اخر الاخبار

الصفحة الاولى

في ضوء الجريمة النكراء بساحة التحرير:

عدم كشف الجناة مشاركة في الجريمة

خيّم الحزن العميق والغضب الشديد مساء البارحة على ساحة التحرير في بغداد وعلى العراق كله، مع الانطلاق الغادر لزخات الرصاص القاتل في اتجاه رؤوس المتظاهرين السلميين وصدورهم، وما ادى اليه من سقوط شهيدين وعدد من الجرحى، في مشهد أعاد الى الذاكرة وقائع العنف الدموي الذي واجهته الساحة ذاتها  واخواتها في المحافظات خلال انتفاضة تشرين2019.

حدث هذا رغم عدم خروج المتظاهرين عن السلمية التي حرصوا على التمسك بها طوال النهار، ورغم التأكيدات المعلنة من الحكومة انها جادة في حماية المتظاهرين السلميين، الذين توافدوا منذ صباح الثلاثاء من محافظاتنا العزيزة للمشاركة في التظاهرة الاحتجاجية، وانها عازمة على منع اللجوء الى العنف واستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ضدهم.

بهذا الاسلوب الدموي تم قمع احدث محاولة ضغط سلمي يُقدم عليها المتظاهرون، للكشف عن قتلة اخوتهم السابقين ولوضع حد للتعامل مع المتظاهرين السلميين والناشطين بالرصاص الحي والتنكيل، وللكشف عمن يقف وراء الجناة ومحاسبتهم جميعا ومعاقبتهم.

إن رد فعل الحكومة لم يختلف عن امثاله في حالات القتل والاغتيال السابقة:  تشكيل لجنة تحقيقية للكشف عن الجناة. فاذا تم تشخيص هؤلاء فسوف لن يجري الاعلان عنهم وانزال حكم القانون بهم، وذلك للأسباب ذاتها التي حالت دون الكشف عن مرتكبي الكثير من العمليات الاجرامية السابقة. وان ما حدث امس لا يعفي القائد العام للقوات المسلحة وأجهزته من المسؤولية، حتى وإن ثبت  عدم صدور أوامر باطلاق النار من القيادات العليا للأجهزة الأمنية، باعتبارها المسؤولة عن ضمان أمن التظاهرات، مثلما تعتبر شريكة في  الجريمة إذا ما تسترت على الجناة.  

اننا إذ نعبر عن اشد الادانة للهجوم الوحشي على المتظاهرين السلميين في ساحة التحرير، ونشيد بالمحتجين الذين تمسكوا بالسلمية حتى وهم يتعرضون للعنف والقمع، ونشدد على التزام السلمية دائما في التظاهر وعدم الانجرار الى أية ممارسات عنفية، نحمّل الحكومة مسؤولية ما حدث امس من هجوم على المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي، ونطالب رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة  بتوضيح اسباب عدم تنفيذ الاوامر الصادرة عنه لحماية المتظاهرين، والكشف العاجل والشفاف عن هوية مقترفي الاعتداء وإنزال العقاب العادل بهم.

المجد للشهداء والعزاء الحار لذويهم.

الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

وستبقى راية الاحتجاجات السلمية المطالبة بالحقوق المشروعة عالية خفاقة.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

26 /5 /2021

************************

تظاهرات عارمة في بغداد طالبت بكشف القتلة.. وقوات الامن واصلت العنف

ميادين الاحتجاجات تسأل: «من قتلني..؟»

بغداد ـ طريق الشعب

تلبية لدعوة عوائل الشهداء, احتشد الآلاف من المواطنين في بغداد والمحافظات، مطالبين بالكشف عن قتلة المتظاهرين ومن يقف خلفهم, مؤكدين ضرورة تحقيق التغيير الشامل، للقضاء على طغمة الفساد. فيما عاودت قوات حفظ النظام المنتشرة بأعداد كبيرة، استخدام العنف المفرط ضد المحتجين في ساحة التحرير، ما تسبب في استشهاد متظاهرين، واصابة العشرات.

قوافل المحتجين

وفي ساعات الصباح الاولى من يوم الثلاثاء الماضي, توافدت قوافل المحتجين من مختلف المحافظات، على ساحة النسور في جانب الكرخ من بغداد.

وحمل المحتجون أعلاما طبعت عليها صورة شهداء انتفاضة تشرين. ورددوا هتافاتٍ تطالب بالكشف عن القتلة والجهات الداعمة لهم.

وسار المحتجون صوب مجلس القضاء الاعلى, لكن القوات الامنية اعترضت طريقهم، وطالبتهم بتسمية وفد للقاء رئيس مجلس القضاء لنقل مطالبهم. وبعد تسمية الوفد وانتظار طال حوالي ساعة، تعذر اجراء اللقاء.

ساحة التحرير

وبالتزامن مع ذلك, كانت اعداد المحتجين في ازدياد في ساحة التحرير, وسط هتافات تندد بعجز الحكومة عن توفير الامن للمواطنين، وحماية حرية التعبير.

ومن ساحة الفردوس, انطلق عدد من المحتجين في مسيرة راجلة، صوب التحرير للتعبير عن تضامنهم مع عوائل الضحايا، وللتأكيد على مطالب انتفاضة تشرين.

وقرر المحتجون في ساحة النسور، التوجه صوب ساحة التحرير، بعد انتصاف النهار بقليل, لتتوحد الجموع الرافضة للقتل والفساد تحت نصب الحرية.

وردد المحتجون هتافات تؤكد على سلمية احتجاجاتهم، وعدم خوفهم من الترهيب الذي تمارسه القوى المهيمنة على السلطة منذ عام 2003.

عنف مفرط

ومع اقتراب الشمس من مغربها, وبدون سابق انذار، بدأت قوات حفظ القانون بمحاولة تفريق المحتجين، مستخدمة الرصاص الحي والهراوات والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية, في مشهد يعيد للأذهان احداث يوم الاول من تشرين من عام 2019.

ورفض المحتجون هذه المحاولة, ما دفع تلك القوات الى استخدام العنف المفرط، ما تسبب في استشهاد متظاهرين على خلفية اصابتهما بإطلاقات نارية, فيما تعرض العشرات لإصابات بعض كان بالغا، وجرى اعتقال عدد كبير، بصورة عشوائية.

«يونامي» تعلق على الاحداث

وعلّقت بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي»، على الاحداث في ساحة التحرير بالقول: ان «المساءلة  فقط  ستوقف نمط الهجمات المميتة التي تستهدف الناشطين المدنيين والسياسيين».

وأكدت البعثة في بيان طالعته «طريق الشعب», أن «المساءلة هي مفتاح لاستقرار العراق».

حصيلة الأحداث

فيما طالبت المفوضية العليا لحقوق الانسان، القائد العام للقوات المسلحة، بتحمل المسؤولية واتخاذ الاجراءات «الاكثر جدية ضد من استخدم الرصاص الحي والعنف المفرط واحالتهم للقضاء، واطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية التظاهرات».

وكشفت المفوضية في بيان ورد لـ»طريق الشعب» عن «استشهاد متظاهرين اثنين واصابة 20 اخرين, لا زالت اصابة العديد منهم خطرة لغاية الان».

تعليق حكومي

من جانبه, أعلن رئيس الوزراء فتح «تحقيقاً شفافاً حول حقيقة ما حدث». فيما أكد رئيس الجمهورية ، ان «استخدام الرصاص في التظاهرات يجب ان لا يمر من دون تحقيق ومحاسبة».

وحول اجراءات الحكومة, عدّ عضو مفوضية حقوق الانسان علي البياتي, في بيان تلقت «طريق الشعب», نسخة منه, «أي تحقيق يدار من قبل القوات الأمنية وهي متهمة بالعنف او مقصرة في واجباتها، لن يكون ذا نتيجة», مشددا على ان «المسؤول الامني الذي يقع الانتهاك في مساحة مسؤوليته، يجب ان يعزل من الوظيفة، ويحال الى القضاء».

الحكومة تتحمل المسؤولية

في المقابل, حمّل التيار الاجتماعي الديمقراطي، الحكومة وأجهزتها الامنية، المسؤولية عن كل قطرة دم أُريقت وتراق في ساحات التظاهرات.

وطالب التيار في بيان تلقت «طريق الشعب», نسخة منه, بـ»الاستجابة لمطالب المتظاهرين، وكشف قتلتهم واحالتهم للقضاء».

******************

راصد الطريق

المطلوب تحقيق من نوع آخر

كانت مفوضية حقوق الانسان محقة تماما في اعلانها يوم امس على لسان عضو مجلس مفوضيها علي البياتي، غداة الجرائم البشعة التي ارتكبت الثلاثاء بحق المتظاهرين والمحتجين السلميين، ان “أي تحقيق يدار من قبل القوات الأمنية، وهي متهمة بالعنف او مقصرة في واجباتها، لن يكون ذا نتيجة “.

وأضاف البياتي “ان المسؤول الأمني الذي يقع الانتهاك في مساحة مسؤوليته، يجب ان يعزل من الوظيفة ويحال الى القضاء”.

وفي السياق ذاته لا يمكن الا الاتفاق مع  دعوة المفوضية الى إحالة امر التحقيق الى القضاء، الذي يستطيع الاستعانة بمن يريد من ذوي الخبرة والقدرة على تقديم الرأي السديد.

ولاضفاء مزيد من الصدقية على تحقيق كهذا، يتعلق بحياة المواطنين وحقهم في التظاهر السلمي  الدستوري، فان من المفيد والضروري إشراك سياسيين وطنيين فيه، من غير القوى المتنفذة الحاكمة وذات الاذرع مسلحة، ومن نشطاء الحراك الاحتجاجي وعوائل الشهداء.

كذلك ان تبادر جهة التحقيق الى اعلان نتائجه حالا،  مع الاحترام لها طبعا وتنفيذ توصياتها بقرارات ملزمة.

وبعكس ذلك فانها الفوضى بعينها.

******************

المخدرات وصناعتها تتطور محلياً

بغداد ـ علي شغاتي

أخذت ظاهرة تجارة المخدرات وتعاطيها بالاتساع خلال السنوات الماضية، لتصل في الآونة الأخيرة إلى مستويات خطيرة تتطلب حلولا يعتقد مختصون إنها متعلقة بجوانب البطالة المستفحلة والفساد الذي نمت هذه الظاهرة بظله، فضلا عن الجهات المسلحة التي حولتها إلى تجارة محمية من قبل نفوذها. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها القوات الأمنية لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الشباب والكثير من المواطنين، إلا إن مؤشرات تقدمها مصادر، تبين بأنها ليست بالمستوى المطلوب، خصوصا وأن عمليات الاعتقال لا تتجاوز استهداف صغار الموزعين دون الوصول إلى الرؤوس الكبيرة التي تدير هذه العملية. وبالنسبة للأرقام المعنية بنسب تعاطي المخدرات، فهي توضح بأن نصف المدمنين هم من شريحة الشباب، وذلك وفقا لتشخيص مجلس القضاء الأعلى.

*******************

الصفحة الثانية 

لجنة برلمانية تطالب بالكشف عن قتلة المتظاهرين

بغداد ــ طريق الشعب

طالبت لجنة حقوق الإنسان النيابية، أمس الأربعاء، بكشف نتائج التحقيق بقتل المتظاهرين أمام الرأي العام.

وقال عضو اللجنة أحمد الكناني، في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، أن لجنته “تدعم التظاهر السلمي الذي كفله الدستور، ومن حق أي مواطن يعاني من سوء الخدمات أو أي مطلب مشروع أن يتظاهر”، لافتاً الى أن التظاهرات مطلبها واضح وهو كشف أسماء من يقف وراء قتل المتظاهرين وهو مطلب مشروع”.

ودعا النائب الحكومة الى توفير “الحماية للمتظاهرين وأن تكشف الأسماء والجهات التي تقف وراء الاغتيالات”، مؤكدا “رفضه استهداف أي متظاهر أو ناشط. كما يجب على الجهات الحكومية أن تظهر للرأي العام نتائج التحقيقات”.

*********************

كل خميس

صراع بين إرادتين

جاسم الحلفي

لا ننتظر من طغمة الحكم غير القتل والقمع اسلوبا لمواجهة مطالب الناس المشروعة والعادلة. تتبدل الحكومات ولا تتبدل أساليب القمع والقهر و القتل الممنهج. تتغير الوزراة ورئيسها، لكن سلطة إصدار أوامر القتل لا تتغير.

ولم يتغير شيء حتى إتضح أن هذه الحكومة ليست الا إمتداد لما سبقها من حكومات، حيث الثابت هو اللجوء الى القمع الدموي لكل حركة سلمية تطالب بالحق في العيش الكريم. يرافق ذلك العجز عن حل ألازمات السياسية والاقتصادية والمعيشية المستفحلة، بجانب القدرة على خلق أزمات جديدة. وقد فشلت هذه الحكومة كما سابقاتها في توفير ما يصبو اليه الشعب من أمن وإستقرار وعيش كريم، ولم يتيسر لها سوى إستخدام القفازات الحديدية ليس بوجه القتلة والفاسدين والعصابات المسلحة، بل  بوجه كل حركة شعبية إحتجاجية سلمية ترفع مطالب مشروعة.

عندما تمارس هذه السلطة اسلوب القمع الممنهج فاعلم أن شيئا فيها لم يتغير باستثناء الوجوه، وأن حكمها يتواصل كامتداد للحكومة التي سبقتها، والتي تم تجريم اسلوبها المروع الذي راح ضحيته اكثر من ٨٠٠ شهيد واضعافه من الجرحى والمعاقين.

ان القمع الذي مارسته الثلاثاء قوات مكافحة الشغب في ساحة التحرير، وصدر بأوامر غايتها فض الاحتجاج السلمي في ساحات النسور والفردوس والتحرير، يؤشر عدم القدرة على إدارة هذا البلد العظيم وهذا الشعب المكافح. وطبيعي أن العارف بآليات نظام المحاصصة المنتج للفساد، لا ينتظر حلا من مسؤولين لا رابط يربطهم بهموم الشعب وحاجاته.

إن أعمال القتل التي شهدتها ساحة التحرير مساء ٢٥ ايار الجاري، هي الدليل على فشل الحكومة الصارخ، وعلى عجزها عن الاستجابة الى المطالب التي رفعتها حركة الاحتجاج السلمية. فالقمع هو لغة العاجز الذي لا يملك ما يقنع به شعبه، ولا منجز عنده يمكن أن يعرضه، ويبلغ العجزعنده القمة حين لا يجد في نفسه القدرة على تقديم إجابة على سؤال المحتجين الموجع: “من قتلني”. وبما أنه هو من بيده القرار وإدارة أجهزة الدولة الأمنية الكبيرة، فانه يضع نفسه بذلك في دائرة التستر على القتلة، وهي دائرة الشراكة في الجريمة.

لم تنطل تبريرات من لا يجيدون غير إطلاق الوعود الكاذبة والاستعراضات المستهلكة، والزعم أن طرفا ثالثا هو من إرتكب الجريمة، تماما مثل التسريبات المفبركة التي  تصنعها ذهنيات معزولة، لا تتعدى حركتها حدود القصر الحكومي.

 لم تستوعب طغمة الحكم حقيقة أن القتل والاغتيالات الممنهجة عاجزة عن ردع أصحاب الحق في العيش بسلام وأمان وراحة بال، ولا يمكن لها إسكات الصوت المدوي المطالب بحماية المال العام، وبالاقتصاص من الفاسدين ناهبي أموال الشعب وقتله أبناءه البررة. ولم تدرك هذه السلطة حقيقة أن تزايد القمع والقتل يزيد جذوة الاحتاج، وأن السلطة التي تقتل مواطنيها هي سلطة مارقة وغادرة، لا يمكن الوثوق بها.

الخلاصة هي أنها مواجهة بين طرفين اثنين لا ثالث لهما، الاول هو طغمة الحكم المتخمة بالفساد، والمدانة باستخدام القمع، والفاشلة في تأمين الخدمات، والمسؤولة عن الازمات. والطرف الثاني هو حركة الاحتجاج السلمية التي لن تكف عن المطالبة بالاقتصاص من القتلة والفاسدين.

الصراع يدور بدون هوادة بين إرادتين، إرادة الطغمة الحاكمة المتمسكة بالسلطة للحفاظ على مصالحها وإمتيازاتها، تقابلها الإرادة الشعبية المعبَّر عنها بحركة الاحتجاج السلمية، المكافحة من أجل  بناء نظام سياسي يضمن الامن لمواطنيه ويوفر لهم العيش الكريم.

************

وقفات تضامنية نظمتها الجاليات العراقية في أوروبا

تظاهرات حاشدة تساند المنتفضين في بغداد

بغداد ــ طريق الشعب

شهد يوم الثلاثاء الماضي، تظاهرات ووقفات حاشدة في مختلف محافظات العراق، تضامنا مع المنتفضين الذين جددوا نشاطهم الاحتجاجي. فيما نظم العراقيون في الخارج، تظاهرات مساندة، أمام مقار السفارات العراقية وفي أماكن عامة.

تصعيد في الناصرية وبابل

وأقدم متظاهرون في محافظة ذي قار، على إغلاق جسر النصر وسط مدينة الناصرية، تضامناً مع المنتفضين في ساحة التحرير ببغداد. 

وفي بابل، نظم المواطنون تجمعا احتجاجيا ضم المئات، تحت مجسر الثورة، حضرته أمهات شهداء الانتفاضة.

وقالت مراسلة “طريق الشعب”، في المحافظة، مائدة جميل، إن المتظاهرين رفعوا “شعارات نددت بتستر الحكومة على قتلة المنتفضين، وعدم كشفها الجناة، فيما هددوا بتنظيم اعتصام مفتوح في حال لم تتم الاستجابة إلى مطالبهم”.

وأضافت جميل انه “في الساعة الخامسة عصرا تحرك المتظاهرون باتجاه شارع اربعين، وهم يرددون الاهازيج التي تمجد الشهداء، وتدعو إلى محاسبة الفاسدين.

البصرة تطالب بكشف القتلة

في الأثناء، خرجت جماهير البصرة المنتفضة في تظاهرة كبيرة، مطالبة بالكشف عن قتلة الناشطين والمتظاهرين.

وانطلق المئات من جماهير المحافظة ومنتفضيها، من ساحة عبدالكريم قاسم باتجاه ساحة البحرية، قرب مجمع بنايات محافظة البصرة، في منطقة المعقل.

واوضح المتظاهرون، ان من المطالب الاساسية التي رفعتها انتفاضة تشرين هي اجراء الانتخابات المبكرة، على وفق اسس وشروط سليمة، الا ان ذلك لم يتحقق، وإضافة الى ذلك ما زالت سلسلة الاغتيالات والتصفيات مستمرة من قبل الميليشيات، والتي راح ضحيتها مؤخراً الناشط إيهاب الوزني، مؤكدين “ضرورة توفير الظروف الملائمة للانتخابات المبكرة، وحصر السلاح بيد الدولة”.

تضامن نجفي مع الشهداء

أما في محافظة النجف، فكان العنوان الرئيس للمتظاهرين فيها هو التضامن مع شهداء انتفاضة تشرين.

وأوضح مراسل “طريق الشعب”، في المحافظة، أحمد عباس، ان أبناء النجف “تجمعوا تحت مجسرات ثورة العشرين وساحة الصدرين في وقفة تضامنية مع شهداء انتفاضة تشرين المجيدة، وحملوا صورهم وطالبوا الجهات الحكومية المعنية بالكشف عن قتلتهم ومعاقبتهم”.

ميسان تتضامن أيضا

وعلى صعيد متصل، تظاهر ابناء محافظة ميسان في ساحة الاعتصامات مقابل بناية المحافظة.

ورفع المتظاهرون صور الشهداء، ومنها صورة الشهيد إيهاب الوزني. كما طالبوا في شعاراتهم وهتافاتهم بالكشف عن القتلة والكف عن عمليات اغتيال الناشطين المدنيين.

وقفة في برلين

وفي غضون ذلك، نظمت اللجنة التنسيقية لتجمع دعم الانتفاضة والتغيير في العراق/ المانيا، وقفة احتجاجية تضامنية مع الاحتجاجات الشعبية في بغداد والمحافظات الأخرى.

ورفع المشاركون في الوقفة، شعارات تضامنية مع الانتفاضة، والادانة للقوى المتنفذة وأذرعها المسلحة.

تضامن عراقي من السويد

وفي السياق ذاته، تجمع عدد من الناشطين العراقيين وسط مدينة غوتنبرغ  السويدية، أمام محطة القطارات المركزية للتضامن مع المنتفضين.

ودان التجمع الجرائم التي ترتكب بحق الناشطين في العراق، من خلال عمليات الاغتيال والخطف وغيرها من الأساليب الفاشية، بحسب قول المحتجين.

ورفع المجتمعون صورا وشعارات تضامنية، تدعو لمناصرة وتأييد مطالب الانتفاضة والمنتفضين في الكشف عن هوية قتلة المنتفضين والنشطاء المدنيين، والجهات التي تقف خلفهم.

وقفة أخرى في لندن

وفي العاصمة البريطانية لندن، رفع عراقيون محتجون شعارات باللغتين العربية والانكليزية، طالبت بالكشف عن قتلة المنتفضين.

وقدم أربعة من ناشطي المنظمات، مذكرة احتجاج إلى السفارة العراقية.

********************

اعتقال عمال السماوة المضربين

احتجاجات متواصلة تطالب بالخدمات وصرف الأجور

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت بغداد وعدد من المحافظات، تظاهرات احتجاجية تطالب بزيادة رواتب المتقاعدين, وتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل للخريجين، وصرف رواتب اصحاب العقود والاجور. فيما اقدمت القوات الامنية على اعتقال عدد من عمال معمل مملحة السماوة، بسبب تنظيم اضراب عن العمل.

تظاهرات للعمال

من جهتهم, نظم عمال معمل مملحة السماوة، اعتصاما مفتوحا أمام بوابة المعمل، احتجاجا على احالة المعمل للاستثمار.

وطالب العاملون بضمان حقوقهم واعادة مخصصاتهم المالية التي قطعت بعد احالة المعمل للاستثمار.

وفي تطور لاحق, ألقت القوات الامنية القبض على سبعة من عمال المعمل، واقتادتهم إلى مركز للشرطة, ما دفع العمال الى تجديد تظاهراتهم المطالبة  بالإفراج عن زملائهم.

وفي السياق, تظاهر العشرات من اصحاب العقود والاجور في بلدية النجف، في ساحة الصدرين، مطالبين بتطبيق قرار  رقم 315.

ودعا المحتجون الى صرف رواتبهم المتأخرة منذ 3 اشهر, وتثبيتهم على الملاك الدائم.

فيما تظاهر العشرات من عمال البلدية في ناحية الحيدرية، مطالبين بصرف اجورهم المتأخرة، فيما هددوا بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

تظاهرة للمتقاعدين

ونظم عدد من المتقاعدين في بغداد, تظاهرة عارمة، امام مقر هيئة التقاعد، مطالبين بزيادة رواتبهم.

واقدم عدد منهم على قطع جسر الشهداء, احتجاجا على تجاهل مطالبهم، وعدم انصافهم من قبل الحكومات المتعاقبة.

