اخر الاخبار

الصفخة الاولى

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي:

نظام المحاصصة والفساد هو المسؤول

صُدم العراقيون أمس بفاجعة مستشفى ابن الخطيب في بغداد، التي أزهقت ارواح عشرات المرضى الراقدين وأصابت آخرين يفوقونهم عددا.

ولم يكن ما حصل أمرا غريبا، بل ويمكن توقع تكراره لأن أوضاع مستشفى ابن الخطيب لم تختلف كثيرا عن احوال بقية المستشفيات والمراكز الصحية، ولم تكن استثناءً من حيث تدهور الخدمات وتردي العناية الصحية التي تقدمها الدولة ونوعيتها، وإهمال شروط السلامة وضعف الرقابة والمحاسبة.

ويرتبط كل هذا بتراجع القطاع الصحي في سلم الأولويات في سياسات الحكومات المتعاقبة، وانعكاس ذلك في انخفاض نسبة تخصيصاتها في الموازنات العامة. ومن جهة أخرى هناك سوء الإدارة والتخطيط وتدني الكفاءة، بجانب اسناد الوظيفة العامة وفقا لنهج المحاصصة، وتغييب معايير النزاهة والكفاءة والمهنية والإخلاص والشعور بالمسؤولية.

ان كارثة مستشفى ابن الخطيب هي جريمة اخرى من جرائم منظومة المحاصصة والفساد، المسؤولة الأساسية عن مجمل التدهور الحاصل في بلدنا على مختلف الصعد وفي سائر القطاعات.

 ان تكرار مثل هذه الكوارث يؤشر حالة الفشل والعجز والاستهتار بحياة المواطنين، وذلك ما يفرض محاسبة وعزل المسؤولين عنها على مختلف المستويات، وعدم تسييس ملفات الإهمال والتقصير في أداء الواجب، خصوصا اذا ارتبط الامر مباشرة بحياة الناس.

 لكن كل ذلك لن يكون كافيا لضمان عدم تكرار المأساة، فالمطلوب هو التصدي لجذر المشاكل بالخلاص من نهج المحاصصة واعتماد معايير المواطنة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وجعل   مستوى الاهتمام بقطاع الصحة في سلم أولويات الحكومة. 

لا بد لهذه الفاجعة ان تكون جرس انذار للحكومة ولمختلف السلطات، وبضمنها اجهزة الدفاع المدني والاطفاء، لتعتمد الحيطة وتتخذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرارها، فلا مساومة على حياة المواطنين وسلامتهم أينما كانوا.

في مناسبة هذه المأساة والخسارة الكبرى في الارواح نتقدم بخالص العزاء لأسر الضحايا وذويهم، متمنين للمصابين الشفاء العاجل، ومشيدين بالاستجابة السريعة للمواطنين ولبعض الجهات المسؤولة، الذين بذلوا جهودا حثيثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

25 نيسان 2021 

*****

على طريق الشعب

المهمة المطلوبة بإلحاح

العديد من قوى انتفاضة تشرين والأخرى المشاركة والداعمة  لها، في حالة حراك متواصل منذ مدة  للقاء والتحاور وتنسيق المواقف، خاصة ما يتعلق بالانتخابات المبكرة التي كان المنتفضون قد طالبوا في تشرين ٢٠١٩ باجرائها، وفقا لمعايير ومستلزمات يتوجب توفيرها لضمان اعتبارها انتخابات حرة ونزيهة وعادلة، وتشكل بالفعل رافعة مهمة من روافع التغيير والخلاص من منظومة المحاصصة والفساد.

ومنذ البدء اعلن الحزب الشيوعي العراقي انحيازه التام الى  الحركات الاحتجاجية والانتفاضة السلمية ومطالبها العادلة، داعما لها ومشاركا فيها ومدافعا عنها.

واكد الحزب ان تحقيق اهداف الحركة الاحتجاجية يستلزم مراجعة مسؤولة لمسارها، واستخلاص العبر والدروس منها لجهة ردم الثغرات ومعالجة النواقص، وتأمين سلامة وصحة الشعارات المرفوعة وواقعيتها، والابتعاد عن العدمية في المواقف، وضمان التنسيق والتعاون بين المنتفضين في ما هو موضع توافق عام ومشترك، وإن لم يكن من جانب الجميع فمن جانب الغالبية المطلقة من المشاركين المجربين الفعليين فيها، في كل محافظة وفي ما بين المحافظات.

فبلورة المواقف والمطالب المشتركة، وتحقيق نوع مرن من القيادة الجماعية، بات امرا ملحا لملاقاة المستجدات ورسم التوجهات اللاحقة، ولإدامة زخم الحركة الاحتجاجية، المطلوب الآن وفِي المستقبل. لهذا فان كل خطوة في هذا الاتجاه من شأنها ان تعزز دور الحركة الاحتجاجية وتعظم زخمها وضغطها، لفرض المطالب وتغيير موازين القوى من اجل كسر احتكار السلطة، ووضع البلد على طريق التغيير الذي بات مطلوبا بالحاح. 

وهذا يستلزم أمورا عديدة، بينها تمتين العلاقة والتنسيق والتعاون مع قوى التغيير الجادة والثابتة على مواقفها، وتوسيع دائرة المشتركات معها، والابتعاد عن ما قد يضعف هذه العلاقة والتواصل.

ونبذ حزبنا مرارا وحذر من المساعي لتشويه الانتفاضة، عبر أفعال وممارسات لا تمت الى طبيعتها واصالتها من قريب ولا من بعيد، كذلك من مساعي البعض المتضررين من الانتفاضة لاثارة الحساسيات والشكوك بين قوة الانتفاضة الحية وقوى التغيير. فذلك يصب في مصلحة القوى المتنفذة ويشتت القوى، ويضيع فرص وإمكانات تحويل التطلعات والشعارات الى واقع معاش، والى خطوات للخروج من الازمة الراهنة وتداعياتها على الصعد المختلفة. 

وعاد الحزب الى تأكيد مواقفه تلك في النداء الذي اصدره يوم ٣١ آذار٢٠٢١ ، حيث شدد على  ان “البديل  السياسي الذي نطمح اليه ونعمل من أجله، لن يتحقق من دون تقارب القوى والشخصيات المدنية والديمقراطية وقوى انتفاضة تشرين، وتفعيل دورها نحو تشكيل الكتلة الوطنية الحاملة لمشروع البديل الوطني الديمقراطي” .

وتأسيسا على هذه القناعة الراسخة اعلن الحزب في ندائه المذكور انه يمد “يده الى كافة الداعين الى قيام دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان، دولة المؤسسات والقانون، ويدعوهم الى البدء فورا باللقاء والتشاور، وتجاوز حالة الفرقة والتشتت، والى لملمة الصفوف وصولا الى تحقيق الاصطفاف المدني الديمقراطي الواسع، القادر على توفير مستلزمات البديل النوعي والكمي لإنجاز الاصلاح والتغيير”.

وتلك هي المهمة المطلوبة اليوم بالحاح في جدول العمل.

******

الشيوعي العراقي:

الاعتداءات على المتظاهرين يجب ان تتوقف

بغداد – طريق الشعب

عبّر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض عن ادانة الحزب استخدام العنف، واطلاق الرصاص الحي ضد المحتجين في ناحية الوحدة.

وذكر فياض في تصريح لـ”طريق الشعب”، ان “تكرار الاعتداءات على المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم يجب ان يتوقف”.

وتساءل عن “اسباب عدم التنفيذ والالتزام بالقرارات الصادرة عن القيادات الامنية بعدم اطلاق الرصاص الحي او استخدام العنف ضد المحتجين”، مضيفاً ان “ذلك يشكل خرقاً يتوجب ان تتحمل مسؤوليته الحكومة”.

ونبّه الى ان “استمرار الوضع المتردي للخدمات، وواقع الكهرباء خصوصاً، واشتداد المصاعب المعيشية لأوسع قطاعات الشعب، تؤجج مشاعر الغضب المشروعة لدى عموم المواطنين، وتدفعهم الى لاحتجاج للتعبير عن معاناتهم ومطالبهم المشروعة لتأمين اساسيات الحياة اليومية، ومحاسبة الفاسدين  والفاشلين والخاملين وغير الجديرين بالمسؤولية”.

يذكر ان ناحية الوحدة، قد شهدت احتجاجات واسعة قرب دائرة توزيع الكهرباء، إثر زيادة ساعات غياب الطاقة، وتدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين، فيما أصيب أثناء ذلك عدد من المتظاهرين واستشهد آخر.

*******

راصد الطريق

ماذا تقول وزارة الصحة ؟!

كشفت اوريلي غودارد، الطبيبة المسؤولة عن العناية المركزة في منظمة أطباء بلا حدود،  في رسالة نشرتها وكالة “ بغداد اليوم” الجمعة الماضية، عن الحيرة التي عاشتها وهي تقرر من تنقذ أولا من مرضى المستشفى الذي تعمل فيه ببغداد. تقول: “هناك دائما ستة اشخاص بانتظار سرير يشغر، وليس عندي مكان آخر ارسلهم اليه”. وتتحدث عن الإحراج  الصعب في توفير فرصة العلاج واخذ الاوكسجين على أجهزة التنفس.

فِي رسالتها تناولت أيضا  بطء التلقيح وما سبّبه من تأخر ادى الى فقدان أرواح، خاصة ممن هم في مقتبل العمر.

ومن مصدر موثوق عاش المعاناة مع والده الذي توفي جراء نقص الاوكسجين قال: ان غودارد لا تعلم بالواسطات والمحسوبية والمنسوبية الملحوظة.

نحن وغيرنا نعرف ان الوضع الصحي في بلادنا تدهور لعوامل عدة، لكن ان تصل الأمور الى هذا الحد؟!

 لكننا لا نريد ان نصدق كل ما جاءت به رسالة غودارد، ومدى دقة عكسها الواقع؟ وهل هذا حال مستشفى واحد فقط؟

تلك وأسئلة حائرة اخرى تبقى تبحث عن إجابات مقنعة وشفافة من وزارة الصحة.

********

الصفحة الثانية  

القضاء: حالات الطلاق تجاوزت 6 آلاف  في اذار

بغداد – طريق الشعب

أظهرت إحصائية لعقود الزواج وحالات الطلاق خلال شهر آذار من عام 2021، تسجيل 4431 حالة طلاق في عموم محاكم استئناف محافظات العراق.

وبحسب الإحصائية، التي حصلت “طريق الشعب” على نسخة منها فإن بغداد الرصافة سُجلت فيها 538 حالة طلاق خلال المدة المذكورة، وفي جانب الكرخ 604 حالات، وفي محكمة استئناف البصرة بلغت حالات الطلاق 698.

وعزى النائب عن لجنة حقوق الإنسان، قصي عباس، في تصريح سابق، أسباب ارتفاع نسب الطلاق في البلاد  الى  تردي الوضع الاقتصادي وتفشي البطالة، فضلا عن أسباب اجتماعية وعادات غريبة على المجتمع؛ ما أسهم بحصول مشكلات أسرية وانحلال اجتماعي لدى بعض شرائح المجتمع، بحسب تعبيره.

وشهد العراق ارتفاع أعداد الطلاق في الاشهر الماضية وهي تشكل أعلى معدل للطلاق في تاريخ البلاد.

***************

اضاءة

قيم يعتز بها الشيوعيون

محمد عبد الرحمن

لسبب يخص الوضع السياسي الراهن في البلد وسبل الخروج  من المأزق الراهن، عمدت الى القراءة في تجارب  شعوب أخرى، مرت بظروف تشبه ما يعانيه بلدنا بهذا الشكل او ذاك. وقادتني القراءة الى لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية، الذي كان باختصار مسعى لجمع اللاهوت المسيحي مع  خلاصلات  الماركسية في تحليل الظواهر الاقتصادية والاجتماعية .

وعبر لاهوت التحرير تعرفت على القس  هيلدر كامارا، الذي اشتهر  على نطاق واسع بمتابعته للقضايا  الاجتماعية  والسياسية ومناصرته للفقراء وحقوق الانسان والديمقراطية . وكان من أقواله المأثورة والمنتشرة حول العالم: “ أطعم الفقراء فيقال عني قديس ، أسأل عن سبب فقرهم فيقال شيوعي “ .

هنا في تقديري لم يخطئ كامارا، وانما وضع اصبعه على الجرح. وهو في قوله ليس بعيدا عن قول ماركس: “الفلاسفة فسروا العالم باشكال مختلفة، الآن حان الوقت لتغييره”. فالمهم ليس  الاستغراق في وصف الظاهرة، أية ظاهرة،  على أهمية ذلك، بل تقصي أسباب تشكلها وتكونها، وذلك ما يتوجب ان يقود في نهاية المطاف الى رسم الحلول والبدائل .

وقول كامارا هو شهادة أخرى على مدى التصاق الشيوعيين بهموم شعبهم، خاصة بالفقراء والكادحين، وسعيهم المتواصل بلا كلل او ملل في العراق وسائر العالم لنصرتهم وتحريرهم من القيود وبناء حياة كريمة لهم. وهذا لن يتحقق الا بالتغيير والخلاص من أنظمة استغلال الانسان واستعباده، بمختلف مسمياتها. 

فِي جانب آخر ذي صلة بالموضوع، تربت في  العراق أجيال من الشيوعيين متأثرة عميقا بمأثرة الشهيد فهد وقوله: “ كنت وطنيا قبل ان أكون شيوعيا، وعندما صرت شيوعيا ازدادت مسؤوليتي تجاه وطني”. حتى اصبح المواطن الذي يتحدث عن الوطنية والديمقراطية والعدالة سرعان ما “يتهم” بانه شيوعي. وانها لـ “تهمة”  يعتز بها المرء ويفتخر، وياريت تُحصر كل “ التهم “ في هذه المفاهيم  الرفيعة التي تنتصر للإنسان وقيمه .

حدثني صديق ليس شيوعيا بحال، قال:

ذهبت الى احدى الدوائر الحكومية لمتابعة  معاملة تخصني ووقفت في “ السره”، فسمعت احاديث المنتظرين عن البيروقراطية والرشى والفساد. وتحدثت انا ايضا وقلت ان معاملتي بسيطة، ومنذ ستة أشهر وانا اراجع من دون فائدة، وفِي كل مرة اريد ان اقابل المدير اجد الأبواب مقفلة، وانا لا ألجأ الى واسطة وغير مستعد لدفع أي مبلغ حتى لو كان بسيطا! فجاءني الجواب حالا من المنتظرين: يبدو انك شيوعي.

وهذا ما يجدر ان يعتز به الشيوعيون، وما ينبغي الحرص على إدامته عبر الأجيال، فهو ذخيرة وزاد لا ينضبان، مع الاستدراك ان الشيوعيين لا ينفردون بالكثير من هذه القيم، بل يشاركهم فيها مواطنون وطنيون وديمقراطيون لا يُحصون، وآخرون كثيرون من بسطاء الناس الطيبين الشرفاء، وان اختلفت اشكال وطرق تبنيهم لها وتعبيرهم عنها.

***************

الشيوعي الكردستاني يتظاهر ضد الاستقطاع في الرواتب

المطالبة بالعمل والخدمات .. لا تنقطع

بغداد ـ طريق الشعب

دشن العشرات من انصار الحزب الشيوعي الكردستاني، ومن المثقفين احتجاجات مطلبية أمام مبنى محافظة السليمانية في إقليم كردستان، مطالبين بعدم استقطاع الرواتب، والسيطرة على غلاء الاسعار في الاسواق.

وطالب عثمان حمه سعيد، عضو الحزب الشيوعي الكردستاني في مؤتمر صحفي، “حكومة الاقليم بعدم تطبيق قرار الاستقطاع من رواتب الموظفين”، معتبرا ذلك “غير قانوني”.

