفكر السلطوي بمناورة الانتقال إلى مواقع الفكر المتقدم، ويقوم بتشويهه من الداخل. هكذا فعل الفكر الاشتراكي الديمقراطي عندما لبس لبوس الماركسية محاولاً ضربها من داخلها. ومع تعاظم حدة الصراع، أي: كلما فرض الواقع المادي ضرورة سير المجتمع في خيار ما، اشتدت أزمة الفكر الرجعي السلطوي. فهوامش تكتيكه ومناورته تضيق وتتقلص مع اشتداد حدة القضية في وجودها الواقعي. فما بالنا اليوم حيث تشتد أزمة النظام الرأسمالي عالمياً على كل المستويات !؟ كيف يمكن للفكر المعبر عن هذا النظام أن يبقى قادراً على التعبير عن نفسه انطلاقاً من مواقعه الصريحة؟ هو محكوم إذن بممارسة عملية انتحال صفة، وبالتحديد، إجراء عملية تنكرية. وهنا أزمته بالذات التي تصير فاقعة كلما سار الصراع محكوماً بضرورته المادية التي لا يمكن للفكر المتنكر، ومهما تنكر، أن يتجاهل صوابيّة القضية التي تحمل في ذاتها طريقة حلها كما أشار ماركس، إن السؤال يحمل في ذاته الإجابة، أو قاعدة الإجابة نفسها.

التناقض بين المواقع لا مهرب منه

بسبب ضيق وتقلص هوامش المناورة والتكتيك لدى الفكر السلطوي الرجعي، فانه يقع في تناقض صريح وفاقع. فهو من جهة يتخذ موقفا من الطرف النقيض لعملية التغيير، ولكنه وخلال ذلك، يلبس لباس موقع عملية التغيير نفسها. وهذا يحصل في ذات اللحظة التاريخية. هو يدعي بأنه يتبنى القضايا المحقة والضرورية، ولأن هدفه ضرب عملية التغيير، والتشويش عليها وتشويه الخصم التقدمي وعملية التغيير بشكل عام، فهو في تبنيه هذه القضايا يكون هدفه ضد القضية نفسها. إذن ليست قضية التغيير هي التي تتضح فقط كلما اشتدت حدة الأزمة، بل إن أهداف الخصم تتضح أيضاً، فبالنقيض يكون النقيض. فلا يخفى على أحد اليوم أن القضايا السياسية المطروحة عالمياً لم يعد من الممكن تغطية أهدافها. فعدما نسمع كلاماً عن رفض قوى رأس المال المالي لأية عملية مسّ بأسس النظام العالمي الرأسمالي، بعد أن كانت هذا القوى تغطي خطابها بتمويهات مختلفة. لا يخفى على أحد اليوم أن خطاب قوى السلطة في بعض المجتمعات يعلن جهاراً نيته الدفاع عن الملكية الخاصة. هكذا إذن، فإن الأزمة نفسها، ولأنها تطرح كيفية حل جذر الأزمة نفسها، تفرض على القوى المتصارعة أن تعلن عن أهدافها. هكذا إذن، يدخل الفكر في تناقض لا يمكن حلّه، بين أهدافه التي صار مجبراً أن يعلنها (أو على الأقل أن يعلن أساس أهدافه ونقطة وصولها النهائية) صراحة، وبين أدواته وتكتيكاته ومناوراته.

أمثلة حالية

سنقف عند بعد المواقف التي يتخذونها كمدخل للهجوم، ومنها مثلاً: موقفهم المهاجم للآخرين حول التعاطي مع الكيان الصهيوني. إن الموقع الحالي لهؤلاء هو موقع التسليم بدور الكيان، أي: الحفاظ على مواقع رأس المال العالمي والنظام الإمبريالي نفسه. فهؤلاء الذين يهاجمون غيرهم بحجة أن هذا الغير غير جدي في قضية الصراع مع الكيان الصهيوني، هم أنفسهم ينطلقون من موقع التسليم بالرأسمالية العالمية ومواقع الغرب في تقرير السياسة العالمية. وهم ينطلقون عملياً من هذا الموقع تمويلياً ووظيفياً. فهم يطلبون ما لا يقومون به أساساً، بل يقومون بعكسه. هذا هو التناقض نفسه. فهم يتهمون بعض القوى باستغلال قضية المقاومة، في حين أنهم ليسوا بمقاومين، بل يدعون إلى الاستسلام «المستدام». فهم خارج الصراع الذي يتهمون الآخرين بممارسة الخداع حوله. هم موافقون على النظام العالمي كما هو اليوم. وهنا نقطة الانطلاق التي يجب أن تحكم الموقف منهم. فكيف لقوى لا تطرح قضية تغيير النظام العالمي، أن تحمل قضايا تتعارض في جوهرها مع وجود هذا النظام؟! فالحملة الأخيرة التي قام بها بعض الناطقين باسم هذا التيار المتنكّر للهجوم على رموز وطنية هي حملة مثيرة للسخرية، فإذا ما أردنا ألا نأخذ موقف الدفاع عن هذه الرموز بالذات، بل موقف الهجوم على أصحاب الحملة، يكفي أن نذكر أنهم في الموقع نفسه الذي يتهمون الآخرين أنهم فيه. فما هو المشروع الذي يرفعه هؤلاء؟ إنه موقف الدفاع عن النظام العالمي القائم، الدفاع عن الرأسمالية العالمية وعنها كنمط حياة. والباقي هو جزء من حفلة التنكّر هذه. إنهم محكومون برفع القضية التي هي موضع الصراع، وهنا تناقضهم. فأزمة هذا الفكر في مختلف أوجهه إن كان يلبس لبوس الفكر القومي، أو اليساري، أو غيرهما، هي أزمة حادة لدرجة أنه يخوض معركته بأدوات معادية له نفسه. فالتاريخ نفسه، بمعنى القاعدة المادية للصراع، أي الاقتصاد السياسي نفسه، أغلق هوامش مناورة هذا الفكر، أو ضيّقها إلى أبعد الحدود. ومن هنا خداعه الظاهر وتنكّره الفاشل. وهذا ينسحب ليس فقط على قضية الموقف من الكيان، بل على كل القضايا المطروحة على الساحة العالمية.