قطع للطرق في الناصرية

من جانبهم, قطع محتجون من أهالي مناطق خلف، طريق المرور السريع في مدينة الناصرية بالإطارات المحترقة، احتجاجا على تلكؤ الشركة المنفذة لمشروع الشوارع الداخلية لحي التضحية.

وقال مراسل “طريق الشعب”, إن “التصعيد الاحتجاجي جاء على خلفية عدم الإيفاء بوعود الحكومة المحلية ودائرة البلدية باستئناف العمل بعد عيد الفطر، ما تسبب في ازدياد معاناة المواطنين”.

الى ذلك, قطع محتجون في قضاء الرفاعي، شمال محافظة ذي قار, الطريق العام الرابط بالعاصمة بغداد، من خلال حرق الاطارات، احتجاجا على تكليف عمار ياسر لشغل منصب قائممقام القضاء.

تظاهرة لذوي الأجور اليومية

وفي محافظة البصرة, جدد عدد كبير من اصحاب الاجور اليومية في مبادرة الـ 30 ألف فرصة عمل، اعتصامهم المطالب بصرف اجورهم.

وذكر مراسل “طريق الشعب”, ان “اعدادا كبيرة من اصحاب الاجور طالبوا الحكومة المحلية بالعمل على صرف اجورهم في اسرع وقت ممكن”, مشيرا الى ان “الحكومة المحلية وعدتهم بصرف اجورهم في اقرب وقت ممكن”.

تظاهرات تطالب بالكهرباء

وتظاهر العشرات من اهالي  قضاء الجدول الغربي في محافظة كربلاء, احتجاجا على تردي خدمة الكهرباء في مناطقهم.

وقال المتظاهر علي خميس لـ”طريق الشعب”, ان “اكبر محطات توليد الكهرباء في البلاد موجودة في القضاء، لكن الاهالي لا يحصلون على شيء منها سوى الانبعاثات السامة”.

************************

شيوعيو كركوك يطالبون بالخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

نظم حشد من الشيوعيين في محافظة كركوك، يوم امس، تظاهرة احتجاجية تطالب بتوفير الخدمات في المحافظة.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “ حشد من اعضاء الحزبين الشيوعي العراقي والكردستاني تظاهروا امام مبنى المحافظة، مطالبين بتوفير الخدمات الاساسية في المحافظة”.

واضاف ان “ابرز مطالب المتظاهرين تتركز حول تحديد تسعيرة ثابتة للمولدات الاهلية, وشمول العوائل الفقيرة برواتب شبكة الحماية الاجتماعية”.

وطالب المتظاهرون بـ”توفير مواد البطاقة التموينية بشكل كامل, ورفع النفايات من الشوارع والاهتمام بنظافة المحافظة”.

والتقى وفد من المتظاهرين، معاون محافظ كركوك علي حمادي، الذي وعدهم بالاستجابة لمطالبهم، وايصالها الى الجهات ذات العلاقة.

********************

الصفحة الثالثة

ناشطون: الحكومة تتفرج ولا حل الا بتحقيق مطالب الانتفاضة

ملف الاغتيالات.. أولوية في صدارة مطالب المنتفضين

بغداد ــ سيف زهير

لا تزال ساحتا التحرير والنسور، وسط العاصمة بغداد، تغصّ بمئات المحتجين، بينما تثير صافرات إنذار عجلات الإسعاف، ضجيجاً كبيراً وهي بالكاد تشق طريقا الى أقرب مستشفى لنقل الجرحى: العنف لا يزال مستمرا. فدماء المحتجين، الناشطين لم تنفك عن رسم عبارة: “من قتلني..؟”، ولا أحد يجيب على هذا السؤال من تشرين 2019 الى أيار 2021.

ويبدو أن المتظاهرين لم يلمسوا من الوعود الحكومية شيئا، وما زالت دماء الشباب  تنزف في ميادين الاحتجاجات. كما أن مسلسل الاغتيالات بقي شغالاً. وبالتالي فإن سياسة التعاطي مع ملف الاحتجاجات لم يتغير، بحسب نظر الكثير من الناشطين.

استمرار مسلسل القتل

ما أثار المواطنين على مدار الأشهر الماضية، هو استمرار عمليات الاغتيال رغم تضاؤل حدة الاحتجاجات، بسبب جائحة كورونا. فيما استمرت الجماعات المسلحة بقتل الناشطين والصحفيين، لتعود مقابل ذلك التظاهرات، احتجاجا على التمادي بالقتل وعجز الحكومة التام عن الإيفاء بوعودها ، في ظل جوٍّ يسوده طابع الإفلات من العقاب، في كل مرة.

تقول بلقيس والي، الباحثة في قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمختصة بشؤون العراق في منظمة هيومن رايتس ووتش، إنه “في حال لم تكن السلطات العراقية قادرة على اتخاذ خطوات عاجلة لوقف عمليات القتل خارج نطاق القضاء ، فإن مناخ الخوف الملموس الذي خلقته سيحدّ بشدة من قدرة أولئك الذين كانوا يدعون إلى التغيير، على المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة”.

وتضيف والي في مقال مطول، طالعته “طريق الشعب”، إن المتظاهرين في أواخر عام 2019 “كانوا يطالبون بمزيد من الإجراءات الحكومية لكبح الفساد وضمان الوصول الكافي للكهرباء والمياه والوظائف، وهم سلميون في الغالب. لكن القوات المسلحة في بغداد وأجزاء أخرى من العراق استخدمت الذخيرة الحية لاستهدافهم، بل واختطفت واعتدت وقتلت منظمي الاحتجاجات، ودفعت أولئك الذين ما زالوا في الشوارع إلى المطالبة بالمساءلة عن قمع القوات الأمنية”، مبينة أنه “وبالرغم من نظر بعض المراقبين بيأس إلى ما جرى، خصوصا مع حصيلة شهداء كبيرة جدا، إلا أن آخرين كثيرين يعتقدون أن الحركة الاحتجاجية قدمت انجازات كبيرة”.

فشل الحكومة الحالية

من جانبه، يؤكد الناشط في الاحتجاجات والحقوقي أمير لفتة، أن المليشيات المسلحة تستهدف ـ وبحرية تامة في عمليات الخطف والقتل ـ الشباب الذين ينشطون في قيادة التظاهرات. فيما تخلت الحكومة عن وعودها بالكشف عن هؤلاء المجرمين. ولم تقدم أي مجرم إلى العدالة.

ويشير لفتة خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن “رئيس الوزراء أعلن بعد توليه المنصب، تشكيل لحنة للكشف عن قتلة المتظاهرين، إلا أن لجنته لم تظهر أية نتيجة مهمة، انما زاد القتل وتمادى حملة السلاح المنفلت، بشكل أكبر من دون أي رادع حكومي”.

ويلفت أيضا إلى أن الحال وصل بالقتلة إلى “تنفيذ عملياتهم بالقرب من النقاط الأمنية، وأمام كاميرات المراقبة، من دون أي خوف من العواقب، وهذا ما يؤكد أن الحكومة غضت البصر عنهم، لدواعٍ سياسية معروفة تحمي هؤلاء المجرمين، وتوفر لهم الاجواء المناسبة للقتل، ولذلك أصبح الجميع يشكك في أهمية الانتخابات البرلمانية القادمة، وفي قدرتها على تقديم أي بديل حقيقي”.

وبالعودة إلى الباحثة والي، فإن “أقوى رسالة للإفلات من العقاب كانت تلك التي أرسلها أولئك الذين قتلوا الدكتور هشام الهاشمي، أحد أعضاء النخبة السياسية في بغداد والحليف المقرب والمستشار لرئيس الوزراء، في يوليو/ تموز 2020، على الرغم من تعهد الكاظمي بمحاسبة قتلة الهاشمي، حيث قال: (نتوعد القتلة بملاحقتهم لينالوا جزاءهم العادل)، لكن الجريمة مرت بلا عقاب”.

انتخابات مهددة

وبحسب الباحث الأكاديمي في الشأن السياسي، أحمد التميمي، فإن جهات سياسية داخل البرلمان ـ لم يسمها ـ “متورطة بملف الاغتيالات، وتقوم بحماية الجهات المسلحة الخارجة عن القانون، لأنها تابعة إلى أجنداتها”، معللا ذلك بأنها “تريد أن تدفع الجميع إلى مقاطعة الانتخابات، احتجاجا على استمرار القتل من أجل الاستحواذ على القرار السياسي. وفي الواقع فإن هذا الأمر حقيقي، وهو بمثابة إشكالية عميقة في جذور نظام المحاصصة المأزوم”.

ويقول التميمي لـ”طريق الشعب”، إن “جهات وأطرافا معنيّة بالاحتجاجات أعلنت مواقف شديدة بشأن المشاركة في الانتخابات المرهونة بايقاف نزف الدم والكشف عن القتلة، أبرزها تعليق الحزب الشيوعي العراقي مشاركته احتجاجا على هذه المشاكل الأمنية التي تهدد أي عملية ديمقراطية”، داعيا إلى “توحيد مواقف القوى الوطنية المعنية بهذا الشأن، خصوصا وأن هناك أحاديث ولغطا كثيرا يدور عن اقتلاع نظام المحاصصة الطائفية من جذوره، وبأي ثمن يمكن، بعدما أثبتت قوى الفساد عدم استعدادها للقيام بأية إصلاحات، بل وتمادت بالقتل، وأصبحت تُقارن ببشاعة النظام الدكتاتوري السابق من حيث سهولة الإقدام على القتل، وعدم الاهتمام بمصير الوطن”.

وحتى الأيام الأخيرة الماضية، وعلى الرغم من الهدوء النسبي في الأوساط الاحتجاجية، إلا أن جريمة اغتيال الناشط إيهاب الوزني في محافظة كربلاء، جاءت مدوية وبمثابة تحدٍ كبير لكل العراقيين الذين يريدون إصلاح النظام السياسي. فيما تعرض الصحافي أحمد الحسين، إلى محاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة في محافظة الديوانية.

وتصاعدت في الآونة الأخيرة، مواقف كثيرة بشأن الجدوى من العملية الانتخابية في ظل عمليات القتل والخطف والانفلات الأمني، الذي وصل إلى ذروته. بينما تقف الحكومة متفرجة على ما يجري.

ودعا ما يقارب 17 تياراً ومنظمةً منبثقةً عن الحركة الاحتجاجية بشكل رسمي إلى مقاطعة الانتخابات المبكرة او تعليق المشاركة فيها، في خطوة يراد منها الضغط باتجاه تعديل الأوضاع وتقديم القتلة إلى العدالة.

تظاهرات جديدة وعنف مستمر

في ظل دوامة الخوف هذه، استجاب الاف المواطنين إلى دعوة 25 أيار، للضغط على الحكومة، عبر الحراك الاحتجاجي، لاستكمال التحقيق في عمليات القتل، التي وعدت السلطة بمحاكمة مرتكبيها.

وأغرق ناشطون ومواطنون، منصات التواصل الاجتماعي بالأسئلة عن قتلة زملائهم، مطلقين على مواقع “تويتر” و “فيس بوك” وسم “من قتلني؟”. ونشروا أيضاً على نطاق واسع صورة تضم مجموعة من أبرز الناشطين.

وبعدما انطلقت التظاهرات بشكل مدوٍّ، لم يسلم المحتجون من نيران القوات الأمنية والجهات المسلحة، فسقط ـ حتى لحظة إعداد هذا التقرير ـ شهيدان والكثير من الجرحى، فيما تعرض بعض المتظاهرين إلى محاولات اغتيال وسط ساحة التحرير، من قبل أشخاص يحملون السكاكين والأدوات الحادة. بحسب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي

*********************

الجدل يتكرر بشأن نازحي «الهول»

أيزيديون: إعادة عوائل داعش خيبة أمل

بغداد ـ عبدالله لطيف

يواجه ملف اعادة نازحي مخيم الهول السوري الى العراق رفضاً شعبياً كبيراً، لا سيما من قبل الايزيديين، حيث يعد ابناء هذه الديانة، لاجئي الهول “دواعش”، معتبرين اصرار الحكومة على إعادتهم يمثل “خيبة أمل” بالنسبة لهم.

فيما عدّ عضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، تلك الخطوة “تهدد  الاستقرار والأمن والسلم المجتمعي الأهلي”. فيما أكدت مفوضية حقوق الانسان ان الحكومة العراقية قد دققت اسماء العوائل التي سوف تعود الى العراق.

ونقلت قوافل حكومية، أمس الاول، 150 عائلة من عوائل مخيم الهول في سوريا عبر مدينة سنجار الى مخيم الجدعة، جنوبي مدينة الموصل.

تهديد للسلم المجتمعي

من جانبها، أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، مخاوفها من عودة عوائل داعش الذين تمت إعادتهم إلى مخيم ‏الجدعة.‏

وعدّ عضو اللجنة النائب كريم عليوي، في تصريحات صحافية، يوم أمس، نقل عوائل داعش من مخيم الهول في سوريا الى داخل الاراضي ‏العراقية، “تهديدا للاستقرار والأمن والسلم المجتمعي الأهلي”، مشيراً إلى أن إدخال تلك العوائل يعد “خطرا حقيقيا”.

وأشّر عليوي وجود “تخوف سياسي ومجتمعي”، من وجودهم ‏داخل الأراضي العراقية، خصوصاً وان الناس عاشت معاناة ‏كبيرة من وجود تلك العوائل بينهم.‏

وطالب عليوي الحكومة بـ”وضع خطط أمنية مشددة حول مخيم الجدعة، لمنع ‏اي تسلل إلى خارج المخيم او محاولات تهريبهم من قبل عناصر مسلحة تابعة للتنظيم وغيرهم”.

“خيبة امل”

وقال الناشط الايزيدي، طلال مراد، ان “الحكومة بدلاً من ان تحاكم من قتل الإزيديين وان تعترف بالإبادة الايزيدية، ذهبت الى اعادة عوائل الدواعش، من مخيم الهول الى مخيم الجدعة”، مؤكداً ان “هذه العوائل هي داعشية وهي التي نفذت عملية الابادة بحق الايزيديين”.

وتساءل مراد بقوله “ان لم تكن هذه العوائل من ضمن تنظيمات داعش، فلماذا لم يعودوا الى مناطقهم الاصلية، بعد التحرير؟”.

وأضاف ان “هذه العوائل لا تزال تحمل افكارا متطرفة، ممكن في أي لحظة ان تعيد تنظيم صفوفها مرة اخرى”، مبيناً ان “الحكومة العراقية في حال امضت بإعادة نازحي مخيم الهول، فسيمثل ذلك خيبة كبيرة بالنسبة لنا”.

وحذر مراد من ان “العودة قد ستزيد من روح الانتقام لدى العوائل الايزيدية التي تعرضت للدمار، وممكن ان يتعرض من يسكن في المخيم للاستهداف”.

أسماؤهم.. مدققة

وردّ نائب رئيس مفوضية حقوق الانسان، علي ميزر، في وقت سابق، على ‏الاتهامات التي وجهها بعض السياسيين بخصوص الموقف الامني لنازحي ‏مخيم الهول قائلاً، ان “الحكومة العراقية في عام 2017 قررت اعادة ما يقارب ‏‏18 الف عائلة من اصل 27 الف عائلة، كانت موجودة في مخيم الهول، وان ‏العوائل كلها مدققة اسماؤها من قبل الجهات الامنية”.  ‏

وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “معارك الباغوز في سوريا عطلت ‏عودة النازحين الى العراق”، مؤكداً ان “الجهات الامنية تؤكد سلامة الموقف ‏الامني للعوائل المتبقية هناك”.  ‏

واوضح ميزر أن “النازحين العراقيين في مخيم الهول هم من محافظات ‏نينوى والانبار وصلاح الدين”.

واستدرك بقوله ان “على الحكومة ان تتأكد من ان العوائل التي ستعود ‏هي نفسها التي دققت اسماؤها في عام 2017، على ان تهيئ برامج ‏التأهيل كي يتمكن النازحون من اعادة الاندماج في المجتمع”. ‏

ارقام واحصائيات

وبحسب اخر احصائية أصدرها مكتب إنقاذ الايزيديين في إقليم كردستان، بين فيها أن “عدد الايزيديين في العراق كان 550 ألف نسمة قبل اجتياح تنظيم داعش لقضاء سنجار”، مشيراً إلى “نزوح  360 ألف إيزيدي بعد غزوة داعش، حيث لم يعد منهم الى سنجار سوى 150 ألف شخص، فيما بلغ عدد الذين هاجروا خارج العراق أكثر من 110 ألف إيزيدي”.

وأشار المكتب إلى أن عدد ضحايا التنظيم في الايام الاولى بلغ 1293، وبلغ عدد الأيتام جراء ذلك 2745 يتيماً، مضيفاً أن عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الان 82 مقبرة جماعية، إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية.

وأضاف أن عدد المزارات والمراقد الدينية التي فجرها داعش تبلغ 68 مزاراً.

******************

الصفحة الرابعة

نسب مفزعة للإدمان في صفوف الشباب

تحذيرات: المخدرات وصناعتها تتطور محلياً

بغداد ـ علي شغاتي

اتسعت ظاهرة تعاطي المخدرات والمتاجرة فيها، خلال السنوات الماضية, لأسباب يعزوها قضاة ومتخصصون الى «تفشي البطالة والفقر والفساد في اغلب مفاصل الدولة»، داعين الى اتخاذ اجراءات عملية تسهم في محاربة هذه الظاهرة، وتنظيف القوات الامنية واجهزة الدولة ذات العلاقة من الفاسدين، من اجل تمكينهم من مواجهة هذا الوباء الخطر.

جهود غير كافية

وتعلن القوات الامنية، مراراً، عن اعتقال عدد من المتهمين بتجارة وتعاطي المخدرات. فيما شخصت بيانات الاجهزة الامنية «اشتراك النساء في عملية المتاجرة».

ويقول مصدر في مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية ان «القوات الامنية تلاحق المتاجرين ومتعاطي المخدرات في مختلف المحافظات العراقية, لكن هذه الجهود غير كافية للقضاء على هذا الخطر الذي يفتك بالمجتمع», مشيرا الى ان «الفساد داخل الاجهزة الامنية والضغوطات من قبل المجاميع المسلحة المدعومة سياسيا، يجعل من عملية السيطرة على المخدرات، امر شبه مستحيل» حسب وجهة نظره.

صغار المتاجرين

ويضيف المصدر ـ الذي رفض كشف هويته ـ في حديث لـ»طريق الشعب», ان «اغلب الاعتقالات تطال صغار الموزعين، دون التمكن من الوصول الى رأس الهرم، بسبب الاغراءات التي يقدمها هؤلاء التجار الكبار الى الموزعين الصغار، من تكفل معيشة عوائلهم ومصاريف هؤلاء المعتقلين في السجون», منوها الى «وجود حالات تلاعب في اوراق التحقيق من قبل ضعاف النفوس في الاجهزة الامنية, يتم خلالها تحويل التهمة من متاجرة الى تعاطي، ما يتيح للمتهمين الحصول على احكام مخففة والافلات بجرائمهم».

ويكشف المصدر عن ان «تجارة المخدرات في العراق تطورت، واصبحت تصنع داخليا, مع عدم توقف خط تهريبها، عبر العراق، الى دول الخليج، فضلا عن وجود انواع متوفرة بسهولة يتم تصنيعها في داخل العراق، بعد ان تم تدريب عدد من الاشخاص على صناعتها».

تواطؤ كبير

وأيّد الخبير القانوني محسن كريم, كلام المتحدث السابق، حول وجود تواطؤ بين بعض ضعاف النفوس وعصابات المتاجرة في المخدرات بالقول: ان «هذه العملية تدار بالتعاون والتنسيق بين جهات عدة»، مبينا أن «مبلغ الرشوة لغرض تحويل التهمة من متاجرة الى تعاطي يصل الى حوالي 80 الف دولار، يتقاسمها هؤلاء في ما بينهم».

ويدعو كريم في حديث لـ “طريق الشعب”, «وزارة الداخلية وأجهزتها الامنية ووزارة المالية وهيئة النزاهة الى متابعة الثراء الفاحش لبعض العاملين في الاجهزة الامنية، في مجال مكافحة المخدرات», مشددا على «ضرورة تنظيف الاجهزة الامنية من الفاسدين وفسح المجال للكفاءات والخبرات بالعمل من دون ضغوط، وتوفير الحماية لهم ولعوائلهم من اجل تمكينهم من القضاء على هذه العصابات».

استفحال الظاهرة

وشخّص مجلس القضاء الاعلى، اسباب استفحال ظاهرة تعاطي المخدرات وانتشارها على نطاق واسع, معتقدا ان نسبة الادمان بين الشباب قد تصل الى 50 في المائة.

ويقول قاضي محكمة تحقيق المسيب نبيل الطائي، في بيان صادر عن مجلس القضاء الأعلى، طالعته «طريق الشعب»، إن «جرائم المخدرات لم تعد محصورة بالرجال، بل أصبحنا نلاحظ تورط النساء في تلك الجرائم. ولعل أهم أسباب انتشارها تتركز في زيادة الإنتاج العالمي للمخدرات».

البطالة ابرز الاسباب

ويضيف البيان، ان «سوء الاوضاع الاقتصادية ونسبة البطالة الكبيرة تؤدي الى اقدام الكثير من الاشخاص على تناول المواد المخدرة، ظنا منهم انها تنتشلهم من هذا الواقع المؤلم، كما ان هناك اسبابا كثيرة اخرى تتعلق بثقافة الشعوب واهداف تخريبية، تؤدي بالنتيجة الى تدمير الشعوب وتجعلها مغيبة عن كل معاني الانسانية».

وتابع أنه «لا توجد جهة معينة ومحددة بشكل دقيق، يمكن أن نسميها بأنها هي من تدعم المروجين لهذه التجارة القاتلة، والسبب في ذلك ليس لعدم وجود الجهة الداعمة، بل لكونها منظمة بشكل مخطط له من قبل المروجين، لغرض عدم الوقوع في مأزق».

ويشير القاضي إلى أن «الوضع غير المستقر وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي غير المسيطر عليها هي أسباب ساهمت في انتشار المخدرات، لكنها ليست رئيسية، بل ان اهم الاسباب هي العوز المادي الناجم عن سوء الاوضاع الاقتصادية والشباب العاطل عن العمل».

ويؤكد الطائي أن «دور المنظمات المعنية بمتابعة ملف المخدرات في العراق, والجهود الرسمية من اجل القضاء على انتشارها, هو دون مستوى الطموح، كون اغلب المنظمات والجهات الحكومية تعول على مبدأ العقاب، وهذا المبدأ وحده غير كاف للقضاء على هذه الآفة الخطرة»، موضحا ان «نسبة الادمان قد تصل الى ٥٠ في المائة من الشباب، لكن هذا الامر غير مكتشف بشكل رسمي، حيث يتواجد الاشخاص الذين يعملون بالمخدرات، ويرجونها في جميع المناطق وليس في منطقة محددة لكن نستطيع ان نقول ان النسبة الاكبر وحوالي ٧٠ في المائة منها هي في الاحياء الفقيرة والمناطق التي تكثر فيها البطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية».