ودعا حمه سعيد إلى “السيطرة على الاسواق لوقف الارتفاع في الاسعار، الذي يثقل كاهل المواطنين”، مشدداً على ضرورة “وضع أسعار محددة لوقف جشع التجار”, مسترسلا ان  “علبة حليب الاطفال ارتفع سعرها من 12 الى 15 الف دينار، وينسحب هذا على مواد غذائية اخرى، ارتفعت الى الضعف”.

واضاف حمه سعيد أن “أوضاع المواطنين الاقتصادية في المحافظة سيئة، وعلى على الحكومة أن تكون مسؤولة عن إيجاد حلول لخدمة المواطن”.

تظاهرات من اجل العقود

من جانبهم, تظاهر العشرات من اهالي محافظة الديوانية امام محكمة استئناف القادسية، لمطالبة القضاء بإصدار حكم الاعدام بحق المتهم بقتل المعلمة مريم ماجد الخفاجي, وعدم التهاون مع هكذا جرائم.

في الاثناء, اغلق العشرات من اصحاب العقود والاجور اليومية مبنى بلدية قضاء الشامية، غربي محافظة الديوانية, احتجاجا على عدم تطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315 الخاص بتحويلهم إلى عقود وزارية.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “المتظاهرين طالبوا الحكومة بتنفيذ القرارات الحكومية”, مؤكدا “اصرار المحتجين على استمرار الاغلاق لحين تنفيذ مطالبهم”.

من جهتهم, نظم عدد من اصحاب العقود والاجور في بلدية ميسان, وقفة احتجاجية، في قضاء الميمونة للمطالبة بتنفيذ قرار رقم 315.

واكدت تنسيقية الاحتجاج في القضاء، في بيان طالعته “طريق الشعب”, “ضرورة تطبيق القرار 315, واحتساب فترة عملهم بصفة عقود كخدمة لأغراض التقاعد”.

قطع جسور في الناصرية

الى ذلك, قطع العشرات من اصحاب الاجور اليومية  في عدد من دوائر محافظة ذي قار, جسر النصر وسط مدينة الناصرية، مطالبين بتطبيق فقرات قرار 315، وتحويلهم الى عقود وزارية.

وبيّن المتظاهر احمد قاسم لـ”طريق الشعب”, ان “الحكومة تحاول تسويف تطبيق القرار, من اجل عدم اعطاء حقوق  العاملين منذ سنوات”.

ويواصل العشرات من خريجي كليات الإدارة والاقتصاد في المحافظة، اعتصامهم المفتوح أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بتوفير درجات وظيفية لهم ضمن درجات الحذف والاستحداث في الدوائر الحكومية.

في غضون ذلك, تظاهر عدد من اصحاب العقود في دائرة صحة المثنى, امام مبنى الدائرة للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة وشملوهم بقرار مجلس الوزراء رقم 315, مؤكدين استمرارهم بالتظاهر لحين تحقيق جميع مطالبهم، وصرف رواتبهم وفقا للقرار.

يُذكر أن عددا من أهالي مناطق الهلال والمملحة في المحافظة، نظموا تظاهرة للمطالبة بتوفير فرص عمل في معامل الاسمنت الاستثمارية بمناطقهم.

ويستمر اعتصام اصحاب العقود في الخطوط الجوية العراقية، أمام بوابة وزارة النقل، منذ ١٥ يوما على التوالي، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.

تظاهرات تطالب بالخدمات

في المقابل, تظاهر عدد من اهالي منطقة البراضعية في محافظة البصرة، احتجاجاً على تلكؤ الشركة المنفذة لمشروع البنى التحتية للمنطقة.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “مشروع البنى التحتية متلكئ بنسبة كبيرة, والشركة عاجزة عن تنفيذه”, محملين “الحكومة مسؤولية تأخير انجاز المشروع”.

فيما طالب عدد من سكنة العشوائيات في منطقة (الخضراء) الواقعة في مركز مدينة الكوت، الجهات المعنية بإيقاف حملات إزالة هذه المساكن, ومراعاة الواقع الاقتصادي الذي تمر به هذه العوائل.

**************

سجلت اكثر من 800 مرشح للانتخابات حتى الآن

المفوضية: التصويت عبر البطاقتين طويلة الامد والقصيرة

بغداد ــ طريق الشعب

اكدت مفوضية الانتخابات، امس الاحد، انه يحق للناخب ممن لديه البطاقة الالكترونية (طويلة الامد والقصيرة الامد) المشاركة في التصويت لانتخاب مجلس النواب 2021.

وقالت جمانة الغلاي، الناطق في المفوضية في كلمتها الاسبوعية، التي وردت نسخة منها الى “طريق الشعب”، انه مع انتهاء مرحلة تحديث سجل الناخبين وانقضاء مدة الأيام السبعة التي عُرِضَ فيها سجل الناخبين الورقي الأولي وقاعدة البيانات الإلكترونية على مستوى مركز التسجيل لاستقبال اعتراضات الناخبين ووكلاء الأحزاب والتنظيمات السياسية، تستمر مفوّضية الانتخابات بعملية توزيع بطاقة الناخب البايومترية الموجودة في مراكز التسجيل كافة، وطباعة بطاقات للناخبين الذين حدّثوا بياناتهم خلال مرحلة التحديث.

وأشارت المتحدثة الغلاي إلى ان “المفوضية ما تزال مستمرّة باستقبال تسجيل التحالفات السياسية وتسلّم قوائم المرشحين الأفراد لغاية 1 /5 /2021، إذ بلغ عدد المرشحين الأفراد (847) مرشحا، من ضمنهم (6) مرشّحين من المكون الأيزيدي، و(٨) آخرين من المكون الصابئي المندائي، و(12) مرشحا من المكون الكرد الفيلي و(16) مرشحا من المكون المسيحي و(2) مرشحا من المكون الشبكي”.

وتابعت “كما أبدى (13) تحالفا سياسيا رغبته في المشاركة في الانتخابات المقبلة من أصل (33) تحالفا سياسيّا مصدّقا عليه، و(13) تحالفا قيد التسجيل. في حين تستمر عملية تسجيل الأحزاب والتنظيمات السياسية، إذ جرى منح إجازة تأسيس لـ (264) حزبا سياسيا، كما بلغ عدد طلبات التسجيل للأحزاب التي هي قيد التأسيس نحو (55) طلبا. في حين بلغ عدد طلبات الأحزاب التي أبدت رغبتها في المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة (122) حزبا”.

ولفتت المفوضية إلى انه “حرصا من مفوضية الانتخابات على تحقيق العدالة والنزاهة في المشاركة في يوم الاقتراع بحسب قانون الانتخابات رقم 9 لسنة 2020 (المادة 39/خامسًا/ج) التي نصّت على (أن تجري عملية تقاطع البصمة للتصويتين الخاص والعام في مدة لا تزيد على عشرة أيام من تاريخ الاقتراع العام، وقبل مصادقة النتائج النهائية ويحال المخالف إلى المحاكم المختصة) فإنّ المفوضية تولي اهتمامها الكبير بعملية تقاطع بصمات جميع الناخبين المصوتين في يوم الاقتراع (العام والخاص) ممن يمتلكون بطاقات إلكترونية وبايوميترية (قصيرة الأمد وطويلة الأمد)، لغرض التأكد من عدم تكرار تصويت الناخب لأكثر من مرة، وتجري خلال المدة المنصوص عليها قانونا وقبل التصديق على النتائج النهائية، وتتم المطابقة على عدة مستويات تشمل: (العراق والمحافظة والدائرة الانتخابية) وسيتخذ بحق المخالف الاجراءات القانونية”.

************

تعزيــة

الرفيق العزيز عبدالرحمن فارس (أبو كاروان)

 تلقينا ببالغ الأسى والألم نبأ وفاة والدتكم الفاضلة (قدرية محمد علي) اثر اصابتها بفايروس كورونا، وهي التي تحملت الكثير جراء الاضطهاد والتنكيل من النظام الدكتاتوري.

الذكر الطيب دوماً للفقيدة، ولكم رفيقنا العزيز أبو كاروان وللعائلة الكريمة جميل الصبر والسلوان.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

25 نيسان 2021

*************

الصفحة الثالثة  

أرقام صادمة للضحايا ومطالبات بمعاقبة المقصرين

فاجعة “ابن الخطيب” دليل على الفساد والفشل

بغداد ــ طريق الشعب

فجع المواطنون، ليلة أمس الأول، بخبر الحريق الذي حصل في مستشفى ابن الخطيب في منطقة جسر ديالى جنوبي العاصمة، حيث راح ضحية هذه الحادثة، أكثر من 80 مواطنا، فضلا عن إصابة آخرين بضمنهم حالات حرجة جدا.

فاجعة أليمة

وفي وقت متأخر من يوم أمس الأول، اندلع حريق في مستشفى ابن الخطيب، داخل الطابق المخصص للإنعاش الرئوي، حيث حاصرت النيران المصابين الراقدين في الردهات.

وأظهرت صور وفيديوهات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي وطالعتها “طريق الشعب”، قيام مواطنين مدنيين ومرافقين بمحاولة انقاذ المصابين واطفاء النيران قبل أن تصل قوات الدفاع المدني إلى الموقع، فيما ظهرت أيضا لقطات مأساوية لهذه الفاجعة التي تصاعدت ارقام ضحاياها بسرعة، مشكّلة بذلك صدمة هائلة للرأي العام.

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنا، أن حريق المستشفى “أسفر عن استشهاد 82 مواطنا، وجرح وأكثر من 110 آخر”، مبينا وجود “حالات حرجة بين المصابين”، بحسب تصريح متلفز. فيما أفادت الأنباء بتصاعد أرقام الضحايا.

وتوالت الإدانات بشكل واسع من قبل ناشطين ومدونين أكدوا أن “الكارثة التي حصلت هي نتيجة إدارة نظام المحاصصة الطائفي لملف الصحة. وجعله الفشل والفساد مؤشرات أساسية لأداء المستشفيات في ظل اللامبالاة والإفلات الدائم من العقاب ووضع الفاشلين في الأماكن الحساسة”.

وشهد موقع “فيس بوك” حملات ادانة واسعة طالبت بوضع حد لهذا الواقع البائس الذي تشهده المستشفيات. حيث يتعرض الراقدون والمراجعون إلى الخطورة، وكذلك الحال مع الكوادر الصحية والطبية التي تعاني الكثير.

تفاصيل جديدة

وكشفت وزارة الداخلية، مساء امس، تفاصيل جديدة بشأن الحادث وموقف الدفاع المدني وموعد وصوله لمكان الحريق.

وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء خالد المحنا، وفقاً للوكالة الرسمية، ان “تقارير الدفاع المدني تؤكد أن الحريق حدث بسرعة كبيرة، وانتشرت النيران في اغلب الطوابق خلال 3 دقائق”، لافتا الى أن “أول فريق للإطفاء من الفرق الخاصة بالدفاع المدني وصل خلال 3 دقائق ونصف الدقيقة لمكان الحريق”.

وأشار الى أن “التشخيص الذي قدمته فرق الدفاع المدني من خلال المكان واستطلاعه بين أنه كان هناك تقصير في اخذ الاحتياطات اللازمة ضمن تعليمات الدفاع المدني، والمديرية أكدت في تشخيصها أيضاً عدم وجود منظومة إطفاء ذاتي أو منظومة انذار مبكر فضلا عن عدم وجود خفارة للدفاع المدني وغيرها من الأمور، إضافة إلى استخدام مواد سريعة الاشتعال من البنى التحتية للمستشفى كالسقوف الثانوية، وكل ذلك ساعد على سرعة انتشار النيران”.

الأطباء يلوحون بالإضراب

وفي غضون ذلك، لوّح المركز العام لنقابة الأطباء العراقيين، بالإعلان عن الإضراب بعد فاجعة “ابن الخطيب”.

وذكر المركز في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن “ما جرى في مستشفى ابن الخطيب الذي يحوي مرضى كورونا والأمراض الانتقالية والتدرن الرئوي وعددا من الأطباء والكوادر الطبية والصحية، أمر مؤسف خصوصا بعد استشهاد عدد من المواطنين، بينهم زملاء لنا كانوا بمستوى عال من التضحية والالتزام”، مضيفا “تذكرنا حوادث أخرى في مؤسساتنا سببها خلل في كافة المستويات الحكومية، والتي لم تراقب متطلبات السلامة المهنية والاجتماعية في مؤسسات قد غادرها زمن الصلاحية ولن يقطنها إلا المرضى المحتاجون ولن يعمل بها إلا الأطباء المتطوعون او من يفرض عليهم الواجب”.

وتابع البيان “نطالب كافة الجهات الحكومية بتأمين متطلبات السلامة الكاملة حسب متطلبات الدفاع المدني وتأمين متطلبات الوقاية الشخصية بأعلى مستوى، وإلا لن نقبل مستقبلا بالعمل في ظروف مشابهة، وهكذا خطر مهدد للمساكين بمن فيهم الأطباء”.

الفساد وسوء الإدارة سببان

من جانبه، عدّ رئيس الجمهورية، برهم صالح، الفساد وسوء الإدارة، سببين لتراكم دمار مؤسسات الدولة وحدوث كوارث مثل فاجعة “ابن الخطيب”.

وذكر صالح في تغريدة على “تويتر” طالعتها “طريق الشعب”، أن “فاجعة مستشفى ابن الخطيب هي جرح كل الوطن، وأن إظهار الألم والمواساة مع ابنائنا ذوي الشهداء والمصابين لا يكفي من دون محاسبة عسيرة للمقصّرين، ومن دون اجراء مراجعة شاملة وجادة لأداء المؤسسات”.

إجراءات بحق ثلاثة مسؤولين

وعقب الحادث، عقد رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، اجتماعا طارئا مع عدد من الوزراء والقيادات الامنية والمسؤولين في مقر قيادة عمليات بغداد.

وقال الكاظمي خلال الاجتماع، وفقا لبيان اصدره مكتبه الاعلامي، إن “الحادث يمس الأمن القومي العراقي وهو نكسة بكل ما للكلمة من معنى. وهو يدلل على وجود تقصير كبير، دعانا إلى التوجيه بفتح تحقيق فوري والتحفظ على مدير المستشفى ومدير الهندسة والصيانة وكل المعنيين الى حين التوصل الى المقصرين ومحاسبتهم. حيث إن الاهمال بمثل هذه الامور ليس مجرد خطأ، بل جريمة يجب ان يتحمل مسؤوليتها جميع المقصرين، ويجب ان يتم تدقيق الاجراءات الامنية والوقائية لكل المستشفيات في العراق، وتشكيل فريق فني من كل الوزارات المعنية لضمان تدقيق اجراءات السلامة بجميع المستشفيات والفنادق والاماكن العامة خلال اسبوع واحد وفي كل انحاء العراق”.

وقرر الكاظمي يوم أمس خلال الجلسة الاستثنائية التي عقدها مجلس الوزراء، سحب يد وزير الصحة حسن التميمي ومحافظ بغداد محمد جابر العطا ومدير صحة الرصافة عبد الغني الساعدي وإحالتهم للتحقيق. حيث اكدت مصادر رفيعة إن “المسؤولين الثلاثة، تقررت إحالتهم إلى التحقيق بشأن ملابسات حادث الحريق، الذي راح ضحيته العشرات”.

وكشفت وزارة الصحة من جانبها، عن إعفاء كل من مدير عام دائرة صحة بغداد الرصافة، ومدير مستشفى ابن الخطيب، والمعاون الاداري والفني للمستشفى، ومدير قسم الهندسة والصيانة، فضلاً عن إجراء تحقيق عاجل لإعلان نتائجه أمام الجمهور.

