اخر الاخبار

الصفحة الأولى

رائد فهمي: لا تغيير يرتجى مع استمرار منظومة المحاصصة والفساد

بغداد ـ طريق الشعب

في حوار شامل أجراه الزميل محمد البغدادي ونشرته جريدة “الشمس”، أكد الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، إن منظومة الحكم في البلاد تعاني بالأساس من أزمة ذات طابع بنيوي تتمثل بنهج المحاصصة الطائفية والإثنية المعتمد في بناء الدولة وتقاسم سلطاتها ومنافعها، وهو في المطاف الأخير السبب الرئيس للفشل في بناء مؤسسات دولة رصينة وفي الأداء وفي استشراء الفساد فيها وتردي الخدمات وتعمق ممارسات “الدولة العميقة”. وكون حكومة السيد السوداني انبثقت من تحالف سياسي يتبنى نهج المحاصصة ويعتمده في توزيع مواقع المسؤولية واستخدام وتوظيف موارد الدولة، الأمر الذي يضع سقفا واطئا لما يمكن أن تحققه حكومة السيد السوداني في محاربة الفساد، وإصلاح مؤسسات الدولة والنظام المالي والمصرفي وإزالة مختلف أنواع التجاوزات على ممتلكات الدولة والمواطنين، وضبط المنافذ الحدودية. كذلك ضبط الجماعات المسلحة وحل المكاتب الاقتصادية للأحزاب التي تستحوذ على معظم المشاريع الحكومية.

وقال انه بعد ما يقارب العقدين من التغيير، نجد أن سيادتنا لا تزال مثلومة واقعا، وخرقها من قوى خارجية، إقليمية ودولية، مستمر. وعلى الصعيد الأمني، تحقق نجاح كبير بفضل تضحيات أبناء شعبنا في قهر تنظيم داعش الإرهابي، ولكن الإرهاب لا يزال ناشطا في بعض مناطق العراق، وعلى الصعيد الاجتماعي وحياة الشعب نجد ظواهر الفقر والبطالة وتردي الخدمات وتعمق الفوارق في الدخل والثروة، وصلت إلى مستويات غير مسبوقة؛ حيث يتجاور الغنى الفاحش مع الفقر المدقع، وأيضا انتشار عمالة الأطفال وتضاؤل مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية.

وأشار الى وجود ملفات وقضايا بالغة الأهمية على الحكومة التعامل معها بشجاعة ومنها قضية المياه وتأمين حصة عادلة للعراق. كذلك التضخم في عديد القوات المسلحة من جيش وشرطة وأجهزة أمنية وحشد شعبي وغيرها من الأجهزة التي زادت أعدادها عن المليون ونصف المليون شخص، وإذا ما أضفنا قوات البيشمركة تقارب المليونين؛ فالتوسع في عسكرة المجتمع له تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية كبيرة كما أنه لا يضمن تحسنا في الأداء الأمني، كما يشكل عبئا كبيرا على الموازنة العامة.

وشدد الرفيق رائد فهمي على عدم إمكانية تحقيق استقرار سياسي واجتماعي راسخ وطويل الأمد في ظل بناء العملية السياسية الحالي والمنظومة السياسية والأعراف والممارسات التي أوجدتها، كلّ ذلك يعد التفافا على الدستور. لذا ما تشهده الأوضاع حاليا هو هدوء نسبي مقارنة مع الفترة السابقة. وإن تحويل الهدوء النسبي والاستقرار المؤقت إلى استقرار راسخ يقتضي العمل من أجل توفير شروطه المتمثلة بالدرجة الأساس في تحقيق أوسع مشاركة ممكنة مجتمعية وسياسية في عملية صناعة القرار بالتلازم مع تحقيق أكبر قدر ممكن من العدالة الاجتماعية، وفي توزيع الدخل والثروة. وأثبتت آليات عمل نهج المحاصصة أن التحاصص المكوناتي قاد عمليا إلى تضييق دائرة صناعة القرار السياسي واتخاذه، وإلى زيادة الاستقطاب الاجتماعي، وإلى تعمق الطبيعة الربيعية للاقتصاد الوطني وتهميش القطاعات الإنتاجية الصناعية والزراعية وتكريس الهويات الفرعية. لذا فإن وضع العراق على سكة الاستقرار والازدهار لا بد أن يقترن بالتوجه نحو اعتماد مبدأ المواطنة في شؤون الدولة والعمل على التحرر من معادلات واشتراطات المحاصصة، وكذلك حماية منظومة الحقوق والحريات المكفولة دستوريا التي باتت تتعرض أكثر فأكثر الى التضييق والانتهاك، والاستناد إلى الشعب المتطلع إلى التغيير في تحقيق الإصلاحات الجذرية المطلوبة.

 وبشان الانتخابات قال إن الحزب سيشارك في الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات بقائمة “تحالف قيم المدني”، وسيخوضها التحالف في 11 محافظة باسمه وفي المحافظات الأخرى سيخوضها الحزب والتحالف بقوائم محلية.

وفي ضوء كل ما تقدم وغيره بين الرفيق سكرتير اللجنة المركزية، ضرورة إجراء مراجعة جذرية للعملية السياسية وإعادة بنائها على أساس المواطنة والعدالة الاجتماعية والبناء الديمقراطي المؤسساتي للدولة، وان هذه الوجهة شرط ضروري واساسي تستند إليه عملية الإصلاح والتغيير لإخراج بلادنا من دوامة الأزمات والسير على طريق الاستقرار السياسي والاجتماعي والتنمية وبناء عراق مزدهر ينعم أبناؤه بالعيش الكريم.

نص الحوار على الصفحتين 6 – 7

*************************************************************************************

مشاريع فك الاختناقات المرورية.. أربكت حسابات الموظفين والعاملين والناس أجمعين!

بغداد ـ طريق الشعب

صدّعت أخبار مشاريع “فك الاختناقات المرورية” رؤوس العراقيين، لا سيما في العاصمة بغداد، التي تغص شوارعها يوميا منذ ساعات الصباح الأولى بالمركبات، الأمر الذي يضطر الموظفين والعاملين الى قضاء اكثر من ساعتين في تلك الزحامات قبل وصولهم الى مقر عملهم، والسيناريو ذاته يعاد معهم، حين انتهاء عملهم والعودة الى بيوتهم. وقبل يومين، أعلنت الحكومة إطلاق مشاريع جديدة ضمن الحزمة الأولى لفكّ الاختناقات المرورية في بغداد، لكن تلك المشاريع تشكل أحد أبرز أسباب الزحامات في شوارع العاصمة، كما أن العمل فيها، ينشط صباحا بدلا من الليل. وتتضمن الحزمة الأولى لمشاريع فك اختناقات بغداد المرورية، التي أُعلن عنها في الثاني من آذار الماضي 19 مشروعا، تشمل تطوير واستحداث الطرق والجسور والمجسرات في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد، فضلا عن الطرق الخارجية التي تربط العاصمة بالمحافظات الوسطى والشمالية والغربية.

وتعقيبا على تلك المشاريع، يقول الخبير الاقتصادي منار العبيدي إنها لا تحمل حلا جذريا للمشكلة.

ويضيف العبيدي أن مشكلة الاختناقات المرورية ببغداد كبيرة جدا، وناتجة عن الكثافة السكانية المرتفعة في العاصمة. ويقول مدير العلاقات والإعلام في مديرية المرور العامة العميد زياد محارب القيسي، إن شوارع العاصمة بغداد لا تستوعب أكثر من 200 ألف مركبة، مبينا أن مسؤولية هذه الزيادة في أعداد المركبات تقع على عاتق وزارتي التجارة والإعمار، إضافة إلى أمانة بغداد. المهندس مصطفى سعد، اختصاص هندسة الطرق والجسور، يقول إن “الطرق في بغداد صممت سنة 1972، وهي مصممة لاستيعاب 400 ألف سيارة فقط، لكن عدد السيارات في بغداد حاليا، يصل إلى ثمانية ملايين، والحلول المنطقية والهندسية لهذه الأزمة، تتمثل بتوسعة الشوارع الموجودة إلى ضعف المساحة، وزيادة عددها إلى 4 أضعاف، وهذا لا يمكن أن يتحقق بسبب التطور السكاني وتمركز الدوائر الحكومية في مناطق قريبة من بعض”.

**********************************************************************************

إضراب المعلمين في الاقليم يتواصل والمحاضرون يطالبون بالتثبيت

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد، والتي تركزت مطالبها على صرف التعويضات وتوفير فرص العمل، في وقت رهن المعلمون في كردستان انهاء اضرابهم بصرف رواتبهم وتثبيت المحاضرين.

وردّ المحاضرون بالمجان في السليمانية على وزارة التربية الكردستانية واتحاد المعلمين بالمحافظة، مؤكدين الاستمرار بالإضراب عن الدوام الرسمي لحين تنفيذ المطالب.

وقال ممثل المحاضرين في السليمانية، ديار قزاز، خلال مؤتمر صحفي، إنّ “المحاضرين بالمجان كانوا ينتظرون قراراً مفرحاً من حكومة الإقليم ووزارة التربية، لكن تفاجأوا ببيان الوزارة وشكرها، في وقت ينتظر المحاضرون أوامر التعيين منذ سنوات، والشكر لا يحل بديلاً عن التعيين”.

وأضاف قزاز، أن “التعيين كان وما يزال هو المطلب الرئيسي للمحاضرين، ولا عدول عنه، وعلى حكومة الإقليم ووزارة التربية، إيجاد الحل بدل كلمات الشكر والعرفان”.

***********************************************************************************

راصد الطريق.. «فوائد» المحاصصة!

وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المفتشيتين العسكرية والامنية بتشكيل لجان لتدقيق ارزاق المقاتلين والتعرف على ظروف عملهم.

ويعني فتح ملف ارزاق المنتسبين الأمنيين مجددا، ان اللجان التي شكلتها الحكومات السابقة لم تحقق شيئا يذكر رغم كل الاحاديث والوعود بالقضاء على الفساد في هذا المجال الذي يمس مباشرة حياة المقاتلين.

والفساد في هذا الملف شائك ومعقد وتشترك فيه جهات متعددة، ويتطلب القضاء عليه معالجات حقيقية، وليس تجربة إجراءات ذرا للرماد في العيون.

ونذكّر هنا بان وزير الدفاع السابق أعلن سنة 2021 احالة أكثر من ألف ضابط في الجيش للتحقيق بتهم فساد مشروع طعام الجنود، ثم لم يُعرف شيء عن الموضوع.

والسؤال المطروح الان: اين وصلت إجراءات التحقيق المذكورة؟ وان لم تصل الى نتيجة، فلماذا تكرر تجربتها؟.

وما زالت الاجراءات الحكومية الحالية في مكافحة الفساد تحوم حول بعض المخرجات السهلة والسلسة، ولا تنفذ الى الأعماق. واذا كان لها ان تكون جادة فعليها اتباع أساليب وآليات جديدة، خاصة وان من “إيجابيات” المحاصصة انها تسهّل البحث عن المستفيد، من خلال معرفة العائدية المحاصصاتية الى هذه الوزارة او تلك..

*************************************************************************************

الصفحة الثانية

خلال 9 أشهر.. ضبط ثلاثة أطنان ونصف الطن من المواد المخدرة

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت مديرية شؤون المخدرات والمؤثرات العقلية في وزارة الداخلية، امس الأربعاء، عن إلقاء القبض على نحو 12 ألف متهم، وضبط ثلاثة أطنان ونصف الطن من المواد المخدرة خلال التسعة أشهر الماضية.

وقال المتحدث باسم المديرية، العقيد بلال صبحي، إن “المديرية العامة لمكافحة المخدرات تبذل جهودا كبيرة في محاربة آفة المخدرات، من خلال استهداف كبار تجار المخدرات، بتوجيه مباشر من وزير الداخلية عبد الأمير الشمري”.

وأضاف، أن “المديرية تمكنت خلال التسعة أشهر الماضية من إلقاء القبض على ما يقارب 12 ألف متهم، وضبط ثلاثة أطنان ونصف الطن من المواد المخدرة بمختلف الأنواع”.

وأشار، إلى أن “هناك تعاونا وتنسيقا مشتركا مع دول الجوار ومكتب الأمم المتحدة في العراق، بشأن تبادل المعلومات والخبرات ومنع تهريب المخدرات عبر الحدود والأهوار وطرق الصحراء من الجهة الغربية”، مشيرا الى أن “آخر عملية ضبط كانت لعصابة مخدرات بحوزتها 12 كيلو غراما من الكريستال والحشيش المخدرة، بعد ورود معلومات من الجانب السوري”.

************************************************************************************

هكذا تكافح الحكومة السلاح المنفلت.. افتتاح مكاتب لتسجيل الأسلحة

بغداد – طريق الشعب

كشفت وزارة الداخلية، اخيرا، عزمها افتتاح مكاتب تسجيل الأسلحة غير المرخصة في كافة المحافظات. ويأتي هذا الخبر ضمن سلسلة من الشعارات والتصريحات المستمرة منذ سنوات بعزم الحكومات انتزاع السلاح وتقنينه ضمن أطر قانونية، وتحت إشراف الدولة، ولا يتحقق من تلك الشعارات شيء بل يزيد من الوضع سوءاً.

وتتناول الأخبار والصحف أخبارا بشكل مستمر عن وجود حالات قتل واغتيال تعود لأسباب تتعلق بنزاعات عشائرية وأخرى ترتبط بحرية التعبير عن الرأي، ما جعل العراق يفقد العديد من الصحفيين والنشطاء السياسيين، ومن استطاع النجاة من عملية الاغتيال هاجر إلى خارج البلد.

مكاتب لتسجيل السلاح

ونظمت اللجنة الوطنية لتنظيم الأسلحة، في مقر الوزارة، مؤتمرا علميا، بحضور العديد من رؤساء الجامعات العراقية الحكومية والأهلية وعمداء كليات القانون، ووكيل الوزارة لشؤون الشرطة وعدد من القادة والضباط، وذلك بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد.

وهدف المؤتمر المنعقد تحت عنوان (المراحل التحضيرية لتسجيل الأسلحة ومحاربة العنف المسلح)، إلى التوعية والتثقيف وإحاطة الملاكات العلمية بإجراءات وزارة الداخلية بهذا الشأن.

وأكد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري في كلمة له خلال هذا المؤتمر، “أهمية حصر السلاح بيد الدولة، ولا سيما أن العراق تعرض لفقدان وسرقة كثير من الأسلحة خلال الحروب التي مرت عليه من قبل ضعاف النفوس”، مشيراً إلى أن “هذه الأسلحة أصبحت عند العديد من الأشخاص خارج الدولة”.

ولفت إلى أن “الحكومة وضمن برنامجها الحكومي عازمة على تسجيل الأسلحة الخفيفة، وأن تكون معلومة لدى الدولة وضبط الأسلحة المتوسطة والثقيلة”، مشدداً في الوقت ذاته على “ضرورة تعاون جميع الفئات المجتمعية من مثقفين وأكاديميين وشيوخ عشائر ووجهاء لحصر السلاح بيد الدولة”.

وأردف، أن “وزارة الداخلية ستقوم بفتح مكاتب لتسجيل الأسلحة في جميع محافظات البلاد”، منوها بأن “عملية حصر السلاح ستكون ضمن جدول زمني مدروس”.

طرق غير ناجحة

وبشأن ذلك يذكر الخبير الأمني عدنان الكناني، أن عملية ترخيص الأسلحة يجب أن تحدد نوع السلاح ولمن سيرخص، وما هو نوع الترخيص، مشيراً إلى وجود العديد من الأسلحة المتوسطة وما فوق خارج إطار الدولة، وهناك جهات تمتلك صواريخ لذا من الصعب جدا أن تتم السيطرة عليها.

ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، قائلاً: إنّ “وجود تراخيص للأسلحة سيجعلها مباحة”، مؤكدا أن “المشكلة لا تحل بهذه الطرق”.

ويرى الكناني، أنّ “الحكومة لو كانت مسيطرة على الوضع الأمني العام، لأصبح انتزاع السلاح إراديا بالنسبة للسلاح المتواجد لدى المواطنين، أما السلاح الآخر، السلاح المتواجد لدى الجهات التي تمتلك سلطة، وعلى الأغلب يكون متواجدا بالعلن، فإن الحكومة لا تستطيع السيطرة عليه”.

ويضيف، أن موضوع السلاح المنفلت “شائك”، ويحتاج إلى “تدخل عسكري”، داعيا الى أهمية تضافر الجهود المعنية، والقيام بعمليات تطويق جوي وبري وإجراء عملية تفتيش شاملة للمناطق التي عادة ما تثار فيها نزاعات مسلحة”.

وعن عجز الحكومات السابقة عن حصر السلاح بيد الدولة برغم تبنيها هذا الملف، يبين الكناني أن “الحكومات لم يكن أمامها معوقات لإنهاء ملف السلاح المنفلت ومنها الحكومة الحالية، لكنها جزء من المنظومة التي تملك السلاح المنفلت، وهذا ما يدل على ان شعاراتها لم تكن سوى لتصفية حسابات مع خصومها” بحسب رأيه.

تتطلب اتفاقا سياسيا

الخبير الأمني عماد علو يعزو الاختلال الأمني العام لوجود سلاح منفلت خارج إطار الدولة، مضيفاً إن “ما تم الإعلان عنه من وجود مكاتب تسجيل الأسلحة للمواطنين، من شأنه أن يساعد وزارة الداخلية على امتلاك قاعدة بيانات عن عدد الأسلحة الموجودة ووفقها يتم اتخاذ اجراءات بحقها”.

اما في ما يخص الأسلحة المتواجدة لدى تنظيمات إرهابية او عشائرية، فيبين علو أن من يمتلكها “لن يذهب بالتأكيد لهذه المكاتب لأجل تسجيلها”، مشيرا إلى الجهات والقوى السياسية التي تمتلك أجنحة عسكرية وأنواعا مختلفة من السلاح منها أسلحة ثقيلة، لذا فان حصر السلاح لا يصب بمصلحة هذه القوى التي تستخدمه لأغراض التدافع والمحاصصة السياسية”. وهذا هو السبب الرئيس الذي جعل الحكومات المتعاقبة لم تتمكن من حصر السلاح واحتكار استخدامه من قبل الأجهزة الأمنية.

ويجد علو، أن ملف حصر السلاح يتطلب قراراً سياسياً ولا بد من حدوث اتفاق سياسي شامل بين جميع القوى السياسية وهو أمر شبه مستحيل، مردفا “لا بد من الاستفادة من التجارب العالمية التي قامت بها دول عديدة لنزع السلاح وحصره، والاطلاع على البرامج الخاصة والاستعانة بها”.

ماذا عن الديمقراطية؟

وفي السياق ذاته، يصف الناشط السياسي حسين العظماوي، السلاح المنفلت بأنه إحدى “المشكلات الأساسية التي تعصف بالنظام السياسي في العراق منذ عام ٢٠٠٣”، مؤكداً أن هذا السلاح يمثل عائقًا حقيقيًا أمام تحقيق الديمقراطية ويؤثر بشكل كبير على حرية التعبير لدى الشباب”.

وخلال حديثه مع “طريق الشعب”، يشير العظماوي إلى أن “القوى السياسية الحاكمة تستخدم هذا السلاح لتصفية حساباتها مع خصومها وأيضاً لقمع من يخالفها في الرأي أو من يتبنى مواقف مختلفة”.

وأشار إلى وجود تمويل خارجي يدعم هذه الجهات.

أما في ما يتعلق بحكومة السوداني، فيقر بأنها “نتاج لقوى سياسية تمتلك فصائل مسلحة وتدعم السلاح المنفلت، وهذه الفصائل تمتلك نفوذاً كبيراً وتسيطر على السلطة”.

وختم العظماوي بالقول: إنه “لا توجد إجراءات حقيقية تساهم بحصر السلاح في يد الدولة، انما السلاح هو من يسيطر على الدولة”، لافتاً إلى أن “الفصائل المسلحة تمتلك نفوذًا أكبر حتى من القوات النظامية، ما يجعلها مؤثرة بشكل كبير في الساحة السياسية والاجتماعية في العراق”.

****************************************************************************

احتجاج مطلبي مستمر.. إضراب المعلمين في الاقليم يتواصل والمحاضرون يطالبون بالتثبيت

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد، والتي تركزت مطالبها على صرف التعويضات وتوفير فرص العمل، في وقت رهن المعلمون في كردستان انهاء اضرابهم بصرف رواتبهم وتثبيت المحاضرين.

إضراب المحاضرين

وردّ المحاضرون بالمجان في السليمانية على وزارة التربية الكردستانية واتحاد المعلمين بالمحافظة، مؤكدين الاستمرار بالإضراب عن الدوام الرسمي لحين تنفيذ المطالب.

وقال ممثل المحاضرين في السليمانية، ديار قزاز، خلال مؤتمر صحفي، إنّ “المحاضرين بالمجان كانوا ينتظرون قراراً مفرحاً من حكومة الإقليم ووزارة التربية، لكن تفاجأوا ببيان الوزارة وشكرها، في وقت ينتظر المحاضرون أوامر التعيين منذ سنوات، والشكر لا يحل بديلاً عن التعيين”.

وأضاف قزاز، أن “التعيين كان وما يزال هو المطلب الرئيسي للمحاضرين، ولا عدول عنه، وعلى حكومة الإقليم ووزارة التربية، إيجاد الحل بدل كلمات الشكر والعرفان”.

وبشأن بيان اتحاد معلمي السليمانية، رأى المحاضرون بالمجان إنه اقتصر على صرف رواتب شهري آب وأيلول الماضيين، ولم يتطرق لتثبيت المحاضرين بالمجان، وهذا ما لم يكن متوقعاً، مشيراً إلى أن “المحاضرين لم يطالبوا بصرف مستحقاتهم الشهرية، وأن الإضراب سيستمر حتى أوامر التثبيت”.

وكانت وزارة التربية في حكومة إقليم كردستان، قد أشارت إلى أن الرواتب حق أساسي للمدرسين والمعلمين وجميع الموظفين، مؤكدة أن الحكومة تعمل بشكل متواصل على توفيرها لهم.

وطالبت الوزارة المدرسين والمعلمين الذين قاطعوا الدوام بالبدء بالعملية التربوية بأسرع وقت ممكن، لأن تجارب المقاطعة في الأعوام الماضية الحقت الضرر بالتلاميذ والطلبة فقط.

وردّ اتحاد معلمي كردستان فرع السليمانية، على بيان وزارة التربية في حكومة الإقليم الذي دعا إلى إنهاء إضراب المعلمين المحتجين على عدم صرف رواتب اشهر تموز وآب وايلول.

وقال الاتحاد في بيان: إن “هذه اللامبالاة من جانب الحكومة ستؤدي إلى توسيع المخاوف والمسافة بين (الحكومة والمعلمين) وزيادة الشلل في قطاع التعليم”.

فرص العمل

من جانب اخر، تظاهر مهندسون من اختصاصات مختلفة امام المواقع النفطية (الرقعة 10) الواقعة جنوب المثنى، مطالبين بضمان حصتهم من الوظائف، فيما لوحوا بتنظيم اعتصام في حال عدم تحقيق تلك المطالب.

وذكر عدد منهم ان مطالبهم هي ضمان حصة المحافظة من فرص العمل المتوفرة في الرقعة النفطية وتوزيعها بشكل عادل بين المثنى وذي قار، مشيرين الى انهم حصلوا على شهادات تسمح لهم بالعمل في المواقع النفطية، وخصوصا من الاختصاصات الهندسية بمختلف اقسامها.

وتظاهر عدد كبير من أبناء عشائر آل بوحسان في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى، مطالبين بصرف التعويضات التي أقرها القضاء لهم نتيجة تضررهم من النظام السابق.

وقال عدد منهم إنهم نظموا وقفة تظاهرة جابت شوارع القضاء، مطالبين بإكمال إجراءات تعويضهم.

وأشاروا الى أنهم حصلوا على حكم قضائي بالتعويض المادي منذ عام 2017 من دون أي تعاون من قبل الجهات المعنية في المحافظة لإكمال معاملاتهم.

رفض الاعتداء على المواطنين

ونظم العشرات من موظفي بلدية قضاء الشطرة شمال محافظة ذي قار، وقفة احتجاجية، على خلفية تعرض قسم الآليات إلى اعتداء مسلح من قبل أشخاص مجهولين.

 وقال بيان للمحتجين: إن الاعتداءات تكررت خلال الأيام الماضية من دون أي تدخل من قبل الأجهزة الأمنية وإدارة القضاء، الأمر الذي دعاهم إلى تنظيم هذه الوقفة للمطالبة بتامين الحماية لهم.

وفي ساحة التحرير، نظم العشرات من المواطنين وقفة احتجاجية في ساحة التحرير مطالبين بالغاء التجاوزات على أراضيهم.

وقالوا ان المتجاوزين يرفضون إرجاع الأراضي لهم رغم وجود أوامر حكومية.

**********************************************************************************

كل خميس.. احتفال نشيدُه «ناعماً مُنعماً»

جاسم الحلفي

مر يوم 3 تشرين الأول كعطلة رسمية دون اكتراث ملايين العراقيين به، رغم تعطيل الدوام بمناسبته وللسنة الثالثة على التوالي. فالعطل العشوائية عندنا اكثر من كثيرة، حيث يلغى الدوام ارتجاليا ومن دون سبب وجيه.