وينوه الى أن «قضاء المسيب شهد انتشاراً واسعا لتعاطي المخدرات من نوع الكريستال، أو ما يسمى علمياً بالمثيل امفيتامين، كما يوجد عدد كبير من المروجين لها والمتاجرين فيها»، موضحا أن «الاجهزة المختصة في متابعة دائمة لهم، الا ان امر السيطرة عليها صعب جدا لقلة الامكانيات لدى شعب شؤون المخدرات، وعدم وجود مبان مخصصة لها، فضلا عن قلة اعداد المنتسبين، وادواتهم التي يحتاجونها كالسيارات والامور اللوجستية المهمة، وبدورنا قمنا بمخاطبة مكتب وزير الداخلية للتدخل بهذا الخصوص وايجاد حلول حقيقية لدعم شؤون المخدرات».

ويؤشر القاضي «ارتفاع الخط البياني لدعاوى المخدرات، بشكل كبير حتى اصبحت هذه الدعاوى بحجم دعاوى المشاجرات أو ربما اكثر».

ثلثها يستهلك محليا

بدوره, أكد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية عبد الخالق العزاوي، ان ثلث المخدرات التي تمر عبر العراق تذهب للاستهلاك المحلي.

ويقول العزاوي في حديث صحفي, ان «زراعة بعض انواع المخدرات رصدت في عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في شمال العراق واختفت»، مبينا ان «القول بعدم وجود زراعة في العراق بشكل عام، لا يمكن حسمه».

ويرجح ان «تكون هناك زراعة ولكن غير مرصودة من قبل القوات الامنية، بالاضافة الى ان زراعتها ليست سهلة، انما تحتاج الى مجموعة ادوات وخبرات»، مؤكدا «عدم رصد اي تقرير رسمي عن وجود زراعة للمخدرات حاليا في البلاد».

ويقول العزاوي ان «العراق تحول في السنوات الاخيرة الى نقطة مهمة في حركة المخدرات بالشرق الاوسط بحكم موقعه»، لافتا الى ان «ثلث المخدرات التي تدخل الى اراضيه تذهب للتعاطي الداخلي».

ويحذر النائب من «الانتكاسة الاكبر التي يجب الانتباه لها وهي زيادة اعداد المتعاطين، التي ستؤدي الى عواقب وخيمة على المجتمع العراقي، الذي يعاني بالاساس من ازمات متعاقبة منذ عقود بسبب تداعيات الحروب والحصار والفقر والازمات الاقتصادية».

********************

الوزارة تتحجج بأعمال صيانة تستمر حتى حزيران

كهرباء شرق بغداد.. التجهيز «ضيف مستعجل» والصيانة يتحملها المواطنون

بغداد ــ نورس حسن

شكا مواطنون في مناطق شرق بغداد “تجهيزا ضعيفا” للتيار الكهربائي، فيما لجأ أصحاب المولدات الأهلية الى رفع سعر الامبيرية، الأمر الذي جعل البغداديين يعانون الأمرّين.

ويقول مواطنون من أهالي منطقتي الزعفرانية وجسر ديالى، إنّ ساعات التجهيز الكهرباء الوطنية لا تزيد على أربع ساعات يوميا.

التجهيز.. 4 ساعات يوميا

المواطن انمار حسن من سكنة الزعفرانية، ذكر لـ”طريق الشعب”، يوم امس، ان ساعات تشغيل الكهرباء الوطنية في منطقته “لا تتجاوز 4 ساعات يوما، وفي احسن حالاتها تصل الى خمس ساعات، وبصورة متقطعة”.

وقال حسن، ان “أصحاب المولدات قلصوا ساعات التشغيل الى 9 ساعات يوميا، لا اكثر”، ما جعل المواطنين يقضون ليلهم الجهنمي “بلا كهرباء”.

حال الزعفرانية.. أفضل!

أما المواطنة زينب محي من اهالي منطقة جسر ديالى، فقد وصفت حال الزعفرانية الكهربائي بـ”الأفضل”، مشيرة الى أهالي اطراف بغداد “اعتادوا على النسيان والاهمال من قبل الحكومات؛ فالكهرباء الوطنية تغيب لأيام، بينما تأتي كالضيف المستعجل على الرحيل”.

وقالت محي لمراسل “طريق الشعب”، ان التجهيز الكهربائي الوطني، لم يزد على 6 ساعات في الأيام الثلاثة الأخيرة.

وبخصوص ساعات التجهيز من أصحاب المولدات، ذكرت المواطنة انه “في أيّار لم تتجاوز ساعات التشغيل 8 ساعات يوميا للخط العادي، بعد أن كانت 14 ساعة في نيسان الماضي”.

وأكدت أن المولدات الحكومية في المنطقة تعاني “كثرة الاعطال”، بينما عملية الصيانة تجري ببطء شديد، بحسب قولها.

التبريرات الحكومية مرفوضة

فيما انتقد المواطن مصطفى حسام، من منطقة الزعفرانية “التبريرات الحكومية” إزاء تردي التيار الكهربائي.

وقال حسام لـ”طريق الشعب”، ان “القائمين على وزارة الكهرباء لا يتذكرون اجراء عمليات الصيانة لا في فصيل الصيف، مع ارتفاع درجات الحرارة”، كذلك الحال مع أمانة بغداد “التي تعمل على مد انابيب الصرف الصحي وتعبيد الطرق في فصل الشتاء”، حسب قوله.

وتساءل حسام “أين كانت وزارة الكهرباء من عمليات الصيانة التي تتحجج بها سنويا خلال فصل الشتاء؟”.

وأرجع المواطن التبريرات الحكومية حول أسباب تردي التيار الكهربائي في منطقة الزعفرانية الى محاولة “امتصاص غضب الناس، لا اكثر”.

الصيانة على حساب المواطنين

غيث محمد، مواطن آخر من منطقة الزعفرانية، قال لمراسل “طريق الشعب” ان المنظومة الكهربائية في منطقته “تعاني تلفا بسبب كثرة التجاوزات التي تعجز الحكومة عن حلها”.

وأضاف انه “منذ اسبوع، يعاني شارع المعهد ـ تحديدا ـ انقطاعا مستمرا بسبب سقوط احد المغذيات الرئيسة في المنطقة”.

وزاد ان “دائرة صيانة الكهرباء في المنطقة، لم تستجب حتى الان لشكاوى المواطنين الكثيرة”، مشيرا الى ان موظفي تلك الدائرة قاموا بجمع مبلغ 10 الاف دينار، من كل دار، لكنهم لم يعالجوا المشكلة حتى الان”.

المولدات ملتزمة بالتعليمات؟

وقال أحد أصحاب المولدات الحكومية في منطقة الزعفرانية، لـ”طريق الشعب”، ان “المواطنين يحملوننا مسؤولية قلة التجهيز. لكننا مجبرون على تنفيذ تعليمات محافظة بغداد”.

واوضح ان “تعليمات المحافظة بخصوص ساعات التشغيل للمواطنين غير ثابتة، وهي تتغير بحسب الحاجة التي تقدرها اللجنة المعنية في المحافظة”.

وتابع قوله ان “تعليمات شهر أيار جاءت بتقليص ساعات التجهيز الى 10 ساعات يوميا للخط العادي”.

ولفت المتحدث الى أن الحكومة المحلية تحمل مسؤولي المولدات “مسؤولية الصيانة لمولدات تهالكت بسبب الاحمال المرتفعة”، داعيا  الحكومة المحلية الى “استبدال تلك المولدات بأخرى تستوعب الاحمال، والحاجة المتزايدة للمواطنين”.

صيانة مستمرة حتى حزيران

وأصدرت وزارة الكهرباء، مؤخرا، بيانا نوهت فيه الى انه “تنفيذا لخطة وزارة الكهرباء لصيف عام 2021 بحل الاختناقات في منطقة الزعفرانية، تجري عمليات استبدال للمحولات الرئيسية، وذلك بغية استيعاب الاحمال ومواكبة الطلب على التيار الكهربائي في مناطق الزعفرانية”.

وقالت الوزارة في بيانها ان “اعمال الصيانة ستستمر لغاية الثالث من حزيران المقبل، مما سيؤثر على ساعات القطع المبرمج لمحلات الزعفرانية”.

*********************

احتمال ترحيل مسودة القانون الى الدورة التالية

معنيون: الصوت الاحتجاجي كفيل بتعديل «جرائم المعلوماتية»

بغداد ـ محمد التميمي

تتواصل محاولات عرض مشروع قانون جرائم المعلوماتية، المثير للجدل، للقراءة الثانية في مجلس النواب، رغم تضمنه مواد ملغمة تهدد مبادئ الدستور والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان.

ويراهن ناشطون ومراقبون على “الصوت الاحتجاجي الشعبي” في ترحيل القانون الى دورة برلمانية أخرى، على ان تتعرض مسودته الحالية الى تعديلات تتلاءم وحرية التعبير والتظاهر السلمي وغير ذلك.

انتصار لحرية التعبير

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، مؤخراً، إن “عدم مضي البرلمان العراقي في عرض مسودة قانون جرائم المعلوماتية يمثل انتصارا لحرية التعبير على الانترنت في العراق”.

وذكرت المنظمة في بيان نشر على موقعها الرسمي، أن “البرلمان العراقي قال إنه سيتوقف عن عرض مشروع قانون الجرائم الإلكترونية، إلى ما بعد تعديله بحيث يحمي حرية التعبير، بدلا من التعدي عليها”.

وجرت نهاية العام الماضي محاولات عديدة لإقرار القانون، قبل أن يتعهد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ـ بحسب مصادر مطلعة ـ بأنه “لن يمرر القانون”، في جلسة ضمت سفراء غربيين ورؤساء منظمات دولية.

وقالت المنظمة، إن القانون كان سيسمح للسلطات العراقية بمقاضاة أي شخص يكتب على وسائل التواصل الاجتماعي، أو ينشر على الإنترنت لا يتوافق مع رؤية السلطات، من خلال اعتبار المحتوى تهديدا تعسفيا للمصالح الحكومية أو الاجتماعية أو الدينية.

ويجرم القانون “مجموعة واسعة من الأنشطة المحددة بشكل غامض”، بينما كان يتضمن أحكاما لمحاكمة أي شخص يزعم أنه يقوض “المصالح الاقتصادية، أو السياسية أو العسكرية أو الأمنية العليا” للبلاد.

يقيد حرية التعبير عن الرأي

من جانبه، قال رئيس جمعية المواطنة لحقوق الانسان، محمد السلامي، لـ”طريق الشعب”، إن “مشروع قانون جرائم المعلوماتية, يحد من الكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي, ويقيد حرية التعبير عن الراي”، مبيناً انه “في مرات عديدة طرح مجلس النواب هذا القانون للمناقشة والتصويت، لكن موجات الاحتجاج التي قوبل بها، فرضت على مجلس النواب تأجيله”.

وأضاف ان “قانون الجرائم المعلوماتية لا يتعارض مع الدستور في حال تم اعداده بالتوافق مع مبدأ حرية التعبير عن الراي, ولكن المسودات التي طرحت في مجلس النواب تقيد بنودها الحريات التي كفلتها المادة 38   من الدستور”.

وأوضح السلامي، أن “الاجهزة الامنية تعتقد وجود ضرورة لتشريعه لوجود الكثير من الجرائم التي تحصل في المجتمع، أهمها ابتزاز النساء”، مشيراً الى ان “هذه الجرائم تحتاج الى قانون”.

وتنص المادة (38) من الدستور على ان تكفل الدولة، بما لا يخل بالنظام العام والآداب: (أولاً:- حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل. ثانياً:- حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر. ثالثاً:- حرية الاجتماع والتظاهر السلمي، وتنظم بقانون).

يتعارض مع الدستور

ويقول عضو شبكة انسم للمدونين والصحفيين، عماد الشرع لـ”طريق الشعب”، ان “هذا القانون بصيغته الحالية له تأثير كبير جدا على حرية التعبير, ويقيد إمكانية الوصول الى المعلومة، ويجرم كل من يعمل على وسائل التواصل الاجتماعي”. 

وأضاف ان “القانون يتعارض بشكل تام مع الدستور العراقي, كون الاخير يبيح ان تكون هناك حرية للمعلومة, ويراعي حرية الفرد العراقي، بينما مشروع قانون الجرائم المعلوماتية، يحد من حرية التعبير عن الراي اذا ما تم التصويت عليه او اقراره بصيغته الحالية”.

وأشار الى ان “المجتمع المدني طالب في مناسبات كثيرة، ان لا يكون هناك استعجال في إقرار القانون الا بعد ان يشبع نقاشا وتعديلا, خصوصا ان التعديلات الأخيرة جيدة ومناسبة، بالمقارنة مع المسودة السابقة، لكن هذا لا يعني انها لا تحتاج الى تعديلات”.

وعبّر الشرع عن “استغرابه من استعجال مجلس النواب في طرح مسودة القانون للتصويت عليها من دون القوانين الأخرى”، مبيناً “اننا بحاجة التصويت على قانون الحصول، والوصول الى المعلومة وحرية التعبير والتظاهر السلمي والكثير من القوانين التي تخص الاعلام والمعلومات وقانون العقوبات وتعديل المواد الموجودة فيه والمرتبطة بحرية التعبير والاعلام”.

*********************

الصفحة الخامسة

أگـول

أرصفة جميلة

لشوارع متهالكة!

قاسم عناد

من المفارقات المثيرة التي بات المواطن العراقي يجد نفسه متحيرا أمامها، هي مفارقة ترميم الأرصفة أو تغليفها أو تجميلها، بالرغم من كونها تقع على شوارع متهالكة.

فالدوائر البلدية المعنية، تواصل منذ سنوات هدم الأرصفة وإعادة بنائها وتغليفها بالمقرنص، الذي يتم استيراده من إيران وتركيا بكميات كبيرة ومقابل مبالغ ضخمة، فيما تتناسى إعادة ترميم الشوارع المتهالكة بالرغم من أهمية ذلك.

ومعلوم أن لجودة الطرق أهمية كبيرة في انسيابية حركة المواطنين، فضلا عن دورها في تسهيل عمل قطاع المواصلات. وهي بالإضافة إلى ذلك، تعتبر شريانا مهما للنشاط الاقتصادي.

ويدرك الاختصاصيون في مجالات الطرق، أن كلف إعادة صيانة الشوارع وتعبيدها اعتمادا على المنتج المحلي من الاسفلت والقير، ليست كبيرة مقارنة بالأموال التي تنفق على المواد الرديئة المستوردة المستخدمة في بناء الأرصفة. 

يتساءل المواطن اليوم: متى ننعم بوجود طرق ذات مواصفات جيدة.. طرق نظيفة خالية من الحفر والمطبات والتخسفات؟ هل من المعقول أن يجري الاهتمام بالأرصفة، فيما يتم إهمال الشوارع، وهي الأهم!؟

************

قطعة أرض تعادل “فيلا” في تركيا!

العقارات في الناصرية.. أسعار ملتهبة توسّع أزمة السكن

الناصرية – وكالات

في مقابل أزمة السكن التي يعانيها العراقيون، تشهد أسعار العقارات في البلد، منذ 2003، ارتفاعا كبيرا يصعب على الفقراء وذوي الدخل المحدود التعامل معه، أو حتى التفكير في امتلاك قطعة أرض أو منزل بسيط، ما يضطرهم إلى التوجه نحو بدائل أخرى: أما استئجار سكن بائس، وهذا مقابل بدل إيجار مرتفع أيضا، أو العيش في العشوائيات، أو البناء على أرض زراعية.

ويرى المواطن حيدر، وهو من مدينة الناصرية، ان الوضع العقاري في العراق، وفي مدينة الناصرية خصوصاً، أقل ما يقال عنه أنه “كارثي”، موضحا أنه “من غير المعقول أن يكون سعر قطعة أرض، لمجرد وقوعها على شارع معبّد، يعادل قيمة (فيلا) في تركيا ضعف مساحتها، وفيها بناء فخم ومسبح وحديقة كبيرة واطلالة بحرية!”.

ويشير في حديث صحفي، أن أسعار العقارات في ذي قار، ارتفعت “بشكل جنوني” لا يمكن تخيله، مؤكدا أن “أي شخص يريد أن يبدأ حياته، عليه العمل مدة 20 سنة في أقل تقدير، حتى يتمكن من شراء قطعة أرض أو دار”.

200 متر بـ 600 مليون!

ويتابع حيدر، أن “ذوي الدخل المتوسط صاروا يتوجهون إلى المناطق الزراعية لشراء أراض يبنون عليها منازلهم، وذلك لعدم قدرتهم على شراء قطعة أرض سكنية مساحتها 200 متر مربع، بسعر يصل أحيانا إلى 600  مليون دينار عراقي!”.

ويطالب حيدر، الحكومة بوضع خطة للحد من فوضى غلاء العقارات. كأن تتم  زيادة عمليات توزيع الأراضي على المواطنين والموظفين، ودعمهم بقروض ميسرة للبناء.

بين السكن العشوائي والانفجار السكاني

من جهته، يقول كاظم زغير، وهو متخصص في مجال العقارات، أن ارتفاع أسعار العقارات في ذي قار يعود لأسباب عدة، أهمها عدم توزيع الدوائر البلدية قطع الأراضي للمستفيدين، بشكل منتظم أو في أماكن قريبة من المدن “فمعظم القطع التي توزع تكون خارج المدن، وهي غير مخدومة ولا يمكن السكن فيها بالمستقبل القريب”.

ويشير زغير في حديث صحفي، إلى أسباب أخرى لزيادة أسعار العقارات في ذي قار، وتحديدا في الناصرية، منها مشكلة السكن العشوائي الذي اتسع نتيجة نزوح آلاف المواطنين من القرى والأرياف إلى المدن، فضلا عن الانفجار السكاني الذي يتزايد باستمرار ولا يتناسب مع ما موجود من قطع أراض ومنازل صالحة للسكن.

البحث عن تفسيرات!

وفي السياق، يقول علاء، الذي انتهى حديثا من بناء منزله، أنه “حتى هذه اللحظة لا توجد أي تفسيرات منطقية لأسباب ارتفاع العقارات في الناصرية. فالمدينة لا تمتلك أي مؤهلات اقتصادية كالبصرة أو العمارة على سبيل المثال.. إذ لا يوجد فيها شيء مميز يستدعي ارتفاع أسعار العقارات بهذا الشكل، فما يميز هذه المدينة هو الكثافة السكانية التي تزداد بشكل واضح!”.

ويؤكد في حديث صحفي، أن “الناصرية تنقصها الخدمات والمشاريع. وهناك ارتفاع في نسب البطالة والفقر، فضلا عن الفوضى التي تشكل المشهد العام لمحافظة ذي قار، والفراغ الإداري - السياسي الذي يبدو واضحا”.

الدولة هي السبب!

إلى ذلك، يرى الخبير القانوني جمال الاسدي، أن الدولة مساهم فعال في ارتفاع أسعار العقارات “كونها لم تخلق مناطق سكنية جديدة. فنسبة الأرض العراقية المأهولة بالسكان لا تتعدى الـ 10 في المائة من مساحة أراضي البلد، ما يعني أن هناك قرابة 90 في المائة من الأراضي غير مشغولة سكنيا”.

ويتابع في حديث صحفي، أن “الأمر الثاني المساهم في صعود أسعار العقارات، هو الضرائب أو الرسوم التي تفرضها الدولة على عمليات بيع العقارات”.

**************

قضاء الكحلاء

مطالبات بإعادة صيانة “جسر النهضة”

العمارة – وكالات

طالب العديد من سكان منطقة النهضة في قضاء الكحلاء شرقي محافظة ميسان، الجهات الحكومية بإعادة صيانة “جسر النهضة” الحديدي، المعبر الوحيد الذي يربط المنطقة بمركز القضاء.

وأوضح السكان، في حديث صحفي، أن هذا الجسر الرابط بين ضفتي دجلة، مهمل ومتهالك وغير قادر على تحمل الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين يعبرون عليه يوميا، مشيرين إلى أن الكثير من المواطنين يضطرون إلى عبور النهر بواسطة القوارب، ما يشكل خطرا على حياتهم.

وطالب السكان الدوائر المعنية، بإعادة صيانة الجسر وتوسيعه، خاصة أن منطقة النهضة تعد من أكبر المناطق السكنية في الكحلاء – على حد قولهم.

****************

حذار من أسلاك المولدات!

النجف – طريق الشعب

شكا عدد من المواطنين في مدينة النجف، عمليات الربط العشوائي لأسلاك مولدات الكهرباء الأهلية، اثناء إيصالها إلى المنازل، مبينين أن هذه الأسلاك يتم ربطها على أعمدة شبكة الكهرباء الوطنية، ما يتسبب في حصول عملية إفراغ للطاقة منها إلى أسلاك الشبكة الكهربائية أو بالعكس، الامر الذي يؤدي إلى حدوث تماس كهربائي.

وبحسب مراسل "طريق الشعب" في النجف، المواطن رياض الحمداني، فإن المواطنين أوضحوا ان تمديد الأسلاك بهذه الطريقة العشوائية، تسبب في تشويه المنظر العام للشوارع والأزقة السكنية

*****************

أمام أنظار وزير الزراعة

نحن مجموعة من الفلاحين المتعاقدين مع الشركة العراقية لانتاج وتسويق البذور، نقوم في الفترة الحالية بتسويق محصولنا من الحنطة إلى “مخازن جرف النداف” في بغداد، ونظرا للزخم الكبير الحاصل في هذه المخازن، تزامنا مع موسم التسويق، نطالب بافتتاح “مخازن النهروان”، كي تساهم في تخفيف الزخم وتسهيل عملية التسويق.

كما نأمل من الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية التعاونية، متابعة طلبنا هذا.

عن مجموعة الفلاحين

سعدون كاظم غاوي

*****************

في الكوت

مجمع سكني يعاني طفح المجاري صيفا وشتاء

الكوت – وكالات

شكا عدد من سكان “مجمع الشهيدة إسراء” السكني في مدينة الكوت، افتقار مجمعهم للخدمات الأساسية، موضحين انه يعاني طفح مياه الصرف الصحي بشكل مستمر، خلال فصلي الصيف والشتاء.  وأضاف السكان في حديث صحفي، أن نبات القصب ينتشر بين الشقق السكنية، الأمر الذي وفر مأوى مناسبا للحشرات الضارة، وأدى إلى إصابة العديد من السكان بالأمراض الجلدية.

وطالب سكان المجمع، الجهات الحكومية المعنية، بمعالجة مشكلاتهم الخدمية عاجلا.  ويضم “مجمع الشهيدة إسراء”، الذي افتتحته حكومة واسط عام 2014 على أرض مساحتها 67 دونما، 74 عمارة تتضمن 504 وحدات سكنية. 

****************

في المثنى

أهالي قضاء المجد يتظاهرون مطالبين بالخدمات

السماوة – وكالات

خرج العشرات من أهالي قضاء المجد في محافظة المثنى، أخيرا، في تظاهرة جماهيرية مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم السكنية.  وركز المتظاهرون في مطالبهم، على خدمات الكهرباء والبلدية والصحة، التي يعانون ترديها.