وأوضحت في بيان لها، ان “فرق الدفاع المدني لا تزال في موقع الحادث تحقق لمعرفة الاسباب التي أدت الى هذا الحريق والذي تسبب بفقدان ارواح العديد من المرضى الراقدين ومرافقيهم”.

موقف حقوق الانسان

وفي المقابل، طالبت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، رئيس الوزراء بإقالة وزير الصحة والبيئة حسن التميمي، ووكلاء الوزارة من مناصبهم “فوراً” بعد فاجعة المستشفى.

وقالت المفوضية في بيان لها، إنها “تابعت حادثة حريق مستشفى ابن الخطيب والذي تشير التقارير الاولية الى انفجار قنينة اوكسجين أدت إلى احتراق وإصابة عشرات المرضى الراقدين في المستشفى بين قتيل وجريح”.

وعدّت هذه الحادثة اقل ما يقال عنها انها “جريمة بحق المرضى الذين اضطرتهم شدة المرض نتيجة الاصابة بوباء كورونا الى اللجوء الى المستشفى، ومنح الثقة لوزارة الصحة والبيئة ومؤسساتها على ارواحهم واجسادهم، فكانت النتيجة ان يحترقوا فيها بدل التشافي”.

وطالبت بـ”اقالة وزير الصحة ووكلائه واحالتهم الى التحقيق، وإدارة الوزارة بشكل شخصي من موقع أدنى وبمعية فريق استشاري من اساتذة الجامعات والكليات الطبية العراقية”.

كردستان: مستعدون للمساعدة

وعلى صعيد متصل، أصدر رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، بياناً أكد فيه استعداد مستشفيات الاقليم لتقديم المساعدة.

وجاء في نص البيان الذي نشره المكتب الإعلامي لبارزاني ان “حكومة إقليم كردستان مستعدة لتقديم جميع أشكال المساعدة اللازمة، ولا سيما في مجال الصحة، واستقبال المصابين أو أي مساعدة أخرى تخفف من المعاناة”.

تعازي دولية

وقدمت دول وجهات عديدة التعازي ورسائل التضامن مع الشعب العراقي، جراء هذه الفاجعة الاليمة.

واعربت جمهورية مصر عن تعازيها للعراق بعد وقوع الحريق المُروع الذي طال المستشفى.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية، انها “تعرب عن خالص تعازيها وصادق مواساتها لحكومة جمهورية العراق وشعبها الشقيق في ضحايا الحريق المُروع الذي وقع مساء السبت بمستشفى مخصص لمرضى كورونا في بغداد، وأسفر عن وفاة وإصابة عشرات الأشخاص. كما تتقدم مصر بصادق تعازيها لذوى الضحايا الأبرياء”. وأكد البيان “ان مصر تعلن وقوفها التام وتضامنها مع جمهورية العراق الشقيق في هذا المُصاب الأليم”.

أما الأمم المتحدة، فأعلنت عن صدمتها بما حدث من مأساة محزنة في بغداد.

وأعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، عن صدمتها وألمها بـ”ضخامة الحادث المأساوي”، حسب قولها. وفيما قدم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تعازيه للعراق، أعربت السفارة الأمريكية في بغداد عن أسفها لوقوع هذا الحادث أيضا. في حين توالت رسائل التعازي والتضامن من جهات دولية عدة.

*****************

الشيوعي العراقي: الاعتداءات على المتظاهرين يجب ان تتوقف

موسم الصيف يبدأ بغضب واسع من تردي الكهرباء

بغداد ــ طريق الشعب

لم تمض على ارتفاع درجات الحرارة سوى أيام قليلة، حتى عادت أزمة الكهرباء مجددا إلى الواجهة بمأساتها المعروفة. كما لم يختلف الحال هذه المرة فيما يتعلق بالتعامل الحكومي مع المتظاهرين الغاضبين.

وطالب الحزب الشيوعي العراقي، باتخاذ إجراءات حازمة بحق المسؤولين عن استخدام العنف المفرط ضد المحتجين في ناحية الوحدة

وفي مقابل التبريرات الحكومية لأسباب الأزمة، عدّ مختصون وخبراء، الفساد والنفوذ السياسي “عاملين يقفان خلف هذا التردي ويستمران بذلك نتيجة غياب الشفافية ومحاسبة المتورطين”.

ادانة ومطالبة

وعبّر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض عن ادانة الحزب استخدام العنف ، واطلاق الرصاص الحي ضد المحتجين في ناحية الوحدة.

وذكر الرفيق فياض في تصريح لـ”طريق الشعب”، ان “تكرار الاعتداءات على المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم يجب ان يتوقف”.

وتساءل عن “اسباب عدم التنفيذ والالتزام بالقرارات الصادرة عن القيادات الامنية بعدم اطلاق الرصاص الحي او استخدام العنف ضد المحتجين”، مضيفاً ان “ذلك يشكل خرقاً يتوجب ان تتحمل مسؤوليته الحكومة”.

ونبّه الرفيق فاروق فياض الى ان “استمرار الوضع المتردي للخدمات، وواقع الكهرباء خصوصاً، واشتداد المصاعب المعيشية لأوسع قطاعات الشعب، تؤجج مشاعر الغضب المشروعة لدى عموم المواطنين، وتدفعهم الى لاحتجاج للتعبير عن معاناتهم ومطالبهم المشروعة لتأمين اساسيات الحياة اليومية، ومحاسبة الفاسدين  والفاشلين والخاملين وغير الجديرين بالمسؤولية”.

 بغداد تشيّع شهيدها الشاب

ورفض رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تصريح قبل عام، قتل متظاهرين اثنين في بغداد، بسبب احتجاجهما على سوء الخدمات الكهربائية، لكن مشاهد العنف عادت مؤخراً. وذكر عدد من المدونين ان الشهيد الذي سقط في ناحي الوحدة “هو تاسع شهيد” في زمن الحكومة الحالية.

وشهدت ناحية الوحدة، احتجاجات واسعة قرب دائرة توزيع الكهرباء، إثر زيادة ساعات غياب الطاقة، وتدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين، فيما أصيب أثناء ذلك عدد من المتظاهرين واستشهد آخر.

وشيّع أهالي الناحية، الشاب محمد ستار، الذي استشهد أثناء التظاهرات السلمية، التي طالبت بإصلاح المنظومة الكهربائية والتحقيق في ملفات الفساد.

وقال المواطن، مهدي وحيد، وهو من أهالي الناحية، إن القوات الأمنية تعاملت بطريقة قاسية لفض التظاهرات.

وأوضح وحيد لـ”طريق الشعب”، إن الشهيد فارق الحياة نتيجة دهسه بطريقة إجرامية، فضلا عن وقوع إصابات بين صفوف المتظاهرين، مضيفا ان “الحكومة تتعامل بقسوة شديدة مع الناس الذين يطالبون بأبسط حقوقهم، بينما تغض النظر عن الذين يهينون سيادتها ويسرقون المال العام”.

تظاهرات واسط

أما في محافظة واسط، فتظاهر العشرات من أهالي منطقة البتار، احتجاجا على تراجع تجهيز الطاقة أيضا. وطالبوا بإكمال ربط المحطة المتنقلة في المنطقة.

ونظم الأهالي وقفة احتجاجية أمام محطة الكهرباء في المنطقة، للمطالبة بزيادة ساعات التجهيز الكهربائي، فيما هددوا بالتصعيد خلال الأيام القادمة، ما جعل محافظ واسط، محمد المياحي، يدعو رئيس الوزراء إلى “الإشراف بنفسه على إدارة أزمة الكهرباء لتلافي المشاكل المتكررة في كل صيف”.

وفي قضاء النعمانية التابع إلى محافظة واسط، حمل المواطنون شكاوى عبر “طريق الشعب”، إلى وزارة الكهرباء والجهات ذات العلاقة، بسبب تفاقم أزمة الكهرباء.

وقال المواطن، مجيد حسن لـ”طريق الشعب”، إن “ساعات الانقطاع أصبحت طويلة بينما المواطنون يعانون كثيرا خصوصا في شهر رمضان”، متسائلا “كيف سيكون الحال بعد شهر أو شهرين عندما تكون درجات الحرارة عالية جدا، وأين هي استعدادات الوزارة؟”.

من جهته، أفاد قائم مقام النعمانية، محمد عيدان الوائلي، لوكالات الأنباء، بأن “المشكلة تكمن في قلة تجهيز الغاز الإيراني، وخروج عدد من المحطات عن العمل لأغراض الصيانة”، حسب قوله. فيما أرجعت مديرية توزيع كهرباء واسط أسباب انخفاض ساعات التجهيز في إلى وجود “خلل فني طارئ”، وهو الأمر الذي عدّه المواطن حسن، مجرد “أعذار تتكرر في كل عام”.

وشهدت محافظة كربلاء، خلال الأيام الماضية، انقطاعا كبيرا للطاقة الكهربائية في عموم المحافظة التي تحولت شوارعها إلى ظلام دامس.

في حين شكا مواطنون من مختلف المحافظات، أزمة الكهرباء التي بدت تظهر في مثل هذه الايام التي “لا يمكن اعتبارها أياما ساخنة”، بحسب قولهم.

فساد وسوء إدارة

وفي السياق، القت وزارة الكهرباء سبب الأزمة على الجانب الإيراني.

وبحسب المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى العبادي، فإن “تراجع ساعات تجهيز الكهرباء يأتي بسبب انحسار إمدادات الغاز الإيراني وخروج محطة شرق بغداد عن الخدمة”، مبينا أن “نقص التجهيز شمل جميع المحافظات لان خروج أي محطة عن الخدمة يؤثر على عمل بقية المحطات”.

وتعليقا على ذلك، تحدث علي الحيالي، الخبير في الطاقة الكهربائية، في حديث لـ”طريق الشعب”، إلى أن “محطات التوليد متهالكة وتعرضت أيضا إلى التخريب والأحمال الزائدة، ولم يجر العراق أي محاولات جدية للاعتماد على غازه المحروق، واعتمد على إيران التي جعلت غازها ملفا سياسيا. وهذا يوضح كيف أن جهات متنفذة عملت ضمن هذا الإطار على عرقلة بناء محطات للكهرباء والاستفادة من الغاز العراقي رغم آمالنا التي عقدناها على ان تؤسس الحكومات العراقية محطات متطورة جديدة لإنتاج الكهرباء”، مبينا أن “الحكومات المتعاقبة أنفقت بحسب مصادر موثوقة أكثر من 40 مليار دولار أمريكي على الكهرباء، وبهذا المبلغ كان من الممكن شراء أصول شركات كهربائية كاملة، ولكن هذا لا يلائم القوى السياسية المتنفذة والموغلة بالفساد”.

العراق يحرق غازه

وعلى صعيد متصل، أشار الباحث في الشأن الاقتصادي، رعد الكناني، إلى إن “الفساد والإهمال وسوء الإدارة تسببت بأن يحرق العراق نصف غازه المصاحب بدون الاستفادة منه”.

وأوضح الكناني لـ”طريق الشعب”، أن “العراق يستورد من إيران الغاز الطبيعي بمبالغ طائلة، وترتبت عليه حاليا ديون ضخمة، لكنه بنفس الوقت يحرق 10 أضعاف الكميات الإيرانية، وهذا ما أشارت له تقارير دولية كثيرة قدرت الهدر بحوالي مليارين ونصف المليار سنويا. أي أنه يحرق يوميا غازا طبيعيا تقدر قيمته بأكثر من 18 مليون دولار، رغم إن احتياطات البلد من الغاز يمكن أن تجعله في مراتب متقدمة عالميا”.

***************

الصفحة الرابعة

منهم 6 ملايين بلا حقوق

العمال ضحايا البضائع والسلع المستوردة

بالتزامن مع حلول 1 أيّار - عيد العمال العالمي، تنشر “طريق الشعب” سلسلة تقارير، تسلط فيها الضوء على وضع العمّال والمصاعب المعيشية والمشكلات التي يتعرضون لها في العمل.

بغداد ـ طريق الشعب

لم تعمل الحكومات المتعاقبة بعد التغيير على تفعيل دور الصناعة الوطنية، بل على العكس أغُرقت السوق المحلية ببضائع وسلع مستوردة، ما اضعف قدرة القطاع الخاص على الإنتاج والمنافسة. كذلك الامر بالنسبة للقطاع العام. وفي كل الاحوال فإن هذه التوجهات الاقتصادية كان العمال ضحيتها.

قوانين معطلة

المختص في الشؤون الصناعية، باسم جميل انطوان، قال لـ”طريق الشعب”، إنه كان “يأمل بعد سقوط النظام ان تنهض الصناعة العراقية، وتشبع حاجة السوق من البضائع والسلع التي تنتج بواسطة القطاعين العام والخاص”. وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، يوم أمس، ان “عملية اغراق السوق في البضائع من دول شرق اسيا ودول الجوار، جعلت الصناعة العراقية خارج المنافسة، كون انها لأكثر من ثلاثة عقود كانت معطلة عن العمل ومعظم مكائنها تعرضت للاندثار”.

وأوضح انه “بعد سقوط النظام، صدرت اربع قوانين وهي: قانون حماية المنتج الوطني وقانون حماية المستهلك وقانون التعريفة الكمركية وقانون التنافسية ومنع الاغراق السلعي، هذه القوانين كانت يجب ان توفر الحماية للصناعة الوطنية”.

وشدد انطوان على ان “الصناعة المحلية تحتاج الى دعم وتمكين وتقديم قروض ميسرة وتطوير مهارات العمال والفنيين. كل ذلك كان مفقوداً طيلة السنوات الماضية.”

ونبه الى ضرورة “العناية بمجال الصناعات الانشائية، كون ان هذه الصناعة تتداخل مع موضوع الاسكان، والبلاد تحتاج الى ثلاثة ملايين ونصف الميون وحدة سكنية، لكن الدعم غائب عنها”.

شروط المنافسة

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي، نبيل جبار العلي لـ”طريق الشعب”، يوم أمس، ان “الصناعة في العالم اصبحت معقدة، وشروط التنافس كثيرة، منها في الجودة والسعر والابتكار. وبحكم العولمة بدأت دول صناعية كبرى تواجه صعوبة في التنافس”.

وقال العلي ان “توظيف الصناعة العراقية لتغطية الاحتياج المحلي، من اصعب المهام امام الصناعة، ولكن العراق يتميز بمجموعة صناعات قادر على ان ينافس فيها محلياً ويصدر، منها صناعة المواد البتروكيمياوية والانشائية.”

وأشار الخبير الاقتصادي الى ان “في صناعة البتروكيمياويات لدينا ميزة مطلقة، كوننا بلداً نفطياً، وبإمكاننا ان نبيع منتجاتنا بسعر ارخص من الاسعار العالمية”، لافتا الى “اننا لا يمكننا البقاء على استيراد المواد الانشائية من البلدان المجاورة والاسيوية، لان كلف نقلها عالية”.

العمال.. في مهب الريح

من جهتها، قالت عضو المكتب التنفيذي لأتحاد العام لنقابات عمال العراق، سميرة ناصر، ان “وضع العمال بعد 2003 يختلف بحسب المكان، في القطاعين العام او الخاص، او القطاع غير المنظم”.

وذكرت في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “ عدد مؤسسات القطاع العام بلغ اكثر من 54 شركة عامة، حيث تعرض قسم منها الى التخريب او التعطيل، وقسم منها ذهب الى الخصخصة، وعدد قليل منها بدأت تعمل ضمن امكانيات محدودة.”