هذه الوقاحة هي تعبير عن التناقض الذي يعيشه هذا الفكر بين موقعه وبين التكتيك الذي يحاول سلوكه. تناقض لا مهرب له منه. فهو يستخدم في هجومه قضايا هو معادٍ لها من الأساس، هو معاد لقضايا التحرر بسبب موافقته النهائية على النظام الرأسمالي العالمي. ومن يريد المزايدة، عليه أن يتقدم عن غيره. ولكن، ليس لوقاحة هذا الفكر حدود، في مرحلة أزمته العميقة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيفة “قاسيون” – 17 أيار 2021

**************************

الصفحة العاشرة

قصة قصيرة

العفريت الصغير

سلام حربه

محلة الوردية من أقدم المحلات في مدينة الحلة، ومعظم بيوتها التي كانت مسقفة بجذوع النخيل وحزم البردي والقصب وحصائر السعف،تنهض جدرانها بالطابوق الذي تم جلبه من مدينة بابل الاثرية، بعد صدور فرمان عثماني بتهديم الآثار من معابد وقصور بابل قبل عدة قرون، أنفاس حمورابي ونظرات عينيه نحو أحفاده وتعاليم شريعته لا تبعد عن محلة الوردية سوى خمسة كليومترات. هب ّابناء المحلات الشعبية المزروعة على ضفتي نهر الحلة الذي يخترق جسد المدينة، كالسهم، ويقسمها الى صوبين صغير وكبير، أعادوا بناء بيوتهم الطينية وهم يتفرسون يوميا بوصايا الاجداد، من دون أن يفكوا ألغازها، المنقوشة على الطابوق المفخور. اختار الأجداد انشاء محلة الوردية في الصوب الصغير، أول ما ظهرت المحلة الى الوجود برز بين ساكني المحلة إسم آل عفريت، كانوا رجالا أشداء، لا أحد يعرف من أين أتوا. البعض يقول أنهم من بلاد الشام وآخرون يقولون انهم بقايا الغزو المغولي التتري الذي اكتسح البلاد والعالم منذ ما يقرب من تسعمئة عام، ما يعزز الرأي الثاني أن وجوههم عريضة مفلطحة وعيونهم صغيرة وانوفهم عريضة بفتحات واسعة. لن يختلف اثنان حين يدققان في تقاطيعهم وبنية اجسادهم بأصلهم المغولي، لكن العفريتين يجادلون وربما يرتبكون الجرائم ضد كل من يشكك بنسبهم ويقولون أنهم إنحدروا من سلالة بابل وأنهم أحفاد بررة للآلهة والملوك. العفريتيون من يوم سكنوا محلة الوردية نصبوا أنفسهم أسيادا على الاخرين، لهم الرأي والمشورة وأشاعوا أن طينة جيناتهم مباركة ومقدسة وشرعوا أن يكون مختار المحلة منهم. إعترض في البداية من إعترض ولكن بشراستهم وقسوتهم وعنادهم استطاعوا أن يسنّوا قوانينا للمحلة لن يستطيع أحد خرقها أو العبث بها ومن يجلس منهم على كرسي المختارية يطلقون عليه إسم العفريت الكبير، تحيطه صفوة منتقاة من رجال المحلة يوفرون له ما يريد وينفذون أوامره بحذافيرها. اشتغل أجدادي وحتى أبي أتباعا للعفريتين الكبار، من يعمل بالحلقة القريبة من العفريت الكبير تكون حياته بطعم المن والسلوى، يُهاب من قبل الجميع، تصله حصته من المال والملذات حد باب بيته، أنا واخوتي لم نشعر يوما بالعوز والحرمان، بطوننا ممتلئة من الطعام وملابسنا فاخرة وجيوب قمصاننا الشفافة تفضح الاوراق النقدية الكبيرة وحتى العملات الأجنبية على الرغم من أن أبي لا يمارس عملا سوى حظوته وقربه من العفريت الكبير. رجال المحلة ونساؤها يشْقون من الصباح الباكر وحتى يغيم وجه السماء بالظلام وكل ما عليهم أن يسددوا بعضا من تعبهم الى العفريت الكبير وحاشيته مقابل أن يمنحهم المهابة في المدينة ويمنع تجاوز أبناء المحلات الاخرى عليهم فصيت آل العفريت وجرأة بطشهم بأعدائهم أجبر مخاتير وساكني المحلات في الصوبين أن يخروا صاغرين أمامهم وأن لا يكونوا أندادا لهم أو يفكروا، مجرد تفكير حتى ولو في الأحلام، بازعاجهم أو الدخول في شجار معهم. كان مجرد ذكر اسمهم في المدينة حتى تلهج الالسن بمدحهم وتسطير كراماتهم وذكر بطولاتهم وصولاتهم وكرمهم التي تحفل بها كتب التاريخ وأتخمت بها ذاكرات الناس. أنا كنت في الدائرة القريبة لآخر عفريت كبير والمتزوج من إبنة عمه، لم يرزق العفريت الا صبيا سمينا أبلها، ترك المدرسة لأنه لا يفقه شيئا ولم يعلق في عقله حرفا واحدا من كلام المعلمين وشروحهم التي تزدحم بها سبورات صفوفهم. ابتدأ يخالط من هو أكبر منه سنا. في ليال كثيرة كان يأتي الى بيت أبيه والدم ينزف من كل فتحات جسده. العفريت الكبير يقف في وسط المحلة ويسب أبناءها ويتوعدهم بالويل والثبور إن تعرف على أي من الشباب إقترف هذا الفعل الاجرامي الشنيع بحق ولده القاصر الصغير. كنت حافظا لسر العفريت الكبير وهو يثق بي لأن أبي وأجدادي خدموا أباه وأجداده لقرون من الزمن، همست في أذن العفريت الكبير..

_ ايها المختار المبجل ، لماذا تركت العفريت الصغير يخرج من البيت..؟

أجاب وهو يغلي من العصبية والغضب..

_ نسيت أن أغلق باب البيت بالمفتاح حين خرجت الى المقهى، إنسل من البيت وتلقفه المجرمون وأخذوه الى الخرائب وحصل الذي حصل، هذه ليست المرة الاولى، إنهم يراقبون غفلتي ونسياني، لن يفلتوا من عقابي..

سألته وأنا أعرف مسبقا جوابه..

_ لماذا لم تعرضه على الاطباء كي يعالجوا البله في عقله..؟

أجاب وقد نبعت الدموع في عينيه..

_ لقد ذهبت به الى كل الاطباء، قالوا لي أن خلله جيني لا علاج له، قد يكون الزواج من الاقارب سببا له، لو أن العقل يُباع لاشتريته له، إبني ولد بعقل ناقص..

دخلت يوما على العفريت الكبير في بيته، بناء على طلبه، كان جالسا في باحة الدار وعبوسا. على الرغم من أن نسمات الهواء في ذلك اليوم الربيعي قادرة على أن ترخي من شدّ أي وجه منقبض. كان البيت ساكنا كمقبرة، لا تحوم فيه، كالدبابير، سوى الانفاس القلقة المضطربة ونظرات نسائه المتلصصة من بين سُتر الشبابيك المغلقة، عرف عن آل العفريت حبهم للنساء وزواجهم بأكثر من واحدة وقد تصل الى اربع زيجات عدا ما يصفط رجال المحلة، من بناتهم اليافعات الغضات حين يكتمل بناء أجسادهن، للعفريت الكبير تقربا منه وإشباعا لمتعته. كانت عيونهن تلمظ كالقطط في سواد الليل. جلست بقربه بعد أن أشار لي بالجلوس، كان يعلو وجهه شحوب مخيف أصفر زادته لحيته البيضاء إيغالا بالصفرة، لم أستطع أن أميز هل هو مرض إستوطن خلاياه إمتص رحيق عافيته أم بركان غضب يدوي ينذر بالانفجار أم الأثنين معا، قال لي..