وذكر بعضهم في حديث صحفي، أن “قضاء المجد يسكنه نحو 40 ألف نسمة، ما يتوجب على الجهات الحكومية المعنية، الاهتمام فيه وتحسين واقعه الخدمي”.

*****************

مواساة

* تنعى هيئة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي، والدة الرفيق غني عبدالله. للفقيدة الذكر الطيب والصبر والسلوان لعائلتها الكريمة.

*تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعازي والمواساة للرفيق نعمة سلمان عباس (ابو ماجد) سكرتير المحلية السابق، والرفيق رحمن سلمان عباس، بوفاة شقيقهم الشخصية الوطنية سامي سلمان عباس. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في سوق الشيوخ الرفيق زهير مجيد بوفاة شقيقه عدنان مجيد (ابو غسان). للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

********************

الصفحة السادسة

لأول مرة منذ تفكيك يوغسلافيا الاشتراكية

اليسار الكرواتي يفوز في العاصمة ويمثل في جميع بلديات المدن

رشيد غويلب

جرت في 16 أيار 2021 الانتخابات الإقليمية والمحلية في جميع انحاء كرواتيا. ودعي قرابة 3,7 مليون ناخب لاختيار حكام جدد للمناطق ورؤساء بلديات وبرلمانيين إقليميين ومحليين. وينتخب رؤساء المقاطعات (هناك 20 مقاطعة إلى جانب العاصمة) ورؤساء البلديات بشكل مباشر. وحيث لم يحقق المرشحون أغلبية مطلقة في الاقتراع الأول، ستجرى انتخابات الجولة الثانية في 30 أيار.

وعدت نتائج الانتخابات رسالة من الناخبين الساعين إلى التغيير. وكان هذا واضحا جدا في مدينتي البلد الرئيسيتين، زغرب وسبليت، حيث لم تنجح الأحزاب الرئيسية التقليدية. وعلقت وسائل اعلام محلية على النتائج بالقول، بعد 30 عاما، أدرك المواطنون الكرواتيون، أنهم يمتلكون خيارا.

وفي العاصمة زغرب فشل مرشحو الحزبين التقليديين في البلاد، الديمقراطي الاجتماعي، الذي يحكم المدينة منذ 21 عاما، وحزب المحافظين الذي يحكم عموم البلاد من الوصول حتى إلى الجولة الثانية.

اليسار يفوز في زغرب

الفائز الواضح هو توميسلاف توماسيفيتش، وهو أستاذ علوم سياسية وبيئية في التاسعة والثلاثين من العمر، ومرشح تحالف اليسار الأخضر “نستطيع”، الذي يحمل نفس اسم حزب بودوموس اليساري في اسبانيا، اذ حصل في جولة الانتخابات الأولى على 45,15 في المائة. ويعتبر المرشح الأوفر حظا في الجولة الثانية، الذي سيواجه، المغني الشعبي اليميني الشعبوي ميروسلاف شكورو من حركة الوطن القومي اليمينية، الذي حصل في الجولة الأولى على 12 في المائة فقط.

وفاز تحالف اليسار، الذي يتبنى سياسة مختلفة، خالٍية من الفساد والمحسوبية، بأغلبية واضحة في مجلس مدينة زغرب، حاصلا على قرابة 41 في المائة، ولا يحتاج لتحقيق الأغلبية المطلقة إلا مقعدا واحدا فقط، اذ حصد 23 مقعدًا من أصل 47 مقعدا في برلمان العاصمة. ويمكن القول إن تحالفا مع الديمقراطيين الاجتماعيين قد تحقق، لدعوة انصارهم للتصويت لمرشح اليسار في الجولة الثانية.

لقد حقق تحالف “نستطيع” اليساري، وبالتعاون مع شريكه “اليسار الجديد” نتائج رائعة، وهو ممثل الآن في جميع مجالس المدن المهمة. لقد بينت نتائج الانتخابات في المدن الكبرى، أن نظام الحزبين آخذ في التآكل وأن الكثير من المواطنين يطالبون بمزيد من الشفافية والتنمية المستدامة وسيادة القانون. ولم يغير من هذه الحقيقة تقدم الحزب الحاكم في البلاد بالمجموع الكلي للنتائج. ومعروف ان هذا الحزب يستفيد من شبكة زبائنية واسعة استطاع بواسطتها الحفاظ على بقائه في السلطة.

طبيعة تحالف اليسار

تأسس تحالف اليسار الأخضر “نستطيع”، بعد نجاح تحالف “زغرب تعود لنا” في الانتخابات المحلية عام 2017، من ستة أحزاب يسارية صغيرة، لخوض الانتخابات البرلمانية العامة في عام 2020. وحصل على قرابة 7 في المائة من الأصوات، منحته 7 مقاعد في البرلمان الوطني. وبهذا دخل اليسار الكرواتي للمرة الأولى البرلمان منذ تفكيك يوغسلافيا والهزيمة الكارثية لليسار اليوغوسلافي في التسعينات. ويحتوي برنامجه السياسي عناصر برنامج يسار متنوع يجمع بين قضايا البيئة والدعوة إلى تعزيز حقوق العمال ودور النقابات العمالية ومقترحات للضرائب التصاعدية ودولة رفاهية أكثر سخاءً.

 وقد تبلور هذا التحالف من الحركات الاجتماعية والطلابية والاحتجاجية التي نشطت في السنوات التي سبقت تأسيسه. من مكوناته “ جبهة العمل” وهو تنظيم ماركسي، يعتبر نفسه استمرارا لتقاليد الحركة العمالية الشيوعية، التي تركز على التناقض الرئيس بين رأسمال والعمل، إلى جانب تنظيم “اليسار الجديد”، و “من اجل المدينة”.

واقع اقتصادي صعب

غالبية السكان تعاني من ظروف معيشية سيئة. وتعد كرواتيا واحدة من دول الاتحاد الأوروبي ذات الأجور الأكثر انخفاضا. وعلى الرغم من انخفاض الأجور في جميع دول أوروبا الشرقية، لكن هذا التطور أكثر دراماتيكية في كرواتيا، لقد انخفضت نسبة الأجور في كرواتيا من 43 إلى 37 في المائة من متوسط الأجور في أوروبا الغربية.

وتقول جبهة العمال، ان نسبة العمالة غير المستقرة هي الأعلى في بلدان الاتحاد الأوربي، حيث وصلت إلى 6,5 في المائة، في حين يبلغ معدل هذه النسبة في الاتحاد الأوربي 2,1 في المائة. وان 90 في المائة من عقود العمل المبرمة في عام 2019 محدودة المدة. وهذا يعني أن 25 في المائة من العاملين يتلقون أجرا غير مستقر.

والكثير من المعاشات التقاعدية منخفضة. وبلغت نسبة المهاجرين 14 في المائة، اكثرهم من الشباب (أكثر من 300 ألف)، في حين يبلغ معدلها في الاتحاد الأوربي 4 في المائة فقط.  لقد اكدت نتائج الانتخابات المحلية في العاصمة زغرب، حيث يعيش 20 في المائة من سكان البلاد، والمدن الكبرى الأخرى أن اليسار الكرواتي قد ترسخ، على الصعيدين الوطني والمحلي، وأصبح فاعلا مؤثرا في حياة البلاد السياسية.

 ******************

الحكومة الأردنية تهدد بالتصعيد إذا لم تفرج إسرائيل عن مواطنيها

عمان ـ وكالات

أكد وزير الدولة الأردني للشؤون القانونية محمود الخرابشة، أمس، أن الحكومة ستتخذ كافة الإجراءات القانونية المتاحة، للإفراج عن الأردنيين المعتقلين لدى السلطات الإسرائيلية.

وأضاف في تصريح صحافي، أنه في حال لم تفرج إسرائيل عن الأردنيين ستتخذ الحكومة خطوات تصعيدية.

وأكد انه “لا يجوز لسلطات الاحتلال اعتقال المواطنين الأردنيين، بهذه الطريقة”.

وأوضح الوزير أن “هناك وسائل كثيرة ستلجأ لها الحكومة في حال استمرار اعتقال المواطنين الأردنيين، من دون ذكر طبيعة هذه الوسائل”، لافتا إلى أن “الحكومة تبذل كل الجهود لتأمين عودة المعتقلين إلى ذويهما”.

واعتبر الوزير الأردني أن السلطات الإسرائيلية “خرقت القانون الدولي”، مؤكدا أن “الأردنيين لم يقوما بأي عمل يضعهما في دائرة الاتهام”.

وكانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت الأسبوع الجاري مواطنين أردنيين وصلوا الى فلسطين عبر الاردن.

**********************

للقاء ‏الرئيس المعتقل في مالي

ضوء أخضر لوسيط مجموعة غرب إفريقيا

بامكو ـ وكالات ‏

التقى وفد وساطة مجموعة غرب إفريقيا الاقتصادية، أمس الاول،  بالكولونيل ‏أسيمي غويتا، الرجل القوي في السلطة المالية الذي قرر السماح للوفد بلقاء ‏الرئيس الانتقالي باه نداو ورئيس حكومته مختار وان اللذين أوقفهما ‏العسكريون، الاثنين الماضي.

وكانت مجموعة غرب إفريقيا قد أوفدت الرئيس النيجيري ‏السابق غودلاك جوناثان إلى العاصمة المالية للقيام بمهمة جديدة ‏للمساعي الحميدة في الأزمة الجديدة التي تشبه انقلابا ثانيا خلال تسعة ‏أشهر.‏

وذكر مصدر قريب من الوساطة في مالي أن الكولونيل أسيمي غويتا، الرجل ‏القوي في السلطة المالية، سمح لوسيط المجموعة الاقتصادية لغرب ‏إفريقيا غودلاك جوناثان بأن يلتقي بالرئيس الانتقالي باه نداو ورئيس ‏حكومته مختار وان اللذين أوقفهما العسكريون الاثنين.‏

وصرح هذا المصدر المطلع لوكالات الانباء على المفاوضات، طالبا عدم كشف هويته “حصلنا على الضوء الأخضر للقاء الرئيس الانتقالي ورئيس ‏الوزراء”. وكان يتحدث بعد لقاء في العاصمة المالية باماكو بين نائب ‏الرئيس الانتقالي الكولونيل أسيمي غويتا والوفد الذي يقوده غودلاك ‏جوناثان.‏

وأوفدت مجموعة غرب أفريقيا الرئيس النيجيري السابق الثلاثاء إلى ‏العاصمة المالية للقيام بمهمة جديدة للمساعي الحميدة، غداة اعتقال ‏الجيش لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الانتقالي وعدد من كبار ‏الشخصيات في الدولة في ما يشبه انقلابا ثانيا خلال تسعة أشهر.‏

وصرح أحد أعضاء حكومة غويتا طالبا عدم كشف هويته “أوضحنا إقصاء ‏الرئيس الانتقالي ورئيس حكومته”. ‏

وأضاف “نبقي على الانتخابات العام المقبل”، موضحا أن اجتماعات أخرى ‏ستعقد مع الوسطاء الدوليين.‏

وأكد أحد أعضاء وفد وساطة غرب إفريقيا أن غويتا زعيم الانقلابيين الذين ‏أطاحوا بالرئيس إبراهيم أبوبكر كيتا العام الماضي “قدم لنا أسباب تدخله مع ‏رجاله الاثنين”.

وأضاف “نحن هنا لمساعدة أشقائنا الماليين على إيجاد حل ‏للأزمة لكن من الواضح أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا يمكن أن ‏تعلن بسرعة، في القمة المقبلة، فرض عقوبات”.‏

اجراءات دبلوماسية بحق بعض السفراء

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على بيلاروسيا بسبب أزمة «راين إير»

متابعة ـ طريق الشعب

قرر الاتحاد الأوروبي إغلاق مجاله الجوي ومطاراته أمام شركات الطيران البيلاروسية بعد أن تم تحويل رحلة بين دولتين من دول الاتحاد قسراً إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا، لاعتقال الصحفي المعارض رومان بروتاسيفيتش.

اغلاق المجال الجوي

وقرر الاتحاد الأوروبي، أمس الاول، إغلاق مجاله الجوي ومطاراته أمام شركات الطيران البيلاروسية، في رد على تحويل رحلة طائرة تابعة لشركة “راين إير” بين دولتين من دول الاتحاد الأوروبي بالقوة إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا،

ووجه الاتحاد الاوربي في بيان نشرته وسائل اعلام المسؤولين بـ “اتخاذ الإجراءات الضرورية لحظر تحليق شركات الطيران البيلاروسية في المجال الجوي للاتحاد الأوروبي ومنع الوصول إلى مطارات الاتحاد الأوروبي”.

كما حث الزعماء الـ27 في الإعلان المشترك الذي تمت الموافقة عليه في قمة في بروكسل، جميع شركات الطيران الموجودة في الاتحاد الأوروبي على تجنب التحليق فوق الأراضي البيلاروسية. وطالبت الدول الأعضاء بالإفراج عن الصحفي المعارض البيلاروسي المحتجز رومان بروتاسيفيتش وشريكته صوفيا سابيجا، كما دعت المنظمة الدولية للطيران المدني إلى “التحقيق العاجل” في الحادث.

وقرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على أفراد بيلاروسيين متورطين في الهبوط القسري لرحلة طيران “ريان إير” بين أثينا وفيلنيوس، وهو ما وصفه بعض القادة بأنه “اختطاف قامت به دولة”. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إعداد حزمة من العقوبات الاقتصادية.

مواقف اوربية

وكانت لندن وكييف قررتا حظر تحليق طائراتهما في المجال الجوي للجمهورية السوفياتية السابقة. كما قرّرت شركات الطيران لوفتهانزا الألمانية والخطوط الإسكندنافية و”إير بلطيق” تعليق عملياتها في المجال الجوي البيلاروسي.

وأعلنت الحكومة البريطانية أنها أصدرت أوامر لطائرات المملكة المتحدة بتجنّب المجال الجوي لبيلاروسيا وفرضت حظرا على شركة الطيران الوطنية البيلاروسية “بيلافيا”. وأفاد وزير النقل البريطاني غرانت شابس أنه طلب من هيئة الطيران المدني إصدار تعليمات “للمحافظة على سلامة الركاب”. كما أعلن تعليق رخصة تشغيل “بيلافيا” التي تسيّر رحلات يومية من مطار غاتويك في لندن إلى مينسك عبر باريس.

وقالت وزارة الخارجية البلجيكية إنها استدعت ميكنيفيتش وهو سفير لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا بسبب “الأعمال غير المبررة وغير المقبولة”.

كما أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن بلاده استدعت السفير البيلاروسي في لندن. وحمّل راب الرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشنكو مسؤولية الحادثة التي وصفها بأنها “بغيضة” وتمثل “انتهاكا صارخا للقانون الدولي”، مضيفا أن لندن تدرس فرض عقوبات و”تنظر في كافة الاحتمالات الدولية”.

من جهتها، استدعت ألمانيا اليوم سفير بيلاروسيا إلى مقر وزارة الخارجية في برلين بعد الحادثة. وقالت الوزارة في بيان لها،  إن “التفسيرات التي قدمتها حكومة بيلاروسيا حتى الآن بشأن الهبوط القسري لطائرة راين اير في مينسك غير موثوقة. نحتاج إلى توضيح ما حدث بالفعل على متن الطائرة وعلى الأرض.

وأضافت “نحن بحاجة أيضا لتوضيحات حول وضع رومان بروتاسيفيتش وشريكته اللذين يجب أن يفرج عنهما فورا”.

وفي سياق متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الإفراج الفوري عن الصحفي رومان بروتاسيفيتش والتحقيق الكامل في ملابسات اعتقاله، بعد الهبوط القسري لطائرته. وأعرب غوتيريش عن “قلقه البالغ” إزاء ما وصفه بأنه “حادث مزعج” ودعا جميع الأطراف إلى المشاركة في “تحقيق كامل وشفاف ومستقل “، وفقا لما جاء في بيان له.

كما أعرب الأمين العام عن قلقه الشديد إزاء تدهور وضع حقوق الإنسان في بيلاروسيا، وحث السلطات البيلاروسية على “الاحترام الكامل لجميع التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك ما يتعلق بحرية التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات”.

 *****************

الصفحة السابعة

مناقشة وثيقة النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي

لفته عبد النبي الخزرجي

الحزب الماركسي، يعمل في اطار تنظيمي واضح جدا، لأنه اتحاد طوعي لمواطنات ومواطنين يجمعهم الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين والجماهير الكادحة وسائر فئات الشعب. ويتجسد الاطار التنظيمي للحزب في القيادة الواحدة، ووحدة التنظيم والمنطلقات الفكرية، حيث تساهم منظمات الحزب وأعضاؤه في تقرير شؤون الحزب وبنائه وتركيب هيئاته القيادية ومتابعة نشاطاته المتنوعة. كما ان الهيكل التنظيمي للحزب يتصاعد من اصغر خلية حزبية الى اعلى قيادة، وهي اللجنة المركزية، وهي الهيئة القيادية والتنفيذية العليا للحزب.

ولذلك فإن الحزب الشيوعي العراقي، ومنذ بواكير التنظيم في 31 آذار 1934، كان يسير وفق نظام داخلي، يحدد فكر الحزب وسياسته العامة وأهدافه الاساسية، والمستقبلية، وثوابته الفكرية المبنية على الالتزام بالماركسية والعمل في سياق الاسس الديمقراطية وعلى حرية الرأي ووحدة الارادة والعمل.

وحيث ان الحزب قد طرح نظامه الداخلي للمناقشة، على وسائل اعلامه المعروفة، لذلك نرى ابتداء ان النظام الداخلي الذي أقره الحزب في المؤتمر الوطني العاشر (1-3 كانون الاول) 2016، يشكل اعلى وافضل واشمل نظام لأنه يستوفي ويستوعب كل ما يحتاجه حزب وطني يضع المصالح العليا للشعب والوطن فوق اية مصلحة اخرى.

الا أنني ارى أن الفقرة 2 من المادة 21/ احكام ختامية، والتي تقول ((لمؤتمر الحزب الحق في ايقاف نشاطه مؤقتا وله صلاحية حل الحزب... الخ))، فعندما اقرأ هذا اشعر بالانقباض الشديد والضياع، لأن الحزب الماركسي ليس حزبا للترف البرجوازي، انه حزب الطبقة العاملة، وهو وليد نضالاتها وتضحيات قادتها، وما قدمه الشيوعيون من الرعيل الاول من تضحيات جسام، وصعدوا الى اعواد المشانق من أجل ان يظل حزب الشيوعيين راسخ الاقدام، لأن الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق. لذلك لا يجوز ان تحرم الطبقة العاملة من أداتها، وحزبها الشيوعي. وكما قال لينين (علاقة الطبقة العاملة بالماركسية علاقة عضوية)، ولكي تتجسد هذه العلاقة فعلا، فلا بد من وجود الحزب الماركسي او الشيوعي، لذلك لا يمكن ان يحل حزب الطبقة العاملة نفسه ابدا، لأنه حزب المستقبل والاجيال القادمة. والفكر الماركسي هو سلاح الطبقة العاملة، كما ان الفكر الماركسي وجد في الطبقة العاملة قاعدته الاجتماعية. لذلك اقترح ان يصار الى الغاء هذه الفقرة.

المادة (2) يضاف لها:

4 - يلتزم بالضوابط والقيم التنظيمية والعمل الطوعي ويسير بمقتضاها.

5 - يخضع العضو لبرنامج ثقافي، تضعه لجنة الحزب المركزية.

المادة (6):

1 - لعضو الحزب الحق في تقديم استقالته متى شاء... الخ.

4 - للمستقيل من الحزب حق العودة الى صفوف الحزب، بعد ان تدرس المنظمة الحزبية وضعه الاجتماعي والفكري، ولمرة واحدة فقط.

مع خالص الامنيات الطيبة لحزبنا، وهو يسير نحو المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب.. ونحن نتطلع لهذا المؤتمر لأنه يأتي في ظروف غاية في التعقيد، ووضع مأزوم تماما. كلنا ثقة عالية بقدرة الحزب على تجاوزها، ووضع الحلول التي تخدم مسيرة شعبنا نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

*********

اقتراحات بشأن النظام الداخلي

الدكتور شهيد احمد الغالبي*

المادة ١٠ اقترح الغاء هذه المادة من النظام الداخلي من باب شيوع الديمقراطية في الحزب، وعدم تعدد الحلقات التنظيمية، ولكي لا يكون هناك فصل بين القاعدة المتمثلة بالخلايا والاساسيات والمحلية وكذلك توحيد الاسس التنظيمية في الحزب عموما، لكي لا تكون محليات مكونة من خلايا واساسيات وفرعيات واخرى من خلايا واساسيات فقط، وبالتالي اعتماد الخلايا والاساسيات والمحلية هيكلا تنظيميا فقط.

المادة ١٨  

ثالثا من سكرتير اللجنة المركزية، ينتخب سكرتير اللجنة المركزية لدورتين متتاليتين فقط، وتعدل لتصبح يحق للرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب، الترشيح لدورتين متتاليتين، ولا يحق له الترشح لدورة ثالثة.

المادة ١٩

اقترح الغاء لجنة الرقابة المركزية كلجنة مستقلة عن اللجنة المركزية للحزب، وادعو الى زيادة اعداد اعضاء اللجنة المركزية للحزب، لكي تعمل على تشكيل لجنة للرقابة المركزية من بين اعضائها مثل لتم وتتمتع بالصلاحيات الواردة في المادة ١٩ من النظام الداخلي المسودة، لكي تكون أكثر فاعلية وأفضل اداءً.

المادة ٢١ أحكام ختامية

اولا، للجنة المركزية صلاحية اتخاذ قرار الدخول في تحالفات مع احزاب وكتل سياسية اخرى، يضاف لها على ان تستفتى القاعدة الحزبية بخصوص التحالفات مع احزاب وكتل سياسية اخرى.

***********

توضيح حول النشر

بشأن النظام الداخلي

اطلقت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي النقاش العلني حول النظام الداخلي للحزب بهدف إعمال العقل الجماعي خارج الاطر التنظيمية للحزب، في مسعى لمواصلة هذا التقليد بما يعزز نهج الديمقراطية والتجديد،  ويوثق العلاقة بين الحزب وجماهير اصدقائه ومؤازريه والمهتمين بشأنه. وتلك ممارسة نوعية في الحياة الحزبية في العراق، تهدف ايضا الى التجديد الفعلي للفكر والممارسة.

ولا بد من الاشارة الى ان خطوات التهيئة والتحضير للمؤتمر الـ 11 للحزب، تضمنت تشكيل عدد من اللجان بينها لجنة النظام الداخلي، التي دشنت نقاشا داخليا حول وثيقة النظام الداخلي وتسلمت ملاحظات وآراء ومقترحات وتعديلات من المنظمات الحزبية، فضلا عن المساهمات الفردية لاعضاء الحزب. وجرت دراسة ما وصل بعناية ودقة، وهو يجد طريقه للنشر العلني في منابر الحزب الاعلامية.