لم يكترث العراقيون بالمناسبة وعدّوها يوم تعطيل آخر للدوام، يضاف الى الأيام المماثلة التي حفلت بها السنوات العجاف الماضية. السنوات التي مرت والاقتصاد العراقي فيها معطل، تتحكم فيه طغمة حكم تسلطت على الرقاب بشرعية زائفة وانتخابات مزورة، في غياب الرؤية الاقتصادية الواضحة والبرامج التنموية الملموسة وخطط الاعمار المدروسة، وفي ظل الإبقاء على الاقتصاد الريعي الاحادي المشلول. فلا انتاج غير النفطي المصدّر، والذي يُنهب جزء كبير من عائداته في صفقات فساد، عبر حيل والاعيب واستهتار من جانب مسؤولين معروفين، ومنهم من فر هاربا بعد ان نهب مليارات الدنانير.

معلوم ان حكومة “سرقة القرن” أقرت في جلستها يوم 10 أيلول 2020 اقتراحا سبق ان تداولته حكومة المالكي في 12 أيار عام 2007، بأن يعلن الثالث من تشرين الأول من كل عام عيدا وطنيا للعراق. وجرى تبرير ذلك بالإشارة الى كونه اليوم الذي وافقت فيه الجمعيّة العامّة لعصبة الأمم سنة 1932، على قبول العراق عضوا في العصبة واعتباره عضوها الرقم 57 في تسلسل الدول الأعضاء. وجاء ذلك بناءً على طلب الانضمام الموقع بتاريخ 12 تموز 1932، من قبل رئيس الوزراء وقتذاك نوري السعيد. 

ولا يتسع المجال في هذه السطور السريعة للمرور على مضامين معاهدة سنة 1930 المذلة (وقد نشرت جريدتنا نصها الكامل في عددها السابق الصادر امس الأول الثلاثاء)، التي قُدم الطلب بموجبها، والتي جاءت تحديثا لمعاهدة 1922 الاسترقاقية، المجسدة لهيمنة الاستعمار البريطاني على العراق. كما لا يتسع المجال للتطرق الى احتجاجات الشعب العراقي الرافض لتلك المعاهدة، ولا لبحث الأساس الفكري لعمالة حكامنا للمستعمرين. لكن تجدر الإشارة الى الأفعال المستنكرة للماسكين بالسلطة وإذعانهم الشائن للمصالح الأجنبية، واخضاعهم القرار العراقي لخدمتها، وقد سجلت صفحات التاريخ هوانهم المخزي وهم يوقعون مع المحتلين معاهدة 1930 الاستعمارية.

ومع ذلك لابد من قول الحق بشأن العديد من رجالات الحقبة الملكية، الذين كانوا أنزه من بعض المتنفذين اليوم، فلم تتلطخ اياديهم بمال الفساد.

كما كانوا اكثر تحضرا ممن نشاهدهم اليوم مجسدين الانحطاط القيمي والتخلف الاجتماعي. والأدلة على ذلك لا حصر لها، ويمكن الإشارة مثلا الى الاحتفال الباذخ الذي أقيم امس في ساحة الاحتفالات وسط المنطقة الخضراء، بمناسبة “العيد الوطني” المزعوم، حيث الرثاثة التي تليق بمن لا علاقة لهم بالثقافة بمفهومها التنويري والتغييري، والمحتوى الهابط المسيء للذوق العام. وقد وصلت الضحالة فيه حد إنشاد (ناعما منعما) في النشيد الوطني!

هذا الى جانب مظهرين استفزازيين: الاول هو البذخ المفرط دون مراعاة إنسانية لمشاعر ثلث مواطنينا، الذين يرزحون تحت خط الفقر. والآخر والاكثر استفزازا هو اقامة حفل (فني) استعراضي مفرط في ابتذاله، في الوقت الذي ما زالت فيه مراسيم تشييع ودفن ضحايا محرقة الحمدانية مستمرة، ومعها احزان أهاليهم المفجوعين.

وقد كان مفترضا ان يتواصل الحداد الوطني حزنا عليهم، لا ان يقدم هذا الحفل الاستعراضي الهابط!

*************************************************************************************

الصفحة الثالثة

مواطنون يشكون من «البطء الشديد» في الأعمال الإنشائية  مشاريع فك الاختناقات المرورية..

أربكت حسابات الموظفين والعاملين والناس أجمعين!

بغداد ـ طريق الشعب

صدّعت أخبار مشاريع “فك الاختناقات المرورية” رؤوس العراقيين، لا سيما في العاصمة بغداد، التي تغص شوارعها يوميا منذ ساعات الصباح الأولى بالمركبات، الأمر الذي يضطر الموظفين والعاملين الى قضاء اكثر من ساعتين في تلك الزحامات قبل وصولهم الى مقر عملهم، والسيناريو ذاته يعاد معهم، حين انتهاء عملهم والعودة الى بيوتهم.

مشاريع جديدة

وقبل يومين، أعلنت الحكومة إطلاق مشاريع جديدة ضمن الحزمة الأولى لفكّ الاختناقات المرورية في بغداد، لكن تلك المشاريع تشكل أحد أبرز أسباب الزحامات في شوارع العاصمة، كما أن العمل فيها، ينشط صباحا بدلا من الليل.

وتتضمن الحزمة الأولى لمشاريع فك اختناقات بغداد المرورية، التي أُعلن عنها في الثاني من آذار الماضي 19 مشروعا، تشمل تطوير واستحداث الطرق والجسور والمجسرات في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد، فضلا عن الطرق الخارجية التي تربط العاصمة بالمحافظات الوسطى والشمالية والغربية.

وتعقيبا على تلك المشاريع، يقول الخبير الاقتصادي منار العبيدي إنها لا تحمل حلا جذريا للمشكلة.

ويضيف العبيدي أن مشكلة الاختناقات المرورية ببغداد كبيرة جدا، وناتجة عن الكثافة السكانية المرتفعة في العاصمة.

يقول مدير العلاقات والإعلام في مديرية المرور العامة العميد زياد محارب القيسي، إن شوارع العاصمة بغداد لا تستوعب أكثر من 200 ألف مركبة، مبينا أن مسؤولية هذه الزيادة في أعداد المركبات تقع على عاتق وزارتي التجارة والإعمار، إضافة إلى أمانة بغداد.

القدرة الاستيعابية

المهندس مصطفى سعد، اختصاص هندسة الطرق والجسور، يقول إن “الطرق في بغداد صممت سنة 1972، وهي مصممة لاستيعاب 400 ألف سيارة فقط، لكن عدد السيارات في بغداد حاليا، يصل إلى ثمانية ملايين، والحلول المنطقية والهندسية لهذه الأزمة، تتمثل بتوسعة الشوارع الموجودة إلى ضعف المساحة، وزيادة عددها إلى 4 أضعاف، وهذا لا يمكن أن يتحقق بسبب التطور السكاني وتمركز الدوائر الحكومية في مناطق قريبة من بعض”.

ويوضح سعد، أن “حزمة المشاريع التي أعلنت عنها الحكومة، من المتوقع أن تفك 15 بالمئة فقط من الاختناقات المرورية الموجودة، لأن ما ستفعله هو تعجيل حركة المرور فقط، أما الحل الأساسي يتمثل بإعادة إنشاء طرق كاملة”، مؤكداً أن “عدم تفعيل نظام الباصات والاعتماد على نظام النقل العشوائي، هو أحد أسباب الاختناقات المرورية”.

وكانت وزارة التخطيط قد أكدت مطلع العام الجاري أن محافظة بغداد شكلت أعلى نسبة من السكان، إذ تجاوز عدد سكانها 9 ملايين نسمة، وبنسبة 21.1% من مجموع سكان البلاد.

ففي ظل الأعمال الإنشائية الخاصة بتلك المشاريع، يواجه الأهالي صباح كل يوم “محنة حقيقية” في عملية الخروج والدخول لمناطقهم، وفقا لعبدالله شاكر، موظف في وزارة التربية.

يقول شاكر الذي يسكن في منطقة الفضيلية، شرقي بغداد، لـ”طريق الشعب”، “ندعو الحكومة الى إلزام الشركات المنفذة بتسريع وتيرة العمل على مدار (24) ساعة”، مؤشرا “بطئا شديدا في العمل”.

أما فالح حسن، سائق أجرة من منطقة الزعفرانية، فيقترح “نصب جسر عائم بين منطقتي الزعفرانية والدورة لتخفيف الزخم المروري الحاصل الآن”، مردفا “هذا لا يحتاج الى معجزة وبالامكان الاستعانة بالجهد العسكري للقيام به”.

كما يدعو حسن خلال حديثه مع “طريق الشعب”، الى “الاسراع بتأهيل طريق السندباد الذي لم يكتمل بالشكل المطلوب رغم مضي فترة طويلة على ذلك. نرى ايضًا ضرورة فتح طريق من معسكر الرشيد (سابقاً) ليربط منطقة الزعفرانية بطريق بغداد الجديدة أو الأمين الأولى”.

اختناقات مرورية

عمار التميمي، سائق أجرة آخر، يقول لجريدتنا ان “أزمة الاختناقات المرورية تجعلني أنفق نصف ما أجنيه من عملي على وقود البنزين الذي يُهدر بسبب الزحامات”.

عضو لجنة التخطيط الستراتيجي النيابية، محمد البلداوي، يلاحظ أن “التخطيط في البلد سابقاً لم يراعِ إنشاء مدن جديدة خارج المناطق القديمة، بل إن معظم المجمعات السكنية كانت داخل بغداد، باستثناء مجمع بسماية، وبالتالي تسبب هذا الزخم السكاني ضغطاً كبيراً على المدينة، وأدى لتردي الخدمات، فضلاً عن الطرق”.

ويشدد على ضرورة “إنشاء مدن رديفة لبغداد مستقبلاً كما حصل مع القاهرة الإدارية، التي تضم مجمعات الحكومة والوزارات ومؤسسات الدولة، الأمر الذي سيقلل الزخم ويقلل دخول المواطنين إلى قلب العاصمة”.

ويضطر عمار التميمي في كثير من الاحيان إلى البقاء في المنزل: “لا أخرج بسبب الزحام، وأعمل ليلاً في كثير من الأحيان، بسبب بعض الانسيابية في الشارع”.

ومنذ عام 2006، يتردد حديث في الأوساط المعنية بالعراق، من بينها وزارة النقل وأمانة العاصمة، حول إنشاء مترو في بغداد لدفع المواطنين إلى تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة. لكن على الرغم من إعلان إعداد تصاميم ولقاءات مع ممثلي دول وشركات متخصصة، فإن كل ذلك لم يسفر عن وضع حجر أساس لأي مشروع للنقل بواسطة السكك الحديدية في بغداد.

 ******************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

دور الغاز العراقي في العالم

لموقع النفط والغاز كتب سيمون ويتكنس مقالاً أشار فيه إلى أن وعود بغداد المتكررة بقرب اكتفائها ذاتياً من الغاز الطبيعي وعدم حاجتها إلى استيراده من إيران، لم تعد تتمتع بالمصداقية، لأنها تكررت وتكرر معها الفشل في تنفيذها، لاسيما في ظل تغييرات بطيئة، تجري في هذا المجال. وأضاف بأن هذه الوعود، تتزامن مع أنباء عن مشاريع غاز جديدة، وخطوط أنابيب سيتم مدّها، والتزامات بالطاقة الخضراء ستنفذ، وهي أفكار رائعة مثيرة لإنتباه الجميع وربما المستثمرين، قبل أن يتذكروا بأنهم سبق وسمعوها من قبل.

دور محوري

وأشار الكاتب إلى أن الخشية من غياب إمدادات الغاز الرخيصة من روسيا، والتي مثلت الأساس الذي قام عليه الإزدهار الاقتصادي لأغلب دول أوروبا، وخاصة المانيا، في العقدين الماضيين، هي من منعتها من معاقبة روسيا على ضمها منطقة شبه جزيرة القرم في عام 2014، واضطرها إلى البحث عن بدائل مناسبة حين انطلقت الحرب في 2022.

وهي التي أكسبت العراق، حسب الكاتب، دوراً محورياً، في هذه المعركة الوجودية من أجل موارد الطاقة العالمية، لا بسبب قدرته على أن يصبح المنتج الأول للنفط الخام في العالم فحسب، بل ولأنه واحد من أكبر موردي الغاز أيضاً (يبلغ إجمالي احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في العراق حوالي 131 تريليون قدم مكعب، وهو المركز الثاني عشر في العالم)، ومن أكثرهم تمتعاً بموقع جيوسياسي مهم، لاسيما بعد رجحان كفة الصين على واشنطن في التعاملات النفطية للسعودية، والعلاقة التحالفية بين طهران وبكين.

تحالفات واعدة

وأعاد المقال التذكير بسعي أطراف غربية لفك هذا التحالف عبر صياغة نسخة جديدة مخففة من “الاتفاق النووي” بأسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”، وهي الصفقة التي لم تتم بعد. واضاف بأن لدى هذه الأطراف رغبة شديدة لفصل العراق عن إيران، حتى لو كان الثمن تسريع توقيع الاتفاق النووي الجديد مع طهران، لضمان مصدرين للطاقة إلى الغرب.

وأشار الكاتب إلى وقوف شركة توتال إنيرجيز الفرنسية حاليا في طليعة جهود التحالف الغربي لكسب العراق، بعد نجاحها في توقيع الصفقة الضخمة رباعية المحاور، بقيمة 27 مليار دولار مؤخراً، رغم التحديات الهائلة، التي تواجهها على كل مستوى من مستويات بيروقراطية النفط والغاز في العراق. وأضاف بأن وجود شركات صديقة أخرى لها في سوق الغاز العراقي، سيحسن من مواقعها بالضرورة.

فاجعة الحمدانية

وحول فاجعة الحمدانية كتب قاسم عبد الزهرة وباسم مروي مقالاً في الواشنطن بوست، أشارا فيه إلى دعوة بعض الزعماء الدينيين المسيحيين إلى إجراء تحقيق دولي في حريق حفل الزفاف، الذي أودى بحياة 113 شخصاً وإصابة 82 آخرين، والانتقادات التي وجهوها للتحقيق الحكومي، الذي حمّل مسؤولية ماحدث للإهمال ونقص الإجراءات الاحترازية.

اتهام بلا دليل

ونقل المقال عن قس سرياني كاثوليكي، يدعى بطرس شيتو، قوله بأن الفساد المستشري في البلاد ونفوذ الميليشيات المسلحة كان أحد العوامل التي أدت إلى الفاجعة، زاعماً بأن الحريق كان “متعمدا”، دون أن يقدم دليلاً على مزاعمه. كما نوه المقال إلى أن الكاردينال الكلداني الكاثوليكي لويس رافائيل ساكو، حمّل في تصريح له من روما، المسؤولية عن الحادث الأليم، لشخص وصفه بأنه (باع ضميره وأمته من أجل أجندة محددة).

تحقيق دولي

وحسب المقال، شارك رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك، بنديكتوس يونان حنو، زملاءه في رفض القبول بنتائج التحقيق العراقي، مطالباً بالتحقيق تحت “إشراف محققين دوليين”. وأعرب كاتبا المقال عن اعتقادهما بأن هذه المأساة هي الأحدث التي تضرب الأقلية المسيحية في العراق، والتي تضاءلت إلى جزء صغير من حجمها السابق على مدى العقدين الماضيين، حيث انخفضت اعدادها من مليون ونصف إلى 150 ألف مواطن فقط، بسبب الهجرة.

 ********************************************************************

عين على الأحداث.. الغضب وبناء الدولة

أطلق مرصد “العراق الأخضر” المختص بالبيئة، تحذيراً من إمكانية حصول فواجع أخرى في البلاد، بسبب البناء بمادة (سندويج بنل) سريعة الإشتعال، والتي يُعتقد بأنها كانت سبباً لفاجعة الحمدانية. وأشار المرصد إلى أن نحو 30 في المائة من دوائر الدولة، والعديد من صالات الألعاب والمناسبات والمساكن، تم بناؤها من هذه المادة. هذا وفيما حددت وزارة الداخلية اسبوعاً واحداً للدفاع المدني للكشف عن مخالفات التشييد الخطرة، يرى الناس، بأن بناء الدولة يتم عبر اختيار الكفاءات واعتماد الخبرة والتخطيط والمتابعة الحازمة وصيانة هيبة القانون، وليس بفورات الغضب، التي سرعان ما كانت تتبدد، فتعود حليمة لعادتها القديمة.

جيد، ولكن!

أكدت الحكومة على أن إصلاح المؤسسة الأمنية يأتي على رأس أولوياتها، وانها ستعمد لإعادة البناء ومواكبة أحدث التطورات في التدريب والتقنيات ومكافحة الفساد، معلنةً عن التعاقد مع عشرات الآلاف لضخ دماء جديدة داخل المؤسسة الأمنية، وتشكيل ألوية اضافية من قوات الشرطة وحفظ القانون. هذا ورغم خشية الناس من تفاقم عسكرة المجتمع، فإنهم يدعمون اي اصلاح لمؤسساتنا العسكرية وتأهيلها لحفظ أمن الوطن والمواطن، ويرون بأن ذلك ينبغي أن يتم على أساس عقيدة وطنية، قوامها الإخلاص للوطن والولاء له، وتطهير صفحتها من اي دنس، ورفع وعيها بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، والغاء أي وجود عسكري مسلح خارج إطارها.

حتى موافج ماكو!

وصف باحثون الدورة البرلمانية الخامسة لمجلس النواب، بالأقل فاعلية في تاريخ البلاد ومنذ برلمانات “الموافج” الملكية. ورجحوا أن يكون من أبرز اسباب هذا الضعف، خضوع كل نشاط المجلس للمحاصصة، والقطيعة التي تشتد بينه وبين المجتمع، والتشويه المتواصل لمبدأ الفصل بين السلطات، وعدم شعور أغلب النواب بالثقة بالنفس جراء الفوز في انتخابات عزف عن المشاركة فيها 80 في المائة من الناخبين وبسبب افتضاح زيف وعودهم، إضافة إلى انشغالهم بالحملة الانتخابية للسيطرة على مجالس المحافظات. هذا ويرى الناس بأن إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وكما وعدت الحكومة في منهاجها الوزاري، هو السبيل للعودة إلى حياة برلمانية مجدية.

هل نسوا أن يدينوه؟

أعلنت تركيا عن قيام طائراتها بشن عدوان على عشرين منطقة من أراضي بلادنا، بحجة استهداف قواعد عسكرية لمعارضين لها من الكرد، متباهية بتحقيق هجماتها نجاحاً تاماً. وتأتي هذه الإعتداءات ضمن سلسلة عمليات عسكرية متتالية وبالتوازي مع احتلال قوات تركية لأراض عراقية. هذا وفيما طالب المواطنون الحكومة باستخدام أدوات الضغط التي تمتلكها لمنع أي هجوم بري أو جوي وإيقاف الانتهاكات التركية على سيادتنا، اكتفى اجتماع “اولي الأمر” برفض أي عدوان يستهدف أراضي العراق، لأنه يتنافى مع مبادئ حسن الجوار، مشددين على أنّ حلّ الإشكاليات يتم عبر الحوار والتفاهمات والتعاون والتنسيق المشترك!

وفقاً لصك الإنتداب مصنّف!

ذكرت وزارة الخارجية بأنَّ قبول العراق في عصبة الأمم العام 1932، جاء بعد أن اكتسب مُقومات الدولة، كالاعتراف الدوليّ ووجود حكومة مُستقلة، لها موارد مالية وقوانيّن وتنظيم قضائيّ وقدرة على إدارة الدولة وحفظ وحدتها وأمنها وحدودها. ويبدو أن سعي الوزارة لتجميل القرار بتحديد هذا التاريخ يوماً وطنياً، قد منّي بالفشل، جراء عزوف الناس عن الإحتفاء به، لما أثبتته لهم الوثائق التاريخية من عدم توفر كل تلك المقومات المزعومة حينها، في ظل حكومة كانت مرتبطة بمعاهدة استرقاقية مع المستعمر، مطابقة لصك انتدابه، وتفتقد لتمثيل الشعب وللقدرة على حماية البلاد والعباد وإدارة “الدولة” بشكل رشيد.

 ***********************************************************************

الصفحة الرابعة

حملات شبابية تطوعية تسعى للحفاظ على مكانته الحضارية.. نهر دجلة.. ملوثات لا ترحم والجميع متهم بالتقصير

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

على ضفاف نهر دجلة نشأت أولى حضارات البشرية، وانطلقت أولى المهن، لكن تلك الضفاف أخذت اليوم تختنق بأطنان من النفايات وتنبعث منها روائح كريهة، بسبب المياه الآسنة ومخلفات المستشفيات والمصانع التي تلقى في النهر دون مراعاة لشيء.

وما يزيد من تفاقم هذه المشكلة، انحسار مناسيب نهر دجلة بسبب نقص إطلاقات المياه من دول المنبع، ما أدى الى هجرة العديد من سكان المناطق الساكنة بمحاذاة النهر، بعد ان تسبب الشح المائي بنفوق حيواناتهم والأسماك، فضلا عن تلوث المياه.

تهديد

تقول الناشطة البيئية نجوان علي: “ترمى يوميا كميات كبيرة من المواد الملوثة في نهر دجلة، وتحديدا بالعاصمة بغداد”، مشيرة الى ان غالبية الجهات الحكومية تتخلص من نفاياتها السامة والكيميائية عن طريقها القائها في النهر، عبر أنابيب”.

وتضيف علي خلال حديث مع “طريق الشعب”، أنّ “هناك أنبوبا يمتد إلى نهر دجلة ترمى عن طريقه المياه الثقيلة في النهر، ونتج عن ذلك حشرات وملوثات كثيرة”، لافتةَ إلى إن “الجفاف الذي تعرض له النهر زاد من سوء الوضع، اذ أصبح جريان المياه الملوثة أبطأ، ما حول بعض المناطق النهرية إلى مستنقع ومصدر للتلوث”.

ودعت نجوان السلطات المعنية الى “حل هذه الأزمة التي باتت تهدد حياة العديد من سكان المناطق المجاورة لنهر دجلة، بالإضافة الى كونها منظراً غير حضاري، ويدل على عدم الاهتمام والاحترام لنهر يمتد عمره لآلاف السنوات، كما كان مصدر الهام للعديد من الأدباء والشعراء داخل الوطن وخارجه”.

وتحتوي بغداد على أكثر من 18 محطة مجار، تلقي بالمياه الثقيلة في نهر دجلة من دون معالجة أبرزها محطتا الكاظمية وماء الكرامة، إضافة الى مؤسسات وزارة الصحة التي ترمي هي الأخرى المخلفات الطبية في النهر، والتي تحمل بأحيان كثيرة ملوثات كيميائية خطيرة.

أضرار مكلفة

من جهتها، تقول مرح إياد، وهي ناشطة بيئية ومتطوعة بحملة سفراء المناخ، إنّ “الجهات الحكومية المعنية لا تعطي أهمية لملف التلوث والبيئة في العراق، الذي يعد الأخطر، خصوصا أن العراق يتعرض إلى موجة جفاف قاسية”.

وتضيف إياد خلال حديثها مع مراسل “طريق الشعب”، إنّ “أمانة بغداد والبلديات ووزارة الصحة جميعها تملك أنابيب من المياه الآسنة تصل لنهر دجلة”.

وتؤكد أن “تلوث المياه ينتج عنه أمراض عديدة أبرزها السرطان والامراض الجلدية المتنوعة والتسمم، فضلًا عن إضراره الكبير بالثروة الحيوانية”.

وتراجعت مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات خلال الصيف الجاري، في عموم محافظات العراق، ما ينذر بجفاف أقسى خلال الصيف القادم، يرافقه ارتفاع معدلات التلوث البيئي في عموم البلاد، فيما تؤكد ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، أن البلاد تعاني من “أزمة مياه حقيقية”.

جهود طوعية

وبحسب تقديرات حكومية سابقة، فإنّ الملوحة أصبحت تهدد نحو 54 في المائة من الأراضي الزراعية بالتزامن مع اجتياح التصحر لأكثر من 39 في المائة من الأراضي العراقية خلال العامين الماضيين.

فبعد أن كان دجلة مصدرا مهما للمياه النقية، أصبح اليوم ملوثا، مثل معظم الأنهر الأخرى التي تجري في العراق، حتى إن ضفافه باتت مكبات للنفايات، ومجراه مصبا لمياه الصرف الصحي.

وتتحدث مرح عن حملة سفراء المناخ، قائلة: انها “حملة تطوعية تضم المئات من الشابات والشباب الذي اجتمعوا بحافز شعورهم بالمسؤولية تجاه بلدهم، ولحرصهم على إبقاء نهر دجلة يحتفظ بمكانته”.

وتضيف إن “الحملة تنظم بالتعاون مع وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتهدف الى زيادة الوعي بخطورة تلوث مياه نهر دجلة”.

وتقدر نسبة المياه الثقيلة التي ترمى يوميا بنهر دجلة بخمسة ملايين متر مكعب، وهذه الكميات المهولة من الملوثات تفقد قدرة دجلة الطبيعية على تنقية نفسه، خاصة خلال السنوات الماضية التي كان فيها منسوب مياهه منخفضا جدا.