_ اسمع نجاح، لقد ذهبت الى الطبيب واخبرني بأني مريض بداء خبيث، أشعر بأن الموت ينفذ كل يوم في خلايا جسدي، ما يحزنني ليس الموت الذي أشعر به قريبا اليّ كحبل الوريد ولكنه الخوف على مصير آل العفريت وقد خُتِمت سلالتهم بولدي العفريت الصغير الأبله، هذا المعتوه سيمسح كل تاريخنا وقد يشجع الاخرين من المتربصين بالمختارية الى الانتقام من آل العفريت، خوفي أن تنبش قبورنا وتعطى عظامنا الى الكلاب كي تأكلها..

قربت رأسي منه فقد كانت مكانتي لديه كبيرة، كان يسبقني بعشرين عاما، وطيلة خدمتي اياه تعامل معي وكأنني إبنه، هذا ما كان يهمس به لي دائما. كنت موطن أسراره، ظله، إذنه التي تلتقط له كل كلام وهمس يدور في المحلة وقد منحني الثقة أن أعبر اليه دون الحاجة الى أن يضع أمامي خطوطا حمر.. 

_ ما هذا الكلام ايها المختار المبجل..؟ يبقى ذكركم حيا مدى التاريخ..

ارتسمت ضحكة شاحبة على شفتيه اليابستين..

_ ذكرنا..! سيمسح إبني اللعين كل ذكرنا، أنا على يقين من ذلك، العقل والفطنة والذكاء هي من تبقي التاريخ حيا أبدا ، وأنت تعرف أن عفريتي الصغير، الذي لم أرزق غيره على الرغم من نسائي الكثيرات، لا عقل له..

قلت مواسيا وصادقا في كلامي معه وراغبا ان أمد له يد العون وأنا أراه غارقا في محنته..

_ وما المطلوب مني أيها المختار المبجل..؟

نظر إلي، لم يستطع أن يحبس دموعه أكثر، تجمعت مياهها في وديان غضون وجهه وتعلقت قطرات على أطراف شعيرات لحيته ..

_ أريدك أن تخلق من إبني المسخ عفريتا كبيرا..؟

أجبته بعد تفكير..

_ كيف أيها المختار المبجل وأنت تعلم بأنه ليس سويا..؟

وهو يتنفس بصعوبة ولكنه استطاع أن يبلغني رسالة الى جانب  جهاده النفسي في نطقها..

_ بذكائك ودهائك إصنع منه عفريتا كبيرا..أنا احببتك، أنت تملك صفات وفراسة لا يمتلكها غيرك، أنت ستكون مسؤولا عنه، لا تنسى إن بقي كالدمية الصغيرة الخرساء ستخسر يا نجاح، وأنت الاقرب الينا، وتدفع ثمنا غاليا ويصيبك ربما اكثر مما يصيب آل العفريت الاحياء منهم والأموات ..

طمأنته وأنا أمسك بيده الباردة الشبحية وأرى الدم بطيئا كسولا في أوردتها النافرة الزرقاء.

_ حسنا، سأكون مسؤولا عنه،كل ما أطلبه منك يا مولاي مختاري المبجل أن تمنع العفريت الصغير من الخروج من البيت وتسجنه في غرفة وتحرم أيا كان الدخول اليه سواي ومن النساء من تخدمه وأنا سأجعل منه عفريتا كبيرا..

في كل يوم يمر، وحالة العفريت الكبير الصحية تزداد سوءا، أرى في نظرات العيون تململ افراد بعض العوائل في المحلة ممن يرغبون أن يتولوا المختارية لعلمهم أن العفريت الصغير لا يمكن أن يخلف أباه إن توفي فهذه المحلة العريقة في القدم لا يمكن أن يحكمها مجنون، لكن ما أثار استغرابهم ونثروا أسئلتهم في الطرقات والمقاهي وغرف البيوت أنهم لم يروا العفريت الصغير منذ سنين حتى أن كثيرا منهم تجرأ، بعد الاعتذار الشديد، وسألني.

_ أستاذ نجاح، ما أخبار العفريت الصغير..؟

أجبتهم وابتسامة واثقة على وجهي تجعل كلامي أشد وقعا على قلوبهم المرتجفة..

_ العفريت الصغير اليوم إنسانا آخر، إنه يتلقى علوما خاصة ودروسا على يد أمهر الاساتذة، إنه عبقري موهوب بإعتراف معلميه، إن رأيتموه اليوم لن تعرفوه، لن يقل حكمة ومهابة وربما يزيد عن أبيه واجداده..

إنسحب أبناء المحلة وهم غير مصدقين ما سمعوا، كيف يصح أن مجنونا ولد بنصف عقل وأقل ممكن أن تعالجه الدروس وترجعه انسانا سويا..؟ لكن لا أحد يفكر أن يتمادى في السؤال أكثر ليقينه أن العفريت الكبير مازالت أنفاسه تلتصق على جدران الأزقة وتلون بالصدأ الاخضر العفن، كأجداده، مسامير لغة سومر العتيقة، قدم الارض، في طابوق بيوتنا وجعلتها عرضة للتآكل والمحو. رائحة نتنة كان يشمها أبناء المحلة عن بعد تدفن كل جنين أمل يرفس في الصدور. الورديون يرهفون السمع لوقع خطى العفريت الكبير المتعثرة تصدى في درابين المحلة الضيقة وصوت عكازته وهي تنقر الارض الترابية تلفح عجائز الرجال الذين يجازفون ويقامرون أن يجتازوه وهو في طريق ذهابه الى مسجد المحلة، طلبا للتوبة والمغفرة، أو عودته منه. العبودية مرض قد يشفى منه العبيد بمرور الأيام، الجميع كان يعد الأيام منتظرا رحلة العفريت الكبير الأبدية، عندها سيكونون وجها لوجه أمام العفريت الصغير الذي مازالت صورته في أخيلتهم وهو يجري في طرقات المحلة عاري الصدر، حافي القدمين والمخاط واللعاب يرسمان تضاريسا وممرات مائية رطبة ويابسة على وجهه. صحيح أنهم لم يروه منذ سنين ولكنه سيبقى خبلا صغيرا في نظرهم، سينتقمون منه وينتزعون المختارية من آل العفريت ويرمونهم خارج المحلة وينبشون آثارهم وأسماءهم وعظامهم من بيوت المحلة ويرمونها في أقرب مزبلة تأكلها الكلاب والحيوانات الجائعة الضالة..