وأضافت أن “سوء الادارة والتخطيط اوصل مجموعة شركات وزارة الصناعة الى طرق مغلقة، وبالتالي فإن العاملين فيها اصبحوا عرضة للتسريح في اي وقت، بسبب ايقاف عجلة الانتاج لهذه المؤسسات، ودمج الشركات لتصبح 34 شركة حكومية.”

وأوضحت ان “ذلك الدمج ادى الى تقليص عدد العمال، واصبحوا في مهب الريح”، مؤكدة انهم جميعهم “اصحاب خبرات وامكانيات فنية وعلمية”.

وقالت ناصر انه “بسبب السياسات الاقتصادية التي يفرضها صندوق النقد الدولي والبنك المركزي، اصبح معظم شركات القطاع العام، بلا عمل.”

وزادت ان “الشركات الناجحة تعرضت للاستثمار، وبالتالي فان المتضرر الاول من تلك القرارات كانت القوى العاملة، بالاضافة الى التعديل الذي طرأ على قانون التقاعد المدني، حيث اصبح العامل يحال الى التقاعد في سن الـ 60 سنة، بدلاً من الـ63”.

معاناة عمال القطاع الخاص

وذكرت النقابية، ان “القطاع الخاص يعاني من الاستيراد المفتوح لكل المنتجات على حساب مبدأ الانتاج، ويعاني كذلك من عدم توفير المواد الاولية، بالاضافة الى إهمال قانون حماية المنتج المحلي”. وأكملت انه “بحسب احصائيات اتحاد الصناعات العراقي فإن 50 الف معمل وشركة في القطاع الخاص، توقفت عن العمل، وان عمال هذه المؤسسات كلهم تعرضوا للتسريح”، مشيرة الى ان “خطط البنك الدولي تقتضي ان يقود القطاع الخاص العملية الاقتصادية في البلد، لكن ذلك لم يحدث.”

ونبهت ناصر الى “عامل اخر، اثر سلباً على مصير العمالة المحلية، الا وهو الاستقطاب الكثيف للعمالة الاجنبية، بسبب أجورها الرخيصة، اضافة الى استعدادها لمواجهة ظروف عمل صعبة، وساعات عمل طويلة”.

6 ملايين عامل بلا ضمانات

وتواصل عضو المكتب التنفيذي لأتحاد العام لنقابات عمال العراق، سميرة ناصر حديثها بأن “القطاع الاكثر ضرراً في العراق هو القطاع غير المنظم، الذي يضم 5 – 6 ملايين عامل، وهؤلاء ليس لهم ضمان او حماية، ولا يشملهم قانون العمل”.

وأشار الى أنه “في ظل جائحة كورونا أضحت المشكلة اكثر تعقيداً، ووضعت الطبقة العاملة في البلاد تحت وطأة التدهورات الاقتصادية، حيث فقدنا الكثير من الارواح التي كانت تخرج للعمل في ظل وجود الوباء، ما عرضها الى الاصابة ثم الموت”، مبينة ان “ذلك حصل بسبب عدم تخصيص الدولة الأموال اللازمة في حالات الطوارئ والازمات”.

*************

يقولون ان جهات سياسية تحاول منعهم من الترشح للانتخابات

متظاهرون: نواجه دعاوى كيدية بعد كشفنا ملفات فساد

بغداد ــ طريق الشعب

كشف ناشطون في محافظة الديوانية، يوم أمس، عن مواجهتهم لدعاوى قضائية كيدية يقوم بها “مدراء دوائر حكومية”، على أثر تقديمهم ملفات فساد تدين هؤلاء المسؤولين.

وقال الناشطون إن “الملفات تلقوها خلال الفترات الأولى لانتفاضة تشرين بواسطة موظفين على دراية بمجريات العقود والاختلاس والسرقات التي تجري، كانوا يأملون أن تشكل الانتفاضة حافزا إلى الجهات المعنية لمحاسبة المتورطين، لافتين إلى أن الملفات تم إهمالها.

حملات جائرة

وتحدث الناشط في تظاهرات الديوانية، حسن المياحي، عن تعرضه مع 7 آخرين إلى تهم وفق مواد مكافحة الإرهاب، نتيجة تقديمهم ملفات تتضمن فسادا بحق مسؤولين في الدوائر الحكومية داخل المحافظة.

وقال المياحي لـ”طريق الشعب”، “بعد انطلاقة انتفاضة تشرين عام 2019 نصبنا خيام الاعتصام التي توافد عليها أبناء المحافظة من مختلف الشرائح الاجتماعية، وتلقينا في حينها من قبل موظفين متضامين مع المتظاهرين ومناوئين للمحاصصة الطائفية، ملفات فساد بحق مدراء دوائر ومسؤولين طلبوا منّا تقديمها وفتحها أمام الجهات المختصة. وقمنا بدورنا ووفقا للسياقات السليمة بتقديم هذه الملفات التي تحتوي على إدانات كثيرة، إلى هيئة النزاهة الاتحادية، وكلٍّ من ديوان الرقابة المالية وجهاز الامن الوطني ومحافظ الديوانية”، لافتا إلى أن “أحد ملفات الفساد كان يتعلق بدائرة توزيع المنتجات النفطية، مثل إنشاء محطات وقود قرب المنازل السكنية بطرق مخالفة، وشراء 150 بدلة بمبلغ كبير من أجل استقبال أحد الوزراء الذي لم يأت، وغيرها من الأمور ذات الصلة بالهيئات الاقتصادية للجهات السياسية المتنفذة”.

حماية المسلحين

وتابع المياحي “بعد شهر من تقديمنا هذه الملفات، لم تلق الاستجابة اللازمة، فقمنا كمتظاهرين بالتظاهر أمام بوابة المديرية وحولنا القضية إلى رأي عام، لتشكيل ضغط شعبي من أجل فتح هذه الملفات، لكن تفاجأنا بقيام شخص تابع إلى جهة سياسية تمتلك ذراع مسلح، ومعه ثلاثة أفراد بالتهجم علينا، إلا أن مدير الدائرة أدخل المسلحين إلى البناية وحماهم، بينما هم مدانون وفقا لتقرير الأدلة الجنائية التي وثقت الحادث بعد ذلك”.

وأضاف المتحدث “رفعنا دعاوى قضائية ضد المسلحين، وواجهنا ضغوطا كبيرة لسحبها وحل الموضوع. بعد مرور اكثر من سنة أبلغنا حاليا بتحريك شكوى مسجلة مسبقا ضدنا، قام بتقديمها الممثل القانوني لدائرة المنتجات النفطية، تدّعي كيدا إننا كمتظاهرين قد قمنا بأعمال تخريبية وهذا ما لم يحدث أصلا وسجّلت الدعوى وفق المادة 197 إرهاب”.

 لافتا إلى أن “التهمة تقول إننا قمنا بالتخريب والحرق والاعتداء، ونحن لم نقم في حينها سوى بتعليق لافتة مطلبية على جدران الدائرة.

وأردف المياحي “الملفات التي قدمناها بشأن عمليات الفساد لم تفتح مطلقا، ومقابل ذلك يقومون حاليا بمعاقبتنا بهذه الطرق الملتوية، واتهامنا بالإرهاب لغرض الكف عن التظاهر وتخويف الآخرين”، مشيرا الى ان “هذا ما يجري بحق الكثير من الناشطين وهو ملف يستحق فتحه من قبل مفوضية حقوق الإنسان في العراق، والمنظمات الحقوقية لتظهر الأمور أمام الرأي العام، ولتتكشف الحقائق بشأن ما يجري من ممارسات كيدية بحق الذين يريدون محاربة الفساد”.

دعاوى ذات طابع سياسي

من جانبه، أوضح الناشط في المحافظة، عمار الخزعلي، أن هذه الدعاوى “تحمل طابعا سياسيا واضحا جدا، لغرض منع الناشطين والمؤثرين في التظاهرات المناوئة للمحاصصة والفساد، من الترشيح للانتخابات القادمة”. وتحدث الخزعلي لـ”طريق الشعب”، عن “دعاوى كثيرة مسكوت عنها منذ أيام الانتفاضة الأولى، يجري تحريكها حاليا من قبل دوائر حكومية، للانتقام من الناشطين الذين أثاروا الرأي العام بشأنها”. وبيّن الناشط أن “التهم وجهت ضمن المادتين 197 و198 المعنيتين بجرائم الإرهاب وقطع الطرق والتخريب والحرق وغيرها من الأمور، ورغم أننا لم نقم بذلك، ذهبنا إلى المحاكم”، مؤكدا “هذه القضية هي الثانية خلال أسبوع واحد واجهناها كضريبة، نتيجة التظاهر والتنديد بالفاسدين”.

وأكد أن “الملفات المقدمة بحق دائرة المنتجات النفطية في الديوانية، أهملت وقامت الجهات المختصة مقابل ذلك بالتضييق علينا، وفق هذه الدعاوى الكيدية التي يقدمها الممثل القانوني للدائرة. علما إن ناشطين كثيرين يتعرضون لذلك وبمجرد أن يتم توقيعهم على أوراق تجعلهم متهمين، يتم الافراج عنهم ولكن بعدما تضمن الاجراءات المتعبة عدم استطاعتهم الترشح للانتخابات القادمة، وهذا ما يوضح بان للأمر جانبا سياسيا فاضحا”.

***********

دعوات لتشريع قانون مناهضة العنف الاسري

نساء تحت وطأة العنف وقبور بلا شواهد «غسلا للعار»

بغداد ــ نورس حسن

تقع مئات النساء والفتيات، سنوياً، ضحية العنف والإهانة وسوء المعاملة أسرياً، وعدد أقل من ذلك يذهبن ضحية “غسل العار” و”حماية الشرف”، فيما تدفن المقتولات من قبل ذويهن في مقابر خاصة، بلا شواهد ولا أسماء، وكأنهن لم يُولدْنَ!

تلال لغسل العار

فبحسب ناشطة في مجال حقوق المرأة من محافظة السماوة، فضلت عدم ذكر اسمها، فان الاعراف والتقاليد العشائرية تتقدم على القانون في محافظتها، بخاصة في ما يتعلق “بزواج النذر والفصلية والهدية اضافة الى زواج القاصرات”.

وتقول الناشطة لمراسلة “طريق الشعب”، ان “اغلب هذه الزيجات تنتهي بالهروب وبالتالي الانتحار او القتل من قبل ذويها، لتوارى تلك الجثامين في مقبرة  “الشيان” الخاصة بالنساء اللائي يقضين غسلا للعار”.

وتفيد الناشطة بأن “أغلب مقابر تلال الشيان تعود لنساء قتلن تحت تبرير غسل العار او ما يعرف بجريمة الشرف”.

والشيان، عبارة عن اماكن مهملة وبعيدة عن الانظار، توحي الى المارين بأنها أماكن أثرية تستوطنها الكلاب السائبة. حسب توضيح الناشطة. وتشير الى أن “عملية الدفن تتم بسرية تامة. ويقوم بها فرد واحد من افراد عائلتها، لا اكثر”. ومن بين تلك القصص المأساوية التي سردتها المتحدثة، تتعلق بفتاة “عانت آلاما في المعدة، وبعد إجراء عدد من الفحوصات لها، أخبرت الطبيبة ذويها، بأن ابنتهم غير المتزوجة كانت حامل”، مؤكدة ان ذويها قاموا بقتلها فورا، ومن دون تردد.

وتضيف، “في اليوم التالي اكتشفت طبيبة السونار انها اعطت لاخوة الضحية، نتيجة سونار لسيدة حامل، وان الفتاة تعاني ورما خبيثا في رحمها. وبالتالي فإن الفتاة قتلت ودفنت في المقبرة الخاصة بغسل العار ظلما”.

الإسراع في تشريع القانون

بدورها، تشدد الناشطة المدنية بنين الياس على “ضرورة المضي والاسراع في تشريع قانون مناهضة العنف الاسري، والعمل على انشاء دور ايواء خاصة بالنساء المشردات والمعنفات، تشرف عليها منظمات المجتمع المدني، فضلا عن ضرورة منح الشرطة المجتمعية صلاحية الردع القانوني ازاء سلوكيات تعنيف المرأة”. وتقول الياس لـ”طريق الشعب”، ان “هناك الكثير من النساء خاصة من ذوي الاحتياجات، تتم رعايتهن في دور حكومية، يتعرضن لعمليات تعذيب وقتل واستغلال واغتصاب”.

إحصائيات تواجه التعتيم 

وتفيد الناشطة بأن “السلطات في البلاد تتعمد اخفاء الإحصائيات الخاصة بجرائم قتل النساء تحت ذريعة غسل العار”.

واستدركت “لكن في المقابل هناك احصائيات تعود للعام الماضي صدرت من قبل الامم المتحدة، جاء فيها ان هناك 1072 جريمة قتل للنساء بدافع الشرف. اما العام الجاري، وبحسب غير رسمية فان هناك 17 قضية رأي عام تتعلق بنساء معنفات”.

وتفيد الناشطة والمدافعة عن حقوق المرأة والطفل، انسام سلمان، في تغريدة لها على منصة (تويتر)، تابعتها “طريق الشعب”، ان “هناك 9 نساء قتلن خلال شهر نيسان، وذلك بسبب ترسبات خطاب الكراهية مجتمعيا، مقابل صمت حكومي مطبق لمعالجة هذه القضايا التي اريق بسببها الكثير من الدماء”.

القانون متساهل

ويؤشر الخبير القانوني والقاضي هادي عزيز، وجود “ضعف بالرادع القانوني عبر التساهل مع مرتكبي جرائم القتل، تحت تبرير الشرف”، مشيرا الى ان ذلك “ساهم كثيرا في استفحال هذا الظاهرة”.

ويقول عزيز في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “القوانين السارية لا تتناسب مع الفعل المنسوب اليها”، مشيرا الى “غياب ثقافة المجتمع المدنية ازاء هذا النوع من الممارسات الاجرامية”.

وينوّه الخبير القانوني بأن “الدستور راعى عادات وأعرافا عشائرية لا تنسجم مع النصوص المدنية، وبالتالي يجب معالجتها”.

الحاجة الى رؤية جديدة

وحول إمكانية الحد من ظاهرة قتل النساء بذريعة غسل العار وفق قانون العنف الاسري، بيّن القاضي انه “بالامكان حال تشريع القانون الحد كثيرا من جرائم القتل التي تتعرض لها النساء”، منبها الى “الممارسات داخل العائلة لم تعد عادلة، وهي بحاجة الى رؤيا جديدة لتنسجم مع متطلبات العصر”.

******

الصفحة الخامسة

بعد تداعيات ارتفاع الدولار

حمى الغلاء تشتد في رمضان وتلاحق الفقراء

بغداد – وكالات

تزداد محنة المواطن العراقي مع الغلاء المعيشي، يوما تلو آخر. فأسعار السلع، خصوصا الغذائية، أخذت بالارتفاع على إثر رفع سعر صرف الدولار. وما أن اقترب حلول شهر رمضان، حتى بدأت الأسعار بالزيادة أكثر فأكثر، مثلما يحصل سنويا في هذا الشهر، الأمر الذي أضاف صعوبات اقتصادية أخرى على كواهل المواطنين، خصوصا الفقراء والكسبة وذوو الدخل المحدود.

وبالمقابل، يواصل مواطنون واختصاصيون في المجالات الاقتصادية، مطالبة الحكومة بالتدخل للحد من التأثيرات السلبية التي خلفها الارتفاع “غير المسبوق” لسعر صرف الدولار، على قيم البضائع الاستهلاكية، في الوقت الذي تبدو فيه الإجراءات الحكومية ضعيفة ازاء هذه المشكلة.