تقصير

وفي هذا الشأن، يرى الخبير البيئي محمد شاكر ان “ارتفاع منسوب نهر دجلة خلال فصل الشتاء المقبل لا يساعد النهر على إعادة تنقية نفسه، بسبب كمية الملوثات المتواجدة والمستمرة”.

ويصف شاكر حال دجلة الان بأنه “يصارع الموت جراء الجفاف الذي ضرب العراق خلال سنوات”.

ويؤكد خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “الانحسار الكبير لمياه نهر دجلة جعل التلوث بارزاً على عكس السنوات السابقة، ما تسبب بنفوق كبير للأحياء المائية. كما انه انعكس بشكل سلبي على مياه الشرب، وجعلها غير صالحة”.

وينوه بأن “هذا التلوث يحمل خطرا كبيرا على صحة الإنسان”، مستدركاً بالقول إن “رمي النفايات في النهر هو ممارسة غير مسؤولة، ويتحمله كل الجهات الحكومية والمواطنين؛ إذ بعضهم يرمي النفايات بشكل عشوائي، ومن دون وعي”.

ويشير الى أن هناك ضعفا كبيرا بالتشريعات القانونية التي تحمي البيئة، وتمنع تلوث المياه وهناك تقصير كبير بمسألة محاسبة المقصرين.

*****************************************************************************

مواطنون يشتكون من احتجاز رواتبهم أو إطلاقها منقوصة.. اقتصاديون: عقوبات البنك المركزي زادت فرص تهريب الأموال

بغداد ـ طريق الشعب

يشكو عدد من المواطنين من احتجاز أموالهم لدى بعض المصارف الأهلية، وعدم إطلاقها بشكل كامل، بالشكل الذي يثير الشكوك حول شفافية ونزاهة هذه المصارف في ما يخص التعامل مع التحويلات المالية.

ويؤكد اقتصاديون، أن الفساد مستشرٍ في القطاع المصرفي بسبب وجود سيطرة من قبل جهات متنفذة على تلك المصارف، بظل غياب الرقابة والمتابعة الحكومية.

عدم صرف الرواتب

ويشتكي المواطن صلاح فياض من عدم استلامه راتبه بشكل كامل من المصارف الاهلية، كونه يعمل بمؤسسة خارج البلاد، موضحاً أن “كل شهر تحول المبالغ كاملة، الا انه عندما اذهب الى استلامه اما يتم تأجيل موعد تسليمي، او يجري اعطائي ربع الراتب لا أكثر”.

ويضيف في حديثه مع “طريق الشعب”، “نعاني منذ أشهر من هذه المشكلة. اموالنا محتجزة من دون سبب واضح، بالرغم من انها تصل كاملة”، مشيرا الى وجود العديد من الأشخاص الذين تأثروا بسبب ذلك، كونهم يعملوا بشركات تجارية او اعلامية في الخارج”.

واضطر فياض الى اعتماد الويسترن في عملية استلام راتبه، لكنه يتسلمه بالدينار وبسعر الصرف الرسمي 132 دينارا.

توضيح

وبشأن ذلك تقول رسل العاني التي تعمل كأمينة خزنة بأحد المصارف الاهلية ببغداد، إنه “لا يوجد مصرف يحق له احتجاز اموال المواطنين او منعهم من استلامها كاملةً، ومن يمارس هذه الافعال فهو يخطط لنوايا اخرى، او قد يكون هناك اشكالية باسم الشخص الذي يتم تحويل المبالغ له الى داخل العراق”.

وبالحديث عن تحويل المبالغ عن طريق الويسترن، تبين العاني في حديثها لـ “طريق الشعب”، إن في السابق “كان يتم اعطاء المبلغ بالدولار داخل البلد، لكن بسبب دخول مبالغ كبيرة بالفترة الاخيرة وبشكل مبالغ به تم منع اعطاء الاموال بالدولار انما بالدينار وبحسب سعر صرف الدولار المقر من البنك المركزي العراقي”.

وتشير إلى أن “بعض عمليات التهريب تتم عن طريق الويسترن او المونيغرام، من خلال كتابة انه سيتم تحويل مبلغ بقيمة مليار او أكثر لاستلام اجهزة او مواد تكلفتها الحقيقية تقدر 60 مليونا، او قد يتم تهريبها عن طريق السيارات”.

وأعلن محافظ البنك المركزي علي محسن العلاق، نهاية شهر أيلول، أن العراق سيقصر جميع التعاملات التجارية الداخلية وغيرها على العملة المحلية، اعتبارا من العام المقبل. وقال العلاق، إن البنك ماض للاستغناء عن التحويلات الخارجية العام القادم، واعتماد المصارف المجازة في العراق على بنوك مراسلة في عمليات التحويل الخارجي. وأضاف، أن “ذلك جاء بعد اتفاق بين البنك المركزي العراقي والبنك الفيدرالي الأمريكي، اسوة بدول العالم، حيث لا تمارس البنوك المركزية أعمالا تنفيذية ويتركز دورها على الإشراف والرقابة”.

وبلغت الحوالات عن طريق البنوك المراسلة 60 في المائة من إجمالي الحوالات (خارج المنصة الإلكترونية الخاصة بالبنك المركزي)، فيما وصلت نسبة تنفيذ الحوالات المحققة إلى أكثر من 95 في المائة.

تهريب الاموال

من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي أحمد عيد، إن “امتناع المصارف عن تسليم الحوالات بالدولار للمستفيدين، يمكن أن يؤدي إلى التشجيع على عدم استلام حوالات من الخارج. هناك حالات مسجلة في معظم المصارف وشركات التحويل المالي تتمثل بعدم تسليم المستفيدين من حوالات الخارج مبالغهم كاملة، إنما تتم تجزئتها أو تسليمها إليهم بالدينار العراقي وبالسعر الرسمي، وتمثل هذه الحالة عمليات تظليل وسرقة لأموال المستفيدين”، مضيفا انه “يتعين على الشركات أو البنوك تسليم المبالغ كاملة، ما دام هناك بيع للدولار من قبل البنك المركزي الى هذه المصارف باسم الحوالات الخارجية التي يُعلن عنها بشكل يومي بأرقام كبيرة”. ويشير عيد خلال حديثه مع “طريق الشعب”، إلى إن “إجراءات البنك المركزي بعد عقوبات البنك الفيدرالي الأمريكي على عدد من المصارف زادت من فرص عمليات تهريب الدولار إلى خارج العراق”، لافتاً إلى أن “مافيات سوق المضاربين تسيطر بشكل كبير ومباشر على حركة بيع وشراء الدولار في السوق المحلية ضمن بورصات السوق الموازي”.

ويضيف عيد، أن “عمليات التهريب متعددة ومتنوعة ولا يمكن السيطرة عليها، لأن الأحزاب ومافيات المال هي التي تسيطر على سلطة القرار السياسي والاقتصادي العراقي”، موجهاً اصابع الاتهام الى الحكومة العراقية والبنك المركزي بافتعال أزمة الدولار في العراق بسبب عدم وجود رقابة فعّالة، وإن وجدت رقابة فهي صورية وشكلية تستهدف أصحاب المصالح الصغيرة دون الاقتراب من كبار التجار والبنوك والمصارف الخاصة”.

ويستدرك قائلاً: إن “الفساد بالمصارف الحكومية وصل ذروته في هذه الأزمة حيث تعتمد نافذة بيع العملة للمسافرين على شراء المسافرين لغرض السماح بإدخال بياناتهم ضمن نافذة العملة بمبالغ مالية تصل إلى ١٥٠ ألف دينار عراقي من كل مسافر مقابل استلام إيداع الدينار من قبل البنك وتسليمه للمسافر عبر بوابة مطار بغداد. وهذه عملية فساد أخرى يقوم بها موظفو هذه المصارف”.

أما وسائل التهريب فهي متعددة: تتمثل بعمليات إدخال مواد غير صالحة للاستهلاك البشري، والتلاعب بفواتير المواد المستوردة.

واختتم عيد حديثه بطرح بعض المعالجات للحد من عمليات الفساد والتهريب للدولار: “تفعيل الرقابة الحقيقية من خلال أتمتة الأنظمة بالتكنولوجيا الحديثة ومراقبتها قانونيا ورقابيا، بالإضافة إلى تفعيل دور الحوكمة للحد من عمليات الفساد، وإبعاد المتنفذين والمنافذ السياسية عن التأثير على سلطة القرار المالي والرقابي العراقي”.

ومنعت الولايات المتحدة في تموز 14 بنكا عراقيا من إجراء معاملات بالدولار، في إطار حملة أوسع نطاقا ضد الاستخدام غير القانوني للعملة الأمريكية.

*******************************************************************************

وقفة إقتصادية.. استرداد الأموال المهربة مهمة وطنية

إبراهيم المشهداني

إن رائحة الفساد قد فاحت ووصلت إلى العالم بما فيه الكفاية وأن أسماء الفاسدين الذين انتهكوا مصالح الوطن والمواطن قد عرفت، وأن الأجهزة الغارقة في الفساد من بنوك وقنواتها ومكاتب الصيرفة العائدة لرموز الفساد، أصبحت معروفة على المستويين المحلي والخارجي  لهذا فان الدولة  بسلطاتها كافة باتت، في ظروف تهتك الاقتصاد، مسؤولة مسؤولية مباشرة عن استعادة الأموال المسروقة رغم ما تواجه هذه العملية من مصاعب، إلا أن إمكانية وأساليب اعادتها، في ظل وجود منظومة من القوانين الوطنية والعالمية بآلياتها وأدواتها قادرة على كشف الاموال المهربة وإعادتها إلى خزينة الدولة بشرط وجود الإرادة الصلبة والرغبة  الصادقة .

 فلم يعد مقبولا التستر على الفاسدين او التردد في محاسبتهم، حيثما كان موقعهم في الدولة وأنى كان نفوذهم في البرلمان، ولم يعد مقبولا إلقاء عبء الأزمة المالية التي يقف وراءها الفاسدون من بيروقراطيين وكامبردور وطفيليين على كاهل الطبقات الكادحة والطبقة الوسطى من محدودي الدخل، ذلك أن مثل هكذا سياسة ستؤدي بالضرورة إلى انكماش الاقتصاد وإنتاج المزيد من شظف العيش والبطالة بشكليها المكشوف والمقنع وانهيار الخدمات وتوقف عجلة الاقتصاد وتدهور مساراته، إن لم تتخذ الإجراءات الضرورية لاستعادة الاموال المهربة والتي تقدرها الدوائر الاقتصادية المحلية والأجنبية بين 450 -500 مليار دولار ولنتصور أهمية هذا المبلغ في إعادة بنية الدولة الضائعة او تكاد.

إن فرص إعادة هذه الاموال متوافرة بشكل كبير وتتمثل بوجود اتفاقيات ومبادرات دولية يمكن توظيفها لهذا الغرض ومنها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد ومبادرة (star) التي أطلقها البنك الدولي والأمم المتحدة عام 2008، لتسهيل استرداد الأصول المسروقة وهذه المبادرة تسقط أية حصانة سواء كانت سياسية او دبلوماسية وتشمل أي موظف حتى لو كان رئيس دولة مستمرا بمنصبه، ووجود أجهزة دولية ومنظمات وشركات عالمية متخصصة في إعادة هذه الاموال نظير نسبة مئوية من المبلغ المحدد بقرارات قضائية باتة.

 إن النجاح في هذه العملية تقتضي الحصول على معلومات دقيقة عن الحسابات البنكية للمسئولين المتهمين بالفساد، يوفرها التحقيق القضائي النزيه، تسهم في تقدير الحجم الحقيقي للأموال المهربة لما لها من أهمية في تفكيك الشبكة العنكبوتية من أشخاص فاسدين وشركات وهمية واستخدام اسماء مزورة، وإذا ما توافرت هذه المعطيات فسيكون من السهل النظر قضائيا وإصدار حكم قضائي بات من قاض طبيعي ومن محكمة جنائية حيث أن الدول الأخرى لا تعترف بالقرارات الصادرة عن محاكم استثنائية أو خاصة.

  إن الدولة لكي تنجح في إنجاح هذه المهمة عليها ممارسة العديد من الآليات واستخدام الادوات الفعالة من خلال:

  • التنسيق بين الأجهزة الرقابية العراقية ونظيراتها في الدول الاخرى التي تتواجد فيها الأموال المهربة.
  • اتباع الطرق الدبلوماسية الضاغطة بين الحكومات والتعاقد مع إحدى الشركات الدولية المتخصصة في التحري والبحث كما حصل في رومانيا والمجر.
  • تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في اقناع الجاليات العراقية في الخارج لتقديم بلاغات إلى المدعي العام في كل دولة والاستعانة بمنظمة الشفافية الدولية.
  • عقد اتفاقات ثنائية بين العراق والبلد المعين الذي هربت إليه الأموال في مصارف أو عقارات.
  • تفعيل القضاء العراقي بوصفه صاحب سلطة التحقيق مع الفاسدين وإصدار القرارات القضائية في محكمة الموضوع مكتسبا الدرجة القطعية والطلب من الأمم المتحدة استعادة الاصول والأموال المهربة.

إن حكومة قوية وجادة، كفيلة بإعادة الاموال المنهوبة وتصفية الفساد باعتباره الوجه الآخر للإرهاب.

***************************************************************************

الصفحة الخامسة

واجهت انتقادات واسعة.. الخطة الزراعية الشتوية «قتل للإنتاج المحلي»؟

متابعة – طريق الشعب

أثارت الخطة الزراعية للموسم الشتوي المقبل في العراق، والتي قلصت المساحات الزراعية بشكل كبير، معتمدة على المياه الجوفية ومعلقة الآمال على الأمطار، انتقاداً واسعا من قبل اختصاصيين في المجال الزراعي ومزارعين، وسط مطالبات بتحرك حكومي جاد على دول المنبع للحصول على حصة البلاد من المياه.

وكانت وزارتا الزراعة والموارد المائية قد أعلنتا نهاية أيلول الماضي أن الخطة الزراعية للموسم الشتوي المقبل، في عموم العراق، والتي تبدأ من 1 تشرين الأول، تعتمد على زراعة 5.5 ملايين دونم فقط، مبينة ان 1.5 مليون دونم من المساحة المشمولة بالزراعة ستعتمد على المياه السطحية (دجلة والفرات). بينما ستعتمد المساحة المتبقية، والبالغة 4 ملايين دونم، على المياه الجوفية.

وأكدت الوزارتان استمرار تأمين المياه للاحتياجات الأخرى بالنسبة للاستخدامات المدنية والبيئية، إلى جانب سقي البساتين بمساحة 1.1 مليون دونم. وأوصتا بضرورة التعاون بينهما لإنجاح الموسم الزراعي واستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة ومنع التجاوزات بمختلف أنواعها.

وفي تصريح صحفي سابق، قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، ان “وزارتي الموارد والزراعة اتفقتا على مساحة الموسم الزراعي الشتوي. وان هناك مؤشرات تم على أساسها اعتماد الخطة الزراعية، منها حجم خزين المياه السطحية والجوفية، والكميات المتوقعة من إيرادات العراق عبر حوضي دجلة والفرات، فضلا عن الأمطار المباشرة والمياه الناتجة عن ذوبان الثلوج”.  وأوضح أنه “في حال وجود وفرة مائية ستتم إعادة النظر في مساحة الخطة الزراعية، إلا أن الأولوية ستكون لمسألة الخزين الاستراتيجي وتعزيزه، لا سيما أن هناك فراغات خزنية كبيرة مرتبطة بالمواسم الجافة الأربعة التي شهدها العراق خلال السنوات الأخيرة”. وقوبلت الخطة الزراعية بانتقادات من قبل المحافظات التي تعتمد على الزراعة في البلاد. وقد توقع مدير زراعة واسط أركان مريوش، أن “تؤثر الخطة بشكل مباشر على الكميات المنتجة من المحاصيل الزراعية، وعلى مصالح الفلاحين”.

وكان برنامج الأغذية العالمي WFP التابع للأمم المتحدة، قد حذّر في 12 أيلول الماضي من استخدام المياه الجوفية الموجودة في العراق، واصفاً استغلالها بـ”الكارثة”. وبحسب مدير البرنامج في العراق علي رضا القريشي، فإن “استخدام المياه الجوفية في البلد يمثل كارثة في طريقها إلى الحدوث. إذ إنَّ هذا النوع من المياه يأتي من الأمطار ويُحتفظ به في أحواض داخل الأرض لحفظ التوازن، واستهلاكها سيخلق حالة من النضوب بمرور الوقت”.

دون مستوى الطموح

وفي حديث صحفي، ذكر مريوش أن “حصة واسط خُفضت هذا الموسم إلى 400 ألف دونم من الخطة العامة للمحافظة، والتي كانت تبلغ مليوناً ونصف المليون دونم”، مؤكدا أن “هذه الخطة غير طموحة، ولا تلبي الحاجة الفعلية، وقليلة قياساً بالمساحات الزراعية الموجودة في المحافظة”.

وأشار إلى أن “واسط هي سلة خبز العراق بإنتاجها الزراعي السنوي الذي يعادل إنتاج ثلث محافظات البلاد، وأن انحسار المساحة إلى 400 ألف دونم سيكون له تأثير مباشر على كميات المحاصيل المنتجة”، منوّها إلى أن “الأنواء الجوية تبشر بهطول أمطار وبتحسن الوضع المائي، ونأمل في أن يكون الموسم الزراعي المقبل ناجحا”.

خطط خطيرة!

من جهته، قال عضو الجمعيات الفلاحية في محافظة ديالى، غزوان العزاوي، أن “الخطط الزراعية المقرة خطيرة وتمثل قتلا للزراعة في أغلب المحافظات”، مبيناً في حديث صحفي أن “البلد بات يتحول تلقائياً إلى مستورد للحبوب بعد أن حقق اكتفاء ذاتياً منها في السنوات الماضية، وأن أزمة المياه لا تجد حلاً بسبب عدم التحرك الحكومي على دول المنبع”.

وتابع قوله أنه “لا يمكن حل أزمة الزراعة إلا بتحرك حكومي ومفاوضة مع دول المنبع لمنح العراق حصته المائية كاملة”.

سيناريو مكرر!

إلى ذلك، رأى الخبير الزراعي والبيئي عادل المختار، ان “الخطة الزراعية الشتوية هي سيناريو مكرر للعام الماضي”، مضيفا في حديث صحفي أنه “في العام الماضي أطلقنا تحذيرات بخصوص اعتماد المياه الجوفية في الري السيحي، فإذا كان العراق لديه إمكانية زراعة 4 ملايين دونم بمنظومات الري الحديثة عليه أن يتحوّل إلى الاعتماد على الري السطحي ولا يستنزف المياه الجوفية”.

ولفت المختار إلى ان “المياه الجوفية في العراق استنزفت كثيرا، بالرغم من كون البلد الأول عربيا بمخزون هذه المياه التي تعادل 31 مليار متر مكعب، لكن هذا المخزون بدأ يتراجع وأخذت المياه تنضب، وهو ما دفع منظمات دولية لإطلاق تحذيرات من استخدامها”.

وأجبرت أزمة المياه التي يمر بها العراق، وزارة الزراعة على تقليص الخطة الزراعية الى النصف، لتنحسر المساحات المزروعة بالمحاصيل بشكل كبير جداً، وبالتالي أجبر هذا الأمر الوزارة على وضع خطط لاستيراد المحاصيل.

وكانت وزارة الزراعة قد أكدت مرات عدة تراجع الإنتاج المحلي من المنتجات الزراعية في عموم المحافظات، ما تسبب في تأثيرات سلبية على الأمن الغذائي في البلد، وسط تأكيدات بأن أزمة المياه خنقت الزراعة بشكل خطير.

ودفعت تلك التأثيرات المتزايدة لأزمة المياه حكومة بغداد إلى وضع خطة لاستيراد محصول القمح، الذي كانت البلاد قد حققت منه خلال سنوات مضت، إكتفاء ذاتيا.

***************************************************************************

اگول.. دخان الأراكيل طارد لزبائن المقاهي

حميد المسعودي

يمتنع الكثيرون من المواطنين، من غير المدخنين، عن الجلوس في المقاهي والكافيهات للاستجمام أو قضاء بعض الوقت، أو لتناول القهوة والشاي وغيرهما من المشروبات الساخنة والباردة، وذلك بسبب دخان الأراكيل المتصاعد في أجوائها. 

وغالبا ما تكون تلك المقاهي، خاصة الحديثة منها، مغلقة ولا تتضمن منافذ كافية لتسريب الدخان. وإذا علمنا أن معظم زبائن المقهى يدخنون في وقت واحد، لك أن تتصور كميات الدخان المنتشرة في المكان!

 ويضطر البعض من المواطنين إلى الجلوس في تلك المقاهي، للقاء بصديق مثلا، وهم هنا مجبورون على استنشاق كميات كبيرة من دخان الأراكيل الذي يحمل مواد ضارة بالصحة والبيئة، ما يعني ان الزبون غير المدخن، سيقع عليه الضرر نفسه الذي يقع على الشخص المدخن حينما يستنشق الدخان المنتشر في جو المقهى!

ويميل أصحاب المقاهي أكثر إلى الأشخاص المدخنين، مراعاة لمصلحة عملهم. فمدخن الأركيلة يدفع أجورا تصل إلى أضعاف ما يدفعه الشخص غير المدخن.

السؤال: كيف نجعل المقهى مكانا للراحة والاسترخاء بدلا من جعله غاصا بدخان الأراكيل؟!

أرى من الضروري أن تأخذ وزارة الصحة على عاتقها مهمة وضع ضوابط صحية وبيئية لتنظيم عمل الكافيهات. وأن تلزم أصحابها بتخصيص أماكن لتدخين الأركيلة، مفتوحة في الهواء الطلق ومستوفية الشروط الصحية والبيئية، مع التشديد على وضع أعداد كافية من مفرغات الهواء.

*****************************************************************************************

الكوت.. كلف المناهج الدراسية تستنزف جيوب المواطنين!

متابعة – طريق الشعب

مع بدء العام الدراسي الجديد، ازداد إقبال الطلبة في مدينة الكوت على المكتبات بحثا عن كتب دراسية أصلية أو مستنسخة، بعد أن صدموا بوجود نقص كبير للمناهج في المدارس. ويقول طلبة في حديث صحفي، أنه “لا تتوفر في مدارس الكوت مناهج دراسية بالطبعة الأصلية. لذلك نضطر إلى تنزيل المناهج من المواقع الالكترونية وطباعتها على حسابنا الخاص”.

فيما يؤكد صاحب مكتب استنساخ في الكوت، أن “الطلبات على استنساخ الكتب ارتفعت كثيرا خلال اليومين الأخيرين. فقد كنت استقبل طلبا أو طلبين في اليوم الواحد، أما اليوم فقد تلقى مكتبي حوالي 30 طلبا”، موضحا في حديث صحفي، أن “أسعار استنساخ الكتب تتراوح بين 2500 دينار لمناهج الابتدائية، و5000 دينار لمناهج المتوسطة، و7000 دينار لمناهج الإعدادية. والناس تدفع هذه المبالغ مضطرة”. أما رافد القريشي، وهو ولي أمر 4 طلبة، فيقول أن “تصريحات وزارة التربية مع بداية كل عام دراسي بتوفير الكتب، عبارة عن هواء في شبك”، مبينا في حديث صحفي أنه “لدي 4 أبناء في مراحل دراسية مختلفة، ولم يتسلم أي واحد منهم الكتب”. ويتابع قوله أنه “بعد أن أنفقنا مبالغ كبيرة لشراء الدفاتر والقرطاسية، ها نحن اليوم نجوب المكتبات لاستنساخ الكتب المنهجية”!

مواساة

  • ببالغ الحزن والألم تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا نبأ رحيل الرفيق د. ستار الصافي بعد معاناة مع مرض عضال.

الذكر الطيب للفقيد والتعازي الحارة لزوجته الرفيقة العزيزة د. ساهرة، ولأهله ومحبيه، متمنين لهم الصبر والإرادة القوية.

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل بالتعازي الحارة الى گوام الحمزة الغربي شمر جعفر وعائلة المرحوم الوجيه عباس الحاج عبد علي بوفاة الشاب طلال احمد عباس الحمزاوي الشمري.

والفقيد شقيق الشاب غسان احمد عباس عبد علي وابن عم الرفيق الراحل هاشم حسن عبد علي (ابو يوسف) والرفاق ابو بسيم وأبو شمم وفاضل حسين عبد علي، وابن اخت الرفيق الراحل قاسم محمد العطية ابو نوار.

للفقيد الذكر الطيب ولأسرته خالص العزاء.

كما تعزي محلية بابل أسرة المربي الراحل الرفيق عبد الأمير شمخي الشلاه بوفاة السيدة ام عمار قرينة الرفيق الراحل، والتي كانت عونا له في حياته النضالية.

للفقيدة الذكر الطيب ولابنائها خالص العزاء والمواساة.