في صبيحة يوم شتائي، وقبل آذان الفجر، صاح مؤذن مسجد المحلة في سماعته التي توقظ الموتى، طالبا من أبناء المحلة النهوض من فرشهم الدافئة والتهيؤ للفاجعة، لقد وجد المختار المبجل العفريت الكبير مقتولا في فراشه. هبّ الناس مذعورين من أسرتهم ودبق النعاس ما زال يطبق أجفان عيونهم، بريق خاص ومض في العيون والافواه اندلقت ألسُنها. من يجرأ على قتل العفريت الكبير..؟ خَرجتُ الى الزقاق وأنا حافي القدمين، لم يكن بيتنا يبعد كثيرا عن بيت المختار، الباب كانت مفتوحا ولا أحد يجرأ على دخول الدار فما زالت الرهبة منه وهو في أحضان الموت تقيد الاقدام وتكبلها، صراخ نسائه الثكالى يشق طبقات السماء يوقع في القلوب رهبة ثقيلة، البكاء والعويل في الليل أشدا فتكا في النفوس منه في النهار، هما يزيدان وحشة الظلمة وينبتان شعورا بالوحدة والبؤس..دخلت الى البيت، أنا الوحيد الذي يحق لي الدخول دون استئذان، لم يمنعني شابان طويلان يقفان عند جانبي الباب فيهما ملامح آل العفريت، كانا يهشان كل من يقترب من باب الدار، وجدت العفريت الكبير غارقا بدمائه مذبوحا من الوريد الى الوريد. في الغرفة ثلاث من نسائه وهن متشحات بالسواد يلطمن صدورهن ويخرمشن خدودهن،لم أصدق ما أراه لكن شرود نظراتهن خارج الغرفة ولوعتهن زرعتا في قلبي شكوكا كثيرة. خرجت من غرفة الأب مسرعا ودخلت غرفة العفريت الصغير، كانت تعابير وجهه حيادية، يلبس السواد ويقف أمام المرآة وهو يعدل هندامه، وقفت أمامه والحيرة تتقاذفها يداي الممدودتان..

_ من الذي قتل المختار المبجل..؟

أجابني بعصبية..

_ ححححححبيبي، ما أأأأدري...أأأأأأأأأأ هواي ناس يكرهونا..ما تخلصون مني..

انتبهت، كنت أنا مرمى لكرات كلامه، عدلت هندامه والبسته العباءة ووضعت غطاء المختارية على رأسه الشبيه بالعِمّة، حاولت أن أهدأ من روعي قبل أن أخاطبه..

_ أنا اسف انقطاعي عنك منذ أشهر لانشغالي بمرض أبيك المختار المبجل، كل ما أطلبه منك أن تطبّق ما حفظت من دروسي طيلة هذه السنين، أنا على يقين أن أبناء المحلة سينقادون اليك وقد نشرت قصصا خرافية عن خُطبك وحكمك ومآثرك وفنونك في قهر اعدائك. بدأ ابناء المحلة يتناقلونها ما بين ركع صلاتهم في المسجد وعلى تخوت المقاهي وفي أسرة نومهم، ستكون المختار المبجل الجديد وبلا منافس..

_ لالالا أأأأحد يعلّم آل آل آل العفريت...نحن نحن نعلم أأأأألناس. أأأأعرف حدودك يايايايا نجاح ججججيدا..

رمقني بنظرة لم أفهم مغزاها حد هذه اللحظة، خرج من الغرفة وهو يترنح كالبطة  واندلق زيق دشداشته السوداء من فرط سمنته. كنت أحجل وراءه وأثبت العباءة على كتفيه التي كادت أن تسقط على الارض عدة مرات. لم يلتفت الى نواح وأدعية النساء المفجوعات وهن يستنجدن بالله وهو حسبهن ووكيلهن وناصرهن على كل قاتل وظالم. خرجنا من باحة الدار، ما أن طرقت قدماه أرض الزقاق حتى أحاط به الرجلان اللذان كانا يقفان عند باب البيت، لم أكن قد شاهدتهما في المحلة من قبل، وقد اعتدنا أن يحيط المختار المبجل دائرة من رجال المحلة المعروفين يرافقونه في ذهابه ومجيئه. يبدو أن هناك همسا في أذنه، زمن انقطاعي عنه، أن تكون للمختار حماية خاصة ليس من أبناء المحلة. عند وصولنا الى المسجد الذي سيحمل منه نعش المختار المذبوح. كان شخص غريبا أمردا يضع غطاءا أبيض على رأسه، يقف عند الباب ما أن لمح العفريت الصغير قادما، وهو يتعثر بطيات لحمه وشحمه والبلادة، رغم محاولته قمعها، تخطر بثقة واصرار تفضحها كل تقاطيع وجهه، علا صوته مرحبا بالمختار الجديد سليل آل العفريت والمحروس بالصلوات على الرسول الكريم، ما حصل أمامي لم أكن قد رسمته له أو فكرت فيه يوما، نعم دربته على المشي، وماذا يلبس ومتى يتكلم وكيف يتعامل مع أبناء المحلة، أما رسم الأبهة وزرع الأتباع والمريدين فهذا ما صفعني به وأذهلني خاصة حين دخلنا المسجد ورأيت كيف أن أناسا يغصّ بهم المكان يشبهون العفريت الصغير في كل شيء وكأنهم نسخة منه منعكسا في مرايا المسجد الكثيرة. إنحنوا على يديه تقبيلا ولثموا تراب قدميه، ما شجع البعض من أبناء المحلة أن يحذوا حذوهم. عند وقوفه في محراب المسجد، كانت نظراته التي لا ترى شيئا تائهة في الفراغ الملغوم بالفوضى أمامه وأعين الجميع من حوله مغروسة بذل وخشوع بأرض المسجد..

الآن أنا مسجون في غرفة لا أعرف أين تقع مع عدد من ابناء المحلة ممن تجاسرت أخيلتهم المريضة يوما ما أن يكونوا مختارين للمحلة، لا أعرف ما الذي ينتظرنا ولكن الحرس أخبرنا بأن المختار الجديد حافظ ارث آل العفريت ورمز فخرهم الأبدي وشيخ المختارين حتى قيام الساعة سيصدر، عن قريب، حكما بحقنا وبحق كل من يجتاز خطوطه الحمر..

******************

الصفحة الحادية عشر

الاهوار الجنة الضائعة

بهذا العنوان اصدر الشاعر المعروف عبد الكريم كاصد كتابه الجديد ويضم “ديوان الاهوار” وترجمة لكتاب “عرب الاهوار” لـ ثيسجر عن الانكليزية، وهناك فصل من الكتاب كتبه زياد ابن الشاعر الكاصد.

هذا الكتاب الاثير صدر عن دار لندن للطباعة والنشر/ لندن.