العام الأسوأ

المواطنة مديحة عباس، المعيلة الوحيدة لعائلة مكونة من خمسة أفراد، تقول إنها تخلت عن شراء اللحوم والسلع المستوردة، معتبرة أن رمضان هذا العام “هو الأسوأ” من حيث عدم القدرة على توفير متطلبات الغذاء كاملة.

وتحمّل هذه المواطنة، وزارة التجارة مسؤولية الأزمة المعيشية “لأنها خلال شهور مضت لم تتمكن من توزيع المواد التموينية الأساسية، كزيت الطعام والسكر، ليأتي رمضان ويزداد الطلب على هذه المواد، فترتفع أسعارها”.  فيما يذكر إبراهيم نزار، وهو موظف حكومي، أن عائلته بدأت تلجأ إلى بدائل عن المواد الغذائية المستوردة، كأن تستخدم السمن النباتي المصنوع محليًا “بالرغم من آثاره الصحية السيئة”.

الرواتب لا تكفي

تقول المواطنة أم زيد، أن “وضع الناس المعيشي صار صعبا خلال هذه الايام، وان الرواتب باتت لا تكفي في ظل ارتفاع الأسعار”، متسائلة: “هناك مواطنون يعيشون بلا عمل.. كيف سيتمكن هؤلاء من تأمين قوتهم اليومي!؟”.

وتتابع قائلة في حديث صحفي، انه “مع حلول رمضان ذهبنا للتسوق في منطقة الشورجة، على اعتبار أن الأسعار فيها مقاربة لأسعار الجملة، وأقل مما في المحال التجارية الأخرى، لكننا فوجئنا بأن الأسعار هي نفسها”، مشيرة إلى أن “التجار يتخذون رمضان فرصة لتحقيق الربح الفاحش”.

احمد بريسم، وهو موظف حكومي، يشير إلى أن “أسعار المواد الغذائية شهدت مع حلول رمضان، زيادة أكبر مما في الأعوام السابقة، خاصة بالنسبة لمادتي الرز والزيت”.

ويرى، أن “الحكومة لم تحرك ساكنا ازاء هذا الغلاء، وأن دور الجهات الأمنية ضعيف في محاسبة التجار الجشعين”.

الحصة التموينية هي الحل!

من جهتها، ترى عضو اللجنة الاقتصادية البرلمانية ندى شاكر جودت، ان “التجار بمستوياتهم من المستورد الى تاجر الجملة والمفرد، استغلوا فترة صعود الدولار في رفع الأسعار، ليكون الضحية هم الفقراء والطبقات الوسطى”، مشيرة في حديث صحفي، إلى أن “وزارة الداخلية لم تقم بواجباتها لحماية المواطن من ارتفاع الأسعار وجشع التجار”.

وتؤكد، أن “أفضل الحلول لحماية المواطنين من جشع التجار والسوق، هو تزويدهم بالحصة التموينية بالشكل الصحيح، مع زيادة مفرداتها”.

العراقيون يبذرون الطعام!

الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي، يرى ان “الانماط الاستهلاكية الخاطئة أبرز معالم السلوك الاستهلاكي العراقي. إذ يعتبر المواطن العراقي ثاني أكثر مواطن عربي إسرافا وتبذيرا للطعام، فهو يستهلك أكبر من حاجته الفعلية”، مضيفا في حديث صحفي، أن “هناك سلوكا استهلاكيا خاطئا آخر لدى العراقيين، يتمثل في الإقبال على التسوق بنهم قبل شهر رمضان، ما يزيد من الطلب على السلع الغذائية وبالتالي يدفع التجار الى رفع الأسعار”.

ويبين، أن “تزامن شهر رمضان هذا العام مع خفض قيمة الدينار العراقي، أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل أكبر. إذ ساهم المتهافتون على التسوق في زيادة الصعوبات المعيشة على الفئات قليلة الدخل، التي وجدت نفسها أمام ارتفاع أكبر في الأسعار، حتى صار من الصعب عليها سد حاجتها من المواد الغذائية”.

تجار: الغلاء من دول المنشأ

إلى ذلك، يعتبر التاجر محمد الحسني، المتخصص في بيع المواد الغذائية، ان “ارتفاع أسعار السلع، خاصة الغذائية، يأتي نظرا لاستيرادها من الخارج بالعملة الصعبة”، مضيفا في حديث صحفي، ان “أسعار المواد الغذائية المستوردة، ارتفعت أساسا في دول المنشأ. فيما كان ارتفاع سعر الدولار، سببا آخر لزيادة أسعار المواد في العراق”.

فيما يشير التاجر حيدر المرسومي، إلى ان “التاجر ليس له علاقة بارتفاع أسعار المواد المستوردة، بقدر ما تتحكم بذلك الدول المصنعة، فضلا عن سعر الدولار”، لافتا إلى أن “غلاء المواد الغذائية، يضر التاجر قبل المستهلك. فهذا الأمر سيقلل من الطلب على تلك المواد”.

*****************

أگـول

الدرّاجة النارية.. وسيلة للنقل أم للاستعراض!؟

شاكر القريشي

تعتبر الدراجة النارية من وسائل النقل الاقتصادية البسيطة التي يستخدمها الناس - خاصة الكسبة والطبقات الفقيرة والمتوسطة - في التنقل والتسوق، نظرا لقلة أسعارها مقارنة بأسعار السيارات، وصغر حجمها الذي يتيح لها الدخول إلى الأسواق والأماكن المزدحمة والضيقة بسهولة.

وبات الكثيرون من العراقيين خلال السنوات الأخيرة، يقدمون على استخدام الدراجات النارية في تنقلاتهم، لتلافي الزحام المروري الذي تشهده الشوارع الرئيسة داخل المدن صباحا ومساء، الأمر الذي يساعدهم في الوصول إلى مقاصدهم بشكل أسرع.

إلا أن البعض صار يستخدم الدراجة النارية لأغراض أخرى بعيدا عن غرضها الأساس المتمثل في التنقل. فهناك سائقو دراجات، سواء على شكل أفراد أم مجموعات، يمارسون سلوكيات سلبية باتت تقلق المواطنين كثيرا. إذ يقودون دراجاتهم، خاصة خلال الليل، بسرعة جنونية، أو ينفذون عليها حركات بهلوانية في الشوارع العامة، ما يخلف أصواتا مزعجة مرعبة ويهدد سلامة الناس.

مواطنون كثيرون عبروا لـ “طريق الشعب” عن استيائهم من هذه الظواهر السلبية التي صارت تشكل خطرا كبيرا على المارة، خصوصا الأطفال، معربين في الوقت ذاته عن قلقهم من استخدام الدراجة النارية، نظرا لسهولة التنقل عليها، في عمليات السرقة والاغتيالات والأعمال الإرهابية.  

وناشد المواطنون، وزارة الداخلية ومديرية المرور العامة، وضع حد لتلك الظواهر السلبية، من خلال محاسبة المخالفين، وإلزام جميع سائقي الدراجات بحمل الرخص وتثبيت لوحات الأرقام على مركباتهم، فضلا عن منعهم من التجوال ليلا إلا للضرورة.

*****************

الجفاف يطال 160 ألف دونم زراعي في كرميان

السليمانية – وكالات

قدّرت مديرية الزراعة في إدارة منطقة كرميان بإقليم كردستان، المساحات الزراعية التي تضررت هذا العام في المنطقة بسبب الجفاف. 

وقالت مديرة الزراعة في المنطقة، شادية حسين عباس، أنه بسبب انخفاض معدل تساقط الأمطار خلال هذا العام، تعرض نحو 160 ألف دونم من الأراضي الزراعية في كرميان إلى ضرر فادح، فضلا عن مهنة تربية الحيوانات التي تأثرت هي الأخرى للسبب ذاته.

وأشارت في حديث صحفي، إلى أن هناك 611 الف رأس غنم، و134 ألف رأس ماعز، و10 آلاف رأس بقر، والفي رأس من الجاموس في كرميان، مؤكدة أن ضعف هطول الأمطار كان له تأثير مباشر على تلك الحيوانات.

وكانت إدارة كرمیان قد أعلنت منتصف نيسان الجاري، ان جفافا اجتاح المنطقة هذه السنة بسبب قلة تساقط الأمطار، داعية إلى تخصيص مبلغ مالي من ميزانية الطوارئ لمواجهة مشكلة الجفاف.

*****************

منطقتا “الهلال” و”المملحة” في المثنى

مطالبات بالتعيين في معامل الاسمنت الاستثمارية

السماوة – وكالات

نظم عدد من أبناء منطقتي “الهلال” و”المملحة” في محافظة المثنى، أول أمس السبت، تظاهرة طالبوا فيها بتوفير فرص عمل لهم في معامل الاسمنت الاستثمارية الواقعة في المنطقتين، محتجين في الوقت ذاته على تشغيل عمال من محافظات أخرى “على حسابهم” في تلك المعامل.

وذكر عدد من المتظاهرين، في حديث صحفي، ان تظاهرتهم تطالب بضمان حصة من التعيينات لمنطقتيهما اللتين تعانيان أساسا، نقص الخدمات وتفشي البطالة في صفوف الشباب، مؤكدين مواصلتهم التظاهر وعزمهم على تنظيم اعتصام مفتوح لحين تنفيذ مطالبهم التي وصفوها بـ “المشروعة”.

****************

سحب دخانية في سماء البصرة

الدخان الملوث يضر بالإنسان والزرع في المنطقة الجنوبية

البصرة – وكالات

تغطي سماء محافظة البصرة سحب دخانية ناتجة عن حرق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط، ما يتسبب في تلوث الهواء، لينعكس ذلك على الإنسان والتربة والمحاصيل الزراعية.

وقال مدير بيئة المنطقة الجنوبية، وليد الموسوي، أن تلك السحب الدخانية تؤثر بشكل سلبي على صحة الانسان “فجودة الهواء تعد عاملا أساسيا للحياة في أي منطقة، وهي تؤثر على جودة التربة والمحاصيل الزراعية”، مبينا في حديث صحفي، أن “التلوث في الهواء لا يعترف بالحدود، وهو ينتقل بحسب اتجاه الرياح وقوتها”.

ولفت الموسوي، إلى أن “العراق يعد البلد الثاني عالمياً بعد روسيا من ناحية حرق وهدر الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط. وهذا الأمر يؤثر على البلد من الناحية الاقتصادية والبيئية ايضاً”.

وسبق وأن حذر تقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، من تلوث الهواء في البصرة جراء حرق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط، وتأثير ذلك على الصحة والبيئة، مشيرا إلى أن “العراق يحرق ما يزيد قليلاً على 17 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا - وفقًا لأحدث بيانات للبنك الدولي - وهو يحل في المرتبة الثانية بعد روسيا باعتباره البلد الاكثر اشعالا للغاز على كوكب الأرض”.

ويضيف التقرير: “إنها مفارقة قاسية أن يعاني الكثير من الناس احتراق الغاز، بينما لا يزال العراق، الذي يعاني انقطاع التيار الكهربائي، يستورد الغاز من الخارج لتشغيل محطاته الكهربائية”.

****************

شكر وتقدير

اتقدم باسمي وباسم عائلتي بالشكر الجزيل والتقدير الحار للأصدقاء والرفاق، ولكل من قدم لنا التعازي الصادقة والمواساة والحضور لمجلس عزاء والدنا الفقيد صبحي المشهداني، القائد العمالي الفذ، الذي رحل في يوم ١٩/٤/٢٠٢١، بعد حياة حافلة بالنضال والصمود في سجون العراق، من قصر النهاية والامن وسجن الحلة وسجن نكرة السلمان، السيئ الصيت، لقد رحل ممثل الطبقة العاملة العراقية.

والشكر الجزيل الى رسالة ومشاركة المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي. كذلك الى الاتحاد العام لنقابات عمال العراق ونقابة عمال وفني السكك ونقابة ذوي المهن الهندسية الفنية، والى كل من شارك في مراسيم الدفن والعزاء من الشخصيات الوطنية وعشائرنا المحترمة.. والى من ارسل برقيات واتصالات ومن خلال الكتابة والمشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي.

سيظل صبحي (ابو علي) النجم المضيء في سماء وطننا العراق، والنخلة الباسقة على ضفاف دجلة والفرات.

فطوبى لمعرفة أمثالكم الطيبين، وتقبلوا من حسين عبدالله المشهداني وعلي صبحي المشهداني وحنان صبحي المشهداني، ومن كل افراد العائلة جميعاً خالص التحية والاحترام.

وداعاً ايها الحبيب ابو علي.

*******************

مواساة

* تعزي  أسرة “طريق الشعب” الزميل مصطفى أحمد بوفاة والده احمد مهدي (أبو مصطفى)، الذي توفي اثر اصابته بوباء كورونا. للفقيد الذكر الطيب ولزميلنا مصطفى والعائلة الكريمة جميل الصبر والسلوان.

* تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، الشخصية الوطنية الأستاذ المحامي علي كامل رسول، بوفاة والدته السيدة (أم بدر). الذكر الطيب للفقيدة ولعائلتها الكريمة جميل الصبر والسلوان.

* تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في سوق الشيوخ، الرفيق والمربي الفاضل الأستاذ  أيوب الخطاط (ابو صبري). للفقيد الذكر الطيب ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.

* تنعى محلية المثقفين للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق فرمان عباس (ابو وفاء) الذي توفي إثر مرض عضال. كان للفقيد دور بارز في الحركة الطلابية. وقد حقق فوزا ساحقا في الانتخابات الطلابية عام ١٩٦٩ وتعرض إثر ذلك إلى شتى المضايقات من قبل عناصر الاتحاد الوطني البعثي. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

* ببالغ الأسى والحزن تعزي محلية ديالى للحزب الشيوعي العراقي رفيقنا موفق الشيباني، وكل عائلة شاكر الشيباني بوفاة عمتهم، وتعزي الأستاذ فراس الشيباني بوفاة والدته، إثر مرض عضال ألم بها. للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

***********

الصفحة السادسة  

وقفة اقتصادية

السياسة الإسكانية

إلى أين؟

ابراهيم المشهداني

أعلن المتحدث باسم الامانة العامة لمجلس الوزراء عن تشكيل لجنة تتولى تنفيذ توجيهات المجلس الأعلى للسكان واعداد الوثيقة الوطنية للدراسات السكانية. ومن هذا الإعلان يتضح أن المجلس الأعلى للسكان يضم في عضويته 20 جهة رسمية وهذه اللجنة وفقا للإعلان ستتولى دراسة مقترحات وبرامج وأنشطة خاصة بالسياسات السكانية أو المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني بالتنسيق مع مراكز البحوث.

 ومن الواضح أن السياسيات السكانية التي يتولى المجلس الأعلى بحث اشكالياتها ووضع الخطط والاستراتيجيات في  مختلف الجوانب ذات التأثير المباشر وغير المباشر في حياة السكان العراقيين، إلا أنني أجد من المناسب التوقف عند إشكالية السكن كمفصل مهم من مفاصل السياسات السكانية، فأزمة السكن كما هو معروف تشكل أهم الأعباء التي يئن تحت وطئتها العراقيون منذ اجيال وغالبا ما استخدمتها  الحكومات المتعاقبة كورقة دعائية دون أن تدخل في جوهر المشكلة رغم تعاظم عدد السكان، فحسب احصاءات وزارة التخطيط في عام 2018 يقدر عدد السكان أكثر من 37 مليون نسمة، وفي آخر إحصاءاتها فان العدد وصل إلى 40 مليون نسمة  بمعدل نمو سكان سنوي ثابت 2.7 في المائة، فيما تشير بعض الدراسات إلى أن المعدل السنوي المركب لعام 2010 كان 7 في المائة مع استقرار لمتوسط حجم الأسرة عند (9.6 ) افراد وهذا هو السبب الأول في الأزمة،  أما السبب الثاني فيعود إلى عدم المرونة في تصاميم المدن لتستوعب الضغوط العمرانية  والتحولات الاقتصادية وسوء الاستخدام الأمثل للأرض في ضوء الطلب الاقتصادي والخدمي والسكني والتكامل الوظيفي للمستوطنات.