  وبودنا توضيح ان المناقشة العلنية الراهنة تقتصر على النظام الداخلي، باعتباره وثيقة تحتاج الى التدقيق والاغناء عبر مساهمات جادة،  مدركين حقيقة ترابطها الحيوي مع وثائق الحزب الاخرى. اما النقاش بشأن التوجهات البرنامجية والخط السياسي للحزب، فسيبدأ حال طرح مسودتي برنامج الحزب والتقرير السياسي للنقاش العلني في وقت لاحق. لذا نلفت الانتباه الى ضرورة التركيز حاليا على مناقشة النظام الداخلي عند طرح الاراء والمقترحات والتعديلات، التي تسهم في تطوير مواده وفقراته وآليات عمل الحزب القادمة، بما ينسجم مع الواقع العراقي وتحدياته.

لهذا ندعو مرة اخرى كل الرفاق والأصدقاء والمختصين والمهتمين بشأن الحزب، وأبناء الشعب عامة، إلى ابداء آرائهم ومقترحاتهم بشأن النظام الداخلي للحزب، إسهاما مشكورا منهم في التهيئة والتحضير للمؤتمرالوطني الحادي عشر للحزب.

*****************

دراسة مقارنة بين مواد النظام الداخلي وتطبيقها

ماجد فيادي

دراستي للنظام الداخلي هي محاولة مطابقة او مقارنة إدارة اللجنة المركزية لحياة الحزب مع نصوص مواد وفقرات النظام الداخلي. تلك المقارنة اتناولها من خلال قاعدة قانونية تنص على أهمية تطبيق روح القانون؛ فالقانون له شكل خارجي وروح جوهرية، وهو يتبع المجتمع الذي يشرع فيه، على عكس المعتقد الخاطئ ان المجتمع يتبع القانون، لان القانون وسيلة لتسهيل حياة ذلك المجتمع، ما استوجب مراجعة القانون باستمرار، حتى يرفع من شأن ذلك المجتمع.

(المادة 18 اللجنة المركزية مهماتها وصلاحياتها/ 2/ تحدد سياسة الحزب ومواقفه، في اطار برنامج الحزب وخطه السياسي العام المعتمد، وتعمل على تعبئة وتنظيم القوى الحزبية والجماهيرية، واقامة التحالفات السياسية الضرورية لتحقيق الاهداف والمهمات الوطنية والديمقراطية والاجتماعية.

المادة 21 احكام ختامية/ 1/ للجنة المركزية للحزب صلاحية اتخاذ قرار الدخول في تحالفات مع احزاب وكتل سياسية اخرى) مقتبس.

لأن النظام الداخلي وحدة متكاملة ومتماسكة، تترابط مواده لتسيير الحياة الحزبية الداخلية والخارجية، نجد فيه مواد ضابطة لتنفيذ المادتين 18 ثانيا والمادة 21 أولا منها:

(المادة 1 المبادئ التنظيمية للحزب ونشاطه، سادسا (ب) رجوع الهيئات القيادية الى الرأي العام الحزبي عند بحث القضايا الاساسية المستجدة وذلك بإجراء استفتاء داخلي، وطرح الوثائق الخاصة بتلك القضايا للمناقشة الحزبية العامة قبل اتخاذ قرارات بشأنها) مقتبس.

بالرغم من ان هذه الفقرة تعد من المحددات، لكنها لا تمتلك رصانة الصياغة وقوة المحاججة، فهي لم تصف الاستفتاء كيف ومتى وعلى من يجري، استخدامها مطاط وهذا ما حصل في مناسبتين من تاريخ الحزب بعد سقوط الصنم واحتلال العراق.

لم يجر في المناسبتين ان منح الوقت الكافي لإجراء الاستفتاء، واختلفت الفئة المستفتاة في كلتا المرتين، ولم يبين أسباب استهداف تلك الفئة، لكن المشكلة الأكبر ان المستفتين لم يحيطوا علما بالمقدمات لما يستفتون عليه، فقد غابت عن افتتاحيات طريق الشعب، وبيانات المكتب السياسي واللجنة المركزية وصحافة الحزب والنشرات الداخلية، التثقيف بمن وكيف ووفق أي برنامج يجري التحالفان، ولم يفتح الباب امام الآراء المؤيدة والمعارضة للكتابة فيهما، فكان موقف عدد من المستفتين ان رفضوا الادلاء بقرارهم على هذا النحو والطريقة.

في مناسبتين أخريين عطلت هذه المادة (اجراء الاستفتاء) عندما ذهبت قيادة الحزب للدخول في مجلس الحكم والتصويت لصالح الدستور، ان غياب وصف دقيق للقضايا الأساسية المستجدة المذكورة في المادة 18 ثانيا والمادة 21 أولا، لا يعني تجاهل مادة مهمة من مواد النظام الداخلي، لان ذلك يضعف الثقة بين القاعدة والقيادة.

اذاً، صار لازماً على المؤتمر الوطني الحادي عشر في تحديد شكل الاستفتاء وعدم تركه لتقديرات اللجنة المركزية، بالإضافة الى ان المادة 21 اولا لا قيمة تنظيمية لها؛ فهي موجودة أصلا في المادة 18 ثانيا، لهذا تكرارها جاء لضعف في كتابة النظام الداخلي، وهي مؤشر ان من كتب التعديلات لا يفقه في كتابة الأنظمة الداخلية، من هنا ادعو الى حذفها من النظام الداخلي.

من ينصف رأي الاقلية الفكرية داخل الحزب، والى أي مدى تمتلك اللجنة المركزية والهيئات المنبثقة عنها حق تشكيل الرأي العام لقاعدة الحزب؟

(المادة 1 المبادئ التنظيمية للحزب ونشاطه، الفقرة 3 (ج) حق الأقلية في مناقشة سياسة الحزب العامة، وسياسته التنظيمية، وفي ابداء الاعتراض عليها أمام الهيئات الحزبية المسؤولة بما فيها المؤتمر، والتعبير عن رأيها في منابر الحزب الاعلامية، على أن لا يعيق ذلك التزامها بتنفيذ قرارات الهيئات القيادية) مقتبس.

(المادة 3 حقوق العضوية، الفقرة 1 أعضاء الحزب متساوون في الحقوق) مقتبس.

(المادة 3 الفقرة 3 نشر وجهات نظره في القضايا الفكرية والسياسية في المنابر الاعلامية للحزب، وتقديم المقترحات والاعتراضات الى هيئته او اية هيئة حزبية اعلى، لدراستها والابلاغ عما اتخذته من إجراءات بشأنها) مقتبس.

(المادة 8 الخلية الحزبية ثالثا حقوق وواجبات الخلية (أ) المساهمة في رسم سياسة الحزب من خلال مناقشتها وتقديم المقترحات بشأنها ونشرها بين الجماهير، والاصغاء الى آرائها فيها، واطلاع الحزب على هذه الآراء) مقتبس.

المواد 1 الفقرة (ج) والمادة 3 الفقرتين 1 و3 والمادة 8 ثالثا، جرى تخطيها من قبل المكلفين بإدارة اعلام الحزب لزمن طويل؛ فقد اثبتت التجربة ان المنابر الإعلامية للحزب، غير مفتوحة بشكل مقبول امام أعضاء الحزب بالتساوي، بدليل لجوء رفاق للنشر في موقع الحوار المتمدن والناس والمواقع الشخصية على الفيس بوك. مقالات لم تجد طريقها للنشر، ليس بسبب ضعف المضمون او مستوى الكتابة، انما مقالات اعتراضية على سياسات الحزب، فظهرت خلافات واختلافات في وجهات النظر بحق النشر لقضايا داخلية على وسائل الصحافة العامة ورقية والكترونية وصلت حد اتخاذ مواقف وعقوبات تنظيمية كان بالامكان تفاديها. كل هذا يدعونا الى وضع ضوابط جديدة تضمن للأقلية الفكرية النشر على منابر الحزب الاعلامية.

(المادة 18 الفقرة 3 تعمل على تعزيز الوحدة السياسية والتنظيمية، ووحدة المنطلقات الفكرية للحزب، وتأمين المقومات الديمقراطية والاجراءات الضرورية للحفاظ عليها) مقتبس.

الحقيقة، ان المنطلقات الفكرية الماركسية مرّت في مراحل كثيرة حتى استقرت على ما هي عليه، وهذا يعني ان حزبا شيوعيا لا يمكن ان يبقى بدون تطور، لأنه يؤمن بالديالكتيك، ما يعني أن مبدأ وحدة الفكر والعمل يخضع للمتغيرات ولا يمكن التمسك بها كجمود فكري، انما حالة ديناميكية مستمرة. وهذا يدعو الى فتح الفضاءات داخل التنظيم والسماح للتيارات الفكرية أن تتلاقح وتتنافس حتى تحصل على قبول الاغلبية.

الكوتا بين اهداف النظام الداخلي وطريقة الوصول الى مرشحيها.

(المادة 16 الفقرة 4 (و) تثبيت كوتا للشباب واخرى للنساء بنسبة تحدد حسب الظروف الملموسة) مقتبس.

وفقا لهذه المادة، جرت العادة وهناك من يسميها التقاليد الحزبية، ان يقدم احد رفاق اللجنة المركزية رفيقة او رفيقا شابا للمندوبين، يراد له ان يكون ضمن كوتا النساء أو الشباب، ولما كان لذلك الرفيق من ثقل في الحياة السياسية للحزب، فان تقديمه لتلك الرفيقة او الرفيق يعد تزكية ومفتاح الحصول على أصوات كافية للفوز بمقعد من الكوتا، ليس لكفاءته انما بسبب التزكية من الرفيق القيادي.

بعد التجربة والتعرف إلى أداء الرفيقات والرفاق الذين صعدوا الى اللجنة المركزية عبر هذا التقليد، تبين ان ترشيحات الرفاق القياديين لم تكن تشكل ضامنا لنجاح تلك الرفيقة او الرفيق، لهذا ظهرت الحاجة الى تقديم قائمة من أسماء المرشحين تصل الى الضعف من العدد المطلوب، على ان تكون لمرشحين من مختلف الاختصاصات، مع نبذة تاريخية عن كل اسم، تعرض على المندوبين لغرض التصويت عليهم.

(المادة 16 الفقرة 5 في حالة تعذر عقد المؤتمر الوطني في موعده المقرر، يحق للجنة المركزية تأجيله لمدة سنة واحدة، على أن توضح الأسباب الموجبة إلى جميع منظمات الحزب) مقتبس.

هذه الفقرة يجري استخدامها دائما بطريقة تتعارض والنظام الداخلي، فاللجنة المركزية تمدد سنة او اكثر للدورة التنظيمية بدون اطلاع القاعدة على اسبابها. وبدون ان يكون هناك اعتراض من قبل لجنة الرقابة المركزية، ما يضع امام التنظيم سؤالا يتعلق بوسائل حماية النظام الداخلي لنفسه من احتمالات التطبيق الخاطئ.

هذه الدراسة لا تشمل كل نواقص ومشاكل كتابة النظام الداخلي والعمل به، لكنها تبين بوضوح انه لا يتناسب وتاريخ الحزب الشيوعي العراقي، وانه اصبح قديما، ما يفرض علينا في ورشة عمل النظام الداخلي خلال المؤتمر الوطني الحادي عشر، أن تدار الورشة من قبل قانونيين، اما يكونوا رفاقا منتدبين او من ضمن نسبة 10% المدعوة من قبل اللجنة المركزية، مهمتهم تلخيص النقاشات ووجهات النظر وكتابة التعديلات على النظام الداخلي ثم طرحها كمواد وفقرات منفردة للتصويت.

**********************

الصفحة الثامنة 

خُلِق ليكون شيوعياً

محمد جاسم اللبان

بقلوب مكلومة، وعيون دامعة، وحزن يخترق الخلايا والمسامات، نودع مناضلاً باسلاً، من مناضلي حزبنا الرائعين، هو الرفيق الغالي صبحي المشهداني (ابو علي) الذي اختطفته الجائحة اللعينة، من احضان حزبه ورفاقه صبيحة يوم الثلاثاء 20/ 4/ 2021، مسببة خسارة جسيمة على الصعيد الحزبي والجماهيري، وصدمة لكل من عرفه عن قرب، او سمع به عن بعد، حتى لو كان خارج العراق.

ان الرفيق العزيز ابو علي ينتمي الى شجرة وارفة الظلال، على المستوى الشعبي، فقد عاش في المناطق الأكثر شعبية وفقداً ومعاناة، وتسللت الى وعيه الطفولي صور العوز والظلم وغياب العدالة والمساواة، وتجذر احساسه بها في مرحلة الشباب، وفي كنف عائلة مناضلة، كان سداها ولحمتها الميل الفطري لمحبة الناس ومساعدتهم، رغم ضيق ذات اليد في الكثير من الاحيان، وتشبثهم بالحق والدفاع عنه، ورفض كل مظاهر العسف ومصادرة حقوق الآخرين، سواء كانت رسمية من قبل السلطات الحاكمة آنذاك، او بين الافراد والجماعات.

وقد انغمر في ميدان العمل الفعلي وهو في مقتبل العمر، عاملاً في السكك الحديدية، حيث برز خلال فترة قصيرة، كقائد نقابي يشار له بالبنان، ويحظى بثقة زملائه العمال والموظفين.

بيد ان ذلك لم يرض طموحه وتطلعه لخدمة العمال والكادحين عموماً، الأمر الذي اوصله سريعاً الى الحزب الشيوعي العراقي، فكرس كل طاقاته وامكانياته من اجل تعزيز دور الحزب ونفوذه في صفوف الطبقة العاملة ومنظماتها النقابية، مستقطباً الكثير من العمال وساعياً بجهود استثنائية لرفع مستوى وعيهم الطبقي والسياسي، وتحويل العمل النقابي الى رافعة حقيقية لضمان حقوقهم والدفاع عن مصالحهم الجذرية.

وكغيره من مناضلي حزبنا وشعبنا الشجعان، دفع ضريبة النضال فصلاً من الوظيفة وسجناً وتعذيباً، وحرمانات لا تعد ولا تحصى، فقضى سنوات طويلة في سجون نگرة السلمان والحلة وبغداد، ليخرج مرفوع الرأس، مطرزاً تاريخه النضالي بوسام الشرف والصمود والبطولة، ومواصلاً النضال مع رفاقه، دون ان يمنح نفسه فرصة لاسترداد الأنفاس.

وبعد سقوط الطاغية، كان من أوائل المساهمين في اعادة بناء منظمات الحزب في شتى مناطق العاصمة، موظفاً كل خبراته السياسية والتنظيمية والنقابية لتحقيق هذا الهدف النبيل، وكان من أبرز المساهمين في اعادة تشكيل اتحاد نقابات العمال وقيادته، وخاض صراعاً طويلاً مع الطارئين على الطبقة العاملة والساعين الى جعل اتحاداتها والعمل النقابي برمته، تابعاً للقوى والكتل المتنفذة والفاسدة.

لهذه الاسباب مجتمعة ولغيرها، انتخب عضواً في مجلس محافظة بغداد، فكان نعم الابن الوفي لسكانها، والحريص على تقديم الخدمات لهم، دون ان تأخذه في الحق لومة لائم. ورغم مشاغله الكثيرة والمتشعبة، كان يواصل عمله الحزبي ونشاطه المتميز بلا كل او ملل، فقاد العديد من منظماتنا الحزبية، وساهم مساهمة جدية في تحسين مستوى ادائها، ورفع مستوى رفاقها فكرياً وسياسياً وتنظيمياً، وكان نموذجاً الالتزام الحزبي، مما انعكس ايجاباً على العديد من الرفاق الذين كان يعمل معهم.

ان الصفات الرائعة التي تحلى بها فقيدنا الغالي ابو علي، تجعله في مصاف القدوة للرفاق والاصدقاء، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الصدق في التعامل ونكران الذات والحماس المنقطع النظير في اداء المهمات التي يكلف بها، او يتطوع بأدائها، رغم تقدمه في العمر، والامراض المزمنة والعديدة، التي شكلت تحالفاً ضده في السنوات الاخيرة.

كان يضع مصلحة الحزب دائماً وأبداً، في اعلى السلم من اولوياته، ويستاء كثيراً، بل يتشربه الحزن، عندما يرى رفيقاً او صديقاً لا يقوم بواجبه، او يتكاسل في ادائه، وكانت الصراحة ملازمة له، فلم يتردد يوماً في نقد أية ظاهرة او شخص بشجاعة ومبدأية عالية، دون ان يفقد حميميته مع من ينتقده. كما ان الجرأة في طرح آرائه ووجهات نظره، كانت لصيقة هي الاخرى به وبسلوكه الرصين حزبياً واجتماعياً.

لا يسعنا في هذه النبذة، الا القول بأن الرفيق صبحي المشهداني، خُلق ليكون شيوعياً، ولهذا خسارتنا كبيرة جداً كحزب ورفاق، وليس من السهل تعويضها.

المجد كل المجد لك ايها الرفيق المقدام ابو علي.

***********************

المناضل شاطي عودة

 الاسم المحفور في الذاكرة

زهير كاظم عبود

بعض الأسماء تنقش لها مكانا  بارزا  ليس فقط في الذاكرة ، وليس في سجلات نضال الرجال والتميز بالعطاء والالتزام والثبات على القيم والمباديء ، إنما تحفر لها مكانا متميزا في تأريخ نضال العراقيين  ضمن صفوف الحركة الوطنية ،  حيث يبقى الاسم محاطا بالمهابة والتقدير ، مقترنا بالإجلال والزهو ،  بعض هذه الأسماء تتميز بالتواضع والثقة بالنفس ، يبقى دورها وتاريخها وما قدمته من مواقف لا تحتاج الى بهرجة إعلامية  وتزويق ، فقد اقتنعت تماما بأن العطاء يتجسد بموقف، والنضال يتجسد بالثبات، ومثل هذا الاسم لايمكن للنسيان أن يطرحه جانبا بعد كل هذا التاريخ ، والموقف يشكل جزءا ثابتا من تاريخ حركتنا الوطنية .

معيار بقاء الاسم حيا وفي الذاكرة تلك المواقف التي تعكس بحق الفكر الإنساني الذي يؤمن به الفرد، وما يتركه من عميق الأثر عند الاخر، وديمومة العطاء التي يقدمه رغم كل ظروف المواجهة، المعيار يكون وفق ما يسجله التاريخ من أحداث ومواقف ووقائع له. 

يمكن أن يكون أسم الراحل المهندس شاطي عودة محمد ((أبو سمير)) غائبا عن الكثير من شباب العراق اليوم، والعذر أنهم لم يعاصروا الفترة التي كان فيها الراحل عمودا من أعمدة الحزب الشيوعي العراقي، ومناضلا بارزا يعتمد عليه ويتباهى به التنظيم، ويمكن أن لا يتعرف البعض الآخر على ما يشكله أسم شاطي عودة من مكانة وشخصية عاشت ضمن فترات حرجة من تأريخ العراق، ويسجل للراحل تلك الصفات التي لم يزل يعرفها عنه كل من تعرف عليه، ومن عمل معه في التنظيم أو زامله في السجون والمعتقلات.

تم اعتقال شاطي عودة  محمد بعد ساعات من انقلاب شباط 1963 عصر يوم  الجمعة ، واقتيد الى التحقيق بسيارة الحرس القومي صحبة كل من  إبراهيم كبة وعبد الجبار عبد الله وخالد الجادر وشاكر خصباك ، حيث تم نقلهم بسيارة واحدة الى هيئة التحقيق ، وبالرغم من كل أساليب التعذيب الجسدي والمعنوي والأساليب الهمجية التي عرف بها أسلوب تحقيق الحرس القومي، لم تتمكن الهيئة التحقيقية النيل من صموده وصلابته،  وبعد أن أنهك جلاديه اقتيد الى سجن رقم ( 1 ) وأودع في زنزانة ضمت عشرين شخصا وهي لا تتسع لأكثر من ثلاثة أشخاص   ، وتم التعامل معهم بغاية السوء والخسة، وبعد أن أمضى مدة شهر في هذه الزنزانة ومع التعذيب المستمر ، اقتيد الى المجلس العرفي العسكري ليحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث  سنوات  .  

أرسل الى سجن الحلة المركزي مع المئات من السجناء السياسيين ( الشيوعيين ) ، ولدماثة خلقه وتواضعه الجم وأدبه الرفيع ومحبة السجناء واحترامهم تم انتخابه مسؤولا عن السجناء، وكان شاهدا من شهود العملية الجريئة التي قادها الشيوعيون في حفر نفق سجن الحلة الشهيرة ، والتي تم تنفيذها بأدوات بسيطة وبمهارة فائقة وبسرية تامة ، وساهم الراحل شاطي عودة بالتمويه على عملية الحفر ، وذلك بأشرافه على بناء حاجز في الجهة الشمالية من السجن والتي كان المطبخ في مواجهتها، وتم إخفاؤها عن أعين  نقطة حرس السجن  التي تواجه منطقة الحفر .

كان الراحل مهتما بملاحظات السجناء، وعمل على تعزيز وحدتهم داخل السجن، وتميز بحديثه الدافيء مع الآخرين، وعرف عنه التزامه الفكري، تميز بسمرته العراقية وبطوله الفارع وبالهدوء الذي اتسمت به شخصيته.

بعد أن أكمل الراحل شاطي عودة محكوميته، كان ضمن أعداد الآلاف من المفصولين السياسيين الذين لم تتم إعادتهم لوظائفهم حتى بعد انتهاء محكومياتهم، عمل مع بعض المقاولين في مشاريع ناجحة، ولعل أبرز تلك المشاريع الأشراف على الجهد الهندسي لبناء جسر الديوانية الحديث، ومن خلال مركزه الهندسي عمل على إلحاق العديد من المفصولين السياسيين بالعمل في الجسر، وكنت واحدا منهم، وجسد لنا شاطي عودة مثالا متميزا من أمثلة التفاني لرفاقه وإخلاصه لمباديء الشيوعي الملتزم.

في العام 1971 تم انتخابه ضمن الهيئة الإدارية لنقابة المهندسين بالرغم من كونه مفصولا سياسيا ، وأعاد الكرة مرة أخرى في العام 1972 حيث تم انتخابه لعضوية الهيئة الإدارية ، غير انه في العام 1973 وبعد توقيع الجبهة الوطنية بين حزب البعث والحزب الشيوعي ، تم تعيينه مديرا عاما للري ، بعد أن أصبح الرفيق مكرم الطالباني وزيرا للري ، واختياره لإدارة مرفق عام مهم جدا في العراق لم يكن اعتباطا أن يتم اختيار المهندس شاطي عودة لأدارته ، وهو المعروف عنه دقته ودراساته الهندسية الناجحة ، ولهذا تمكن  الراحل شاطي عودة أن يحدث تحولا جذريا فريدا في عمل دوائر الري في العراق ، وتم إنجاز مشاريع عديدة بنجاح كبير ، ولما اشتكى بعض البعثيين من تحول مديرية الري الى خلية شيوعية لأن غالبية المهندسين والفنيين من الشيوعيين ، ألجمهم رده  الصاعق من أن سير العمل وإنجاز المشاريع بشكل ناجح هو المعيار ، وليس للهوية السياسية وهذا يصب في مصلحة العراق.