******************

«عامودا»: رواية الوجع الكردي

مهدي شاوي

يأخذنا الروائي محمد عفيف الحسيني في روايته ـ مدونته اللامتخيلة الجديدة إلى حنينه للمكان، والى ذلك الوجع الكردي، النوستالجيا والبحث عن الوطن المفقود؛ وطن وتاريخ شعب يحمله الجبل على مر الأزمنة التي عاشها ويعيشها.

في لغة من البساطة والألفة!، لغة خالية من التصنّع والاستعراض اللغوي، وهو الشيخ الضالع في اللغة العربية وقواعدها، وكنتُ أخشى أن يثقل لغة السرد بالشعر، وهو الشاعر، فتضيع تفصيلاتها على القارىء، لكنه لا يريد أن يضحي بالقارىء على حساب اللغة، لأن لروايته مهمة أخرى وهمّ آخر، فالرواية لم تُكتب باللغة الكردية، لتبق محصورة ضمن الناطقين بها، وهو كما يتمناه الحسيني أن يكتب بالكردية، لكنه، نسي أنه يترجم روحة الكردية إلى اللغة العربية.

مادة الكتاب هي تاريخ وطن وشعب يمتد على مساحة جهاته الأربع، وكان عليه ايصال عوالمها وتفاصيلها لمن لايدري ماحدث ويحدث هناك، وقد تكون هي رواية التوثيق.

سردية “عامودا” نعم عامودا (ربما يكون هو الاسم المناسب للرواية، فقد جاء على ذكرها في أكثر من 360 مرة، من صفحات الكتاب (513 ص)؛ عامودا هي أيقونة الحسيني؛ هي الجزء النازف من روحه، أينما حلّ هناك عامودا، وأينما كان، كانت عامودا هي شغاف قلبه النابض بكرديته، حلبجة الحاضرة أيضاً، تلك البلدة الهادئة الناعمة المكتظة بالمزارعين والرعاة؛ حلبجة التي غطاها الدكتاتور صدام حسين بغاز الخردل!. ولم تصحُ إلا على صور جثث الأطفال!، لقد أرادها الحسيني ـ وهو الرائي والروائي ـ أن تكون أماكنه التي عبث بها النازيون، من حريق سينما عامودا حتى دمار حلبجة، أن تكون مزاراً يتفقد فيها الجميع حجم الفواجع والكوارث التي عاشها؛ مثلما جعل السياب ذلك النهر الصغير “بويب”، وقرية (جيكور) مزاراً للشعراء والأدباء.

جاءت الرواية بروح كردية خالصة ومطحونة بتوابل وأعشاب، تلك هي خلطة الحسيني، وهو الأديب والشاعر والعطّار الماهر، الذي يجعلك تعشق بهاراته، هو العارف في الخلطة الأدبية في الشعر والرواية؛ إنها رواية أماكن عاشها في طفولته، وامتدت معه في التشرد والتسكع عن طريق منافيه البعيدة والمتعدد. يشدك للأماكن التي تنقل بينها: كردستان، حلبجة، حاج عمران، عامودا، قبرص، دمشق، بيروت، بولونيا، باريس، كازبلانكا، وغوتنبورغ التي يقول عنها إنها أجمل مدينة في العالم ـ طبعاً عامودا هي الأجمل ـ؛ غوتنبورغ لها خصوصيتها في كتاباته والتي يعشقها حد الثمالة، وهو الحافظ لكل تفاصيلها كجسد أنثوي: معالمها، أبراجها، ساحاتها، تماثيلها وشوارعها. خصص لها الكاتب سابقاً كتاباً شعرياً تحت عنوان “مجاز غوتنبورغ”، فهو عندما يكون حاضراً في غوتنبورغ، تكون عامودا الغائبة حاضرة في غوتنبورغ، وهو حسب اعتقادي أجمل من كتب عنها.

العمل هو أقرب إلى أدب الرحلات، لكن، ليس في مجال اكتشاف المدنَ بعمرانها وجنائنها، بل يرينا الكاتب في تجواله خرابَ المدن وآثار الحروب والدمار التي لحقت بها، وهو يتفقد الحجرَ والزهرَ والطير والأعشاب والحيوانات الأليفة، كذلك يكشف لنا مدى حجم القلق الوجودي الذي عاشه: الخوف، التوجس من المطارات وعبور الحدود، والمخبرين والعسكر، وعن مدن الكآبة والتسكع. حقاً إنها خلطة العطّار الشاطر، ففي الرواية رصد دقيق لتفاصيل في غاية الدقة؛ قد لانكترث لها، رغم معايشتنا لها، لقد جاءت بلغة بصرية بارعة، وجدتُ فيها من القرابة والتشابك مع كتابات الروسي المتصوف “تولستوي”. كل شيء يجري في العمل مثل شريط سينمائي، ينتقل بلا ملل، رغم تعدد أزمنته وأماكنه التي تمتد من طفولة عامودا، حتى حرائق حيواتنا التي لاتنتهي، وهي تبحث في التاريخ عن كردستان، الوطن المذبوح والمفقود، إنها ذاكرة وسيرة فذة لأنه عاشها بحب وألم وعن قرب، وهو يكتب ضمن الشروط السبعة للشاعر الألماني “غوته”، ومنها أن يكون الترحال شرطاً للكتابة. فأنت لا تستطيع الكتابة عن مكان ما أو إمرأة إن لم تكن عشتها وعشقتها، وحفظت تفصيلاتها.

لقد اعتمد الحسيني على الذاكرة أكثر من المتخيل؛ كتب “بورخيس” مرة: (الكتابة نصفها ذاكرة ونصفها الآخر خيال)، والحسيني سعى في روايته إلى الربط مابين الذاكرة والتاريخ بلغة سردية فاتنة، يجتمع فيها النثر والقرابة الشعرية بعض الشيء، وقد تجنّبها كثيراً كي لايثقل على القارىء، أرادها لغة يجد فيها القارىء متعة المواصلة، خالية من التقعرات اللغوية وافتعال الأحداث والبطولات الوهمية، قد تتعب القارىء؛ إن مادة الرواية تجوب مع السارد والذي هو الرائي والروائي لما دار حوله ويدور في شوارع العالم والمدن النائية، فوق جبال كردستان والأماكن التي عاشها. الكتاب ليس اعلانات أو دليلاً سياحياً، بل كشف وتعرية كل ماهو غير انساني وموحش: القتل، التهجير القسري، النفي، حرق سجلات دوائر النفوس للأكراد، وتشميعها بالختم الأحمر.

عمل الرواية كان مثل عمل Scaner أو المسح الضوئي لأماكن وتاريخ وشخصيات غابت عنا، لكنه، يعيد فيها الروح مرة ثانية، عن طريق تاريخ حيواتها، وماتركت لنا من أشياء وشواهد لها دورها ودلالتها في التاريخ الكردي والفعل السياسي والنضالي الذي تركوه، نموذجاً: مؤسس جمهورية مهاباد “قاضي محمد” الذي أعدمه الفرس، والجنرال ملا مصطفى البارزاني ودوره في حركة وثورة الشعب الكردي، وكذا الدكتور قاسملو الذي أُغتيل، أو حيوات لازالت تمارس فعل الحياة والثقافة وآمالها من شعراء وأدباء وفنانين كرد أثْروا الثقافة الكردية، و”المعلم” كما يسميه الحسيني، وهو الروائي والشاعر “سليم بركات”.