******************************************************************************

لا يغادرون منازلهم .. أهالي «بلدة كنعان» يخشون من سطو اللصوص

متابعة – طريق الشعب

أثارت سلسلة سرقات حصلت خلال الفترة الأخيرة في بلدة كنعان شرقي بعقوبة، مخاوف الأهالي. فيما تواصل الشرطة التحقيق في الحوادث الأخيرة بعد اعتقال بعض المتهمين. خلال الأيام القليلة الماضية شهدت كنعان حوادث سرقة طالت منازل عدة وكبدت أصحابها خسائر كبيرة. من بين السرقات المسجلة، التسلل لمنزل وسرقة مبلغ 4 ملايين دينار و8700 دولار أمريكي، وحادث سرقة 375 ألف دينار من منزل امرأة، و250 ألف دينار من منزل مواطن آخر. ومن السرقات الأخرى التي شهدتها البلدة، اقتحام منزل من قبل لصين وسرقة مبلغ 12 مليون دينار، والهروب إلى جهة مجهولة. وفتحت الأجهزة الأمنية تحقيقاً في الحوادث وجمعت الأدلة بدقة، وراجعت كاميرات المراقبة، وتمكنت من اعتقال 3 متهمين، أحدهم اعترف رسمياً بسرقة مبلغ 12 مليون دينار من منزل عمه. وتتواصل عمليات ملاحقة بقية اللصوص في المنطقة من قبل الأجهزة الأمنية. يقول المواطن محمد الكرخي، أحد سكان البلدة، أن “تكرار مسلسل السرقات في منطقتنا أثار خوف العائلات، حتى صرنا لا نستطيع مغادرة منازلها بشكل تام أو ترك الأبواب مفتوحة لوقت قصير، خاصة خلال الليل”. ويتابع في حديث صحفي قوله: “أتأكد من إغلاق زوجتي أو أطفالي باب المنزل خلفي عند مغادرتي للذهاب إلى عملي”، مشيرا إلى أن “السرقات التي شهدتها كنعان حدثت خلال الليل، وبعضها وقع صباحاً، وأثناء فترة عودة الموظفين إلى منازلهم، أو ذهاب المواطنين لمناسبة أو للتسوق”. ويعتقد الكرخي بأن “مجموعة مراهقين أو عاطلين عن العمل أو مدمني مخدرات يقومون بمثل هذه الأعمال، في ظل الفقر وندرة فرص العمل”.

*********************************************************************

سكان زقاق في الزعفرانية: أزالوا مجارينا وخرّبوا زقاقنا!

بغداد – طريق الشعب

شكا سكان زقاق في المحلة 964 في منطقة الزعفرانية قرب حي الشموخ، من قيام فريق تابع إلى أمانة بغداد بإزالة شبكة مجاري الزقاق، من دون إنشاء شبكة أخرى بديلة، مؤكدين لـ “طريق الشعب” أن الزقاق أصبح عبارة عن خربة.

وأوضح السكان، أن “فريق الجهد الحكومي جاء إلى الزقاق لغرض تعبيده وبناء أرصفته مع مد أنابيب جديدة لشبكتي ماء الإسالة والمجاري”، مبينين أن “الفريق قام بإزالة الأنابيب القديمة، ولم يؤسس سوى شبكة للمياه، فيما ترك المجاري دون معالجة”.  ونوّه السكان إلى ان شبكتي الماء والمجاري كانوا قد أسسوها في فترة سابقة على حسابهم الخاص، وبواسطة شركة أهلية قامت بالإضافة إلى ذلك، ببناء أرصفة على جانبي الزقاق. 

 ولفتوا إلى أن “الزقاق أصبح اليوم خربة بكل معنى الكلمة، رغم كونه طريقا حيويا يربط بين حيين سكنيين ويمر منه يوميا طلبة 5 مدارس حكومية”، مطالبين أمانة بغداد بالإسراع في مد شبكة مجاري بديلة، مع إنجاز أعمال التبليط.

******************************************************************************

الصفحة السادسة

رائد فهمي : أوضاع بلدنا تفرض مراجعة جذرية  وتغييرا شاملا لمنهج الحكم وإدارة الدولة

اجرى  الزميل محمد البغدادي حوارا شاملا مع الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ونشرته الزميلة «الشمس» في جزأين. تعيد «طريق الشعب» نشر نص الحوار:

السيد رائد فهمي، سياسي عراقي وسكرتير لحزب عريق وقديم، كيف ينظر إلى المشهد السياسي الحالي في العراق، هل انتم راضون على ما تحقق منذ الإطاحة بالنظام وحتى هذا اليوم؟

فهمي:  إن ما تحقق بعد التغيير عام 2003  اشاع خيبة أمل كبيرة لدى القسم الأكبر من شعبنا، إذ كان الأمل قويا في أن يكون الخلاص من النظام الدكتاتوري قد فتح الطريق لإقامة دولة ونظام يقوم على أساس دستوري يعتمد مبادئ الديمقراطية والمواطنة والعدالة، وينبثق منه نظام سياسي يحقق استقلال العراق ويحفظ سيادته وأمنه ووحدة أراضيه،  ووحدة شعبه المتنوع قوميا ودينيا ومذهبيا وثقافيا على أساس ضمان الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لجميع مكوناته وأطيافه، ويحسن استثمار ثروات البلاد الوفيرة لضمان عيش كريم لأبنائه، ويؤمن استقراره ليغذ السير على طريق التنمية المستدامة.

أين نحن من كل هذا؟ فالبلاد مرت بظروف عصيبة وصراعات طائفية كادت أن تعصف بالبلاد وراح ضحيتها الألوف من جميع أطياف الشعب، تتحمل مسؤوليتها القوى والحركات السياسية التي اعتمدت في عملها وخطابها على تغذية التعصب للهوية سواء دينية أم مذهبية أم إثنية على حساب الهوية الوطنية الجامعة.  كما ساهم في إيجاد أجواء مساعدة لتكريس التشظي في الهوية الوطنية، واعتماد العملية السياسية التي انطلقت بعد التغيير نهج «الديمقراطية التوافقية» التي ترجمت عمليا بتقاسم سلطات الدولة ما بين ممثلي المكونات الإثنية والطائفية، أي توزيع هذه السلطات ومنافعها وامتيازاتها على أساس التحاصص .

وبعد ما يقارب العقدين من التغيير، نجد أن سيادتنا لا تزال مثلومة واقعا، وخرقها من قوى خارجية، إقليمية ودولية، مستمر. وعلى الصعيد الأمني، تحقق نجاح كبير بفضل تضحيات أبناء شعبنا في قهر تنظيم داعش الإرهابي، ولكن الإرهاب لا يزال ناشطا في بعض مناطق العراق، وعلى الصعيد الاجتماعي وحياة الشعب نجد ظواهر الفقر والبطالة وتردي الخدمات وتعمق الفوارق في الدخل والثروة، وصلت إلى مستويات غير مسبوقة؛ حيث يتجاور الغنى الفاحش مع الفقر المدقع، وأيضا انتشار عمالة الأطفال وتضاؤل مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية.

وهذا كله أوجد حالة رفض وعدم ثقة عميقين بين المواطنين عامة والمنظومة السياسية الماسكة بزمام الحكم ومؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية، ما وجد تعبيره في الارتفاع المتواصل لنسبة العزوف والمقاطعة للعملية الانتخابية.

وفي ضوء كل ما تقدم وغيرها من ملامح الأوضاع الراهنة التي لا يتسع المجال للخوض في تفاصيلها، نرى ضرورة إجراء مراجعة جذرية للعملية السياسية وإعادة بنائها على أساس المواطنة والعدالة الاجتماعية والبناء الديمقراطي المؤسساتي للدولة، ونرى في هذه الوجهة شرطا ضروريا أساسيا تستند إليه عملية الإصلاح والتغيير لإخراج بلادنا من دوامة الأزمات والسير على طريق الاستقرار السياسي والاجتماعي والتنمية وبناء عراق مزدهر ينعم أبناؤه بالعيش الكريم.

 برأيكم، هل العملية السياسية الآن في العراق تشهد استقرارا سياسيا، أم انه استقرار وقتي، والوضع قابل للانفجار في ظل عدم وجود كتلة سياسية كبيرة فازت في الانتخابات الأخيرة وهي التيار الصدري، الذي يتمتع بشعبية عالية جدا؟

فهمي: أوضحت في جوابي على السؤال السابق بأن العملية السياسية القائمة على التقاسم المكوناتي للسلطات ونهج المحاصصة المنبثق منها هي أسّ أزمات البلاد، ولا نرى إمكانية تحقيق استقرار سياسي واجتماعي راسخ وطويل الأمد في ظل بنائها الحالي والمنظومة السياسية والأعراف والممارسات التي أوجدتها، كلّ ذلك يعد التفافا على الدستور. لذا ما تشهده الأوضاع حاليا هو هدوء نسبي مقارنة مع الفترة السابقة.  ونقول «نسبي» لأننا لا نزال نشهد نزاعات وصراعات في مناطق مختلفة، بعضها عشائرية وأخرى بين جماعات مسلحة وثالثة صدامات مع الجريمة المنظمة وشبكاتها، إلى جانب توترات في العلاقة بين الأحزاب المتحالفة في إدارة الدولة وغيرها من الظواهر. ويحسب للحكومة أنها عملت على تهدئتها والسعي لاحتوائها والحيلولة دون تفاقمها، ولكن من دون إيجاد معالجات جذرية تحول دون تجددها في المكان نفسه أو تفجرها في مكان أو مجال آخر. 

هذا ما يتعلق بالعوامل البنيوية لعدم الاستقرار، يضاف إلى ذلك الظروف التي أحاطت بالانتخابات السابقة وبتشكيل الحكومة، وبشكل خاص انسحاب كتلة نواب التيار الصدري الفائزة في الانتخابات، من مجلس النواب ومن العملية السياسية، على وفق الموقف الرسمي للتيار. وقد أوجدت عملية استبدالهم بنواب من الكتل السياسية المنافسة غير الفائزة حالة غير مألوفة في البرلمانات الديمقراطية وتعتبر نقضا لجوهر العملية الانتخابية الديمقراطية، إذ تشكل برلمان بأغلبية جديدة مخالفة لخيار الناخبين. وكنتيجة، فإن الحكومة المتشكلة من مجلس النواب بهذه التركيبة تمتلك شرعية قانونية ولكن مشروعيتها السياسية ،  بمعنى مدى تعبيرها عن الإرادة الشعبية ،  تظل موضع تساؤل وربما طعن، فضلا عن ان كتلة سياسية ذات عمق وامتداد شعبيين واسعين، وتمتلك القدرة على تحريك كتل جماهيرية واسعة، تتخذ موقف المراقب الدقيق لعمل الحكومة، يشكل بحد ذاته ضغطا على الأخيرة، ويفرض عليها التحسب له في إجراءاتها ومواقفها وتنفيذ برنامجها. وتساهم هذه الحالة في خلق أجواء لا يقينية تنعكس على أداء الحكومة الذي يغلب عليه السعي لإطفاء بؤر التوتر والتعامل مع المصادر المحتملة للنزاع، وفي أحيان غير قليلة على حساب أولويات تنفيذ المنهاج الحكومي.

وإذ تحاول الحكومة الحفاظ على الهدوء وإشاعة أجواء الاستقرار، فإن ثمة صراعا، يحتدم أحيانا، لتعديل موازين القوى السياسية بشكل عام، وفي داخل مؤسسات الدولة، وهذا الصراع والتنافس يشكل بحد ذاته عنصرَ عدم استقرار سياسي. ونخلص إلى القول بأن ما نشهده هو حالة هدوء نسبي، واستقرار وقتي. 

ما هو تقييمكم لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني وهل نجح بالتعامل مع الملفات الشائكة والعالقة التي تواجه العراق؟

فهمي: إن الظروف المحيطة بتكليف السيد السوداني كانت بالغة التعقيد كما أوضحنا جانبا منها في الإجابات أعلاه. ومن ناحية أخرى فان الحجم الكبير والمتشابك للمشاكل والقضايا العالقة المستعصية الحل والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتراكمة، يضع أمام حكومته أعباء وتحديات جسيمة، وفي مقدمتها حالة الاستياء الشعبي الواسع وعدم الثقة والنفور من أقطاب السلطة والأحزاب والقوى والشخصيات الماسكة بزمامها، والتي كان انفجار الاحتجاج الشعبي في تشرين 2019 تعبيرا صارخا عن الغضب المعتمل في صدور قطاعات شعبية واسعة.

أريد لحكومته من قبل القوى السياسية المنضوية ضمن الإطار التنسيقي، وفي تحالف إدارة الدولة، أن تكرس جهودها لتوفير الخدمات التي يعاني القسم الأكبر من الشعب من قلتها ورداءتها وتخلفها والفساد المستشري في الأجهزة المسؤولة عن تقديمها، وحددت وجهتها الأساسية لتكون حكومة خدمية.

فمنذ البداية يواجه السيد السوداني وحكومته قيودا وضغوطات تحدد قدرته على مواجهة التحديات وتحقيق النتائج المرجوة في تنفيذ منهاج الحكومة، إلاّ إذا اتخذ السيد السوداني قرارات ومواقفَ جريئة تطلق يديه في التحرك خارج الأطر والمساحات التي وضعت لحكومته من قبل القوى السياسية التي رشحت تكليفه.

فمنظومة الحكم في البلاد تعاني بالأساس من أزمة ذات طابع بنيوي تتمثل بنهج المحاصصة الطائفية والإثنية المعتمد في بناء الدولة وتقاسم سلطاتها ومنافعها، وهو في المطاف الأخير السبب الرئيس للفشل في بناء مؤسسات دولة رصينة وفي الأداء وفي استشراء الفساد فيها وتردي الخدمات وتعمق ممارسات «الدولة العميقة». وكون حكومة السيد السوداني انبثقت من تحالف سياسي يتبنى نهج المحاصصة ويعتمده في توزيع مواقع المسؤولية واستخدام وتوظيف موارد الدولة، الأمر الذي يضع سقفا واطئا لما يمكن أن تحققه حكومة السيد السوداني في محاربة الفساد، وإصلاح مؤسسات الدولة والنظام المالي والمصرفي وإزالة مختلف أنواع التجاوزات على ممتلكات الدولة والمواطنين، وضبط المنافذ الحدودية. كذلك ضبط الجماعات المسلحة وحل المكاتب الاقتصادية للأحزاب التي تستحوذ على معظم المشاريع الحكومية. 

ومن جانب آخر، يعلم القاصي والداني أن ملفات الخدمات وملفات تطوير القطاعات الإنتاجية ومكافحة الفقر وتطوير الحوكمة الإدارية وثيقة الصلة بانتشار الفساد والتخادمات مع أصحاب المصالح الخاصة على حساب المصلحة العامة وضعف الأجهزة الإدارية، وغيرها من الظواهر والممارسات الضارة، التي يوفر نهج المحاصصة، تربةً خصبة لنموها. 

وقد بيّنت تجربة الشهور العشرة التي مضت على عمل الحكومة، أنه رغم ارتفاع وتيرة عمل ونشاط هيئة النزاهة وكشف قضايا فساد، كسرقة القرن وغيرها، إلا أن الإجراءات التي اتخذت لمحاسبة المسؤولين ظلت محدودة، وأطلق سراح المتورطين مقابل استعادة جزء من المبالغ المسروقة كما تم حصر العقوبة بالحلقات الدنيا والوسطى من شبكات الفساد. فلأجل أن تحقق الحكومة إنجازا مهما في مجال محاربة الفساد، عليها ألا تكتفي بالتصدي لصغار الفاسدين ومتوسطيهم، وإنما متابعة خيوط قضايا الفساد حتى نهاياتها، وما هو ربما أهم من ذلك هو السعي للقضاء على عوامل وظروف إنتاج الفساد وانتشاره عبر وضع الشخص المناسب في المكان المناسب من خلال اعتماد معايير المواطنة والنزاهة والكفاءة، بعيدا عن شروط المحاصصة، واتخاذ عقوبات صارمة بحق كبار المسؤولين من المتورطين بالفساد وليس الاكتفاء بتدويرهم.

وثمة ملفات وقضايا أخرى بالغة الأهمية على الحكومة التعامل معها بشجاعة ومنها قضية المياه وتأمين حصة عادلة للعراق. كذلك التضخم في عديد القوات المسلحة من جيش وشرطة وأجهزة أمنية وحشد شعبي وغيرها من الأجهزة التي زادت أعدادها عن المليون ونصف المليون شخص، وإذا ما أضفنا قوات البيشمركة تقارب المليونين؛ فالتوسع في عسكرة المجتمع له تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية كبيرة كما أنه لا يضمن تحسنا في الأداء الأمني، كما يشكل عبئا كبيرا على الموازنة العامة. 

وضع السيد السوداني مكافحة الفقر في مقدمة بنود المنهاج الحكومي، واتخذت الحكومة خطوات إيجابية في توسيع المشمولين بالرعاية الاجتماعية، ولكن العملية تستخدم من قبل بعض القوى والشخصيات السياسية لأغراض انتخابية، كما طرأ بعض التحسن على مفردات البطاقة التموينية، ولكن هذه الإجراءات لن تعالج أسباب ظهور الفقر وانتشاره، ما لم يتم إيجاد حلول لمشكلة البطالة وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية وتوفير الضمان الاجتماعي، ولاسيما للفئات الهشة، وانتهاج سياسات اقتصادية ومالية سليمة وذات طابع تنموي وتحقق مستوى أفضل من العدالة الاجتماعية. وفي الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعا كبيرا في أسعار المواد الغذائية والمفردات الأساسية في سلة استهلاك الشرائح الضعيفة الدخل، كما انخفضت القدرة الشرائية للرواتب والأجور بنسبة تزيد على العشرين بالمائة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، ما  نجم عنه ازدياد مصاعب حتى بعض الشرائح الوسطى من الموظفين والكسبة.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت أعباء أجور التعليم الخاص والطب الخاص في ميزانية الأسرة العراقية بسبب التدهور في التعليم والطب الحكوميين، ولا يزال ما يخصص لهذين القطاعين دون المستوى المطلوب واقل من نسبة ما تخصصه دول عربية ذات موارد متواضعة لا تقارن بموارد العراق.

فمكافحة الفقر تشترط تقدما وتحسنا في توفير الخدمات العامة الأساسية، وهذا يتطلب وضع هذه القطاعات في مقدمة أولويات الدولة والحكومة وزيادة الموارد المخصصة لها بصورة أكبر وتحسين حوكمتها وتخليصها من نفوذ شبكات الفساد، لا سيما في القطاع الصحي.

ومن جانب اخر اعتمد السيد السوداني سياسة التهدئة والحوار في مواجهة الأزمات المختلفة، وهو أمر مطلوب، ولكن الأهم هو اتخاذ الإجراءات الوقائية للمشاكل والأزمات قبل حدوثها وإيجاد المعالجات لها سواء كانت أزمات أمنية أم سياسية أم اقتصادية.

وتبين تجربة حكومة السيد السوداني، ان رئيس مجلس الوزراء اتخذ قرارات ومرر مشاريع قوانين تتعارض، إن لم نقل حتى تتناقض مع قناعاته، كما هو الأمر في تقديم مشروع قانون موازنة يرفع نسبة الإنفاق التشغيلي إلى مستويات غير مسبوقة وبأرقام متضخمة لها تداعيات مستقبلية خطرة. كذلك في مشروع الربط السككي مع ايران، ربما كان ذلك من أجل تحقيق نوع من الاستقرار السياسي. إن مثل هذا الاستقرار سيكون بالضرورة هشّا للخلل في الأسس التي أقيم عليها.

إن تحويل الهدوء النسبي والاستقرار المؤقت إلى استقرار راسخ يقتضي العمل من أجل توفير شروطه المتمثلة بالدرجة الأساس في تحقيق أوسع مشاركة ممكنة مجتمعية وسياسية في عملية صناعة القرار بالتلازم مع تحقيق أكبر قدر ممكن من العدالة الاجتماعية، وفي توزيع الدخل والثروة. وأثبتت آليات عمل نهج المحاصصة أن التحاصص المكوناتي قاد عمليا إلى تضييق دائرة صناعة القرار السياسي واتخاذه، وإلى زيادة الاستقطاب الاجتماعي، وإلى تعمق الطبيعة الربيعية للاقتصاد الوطني وتهميش القطاعات الإنتاجية الصناعية والزراعية وتكريس الهويات الفرعية. لذا فإن وضع العراق على سكة الاستقرار والازدهار لا بد أن يقترن بالتوجه نحو اعتماد مبدأ المواطنة في شؤون الدولة والعمل على التحرر من معادلات واشتراطات المحاصصة، وكذلك حماية منظومة الحقوق والحريات المكفولة دستوريا التي باتت تتعرض أكثر فأكثر الى التضييق والانتهاك، والاستناد إلى الشعب المتطلع إلى التغيير في تحقيق الإصلاحات الجذرية المطلوبة.

برأيكم لماذا تراجع دور الحركات المدنية في العراق، رغم أنها حققت نجاحات كبيرة خاصة بعد تظاهرات تشرين، وفي الانتخابات البرلمانية الأخيرة حظيت بمقاعد جيدة، هل التشتت بين تلك الحركات هو السبب؟

فهمي: من الطبيعي أن لا تحتفظ الانتفاضات الشعبية الواسعة، كانتفاضة تشرين، بنفس الدرجة من التعبئة الجماهيرية لآماد طويلة، إلا إذا نجحت في تحقيق أهدافها في إحداث تغيير في منظومة السلطة يطرح عليها مهاماً جديدة، وخصوصا عندما تواجه بالقمع الشرس الذي قوبلت به واستخدام مختلف الأساليب لإضعاف القوى والشخصيات المشاركة فيها وتشتيتها. ولكن بموازاة التراجع في الجانب التعبوي، يلاحظ أن العديد من الحركات والتجمعات الشبابية الاحتجاجية اكتسبت المزيد من النضج السياسي ونشهد انتقالها إلى مجال الفعل السياسي الأكثر تنظيما بشكل أحزاب تحمل مشاريع فكرية وسياسية أكثر تبلورا ووضوحا. وانعكس ذلك في ممارساتها واستخلاصها لدروس مهمة من تجربة الحراك التشريني، أهمها القناعة بأهمية التنظيم والبرنامج والفكر وضرورة تجاوز حالة التشتت والتبعثر. وقد وجدنا انبثاق أحزاب سياسية جديدة ذات هوية مدنية وسعيها لتشكيل ائتلافات سياسية على أساس مشروع تغييري ذي هوية مدني. ورغم ما تحقق على طريق وحدة القوى المدنية غير أن حالة التشتت لا تزال قائمة وتتسبب فعلا في اضعاف الحركات المدنية. وينبغي أن لا نغفل الدور الذي تلعبه قوى وأحزاب متنفذة في تشكيل أحزاب ظل تحمل عناوين وخطابات مدنية من أجل تعميق التشتت والانقسام في صفوف الحركة واختراقها بهدف احتوائها وتمييع برامجها وأهدافها السياسية.

ما هو ثقل الحزب الشيوعي في الوقت الحالي، البعض يقول بأن الحزب اندثر ولم يعد له وجود في المشهد السياسي، هل ستشاركون في انتخابات مجالس المحافظات وماهو ثقلكم، وهل هناك تصحيح وتقويم داخل الحزب؟

 فهمي:  إن إعلان موت الحزب الشيوعي العراقي أو القضاء عليه رغبة وحلم راود الأنظمة السياسية التي تعاقبت على حكم العراق منذ ثلاثينات القرن الماضي، وتعرض الحزب في ظلها إلى أعنف وأشرس حملات القمع والتنكيل، والكل يتذكر حملة النظام الدكتاتوري المباد أواخر سبعينات القرن الماضي والتي استمرت لسنوات بهدف تصفية وجوده. ولكن قضت واندثرت تلك الأنظمة وظل الحزب الشيوعي حاضرا، يضمد جراحه ويستعيد عافيته ليواصل نضاله ونشاطه الوطني والطبقي؛ السياسي والجماهيري والفكري. يبدو أن مثل هذه الرغبة ما تزال تراود البعض. إن حضور وثقل أي حزب، وخاصة حزب يحمل فكرا ونظرية علمية، لا يقاس بالوزن الانتخابي فقط رغم أهميته كأحد المؤشرات لتأثير ونفوذ الحزب. وبموجب هذا المؤشر وفي ظل عملية انتخابية غير عادلة حيث يتحكم فيها إلى حد كبير المال السياسي، وتوظيف موارد الدولة وسلطتها من قبل القوى النافذة في الدولة والتي تمتلك أيضا الفضائيات ولبعضها أذرع مسلحة وفي ظل منظومة انتخابية تخدمها، حصل الحزب ما يقارب المائة الف صوت في عموم محافظات الوسط والجنوب، إلا ان هذا المؤشر الانتخابي لا يعبر لوحده عن مكانة ودور وثقل الحزب. فللحزب دور بارز في تأريخ الدولة العراقية الحديثة على مدى تسعين عاما في مختلف مراحلها، واقترن اسمه ودوره بالنضال الوطني والديمقراطي والاجتماعي، وكان ولا يزال فاعلا رئيسا في الحركة الوطنية العراقية ومدافعا ثابتا عن الهوية الوطنية الجامعة مع ضمان الحقوق الكاملة لجميع قومياته وأطيافه، كما أنه ربما الحزب الوحيد المتواجد تنظيميا، فكرا ونشاطا، في جميع محافظات العراق ومدنه ومعظم أقضيته، كما أن تأثيره الفكري في الحياة الثقافية في البلاد لا يمكن إنكاره وله علاقات وصلات متميزة مع الحركة الثقافية والمثقفين في العراق.