ولم تقف أسباب الأزمة عند هذا الحد بل اقترنت بالاوضاع غير الطبيعية التي مرت بها البلاد المتمثلة بعدم توافر الاستقرار السياسي من جهة وتفاقم الانهيار الأمني ودخول الارهاب وتخريب المدن نتيجة لسوء الادارة الحكومية سياسيا وأمنيا،  فضلا عن سكوت الحكومات المتعاقبة عن الخروقات القصدية للتشريعات النافذة ومنها على سبيل المثال الخروج عن التصميم الاساسي للمدن وتجزئة الوحدة السكنية إلى عدة وحدات بالإضافة إلى تجزئة أو تجريف  الأراضي الزراعية وتحويلها إلى احياء سكنية بتصاميم عشوائية تفتقر إلى الجمالية والهدر في الأرض والخدمات الأساسية وإعادة السكن بحيث اقرب إلى القرى منه إلى المدن الحضرية،  والخطأ   الحكومي الفادح في تقويض دور شركة المقاولات وفروعها التي تعرضت إلى الإهمال المتعمد وتخريبها بعد الاحتلال وتلكؤ المشاريع الممولة من الدولة بفعل الفساد واسع الانتشار.

نستخلص مما تقدم أن تفاقم أزمة السكن بابعادها الاقتصادية والاجتماعية والخدمية ينبغي أن تكون لها الأولوية على طاولة المجلس الأعلى للسياسات السكانية وتتطلب وضع استراتيجيات واقعية قابلة للتنفيذ وهذا يتم عبر خطط سنوية وخمسية من خلال تفعيل الدورالمباشر للدولة وتنشيط الاستثمار وتحسين بيئته، وفي هذا المجال نقترح ما يلي:

  • اعادة النظر بمعايير توزيع الدخل بين المواطنين وتمكين الأكثر احتياجا الفقراء وذوي الدخل المحدود من الحصول على وحدات سكنية والأخذ بنظر الاعتبار مواجهة الانشطار الأسري ومستوى الاسعار في قطاع العقار.
  • تغيير الانماط السكنية باعتماد السكن العمودي، بدلا من النمط الافقي الذي كان سببا في تفاقم أزمات السكن وخدمات الكهرباء والماء والمجاري والابتعاد عن آلية توزيع الأراضي السكنية التي تؤدي إلى الابقاء على الأزمة وتعميق نتائجها الضارة، عبر نهج الاستثمار على غرار تجربتنا في مشروع بسماية ومجمع الزهور ومجمع ضفاف دجلة من خلال تخفيض الأسعار وتسهيل القروض بفوائد ميسرة ولاجال طويلة.
  • اصدار التشريعات المناسبة للإسهام في حل الأزمة بعدة أوجه، ومنها قيام الوزارات بتخصيص أراضيها لإقامة مشاريع سكنية وفق النمط العمودي واستحداث دائرة متخصصة بإدارة عملية الإسكان ترتبط برئاسة الوزراء وتمنح صلاحية استملاك اراضي الدولة وتخصيصها للاستثمار في السكن بما فيها الأراضي العائدة لوزارة المالية وتفعيل مبادرة البنك المركزي في الاقراض وحتى الاراضي الزراعية البور المحاذية للمدن ان لم تكن مخصصة لمشاريع صناعية أو مشاريع اقتصادية في قطاع الانتاج.

 

****************

مستثمرون يتاجرون بالإعفاءات الجمركية

سها النجار لـ”طريق الشعب”:

وضعنا اليد على الف مشروع  وهمي

بغداد ـ عبدالله لطيف

أصدر رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، مؤخراً، 3 قرارات خلال زيارته الى هيئة الاستثمار الوطنية، والتي قد تُعيد ما يزيد على 400 ألف دونم الى الدولة. تبلغ قيمتها بأقل تقدير نحو 90 تريليون دينار.

وفي غضون ذلك، أكدت رئيسة هيئة الاستثمار الوطنية، سها النجار، وجود 1000 إجازة “وهمية”، مُنحت على مدى 10 سنوات. فيما أشارت الى أن بعض المستثمرين يعمل على إنشاء 20 في المائة، من المشروع، للحصول على إعفاءات كمركية .

ويشير خبراء ماليون، الى ان المشاريع “المرتبطة” بالشراكة بين القطاعين الخاص والعام عن طريق هيئة الاستثمار الوطنية، تتعرض للتلكؤ، بسبب جملة أسباب يتحملها الطرفان، موضحين “في بعض الاحيان، لا تفي الدولة بالتزاماتها تجاه المستثمرين، بينما في احيان اخرى يفشل المشروع بسبب الادارة السيئة للمستثمرين”.

3  قرارات حكومية

وبحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء، فإن “الكاظمي اطلع على سير العمل والعقبات التي تواجه الاستثمار في البلاد، خلال زيارته للهيئة.”

وأضاف البيان الذي حصلت عليه “طريق الشعب”، أن “الكاظمي وجه بـ3 قرارات، منها: الغاء جميع الاجازات للمشاريع الاستثمارية التي نسبة انجازها تتراوح بين صفر الى 30 في المائة، بينما انتهت المدة الزمنية المتاحة لتنفيذ المشروع”.

ويبلغ عدد المشاريع التي ينطبق عليها ذلك 1128 مشروعا، بحسب البيان الحكومي.

وشدد الكاظمي في بيانه على “الالتزام التام بتطبيق احكام المادة 28 من قانون الاستثمار، من خلال توجيه الانذارات للمشاريع غير المكتـملة، وتتولى الهيئة الوطنية للاستثمار الاشراف ومتابعة تطبيق الاجراءات، بالإضافة إلى سحب الاجازات في حال عدم التزام المستثمر بمدة الانجاز”.

1000  إجازة وهمية

من جانبها، قالت رئيسة هيئة الاستثمار الوطنية، سهى النجار، لـ”طريق الشعب”، إن “الفساد سيطر لسنوات طويلة على مشاريع الاستثمار، وما يحصل من تأخير في إنجاز المشاريع يأتي بسبب الضغوط، لكننا في الحقيقة نعمل على مكافحة ذلك”.

وأضافت النجار “هناك أعداد ضخمة من المشاريع الوهمية، التي تخص قطاعي السكن والزراعة”، مشيرةً الى أن الهيئة مثقلة بالمشاريع الوهمية.

وأوضحت ان “هناك حوالي 1000 إجازة وهمية، مُنحت منذ 10 سنوات”، مؤكدة أن “بعض المستثمرين يعملون على إنشاء 20 في المائة، من المشروع للحصول على الإعفاءات.”

وأشارت رئيسة الهيئة الى أن “توجهات حكومة الكاظمي سينتج عنها استعادة ما يفوق 400 ألف دونم الى الدولة، بعدما كانت محجوزة تحت مظلة المشاريع الاستثمارية الوهمية وغير المنجزة”.

وتابعت أن “قيمة هذه الأراضي التقديرية على أقل حال تبلغ نحو 90 تريليون دينار عراقي، وستعود لحيازة الدولة وتخرج من المظلة الوهمية التي تسمى المشاريع الاستثمارية”.

مشاريع بغداد

وقالت النجار، إن “هناك طلبات متكررة وكثيرة للحصول على فرص استثمارية في أرض مطار بغداد الدولي”، مردفة أن كثيرا من تلك الطلبات لا يحمل أصحابها أية مشاريع استثمارية، وبعضهم طلب 500 أو 1000 دونم”.

وتشير رئيسة الهيئة الى أن “الهيئة اكتشفت ان هناك مشاريع تطلب إعفاءات وسمات، بينما مدة التنفيذ لديها انتهت”.

وزادت النجار، أن “هناك قصورا رئاسية منحت للاستثمار. وقد تولى المستثمر فيها تجديد بعض الأشياء، وأعاد تأهيل بعض مرافقها، والمناطق المحيطة بها، لكن الغريب أن من يتملكها يصبح بين ليلة وضحاها، يمتلك مشروعا بالمليارات”. من دون ان تكشف تفاصيل أكثر.

وكشفت رئيسة الهيئة، عن “وجود طلبات استثمار بشأن جامع الرحمن، في منطقة المنصور”، موضحة ان “جميع تلك الطلبات ترغب في تحويله إلى مجمع سكني أو مركز تجاري ومكاتب وغير ذلك”.

وأكملت النجار، ان الحكومة “ترفض حتى الان عرضه على الاستثمار، وتنوي أن يتحول إلى متحف للحضارات، إذ أن هناك معالم يجب أن تبقى للدولة.”

إعفاءات جمركية

وذكرت رئيسة الهيئة أن “هناك جهات تعمل على تحقيق مكاسب كبيرة من الإجازة الاستثمارية، وذلك عبر إدخال مواد بناء وغيرها إلى البلاد، دون دفع رسوم جمركية، باعتبارها معفاة من ذلك”، مضيفةً أن “الهيئة شكلت قسما لمراقبة تلك الإعفاءات والمواد الداخلة”.

ولاحظت المتحدثة أن “بعض تلك المواد المستوردة وفق الإجازة الاستثمارية، تُباع في داخل العراق، وأحيانًا يُعاد تصديرها”. وتعمل الهيئة الان على إيقاف ذلك “بقوة”.

ثلاثة أسباب

الى ذلك، قال الخبير الاقتصادي احمد خضير، لـ”طريق الشعب”، ان “اسبابا عديدة تقف وراء تلكؤ  المشاريع، اولها الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، اضافة الى البيروقراطية في التعاطي مع المشاريع وانجازها، وهذه هي بيئة طاردة للاستثمار”.

اما السبب الثالث فيتعلق، بحسب خضير، بـ”الوضع الامني الذي يقف عائقاً امام قدوم الخبراء والمستثمرين والشركات الرصينة للبلاد”.

وأشار الخبير الاقتصادي الى ان “العصابات المنفلتة تعمل على ابتزاز المقاولين للحصول على المزيد من الاموال”، منوها بأن القوانين الراعية للاستثمار “معطلة”.

ويعتقد خضير ان “اصلاح الاستثمار في البلاد يرتبط بالإرادة السياسية ومواقف الكتل الموجودة في البرلمان”، لافتاً الى ان “تعدد مصادر القرار في العراق يؤثر في حتما عمل المستثمرين”.

مشاريع الشراكة “فاشلة”

ويرى الخبير المالي مصطفى حنتوش، ان هذه المشاريع المرتبطة بالشراكة بين القطاعين الخاص والعام عن طريق هيئة الاستثمار الوطنية، تواجه معرقلات كثيرة، لأسباب تخص اطراف تلك العقود.

وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “الدولة عليها التزامات في ادارة هذه العملية، وان جزءا من الاستثمارات تتلكأ بسبب عدم التزام الدولة بالمواثيق التي تتفق عليها مع المستثمرين”.

وزاد حنتوش، “في كل عام تزداد لدينا المشاريع الاستثمارية، في حين لا توجد ميزانيات تلائم حجم الزيادة في مشاريع الاستثمار التي تقدر بنحو 20 الف مشروع استثماري”، مبيناً ان “ذلك يجعل الدولة لا تفي بالتزاماتها، ويجعل المستثمرين يجتهدون ويغيرون المشروع بما يناسب الظروف”.

وأردف أن “مشاريع اخرى تتوقف بسبب الادارة السيئة للمستثمرين”.

وعن اموال هذه المشاريع قال حنتوش، أن “الحكومة خصصت من الموازنة 30 مليار دولار، للمشاريع الاستثمارية، وفي الوقت ذاته تؤكد المحافظات ان تلك التخصيصات لن تفعل إلا 15 في المائة من مشاريعها الاستثمارية المستمرة”.

****************

وزير النفط يحدد موعد الاستغناء

عن الغاز الايراني

بغداد ـ طريق الشعب

حدد وزير النفط إحسان عبد الجبار، موعداً للتخلي عن الغاز الإيراني في عمليات توفير الطاقة الكهربائية في العراق.

وقال عبد الجبار، في تصريح تلفزيوني إن “عمليات تطوير صناعة الغاز الحالية في العراق تعد هادفة، وهناك تعجيل بعدة مشاريع لتجميع وتكرير الغاز”، لافتاً إلى أن “العراق يستورد 50 مليون متر مكعب من الغاز من إيران لتوفير الطاقة الكهربائية يومياً”.

وأضاف، أن “هناك تعجيلاً بمشروع معمل غاز الحلفاية، وسينطلق مشروع الناصرية لتجميع وتكرير الغاز، وأحلنا مشروع حقل المنصورية إلى شركة صينية، وستقوم هذه المشاريع بنقلة نوعية وتؤتي ثمارها في عام 2024”.

وتابع عبد الجبار، أن “الحكومة العراقية هي المسؤولة عن ترتيب أوضاع تمديد الاستثناء الامريكي في استيراد العراق للغاز من إيران”، لافتاً إلى أن “العراق سيبقى معتمداً على الغاز الايراني لغاية 2024”.

وأشار إلى أنه “في حال عدم موافقة الولايات المتحدة على تمديد فترة الإعفاء من العقوبات الأمريكية فإن هناك توجهاً إلى دول أخرى تصدر الغاز، سنتعامل معها وسيكون هناك غاز متوفر من مصدرين آخرين نهاية تشرين الأول المقبل”.

وتعهد الوزير بأن “يكون صيف العام الحالي أفضل من سابقه في تجهيز الكهرباء ونسعى مع وزارة الكهرباء لتوفير متطلبات أعلى ما يمكن من الوقود والصيانة”.

ولفت إلى أن “وزارة النفط ستقدم طعناً في زيادة أسعار البنزين المحسن بالموازنة بنسبة 15 في المائة”.

********************

التخطيط تقارن كميات المنتجات المحلية في 3 سنوات

بغداد ـ طريق الشعب

قارنت وزارة التخطيط، كميات المنتجات المحلية المختلفة ما بين أعوام 2019 و2020 و2021.

وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي في بيان تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، أن “انتاج محصول الشلب انخفض خلال عام ٢٠٢٠ بنسبة 19 في المائة، عما كان عليه عام ٢٠١٩، فيما زاد انتاج محصول زهرة الشمس خلال عام ٢٠٢٠ بنسبة 134 في المائة مقارنة بعام ٢٠١٩”.

وأضاف “انتاج الفواكه الصيفية ارتفع خلال عام ٢٠٢٠ بنسبة 3 في المائة، وتشمل الفواكه الصيفية: العنب، الرمان، التفاح، المشمش، العرموط، التين، الخوخ، الزيتون وكانت أعلى نسبة ارتفاع هي في انتاج الرمان ١٠ في المائة، تلاه الخوخ بنسبة ٧ في المائة”.

وكشف عن “زيادة في إنتاج اللحوم الحمراء خلال عام ٢٠٢٠ بنسبة ٢ في المائة، وانخفاض انتاج اللحوم البيضاء بنسبة ٥ في المائة”.

 وأشار الى “ارتفاع انتاج الحليب خلال عام ٢٠٢٠ بنسبة ٢ في المائة، وكذلك انتاج بيض المائدة خلال عام ٢٠٢٠ بنسبة ١٥.٥ في المائة، مقارنة مع عام ٢٠١٩”، موضحا أن “القطاع الخاص ساهم في نسبة ٧٨ في المائة من انتاج بيض المائدة خلال عام ٢٠٢٠”.