الرواية محاولة لتقديم التاريخ الكردي كامتداد للمملكة الميتانية، وكتجربة كبيرة ومعاشة بشواهدها، وأيضاً ابراز الجوانب المشرقة، إنها رواية شعب ينهض دائماً من الرماد مثل طائر الرخ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عامودا: بلدة تقع على حدود سوريا مع تركيا، على التخوم الشمالية الشرقية.

صدر الكتاب عن دار “هن”، القاهرة 2020. لوحة الغلاف: آزاد نانكلي.

*****************

كياقة العدو وقبلة الحبيب

شعر: کە ژال احمد*

ترجمة: آرام محمد امين

ينبغي عليَّ التخلي عنك

كمقبض كوب عن القهوة

بعد معرفتي أن أحداً ما

طلب يدك قبلي!!

ينبغي عليَّ هجرك

دون طلب ولا خيار

مثل مقعد كتب عليه، محجوز

ولكني من الارتباك لم ألمحه

وجلست جلوس عاشق في حظنه!

إلى أن يأتي شخص ما، قائلاً:

أترك هذا المكان،

قبل وصول صاحبه!!

مثل سيجارة

منع من مريض،

أقلع عنك..

مثل شخص يموت داخل سفينة

وسط البحر

لا محيص لي،

أهديك للأمواج!!

مثل شخص أُعمي عطشاً لرشفة ماء

في الصحراء،

فأريك السراب!!

أجعل من أشواك الصبار تاجاً

قبل موعد صلبك

ألفه على رأسك!!

مثل أبواب البيوت

أغلقك

في مساء متأخر،

مثل ليل مقمر

أضعك في السماء وحيداً!!

ولن أخبرك مثل بيكس*:

«أيها القمر أنا وأنت،

كلانا متعاطفان»

لا أملك حلاً وأوشك على أن أقول لك:

وداعاً، يا أكبر خطيئة في حياتي

وداعاً.!!

غداً وبعد غد

سأبرهن أنك لم تعد سائداً!

أهبك لهذا وذاك، كثوب قديم!

هاأنا ذا أخرج من عرضك،

ألبس نظارةً

وأرى عالمك بلون آخر!

وداعاً يا زمن البرودة والسذاجة،

قبل مجيء كورونا

وداعاً..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* کە ژال احمد شاعرة كردية معروفة

*بيكس: شاعر كردي رائد

****************

قصتان قصيرتان

زيـر الفراشات

هــالـة حجــازي/ لبنان- خاص

كم تأملتُ وأندهشتُ كثيراً من تلك الفراشة التي تخرج من شرنقتها وتنتقل فرحاً من زهرة الى أخرى كأنها تبحث عن حلم مفقود وتملأ السماء فوضى بأجنحتها التي تضرب بها وجنات النسيم وتنثر الجمال بألوانها التي تزين وجه النهار .

وفي عراء الليل تحوم حول زير حلمها لتضاجع جسده فيجترها بأنيابه وجبة جوع تلعقها ألسنة اللهب بطعم الزقوم فيجهض النور من رحم الفراشة بدمع مسجور يعقُبه عقمٌ .. دهشةٌ .. فشهقة تُعلن ولادة مرميةً على خاصرة الموت.

بمجرد نداء النور لها ترتعد كل أوصالها لهفة ِ للمسة حنان وتركض حافية القدمين لغريزة لا تستطيع مقاومتها فهي الأسيرة لسحره الضعيفة أمام حقول جاذبيته.

إنها عطشى تبحثُ خلف حلم الإرتواء وتركض وراء سراب نور تظنه الحياة ، وسرعان ما يضعها في مصيدة الاقتران فتقع ضحية حب رماها في أحضان ذاك الظالم الأناني، إنها تختار فجيعتها بإرداتها فتهدي إهتماماً للضياء وهو يهديها الفناء.

يا لها من عاشقة صغيرة ترقص رقصة الموت الأخيرة تقترب من فتنة الضوء القاتل السرمدي وتخاصره في شغف مجنون لتبدأ رحلتها القصيرة الأمد، تغازل في عشقها توأمي الحياة والممات في آن معاً.

إنها تلخص قصة صديقها الإنسان في سعيه الدائم وراء العدم.

سرٌ آسر وعجيب وفلسفة مدهشة لا يمكن رصدها بالكلمات..

*************

الفابريكا

محمد فيض خالد

ما إن ينثر الصّباح نورهُ في الأُفق، حتى تنفض القرية عَنْها أنفاس المَساء، التي لا تزال تسري بين دروبَها الضّيقة، فتنبعث رياح رخية، تتهادى من الحُقولِ القريبة ؛ مُعلِنة تشوّقها لزوارها الجُدد من أبناءِ الكدّ.