 فالتأثير الفكري والسياسي للحزب في المجتمع العراقي يتعدى كثيرا ثقله الانتخابي. وما كان للحزب أن يستمر على مدى تسعة عقود متجاوزا الصعوبات والتحديات لولا تفاعله ومواكبته للتطورات والتبدلات في الأوضاع عبر عملية تحديث وتجديد متواصلة، تسير بوتائر متباينة حسب ظروف كل مرحلة، على صعيد الفكر والتنظيم والسياسة والخطاب. وهو الحزب الوحيد الذي يجري تقييمات نقدية لمسيرته وتجاربه ويستخلص منها الدروس، إذ أصدر الحزب وثائق تقييمية عديدة لعمله وسياسته ومواقفه في مختلف المراحل وهي منشورة في مواقعه الرسمية على الانترنيت. إن عملية التقييم والتدقيق والتصويب لسياسة ومواقف الحزب حاضرة في عمل هيئاته القيادية وبمشاركة واسعة من تنظيمات الحزب على جميع المستويات، وهذه تشمل أيضا الجانب الفكري حيث أقر الحزب وثيقة فكرية هامة عام 2008 بشأن الدروس المستخلصة من انهيار تجربة البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي وعدد من البلدان الاشتراكية في أوروبا وهي منشورة على موقع الحزب تحت عنوان «خيارنا اشتراكي».

وسيشارك الحزب في الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات بقائمة «تحالف قيم المدني»، وسيخوضها التحالف في 11 محافظة باسمه وفي المحافظات الأخرى سيخوضها الحزب والتحالف بقوائم محلية.

ما الذي حل بتحالف الشيوعيين مع الصدريين، لماذا تهدم هذا التحالف الذي كان قويا ومتماسكا ودخل الانتخابات قبل الأخيرة وحصل على الأغلبية أيضا؟

فهمي: انبثق تحالف سائرون بين التيار الصدري من خلال حزب استقامة، وبين عدد من الأحزاب المدنية وليس الحزب الشيوعي فقط، استنادا إلى المشتركات السياسية ومطالب الإصلاح التي رفعها الحراك الشعبي والتظاهرات التي استمرت على مدى عامين ما بين عام 2015 و2017 بمشاركة التيار الصدري وطيف واسع من القوى المدنية، بما فيها الحزب الشيوعي. لذا فإن هذا التحالف نشأ من القاعدة إذا جاز التعبير. وكان تحالفا انتخابيا يحمل إمكانية أن يتحول إلى تحالف سياسي أشمل. ونحن كحزب وكذلك الأطراف المدنية الأخرى في التحالف، كنا ننظر إيجابيا لهذه الإمكانية، ونسعي إلى توفير شروطها السياسية والتنظيمية وعبر أنشطة تشترك فيها قواعد أحزاب التحالف.

بدءا لا بدّ من التوضيح أن هذا التحالف لا يشمل الفكر والأيديولوجيا، فلكل من الحزب الشيوعي والتيار الصدري فكره ومعتقداته الخاصة وأقيم التحالف على أساس الاحترام المتبادل للاستقلالية الفكرية والسياسية والتنظيمية لكل حزب في التحالف، والعمل المشترك في إطار التحالف يقوم على أساس المشتركات السياسية التي تبلورت وتعززت خلال الحراك الجماهيري والاحتجاجي المشترك، وجرى تثبيته في منهاج وبرنامج التحالف. 

وقد أتم العمل بموجب قواعد وأسس التحالف هذه، وبعد الانتخابات لم يفز في الانتخابات سوى مرشحين من التيار الصدري ومن الحزب الشيوعي، حيث تشكلت كتلة ضمت 52 نائبا، من نائبين من الحزب الشيوعي. وقد استقطب هذا التحالف أصواتا من خارج دائرة الأعضاء والمؤيدين لأحزاب التحالف، ولذلك كنا نأمل ونسعى لأن لا يقتصر هذا التحالف على العمل البرلماني وإنما يمتد إلى العمق الشعبي باعتباره

لحالفا سياسيا يحمل افقا يتعدى الانتخابات، ولكن هذه الإمكانية لم تتحقق وانحصر التحالف ببعده الانتخابي البرلماني.

وعندما انطلقت تظاهرات تشرين عام 2019 وقوبلت بالعنف وسقوط العديد من الشهداء، طالبنا بموقف أكثر قوة من التحالف لمساءلة الحكومة وأجهزتها والضغط على مجلس النواب لاستدعاء رئيس الوزراء والمسؤولين في الأجهزة لأمنية، إلاّ أن مجلس النواب لم ينهض بهذه المهمة فيما تواصلت أعمال استهداف المتظاهرين، وعندها قررنا السيدة هيفاء والأمين وأنا بصفتنا نائبين في تحالف سائرون، الاستقالة من مجلس النواب، تضامنا مع المنتفضين واحتجاجا على ضعف موقف مجلس النواب. وبانسحابنا لم يعد التحالف الانتخابي قائما، ولعدم تنشيط البعد السياسي للتحالف وتفعيل أطره التنظيمية، انتهى التحالف ككل.

كيف تراقبون تطورات الأحداث الأخيرة في كركوك، وما هو الحل الأمثل لأزمة هذه المدينة، وهل ترى أن الحلول الترقيعية غير مجدية وتعيد الأزمة كل فترة كما حصل مؤخرا؟

فهمي: إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها كركوك ليست مفاجئة وإحتمال تكررها قائم طالما لا تتوفر إرادة سياسية حقيقية وصادقة لدى الأطراف السياسية الفاعلة في المحافظة ولدى الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، لايجاد حلول ومعالجات جذرية لوضع المدينة والمحافظة.  إن الاطار الدستوري والقانوني الوحيد المتوفر حاليا هو المادة 140 من الدستور، والتي ترفضها أحزاب المكونين العربي والتركماني، على اعتبارها وفق منظورهم إنها لصالح الكرد. في واقع الأمر أن منطوق المادة يهدف إلى إزالة الحيف والظلم الذي لحق بأبناء كركوك وغيرها من المناطق التي وصفت بالمتنازع عليها، كما إنها تعتمد آليات منصفة للتعامل مع نتائج سياسة التغيير الديموغرافي التي اتبعها النظام الدكتاتوري السابق، كما دعت إلى اللجوء إلى الاستفتاء لتقرير الشكل الإداري لكركوك في إطار الدولة العراقية ووضعت ثلاث مراحل لتنفيذ المادة.  من خلال تجربتي الخاصة في رئاسة لجنة تنفيذ المادة 140 لعدة سنوات، لم أشعر بوجود رغبة وإرادة سياسية لتنفيذ المادة لأكثر من مرحلة التطبيع، فبعد أكثر من خمس عشرة سنة ما زلنا في مرحلة التطبيع وصرف التعويضات التي ارتفعت مبالغها لعدة مليارات دولار مقابل تخصيصات سنوية غير منتظمة في الموازنة، لا تتجاوز المائة وخمسين مليون دولار سنويا! فعمليا تم تعطيل المادة 140 من دون توفير حل قانوني ودستوري بديل متوافق عليه، لذا نشأ فراغ يملأه توازن القوى القائم على الأرض، وهذا انعكس خلال السنوات الماضية في توترات واستقطابات تديم حالة عدم الاستقرار والتأزم.

إن أي حل طويل الأمد لا بد أن يحظى بقبول جميع الأطياف القومية والدينية والمذهبية والثقافية في كركوك، والقبول لا يعني بالضرورة الرضا الكامل، ولكن يعني قبولا بالحلول المقترحة إذا ما كانت محصلة حوارات ديمقراطية وعلى وفق آليات دستورية ديمقراطية وتأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطياف في المدينة والمحافظة. إنّ أي حل فيه جهة رابحة وأخرى خاسرة لن يكتب له النجاح، وقد يحصل فرضه بالقوة، لذا على جميع الأطراف المعنية بمستقبل كركوك والمناطق الأخرى موضع الاختلاف، التحلي بهذه الرؤية المسؤولة الطويلة الأمد والتحلي بالارادة السياسية والعمل الصبور لتفكيك عناصر المشكلة والابتعاد عن لغة التحريض والتأجيج لمشاعر التعصب والانطلاق من المصلحة العامة لعموم أهالي كركوك ومصالح البلاد. 

 ***************************************************************************

الصفحة الثامنة

الجيش الكولومبي يعتذر عن إعدام مدنيين خلال قتال المجموعات اليسارية

بوغوتا ـ وكالات

قدّم الجيش الكولومبي للمرة الأولى، اعتذارا عن إعدام جنوده مدنيين، لتضخيم أعداد الأشخاص الذين قضوا عليهم خلال أعوام المواجهات مع مجموعات يسارية مسلحة.

ووفق “الهيئة القضائية الخاصة” المكلفة بالتحقيق في الجرائم المرتكبة خلال أعوام النزاع، قتل 6402 مدني بين عامي 2004 و2008 جراء هذه الممارسة. وفي بعض الحالات، تمّ إلباس الضحايا زيّ المجموعات المسلحة.

وطلبت القوات المسلحة السماح من عائلات بعض الضحايا خلال حفل أقيم في بوغوتا. وقال قائد الجيش لويس أوسبينا “نقرّ بأن أفعالا مؤلمة ارتكبها عناصر الجيش الوطني، لم يكن من المفترض أن تحصل على الاطلاق”.

ورأى أن الجنود “لطّخوا شرعية” الجيش، متوجها الى عائلات الضحايا بالقول “نقدم لكم اعتذارنا العميق والصادق”.

وتعد ممارسة تضخيم أعداد القتلى من أسوأ الفضائح التي طالت الجيش الكولومبي خلال أعوام المواجهة مع الجماعات المسلحة اليسارية.

وطلب أفراد العائلات الذين حضروا الحفل، معرفة هوية الذين أمروا بقتل المدنيين لتضخيم أعداد الضحايا خلال مكافحة المجموعات المسلحة. وكانت هذه السياسة تعود على الجنود بفوائد مثل إجازات وأوسمة.

واقر بعض العسكريين أمام المحكمة الخاصة بأنهم خضعوا لضغوط من قبل ضباط أعلى رتبة، خصوصا الضابط المتقاعد والقائد السابق للقوات البرية ماريو مونتويا المقرب من الرئيس الأسبق اليميني ألفارو أوريبي.

**********************************************************************************

للمرة الأولى في التاريخ الأمريكي مجلس النواب يقيل رئيسه

واشنطن ـ وكالات

صوت مجلس النواب الأمريكي على إقالة رئيسه الجمهوري كيفن مكارثي من منصبه بأغلبية 216 مقابل 210.

وعزل مجلس النواب الأميركي رئيسه الجمهوري كيفن مكارثي في سابقة في تاريخ الولايات المتحدة تجسّد مدى الانقسامات التي يعاني منها الحزب الجمهوري.

وللمرة الأولى في تاريخه الممتدّ منذ 234 سنة، صوّت مجلس النواب بأغلبية 216 صوتاً مقابل 210 لصالح مذكرة طرحها نائب من الجناح المتشدّد في الحزب الجمهوري تنص على اعتبار “منصب رئيس مجلس النواب شاغراً”.

وهذه الخطوة تشرّع الباب أمام منافسة غير مسبوقة لخلافة ماكارثي قبل عام من الانتخابات الرئاسية.

وسيرأس النائب الجمهوري باتريك ماكهنري من ولاية نورث كارولينا، وهو حليف كبير لمكارثي، مجلس النواب مؤقتا بعد شغور المنصب. وكانت فرص بقاء كيفن مكارثي في منصبه قد تضاءلت بعدما أعلن الديمقراطيون أنهم لن ينقذوه في تصويت أطلقه متشددون موالون للرئيس السابق دونالد ترامب ضمن حزبه الجمهوري لإطاحته.

وأثار مكارثي حفيظة الجناح المتشدد في حزبه نهاية الأسبوع عندما تعاون مع الديمقراطيين لتمرير اتفاق مؤقت مع الرئيس جو بايدن بشأن الموازنة لتجنّب إغلاق حكومي.

وقاد التحرّك عضو الكونغرس مات غيتس المقرب من الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي لطالما كان مناهضا لمكارثي.

وتأتي هذه المعركة الأخيرة في الكونغرس بعد يومين على إقرار مجلسي النواب والشيوخ إجراء لتجنّب إغلاق حكومي بأغلبية كبيرة من الحزبين في كلا المجلسين.

***************************************************************************

الجيش السوداني وإعادة إنتاج الأزمة الوطنية

الخرطوم: قرشي عوض

أمريكا كأحد وسطاء منبر جدة لرعاية الحوار السوداني بين طرفي النزاع الجاري منذ ٦ أشهر، ظلت تدعو لمواصلة الحوار بلا شروط ودون ان تستخدم اية ضغوط حتى نهاية الشهر الماضي، حين اعلنت وزارة الخزانة عقوبات على شخصيات كبيرة في الحركة الاسلامية، وشركات عائدة للدعم السريع. وقد شملت علي كرتي الامين العام للحركة الاسلامية والذي اتهمته الخارجية الامريكية هو وقيادات في حزبه بالعمل على اشعال فتيل الحرب وتعويق كل الجهود المبذولة للوصول الى اتفاق سلام.

ويبدو ان الادارة الامريكية قد اقتنعت بان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لن يأتي الى مائدة التفاوض وهو واقع تحت تأثير قيادات التيار الاسلامي المتشدد. فرفعت عصا العقوبات في وجه هذا التيار. بعد ان أخبر متحري المحكمة الجنائية الدولية كريم خان الجنرال البرهان بان التحقيقات في اقليم دارفور سوف تشمله.

العقوبات ضد قائد الحركة الاسلامية تشمل قيودا على التأشيرة، ما يعني تقييد الحركة. وإذا تطور التحقيق مع البرهان الى توجيه اتهام او مطالبة بالمثول امام المحكمة، فان قيادة الدولة تكون بذلك قد عادت الى الدائرة التي ظل يقبع فيها البشير حتى سقوطه.

ردّ البرهان على الضغوط الأمريكية في خطاب له في مدينة عطبرة وآخر في معبر ارقين بأن لا تفاوض مع مليشيا متمردة، وان التفاوض ان حدث سيكون (بشروطنا نحن وبشروط الشعب السوداني) على حد تعبيره. كما سخرت الحركة الإسلامية من قائمة العقوبات الأمريكية الصادرة في حق أمينها العام واعتبرتها قلادة شرف في عنقه. ولم يعد التنظيم الإسلامي في حاجة، لان يخفي علاقته بالحرب الدائرة الآن ووقوفه ضد الوصول الي اتفاق ينهي النزاع، كما أطلقت الحركة الإسلامية في حملة استنفار وحشدت اتباعها للقتال الى جانب الجيش وراح قادتها يجوبون الآفاق وهم يدعون لاستمرار الحرب حتى القضاء على ما يسمونها بالمليشيا المتمردة، ومن يقفون خلفها من قوى الحرية والتغيير الذين اخذ الإعلام المحسوب على تيار الإسلاميين يتوعدهم بعواقب وخيمة بعد نهاية الحرب.

وفي مثل هذه الأجواء من الطبيعي ان تزداد حدة القتال والذي اخذ شكلا تدميريا خاصة في الخرطوم وفي مواقع الجيش الاساسية في المدرعات والمهندسين والقيادة العامة وقاعدة وادي سيدنا الجوية. كما نشط القتال في شمال كردفان والنيل الابيض بفتح جبهات جديدة في مناطق تندلتي وود عشانا وام روابة.

إذاً، وعلى خلفية اشتداد المعارك وضغط العقوبات الدولية يتجدد اللقاء بين الجيش والحركة الإسلامية بعد ان قطعت أواصره ثورة ديسمبر الشعبية.

فالجيش يعلم جيدا ان نهاية الحرب الحالية على اساس التفاوض المفضي بطبيعة الحال الى التسوية يعني تعدد مراكز القوة في سودان المستقبل مما يقوض سيطرة الجيش على الساحة السياسية التي كانت تعطيه وضعا متميزا بالنسبة الى القوى السياسية والمدنية بوضع مفاصل السلطة الأساسية ممثلة في الامن والدفاع والقضاء والنيابة العامة والعلاقات الخارجية والبنك المركزي تحت تصرفه دون منازع، تاركا للمدنيين ما تبقى من الحكومة وبسلطات مسلوبة، لان الجيش ببساطة ومن خلال هذه الوضعية يسيطر على أكثر من ٧٠% من الناتج القومي الاجمالي عوضا عن مشاركته في النشاط الاقتصادي، من خلال شركات الجيش التي فشلت حكومة حمدوك في وضعها تحت سيطرة وزارة المالية.

الإسلاميون لن يقبلوا بقسمة للسلطة تجعلهم خارج دائرة صنع القرار، كما تفيد كل مواثيق ثورة ديسمبر التي تشير الى مشاركة الجميع في الحكومة الانتقالية، عدا المؤتمر الوطني وهو المسمى الذي حكمت به الحركة الاسلامية في عهد البشير. ولو توقف الامر عند هذا الحد، كان من الممكن تجاوزه بتغيير الاسم ولكن المنع شمل عناصر النظام الذين هم كل قيادات الحركة الاسلامية. إذاً، عدم قيام الحرب كان يعني موافقة الجيش على الابتعاد عن السياسة، وان يقنع الاسلاميون بدور المتفرج حتى قيام الانتخابات.

كما ان احتكار الإسلاميين للسلطة وإبعادهم للآخرين هو الذي جعل احتياجات الحفاظ على الكرسي تتضخم حتى تبتلع ميزانية الدولة من خلال البذخ على اجهزة القمع. وفي الشهور الاخيرة من حكم الانقاذ، حين أصبح واضحا ان الازمة الاقتصادية في طريقها لان تعصف بجهاز الدولة اخذ يتردد همسا ثم أصبح جهرا وسط الاسلاميين أنفسهم ان الحل سياسي وليس اقتصاديا، وأخذت السلطة تقرب اليها سياسيين من معسكرات اخرى. بل ان بعض نواب المجلس الوطني وقتها طالبوا بإسناد وزارة المالية للشيوعيين، لأنهم يتصفون بالأمانة على حد تعبيرهم، وذلك في جلسات للمجلس مسجلة بالصورة والصوت.

كان الإسلاميون أنفسهم يقولون ان عددا محدودا من تجار العملة والمواد التموينية يتحكمون في اقتصاد البلاد لقربهم من مواقع صنع القرار، فاستقر الرأي حتى وسطهم بان الحل السياسي يتطلب توسيع قاعدة النظام باستيعاب المعارضة وهي الخطوة التي أجهضها البشير عن طريق تجيير الحوار الوطني لمصلحة تمكين الطغمة الحاكمة برئاسته ما قطع الامل امام اي خيار للإصلاح وفتح طريق الثورة. وفي سبيل ذلك سعت الانقاذ لاستقطاب عبد الله حمدوك وقتها ليشغل منصب وزارة المالية ولكنه اعتذر.

وبعد سقوط النظام أصبحت المعارضة او الاقسام التي كانت تسعى منها للمشاركة في النظام، غير راغبة في التعامل مع عناصره، بعد ان تم اقتلاعهم من السلطة.

إن التقاء الاسلاميين والجيش على قاعدة كسب الحرب واستعادة السلطة السليبة هو في نهاية المطاف ـ ان كتب له النجاح ـ يعني فقط اعادة انتاج الازمة الوطنية التي اودت بهم من قبل، ومن غير توسيع قاعدة النظام باستيعاب اقسام من المعارضة وادخال دماء جديدة من التكنوقراط هذه المرة.

 إن إعادة إنتاج الأزمة هي الالية التي درج عليها الجيش في تجديد سلطته كلما ضاقت بها الجماهير، غير انها تجيء هذه المرة في ظروف مختلفة، تتميز بعدم وجود فئة او طبقة اجتماعية مستعدة للتحالف معه، حتى تمنحه الشرعية المطلوبة، بخلاف قاعدة الإسلاميين التي تأجلت شرعيتها بحكم الفساد والاستبداد، ولم تعد مقبولة من اجزاء كبيرة حتى من قاعدتها.

*******************************************************************************

تونس.. اعتقال رئيسة الحزب الدستوري الحر المعارض

تونس ـ وكالات

أودعت السياسية التونسية المعروفة عبير موسى، رئيسة الحزب الدستوري الحرّ، أحد أبرز التشكيلات المعارضة في تونس، الحبس الاحتياطي بعد توقيفها أمام القصر الرئاسي. وقال محام إن النيابة العامة أمرت، أول من الثلاثاء، على رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى، حين كانت تصر على تقديم تظلم في مكتب الضبط أمام القصر الرئاسي بضاحية قرطاج.

وقال محامي الحزب نوفل بودن لوكالة فرانس برس، “صدر إذن بالاحتفاظ بعبير موسى ولم نتمكّن من معرفة السبب”، فيما قال رئيس فرع المحامين بتونس العروسي زقير بالقول “تم الاحتفاظ بعبير موسى لمدة 48 ساعة بتهم معالجة بيانات شخصية وتعطيل حرية العمل والاعتداء قصد إحداث الفوضى”.

في أعقاب تصريحات للرئيس سعيّد قال فيها إنه يرفض دعما ماليا “زهيدا” من الاتحاد الأوروبي، أعلنت المفوضية أنها على “اتصال دائم” مع تونس بشأن تنفيذ مذكرة التفاهم التي يعوّل عليها الأوروبيون لكبح موجة الهجرة غير القانونية.

وندّد أعضاء في حزبها في تصريحات لوسائل إعلام تونسية بعملية “اختطاف”، من جانبه وصف نافع العريبي، محامي عبير موسى، “إن ما حدث هو عملية اختطاف أمام قصر الرئاسة، وهي محتجزة بمركز شرطة حلق الوادي”.

وقالت مساعدة عبير في تسجيل مصور على فيسبوك، إن السياسية المعارضة تعرضت للخطف من أمام قصر قرطاج.

********************************************************************************

إيران تؤكد عدم تأثر علاقتها مع السعودية بالرياضة

طهران ـ وكالات

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن العلاقات بين الرياض وطهران تسير بالاتجاه الصحيح، وإن إلغاء مباراة كرة القدم بين سيباهان الإيراني وضيفه الاتحاد السعودي لن يؤثر في العلاقات التي استؤنفت هذا العام. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” عن أمير عبد اللهيان قوله: “كنت على اتصال مع وزير الخارجية السعودي (فيصل بن فرحان) في أثناء أحداث المباراة هذه”، مؤكدا أن “العلاقات بين طهران والرياض تمضي قدما، ويجب ألا نسمح بأن تصبح الرياضة أداة سياسية بين يدي أي من الطرفين”.

ودعا الوزير الإيراني الاتحاد الآسيوي للتعامل مع المباراة “من الناحية الفنية”، مشيرا إلى أن طهران والرياض اتفقتا على تحديد موعد جديد لها.

وألغيت المباراة التي كانت مقررة الاثنين الماضي في أصفهان ضمن دور المجموعات في دوري أبطال آسيا “بسبب ظروف غير متوقعة”، حسب ما أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

وقال الاتحاد في بيان رسمي مساء الاثنين الماضي “يجدد الاتحاد الآسيوي التزامه بضمان وسلامة وأمن اللاعبين وحكام المباريات والجماهير وجميع أصحاب المصلحة المعنيين”، وتابع “وسوف تتم إحالة الأمر إلى اللجان المعنية”.

لكن مصدرا في النادي السعودي أكد لوكالة الصحافة الفرنسية أن إدارييه استاؤوا من وجود تمثال في الملعب للواء الإيراني قاسم سليماني الذي قتل في ضربة جوية أميركية في بغداد عام 2020.

*******************************************************************************

بعد زيارة وإجراء حوارات متنوعة.. نواب أمريكيون يدعون إلى الاعتذار عن التورط بالانقلاب الفاشي في تشيلي

رشيد غويلب

بمناسبة الذكرى الخمسين للانقلاب العسكري ضد الرئيس التشيلي المنتخب ديمقراطيا سلفادور الليندي، قدم أعضاء في جناحي السلطة التشريعية الأمريكية مشروع قرارا تاريخي في كل من مجلسي النواب والشيوخ، يتضمن مشروع القرار الإعراب عن “الأسف العميق” لدور الحكومة الأمريكية في دعم الدكتاتورية التشيلية تحت قيادة الجنرال أوغستو بينوشيه طيلة حكمه الإرهابي الذي دام 17 عاما (1973 -1990).

ويأتي مشروع القرار، بمبادرة من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي: بيرني ساندرز وتيم كين، إلى جانب أعضاء مجلس النواب ألكسندرا أوكاسيو كورتيز وجواكين كاسترو وجريج كازار ونيديا فيلاسكيز، بعد زيارتهم العاصمة التشيلية سانتياغو في منتصف آب الفائت ولقائهم الرئيس التشيلي غابريل بورك ومسؤولين حكوميين آخرين.

إن تورط الولايات المتحدة في زعزعة استقرار تشيلي لتهيئة الظروف للانقلاب الفاشي في 11 أيلول 1973 ودعم دكتاتورية بينوشيه العسكرية كان منذ فترة طويلة قضية مثيرة للجدل في النقاش السياسي في الولايات المتحدة الامريكية. ويمثل مشروع القرار نقطة تحول لأنه يعترف رسميًا ولأول مرة بدور إدارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في دعم الانقلاب والاطاحة بحكومة الوحدة الشعبية بزعامة سلفادور الليندي.