ويسجل التاريخ للراحل الكبير تلك المآثر العديدة التي وقف بها مع كل من يحتاج الى وقفة دعم ومساندة بحق، ووقفته مع خريجي المعهد الزراعي العالي للإقرار بنيلهم لقب (معاون مهندس زراعي) دليل باق في الذاكرة بعد أن تحقق ذلك، بالرغم من انه لا يقع ضمن اختصاصه، لكن الكفاءة والنزاهة والمصلحة العامة هي التي تبقى تتحكم في مشاعر النبيل شاطي عودة.

بقي المهندس شاطي عودة  محمد علما عاليا ومتميزا ، ملتزما بتواضعه ومحبته للناس ، مخلصا للمباديء والقيم التي آمن  بها ، وبعد تدهور العلاقة بين السلطة والشيوعيين وقبل عام 1978 تم تغيير عنوان وظيفته الى مستشار بوزارة الري  ، بقي صامدا ومتمسكا بأفكاره بالرغم من كل الضغوط والممارسات التعسفية ، حتى وافته المنية في بيته بمنطقة المنصور ببغداد بتاريخ  13/11/1997 ، لتنتهي رحلة العطاء التي ما تخلف عنها يوما ، ويتوقف القلب الكبير تاركا خلفه سجلا ناصعا من المواقف ، وحافلا من الذكريات التي ستبقى أبدا في ذاكرة الطيبين من أبناء العراق.

ويسجل التاريخ لشاطي عودة التواضع الذي عرفه عنه ليس رفاقه في الحزب إنما جميع من عمل معهم مفصولا سياسيا أو مديرا عاما للري، ويسجل له أيضا احترام وتقدير العديد من أعداء الحزب الشيوعي من الرجعيين والبعثيين لشخصيته التي تميزت بالإخلاص في العمل والنزاهة والمثابرة الجادة، ترك خلفه مواقف ومآثر تحكي عن تأريخ هذا الرجل المتميز بالهدوء والتروي، وصاحب الابتسامة الهادئة، والمحدث اللبق البارع، والحكيم الذي ما تمكنت الظروف وأنواع القهر وأشكال الملاحقات.

وسيبقى أسم شاطي عودة نموذج للشخصية العراقية المتمسكة بالمباديء فعلا وقولا، ومثالا فريدا في الالتزام والخلق والبساطة لتجسيد صورة الشيوعي العراقي بشكل ناصع ومضيء.  

***********************

جعفر حسن رائد الأغنية السياسية.. واحزناه

صباح المندلاوي

في مهرجان الأغنية السياسية في جمعية التشكيليين العراقيين في مطلع السبعينات من القرن الماضي، يتربع على عرش الاغنية السياسية والشبابية ويحلق في فضاءات جميلة تهز وجدان الحاضرين وتترك بصمتها الخاصة. ها هو حقاً يبرز نجماً لامعاً في هذا المهرجان.

ولعل خطوته التالية والتي تمنحه الكثير في أعقاب مشاركته في مهرجان الشباب العالمي الذي اقيم في برلين عام 1975، والتي تكللت بميدالية المهرجان واعجاب الوفود الشبابية المشاركة.

تعرفت عليه عام 1974 يوم التقينا في فرقة مسرح اليوم وكانت الفرقة تستعد لتقديم مسرحية “الينبوع” تأليف نور الدين فارس واخراج وجدي العاني وبعد الاستعانة بثلاثة ضيوف شرف من فرقة المسرح الفني الحديث، وفي المقدمة منهم الفنانة الكبيرة زينب والفنان البارع خليل شوقي والفنان القدير لطيف صالح، أسند المخرج دور المغني إلى الفنان جعفر حسن وذلك للاستفادة من صوته الكورالي في المسرحية، أما أنا فقد مثلت دور أحد المتظاهرين الثوريين والمسرحية تبارك خطوة التأميم وتستلهم الأسطورة في هذا المضمار.

جمعتنا ساعات التمرينات والبروفات، وفي أوقات الاستراحة كنا نتبادل الأحاديث المتنوعة، ما أكثر ما حدثني عن مسقط رأسه (خانقين) ونهر الوند وكيف كانت هناك سينما مخصصة للنساء في هذه المدينة، وعن أمه تلك المرأة الثورية المقدامة التي دخلت السجن ورفضت الظلم والاضطهاد، وعن طفولته وتعلمه العزف على الناي ببراعة، وعن والده الذي كان يعارض دخوله لمعهد الفنون الجميلة ويحلم أن يكون ضابطاً عسكرياً.

تعرض المسرحية لأيام معدودات من على قاعة المسرح القومي في كرادة مريم، وبعدها ننصرف كل إلى عمله في هذه المؤسسة أو تلك.

وإذ تتأزم الاوضاع السياسية في البلاد وتصل الجبهة الوطنية إلى طريق مسدود، تشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف السياسيين والمثقفين، ويتم اعتقال جعفر حسن ويطلق سراحه، فيضطر للهرب سيراً على الاقدام إلى اليمن الديمقراطية، وهناك لا يألوا جهداً في النهوض بالحركة الفنية والغنائية في إطار “أشيد” “اتحاد الشبيبة اليمني الديمقراطي” وله يعود الفضل في اكتشاف الكثير من المواهب واطلاقها وتأهيل الفرق الغنائية لتحقيق مستويات أفضل. وكم من المرات وبعد سفري إلى اليمن الديمقراطية في آذار 1979 برفقة الفنانة المسرحية الرائدة زينب، كنا نزوره في منزله المطل على البحر، فنمضي سهرة ما أجملها بصوته الشجي العذب وهو يستحضر الوطن ويغني للفقراء المحرومين فيها، وبما يجعل من الاغنية سلاحاً ماضياً بوجه القمع والظلم والدكتاتورية والتسلط.

ومن اليمن الديمقراطية يسافر إلى ابو ظبي ليعمل مستشاراً فنياً فيها حتى زوال الدكتاتورية في العراق. عندها شد الرحال إلى ارض الوطن ليعمل مستشاراً فنياً في وزارة الثقافة في اقليم كردستان.

نلتقي في عين كاوه ذات ليلة وهموم الوسط الفني محور حديثنا وعما حققه نقابة الفنانين لهذه الشريحة المهمة خلال زياراته إلى بغداد واذكر منها عام 2017 يوم حضر ليشارك في احتفالية الذكرى السنوية لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي في صالة سينما سمير أميس، وكيف ألهب الأكف بالتصفيق وكانت لأغانيه السياسية نكهة مميزة ولكونها ذات ايقاعات راقصة تفاعل معها الحضور ايما تفاعل.   

في هذه الزيارة أخبرني بأن الفنان جميل بشير اصيب بالسكتة القلبية بعد سرقة العود الذي اهداه له الشريف حيدر، وهو في الأصل هدية من الملك فيصل، كما طالبني بوصفي نقيباً للفنانين الاهتمام بجيل الرواد من الموسيقيين ممن لم ينصفهم الزمن. وحينما فكرت فضائية “الميادين” بتخصيص حلقة للفنان جعفر حسن والحديث عن تجربته الفنية ودوره في الاغنية السياسية مع مقدم البرنامج المعروف زاهي وهبه، اختارتني الفضائية لتقديم شهادة عنه أو ذكريات مشتركة جمعتنا. تم اللقاء معي امام تمثال شهريار في أبي نؤاس. ذات يوم وانا أطالع صفحته على الفيس بوك، علمت بأنه يوم كان مستشاراً في المجمع الثقافي في ابو ظبي للفترة من 1997- 2004، وعند اصدار مشروع الكتاب المسموع عبر سلسلة، قد ساهم في وضع وعزف الموسيقى للعديد من الكتب واختيار بعضها الآخر من الموسيقى العالمية، ومن بين الاصدارات عزف العود لتصاحب قراءة الاشعار، ديوان الجواهري الكبير وديوان الشاعر البردوني وأخيرا قبل اطلالة عام 2021 راح يكتب عبر الفيس بوك السطور التالية:

“انام باليوم أربع ساعات، لأني مشغول جداً جداً.. باليوم اشتغل 16 ساعة. عندي اعمال جديدة اريد أخلصها قبل السنة. قصيدة عمك الجواهري قريباً تخلص”. جعفر حسن ستظل حاضراً بيننا، وستظل اغانيك مغموسة بنضالات الفقراء والشرفاء وتتناقلها الناس في المنعطفات الثورية، وكلما هبت رياح التغيير والتحدي لتنشر الوئام والسلام والأمل والتفاؤل بغدٍ جديد.

*****************************

الصفحة التاسعة 

كتبتها الى رفيقتها كلارا زيتكين

رسالة روزا لوكسمبورغ الأخيرة قبل اغتيالها

ترجمة وتقديم: رضا الظاهر

اغتيلت روزا لوكسمبورغ يوم 15 كانون الثاني 1919. ويعود تاريخ رسالتها الأخيرة الى كلارا زيتكين (التي نشرت في كتاب “رسائل روزا لوكسمبوغ”) * الى يوم 11 كانون الثاني 1919، في أعقاب سحق انتفاضة السبارتاكيين.

وفي آخر نص معروف لها تحت عنوان (النظام يسود في برلين) تكتب روزا لوكسمبورغ عن الأسباب التي أسهمت في فشل الانتفاضة وعن مستقبل الحركة.

تقول لوكسمبورغ: “يمكن ويجب خلق قيادة جديدة من جانب الجماهير. الجماهير هي العامل الحاسم. إنها الصخرة التي يشيد عليها النصر النهائي للثورة. وهذه الجماهير جديرة بالتحدي، وارتباطا بهذه “الهزيمة” صاغت حلقة في سلسلة الهزائم التاريخية، وهي فخر وقوة الاشتراكية الأممية. وهذا هو السبب الذي يجعل انتصارات المستقبل تنبثق من هذه “الهزيمة””.

وقد كتبت هذه الرسالة مباشرة في أعقاب انتفاضة “عصبة سبارتاكوس” المجهضة في الفترة من 4 – 10 كانون الثاني، وهي الانتفاضة التي سعت الى الاطاحة بحكومة الحزب الديمقراطي الاجتماعي في ألمانيا، واقامة حكومة ثورية تمثل حاجة الطبقة العاملة الألمانية للاشتراكية الحقيقية. وعلى الرغم من أن كارل ليبنخت وآخرين ابتهجوا بهذه الأحداث كأساس للاطاحة بالنظام، فان روزا لوكسمبورغ نظرت اليها باعتبارها رد فعل دفاعياً، واعتبرت مواقف المطالبة بالاستيلاء على السلطة غير ناضجة. غير أنها قررت أنه لا يمكن الوقوف بوجه الانتفاضة، آخذة بالحسبان مجرى الأحداث على الأرض، وقد بات من المتعذر التحكم بها...

وتحاول لوكسمبورغ أن تكشف أفضل وجه محتمل للهزيمة، مجادلة بأن الانتخابات قد لا تجرى... وتسعى الى أن تبقي معنويات رفيقتها وصديقة عمرها عالية، عبر تذكيرها بأنه ما من هزيمة يمكن أن تكون أبدية “طالما أن الأحداث هي مدرسة رائعة للجماهير”.

ومما له دلالة أن تنهي هذه الرسالة مجموعة (رسائل روزا لوكسمبورغ)، معتبرين أنها تكشف عن وجهة نظرها المعروفة من أن الناحية الأكثر أهمية في الصراع الاجتماعي هي “التركة الفكرية” التي تخلفها لأجيال المستقبل كي تواصل الكفاح من أجل الحرية.

أدناه النص الكامل للرسالة:

الى كلارا زيتكين

برلين – 11 كانون الثاني 1919

كلارا الأعز

تسلمت، اليوم، رسالتك المفصلة، ووجدت، أخيراً، فرصة قراءتها بهدوء وسلام، والاجابة عليها، وهو الأمر الأهم. من المستحيل علي أن أصف طريقة الحياة التي عشتها – وعشناها جميعاً – خلال الأسابيع الأخيرة: الاضطراب والقلق، والتغيير الدائم لأماكن السكن، واالتقارير التي لا نهاية لها، وهي تمتليء بنذر الخطر، وفي غضون ذلك استمرار التوترات في العمل ...الخ. ولم أستطع أن أجد، بالمعنى الحرفي، الوقت اللازم للكتابة اليك. فانا لا أجد فرصة الا لساعتين أثناء الليل. وربما أفلح، هذه الليلة، في كتابة هذه الرسالة. غير أنني لا أعرف كيف أبدأ، إذ لدي الكثير لأخبرك عنه.

حسناً، إذن، أولاً، وقبل كل شيء، وبقدر تعلق الأمر بعدم المشاركة في الانتخابات، فانك تبالغين، الى حد كبير، في تقدير مدى عواقب هذا القرار. ليس هناك “روهليون” (نسبة الى أوتو روهلي (1874 – 1943)، الماركسي الألماني الناشط في معارضة الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولم يكن روهلي، على الاطلاق، “زعيماً” في المؤتمر). إن “هزيمتنا” لم تكن سوى مأثرة للراديكالية الطفولية، غير الناضجة، ذات البعد الواحد. ولكن ذلك لم يكن الا في بداية المؤتمر. وفي الاتجاه الأخير، فان الشعور بيننا (حول الزعامة الرئيسية) وبين المندوبين تحول الى أساس سليم، وعندما عدت، بايجاز، الى مسألة المشاركة في الانتخابات خلال تقريري، شعرت بصدى مختلف تماماً عما كان عليه الحال في البداية. لا تنسي أن “السبارتاكيين” هم، في الغالب الأعم، جيل جديد فتي، متحررون من التقاليد المخدرة لـ “الحزب القديم، المجربة والصحيحة”. ويجب أن يجسد ذلك في جانبي الضوء والظل. لقد قررنا بالاجماع أن لا نجعل من هذا قضية كبيرة للغاية، وأن لا ننظر الى المسألة بطريقة فاجعة. والحق فان قضية الجمعية الوطنية (والانتخابات كلها) ستدفع الى الخلف من جانب عاصفة الأحداث، واذا ما استمر مجرى الأحداث كما هو الحال حتى الآن، فسيثبت أنه من المشكوك فيه، الى حد كبير، ما اذا كانت الأمور ستصل الى نقطة الانتخابات والجمعية الوطنية. إن حكمك على الموضوع (وأعني بهذا ما اعتبرتِه الطبيعة التراجيدية للقرار) يختلف تماماً عن حكمنا، لأنك لا تتمتعين، الآن، لسوء الحظ، بالاحساس بالتفاصيل كما نفعل نحن، وأكثر من ذلك، الاحساس بالوضع الخاص، وهو ما يتطلب من المرء تجربة المراقبة المباشرة. وكان حافزي الأول عندما قرأت رسالتك وبرقيتك حول مسألة الانتخابات هو أن أبعث اليك برقية: تعالي الى هنا بأسرع ما يمكن. وأنا واثقة بأن مكوثك هنا فترة أسبوع والمساهمة المباشرة في نشاطاتنا ومشاوراتنا سيكون كافياً لخلق توافق كامل بينك وبيننا في كل النواحي. غير أنني أجد نفسي، في كل حال، مرغمة على قول العكس لك: إنتظري قليلاً، وأنت على وشك المجيء الى هنا، حتى تحل علينا أوقات أكثر هدوءاً الى حد ما مرة أخرى. إن العيش وسط الاضطراب الراهن والخطر الدائم، والتغيير المتواصل لأماكن السكن، والتوتر والاندفاع، لا يوافقك، وبشكل خاص لن تكون هناك امكانية، أبداً، للعمل أو حتى التشاور بطريقة مناسبة. وآمل أن يكشف الموقف عن نفسه، في غضون أسبوع أو نحو ذلك، وبوضوح، بطريقة أو بأخرى، وعندئذ سيكون العمل المنتظم ممكناً مرة أخرى. وبالتالي فان انتقالك الى هنا سيكون بداية تعاون منهجي في سياق ما يمكن أن يتحقق، أوتوماتيكيا، من اتفاق متبادل وفهم مشترك.

ملاحظة:  لم نقبل أي “بورشاردتيين”(1) في المنظمة. على العكس من ذلك فقد أبعد بورشاردت من جانب “الشيوعيين الأمميين” (2)، وجرى ذلك، في الواقع، بناء على طلبنا. إن أغلبية الشيوعيين كانوا من هامبورغ وبيرمن. ومن المؤكد أن لهذا الاستحواذ جوانبه الشائكة، غير أن هناك، على أية حال، مسائل ثانوية ستجري تسويتها مع تقدم الحركة. وعلى العموم فان حركتنا تتطور على نحو رائع وفي جميع أرجاء ألمانيا. وبات الانفصال عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي المستقل مسألة لا مفر منها على الاطلاق لأسباب سياسية، ذلك أنه حتى لو كان الناس مايزالون أنفسهم كما كانوا في غوتا (3)، فان الموقف بات مختلفاً تماماً. إن الأزمات السياسية الحادة التي نمر بها هنا في برلين خلال فترة الأسبوعين الماضيين أو يزيد قد أغلقت الطريق نحو العمل التنظيميي المنهجي لتدريب منتسبينا الجدد، غير أن هذه الأحداث هي، في الوقت نفسه، مدرسة رائعة للجماهير. وأخيراً، فان علينا أن نتعامل مع التاريخ بواقعية أيَاً كان اتجاهه ومجراه. إن حقيقة أنك نادراً ما تتسلمين صحيفة (الراية الحمراء) مسألة صادمة. سأتدبر الأمر شخصياً وأرسلها اليك كل يوم. وفي هذا الوقت تستمر المعارك في برلين. (4) وقد سقط الكثير من شبابنا الشجعان صرعي، واعتقل ميير وليديبور، ونخشى أن يكون جوغيشيز قد اعتقل أيضاً.

يتعين علي أن أنهي رسالتي هذا اليوم.

أعانقك ألف مرة،

المخلصة لك

روزا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* هذه الرسالة مترجمة عن كتاب (رسائل روزا لوكسمبورغ) الصادر بالانجليزية عام 2013 عن دار (فيرسو) بلندن، ويضم 190 رسالة كتبتها روزا لوكسمبورغ الى شخصيات بارزة في الحركة العمالية والاشتراكية الأوروبية، وهم: ليو جوغيشيز، كارل كاوتسكي، كلارا زيتكين، وكارل ليبنخت، وكانوا من بين أقرب رفاقها وأصدقائها. وهذه الرسائل تضيء الحياة الداخلية لهذه الإيقونة، التي كانت قائدة ثورية، ومنظرة اجتماعية واقتصادية، وناشطة سياسية، وكاتبة ذات أسلوب جذاب.

(1) إشارة الى جوليان بوشاردت، الصحفي والناشط اليساري الألماني.

(2) في تشرين الثاني عام 1918 جرى تبني اسم “الشيوعيين الأمميين” أولاً من جانب المجموعات اليسارية في هامبورغ وبريمن، ثم من قبل مجموعة دريسدن. وقد انضموا الى الحزب الشيوعي الألماني ومؤتمره التأسيسي.

(3) عقد الحزب الاشتراكي الديمقراطي المستقل مؤتمره في غوتا في 6 – 8 نيسان 1917.

(4) في 4 كانون الثاني 1919أعلنت الحكومة الديمقراطية الاجتماعية إقالة إيميل إيشهورن، الذي كان رئيساً لشرطة برلين. وينتمي إيشهورن الى الجناح اليساري للحزب الاشتراكي الديمقراطي المستقل. وقد رد العمال والجنود الثوريون على هذا باقامة تجمع حاشد في برلين، وكان بعضهم يحملون السلاح. واعتقل كارل ليبنخت من قبل المجموعات العسكرية الفاشية المضادة للثورة (فيالق المتطوعين المزعومة). وفي 15 كانون الثاني جرى اغتيال روزا لوكسمبورغ وكارل ليبنخت.

********************   

نضال روزا لوكسمبورغ ضد الحرب من داخل «الأممية»

وسام سعادة*

... آخر تأثير سياسي حقيقي لروزا لوكسمبورغ ضمن إطار «الأممية الثانية» تمثل في نجاحها في المؤتمر السابع لـ«الأممية الثانية» (شتوتغارت، آب ١٩٠٧) بإدخال تعديل على الاقتراح المقدم من القيادي التاريخي في الاشتراكيّة - الديمقراطية الألمانية أوغست بيبل بخصوص تنامي النزعة العسكرية في أوروبا. جاء التعديل ممهوراً بتواقيع روزا لوكسمبورغ والروسيّين «البلشفي» فلاديمير إيليتش لينين و«المنشفي» يوليوس مارتوف، وينص على أن «من واجب الاشتراكيّة - الديمقراطيّة عندما تقع الحرب النضال من أجل إيقافها بأسرع وقت ممكن، والسعي بأسرع ما أوتي من قوة لأجل استغلال الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تتسبب بها الحرب لأجل تحريض أعمق الشرائح الشعبية، وبما من شأنه تسريع الإطاحة بالسيطرة الرأسمالية». أمكن تمرير التعديل بعدما كانت مسألة الحرب بين الدول الأوروبية، والخطط الواجب اعتمادها من قبل الاشتراكيين حيالها، قد استأثرت بقسط  وافر من النقاشات في المؤتمر، إذ احتدم الجدال تحديداً بين المندوبين الفرنسيين والمندوبين الألمان.

كان الاشتراكيّون الفرنسيون منقسمين للغاية في ما بينهم، سواء بين الخط الرافض للمشاركة في الحكومات البرجوازية أو المسوغين للمشاركة، أو بين من يقلل من أهمية الرابطة الوطنية  شأن غوستاف هيرفيه في تلك المرحلة، وبين من ينظر إلى الأممية كتعاضد بين وطنيات، ويرى إلى الرابطة الوطنية بوصفها البيئة التي تنمو فيها الحركة العمالية بخصائص مختلفة في كل بلد. وهذه كانت وجهة جان جوريس وادوار فايان، الأخير من رموز كومونة باريس ١٨٧١، لكن سيتحول إلى أحد رموز «الاتحاد المقدس» مع البرجوازيّة الفرنسية ضد ألمانيا في حرب ١٩١٤. أما جوريس فبدأ نشاطه السياسي كنائب جمهوري  برجوازي، وتطور تدريجي نحو الفكر الاشتراكي، لكن اعتداله في هذا الفكر لم يمنعه من أن يدفع حياته ثمناً لموقفه المضاد للحرب عشيّة وقوعها إذ اغتاله قومي متطرف. في المقابل يقف غوستاف هيرفيه، رمز الجحود القصوي بالفكرة الوطنية، والمنادي بالتمرد في اللحظة نفسها الذي ينهمك فيها الجيش على الجبهة، فلم تمر بضع سنوات على مؤتمر شتوتغارت حتى انقلب رأساً على عقب على غلوه الأممي هذا، واستبق حرب ١٩١٤ بشعار «الدفاع الوطني أولا»، والتحق لاحقاً بالفاشية الفرنسية.