ولفت إلى أنه “بلغ عدد مشاريع الدواجن في عموم العراق (٤٨٢٨) مشروعا، و(٧١) مشروعا تحت التشييد خلال عام ٢٠٢٠”.

ونوه الهنداوي الى “ارتفاع إنتاج الاسماك النهرية خلال عام ٢٠٢٠ بنسبة ٢٧.٥ في المائة، والاسماك البحرية بنسبة ١٠ في المائة، وكذلك انتاج التمور ولجميع الاصناف خلال عام ٢٠٢٠، بنسبة ١٥ في المائة”.

***************

الصفحة السابعة  

بعيدا عن القراءات الجزئية

الشيوعي الروسي حول الاحتجاجات والصراع مع السلطة

رشيد غويلب

تنشغل وسائل الإعلام في العالم بالوضع الصحي المتدهور للمعارض الروسي أليكسي نافالني، وغني عن القول إن هذا الاهتمام في جوهره ينطلق من الصراعات الجيوسياسية بين الغرب بزعامة الولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى. وقد أدى التركيز على الصرع بين المعسكرين إلى عدم تسليط الضوء على حقيقة الصراع السياسي والاجتماعي داخل روسيا الاتحادية. وحتى أوساط اليسار العالمي لم تسلم من هذه الظاهرة، فمعسكر الجمود الفكري والانشداد إلى الماضي يكيل المديح للنظام السياسي للرئيس بوتين مركزا على مواقفه المناوئة للسياسات الامريكية، وأوساط واسعة من اليسار لا تهتم بمتابعة تفاصيل نضالات اليسار الروسي، انطلاقا من موقف فكري مسبق.

في حوار أجرته معه جريدة الحزب الشيوعي الألماني “انزره تسايت” يقدم ياروسلاف ليستوف، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية، وسكرتير الشبيبة الشيوعية قراءة أكثر موضوعية عن الصراع السياسي والاجتماعي في بلاده، ونشاط الحزب وقوى اليسار، والقمع والملاحقة التي تتعرض لها هذه القوى من حكومة الرئيس بوتين. وعلى الرغم من أن الحوار نشر في 26 آذار الفائت، إلا أن موضوعاته الأساسية مهمة وآنية.

الحركة الاحتجاجية

إن زعامة أليكسي نافالني للحركة الاحتجاجية في جانب كبير منها صناعة إعلامية ولا تعكس الحقيقة. يتمتع نافالني بدعم في موسكو وفي عدد من المدن الكبيرة، ولكن حتى في منطقة موسكو الكبرى، حيث يعيش 17 مليون، فإن إمكانات أنصاره متواضعة للغاية. يشارك 10 – 15 ألف في التجمعات الاحتجاجية، إلى جانب دعاية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي، عالية الكلفة، واوساط من المحتجين لا تخرج تأييدا لنفالي، بل ضد سياسات الحكومة. وللمقارنة شارك في ثلاثة تجمعات دعا اليها الحزب الشيوعي ضد رفع سن التقاعد قرابة نصف مليون مواطن. ونظم أنصار نافالي بشأن هذا الملف تجمع واحد شارك فيه قرابة 60 ألف مواطن.

في الوقت نفسه، نظم الحزب الشيوعي وحلفاؤه فعاليات احتجاجية في جميع انحاء البلاد شارك فيها، وفقًا لتقديرات مختلفة 2-6 مليون مواطن. ونظم أنصار نافالني فعاليات في خمس مدن فقط لم يتجاوز مجموع المشاركين فيها 100 ألف مواطن. لا شك ان هذه المعطيات تعطي صورة أكثر واقعية لشعبية نافالي.

لا يتفق الشيوعيون مع رهن الاحتجاجات بعوامل خارجية. ويرون أن وسائل الإعلام الحكومية والأجنبية لا تتناول الاحتجاجات التي ينظمها الشيوعيون ومنظمات اليسار الأخرى، بالإضافة إلى أن احتجاجات أنصار نافالي تسعى حصريًا إلى تحقيق مصالح سياسية ضيقة، فبدلاً من معالجة قضايا دخل المواطنين، والتغييرات في النظام الاجتماعي لصالح العاملين، يجري التحقيق في فساد الموظفين المدنيين الأفراد، وكأنه أحيانًا نزاع بين (العشائر الحاكمة). وبدلاً من تغيير التشريعات الانتخابية، يطالب أنصار نافالي بتسهيل مشاركة مؤيديهم في الاقتراع. وبدلاً من الدعوة إلى إنهاء الاضطهاد لأسباب سياسية، تجري المطالبة بالحرية لنافالي فقط.

دور اليسار في الاحتجاجات

للشيوعيين وقوى اليسار الأخرى دور مؤثر في الاحتجاجات. وهناك لجنة لإدارة الاحتجاجات، تضم أكثر من 70 منظمة، تعمل على قضايا اجتماعية واقتصادية، من الدفاع عن الأكاديمية الروسية للعلوم، إلى استعادة الرحلات المجانية للطلاب والتلاميذ، إلى مساعدة المواطنين الذين وقعوا ضحية عمليات احتيال، بواسطة شراء شقق قيد الإنشاء، لكنهم لم يستلموا شيئا، وكذلك النضال ضد عمليات إغلاق الشركات. بالإضافة إلى لدفاع عن النشطاء اليساريين المعتقلين أو الملاحقين من قبل الحكومة مثل النائب بيسونوف، الذي حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة وهمية. وملاحقة نواب البرلمانات الإقليمية أو المرشح الرئاسي السابق للحزب الشيوعي بافيل جرودينين ونشطاء الحزب الآخرين. وتحاول الحكومة، توظيف الوباء لوقف الحركة الاحتجاجية للحزب الشيوعي، ويتم اعتقال النشطاء وترهيبهم. لكن النشاط مستمر في جميع المدن، ويجري اعتماد أساليب تتلاءم مع تأثيرات الوباء.

توظيف الاستياء

يعكس القيادي الشيوعي التخادم المتبادل بين حكومة بوتين ومعارضيها من اليمين الليبرالي. ويستغل نافالني بذكاء عدة عوامل. أولاً: تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يزيد من الاستعداد للمشاركة في الاحتجاجات. ثانيًا: تدهور سمعة النظام الحاكم ، والناس المحبطون من سلوك الحكومة يبحثون عن أشخاص يعبرون عن مصالحهم. ثالثًا: تبذل الحكومة ووسائل الإعلام الليبرالية والأجنبية كل ما في وسعها لخلق صورة وهمية بأن نافالي هو “المناضل” الوحيد ضد النظام. وكل طرف يفعل ذلك لمصلحته الخاصة فالحكومة تطيح بالناخبين المحتجين، وبعد دعوات نافالي يقاطع الناس الانتخابات (كما كان الحال عند التصويت على التعديلات الدستورية)، مما يسهل على النظام البقاء في السلطة. يجمع نافالني جزءًا من الناخبين المحتجين ويخلق صورة لوسائل الإعلام الأجنبية. وبين المواطنين في الخارج تبرز فكرة أن البديل “الوحيد “ هو نافالني، وهذا ليس هو الواقع، في وقت تواجه الحكومة استياء شعبيا غير مسبوق.

ويعود الاستياء إلى عدة أسباب لعل أهمها: أولاً تدهور الظروف المعيشية للناس: هناك زيادات في الأسعار، وانخفاض في القوة الشرائية للسكان، وارتفاع في معدلات البطالة، وإخضاع القطاعات الاجتماعية لمنطق الربح، ويؤدي ذلك إلى صعوبة الحصول على التعليم والرعاية الطبية. وكذلك رفع الحد الأدنى لسن التقاعد، والتدمير التدريجي للصناعة، وسرقة الثروات الوطنية لصالح وسط من المسؤولين الفاسدين الذين اندمجوا مع الأوليغارشية. ثانياً، الاعتداء على حقوق العاملين وحرياتهم، وتشديد التشريعات الخاصة بالتجمعات والاحتجاجات، وانهيار النظام الانتخابي. ان هذا كله يثير استياء المواطنين، وغياب آليات للتأثير على الحكومة يدفعهم للاحتجاج.

التلاعب بنتائج الانتخابات

الحزب الشيوعي هو حزب المعارضة الوحيد الذي يشارك في الانتخابات على جميع المستويات. وعلى الرغم من التغييرات المستمرة في التشريعات الانتخابية لصالح الحزب الحاكم، نجح الحزب الشيوعي في الدفاع عن مواقعه، والحزب يغطي جميع مراكز الاقتراع بمراقبينا وأعضاء لجان الانتخابات. وهناك برامج تدريب للمراقبين. ومدرسة اعداد المراقبين تعمل بلا توقف. يمتلك الحزب كتلا برلمانية في جميع مناطق الاتحاد الروسي تقريبًا، وكتلة الحزب هي الثانية في البرلمان الاتحادي (مجلس الدوما). والحزب يقود الحكومة في إيركوتسك أوبلاست، وجمهورية خاكاسيا، و في ثالث أكبر مدينة في نوفوسيبيرسك،

ولكن هذا لا يكفي. الحزب يعارض بقوة التصويت لمدة ثلاثة أيام، والذي يسمح للسلطات بالتلاعب بنتائج الانتخابات لصالحها، بشكل لا يمكن السيطرة عليها تقريبا. ويعمل الحزب على تطوير استراتيجيات جديدة لحماية أصوات الناخبين. لقد كسب الحزب أخيرا دعوة في المحكمة الدستورية، تم بموجبها الغاء مواد كانت الحكومة تستغلها لأبعاد مرشحي الحزب الذين لديهم فرصة في الفوز من المشاركة في التنافس الانتخابي.

*****************

ارمينيا رحبت بالقرار

بايدن يعترف بإبادة الأرمن .. ويثير غضب تركيا

واشنطن - وكالات

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً يوم السبت الماضي بينت فيه ان اعتراف الرئيس الأمريكي بالإبادة الارمنية اثار غضب تركيا وهو تصنيف تجنبه الرؤساء الأمريكيون، لفترة طويلة، خوفا من الإضرار بالعلاقة الأمريكية التركية.

واعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت الماضي بأن مذبحة الأرمن التي ارتكبت على يد الإمبراطورية العثمانية في عام 1915 كانت “إبادة جماعية”، وهو تصنيف تجنبه الرؤساء الأمريكيون لفترة طويلة، خوفا من الإضرار بالعلاقة الأمريكية التركية.

رمزية للأرمن

وأضافت الصحيفة أن هذا القرار يأتي بعد حملة ضغط مطولة قام بها أعضاء في الكونغرس وجماعات أمريكية أرمينية، تحرص على استخدام البيت الأبيض لهذا المصطلح.

وتعني هذه الخطوة، التي تعد رمزية إلى حد كبير، تغييرا جذريا عن صياغة شديدة الحذر، تبناها البيت الأبيض منذ عقود. وسوف يحتفي بها الأرمن في الولايات المتحدة، لكنها تأتي في وقت صدام بين أنقرة وواشنطن بشأن عدد آخر من الملفات.

تركيا ترد

وردت وزارة الخارجية التركية بوقت سريع قائلة: ان “البيان الأمريكي يشوه الحقائق التاريخية ولن يقبله ضمير الشعب التركي وسوف يفتح جرحا عميقا يقوض الصداقة والثقة المتبادلة بيننا”.

وأضافت أنها ترفض وتستنكر البيان “بأشد العبارات”.

واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “أطرافا ثالثة” بالتدخل في شؤون بلاده.

وقال في رسالة بعث بها السبت إلى بطريرك الأرمن في إسطنبول، “لا أحد يستفيد من تسييس أطراف ثالثة للجدل - الذي ينبغي أن يتولاه مؤرخون - وتحويله أداة تدخل ضد تركيا”.

وفى رد فعل من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن اعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن “يستند فقط إلى الشعبوية”.

وكتب تشاووش أوغلو على تويتر في أول رد فعل على بيان من البيت الأبيض: “الكلمات لا يمكن أن تغير التاريخ أو تعيد كتابته”. وأضاف “ليس لدينا ما نتعلمه من أي شخص فيما يتعلق بماضينا. الانتهازية السياسية هي أكبر خيانة للسلام والعدالة”.

خطوة لصالح العدالة

في المقابل، رحّب رئيس الوزراء الارميني نيكول باشينيان بالقرار التاريخي للرئيس الاميركي، معتبرا أنه “خطوة قوية جدا لصالح العدالة والحقيقة التاريخية”.

وأبلغ باشينيان الرئيس الأمريكي جو بايدن في رسالة السبت، بأن الاعتراف بالإبادة مسألة تتعلق بأمن أرمينيا، وخاصة بعد الأحداث التي جرت في المنطقة العام الماضي، عندما اندلعت الحرب في إقليم ناجورنو قرة باغ.

وقال باشينيان في رسالته لبايدن، نُشرت على موقعه الإلكتروني، “تلقى الأرمن في أنحاء العالم بحماس شديد وترحيب بالغ الاعتراف بالإبادة”.

*****************

البرلمان المصري يوافق على تغليظ عقوبة ختان النساء

القاهرة ـ وكالات

وافق ثلثا أعضاء مجلس النواب المصري، يوم أمس، على “مشروع تعديل” بعض أحكام قانون العقوبات، فيما يخص تغليظ عقوبة ختان الإناث، بعقوبات تصل إلى السجن المشدد.

ويهدف مشروع القانون الذي جرى التصويت عليه يوم 28 آذار الماضي وأرسل إلى قسم التشريع بمجلس الدولة لمراجعته، إلى مواجهة ظاهرة ختان الإناث، واصفا إياها بـ”الجريمة التي تمثل انتهاكا لحرمة الجسد الذي لا يجوز المساس به في غير دائرة الحق، وهو ما يؤثر سلبا على المقومات الأساسية والأخلاقية التي يقوم بها المجتمع”.

ويستهدف مشروع القانون المقدم من الحكومة تعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937، لتقرير عقوبة رادعة حيال جرائم ختان الإناث منها: “المادة (242 مكررا)/ يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات كل من أجرى ختانا لأنثى بإزالة جزء من أعضائها التناسلية الخارجية بشكل جزئي أو تام أو ألحق إصابات بتلك الأعضاء، فإذا نشأ عن ذلك الفعل عاهة مستديمة تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن سبع سنين، أما إذا أفضى الفعل إلى الموت تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن عشر سنين. وتكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن 5 سنوات، إذا كان من أجرى الختان المشار إليه بالفقرة السابقة طبيبا أو مزاولا لمهنة التمريض، فإذا نشأ عن جريمته عاهة مستديمة تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل على 10 سنوات، أما إذا أفضى الفعل عن الموت تكون العقوبة السجن المشدد، لمدة لا تقل عن خمس عشرة سنة، ولا تزيد على عشرين سنة”.

وتقضي المحكمة فضلا عن العقوبات بـ”غلق المنشأة الخاصة التي جرى فيها الختان، وإذا كانت مرخصة تكون مدة الغلق 5 سنوات، مع نزع لوحاتها ولافتاتها، سواء أكانت مملوكة للطبيب مرتكب الجريمة، أو كان مديريها الفعلي عالما بارتكابها. والعقوبة بالسجن لكل من طلب ختان انثى وتم ختانها بناء على طلبه على النحو المنصوص عليه بالمادة 242 مكررا من هذا القانون. كما يعاقب بالحبس كل من روج أو شجع أو دعا بإحدى الطرق المبينة بالمادة (171) من هذا القانون، لارتكاب جريمة ختان أنثى ولو لم يترتب على فعله أثر.