وقال السيناتور بيرني ساندرز: “في الذكرى الخمسين للانقلاب الرهيب في تشيلي، يجب أن نوضح أننا نأسف لمشاركتنا في الانقلاب وملتزمون بدعم الديمقراطية التشيلية”، “لبناء الشراكات الدائمة التي نحتاجها في هذا النصف من الكرة الأرضية، يجب علينا إنشاء أساس من الثقة والاحترام. وتشمل هذه العملية المساءلة الكاملة عن الانقلاب وعواقبه”.

الكشف عن وثائق جديدة

وبالتوازي مع طرح مشروع القرار في مجلسي النواب والشيوخ في الولايات المتحدة، نشرت الحكومة البريطانية وثائق سرية لأول مرة، عن تورط المخابرات البريطانية أيضا في تقديم الدعم للدكتاتورية العسكرية في تشيلي، وتعود الوثائق المأخوذة من أرشيف المخابرات البريطانية إلى سنوات 1972 – 1974 أي إلى سنوات التهيئة للانقلاب والسنوات التي تلت نجاحه.

وكشفت الوثائق التي رفعت عنها السرية، أن الحكومة البريطانية ساعدت سراً دكتاتورية بينوشيه في تطوير استراتيجية لمكافحة المقاومة. وفي عام 1974، تلقى النظام العسكري التشيلي معلومات حول قمع المقاومة في المستعمرات البريطانية في جنوب شرق آسيا، وخاصة في الملايو البريطانية خلال فترة الديكتاتورية العسكرية. ومعروف أن أجهزة الأمن التشيلية ارتكبت انتهاكات لا حصر لها لحقوق الإنسان ضد السكان المدنيين، وقامت باعتقال أو تعذيب أو قتل أعداد كبيرة من معارضي النظام من شيوعيين ويساريين وديمقراطيين.

لقد تمت مناقشة التعاون بين البلدين لأول مرة خلال زيارة قائد البحرية البريطانية بولوك إلى تشيلي في تشرين الثاني 1973. وأعجب ممثلو الدكتاتورية الفاشية في تشيلي بشدة بالاستراتيجية البريطانية لقمع المقاومة لدرجة أنهم طلبوا المساعدة من بريطانيا. وزود البريطانيون شركاءهم التشيليين بوثائق حول تجارب مكافحة المقاومة في مستعمرتهم الماليزية. وتميزت العملية في شبه الجزيرة الماليزية بالترحيل القسري لأكثر من نصف مليون مدني، وغارات جوية، وحملة دعائية مكثفة.

وتثير الوثائق تساؤلات حول أنشطة المخابرات البريطانية قبل الانقلاب في تشيلي. على سبيل المثال، تم إرسال ضابط المخابرات البريطانية ديفيد سبيدينج إلى السفارة البريطانية في سانتياغو عام 1972 وحافظ على علاقات وثيقة مع العضو القيادي اللاحق في المجلس العسكري لقيادة الانقلاب، الأدميرال ميرينو. 

وتسلط الوثائق التي تم الكشف عنها حديثًا ضوءًا جديدًا على الدعم الدولي لسلطة الانقلاب في التشيلي، وتظهر مدى أهمية مساعدة أجهزة المخابرات الغربية في استمرار الدكتاتورية الفاشية.

************************************************************************************

الصفحة التاسعة

تحرّك مشترك لتشريع قانون ينظم العمل النقابي في العراق

بغداد- طريق الشعب

تسعى الاتحادات والنقابات العمالية في العراق إلى جانب منظمات المجتمع المدني المعنية بالحقوق العمالية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، إلى صياغة مسودة مقترح قانون المنظمات النقابية للعمال والموظفين في العراق وذلك بالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومنظمة العمل الدولية.

استجابة لعدة اتفاقيات

ويفيد مدير مركز المعلومة علي صاحب لـ”طرق الشعب” أن عملهم مستمر في عقد ورشات حوارية واجتماعية مع الجهات المعنية لاستكمال صياغة مشروع القانون وجعله يتوافق مع الاتفاقيات الدولية التي أقرها العراق.

ويقول إن “النقابات العمالية في العراق قُيد عملها وجعله احادي الجانب وفق قوانين أقرها النظام البائد قبل عام 2003، وهي قوانين نافذة العمل إلى الآن على الرغم من مرور عقود طويلة على التغير”.

ويضيف صاحب خلال حديثة إلى أن “مشروع القانون هذا جاء استجابة لعدة اتفاقيات صادق عليها العراق منها اتفاقية 87 والمعنية بحرية عمل وتشكيل النقابات العمالية، فضلا عن اتفاقية 98 المعنية بحق التنظيم والمفاوضة الجماعية، واتفاقية 35 التي تتعلق بحماية العاملين في المؤسسات ومواقع العمل، اضافة إلى اتفاقية 154 التي تؤكد على المفاوضات الجماعية”.

كما وتطرق مدير مركز المعلومة إلى بنود مشروع القانون قائلا: إن “المسودة تضمنت أهم بند قانوني والمعني باستقلالية عمل النقابات العمالية بعيدا عن التدخل الحكومي والمصالح الضيقة، فضلا عن أحقية التحاق جميع العاملين سواء من فئة الموظفين وغيرهم بالنقابات العمالية وإنشاء النقابات العمالية في القطاعين العام والخاص”.

تحرك برلماني

هذا واستضافت لجنة العمل البرلمانية، مؤخرا، وفدا من مؤتمر الاتحادات والنقابات العمال في العراق، لمناقشة مقترح قانون المنظمات النقابية للعمال والموظفين في العراق، ووضع العراق تحت مظلة الاتفاقية الدولية لحرية العمل النقابي” وذلك بحسب بيان اطلعت عليه “طريق الشعب” ورد عن الدائرة الإعلامية لمجلس النواب.

واطلعت اللجنة، بحسب البيان، على “التوصيات وملاحظات بعثة الاتصال المباشر في منظمة العمل الدولية حول مسودة القانون وضرورة تشريع المقترح لما له من أهمية كبيرة في تحقيق المعايير الدولية لحرية تنظيم العمل النقابي في العراق وإعطاء التمثيل الحقيقي للطبقة العاملة وتحقيق المنفعة العامة في سوق العمل”.

وأشار البيان إلى أن “اللجنة ناقشت موضوع إقامة ورش مشتركة مع جميع الاتحادات للوصول إلى صيغة موحدة لتنظيم العمل النقابي للعمال برعاية منظمة العمل الدولية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية”.

استبدال لقانون جائر

كما وتحدث الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار عن الدوافع وراء تشريع قانون المنظمات النقابية للعمال والموظفين في العراق وقال لـ”طريق الشعب” إن “القانون الجائر رقم 52 لسنة 1987 والمعمول به إلى يومنا هذا ينتهك حق حرية العمل النقابي ويتعارض مع الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها العراق، وبالتالي أرغمت الحكومة الحالية إلى الذهاب باتجاه تشريع قانون آخر بديل عن القانون السابق ينظم من خلاله العمل النقابي في القطاعين العام والخاص”.

ويرى الصفار أن “مسودة مشروع القانون حال تشريعها مكسب كبير يضاف إلى مكاسب الطبقة العاملة التي تعاني من تحديات كبيرة منذ عقود”.

ويؤكد أنه “وفق مسودة مشروع القانون من حق العاملين سواء من فئة الموظفين وغيرهم من الفئات العمالية تشكيل النقابات العمالية للدفاع عن حقوقهم المسلوبة”.

وأشار الصفار إلى “دور بعثة الاتصال المباشر في منظمة العمل الدولية في التأكيد على أهمية منح الأولوية في تشريع مسودة القانون وجعله قانونا نافذا من قبل مجلس النواب”.

ويشدد على أن مسودة مشروع القانون فيه ضمانة حقيقية لحرية العمل النقابي وللعمال في البلاد.

******************************************************************************

«مليونا مستفيد».. بريطانيا ترفع الحد الأدنى للأجور ابتداء من نيسان

المصدر فرانس برس

أعلن وزير المال البريطاني، جيريمي هانت، مؤخرا، رفع الحد الأدنى للأجور العمال في بريطانيا، اعتبارا من نيسان 2024 إلى 11 جنيها استرلينيا في الساعة (13.65 دولار).

وجاء في مقتطفات من خطاب قدمه هانت أمام مؤتمر المحافظين، أن “العمل يجب أن يعود ببدل كاف للعمال ونحن سنضمن حدوث ذلك”، مشيرا إلى أن “هذه هي الطريقة التي يحسن فيها حزب المحافظين معيشة العمال”.

ويأتي المؤتمر السنوي للمحافظين في مدينة مانشستر، في ظل تراجع شعبية الحزب الحاكم بحسب استطلاعات للرأي، قبل الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها، بحلول كانون الثاني 2025.

وشدد هانت، بحسب مقتطفات من خطابة، على أنهم وعدوا “بزيادة الحد الأدنى للأجور إلى ثلثي الأجر المتوسط، للحد من الأجور المنخفضة في البلاد”.

ويبلغ الحد الأدنى للأجور راهنا 10.42 جنيه إسترليني (12.6 دولار) في الساعة، وسيستفيد من هذه الزيادة مليونا شخص، وفقا للحكومة.

كما أعلن هانت عن إصلاح نظام المساعدة الاجتماعية الذي يهدف خاصة إلى تشجيع العاطلين عن العمل على العودة إلى سوق العمل.

وأوضح ان “الشركات تواجه صعوبة في إيجاد اليد العاملة، في الوقت نفسه يغادر حوالي مئة ألف شخص سوق العمل سنويا، ويقتاتون على المساعدات الاجتماعية”، معلنا عن مراجعة نظام العقوبات.

وأكد أن “أولئك الذين لا يبحثون حتى عن وظيفة لا يستحقون المساعدة الاجتماعية ذاتها التي يحصل عليها أولئك الذين يتصرفون بشكل سليم”.

******************************************************************************

تشرين الانتفاضة.. تشرين العمال

نورس حسن

انطلاقا من وقائع الظلم الذي كثيرا ما تعرض له العمال في السنين الماضية، شأن غيرهم من الكادحين والمهمشين، تفجرت انتفاضة تشرين 2019، التي نُحيي هذه الأيام ذكراها الرابعة.

وليس في هذا جديد بالنسبة للطبقة العاملة العراقية. فهي صاحبة تجربة وخبرة طويلة وغنية، ترجع الى عقود عديدة سابقة من السنين، خاضت خلالها الكثير من النزالات والمعارك النضالية، لانتزاع حقوقها الأساسية ثم للدفاع عنها وحمايتها.

ويتذكر المتابعون لتلك المسيرة الكفاحية وقائع اضرابات بطولية حافلة بالتضحيات من اجل حقوق العمال المشروعة، من اشهرها اضراب عمال النفط العاملين في “شركة نفط العراق” البريطانية في تموز 1946، الذين اختتموه بتجمع في حديقة كاورباغي بمدينة كركوك. ورغم ان التجمع كان سلميا وان العمال المضربين كانوا عزلا تماما، فقد هاجمتهم شرطة النظام الملكي بوحشية وقتلت بالرصاص ستة منهم وأصابت ضعفهم بجراح.

وفي أيام وثبة عام 1948 ضد معاهدة بورتسموث الاستعمارية، أضرب عمال النفط في عين زالة التابعة للواء الموصل (محافظة نينوى) مطالبين بزيادة الأجور. وبفضل اضرابهم الذي استمر عشرة أيام، اضطرت شركة النفط لاستجابة لمطالبهم وتلبيتها.

وفي 27 آذار من العام ذاته اضرب 115 عاملا من عمال نسيج معمل محمد صالح في منطقة الاعظمية، وانضم اليهم في ما بعد عمال النسيج في معامل الكاظمية وفي معمل فتاح باشا، ليتحدوا جميعا في مظاهرة ضمت حوالي 1500 عامل، طالبوا فيها بزيادة الاجور وبالضمان الاجتماعي.

 وسجلت الصحف وقتذاك ان العمال انطلقوا بعدها في مظاهرة كبيرة عبرت جسر الاحرار واخترقت شارع الرشيد وصولا الى وزارة الشؤون الاجتماعية، رافعة شعارات: “تعيش الطبقة العاملة العراقية، يعيش اتحاد نقابات العمال” ومكررة المطالبة بزيادة الأجور وبشمول العمال بالضمان الاجتماعي.

وبعد ذلك بـ 71 عاما، حفلت بالكثير من الاضرابات والمظاهرات العمالية، عاد العمال في اول تشرين الاول قبل اربع سنوات، ليرفعوا الشعارات المطلبية نفسها تقريبا في زيادة الأجور والشمول بالضمان الاجتماعي، التي ظلوا يصارعون من اجل تحقيقها ، وذلك بجانب شعار الانتفاضة “نريد وطن”.

واليوم وعمالنا يحيون الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين مع الجماهير الواسعة المكافحة من الشباب والنساء والمواطنين الآخرين، ترتفع أصواتهم بإدانة عدم الوفاء بالوعود وعدم الكشف عن قتلة المتظاهرين، وبتأكيد استمرار الانتفاضة مع جماهير الكادحين والفقراء، حتى تحقيق مطالبها وأهدافها الشعبية والوطنية النبيلة.

***********************************************************************************

بائع للزجاج: ننتظر بفارغ الصبر تنفيذ قانون التقاعد للعمال

بغداد-طريق الشعب

على الرغم من بساطة الوارد المالي من مهنة بائع الزجاج، إلا أن المواطن جبار العامري (34 عام) يواصل عمله في هذا المجال بسبب عدم توفر العمل البديل الذي يضمن من خلاله العيش الكريم له ولعائلته.

ويقول العامري لـ “طريق الشعب” إنه “كحال الكثير من عمال المهن الحرة الذين يواجهون ظروف الحياة الصعبة وصراعاتها بمهن بسيطة الأرباح المالية”.

 ويفيد أنه ترك الدراسة بعد أن أكمل المرحلة المتوسطة بسبب حاجة عائلته إلى من يعمل خاصة بعد وفاة والدهم قبل عام 2003، وبالتالي فقدان معيل الأسرة في أيام الحصار “وهي أيام شديدة القسوة على جميع العوائل العراقية”.

ويتابع العامري تنفيذ الوعود الحكومية بتطبيق قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال قائلا: “أتأمل خيرا بشمول عمال المهن الحرة بالضمان الاجتماعي للحصول على راتب تقاعدي بعد سنوات العمل الطويلة”، منبها إلى أنه حاول “مرارا وتكرارا الحصول على أقل تقدير على راتب الرعاية الاجتماعية إلا ان محاولاته لم يتحقق منها شيء بسبب عدم تطابق الشروط التي تفرضها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية” بحسب تعبيره.

****************************************************************************

بعد خضوع شركة فورد لإرادة العمال.. عمال صناعة السيارات في الولايات المتحدة يوسعون إضرابهم

متابعة - طريق الشعب

منذ منتصف ليلة 14 / 15 أيلول يشارك 12700 من مصنع جنرال موتور في ولاية ميسوري، ومصنع سيارات جيب في اوهايو، ومصنع فورد للطلاء والتجميع النهائي في ولاية ميشيغان في الإضراب. تضم الشركات الثلاث 150 ألف عضوا في اتحاد عمال السيارات (يو أي دبليو). رئيس الاتحاد شون فاين وصف الإضراب بأنه جزء من “صراع طبقي” بين عمال السيارات الذين يعملون بجد ورؤساء الشركات الذين جمعوا رواتب ضخمة، إلى جانب أباطرة المال في وول ستريت الذين يستثمرون في شركات السيارات ويزدادون ربحا من عمليات إعادة شراء أسهم الشركات.

مع حملة إضرابات “انهضوا” يريد الاتحاد تغيير مسار الشركات، بواسطة دعوة النقابات المحلية في اللحظة الأخيرة، ودون إعلان مسبق. ويطالب النقابة بزيادة الأجور بنسبة 46 في المائة على مدى أربع سنوات (بما يوازي الزيادة في رواتب أعضاء مجالس الإدارة)، وتحسين الرعاية الصحية واستحقاقات التقاعد، واستعادة علاوات غلاء المعيشة، وإنهاء الفوارق بين العمال الأكبر سنا والجدد واستعادة مزايا المعاشات التقاعدية الثابتة، و32 ساعة عمل في الأسبوع مقابل 40 ساعة عمل في الأجور.

في عام 2009، أجبرت النقابة على الموافقة على إيقاف العمل بنظام زيادة غلاء المعيشة، ونظام الأجور ذي المستويين من بين الامتيازات الرئيسية التي انتزعتها الحكومة الفيدرالية من النقابات كجزء من خطة إنقاذ ضمان القروض بعد إفلاس شركة فيات كرايسلر وجنرال موتورز في أعقاب انهيار وول ستريت عام 2008.. وعلى الرغم من أن شركة فورد لم تعلن إفلاسها في ذلك الوقت، إلا أنها ألغت أيضًا علاوات غلاء المعيشة.

وأشار فين إلى أن الاتحاد قدم مقترحاته التفاوضية الشاملة للشركات الثلاث منذ حوالي ثمانية أشهر، لكن الشركات لم تأخذ الأمر على محمل الجد حتى وقت قريب. “لقد انتظر عمال صناعة السيارات وقتا طويلا لتسوية الأمور. لذلك، لم نعد ننتظر ولم نتجاوب”. و “لقد حان الوقت لنظهر للشركات أننا متحدون، وقد سئمنا، ونقف في وجه جشع الشركات”.

تمديد الإضراب

بعد ظهر يوم 22 أيلول، دعا الاتحاد العمال في 38 موقعًا إضافيًا للانضمام إلى حملة إضراب “انهضوا”. وتضم هذه المواقع 5625 شغيلا في 20 ولاية؛ بما في ذلك مصانع قطع الغيار في العديد من المدن التي تزود مصانع التجميع النهائي لجنرال موتورز وستيلانتس بالمحركات ووحدات نقل الحركة والمكونات الأخرى للسيارات والشاحنات وسيارات الدفع الرباعي، وقال شون فاين: “سنوقف تسليم قطع الغيار حتى تعود هاتان الشركتان إلى رشدهما وتقدما عرضًا جديًا”. “وستستمر المصانع في الاضراب”.

شركة فورد تستسلم

ولم تتأثر شركة فورد بتوسع الإضراب، إذ تخلت الشركة عن نظام الأجور ذي المستويين، ورفعت نسبة تقاسم الأرباح إلى 13,3 في المائة، واستعادت العمل بعلاوات غلاء المعيشة التي ألغيت في عام 2009، ووافقت على تحويل جميع العمال المؤقتين إلى عمال دائمين” بالإضافة إلى اقرار الحق في الإضراب عن العمل في حالة إغلاق المصانع، حسبما أفاد فاين. وقال فاين: “لم ننته بعد من اتفاقية فورد، لكنهم جادون في رغبتهم في التوصل إلى اتفاق”. ولذلك، لم تتم إضافة أي مواقع من مواقع الشركة إلى قائمة الإضراب ومع ذلك، هناك موقع مهم آخر لشركة فورد مضرب عن العمل، وهو مصنع الطلاء والتجميع النهائي في مقاطعة واين بولاية ميشيغان.

دعوة للتضامن

دعا رئيس الاتحاد جميع المواطنين لدعم العمال المضربين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن. وكان الرئيس الأمريكي قد عبر بعد تردد، عن نيته في الانضمام إلى العمال للتعبير عن تضامنه، مشيرا إلى أن التوصل إلى اتفاق بين اتحاد العمال والشركات سيبقي صناعة السيارات الامريكية مزدهرة.

وفي تضامن ملموس قام عدد من النواب الديمقراطيين بزيارة العمال المضربين، أو إعلان التضامن معهم بينهم رئيس لجنة العمل بمجلس الشيوخ بيرني ساندرز، ومارسي كابتور، والسيناتور شيرود براون (من أوهايو)، والسيناتور جون فيترمان (من بنسلفانيا).

وفي المقابل، هاجم المرشحون الرئاسيون الجمهوريون عمال صناعة السيارات، واقترح السيناتور والمرشح الرئاسي تيم سكوت أن تقوم الشركات بطرد جميع العمال المضربين. في المقابل، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أنه سيأتي إلى تجمع حاشد في ميشيغان. وإنه يريد أن يحاول إقناع العمال بأنه مرشحهم وليس ممثل الطبقة الحاكمة كما هو في الواقع.

ولم يشر فين إلى دعم السياسيين في تصريحاته، لكنه قال إن استطلاعات الرأي العام تظهر دعمًا متزايدًا للعمال عبر مختلف الأحزاب والفئات العمرية.

أما بالنسبة لترامب، فقد قال في وقت سابق لشبكة سي ان ان: “لا يمكننا الاستمرار في انتخاب الملياردية”.

*************************************************************************

الصفحة العاشرة

أنت أسود؟ سأعذبك!

غادة السمان

لماذا يتوهم بعض أصحاب البشرة البيضاء (أو السمراء) أنهم أكثر إنسانية من أصحاب البشرة السوداء (لا أحب استعمال كلمات مثل إنسان أبيض، مخلوق أسود!).

هكذا نطالع في العديد من الصحف قصصاً مروعة عن تعذيب (البيض) لسود البشرة لمجرد أن لونهم ليس أبيض، ما الفرق بين الذين يخلقهم الله تعالى ببشرة سوداء أو بيضاء؟

وآخر ما قرأته في هذا المجال حادثة مروعة في الولايات المتحدة ملخصها: عدة رجال من الشرطة (البيض) قاموا بتعذيب رجلين من (السود).

أنت أسود لذا أكرهك

أجل!

تروي الصحف أنه حدث مؤخراً أن ستة من رجال الشرطة الأمريكيين عذبوا رجلين من السود لمجرد أن لونهما هكذا. ولن أروي للقارئ فظاعة التعذيب ومداه الحاقد، رحمة بأعصابه، ثم لعله قرأ الخبر في العديد من الصحف. لكن الإساءة في الولايات المتحدة الأمريكية حقيقية عانى منها صديق لزوجي وكانا معاً.

طالب في جامعة وسكانسن

حين كان زوجي (رحمه الله) طالباً في أمريكا في جامعة راقية، كان له صديق عراقي أسمر البشرة جداً، لكن لم يكن أسودها. وكانا يعيشان معاً لتقاسم إيجار الشقة كما يفعل الطلاب عادة. وذات يوم، توقفا على الرصيف بانتظار وصول (الباص) للذهاب إلى الجامعة حين رفض السائق أن يجلسا معاً. تصادف أن زوجي أبيض البشرة جداً، فتركه السائق يصعد، أما صديقه العراقي (الأسمر الداكن) فقد اعتبره السائق أسود البشرة وأصر على أن يجلس في قسم خاص بالسود!

مازالت روح التعصب للبيض

ومرت الأيام وألغيت هذه (القواعد) الهزلية، ولكن ضرب الشرطة الأمريكية مؤخراً وهجومهم الوحشي على رجلين من السود يدل على أن روح العداء لأصحاب اللون الأسود ما تزال تسري.

كدت أنسى أن أخبركم بنهاية صعود زوجي وصديقه العراقي إلى الباص ورفض السائق جلوسهما معاً، إذ كان على العراقي الجلوس في قسم السود في الباص. ولكن بعد تخرجه من الجامعة، كزوجي الذي عاد إلى لبنان وعاد العراقي داكن السمرة إلى وطنه، تقلد في بلده مناصب رفيعة جداً، وذهب في رحلة عمل إلى U.S.A  ونظموا له استقبالاً رسمياً في مطار واشنطن قبل أن يلتقي برئيس الجمهورية! إنه نفسه ذلك الرجل الممنوع من ركوب (الباص) في قسم البيض! وكنت أعتقد أن هذا (السخف) في التمييز بين البيض والسود انتهى حتى قرأت حكاية رجال الشرطة البيض الذين عذبوا مؤخراً رجلين من السود! أما زال ذلك يحدث في عصرنا؟

التوعية هي العلاج

أظن أن العلاج من الكراهية المسبقة للسود هو تعويد الناس على احترام مواهب الناس. التلفزيونات مثلاً قد يكون من المفيد أن يكون المذيع/المذيعة لنشرة الأخبار اليومية من السود. وأن يكون الأستاذ في المدرسة أسود البشرة. وأن نرى الحبيب في الأفلام كذلك أحياناً. أي، المساواة بين أبيض البشرة وأسودها ليألف الناس ذلك. منذ أيام مثلاً، في برنامج تلفزيوني فرنسي يراه الناس كثيراً هو «لا تنسى الكلمات» يقدمه «ناجي» وأظنه من أصل عربي وهو أسمر اللون، لكن كورس البرنامج معظمه من بيض البشرة. وفي حلقة أخيرة منه، سلطت الأضواء على مطرب أسود ووجدت ذلك رائعاً وضرورياً.. ويبقى أن يقدم نشرة الأخبار في القنوات الفرنسية رجل أسود اللون أحياناً.. أي المساواة بين اللونين، فاللون لا يحدد مدى علم البشر. وإن ضرب رجال الشرطة لأسودين في أمريكا يظهر مدى حماقتهما وقلة معرفتهما بالبشر.

العنكبوت المسكين!

لأنني لا أحب أن أسبّب الغم لقارئي، أنتقل كعادتي إلى موضوع آخر..