توافق رموز الاشتراكية الفرنسية في مؤتمر شتوتغارت على دعم فكرة الإضراب العام في وجه شبح الحرب. تبرم المندوبون الألمان، وعلى رأسهم بيبل، في المقابل، من عبثية المناداة بالإضراب العام لمواجهة المناخات الحربية. بيد أن بيبل لم يكن لديه ما يقترحه في المقابل سوى الدعوة الهلامية لـ«بذل ما في الوسع» كي لا تقع الحرب. وتعرض التزامه الأممي للطعن، وهو الذي برهن في شبابه عن تجذر هذا الالتزام، يوم حوكم هو ورفيقه فيلهلم ليبنخت (المخضرم - إذ كان إلى جانب ماركس وإنغلز في «عصبة الشيوعيين») في لايبزيغ عام ١٨٧٢، وكانا عضوين في الرايخستاغ، لتنديدهما بالغزو البروسي لفرنسا ووقوفهما إلى جانب كومونة باريس وضد ضم ألمانيا الموحدة للإلزاس واللورين، وسجنا لعامين ونيف. في حينه، استخدَم بسمارك هذه المحاكمة للتشهير بالاشتراكيين خونة الأوطان، الأمر الذي تكرس في قوانين الاستثناء ضد الاشتراكيين ١٨٧٨ - ١٨٩٠. لعبت فترة الملاحقة والتضييق هذه دوراً في تعزيز خطاب «الصراع الطبقي» داخل الاشتراكية - الديمقراطية الألمانية التي ظلت تتوسع وترتفع نسبة التصويت العمالي لها، بمثل ما فرضت نفسها بوصفها القوة الأكثر ثقلاً وتنظيماً في «الأممية الثانية» المؤسسة في باريس عام ١٨٨٩.

وقف بيبل ضد نزعة إدوارد برنشتاين «التنقيحية» الداعية إلى إحلال مقولة «التطور» مكان مقولة «الثورة» في برنامج الحزب، لكنه كان سياسياً أقرب إلى تمثيل «نقطة الوسط» في الاشتراكية - الديمقراطية إلى حين وفاته عام ١٩١٣. فقد تحول مع الوقت إلى موقف  «احترازي»، يريد تجنيب الحزب الجماهيري شديد التنظيم، والذي أخذ يتعزز فيه عديد الموظفين الدائمين في أجهزته ومؤسساته والنقابات التابعة له، أيّ اضطهاد سياسي أو أمني جديد، فضلاً عن الرغبة في الخروج من وضعية «النبذ» المستمر له بتصويره على أنه «عدو الإمبراطورية» سواء من قبَل البلاط والسلطة، أو من قبل الأحزاب الأخرى. وعندما فرض سؤال الحرب المقبلة على أوروبا نفسه أكثر فأكثر، كان بيبل من جملة الذين يشددون على أن «البربرية الروسية» تمثل خطراً وجودياً على الطبقة العاملة الألمانية، الأمر الذي من شأنه إفساح المجال لخطاب تسويغي للحرب.

كما يلاحظ جيمس مول «لئن كان بيبل وبقية الزعماء الاشتراكيين الألمان خائفين من روسيا، فإنهم كانوا يخشون أكثر سلطة الدولة الألمانية نفسها. لم ينسوا يوماً الاثني عشر عاماً من قوانين مكافحة الاشتراكية في ظل بسمارك». من هنا، ضاق بيبل ذرعاً في مؤتمر شتوتغارت بلهجة كارل - ابن فيلهلم - ليبنخت، الحادة ضد العسكرة، وأسف لأنه كان يعقد الآمال على هذا الشاب كي يكون في موقع قيادي مثل والده - علماً أن كارل انتخب لقيادة أممية الشبيبة الاشتراكية في مؤتمر شتوتغارت - لكن هذه اللهجة العنيفة من شأنها أن تستثير السلطات العسكرية البروسية. وبالفعل، بعد شهرين على المؤتمر، حوكم ليبنخت بتهمة الخيانة العظمى وسجن لعام على الكراس الذي كان أصدره قبل ذلك بعام «العسكرية والأنتي - عسكرية» الذي نقل فيه إلى الشباب العمالي الألماني تجارب الشبيبة البلجيكية والسويدية في النضال ضد العسكرة. كما يشير بول فروليش، كان لمحاكمة كارل ليبنخت في تشرين الأول ١٩٠٧ وقع الصدمة في صفوف الحزب، إذ كانت الملاحقات ضد  الاشتراكيين - الديمقراطيين نادرة في ذلك الوقت، بعد زهاء العقدين على انتهاء قوانين الاستثناء ضدهم. إلا أن نجم ليبكنخت ارتفع بعد تجربة السجن هذه، فدخل بعدها إلى لانغدتاع (برلمان) بروسيا عام ١٩٠٨، ثم إلى الرايخستاغ عام ١٩١٢. هذا في مقابل عزلة سياسية تعرضت لها لوكسمبورغ في السنوات التي أعقبت مؤتمر شتوتغارت، الأمر الذي يرده المؤرخ جيلبير باديا إلى موقفها في المؤتمر نفسه، من خلال التعديل الذي نجحت بتمريره هي ولينين ومارتوف على مشروع قرار الأممية بشأن الحرب الذي صاغ اقتراحه الأول أوغست بيبل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أستاذ جامعي وصحافي لبناني

 موقع مجلة (بدايات) – العدد 22 - 2019  (مقتطف)

*********************

الصفحة العاشرة 

اصدار

الإيقاع في الشِّعر الشعبيّ      

د. سعد ياسين يوسف

صدر حديثا للأستاذ الدكتور عبد الرضا عليّ كتابٌ نقدي جديد بعنوان (الإيقاع في الشِّعر الشعبيّ) وذلك عن دار العارف ببيروت ، وهو الكتاب التاسع عشر في سلسة الكتب التي أصدرها والّذي سبقه فيها كتاب (قيثارة أورفيوس، قراءات في السائد والمختلف).وسيشكّل هذا الكتاب إضافة إثرائية للدراسات الأكاديمية التي تناولت الشِّعر الشَّعبيّ برؤية نقدية رصينة ومصدرا مهما للباحثين من طلبة الماجستير والدكتوراه والمهتمين بالشِّعرالشَّعبيّ بوصفه جزءاً من التراث الشَّعبيّ الحضاري ومن ذاكرة المجتمع العراقيّ .وشكّلت مقدمة الكتاب التي كتبها أ .د عبد الرضا عليّ كشفا تأريخيا مهمّا وثّقَ من خلالها مسيرته مع الشِّعر الشَّعبي وسرّ اهتمامه به ، ولمحات مهمّة من مسيرته الحياتية والسّياسية والإبداعية .وجاء في مقدّمة كتاب (الإيقاع في الشعر الشعبيّ):

(قبلَ ستينَ سنةً، ونيِّفٍ من السنوات، وفي مرحلةِ دراستهِ المتوسّطة استهواهُ الشعرُ الشعبيُّ قبلَ أنْ يستهويَه أيُّ لونٍ أدبيٍّ آخر، وكان ذلك بسببِ مجموعةٍ شعريّةٍ اشتراها بـ ثلاثينَ فلساً من شارعِ الورَّاقين (السراي) المتفرّع من شارعِ المتنبِّي ضمن ما اشتراه من دفاتر مدرسيّة لتلك السنة.وحين عادَ لمنزلِ أُسرتهِ، وقرأ بعضَ نصوصِ تلك المجموعة سعُد كثيراً، فأعادَ قراءتها مرَّاتٍ، ثمَّ حدَّثَ عن تلك الأشعارِ ـ التي عالجت بعضَ مشاكل المجتمع العراقيّ على نحوٍ ساخرٍ ـ أهله، لاسيّما شقيقته الكبرى، فوجدَ منهم استجابةً محبَّبةً، ورضاً تامَّاً ، وتقبُّلاً مشجِّعاً.وكانت قصائد (للفوّال نوبة رحتله الجمعة) التي غنّاها بعد سنوات المنلوجست الراحل فاضل رشيد، و(للكاظم كَصدته طالب زيارة) و(زفّة أم عران) من القصائد التي استهوت أسرته مثلما استهوتْهُ، وكانت تلك المجموعة لشاعرٍ شعبيّ يظنُّ أنَّ اسمه محمّد، لكنّه لا يتذكّر الآن بقيّة اسمه، ولا حتّى عنوان المجموعة، فقد أكلَ السكّري جُلَّ ذاكرته، وأجهزت أسقامُهُ على ما تبقّى لديهِ منها).

******************

أوكتافيو باث

متاهة الوحدة واللهجة الشعبية

ريسان الخزعلي

اوكتافيوباث، شاعر مكسيكي معروف عالمياً، وكثيراً ما يوصف بأنه (عقل المكسيك الاكثر توقداً)..، كما انه ناقد ومفكر في الوقت ذاته وقد نال جائزة نوبل للآداب في واحدة من دوراتها . واضافة الى هذه المكانة الابداعية ، كانت له مكانة في العمل الدبلوماسي.

للشاعر مواقف نضالية وثورية ضد احتلال بلاده ، وقد شارك في الالوية الدولية في الحرب الاهلية الاسبانية عام 1937 والتي انتهت بتفوق اليمين عسكرياً ، وإثر ذلك هاجر الى باريس وتعرّف الى اندريه بريتون ليحيا مثقفاً سريالياً بعد ان تأثر بحركته السريالية ذائعة الصيت ، الا انه ظلَّ مسكوناً بالوحدة يشهر نقده حاداً صارماً حرّاً في وجه كل ما بدا له زيفاً ونفاقاً بما في ذلك عمليات القمع التي تعرّض لها الطلاب في موجتهم العارمة التي اجتاحت العالم عام 1968 واحتجاجاً على المجزرة التي ارتُكبت في مدينة مكسيكو بحقهم .

كتب اوكتافيوباث كل ما يمليه عليه شرطه الشعري والفكري ، بل شرطه الانساني ، وهو يفعل ذلك بحس وطني عالمي رائع لا يعرف الحدود ولا الجغرافيا والانتماءات على الرغم من انه كان ينطلق دوماً من مكسيكيته . أمّا الوحدة والصمت فهما صنوا منجزه ورفيقا شوطه .

ما تقدّمَ من فقرات ، وبتصرف محدود ، هو ما جاء في مقدمة كتاب ( متاهة الوحدة ) لأوكتافيوباث ، ترجمة الاستاذة نرمين ابراهيم عاجل  . ومما يُلفت الانتباه ، اشاراته الواضحة عن اللهجة الشعبية ودورها التعبيري لحظة التأمل في الانسان والتاريخ والدين والحُب والاسطورة . ففي الفصل الثاني من الكتاب ( اقنعة مكسيكية ) والذي يستهلهُ بأغنية شعبية : / ايها القلب الملتاع ..اخفِ اشجانك / ، يقول : تُجسد لنا اللهجة الشعبية الى أي مدىً ندافع عن انفسنا إزاء الخارج . وبذلك يمنح اللهجة الشعبية دوراً في المقاومة والتأصيل الاجتماعي الذي يمنح الخصوصية وبعضاً من الهويّة .

الشاعر مسكون بالوحدة ومتاهة الوحدة بدوافع لا تتعلق بما هو سايكولوجي أو مَرَضي ، وانما بفكرة الوحدة فلسفياً وفكرياً. وعن الوحدة وضروراتها يقول : كلما كبرنا استحال احساسنا الفطري هذا شعوراً بالوحدة ومن ثم وعياً بأننا محكومون بالعيش مستوحدين ، غير انَّ تجاوزنا وحدتنا واعادتنا الصلات التي كانت تربطنا ذات ماض ٍ فردوسي بالحياة لن يلغيا شعورنا بأننا مستوحدون . انَّ الوحدة شرط حياتنا نفسه ، تبتدئ اختياراً وتطهيراً لنا ، وبانتهائها يتلاشى ما نشعر به من برم ٍ وحيرة لأن ما ينتظرنا عقب الخروج من متاهة الوحدة هو الكمال واللقاء ، استقراراً وسعادةً وانسجاماً مع العالم . ثم يُضفي خلاصته عن اللهجة الشعبية قائلاً : جسّدت لنا اللهجة الشعبية هذا الازدواج حينما جعلت من الحزن صنواً للوحدة ، اذ انَّ لوعة الحُب هي لوعة الوحدة ، وان الولادة والموت هما تجربتان في الوحدة .

انَّ شاعراً ومفكراً وناقداً كبيراً ، حينما يمنح اللهجة الشعبية هذا الدور في الفعل الثقافي الأدبي ، وهذه الفاعلية في التجسيد، يجعلنا نتلمس من جديد الطاقة الكامنة في لهجتنا الشعبية كي ندافع عن انفسنا إزاء الخارج كما فعل اوكتافيو باث...

*************

گلب مصيوب

كامل العامري

اما آن للسيوف .....ان  ترسم حروف الحب على الارض

......

شمعاتي ابحلاة الشوك ...

بشفاف الملامة اتموع

وآنه اويه السهر مزروع

اخطن بالدرب تذكار ....

سهمين وكلب مصيوب

وتنطر تهل اطيوف ....

لن طرة الفجر ..

مزنه وتكت حالوب

ولن رمش العيون اسيوف

وتحملت ما كوليش للشامت ...

ركد ثوب الصبر وتفرهدت روحي

ولاذليت جلماتي ....

ودرت عيني على امراية أمس

من زادنا جروحي ولافزيت مرعوب وطفح خوفي

يهذا آنه

هذاك آنه

أشيلن زاد عمري ابراحة اجفوفي

ولك يازهرة ايامي...

تعال وزوك الجلمات ...

من حمرة شفايفنه

تعال ولاتضيع العرف ...

وتضيع سوالفنه

ولك ماجن غرك شوفي ابوسط عينك !!

ولاجن كحلتي مرت على اجفونك !!

ولاجن خلف الماضي ...

حرف من ذيج دنيتنه ولياليهه !!!

ولاطرز عشكنه الفات ...

تذكار بحواشيهه !!

يشدعي اعليك ...

ومن ادعي ...

ترد لي دواعي ورد ليهه

يامن عيني تتمناك ...

صفصافة محنّه اتخيم اعليهه.

*************

جنت أظن 

ضياء محسن

جنت أظن الليل مهرة

 وبيها اوصل مشتهاي واعبر الدنيا مرح

وجنت أظن الگمرة طيف اتسير اعله إعيوني لو شح الفرح..

وعلمت كلبي  يكض النار كضات الغشيم وعفته مرات انجرح

 والله حسبالي الوكت يضحكلي تالي..

 ومن بعد هذا المطر الكه القزح

 ياهلي الدنيا نستني

 وطيفكم وي عيني شح

 توني لميت الحزن وتبده مني

 توني كصيت التذاكر ردت اجيكم ردت اغني

ردت اكلكم ياهلي الدنيا مسافة

 وبيها ضيعتوني مني

 ردت اكلكم

 انتو والدنيا ترى الخيبتو ضني

 ياهلي برودة جفاكم مو مثل برد الشته

ياهلي الضيع دربكم روحة تبقه مشتته

 ردت اكلكم

 فايضه الروح ابحزنها وباهته امروز الهله

لاكو باب لجف حنيني ولا عذب فيكم عله

وينكم طش الحزن وتفگدتكم

 اخ لو تدرون بيه اشردت اگلكم..

 ردت اگلكم..

 يا بعدكم

 ياحزنكم

 ياتعبكم

 انتو بعتوني أشكثر بس مابعتكم

 انتو صغتوني اعله كد أحزانكم وتوسلتكم

***************

زخّة فرح

سامي عبد المنعم

كل ليلة ..

أزفلك كل قناديلي

وأضوي إشموع

أطش واهس الملگه

إبكل كتر بالبيت

أغنيلك نغم مجنون

أبد ما مّر عله أوتار

وأحضّر كلشي الجيتك

وأحسبك جايني خطار

إتعرّس كل شبابيچي ..

إذا سمعت خبرملگه

ولوچذاب

زخّة فرح تاخذني ..

وأعلّگ گلبي

تباعة ذهب عالباب 

أحير ...

إبيا زويّه وياك أكعد

حتّه أسولفلك على الفرگه

أمس شافوك ..

ترسم عله گلبي

هموم كلفه 

إتزيد الدگات

بس دگات من دگات

ودگاتك هواي ..

الفرهدن عمري

كلشي إمنهد فرگتنه

إبغيابك مات ..

لو تدري إشكثر بجفاك

شفت إمنلزمن صدمات 

حته الأمنتله أسرارگلبي

طلع بد ذات

كلما أحچي بسمك

يضحك إبسن الشماته

وإيگلّي إنطوّه ومات

كل ليلة گبل نومي ..

أرسمك عالمخدّة

إطيوف سهرانة

ياخذني النعاس ..

وما يمّر طيفك

وأنشد النوم اليجيبك

إيجاوبني بچي الحايط

طفل مفطوم

وجفن عاشگ امساهر

ما يجيله النوم

مرٌه سهرت النجوم

الغاد من الليل

خاف طيفك يجفل امن النوم

طفيت الشبابيچ التنطرك..

والحچي .. واللوم

تدري اشكثر ..؟

شايل من زماني إهموم

كلها اهموم ..

بس همك يصحي النوم

ياخذني اعله جرفك

شفه عطشانه وجرح ملچوم

شمالك ما تجيني ابنوم ..؟

شمالك مو كتلني اللوم

ما بياش حيل اليوصل البابك

حتى اكت اغيوم

اريد انساك...

صدگني أريد أنساك 

بس اشلون ...؟

وانه ابكل مكان الگيك مرسوم

********************

الصفحة الحادية عشر

اتحاد الادباء.. ثمار الكتب

يواصل الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق اصدار منشوراته بشكل دائب ومن احدث ما صدر:

- من اصداء الماضي/ مذكرات د. شجاع مسلم العاني/ سيرة.

- اعوذ بعشقك من المكائد/ شعر/ علي حنون العقابي.

- التراث الشعبي/ تعليم وتفكير/ للراحل: د. خليل محمد إبراهيم.

- أوراق لخريف العمر/ رواية: تحسين علي كريدي.

- جذوة نوفمبر- قصص/ ايمان كاظم.

- هل يعود البنفسج/ ترجمات للحب والحرب/ شعر: نوفل هادي الحمداني.

- تمثلات السرد القصصي/ قراءة في نماذج عراقية/ أ. د. خليل شكري الهياسي.

**********

الشعر والسرد / التخلص من الأحزمة

حميد حسن جعفر

لم يكنْ الشعرُ إلّا أولًا..

و إنَ السردَ لم يعد إكتشافاً معاصراً، بعد أن أثبتتْ الدراساتُ لأوليات التكوين البشري -الحفريات -الرقم الطينية- الملاحم /كلكامش -قصة الطوفان -إن الشعرَ كان سرداً، وما كان السردُ إلّا شعراً، حيث التداخل يشكل فعلاً ملزماً،

عبرَهكذا تكوينات استطاع الكاتب العراقي الأول ان يبتدع العديد من المنجزات الإبداعية لا على المستوى المحلي /العراق فحسب بل على مستوى الثقافات والحضارات المكونة للتشكيلات البشرية الأخرى،

حضارة وادي الرافدين، حضارة وادي النيل، ومجموعة حضارات الشعوب والأقوام الآسيوية،

ولأن الشعر كان وفي الكثير من الأحايين بالنسبة لمنظومات الدولة وسلطاتها هدفا معادياًعبر بحثه عن الإختلاف والمغايرة وبثه للقلق، وأسئلته، استطاعت هذه السلطات ان تسلبه العديد من افعاله وحراكه وسعتْ الى تحويله في بعض مفاصله الى حنجرةٍ تصدح بما يريد منها -الزعيم، أو السلطان، او الأمير أو الفئة التي ينتمي اليها، فلم يكتفِ الناثر الديني (الخطيب، إمام الجامع، الكهنة، المبشر، الراهب، الروضخون ) من إدانة لغة الشعر، بل أخذ منه اجمل ما في اللغة، ألا وهي الشعرية، ليضع ما يقوله هو في المقدمة، وليأتِ ما تبقى من الشعر من بعد ذلك، عند هذه النقطة فقد الشعرُ أهمَ مرتكزاته في البقاء، وأعني بها حرية الشاعر في القول، وليقف في مؤخرة إهتمامات المتلقي، /السامع سابقًا والقاريء لاحقاً، وليصبح الشاعرُ الناطق الاعلامي الرسمي للقبيلة، والسلطة، والدولة، ولتحول القصيدة الى مزمار سحري يدخلُ الجموع البشرية الى ساحة الحرب وميادين القتال راجلةً ً، ولتخرج منها محمولةً الى مثواها الأخير، وليصبح الشاعر بوّاقاً، ولتتخلى القصيدةٌعن وظيفتها الأُولى التي وِجدتْ من أجلها، او التي قالها الإنسان /الأول /الساحر شفاهياً، بل وحتى التي كتبها اسلافنا تدوينياً،

تلك الوظيفة التي دخل الشاعرُ في بهاء هندستها، ألا وهي البحث عن الحياة الأخرى، الحياة /الحلم،

حيث دلمون وإرم،

حيث اليوتوبيا والمدن الفاضلة،

 حيث لا قمع، ولا الغاء، ولا أسلحة دمار شامل،

ومن أجل أن يظل الشعر حالة يقظةٍ، حالة تهشيمٍ للثوابت كان الشعراءُ أول الراكبين الى حيث المغامرة، وصولاً الى اللجة، حيث لا قيامة سوى المغايرة، حيث تتحول القراءةُ الى فعل محايث لفعل الكتابة،

وليعودَ الشعرُ بصورةٍ عامةٍ-ذاك الذي ابتدعته بدائيةٌ مهذبةٌ- الى أولياته، الى فضاء الحرية، والتخلص من أدران السلطات، ومن طفيليات أصحاب القرار من الزعامات والقيادات، والفرق التي تدعي نجاتها من الغرق،

٠٠٠٠٠٠

إن ظهور السرد ثانيةً، وإنتمائه الى الوجود الثقافي استطاع عبر هذا الظهور أن ينتجَ مساراتٍ للحالة التدوينية التي برزت ببروز عصر البخار، وعصر الطباعة، هذا العصر الذي وفر للرواية بصورةٍ عامة، وللقصيدة بصورة خاصةٍ فضائاتٍ يتحول عبرها المتلقي /السامع ، الى متلقٍ/قاريء،

عبر هكذا مشروع تقني /طباعي إستطاع الشعرُ والشعراءُ. من الإستفادة من المنجزات الابداعية لسواهما من المبدعين والأجناس (الفنون التشكيلية، السمعبصرية، المسرح، التاريخ، الدين، الحفريات الآثارية) ليتخلصَ من سكونية اللغة المسلوبة الحراك، ويحولها الى عبر هكذا مسارات تعتمد الاختلاف الى منتج للتحولات، ولتنفتح القصيدة على اشكال ومعماريات متعددة وولودة من الكتابات، ولتتخلص من حزام العفة التي البسته إياها السلطة القامعة حفاظا ً عليه من فعل الخيانة المتمثل بخلق حالة تضاد مع المحرمات والممنوعات،

، ، ،

هكذا يتصور اصحاب السلطات الذكورية من إن الانثى /اللغة يجب أن لا تخرج عن فضاء - وما ملكت أيمانكم -أي يجب أن تظل اللغة منتميةً كمفصل -من مفاصل الملكية الخاصة - منتميةً إلى ممتلكات الفحل/المذكر،

****************

نصّان

كولالة نوري*

ولكن شُبّه لي

النسيانُ

ببساطة، هو إطفاء الضوء

أمام حنين شقي يتلصّص بخبث

من ثقب ما في القلب.