تتناثر قطعان الماشية في فوضى فوقَ الجِسرِ، ومن خلفها العِصيان تلهب ظهر المُتكاسِل منها، تتردد أنشودة الشُّروق  في ابتهاجٍ  فوقَ الشِّفاهِ، تُجيب تحية الصّباح المُرتعش، اعترف بأنّ عشرات القصص داهمت عقلي القاصِر، تراني أيممّ وجهي شطرَ المَشرِقِ المتسع، تَدبّ النّشوة في قلبي الهَامِد، اُراقِب في سَكينةٍ خيوطَ الدُّخان الفتية، تُداعِب قُبة السّماء الصَّافية تحتضن النّهارَ الوليد، بالتّأكيد هي بعيدة جدا، ولكنّ كثرتها اظهرتها قريبة، تقتحم الحقول في عنفوانٍ، قصّ علينا “الحاج نَوّار “ خبرها: هي سوداء مثل هِباب كوانين النّار، يعتمد في إخراجها على مداخن عملاقة تمتد شاهقة، تنفثها بعيدا عن مبنى “الفابريكا “ تُحرَق فيها فضلات القصب ومخلّفاته ؛ لغلي عصيره وتحويله إلى سُكر، لازلت اذكر يوما اغتمّت فيه قريتنا، نزفت العُيونُ من ينابيعِ الفاجعة،  طَاَرَ الخَبر ؛ إنّ “رافع” أحد شُبانها، سَقطَ صَرِيعا أثناء نوبة عمله في صهاريجِ العَصيرِ المغلي، أتوا ببقايا جثمانه تَحتَ ضبابِ الفجر الخفيف ليدفنوه، يتَذكّر” مخيمر” الخفير لحظتها،يحكي  والشّجن يَجِدُّ في قلبهِ، ينظر بوجهٍ باسر، وأعصاب مهتاجة، وصوته يختنق: إنّ العَصير السّاخن أذابَ لحمه، ولم يبقه إلا عِظاما، في إحدى الأماسي الصَّيفية البهيجة، هَبَطَ “الأفندي” علينا، عائِدا في أجازةٍ قصيرة، امضى قرابة عقدين من الزَّمانِ، يتولى مهام استلام عربات القصب ووزنها، اقسَمَ بقبرِ أمه، إنّ “الفابريكا” مَرتَعا لعُتاة العفاريت، تتلاعب في ظلامِ ليلها الحَالِك بكُلِّ شيء، وفي هدأةِ اللّيلِ، وتحت جَنينِ القمر السّاجي، اَخرَجَ ساعته “ أم كاتينة” من جيبِ سترته الكاكي، هزّها في خُيلاءٍ، وعيناه تلَتمعُ، أسرّ لجلسائهِ في نَبرةِ الواثق كعادتهِ: الآن أوان الوردية الثالثة، واشارَ بيدهِ مُنصتا، تلِكَ صَافِرة قطار القصب يدخل “الفابريكا“، لا يمكن أن يُخلِف موعده، استدارَ الزّمان، بعد إذّ طوى الماضي في جوفهِ، ذهبت للدراسةِ في البَندر، هناك وعلى مَقربةٍ من “الفابريكا” مدرستنا، انتصبت مداخنها، راعني شموخها، اخافني ما تَقذِف من أدخنةٍ ثِقال،  اُرسلت الطّرف دونَ كللٍ في الجوِّ مأخوذًا بها، تلتمع في عينيّ حيرة الغريب، ومن آنٍ لآخر التمس الحِيلة؛ وفي غفلةٍ من الرُّقباءِ، اعتلي السَّطح، اتتبّع الأعمدة السُّود حين تلوّيها، على استحياءٍ أُلقي بخبيئةِ صَدري لزملاءِ الصَّف، فلا أجد إلاَّي معلق  “بالفابريكا “ ونظرة شَذراء ترميني بالبلاهةِ والجمود.

اُودِّعها في طريقِ عودتي، وما احسَب أنّه الوَداع الأخير، مُنذ أيامٍ، بَلغَ مني الوَجد مَبلَغه،  خطرت ببالي أيّامها الخوالي، اشتَبَكَ بصري بالأفقِ، اشتباكَ السَّيف بالسَّيفِ، لكنّه ارتدّ خَاسِئا وهو حَسير، تلاشت أدخنة “ الفابريكا” هَمدت مداخنها، وتوقّفت صَافرة قطارها، كما تَوقّفت الحَياة عن مُتَعِها..

******************

الصفحة الثانية عشر 

إصدار

العدد 34 من “الغد”

صدر أخيرا عن اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، العدد 34 من مجلة “الغد” بالنسختين الورقية والالكترونية.

ضم العدد أخبارا وتقارير ومقالات سياسية واقتصادية وثقافية عامة.

********************

ليس مجرد كلام

ستظلّ الساحات تردد: أريد وطناً..!

عبدالسادة البصري

هذه الصرخة التي انطلقت في الساحات، وفي كل مكان، والتي أضحت اللازمة الرئيسية لكل متظاهر نزل يطالب بحقّه في العيش الكريم على أرض دافع عنها هو وأخوته وآباؤه وأجداده حين أطبق الظلام على سمائها وهجمت خفافيشه تريد امتصاص دمها!

نزل للساحات بكل عنفوان الشباب في تشرين 2019، وبين شفتيه صرخة كانت مكتومة   انفجر بركانها وأخذ يقذف بحممه على رؤوس الفساد وسارقي أعمار الشباب الذين صاروا يحملون هذه الصرخة شعاراً لهم ولكل مَنْ ذاق مرارة الحرمان واليتم والقهر والجوع، شعاراً ظلوا يسقونه من دمائهم الطاهرة بين يوم وآخر!

قد يطرق أذهان البعض سؤال: لماذا يريدون وطنا، أليس الذي يقيمون فيه الآن هو وطنهم ؟!

والجواب: نعم، هو وطنهم، ولكن لم يشعروا به أبدا!

الوطن يعني الحضن الدافئ، والقلب الطيب، والروح السامية الخلّاقة، والمحنّة، والانسانية، والحنو، والكبرياء، ورغد العيش، والسكن اللائق، وفرص العمل، والأمن والأمان، والسعادة في كل مكان!

كل هذه لم يحظ بها الشباب لحظة واحدة، لهذا فقدوا الإحساس بالوطن، وباتوا يحلمون،

أحلامهم لم تتعدّ الأرض التي ولدوا عليها، وسمعوا عنها الحكايات الكثيرة من جدّاتهم وأمهاتهم، وحينما فتحوا عيونهم وعرفوا أن هذا الحلم سراب انتفضوا صارخين: نريد وطناً!

كم هي مؤلمة حقاً هذه الصرخة، حين تسمعها من فم شابٍ وفتاةٍ لم يبلغا الحلم بعد؟!

الأعم الأغلب من المتظاهرين هم الشباب الذين لم تبلغ أعمارهم الخامسة والعشرين، بل منهم من لم يبلغوا الثمانية عشر عاما، لم يبصروا من الوطن الذي سمعوا وقرأوا عنه شيئا ابدا، فأحسّوا بضياعهم، وضياع كل شيء جميل في حياتهم، بل ضياع حياتهم كلها، واجهوا الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع بصدور عارية، فعرج للسماء منهم بلابل وعصافير وحمامات برصاص الغدر والحقد، عرجوا صاعدين وهم يرددون قول الشاعر محمود درويش: مَنْ ليس له وطن، ليس له كفن!

لأجل أن يمسكوا بحبل نجاة قبل أن تغرق السفينة نهائيا خرجوا للساحات يطلبون وطناً.. وطناً يليق بهم ويليقون به، وطناً يحنو عليهم ويضمهم بين جناحيه قبل أن يتشردوا لاجئين في بقاع الأرض، وطناً حلموا به منذ نعومة أظفارهم .. لكنّهم اصطدموا بالغدر والرصاص.. ولأنهم ما يزالوا حالمين خرجوا مرة اخرى في 25 أيار وسيخرجون دائما!

ما علينا الاّ أن نقف معهم بكل ما يريدون، والمسؤولية الكبرى تقع على مَنْ يقود البلاد والسلطة العليا أولاً، ومشايخ القوم وعليّتهم ثانياً، وكل ذي عقلٍ حليم ثالثاً. عليهم أن يعوا المسؤولية هذه ويفتحوا صفحة جديدة، ويبدؤوا بتصحيح الأخطاء التي أودت بالبلاد الى الخراب قبل أن تكون الهاوية، كي يشعروهم بأن ثمّة وطناً يقيمون فيه، بعيداً عن الحرمان والقهر والمطاردات وسفك الدماء البريئة. علينا أن نعيد لهم الإحساس بوطنٍ حرٍ يعيشون على أرضه بسلام وسعادة وهناء وعيشٍ رغيد!!