ثمة متجر نمساوي اكتشف العاملون فيه وجود عنكبوت كبير في أحد المخازن: فأغلقوا أبواب المخزن ثلاثة أيام ريثما يتم قتل العنكبوت المسكين. يقال إن هذا العنكبوت سام ومن الأكثر فتكاً في العالم. لكن هذا العنكبوت المسكين خلقه الله هكذا، لونه أسود (لسبب ما، اللون الأسود مكروه) ولعله لا يريد تخويف أحد بل يريد الدفاع عن نفسه وسط شحنات الموز التي يحب الإقامة فيها! أشفقت على هذا العنكبوت الذي ضل طريقه إلى متجر نمساوي واقتضى قتله ثلاثة أيام شارك فيها رجال الشرطة.

حسناً، اقتلوا العناكب السود واتركوا البشر السود.

أفتقد الصحف العربية

أهو الحنين إلى الوطن العربي الذي يجعلني أفتقد في باريس الصحف العربية الصادرة في الوطن؟ حين وصلت إلى هذه المدينة الجميلة باريس، كنت أجد الصحف العربية كلها عامة، واللبنانية خاصة، في حانوت صغير لبيع الطعام اللبناني وبالذات الحلوى اللبنانية.

ونجح الحانوت وصار له كثير من الزبائن اللبنانيين والعرب وحتى الفرنسيين، فقام بتوسيع قسم الحلوى وألغى قسم بيع المجلات والصحف اللبنانية والعربية.. ما يعني أن القليل من الناس يشترونها، وسرني أن صاحب المخزن نجح مادياً، وقام بتوسيع مخزنه ثم أضاف إليه فرعاً آخر مختصاً بطبخ الطعام اللبناني/السوري وبيعه، وأعترف بأنني من زبائنه.. وشاهدت البارحة على القناة الباريسية الفرنسية في التلفزيون برنامجاً عن الطعام اللبناني/السوري، وكانت الفقرة حول الحُمص!

أرجوك، لا أبحث عن الطعام بل عن الصحف لأعرف ما يدور حقاً في لبنان، وهو يقلق. لذا، سأذهب الآن إلى أماكن بيع الصحف بلغات متعددة لشراء الصحف العربية من لبنانية وسورية وسواها من العربية.. فهل سأجدها أم أن العالم سئم من حكاياتنا ولا يريد حتى قراءتها أو بيعها؟

ــــــــــــــــــــــــــــــ

“القدس العربي” – 8 أيلول 2023

********************************************************************************

مكتبة غابرييل غارسيا ماركيز.. قطعة من ماكوندو في برشلونة

في منطقة سانت مارتي ببرشلونة، ثمّة قطعة من “ماكوندو” لم يتوقف الهاتف فيها عن الرنين.

كلّ خمس دقائق، تأخذ ماريامي بونس، أو أحد زملائها، سماعة الهاتف وتعيد الحوار... “تهانينا”، تصل هذه العبارة من الطرف الآخر من الهاتف، فتردّ: “شكراً. نحن سعداء ومتحمسون جداً”. المكتبة التي يعملون بها، “مكتبة غابرييل غارسيا ماركيز العامة”، جرى تصنيفها مؤخراً كأفضل مكتبة في العالم.

لقد قامت نيوس كاستيانو، مديرة المكتبة، إلى جانب فيران بورغيوس، مدير المكتبات العامة في برشلونة، بإعلام الفريق بهذا الخبر من روتردام؛ حيث اجتمع “الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسّسات المكتبات” في روتردام واختار هذا المعلم الثقافي كأفضل مكتبة في العالم يوم الاثنين الفائت، متفوقة بذلك على “مكتبة جانيز فاجكارد فالفاسور كرشكوف العامة” في سلوفينيا، و”مكتبة مدينة باراماتا العامّة” في أستراليا، و”مكتبة شنغهاي الشرقية” في الصين.

افتتحت “مكتبة غابرييل غارسيا ماركيز” في الثامن والعشرين من أيار 2022، وهي عبارة عن مبنى ضخم مكون من ستة طوابق مع هيكل خشبي مكشوف تبلغ مساحته حوالي 4000 متر مربع. أشرف على تصميمها المهندسان المعماريان الإسبانيان إيلينا أورتي وغييرمو سفييانو؛ حيث أرادا تصميم مبنى معقد باستخدام أكوام من الكتب المفتوحة، وقد جرى تصميم الهيكل الخشبي للمبنى كي يقلل البصمة الكربونية وانبعاثات الغازات في مدينة صناعية مثل برشلونة.

وعلى واجهة المكتبة وُضعت مجسمات ملتوية من أوراق الأوريغامي للتذكير بأعمدة الكتب المكدسة. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي هذه المجسمات دوراً آخر، حيث تتحكم في نظام الرؤية الكهربائي والشمسي، كما هو الحال في الطابق الخامس مثلاً، حيث تنطوي هذه المجسمات مع حلول الظهيرة، كمثل صفحة انتهينا من قراءتها، وهو ما يؤدي إلى توليد سقف للتحكم الحراري والتهوية الطبيعية.

“لم نكن نتوقع قدرتنا على الفوز. لم يحدث من قبل أن ترشحت مكتبة إسبانية عامة. علاوة على ذلك، عندما رأينا المكتبات الأخرى المرشحة، سواء في هذه الدورة أو في الدورات السابقة، لاحظنا أن المكتبات الفائزة كانت دائماً مباني ذات أبعاد هائلة. لا يعني ذلك أن ‘مكتبة غابرييل غارسيا مركيز’ صغيرة الحجم. ولكن إحدى المكتبات المرشحة، وهي الموجودة في شنغهاي، مساحتها 110.000 متر مربع، تفوق مساحتنا بـ38 مرة. من وجهة نظرنا، كنا نظن أن الخيار سيقع عليها، مع أن المكتبة السلوفينية كانت المفضلة بالنسبة إلينا”، تقول نيوس كاستيانو، مديرة المكتبة، عقب إعلان النتيجة.

حملت المكتبة البرشلونية المتخصصة في أدب أميركا اللاتينية اسم الكاتب الكولومبي تكريماً له، لأنه عاش في المدينة بين عامَي 1967 و1975. وسرعان ما يلفت انتباه من يدخلها مدى راحة مساحاتها: الكراسي المعلقة، والأراجيح الخاصة بالقراءة، والوسائد، وأنظمة الضوء المناسبة للقراءة، عدا عن ذلك المساحات المخصصة للأطفال.

وقد أخذ “الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات” في عين الاعتبار، عند منحه الجائزة، قضايا تفاعل المنشأة مع بيئتها وثقافتها المحلية، والجودة المعمارية للمبنى، ومرونة المساحات والخدمات، والاستدامة، والالتزام بالتعلم والتواصل الاجتماعي، ورقمنة الخدمات وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وعدد زوار المكتبة اليومي، والذي يصل في حالة المكتبة البرشلونية إلى ما يقرب الألف ومئتي زائر يومياً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 15 أيلول 2023

**********************************************************************************

أليسار كركلّا: نحن «مسرح الأمل والإِيمان والحياة»

هنري زغيب

ريميني مدينة بحرية في شمال إِيطاليا تحاذي البحر الأدرياتيكي. هي بين أجمل مدن المجمعات البحرية في أوروبا... من معالِمها أن فيها آثارا باقية من أيام الرومان ومن زمن النهضة الإِيطالية، وأنها المدينة التي وُلد فيها عبقري السينما الإيطالية فيديريكو فيليني.

“لقاء ريميني”

سنة 1980 تأسس في هذه المدينة التاريخية ما سُمّي “لقاء الصداقة بين الشعوب”، وبات يعرَف بــ”لقاء ريميني”، ينعقد سنويا في الأسبوع الأخير من آب. ومع تنامي هذه الظاهرة الفريدة في العالم، تحولت سنة 2008 رسميا إِلى “مؤسسة دولية للإيمان”، وأَصبح تجمعها السنوي حدثا إِيطاليا وعالميا يستضيف كبار الأعلام من معظم دول العالم، تنقله مباشرة كبرى الشاشات الأجنبية، ويشارك فيه نحو 4000 متطوِّع في مختلف الأعمال والمتطلبات التي يقتضيها الاحتفال السنوي لوجستيا وفنيا وتقنيا.

يتضمن “اللقاء” السنوي طيلة أسبوعه ندوات وحوارات وورش عمل ومعارض وأمسيات موسيقية وأدبية، وكل حدث يدور حول موضوع معين يعلَن عنه مسبقا، ويكون في سياق الهدف الرئيس: التفكير والاجتماع والحوار من أجل تنمية الحوار بين الشعوب.

العام الماضي 2022 استقطبت “المؤَسسة” في أسبوعها حضوريا نحو 80 ألف زائر، وإِلكترونيا نحو مليون متابع من كل العالم. ذلك أن هذا الحدث العالمي المنتظر بات ظاهرة إيطالية ثقافية دولية، استضافت كبارا من العالم بينهم البابا يوحنا بولس الثاني (القديس اليوم)، ماريو دراغي (رئيس وزراء إيطاليا 2021 - 2022)، ستيفان ديميستورا  (المبعوث الخاص للأَمين العام للأُمم المتحدة)، وطوني بلير (رئيس الوزراء البريطاني 1997-2007).

 ورشة عمل لبنانية

برنامج “اللقاء” هذا العام استضاف رائدة المسرح الراقص أليسار كركلّا (مديرة “مدرسة كركلّا للرقص” في بيروت) في أمسيتين: الأولى نظَّمت فيها أَليسار ورشة تابعها زوار “اللقاء” من مختلف الدول،  وتعرفوا إِلى مسيرة “مسرح كركلّا” منذ أَسسه والدها عبدالحليم كركلّا قبل نصف قرن. وعدَّدت أليسار أهم محطاته من مسرحيات ومشاركات وعروض موسيقية غنائية كوريغرافية على أكبر مسارح العالـم. ثم عرضت فيلما قصيرا فيه مقتطفات من أبرز تلك المسرحيات، مع فقرة خاصة بالأزياء المنوعة والملابس الجميلة التريخية والحديثة التي اعتمدها مسرح كركلّا في أَعماله، وختمت أليسار ببعض اللوحات الكوريغرافية الخاصة.

الحوار مع أليسار

الأمسية الثانية كانت جلسة الحوار مع أليسار حول سيرتها ومسيرتها في لبنان والعالم. حاورها رئيس “لقاء ريميني” (منذ 2020) برنهارد شولز (ألماني من مواليد مولهايم في جنوب ألمانيا سنة 1957، واختصاصي بشؤون الحوار بين الشعوب).

في مطلع الحوار سألها الرئيس عن سبب عودتها إِلى لبنان هي التي درست جامعيا في أميركا  وجالت مهنيا على مواقع عالمية عدة وتسكن أغلب الوقت في لندن، فأجابت باعتزاز: “أنا هنا أتحدث اليوم من إِيطاليا بلد الرومان التاريخي، وفي بلدي أَعظم أثر تركَه الرومان في ذاكرة التاريخ وهو هياكل بعلبك (جوبيتر، باخوس، فينوس)، فكيف لا أعود إِليه، وبعلبك مدينة مولد والدي، ووطني من أجمل وأعرق بلدان العالم”؟

إِطلاق بذور الأمل

سألها الرئيس عن مشاركتها في “اللقاء” هذا العام، فأجابت أَنها تشكر رئاسة “اللقاء” على اختيارها “مسرح كركلّا” وهو أفضل من يمثل لبنان في “اللقاء”، وأَضافت أن مشاركتها، عدا إِيمانها المطلق بضرورة الحوار بين الشعوب، تعني لها إِطلاق بذور الأَمل في صحارى اللاإِنسانية واللاعدالة. وواصلت: “هنا أتذكر مقولة دانته في “كوميدياه الإِلهية”: “يجد الإِنسان غايته في العدل. فالحق والعدالة هما ما يريد في رحلة حياته فرديا أو جماعيا”، ولذا صرخ دانته: “أحبّوا العدل يا سكان هذه الأرض”. وقال دانته أيضا: “حين نضيع عن طريق الصواب نمسي في غابة مظلمة نفتقد فيها الضوء، فتندلع الفتن ويزداد المعذبون، إِنما تبقى بذور الأمل حية لا تزول، وتظل مزروعة في العقول النيّرة لأَنها رسولة الإِنسانية في كل زمان ومكان”.

كركلّا ولبنان اليوم

وعن سؤال الرئيس حول ديمومة “مسرح كركلّا” ومواصلة نشاطه المتتالي على الرغم مما يجري في لبنان، عقبت أليسار قائلة: “نحن في لبنان نتابع مسيرة لبنان الحضارية التي ورثناها منذ فجر التاريخ الجلي. من هذا المنطق انطلق والدي عبدالحليم كركلّا يوم أَسس مسرح كركلّا وأنشأ له مركزا خاصا يخرّج فرقة عالية الاحتراف جال بها حول العالم حاملا رسالة لبنان الثقافية.

وما زال هذا المسرح يواصل رسالته مكتشفا مواهب جديدة يدرّبها ويساعدها على الانطلاق، كمن يزرع في الأرض حبوب قمح لا تنمو إِلا إذا انزرعت في عمق التربة، حتى تنبت منها سنابل تتذهّب ساطعة في وجه الشمس. هذه السنابل الطالعة هي ثمرات الإِبداع الفني. فالحروب في العالم لم تمنع تشكّل أَعمال فنية خالدة على الزمان، وُلد معظمها إِبّان النزاعات القاسية لتكوّن ذاكرة الفترة التي ولدت فيها. فالحروب تنطفئ والنزاعات تخبو والمعارك تتوقف، وجميعها تذهب إِلى خزانة التاريخ الماضي، فيما الفن يواصل تألقه في الزمان لا ينطفئ ولا يخبو ولا يتوقف. من هنا أن الأمل هو دوما في الفن، تنبت منه باستمرار سنابل الإِبداع كي تكون خبز الأَجيال اللاحقة تتغذّى منها وتهديها إِلى الأَجيال التالية. هكذا يكون الإِبداع مصدر الأَمل، والإِبداع مرآة الذاكرة، وهو وهج الشمس التي لا تغيب حتى تشرق من جديد أبهى وأجمل”.

مسرح كركلّا مدرسة الأمل والحياة

وبعد سلسلة الأَسئلة والأَجوبة، شكرت أليسار “اللقاء” على إِتاحته الفرصة لعرض رسالة مسرح كركلّا في هذا الموقع الـمهيب الذي مهمته الأولى جمع الشعوب معا عبر رسالة إِنسانية سامية وفريدة. وختمت: “إِنها أيضا فرصة لوطني لبنان، أرض الأَرز الخالد، أن أعرض على هذه المنصة العالمية ما كانه لبنان من سلام وأَمان، وما كان لعاصمته بيروت من مجد تاريخي وسياحي وثقافي، وما آل إِليه اليوم من وضع مأْساوي، خصوصا بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، وهو وما سمّي أَكبر انفجار غير نووي منذ هيروشيما. لكننا نقاوم، على طريقتنا نقاوم، وسنبقى في مسرحنا نقاوم بالفن الذي لا يطاله زوال لأنه وليد الحياة.. مسرح كركلّا ليس عروضا راقصة فقط، ولا مدرسة لتعليم الرقص وحسب. إنه شهادة للحرية ومدرسة للأمل بالمستقبل والإِيمان بالحياة”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” اللبنانية – 29 آب 2023

**********************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

في المكتبة

- متحف الندم/ مجموعة شعرية للشاعر عامر حسن، صدرت عن مؤسسة ابجد للترجمة والنشر- بابل.

- لغة الفيلم وجمالية السينما/ نظريات السينما الكبرى/ تأليف د. جواد بشارة/ اصدار دار اهوار- بغداد.

- كيف نحافظ على سلامة عقولنا في عصر منقسم/ احدث رواية للكاتبة التركية أليف شافاك، ترجمها للعربية احمد حسين المعيني. صدرت عن دار الآداب- بيروت.

- اسطورة الخلق/ قصص وأساطير عالمية/ ترجمة د. ماجد الحيدر. اصدار دار المأمون- بغداد.

- كنت ابنا لاوسكار وايلد/ تأليف فايفيان هولاند- ترجمة وتقديم رغد قاسم. اصدار دار تكوين ودار الرافدين- بغداد.

- وحدي ارمم خراب الضوء/ مجموعة شعرية للشاعرة وجدان الصائغ، صدرت عن دار الورشة الثقافية- بغداد.

**********************************************************************************

المثقف العراقي ووعي الحراك الشعبي

ريسان الخزعلي

كثيراً ما يواجَه المثقف العراقي بسؤال صادم عن موقفه من التحوّلات التي تحصل في البلاد وبخاصة الحراك الشعبي الذي ينشد الحرية وتحقيق الأهداف والطموحات التي ينشدها المجتمع . والسؤال لايخلو من تلميح خفي يُشير إلى ضعف موقف المثقف العراقي . ونظراً لتهافت هكذا سؤال وعدم واقعيته من الناحية العملية ، فإن َّ التوضيح يكتسب أهميته :

كما هو معروف ، إنَّ المثقف لايملك عدّة السلاح ، لكنه يتمترس بوعيٍّ عال ٍ قادر ٍ على الكشف والإكتشاف بطريقة ٍ تتفوق على الملامسات السطحية للأحداث والتحولات التي تحصل في مجتمعه. ومن هنا يكون دوره حدسياً ، تحليلياً ، واثقاً وسابِقاً لغيره ، انه الضوء والمجس في الوقت ذاته

في الحراك الشعبي الاخير ( حراك تشرين ) تفاعل المثقف بدراية العارف مع طبيعة المحركات لهذا النوع من الحراك ، أسبابها ومبتغياتها ، ومن ثم توصيف الحلول الناجعة ، وهكذا أشارَ وكتبَ وساهمَ ميدانياً لأنه فرد من المجتمع وليس فرداً في المجتمع ، إلّا أن هذا التفاعل لم يكن في الحد المطلق ، كون التباين في مواقف المثقفين مازال يحدُّ من تكوين الرؤية الواحدة نتيجة لتشعب المنابع الثقافية والفكرية والسياسية وقوّة سطوة السياسي الطاغية التي ترى فهم التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية بمنظار آيدلوجي واحد بعيداً عن المتغيرات العالمية.

أما وعي المثقف ابداعياً مع مراعاة ماتقدّم ، فإنَّ الارجحية واضحة في مساندة الحراك الشعبي ، حيث المشاركة الأدبية المتنوعة الداعمة : المقالات ، الدراسات ، الشعر ، القصة ، الأغنية ، المحاضرات ،   اللوحة ، اللقاءات المرئية ،  تفعيل وسائل التواصل الاجتماعي ،  وغير ذلك الكثير ، وصولا ً إلى شرف الإستشهاد .

إنَّ المثقفين كتحديد إحصائي يمثلون النخبة في المجتمع ، وعلى الرغم من هذه النخبة ، إلّا انها تبقى النوع الذي منح الحراك الشعبي معناه الفكري والجمالي والبعد السلمي وصولاً الى  تحقيق الغاية النبيلة من هذا الحراك . من هنا لابدَّ أن يكون تقييم وفهم المثقف من قبل الدولة منسجماً ومتواشجاً مع هذا المعنى ، لأن الإنصات الى الطروحات الفكرية والفلسفية والثقافية غالباً ما يوفّر الحل ، ولنا في تجارب عالمية متعددة الدليل الراسخ وقوّة الاستنتاج ، حيث اثبتت تلك التجارب انَّ المثقف هو المتن في كل التحولات التي تحصل وليس الهامش ، وبذلك تكون مراجعة التغافل لدور المثقف في واقعنا السياسي وتفرعاته حتميّة ً وواجبة َ التحقق من أجل ِ وجود ٍ أبقى وحياة ٍ أنقى وانسان ٍ أرقى ...

*******************************************************************************

ساحات تشبه الوطن

رياض الغريب

سَاحَةُ الْبَحْرِيَّةِ

فِي الْبَصْرَةِ

سَاحَةُ الْحَبُوبِيِّ

فِي النَّاصِرِيَّةِ

سَاحَةُ مَجْسَرِ الثَّوْرَةِ

فِي بَابِلَ

سَاحَةُ التَّحْرِيرِ

فِي بَغْدَادَ

كُلُّهَا

سَاحَاتُ وَطَنٍ

وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ

نَخْسِرُ كُلَّ شَيْءٍ

جَلَسْنَا فِي تَقَاطُعِ الثَّوْرَةِ

نَحْنُ ابْنَاءُ بَابِلَ

دَائِمًا مَانْجِلِسْ قُرْبَ التَّقَاطُعَاتِ

وَيَقُولُ أَحَدُنَا

ارِيدُ وَطَنًا لِامَشْفَى

سَاقِفٌ فِي تَقَاطُعَاتِ الطُّرُقِ

امْدَّ يَدَي كَشَحَاذٍ

اسْأَلِ الْمَارَّةَ

مِنْ بَابِ الْخَرَائِطِ وَطَنًا

يَلِيقُ بِجُنُونِيٍّ

انَا الطِّفْلُ الْمُدَلَّلُ دَاخِلِي

احْلُمْ بِوَطَنٍ

يُشْبِهُ حَدَائِقَ لَاتَنْتَهِيَ

قَدْ يَسْأَلُ احِدُهُمْ

عَنْ تَقَاطُعِ الثَّوْرَةِ

اقُولُ لَهُ

مُعْظَمُ الشُّهَدَاءِ

وَاعْنِي شُهَدَاءَ تِشْرِينْ

سَقَطُوا قُرْبَهُ

وَفِي كُلِّ عَامٍ

يَمُرُّ الْمُشَاةُ الَى الْحُسَيْنِ

قُرْبَ صُوَرِهِمْ

كُلُّ عَاشُورَاءَ تِشْرِينَ

فِي بَابِلَ

قَدْ يَكُونُ مُتَرْجِمَ

اسْبَانْيٌّ

يُرِيدُ انْ يُتَرْجِمُ هَذَا النَّصُّ

سَاكُونْ وَاضِحًا

وَمُبَاشِرًا

تَقَاطُعُ الثَّوْرَةِ

وَسَطَ مَدِينَةِ الْحِلَّةِ

وَالْحُلَّةُ

تَعْنِي بَابِلُ

يَمُرُّ مِنْ تَحْتِ مُجَسَّرِهِ

الْكَثِيرُ مِنْ الْبَشَرِ

هُمْ يُؤْمِنُونَ بِفِكْرَةٍ وَاحِدَةٍ

انَ الْحُسَيْنِ قَتَلَ ظُلْمًا

مُلَاحِظُهُ

عَلَيْكَ انْ تَبْحَثْ عَنِ الْحُسَيْنِ

وَاعْنِي

هُنَا الْمُتَرْجُمُ

قَدْ يَكُونُ رُوسْي

أَوْ الْمَانِيُّ

أَوْ عِرَاقِيٌّ

مِنْ الْجَنُوبِ

الْحُسَيْنُ فِكْرَةٌ

مِنْ يَسِيرِ الْيْهِ

كَذَلِكَ مَنْ سَقَطَ

فِي تِشْرِينَ

شَبَابٌ يُشْبِهُونَ وَرْدَةَ

فِي الصَّبَاحِ

********************************************************************************

لوحة دامية

تماضر كريم

في الطرق المحاذية لمرآب النهضة، ثمة بضائع مستعملة كثيرة تُعرضُ في كلّ صباح، أشياء رأيتها، قد لا تخطر على البال، لوازم المطبخ الصغيرة، من صحون وملاعق وقدور، أحذية ومداسات متهرئة، ملابس بهت لونها، معدات عمل من مفكات، ومطارق، ومثاقب، وأشياء أخرى كبيرة من هياكل مراوح متعطلة وأجهزة كهربائية، ومدافيء نفطية، وأخرى صغيرة من كاويات للشعر ومكائن حلاقة، كلها منثورة على الأرض، فيما تحلّق الفقراء حول تلك البسطات ليساوموا حول الأسعار. كدتُ أترك هذا المشهد خلفي وأمضي في طريقي حيث يقع مكان عملي، لكن شيئا ما غريباً، كان هناك عند أحد الباعة، ثمة لوحة بألوان باهتة، لم تتضح معالمها جيداً.

لكن الزمن لم يخف أبداً، حزمة الألوان في اللوحة، وطبقة الغبار على سطحها، من بريق تلكما العينين. وسط صياح الباعة، وفوضى البسطات، وحركة العابرين الدائبة، وصخب مزامير السيارات، وفي لحظة بدت كأنها هاربة من زمنٍ آخر، أصبحت اللوحة هي الشيء الوحيد الذي أراه، ماثلاً أمام عيني مثل وشمٍ قديم في صفحة ذلك الصباح الذي بدا لوهلة عادياً.

لم يبدُ أن اللوحة لفتت انتباه أحدٍ سواي، وهذا جعل معاملة شرائها سهلة، حيث طلب البائع مبلغاً، وجدته مناسباً جدا، وفي غضون دقائق أصبحت اللوحة ملكي. حملتُ اللوحة إلى منزلي، بعد يوم حافل في العمل، وقد ساعد حجمها المتوسط على إخفائها تحت مكتبي، مبعداً إياها عن العيون المتسائلة.

عندما أوشكت على فتح باب منزلي، دار في ذهني وجه زوجتي، وملامحها المستغربة، لكن روحها البسيطة التي تميل إلى تصديق كل شيء، وبعض السذاجة فيها، طمأنني أن حوارنا سيكون قصيراً حول لوحتي المتضررة.