وهو، فتحة صد لباب أمام العاصفة

لتقلَبنا ونتفطر بعضنا.

النسيانُ

صمت مفرط وفخور،

وعزلة وردة.

تقيٌّ جديد يعانق البرد عن طيب خاطر

كشريك في رقصة التوحد.

والنسيان،عبثيٌّ في العشرين

يملأ جسده بوشم مكرر:

الغواية..الغواية...الغواية

النسيان أيضا

ورقة رابحة

في كومة من تذكَر مرتّب

حسب أصول اللاوجع،

والنسيان

فصولي التي تتغيبُ عن ألوانها

وتبقى كفلم طويل بالأبيض والأسود

يذكرني ببرنامج وثائقي.

لكن شُبّه لي..شبّه لي...

فالنسيان

زر عاطل لا يطفِئك

وسعة قلب على مقاس عينيك.

وعاصفة خرقاء تتخطاني لتدق بابك.

وهو صرخة وردة تمزقني،لأتعدّد

كل واحدة تقودني إليك.

وبعد،هو جلد تقيٍ كَفَر

ليحترق أكثر من مرة.

والنسيان الورقة الغائبة

للاعب محترف في يومه السيئ.

طبعة منقحة

المساء طبعة أنيقة

لنساء يتفحصن دقائق المنزل

أكثر مما يتفحّصْن قلوب المنزل،

وهي تتدحرج نحو الباب .

والمساء طبعة مُملّة

لمن يصرفه في مراقبة الضوء

الساطع من منزل مجاور،

والمساء المصاب بأرق الأمهات المزمن

طبعة منقحة عن العراق .

- هل ستبقى طويلا بعد نهاية العرض ؟

إلى: كل دكتاتور غادر ومن تبقّى منهم

تُعَدِّد الفراغ

وتحمِّل الكراسي كل هذا الخلوّ .

تنتظر أمام الستارة المغلقة،

تنسى أن للعرض فصولا ومواسم.

وحيد إلّا من الطرق الواضحة نحو الباب.

تصفّق خارج المتن

علّهم يسمعون الصدى،

ولا يلتقطه إلّاك.

كم غزوة صمت تداهمك

لترفع راية الفهم في أنّك متروك هناك؟

وأنت تحرّك المقاعد باحثا عن أزرار قلبك

التي وقعت تحت هياج تاركيك،

تلتقط آخر زجاجة نشوى

ترفعها في وجع وجهك

فتقابل سقفا بعيدا

ومساحات واسعة لم تعد طوع خيالك.

-----------------------------

*شاعرة كردية تقيم حالياً في امريكا.

********************

قصة قصيرة

عازفة البيانو

حسين المندلاوي

بدت المدينة في ذلك النهار وكأنها سقطت تحت سطوة الإرهاب  .. إطلاقات نارية تسمع من كل مكان فيما الشوارع المهجورة غارقة في خوف وحذر ومع كل هذا لم أشعر بأننا أصبحنا رهائن ولم يراودني احساس بالخوف ولم أفكر  حتى في الرحيل من المدينة ..

من نافذة المكتب لاحظت سيدة مسنة تترجل من سيارة حديثة ثم تحاول فتح الباب .. أسرعت وفتحت لها الباب .. قالت: أنها جاءت من بغداد لمقابلتي وهي تأمل مني أن أساعدها في العثور على رفاة ابنها .. ثم أضافت :

ـ أنا أدرك ان أجلي قريب ويعز علي أن أموت وأدفن في قبر فيما عظام أبني الوحيد لم تزل عارية في البراري ..

لما رأت الدهشة في عيوني أخرجت صوراً من حقيبة يدها وسألتني : أن كنت التقيت هذا الفتى..

الصور أعادتني سنين طويلة الى الوراء إلى زمن الحرب وليلة الهجوم على مندلي .. كانت ليلة صعبة .. سحب الدخان ورائحة البارود تخنق الأنفاس فيما القنابل الثقيلة تهز جدران البيوت .. في تلك الأوقات الصعبة لمحت جندياً يمر من شارعنا َ.. لحقناه انا وأحد الأصدقاء ..كنا نريد أن نعرف منه شيئاًً  عما يدور هناك لكن َملابسه المغطاة بالوحل أوحت لنا بكل شيء .. أدخلناه البيت وجففنا ملابسه ثم حذرناه من فرق الأعدام ونصحناه أن يعود إلى وحدته لكنه رفض قائلاً: ان والدته ستموت أن حدث له شيء ..

أعدت الصور للسيدة وتحدثت لها عن لقائي بالفتى في تلك الليلة  .. قالت السيدة التي لا تزال تحتفظ ببقايا جمال قديم :

ـ بالصدفة قرأت القصة التي نشرتها مؤخراً ومن السطور الأولى عرفت أنها تخص ولدي ثم تأكدت عندما ذكرت شيئأً عن ظلال عينيه .. تلك الظلال كانت علامة مميزة في  وجه ولدي ..

كنت نشرت تلك القصة قبل أيام في جريدة “طريق الشعب” وهي تدور حول جندي يافع هرب من ساحة المعركة .. أمسكت السيدة معصمي بيدين مرتعشتين ورجتني  أن أذهب معها إلى أي مكان يمكن ان تجد فيه رفاة ابنها ..

في تلك الفسحة الضيقة من الزمن تموجت أفكار كثيرة في ذهني لكني قررت  الذهاب  معها على الرغم من مخاطر الطريق ..

في السيارة لم أشأ أن أتحدث معها كثيراً كنت منشغلاً بمخاطر الطريق وهواجس تلك الليلة العصيبة .. في مندلي هب أناس كثيرون للمساعدة .. رعاة وفلاحون في   قرى بعيدة ذهبوا معنا إلى مواقع وجدت فيها جثثاً مجهولة وأناساً من اهل المدينة عاشوا أحداث تلك الليلة لكن عنصراً من الأمن السابق أخبرنا بأنه كان مكلفاً بمراقبة صبري المصور لأنه كان يتحدث عن الجثث المجهولة .. بحثنا كثيراً عن صبري المصور وعندما التقيناه شعرت السيدة بأنها أصبحت قريبة من رفاة ابنها ..

أخبرنا المصور بأن مصطفى الخياط قام سراً بدفن كثير من تلك الجثث حيث كان يخرج بعد منتصف الليل ليحفر قبراً أو ليدفن جثة وأخبرنا المصور بأن مصطفى مريض ويتلقى العلاج في الخارج ..

عندما عاد مصطفى ذهبنا اليه .. تحدث مصطفى لنا بإسهاب عن الضحايا وعن الفتى اليافع ثم سلم السيدة متعلقات ولدها .. ساعة يدوية وخاتم ذهب ونقوداً قديمة عليها أثار دم اسود أضافة لهويتين مدنيتين ورغم ضعفه ذهب معنا إلى حيث دفن الفتى اليافع ..

على ربوة في ظل شجرة وحيدة بنى مصطفى مقبرته ..هناك وضعت السيدة خدها على القبر ثم اغمضت عينيها .. كانت تهيم مع ولدها في دنيا بعيدة فيما أصابعها تتلمس ثنايا القبر ..

انحناءات يديها وانثناءات أصابعها على القبر لفتت نظري .. كنت احدق بتمعن في تلك الأصابع الطويلة ونهايتها الدقيقة وهي تتحرك على القبر ويقين صار يترسخ عندي بأن السيدة كانت في يوم من الأيام عازفة بيانو.

******************

الصفحة الثانية عشر 

إصدار

عدد جديد

من “الثقافة الجديدة”

حاليا في المكتبات العدد (421) أيار 2021 من مجلة “الثقافة الجديدة” بنسختها الورقية.

ويمكن للقراء تصفح النسخة الالكترونية من العدد أو تحميلها كملف “بي دي اف” من موقع الحزب الشيوعي العراقي.

****************

خارج النسق

نحن ومرحلة

بيكاسو الزرقاء

عبد جعفر

كانت جداتنا ينهين حكاياتهن دائما بأن أبطالها (عاشوا عيشة سعيدة) ونحن فرحون بهذه النهاية رغم توقعنا لها، غير أن واقعنا اليوم لا يشبه حكايات الجدات، فهي مصائب تأتي دفعة واحدة وليست فرادى، وهي مستمرة  مثل المسلسلات التي لا نهاية واضحة لها، وأبطالها  - نحن - نعيش حياة تعسة جدا، فحنطة الفلاحين تحرق في موسم الحصاد، وتركيا تحرق قرى وبساتين دهوك، وأزمة مياه تلوح بالأفق، والكهرباء غائبة في هذا الصيف اللاهب، وألف مليار دولار من خزينة الدولة  قد أهدرها الفساد، كما يقول رئيس الجمهورية، و تزوير الانتخابات على الأبواب، والمرشحون يفتتحون موسم حملاتهم بترقيع الطرق وتوزيع الرشى، و أجنحتهم السرية تواصل اغتيال الناشطين، وايران تتبنى  مجموعات سرية في العراق كما  تذكر تقارير، وإعلان ذي قار كمحافظة منكوبة، وكردستان تضيق الخناق على العمل الصحفي، ولجنة النزاهة البرلمانية تؤكد وجود تدخل سياسي لمنع فتح ملفات فساد الوزراء والمسؤولين في الحكومات السابقة، والحيتان الكبيرة تخطط لابتلاع منتزه الزوراء، والمصائب لن تنتهي وهي عديدة ولا حصر لها وموجودة في كل المجالات من التعليم والصحة والخدمات ومعيشة الناس وغيرها، فأين يولي العراقي وجهه يجد الأبواب مغلقة أمامه وكما يقول المثل ( الفگر تطلعه حتى بالكرشه عظمه).

نحن إذن في المرحلة الزرقاء، وهي الفترة التي مر بها الفنان بابلو بيكاسو في بداية عام 1901 بعد انتحار صديقه الفنان كارلوس كازاجيماس، أذ جسدت اعماله التي خرجت باللون الأزرق والاخضر المائل للزرقة، البؤس، المصائب الحزن، الفقر.

وقد خرج بيكاسو بعد حين إلى المرحلة الوردية وبدأ يستخدم الألوان المفرحة والحارة. ولكن عراقنا الحبيب غير مقدر له أن يحقق ذلك، فألوان شوارعه متربة، تعلو أطرافها ووسطها المزابل، وسماؤه غير صافية من الغبار، وقد تساءل أحد الرسامين الأجانب كيف يستطيع الفنان العراقي عمل ألوان في لوحته في هذا الجو المكفهر؟! والتموجات الغرينية لنهر دجلة تختفي بسبب اليباس، والأقنعة التي تغطي وجوه المسؤولين أخذت تتشابه، وتبدو وجوه المواطنين كطين مفخور من لهب الحر والتعب والأنين، وأمهات الشهداء الذين اغتيلوا تملأ عيونهن الدموع ويتساءلن: بأي ذنب قتلتم أولادنا؟

القوة المسيطرة عمياء، لا تعرف الألوان وتراها كلها متشابهة ماعدا لون دمنا المسفوح من أزلامها بالشوارع. فمن يتبع الخيط الأحمر النازل من جرحنا كي يضع الضماد؟

********************

في مقر شيوعيي الهندية

“أحلام في وسط النار”

 دعما لشباب انتفاضة تشرين

الهندية – غانم الجاسور

ضيّفت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بكربلاء، أخيرا، الشاعر والكاتب صاحب سعد الخفاجي، احتفاء به في مناسبة صدور مجموعته الشعرية الموسومة “احلام في وسط النار”.

حضر الجلسة التي التأمت على “قاعة انتفاضة تشرين” في مقر المنظمة، جمهور من الأدباء والمثقفين ومحبي الشعر، فيما أدارها الشاعر والتشكيلي حاتم عباس بصيلة الشافعي.

في بداية الجلسة، رحب سكرتير المنظمة الرفيق هادي عودة الكفري، بالحاضرين والضيف، وقال انه من الجميل أن نلتقي أدباءنا ومثقفينا، ونتواصل معهم في مختلف الظروف.

وبعد أن ألقى مدير الجلسة، الضوء على سيرتي الضيف الذاتية والأدبية، تحدث الأخير عن مجموعته الشعرية الجديدة، وقال انها تحمل “احلاما عراقية تمنى المواطن تحقيقها ولا يزال، منذ فترة الاحتلال الأمريكي حتى حقبة الحكومات الفاسدة”.

وأضاف قائلا، أن المجموعة ضمت قصائد وطنية داعمة لشباب انتفاضة تشرين، كان قد كتبها في ظل أجواء ثورية ملتهبة بين عامي 2019 و2020، وعكس فيها الصعوبات التي يعيشها العراقيون بسبب الأزمات التي خلفتها حكومات المحاصصة الطائفية.

وتطرق الخفاجي إلى الراهن العراقي وما يحمله من اضطرابات على مختلف المستويات، ومن بينها المستوى الأمني، حيث ظهور المجاميع المسلحة المنفلتة والعصابات التي تقوم باختطاف الناشطين والمتظاهرين السلميين وتغييبهم أو قتلهم. كما أشار إلى الظروف الاقتصادية الصعبة، والواقع الخدمي المتردي من جميع النواحي، وكيف ان ذلك كله انعكس في قصائده.

وفي سياق الجلسة قرأ الضيف مختارات من قصائده التي ضمتها مجموعته الجديدة. ليقرأ بعدها الناقد بسيم السعيدي ورقة نقدية عن المجموعة. فيما قدم الشاعر عماد الدعمي والتربوي علي عبد الحسين والحقوقي رزاق جليل، مداخلات عن تجربة الضيف الأدبية. 

وفي الختام، وقع الخفاجي نسخا من مجموعته الشعرية ووزعها على الحاضرين.

******************

محلية الكرخ الثانية توزع سلات غذائية على الفقراء

بغداد – مهدي العيسى

وزعت لجنة الشهيد سلام عادل الأساسية/ اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية، السبت الماضي، سلات غذائية على العديد من العائلات الفقيرة.

ضمت السلات، التي جاءت تبرعا من صديق الحزب كاظم الكعبي (أبو شمس)، مواد غذائية مختلفة.

وتأتي هذه المبادرة ضمن مبادرات التكافل الاجتماعي التي يواصل الشيوعيون إطلاقها، وذلك بهدف دعم الشرائح الفقيرة وذات الدخل المحدود، التي تضررت كثيرا بسبب الأزمتين الاقتصادية والصحية.

*******************

الدراما الرمضانية العراقية 2021

حضور شبابي لافت وتنوع في المواضيع

بغداد - وكالات

أثارت الأعمال الدرامية العراقية خلال الموسم الرمضاني الأخير، الكثير من الاهتمام والجدل محليا. إذ تنوعت مواضيعها بشكل غير مألوف سابقا – وفق ما يؤكده نقاد فنيون.

وتناول بعض الأعمال، أحداثا سياسية واجتماعية، بضمنها احتجاجات تشرين، مثل مسلسل "العدلين" الذي قدم سردا لتطور الأحداث الميدانية في التظاهرات وسقوط الضحايا. كما لمّح إلى تورط أطراف سياسية في استهداف المتظاهرين.

وكان بين الأعمال التي عرضت، مسلسل "المنطقة الحمراء" الذي يسرد قصة سياسيين متورطين في تهريب الآثار. فيما تناول عدد من الأعمال قصة دخول إرهاب داعش إلى مدينة الموصل، فضلا عن مسلسلات أخرى غلب عليها الطابع السياسي، مثل "كمّامات وطن" في موسمه الثاني، و"بنج عام" في موسمه الثاني أيضا، إلى جانب مسلسلات كوميدية لقي بعضها ترحيب الجمهور، وانتقاده أحيانا.

وكانت القضايا الاجتماعية حاضرة أيضا عبر مسلسلات عدة، مثل "طيبة"، ومسلسل "أم بديلة" الذي شارك فيه فنانون لبنانيون.

نهضة درامية

يرى المخرج والأكاديمي حكمت البيضاني، أن هذا الموسم الرمضاني تميّز في غزارة إنتاج الأعمال الدرامية العراقية.

ويشير البيضاني في حديث صحفي، إلى وجود ما يعتبرها "نهضة درامية" ستنعكس على بقية المواسم، وستكون مرتبطة بالميزانيات التي تنفقها المحطات على المسلسلات، مضيفا أن "العراق يفتقر إلى صفة المنتج. فالشركات والمؤسسات التي تنفذ الأعمال الدرامية تخضع لسلطة القناة واشتراطاتها والمواضيع التي تريدها".

ويؤكد أنه متى ما توفرت العناصر الإنتاجية - وفي مقدمتها المال - سيتحسن الإنتاج بكل مفاصله، كالتأليف والإخراج والتمثيل.

اتساع مساحة النقد

أحدثت منصات السينما والتلفزيون خلال السنوات الأخيرة، الكثير من التغيير في المزاج الفني للعراقيين. وبحسب الفنان علي فاضل، فإن الجمهور صار يريد أعمالا عالية المستوى، مبينا أن مساحة النقد اتسعت، ومواقع التواصل الاجتماعي اتاحت فرصا كبيرة أمام الجمهور لإبداء رأيه في الأعمال المقدمة.

ويرى فاضل، في حديث صحفي، أن "صناعة الدراما في العالم كله تمر اليوم بأزمة، لأن كثرة الأعمال خلقت صعوبة في إقناع المتلقي الذي يمتلك خيارات كثيرة ومتعددة".

يوميات مشبعة بالسياسة

من جانبه، يقول الناقد الفني حيدر النعيمي، أن الدراما العراقية شكلت حضورا جيدا هذا العام من حيث غزارة الإنتاج وكثرة الوجوه الشابة، لافتا إلى أن زيادة أعداد القنوات التي تنتج الدراما خلقت تنافسا قويا. وحول كثرة حضور السياسة في الدراما، يلفت النعيمي إلى أن "العراق يعيش أحداثا سياسية باستمرار. لذا فإن تفاصيل الحياة اليومية فيه مشبعة بالسياسة، ومن الطبيعي أن تنعكس على الأعمال الفنية".

حضور شبابي قوي

وكان واضحا في دراما هذا العام، حضور الممثلين الشباب والوجوه الجديدة، ما أعطى جرعة أمل لدى محبي الدراما بإمكانية تطورها بشكل أكبر لاحقا. وبهذا الصدد، تتوقع الممثلة زمن علي، أن تدخل المسلسلات العراقية قريبا في منافسة مع الأعمال العربية، وذلك بوجود مجموعة من الفنانين الشباب الطموحين.

********************

لجنة لمتابعة الأوضاع الصحية للمبدعين

بغداد – تضامن عبد المحسن

شكلت وزارة الثقافة، بإشراف وكيلها عماد جاسم، لجنة لمتابعة الأوضاع الصحية للمبدعين، فنانين وأدباء ومثقفين، ممن تستدعي حالاتهم الدعم.  وضمت اللجنة التي يرأسها رئيس جمعية الموسيقيين العراقيين د. كريم الرسام، ممثلين عن دوائر السينما والمسرح والفنون العامة والشؤون الثقافية العامة. وفي تصريح له، ذكر وكيل الوزارة عماد جاسم، أن طبيعة عمل هذه اللجنة تتمثل في متابعة الأوضاع الصحية للمثقف العراقي، وذلك بالتنسيق مع النقابات والجمعيات والاتحادات المعنية، مبينا أن اللجنة ستمنح لها صلاحيات المتابعة الدقيقة للمرضى، وتسهيل إجراءات علاجهم، كما ستعمل على تسهيل تواصل عائلات المثقفين مع وزارة الصحة وغيرها من الوزارات المعنية.

*********************

في كربلاء

الابتزاز الالكتروني

 مخاطره وسبل الوقاية منه

كربلاء – طريق الشعب

عقد “مركز باهرون” الثقافي في كربلاء، بالتعاون مع “ملتقى خان النخيلة” الأسبوعي، أخيرا، ندوة حوارية حول الابتزاز الالكتروني ومخاطره وسبل الوقاية منه.  وضيّف المركز في ندوته التي عقدها على حديقة مقره، المقدم في الشرطة المجتمعية د. علاء عزيز أحمد، الذي تحدث عن جرائم الابتزاز الالكتروني ومخاطرها على العائلات العراقية، متطرقا خلال حوار أجرته معه المحامية كوثر كاظم ناصر، إلى سبل كفيلة بالوقاية من الابتزاز وعدم الوقوع في شراكه. وأشار إلى أهمية توعية الأبناء بكيفية استخدام الانترنيت بالشكل السليم، فضلا عن حث الآباء على استيعاب أخطاء أبنائهم حال وقوعهم في شباك الابتزاز، برحابة صدر، من أجل تسهيل مهمة القبض على الجناة.  ولفت د. أحمد، إلى ضرورة أن تتعاون الشرطة المجتمعية مع رؤساء العشائر، وتدعوهم إلى حث الآباء على عدم التعصب تجاه أخطاء أبنائهم، بما يساهم في الحد من استفحال الظواهر السلبية. ثم زوّد الحاضرين، من مثقفين ومهتمين في الشؤون الاجتماعية، برقم الخط الساخن (497)، من أجل الاتصال عليه حال التعرض لأي ابتزاز الكتروني.   وتخللت الندوة، مداخلات دعت في جانب منها إلى توفير شرطيات نساء في مراكز الشرطة المجتمعية، كي يتواصلن بسهولة وانسيابية مع بنات جنسهن ممن تعرضن لابتزاز، الأمر الذي يخفف من الإحراج في التصريح بالمشكلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في ناحية “جديدة الشط”

*****************

بطولة كرة قدم

على شرف عيد الشيوعيين

بعقوبة – طريق الشعب

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ناحية “جديدة الشط” بمحافظة ديالى، بالتعاون مع اللجنة المحلية للحزب في المحافظة، بطولة كرة قدم على شرف الذكرى الـ 87 لميلاد الحزب.

شارك في البطولة التي أقيمت على الملعب الخماسي وسط الناحية، 8 فرق شعبية، لعبت مبارياتها وفق نظام “التسقيط الفردي”. وقد كانت المباراة النهائية بين فريقي “النسور” و”حي السلام”، وانتهت بفوز الأول على الثاني. وفي الختام، تم توزيع كؤوس البطولة على الفريقين الفائزين بالمركزين الأول والثاني، وعلى أفضل لاعب وأفضل منظم مباراة، فضلا عن الحكام. كما وزعت الميداليات على جميع اللاعبين المشاركين. وتناوب على توزيع الكؤوس والميداليات، كل من سكرتير اللجنة المحلية الرفيق ثامر سعيد، ونائبه الرفيق محمود العزاوي، وأعضاء اللجنة المحلية الرفاق جليل إسماعيل وجبار أبو مقدام وعلاء فزع، فضلا عن الرفيق حمزة سلام.