****************

600 موسيقي عالمي بصوت واحد:

نحو مقاطعة إسرائيل ودعم شعب فلسطين

بغداد – وكالات

وقع أكثر من 600 موسيقي عالمي على رسالة مشتركة تدعو لمقاطعة إسرائيل وعدم الذهاب للعروض الموسيقية فيها، وذلك لإظهار الدعم للشعب الفلسطيني. وكان أبرز الموقعين نيكولاس جار، وأوين باليت، وروجر واترز ونخبة من النجوم العالميين.

وندد الموسيقيون بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضد فلسطين مطالبين بـ “العدالة والكرامة والحق في تقرير المصير للشعب الفلسطيني وجميع الذين يقاتلون الملكية الاستعمارية والعنف في جميع أنحاء الكوكب”.

ودعوا في في الرسالة، إلى الانضمام لهم في رفض أداء المؤسسات الثقافية الإسرائيلية المتواطئة مع جرائم إسرائيل، وذلك “من خلال الوقوف بحزم في دعمكم للشعب الفلسطيني وحقه الإنساني في السيادة والحرية.. نعتقد ان هذا امر بالغ الاهمية للعيش في يوم من الأيام في عالم خالٍ من الفصل العنصري”.

وتابعت الرسالة، أن “التواطؤ مع جرائم الحرب الإسرائيلية موجود في الصمت، واليوم الصمت ليس خيارا، لأن القصف الإسرائيلي الوحشي لغزة المحاصرة أودى بحياة أكثر من 245 شخصا في الأسابيع الماضية. الصمت ليس خيارا لأن سكان الشيخ جراح في القدس المحتلة يجبرون باستمرار على ترك منازلهم”.

هذا وذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية، انه من حيث العدد الهائل للموقعين ربما تكون هذه الرسالة أكبر واهم تأييد يخرج من المجتمع الموسيقى العالمي لقضية فلسطين.

*****************

على قاعة شيوعيي البصرة

سهاد البندر توقع “أنوثة مؤجلة” 

البصرة – طريق الشعب

وقعت الشاعرة والكاتبة البصرية سهاد البندر، أخيرا، نسخا من مجموعتها القصصية الجديدة الموسومة “أنوثة مؤجلة”، ووزعتها على العديد من رفيقاتها وزميلاتها وغيرهن من النسوة المهتمات في الشأن الأدبي.

جاء ذلك في أصبوحة أدبية مخصصة للاحتفاء بإصدار الكاتبة، نظمت ضمن فعاليات اجتماع نسوي موسع عقدته اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، على قاعتها.

وضمت المجموعة القصصية الصادرة عن “دار المتن للطباعة والنشر” في بغداد، 13 قصة قصيرة.

*********************

الثقافة:

ننتظر تمويلا لإعادة تأهيل

بناية المتحف العراقي

بغداد – وكالات

أعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، الجمعة الماضية، أنها تنتظر تمويلاً لترميم بناية المتحف العراقي، من أجل إعادة افتتاحها للزائرين.

وقال وكيل الوزارة عماد جاسم، انها “تركز بشكل كبير على المتحف العراقي، وتنتظر تمويلاً يأتي من رئاسة الوزراء ومجلس النواب، كانت قد طالبت به منذ أعوام لإعادة ترميم بناية المتحف”.

ودعا جاسم في تصريح صحفي، الجهات الرسمية إلى التعاضد لتمويل وزارة الثقافة من أجل ترميم المتحف، مشيراً الى أن البناية تعاني مشكلات عديدة “ولا بد من إعادة بريقها لفتح المتاحف أمام طلبة المدارس والجامعات والسياح”.

******************

800 متسابقة ومتسابق

المارثون الدولي الثاني في السليمانية

السليمانية – وكالات

تحت شعار “معا نلعب الرياضة”، شهدت مدينة السليمانية، صباح الجمعة الماضية، انطلاق فعاليات المارثون الدولي الثاني، بمشاركة أكثر من 800 متسابقة ومتسابق من مختلف الأعمار.

وانطلق الماراثون من منطقة “دروازة ستي” في مركز المدينة، على مرحلتين: الأولى سباق الـ 5 كيلومترات للفئات ذات الأعمار المتوسطة والصغيرة من الاناث والذكور. فيما تضمنت المرحلة الثانية سباق الـ 25 كيلومترا، لكلا الجنسين من الأعمار المتوسطة والكبيرة.

ونقلا عن وكالات أنباء، فإن الماراثون تم تنظيمه من قبل منظمتي “ماراثون السلام” في إقليم كردستان، و”العمل الرياضي”، على أن يخصص ريعه لـ “مستشفى هيوا” للسرطان في السليمانية.

وأحرز المركز الأول في الماراثون، المتسابق فتاح هيمو.

*****************

يستقبل روّاده عصر كل جمعة

رصيف الكتب الموصلي يرى النور مجددا

الموصل – طريق الشعب

احتفلت مدينة الموصل، عصر الجمعة الماضية، بإعادة إحياء فعاليات “رصيف الكتب”، التي كانت قد توقفت خلال الفترات السابقة بسبب جائحة كورونا.

هذا الرصيف، الذي كان يفتح أبوابه أمام رواده من مثقفين وأكاديميين وناشطين وهواة مطالعة، عصر كل يوم جمعة على الرصيف المجاور لبوابة رئاسة جامعة الموصل من الجهة الجنوبية، يعد من المبادرات الثقافية المهمة التي ظهرت بعد تحرير المدينة من إرهاب داعش، كتعبير عن رفض سياسة تجهيل الناس وسلب إرادة المثقف.  وأصبح الرصيف، منذ افتتاحه، مكانا مميزا للقاء المثقفين ومحبي الكتاب. إذ تنتشر في المكان بسطات عامرة بمئات العناوين من الكتب بمختلف المجالات.

ولم تقتصر فعاليات الرصيف على عرض المطبوعات، إنما شملت فقرات فنية وأدبية مختلفة، موسيقية وتشكيلية وشعرية وغيرها.

واليوم أعيد افتتاح الرصيف بحلة جديدة، بعد أن فرشت أرضه بـ “الشتايكر المغلف”، وبنيت فيه مظلات حديثة على شكل أقواس، ووزعت عليه مسطبات جلوس لاستراحة الزائرين.

وحضر حفل إعادة افتتاح الرصيف، جمهور من المثقفين والأكاديميين والمسؤولين المحليين، بضمنهم رئيس جامعة الموصل ومدير البلدية وعدد من الأساتذة الجامعيين. وقد تضمن منهاج الحفل، تكريم الفائزين في مسابقة للقصة القصيرة، كان قد نظمها “ملتقى الكتاب” في الموصل، فضلا عن فقرات موسيقية تراثية.