في غرفتي، صرت بمواجهتها تماما. أخرجت أدواتي الصغيرة التي اشتريتها في طريق عودتي، أدوات خاصة بتنظيف اللوحات الزيتية، بعد أن أحكمت إغلاق باب الغرفة، شرعتُ بإزالة طبقة الغبار، برفقٍ شديد.

وعلى مهل، قمت برشّ اللوحة بمادة نصحني بها شخص عارف بأمور الرسم، وبفرشاة ناعمة متوسطة الحجم، رحتُ أستخرج معالم اللوحة، باحثا عن شيءٍ ما أظنني وجدته بعد انتظار طويل، كما يبحث العمال في المناجم، عن الأحجار الكريمة التي تغنيهم وتسعدهم.

بدأت بعض الألوان تصفو، كما بدأت بعض الملامح تظهر، يا للدهشة! لم يخب ظني، إنها هي، بخصلات شعرها الغزيرة، المنبثقة من غبار السنين، ولمعان عينيها المغرقتين في الكُحل، وحزنها الخفي، وتقاسيم وجهها الفاتن، الصاخب بالغموض والسحر.

يا إلهي! حقا أن الأشياء تعرف طريقها إلى محبيها! هكذا تهفو إليهم بلا مقدمات.

لم أستطع إبعاد عينيّ عن وجهها، كدتُ أراه في تلك اللحظة الهائلة!

كيف لهذا الجمال الذي يشبه وطناً أن يُقتل؟! فكرتُ إن كانت وجدت الوقت لتفكر، بلوحاتها ربما! بنفسها! بأيّ شيء سوى الرحيل!

على عنقها في أسفل اللوحة، ثمة بقعة حمراء صغيرة! لا ..لا يعقل! قد تكون لوناً، وقع من الفرشاة سهواً...إقتربت منها أكثر، تفحصتها بفرشاة التنظيف، آه يا للهول! هذه اللوحة ناجية من تلك المجزرة، إنها بقعة من دمها، دم الرسامة الذي تم سفكه، مثلما يتم سفك دماء العصافير، في الحقول المترامية.

كانت طرقات زوجتي على الباب تدهشني، طرقات متسارعة ومتلاحقة، بدا كأن الزمن يطاردني والمكان يضيق بي، وبقعة الدم هناك تهمس لي بما حصل، حيث هبط الظلام، هائلاً كثيفاً مثل قطيع جراد، وانتشرت النيران، لتأكل بشهوةٍ كلّ شيء، لكن روحها أفلتت من زنزانة الجسد، لتفرّ إلى أقرب لوحةٍ على الجدار، الجدار الذي بقي سالماً، ثمة أشياء دائماً تنجو، تلك مشيئة القدر. أشياء تنجو وأشياء تُقتل!

لم أفهم سبب إصرار زوجتي على طرق الباب، ينبغي أن تفهم رغبتي في رؤية كلّ ما حصل، وإن غرقتُ، غرقتُ تماماً في بقعة دمها، وفي عينيها الكحيلتين.

******************************************************************************

لعبة التكوين الدرامي في مسرحية «صفصاف»

زهير الجبوري

في العمل المسرحي (صفصاف) الذي عرض على خشبة مسرح الرشيد مؤخرا، وهو من تأليف ودراماتورج علي عبد النبي الزيدي وتمثيل نخبة من فناني ذي قار، انطوى على جدل واضح في تناول فعل الصدمة للواقع المحمل بشحنات الألم عبر عقود متواصلة، إنها شحنات رمزية مثقلة بالوجع وبالأضطراب الذي اعتدنا عليه لسنوات طويلة، غير ان لعبة (الدراماتورج) التي ارادها (الزيدي) اخذت طابعاً شمولياً في وحدة العرض، بخاصة اذا ما اخذنا بنظر الأعتبار انه (فن التكوين الدرامي)، فهو إذن (دراماتورج) خالص شامل لكلية العرض (تأليفا وإخراجا ونصا أدائيا)، (وفي بعض الأحيان يقوم الدراما تورج بدور المؤلف في حالة تغييبه لسبب او لآخر) ـ كما تقول المصادر ـ ..

النزوع في الامساك بتفاصيل الأنسان الذي شهد ويلات الحروب ونتائجها وانعكاساتها وما آلت إليه اجتماعيا ونفسيا، وما جاءت به متغيرات الواقع ذاته، هو ديدن الفكرة التي اشتغل عليها (الزيدي) بل هكذا موضوعات تفرد بها واعطته هوية واضحة، ومسرحية (صفصاف) اعطت انطباعا للفكرة المطروحة عبر شخوصها الذين أجادوا الدور بمهارة عالية (سعيّد/ وحيّد/ حميّد) ـ بتشديد الياء ـ ليصبح الأسم مصغرا، و(صبريّة) و(الحاج) و(الجندي الشهيد)، ولكل واحد منهم حكايته، ومع صعود حدّة الأداء الدرامي بين الشخوص، يكشف كل واحد قصته التي رسمها الزمن عبر جغرافية الخراب ليتضح في سينوغرافيا العرض/ الشارع/ الأشارات المرورية/ الضوء الأخضر، فضلاً عن صوت القطار، المعادل الموضوعي لوحدة العرض، حيث تمضي الأحداث ويمر الزمن (40 عاما) او أكثر والرصيف شاهد على كل هذه التحولات، والأشارة الخضراء بقيت كما هي لم تعط حق العبور الى الجهة الثانية التي تمثل الحلم اليوتيوبي ، ولم تكن الأشارة الحمراء التي توسل الجميع باضاءتها قد اتقدت، ما زاد من حدّة الحوار بين الشخوص، فالرجل الذي جاء بالدراجة الهوائية محاولا العبور الى الجهة الأخرى مع ظهور صوت (لبيك اللهم لبيك) لم يتحقق ذلك (أريد ان اعبر الى بيت الله) ثم اردف قائلا (الرصيف يضيق بنا)، فـ(وحيّد وخطيبته التي تزوجت منذ 40 عاما ليأكل صابعه  قلقا) و(سعيّد وزوجته التي توفيت) و(الجندي الشهيد الذي استنهضته الذاكرة عبر افتراض سردي) و(صبريّة التي نثرت رسائل حبيبها الذي لم يعد)، كلّهم ارادوا العبور الى البناية البيضاء التي بقيت علامة اشكالية يوتيوبية ..

اتضحت شخصيات العرض المسرحي (ميتة بالية رثّة منهكة هدهدها التعب والألم النفسي والجسدي)، كما يقول (د.محمد فضيل)، غير انها تمتعت بلياقة الأداء وبمهارة الحوار، الى جانب الزَيّ الذي كان علامة معبرة عن شكل كل ممثل، لنشعر بعمق الفكرة، وبكل ما جاءت به المسرحية من وحدة موضوع..

في مسرحية (صفصاف)، اتضح العنوان على جدل كبير في التعبير عن الشجرة التي لم تثمر، والتي اخذت االبعد الرمزي للأمل القادم الذي لم يتحقق، فـ(40 عاما) من الحرب والخراب والأرهاب والقتل، فهي رسالة وجودية وخطاب حياتي ما يزال ، فلم تكن لذّة الوجود التي بحث عنها شخوص المسرحية الاّ بالهوس والجنون والعبث، جاءوا من عمق الأرض وانسلخوا من فضاضة الواقع وما يحمل من تفاصيل وهلوسات معروفة، ربما لأن (علي عبد النبي الزيدي) بن بيئة جنوبية عاشت كلّ هذه التفاصيل وادرك مدى انغماسها بين الناس والكمد الذي هو ديدن الانسان العراقي ..

********************************************************************

حبّ في الريح

وجدان وحيد شلال

فقدت أجنحتي منذ مدة

انوء بشواطئ الملح

أقف في قلب غصة

أعد النظرات

بقايا شوق

وغصن يتدلى من ذاتي

 يذوب في ثلجه الحار

كانت تلك الحكاية

بين مسامات الحنين

اتمدد في لوعة أمل

عليَّ كتمان ذلك ،

كنت اتنزه  في الخريف

أملأ جيوب الفصول أنين الشجر

وأنثر  قبلاتي على ازهاره الذابلة

واجمع كل أوراقه المتساقطة

بفكرة بوح ..

لم اكن اعلم

إن شهقات المطر

في ذمة الحبّ

وقتية جداً وعابرة

حتى لو أحرق كل مدن النرجس

وألقى كل ازمنتي على مفترق حكاية

حبّ في الريح

لكن المحبة باقية

ليس من خلاص إلا لأولئك الذين تعمّدوا بالضباب والحلم

**************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

تضم كتبا نادرة.. أول مكتبة للآثار والتراث في البصرة

متابعة – طريق الشعب

تعد مكتبة الآثار والتراث التي افتتحت أخيرا في مبنى متحف البصرة الحضاري، الكائن في القصور الرئاسية على ضفاف شط العرب، أول مكتبة من نوعها في جنوبي البلاد. إذ تضم نحو 5 آلاف عنوان من الكتب والمخطوطات المتخصصة في الآثار القديمة والمواقع الأثرية العراقية.  وقد جاء افتتاح المكتبة في مبنى المتحف لتسهل وصول الأكاديميين إلى مصادرها – حسب مدير آثار وتراث البصرة مصطفى الحصيني، الذي ذكر في حديث صحفي أن “من بين ما تضمه المكتبة، كتبا نادرة تعود لبعثات تنقيب أجنبية وعراقية عملت في 100 عام الماضية في المواقع الأثرية في عموم البلاد، وقدمت لنا آراء ومقترحات وتفاسير للظواهر الأثرية التي كانت عليها بلاد الرافدين قديما”.

وأوضح أن “مجموعة الكتب المتوفرة في المكتبة تغطي الفترات السومرية والبابلية وغيرها من العصور القديمة الأخرى في العراق”.

وافتُتحت المكتبة من قبل مديرية آثار وتراث البصرة. وقد دعمت مقرها بالأثاث منظمة “بي آي اس آي” البريطانية. من جانبه، قال الأستاذ في كلية الآداب بجامعة البصرة عادل هاشم، ان “الكتب والمصادر التي تتناول علم الآثار قليلة في البصرة. فأنا كباحث متخصص في تاريخ العراق القديم، كنت أعاني نقص المصادر في الجامعة وفي المحافظة عموما، لذلك كان يتوجب علي السفر إلى بغداد أو إلى الموصل للحصول على المصادر”.  وأضاف في حديث صحفي قائلا أن “الجزء الأساسي من المعلومات الخاصة بحضارة العراق القديم هو النصوص المسمارية التي تعد العمود الفقري للكتابة عن تاريخ هذه البلاد، سواء بالنسبة للفترة السومرية أم البابلية أم الآشورية، وسابقا كنا نذهب إلى مكتبة المتحف الوطني في بغداد أو مكتبة قسم الآثار في جامعة بغداد للحصول على النصوص المسمارية، ثم نقوم بترجمة هذه النصوص. أما الآن فقد أصبحت النصوص المسمارية الأصلية المترجمة من المتحف البريطاني، بين أيدينا، بعد أن توفرت في مكتبة البصرة”.

إلى ذلك، قال الكاتب والمستشار الأكاديمي أسامة صديق ان “العراق لديه تاريخ قديم جدا وراسخ من الحفريات الأثرية والتوثيق، وقد كُتب الكثير عنه، ومن الرائع رؤية هذه المكتبة. فهناك الكثير من النصوص المهمة متوفرة فيها”.

وأشار في حديث صحفي إلى ان “النصوص التي تم توثيقها بالصور، كذلك كل الاكتشافات الرائعة التي تم تحقيقها، باتت متاحة هنا”، معربا عن أمله في أن تنمو المكتبة أكثر.

 *********************************************************************

أطفال «الحمزة الشرقي»  يغرسون الأشجار في أزقتهم

متابعة – طريق الشعب

شارك أطفال في “حي الحسين” بقضاء الحمزة الشرقي جنوبي الديوانية، في حملة لتشجير الأرصفة أطلقتها مجموعة من الشباب المتطوعين، وذلك بتبرعات الأهالي. وتشمل الحملة إضافة إلى “حي الحسين”، أحياء أخرى بهدف زيادة المساحات الخضراء. ويخطط القائمون على الحملة لغرس ألف شتلة في المناطق المكتظة بالمنازل الصغيرة الخالية من الحدائق. وقد دشنوا حملتهم بغرس 50 شتلة في “حي الحسين”. فيما سيقومون خلال اليومين القادمين بغرس شتلات أخرى في أحياء الوائلي والكرامة والگوام والجتة.

في حديث صحفي، يقول منتظر ثائر الفتلاوي، وهو أحد المساهمين في الحملة، أن “أكثر من نصف حدائق المنازل تم ردمها وتحويلها إلى غرف أو محال تجارية، وبالتالي انعدم الغطاء الأخضر، ما اضطرنا إلى إطلاق حملتنا هذه بمساعدة الأهالي”.

ويضيف قائلا: “نهدف الى توعية الأطفال بأهمية الزراعة، من خلال إشراكهم في غرس الأشجار وتسمية كل واحدة باسم يختارونه لأناس أعزاء عليهم، ما يشجعهم على سقي الأشجار وإدامتها والمحافظة عليها”.  ويلفت الفتلاوي إلى أنهم أحاطوا الشتلات بأقفاص حديدية لمنع الحيوانات من الوصول إليها والإضرار بها.

 *****************************************************************

عراقية تبتكر جهازا يخدم مرضى السرطان

متابعة – طريق الشعب

بحرص واجتهاد وبمواد أولية بسيطة، تمكنت المهندسة ايلاف علاء المنتسبة إلى مستشفى الأورام في مدينة الطب، من ابتكار جهاز يماثل في أدائه جهاز “الباكسمان” الذي يساعد في تقليل تساقط الشعر من مرضى السرطان، ممن يخضعون للعلاج الكيمياوي.

واستخدمت المهندسة جهازها هذا مع عدد من المريضات، وجاءت النتائج إيجابية جدا – حسب ما أفاد به الطبيب في المستشفى د. فرات يحيى محسن في منشور على صفحته في فيسبوك.

ولم تكتف المهندسة إيلاف بابتكار الجهاز، إنما أنجزت بحثا علميا حول ابتكارها، وناقشته في الجامعة وحصلت على درجة الامتياز. كما نُشر البحث في مجلات عالمية. وكان الطبيب د. محسن مشرفا على البحث.

حاليا تسعى المهندسة إلى الحصول على براءة اختراع بهذا الجهاز، كي تحظى بعد ذلك بشركة داعمة تقوم بصناعته وتوزيعه على مراكز الأورام السرطانية، من أجل مساعدة المرضى.

***************************************************************

تبارك جواد  شابة بصرية تحوّل شغفها بالرسم إلى نشاط تجاري

متابعة – طريق الشعب

تمكنت شابة بصرية من تحويل شغفها بالرسم إلى نشاط تجاري عبر الانترنيت. إذ ترسم لوحات بالشمع والفحم والآكريليك، حسب طلب الزبائن الذين يتواصلون معها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

الرسامة تبارك جواد بدأت مزاولة الرسم منذ طفولتها، وبعد إكمالها الدراسة المتوسطة قررت دراسة الرسم أكاديميا لتطوير موهبتها، فانتسبت إلى معهد الفنون الجميلة. تقول تبارك في حديث صحفي، أن نصائح وتوجيهات الأساتذة في المعهد صقلت موهبتها، ما جعلها ترسم اللوحات بشكل احترافي، مبينة انها تتعامل مع مختلف الأصباغ والألوان، كأقلام التلوين الخشبية وأقلام الفحم والتخطيط، وألوان الأكريليك والشمع والألوان المائية. وعن بداياتها، تقول انها بدأت الرسم منذ الصغر، ثم تطورت موهبتها عندما بلغت الـ15 من العمر، مشيرة إلى انها حتى المرحلة المتوسطة كانت ترسم كهاوية، لكن بعد أن رأت التطور واضحا على موهبتها، قررت التقديم على معهد الفنون الجميلة من أجل الوصول إلى الاحتراف.

وتؤكد تبارك أن الدراسة في المعهد ساعدتها على الارتقاء بموهبتها “فالموهبة من دون دراسة أكاديمية لن تكون كافية”، موضحة انها جربت الرسم على خامات مختلفة، واستطاعت رسم أهم معالم البصرة الجديدة، كملعب المدينة الرياضية والجسر الإيطالي وسفينة لوغوس هوب الشهيرة، التي رست على شط العرب قبل شهور حاملة على متنها معرضا للكتاب.

أما عن نشاطها التجاري، فتقول أنها أنشأت قبل 4 أعوام حساباً على وسائل التواصل، خصصته لنشر أعمالها الفنية، مبينة ان رسومها أعجبت الناس كثيرا، فصاروا يدعمونها.

وتضيف قولها أنه “بعد ذلك بدأت تصلني طلبات برسم لوحات مقابل مبالغ مالية. وهكذا تحولت موهبتي إلى نشاط تجاري يدر علي بعض المال”. وتنصح تبارك الشباب إلى اكتشاف مواهبهم والعمل عليها وتطويرها “فإن لم يكن لك هدف في الحياة، ستعيش بلا هوية” – على حد تعبيرها.

*****************************************************************

يوميات

  • تقيم الجمعية العراقية لدعم الثقافة وفرقة المسرح الفني الحديث، غدا الجمعة، ندوة حوارية بعنوان “المسرح العراقي ودور الفرق الأهلية في استعادة ألقه” يتحدث فيها الفنانون جواد الأسدي، عقيل مهدي، حكمت داود، حيدر جمعة وعلاء قحطان.

تبدأ الندوة عند الساعة 5 عصرا على قاعة جمعية المهندسين العراقيين قرب اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين.

  • يضيّف “ملتقى روّاد المتنبي” الثقافي غدا الجمعة، الباحث الاقتصادي ثامر الهيمص في محاضرة بعنوان “التصنيع والصناعة النفطية في العراق”.

تبدأ المحاضرة في الساعة 11 ضحى على “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي.

  • دعا منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد إلى جلسة حوارية بعد غد السبت، في مناسبة صدور كتاب “محطات من حياة ونضال كريم أحمد 1922 – 2022” للكاتب مغديد حاجي.

تبدأ الجلسة التي من المقرر أن توزع فيها نسخ من الكتاب، عند الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

 ********************************************************

الشيوعيون والديمقراطيون يعزون بضحايا فاجعة الحمدانية

البصرة – طريق الشعب

زار وفد يمثل اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة والتيار الديمقراطي العراقي، الاثنين الماضي، كنيسة مار افرام في مركز المحافظة، وذلك لتقديم التعازي بضحايا فاجعة حريق قاعة الحمدانية، الذي راح ضحيته أكثر من مائة شخص إضافة إلى عدد أكبر من الجرحى.  وكان في استقبال الوفد الخور اسقف عماد البنا والقس آرام وكادر الكنيسة. وقد تبادل الطرفان عبارات المواساة، واستذكرا الحادث المؤلم وتمنيا للضحايا الذكر الطيب وللجرحى الشفاء العاجل.

 ********************************************************************

بعقوبة تحتضن ندوة حول «التطرف»

بعقوبة – طريق الشعب

في مناسبة اليوم الدولي للاعنف 2 تشرين الأول، نظم البيت الثقافي في ديالى بالتعاون مع مديرية مكافحة التطرف الفكري ندوة بعنوان “العقل المتطرف بين القراءة والتحليل والمواجهة”.

حضر الندوة التي عقدت على قاعة كلية التربية الأساسية في بعقوبة، وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، وذلك تلبية لدعوة وجهت إليه. كما حضرها جمع من المثقفين والناشطين والإعلاميين.

وقد أدار الندوة السيد محمد النعيمي، فيما تحدث فيها د. قحطان حميد، الذي قدم شرحا مفصلا لموضوع التطرف وأسبابه ونتائجه، مشددا على أهمية مكافحة التطرف ونشر ثقافة التسامح والسلام. وشهدت الندوة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، بضمنهم ممثلا لجنتي العلاقات الوطنية والإعلام في المحلية الرفيقان عبد اللطيف لسد ومحمود عبد الله شيبون، اللذان ركزا على أهمية معالجة مشكلات الفقر والبطالة والجوع والمرض، وتلبية حقوق الإنسان وتطبيق العدالة الاجتماعية.    

 ***************************************************************

أصدار

عن «دار أهوار للنشر والتوزيع» في بغداد، صدر حديثا كتاب بعنوان «موضوعات اجتماعية – اقتصادية معاصرة (مع التركيز على حالة العراق)» من تأليف د. هاشم نعمة فياض.

يضم الكتاب مجموعة من البحوث والدراسات الأكاديمية وموضوعات وقراءات تتعلق بالجانب الاجتماعي – الاقتصادي، مركزا على حالة العراق في هذا الجانب.  ويعالج محتوى الكتاب موضوعات عديدة، منها نمو سكان المناطق الحضرية في العراق وآثاره الاجتماعية والاقتصادية، والكتابات الماركسية الجديدة والنمو الحضري في البلدان النامية، واللاجئون العراقيون في أوربا، واتجاهات الهجرة الطلابية من البلدان العربية وتحولاتها، وتزايد حاجة أوربا للعمالة المهاجرة، والعلاقة بين الخصوبة السكانية ومكانة المرأة في المجتمع، وصعود الليبرالية الجديدة وسقوطها، والعلاقة بين الديمقراطية والتنمية، والتعافي الاقتصادي بعد الجائحة.

يقع الكتاب في 221 صفحة من القطع المتوسط. 

 ********************************************************************

أما بعد.. جامعة متخصصة بالآثار

منى سعيد

نفتقد للثقافة الكافية بما يتعلق بأمور كثيرة تخص تاريخ وادي الرافدين رغم توفر العديد من الكتب والأبحاث ، لكنها بقيت للأسف رهينة المكتبات ومراكز البحوث بعيدا عن أيدي العامة، ولعل السبب يرجع لعوامل عديدة بينها ضعف تناول تاريخنا القديم في مناهجنا الدراسية ، وتقصير إعلامنا في تسليط الضوء الكافي عليها فضلا عن ضعف الجانب السياحي عندنا وعدم ترويجه بدرجة كافية لزيارة المتاحف والتزود بمعلومات كافية عنها.

وأخيرا بادرت الجمعية العراقية لدعم الثقافة بالتعاون من اتحاد كتاب وأدباء العراق لاستضافة الدكتورة رويدة فيصل النواب في محاضرة حول الأصول التاريخية لفن العمارة العراقية القديمة خلال عصر فجر السلالات والعصر الأكدي وعصر سلالة أور الثالثة، والتي سبق أن تناولته في كتاب حمل العنوان نفسه صدر عن دار الشؤون الثقافية في بغداد.

تناولت المحاضرة جوانب تفصيلية عن تاريخ العمارة في العراق القديم ومدى تأثيره في بناء مختلف الطرز المعمارية الحديثة في العالم أجمع ، فضلا عن تأثر العمارة بالنظم الاجتماعية والسياسية والثقافية وتكييفه بحسب متطلباتها ، فنشأت العمارة المدنية والدينية والعسكرية . كما كشفت الباحثة أمرا مهما يتعلق بموضوع فصل الدين عن الدولة منذ عهد جدَّنا سرجون الأكدي الذي حجم دور الكهنة وسدنتها في قيادة المجتمع  مركزا على بناء الدولة وقوانينها المدنية.

وفي تفصيلات طرز البناء تحدثت الباحثة عن تصاميم بناء مازالت تستخدم حتى يومنا هذا، مثل الحجرات التي تقام حول فناء يقي البيت وهج الشمس وحرها ، أي الغرف المطلة على (الحوش )الداخلي ، و فكرة بناء القوس والعقادة “ العكادة” التي عرفت في عصر الوركاء،  موضحة  بأن من الأمور التي أدهشت الآثاريين والباحثين هو تخطيط وعمارة شبكة المجاري والصرف الصحي للقصر الشمالي في تل أسمر الذي يعود إلى نهاية عصر فجر السلالات ، أو العصر الأكدي أي مابين 2700-2400 قبل الميلاد، والتي  تبين اتساق وتكامل نظامها الهندسي من حيث تصريف المياه الثقيلة عن طريق شبكة من المجاري تحت القصر ، كما شيدت فيه 6 حمامات و6 مراحيض لها مقاعد  مرتفعة من الآجر المفخور ، والتي تعتبر أساسا لفكرة المراحيض “ الغربية “ في يومنا هذا.

الأمر الذي يجعلنا نفكر بمدى القطيعة الحضارية بين واقعنا الحالي الذي تشكو فيه الكثير من الأحياء والمناطق من شبكة تصريف ومجاري للمياه الثقيلة وبين مساعي أجدادنا الأكديين في تنظيم أوضاعهم الصحية وأنظمة حياتهم الحضارية منذ فجر التاريخ..

ومن أبرز مداخلات المحاضرة إشارة رئيس الجمعية العراقية لدعم الثقافة الى أهمية إنشاء جامعة متخصصة للآثار وإن الموضوع قد نوقش أثناء توليه وزارة الثقافة وطرح عدة مقترحات لم تنفذ للأسف من بينها افتتاح كليات تعنى بكيفية التنقيب، وتنقية اللقى والحفاظ عليها وكيفية الاستفادة منها في البحوث والدراسات ، وطرق تقديمها للجمهور في المتاحف، وإقامة دورات تثقيفية للمجتمع وللمرشدين السياحيين المتخصصين ، وغيرها من الأمور.