****************

أحزاب شيوعية توجه التحايا للمقدسيين في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي

بغداد – طريق الشعب

قدمت مجموعة من الاحزاب الشيوعية في المنطقة العربية، أمس، التحيايا الى مواطني مدينة القدس، لثباتهم وشجاعتهم في الملحمة البطولية، في مواجهة الاحتلال الصهيوني، بعد الصدامات التي حصلت، على أثر محاولة اسرائيل منع اقامة الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس.

وقالت مجموعة من الاحزاب الشيوعية في بيان لها، حصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، إن “الموقف الاسرائيلي، الذي ينطلق من التمسك بمدينة القدس الموحدة كعاصمة لدولة الاحتلال، يستقوي بصفقة القرن مع الادارة الاميركية وباتفاقات التطبيع مع عدد من الانظمة العربية التي يتهيأ بعضها للاحتفال بقيام دولة اسرائيل”.

ويطرح الشيوعيون عددا من المهمات، على رأسها “مطالبة القوى الفلسطينية بتحويل معركة الشجب والادانة الى صوغ استراتيجية جديدة”، داعياً الى “وضع خطة إنقاذ عاجلة سياسية ومادية وتفعيل طاقات شعبنا، لمواجهة المشروع المعادي الهادف الى تغيير معالم المدينة، ومواجهة سياسة هدم المنازل في إطار مخططات تهويد المدينة”.

وطالب البيان “القوى الشعبية العربية باحتضان كفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة”، داعياً الى “مواجهة التطبيع وتواطؤ الأنظمة الرجعية العربية وتدخلها الفج في الشأن الفلسطيني لصالح الاحتلال”.  

ودعا الشيوعيون القوى اليسارية والثورية العربية والتقدمية إلى “التحرك العاجل لعزل الكيان العنصري وادانة سياسة التطهير العرقي والثقافي والاعتداء على التراث وطمس تاريخ وهوية مدينة القدس”.

وذكرت الاحزاب في بيانها، إن “ما يجري اليوم في أحياء القدس وشوارعها من مواجهات باسلة ضد قوات الإحتلال الصهيوني وعصابات المستوطنين هو الرد العملي على محاولات إحياء صفقة القرن، وهو الشكل الذي من خلاله يمارس أبناء القدس السيادة على مدينتهم”.

الموقعون على البيان “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين/حزب الشعب الفلسطيني/ الحزب الشيوعي اللبناني/ الحركة التقدمية الكويتية/ الحزب الاشتراكي المصري/ الحزب الشيوعي المصري/ حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي – مصر/ حزب الإرادة الشعبية – سوريا/ الحزب الشيوعي السوري الموحد/ حزب النهج الديمقراطي – المغرب/ اللقاء اليساري العربي/ الحزب الشيوعي العراقي/ الحزب الشيوعي الأردني/ حزب الوحدة الشعبية الأردني/ حزب الشعب الديمقراطي الأردني/ حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد – تونس/ الحزب الشيوعي السوداني”.

****************

الصفحة الثامنة

في الذكرى ٨٧ لميلاد الحزب الشيوعي العراقي

نضال مفعم بالتضحيات المشرّفة من اجل غَد مشرق

فارس يوسف ججو

يبقى وسيبقى يوم ٣١ اذار ١٩٣٤ من الأيام الراسخة في ذاكرة الشعب العراقي ففيه تأسس الحزب الشيوعي الذي اصبح اسمه ملازماً للشعب العراقي لا ينفكان عن بعضهما، ولم يأتِ ذلك من  عواطف ورغبات بل من ممارسة حية اثبتها الحزب مدافعاً عن حقوق الشعب العراقي طيلة اكثر من 87 سنة كانت مليئة بالتضحيات الجسام والشهداء الذين تنوعوا في انتماءاتهم الطبقية والقومية والاثنية والدينية، فكان ذلك خطوة تاريخية متقدمة ومقدمات لمجتمع يسعى بان ينظم نفسه بدرجة أرقى من التنظيم والتشكيل الاقتصادي والسياسي  والاجتماعي السابق، حيث الولاء العشائري والعائلي القبلي والانعزالي المتخلف إلى مجتمع تسري بروحه قيم المدنية والتطور المستمر لقيم العدالة الاجتماعية الراسخة ومنع استغلال الانسان لأخيه الانسان، وكان ذلك يغيظ الذين يريدون إبقاء الوضع على حاله للشعب العراقي لإبقائه على جهل وفقر ومرض وتخلف، فتحول  الحزب الشيوعي العراقي بمهامه النضالية إلى مدرسة حقيقية اجتماعية سياسية فكرية وطنية يسارية شيوعية واضحة المعالم أصبحت هويته الحقيقية أينما وجد ليدافع عن حقوق الكادحين والفقراء وشغيلة اليد والفكر رغم كل التكالب والهجمات عليه من الدوائر الاستعمارية والمخابراتية والرجعيات المختلفة التي لبست ثوب الدين احياناً والقومية أحيانا أخرى لتقاوم الفكر الاشتراكي والشيوعي ليس في العراق وحده بل في العالم أثناء وبعد الحرب العالمية الاولى وخاصة بعد انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية الكبرى في روسيا عام ١٩١٧، وازداد التعلق بقيم الاشتراكية العلمية (الشيوعية)  من لدن الشعوب قاطبة أكثر بعد الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩-١٩٤٥) وانعكس ذلك في وعي الشعب العراقي حيث هزيمة الفاشية الالمانية على يد الجيش الأحمر السوفيتي بعد تضحيات جسام قدمها بلد الاشتراكية الاول الاتحاد السوفيتي وصلت إلى ٢٥ مليون انسان، وأعطى ذلك قوة للحزب ان يتوسع ويزداد تأثيره  بين ابناء الشعب وخاصة الكادحين والعمال والفلاحين والمرأة والطلبة والشبيبة وفئات مهمة من المثقفين مما اخاف الحكومات المتعاقبة، فأصبحت تحارب  الحزب بأشكال شيطانية وعنيفة وقصدية لإزالته من الوجود، فأقدمت الحكومة الملكية عام ١٩٤٩ على إعدام  القادة الاماجد المؤسسين الأوائل (الجيل الاول) (فهد وصارم وحازم وساسون دلال) وأبطال آخرين في خطوة غير مسبوقة للسلطة الملكية آنذاك تنفيذاً لسيدها المستعمر الإنكليزي، ولم يمنع ذلك الحزب من مواصلة نشاطه ونضاله فنجح الحزب مع قوى الشعب الخيرة بإنجاح ثورة ١٤ تموز والتي رفعت ببرامجها مستوى حياة الشعب بمختلف المجالات الصحية والتعليمية والزراعية والخدمية والبنى التحتية وحررت الاقتصاد والعملة من ربق الشركات الاحتكارية وخاصة اقتصاد النفط ... وتربصت به كل القوى الرجعية والعميلة للأجنبي بكل امكانياتها المالية والعسكرية والمخابراتية والإعلامية فشنت على الحزب الشيوعي هجوما إثر انقلاب القطار الامريكي بالتعاون والتنسيق مع العملاء المحليين في ٨ شباط عام ١٩٦٣ فاستشهد الآلاف تحت التعذيب واعتقل عشرات آلاف آخرين من الشيوعيين وأصدقائهم في هجمة بربرية أعدم فيها الجيل الثاني من قادة الحزب الأبطال أولهم سكرتير الحزب  سلام عادل وابو العيس والعبلي والحيدري وگوهاري  والقائمة تطول، وهذه المرة كانت المخابرات المركزية الامريكية CIA شاركت المخطط لهذه المذابح مع قطعان الحرس القومي والقوميين العرب حيث  هم الجهة المنفذة.

فشل محاولات تصفية الحزب

بالعكس مما في ذهن البرابرة قتلة الانسان لأجل تصفية وانهاء الحزب ازداد وهج الحزب وانضم له آلاف مؤلفة أخرى من خيرة شباب وشابات العراق لترفد الحزب الذي أحب شعبه وأحبه شعبه بالطاقات المختلفة لما يمتلكه من صدق في التضحيات والنضال لأجل بنات وابناء الشعب العراقي، فكان اممياً بحق وطبقياً بحق ووطنياً بحق...وهذه المميزات الكبيرة لا تقدر على جمعها الا الأحزاب الأصيلة والكبيرة والممتدة جذورها مع جذور شعبها.. كالحزب الشيوعي العراقي.

ويستمر الحزب الشيوعي بالعطاء والنضال وبأشكال مختلفة رغم إعدام قادة الجيل الثاني منه في عام ١٩٦٣ ليكون الحزب الشيوعي  الوحيد في العالم يجر ي إعدام سكرتيرين له وينتاب الحزب صراعاً حاداً فكرياً وسياسياً وتنظيمياً كان انعكاساً للأوضاع المتوترة بعد انقلاب شباط الفاشي ١٩٦٣والذي استمر ٩ اشهر لتنتهي مهمة قطعان الحرس القومي الفاشي المخطط لها من دوائر CIA بان قطعت الطريق على الحزب ليكون قريباً من الحكم أو في الحكم  وهذا غير من اللوحة السياسية للبلد وتوزيع قواها المؤثرة،  فكان جلّ ما تريده الدوائر الرأسمالية الاحتكارية الجشعة واذنابها في العراق والمنطقة بالتعاون مع  المخابرات الدولية هو ابعاد الشيوعيين من الحكم وانهاء وجودهم بأي شكل كان سواء بالتنكيل أو المنع أو القتل والترهيب والترغيب أو الإجبار على تشريد اعضاء وقيادة الحزب ومناصريه انّى كان لهم ذلك ممكناً.

وتوقع  جميع المتآمرين الفاشيست أن لا قيامة للحزب مرة اخرى نتيجة الجراح التي أثخنت جسده... ولأن السلطة المعادية للشعب تبقى غبية وقصيرة نظر بسبب ضيق أفقها وأنانية مصالحها فكان ان اختار الحزب الكفاح المسلح في الأهوار وفي جبال كردستان لاسترداد عافيته منذ ١٨- شباط -١٩٦٣ ولغاية ١٩٧١ وللرد على الهجمة الشرسة ضده واحياء منظماته، وبذات الجماهير والتنظيمات الشيوعية تعود لها العافية مرة اخرى وهذه المرة بتوسع تنظيم الحزب من الشمال  إلى الجنوب مما حدا بعصابات البعث  التي صفت حسابها مع حكم العارفين (عبد السلام وأخيه عبد الرحمن) حيث كما هم متعودون بأن أتو بانقلاب انكلوبعثي آخر بدعم ومباركة وتخطيط من المخابرات الغربية في ١٧/تموز ١٩٦٨ حيث الحزب وجماهيره الشعبية كان قاب قوسين او أدنى لاستلام الحكم رداً على جرائم الحرس القومي (البعثي) الفاشستي فأخاف ذلك البعث والقوميين والفاشيين وقبلهم اسيادهم البريطانيين والامريكان فرتبوا انقلابا في القصر الجمهوري جاء بحكم البعث بطروحات جديدة كانت تعتبر شكلياً طروحات تمثل مصالح الشعب حسب ميثاق العمل الوطني الذي أطلقه البعث الخارج للتو مِن رحم الحرس القومي .. فطرح معالجات للقضية الكردية بيان ١١ اذار المتطور وللسجناء السياسيين (الشيوعيين بإطلاق سراحهم) والجبهة الوطنية، والإصلاح الزراعي، وحقوق المرأة، والمعاهدة السوفيتية - العراقية الطويلة الامد.... عارضاً ما يفكر فيه الحزب الشيوعي وغيرها من طروحات كانت تعكس حاجة الشعب العراقي آنذاك، فتشكلت الجبهة الوطنية عام ١٩٧٣ بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث وعاش العراق فترة مزدهرة نسبياً من التطور الاقتصادي والحريات البسيطة والإعلام والثقافة رغم  انها كانت بمثابة مكيدة وفخ افتضح امرها لاحقاً  لأنها لم تعالج مشكلة السلطة وامتلاك القرار والصلاحيات بشكل تشارك فيه بشكل ديمقراطي حقيقي كل الأحزاب السياسية الكبيرة الموجودة في الساحة وفي الجبهة، فاستغلها البعث لاحقاً بان تمسك بالسلطة لوحده وانفرد فيها ولم يسمح للأخرين بالمشاركة في صنع القرار،  فالتف البعث (صدام) على المنجزات التي طرحها البعث (البكر - صدام) في بداية السبعينات (الميثاق الوطني ١٩٧١)، وفي نهاية السبعينات ١٩٧٨ فرط عقد الجبهة إثر هجمات غادرة من أجهزة أمن السلطة البعثية على منظمات الحزب الواسعة الانتشار، اذ تبين انه في بغداد فقط كان يوجد حوالي ١٠٠ الف عضو ومؤازر للحزب (حسب وثائق المؤتمر الوطني الرابع للحزب ١٩٨٤)  ... وكان ايضاً شيء غير طبيعي لدى المتربصين بالحزب في منطقة غنية بالثروات النفطية تتطور اقتصاديا واجتماعيا أن يظهر حزب شيوعي قوي بهذا المستوى، فكانت الاعتقالات والمطاردات والإعدامات المتواصلة للشيوعيين واصدقائهم قد دفع الدكتاتورية بلسان الدكتاتور المغرور صدام ان حدد يوم ٣٠ حزيران ١٩٨٠ ان يتم القضاء على الحزب الشيوعي في العراق وتنتهي الشيوعية فيه (حديث الدكتاتور إلى مجموعة من الصحفيين الإيطاليين في حزيران ١٩٨٠- نشرته صحف النظام - الثورة والجمهورية) ... ولكن يتكرر غباء الحكام مرة أخرى هنا وبشكل فاضح رغم أن الجيل الثالث من الشيوعيين قدم ارواحا وقادة أماجد لا يعوضون فهم  قامات كبيرة مثل الدكتور صباح الدرة وصفاء الحافظ وعايدة ياسين وكوادر محترمة طلابية وعمالية ونسائية وآلاف اخرى من الرفيقات والرفاق الرائعين عمالا وفلاحين وطلبة واساتذة ورياضيين لا زالت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية تزخر بذكرياتهم  وببطولاتهم التي لا تنتهي، فدفع الحزب ذلك إلى تبديل سياسته وشعاره  تجاه الجبهة الوطنية التي سخرها  البعث وديكتاتورية النظام لكشف تنظيمات الحزب الشيوعي والتنكيل بها بهمجية وثبت للقاصي والداني أن نوايا السلطة الدكتاتورية كانت القضاء على الحزب الشيوعي مهما كان الثمن، فقام بإبادة منظمات الحزب جميعها و”تنظيف” العراق من الشيوعية وهو نفس الغباء السياسي للعهد الملكي والعهد الفاشي إبان انقلاب شباط الدموي ١٩٦٣، فاضطر الحزب ان يرفع شعار الكفاح المسلح في نهاية ١٩٧٨ في جبال كردستان العراق والانتقال إلى العمل السري في المدن لتبدأ تجربة الجيل الثالث من المناضلين الشيوعيين العراقيين بشكل نضالي آخر لإسقاط الطغمة الفاشية الدكتاتورية رافعاً شعاره الأثير والواقعي آنذاك حسب حاجة وظروف النضال آنذاك “الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان” فالتحق في الجبال خيرة بنات وابناء شعبنا العراقي من أعضاء الحزب وأصدقائه، وقدم الأنصار الشيوعيون العراقيون الأبطال اروع صور الشهادة والنضال من اجل تحقيق الشعار المذكور، وسرعان ما بدأت خطوط التنظيم السري في المدن والجيش والجامعات ومراكز تجمع الناس تتأسس بحذر شديد وأسلوب ذكي رغم أن النظام وضع كامل امكاناته من اجل اختراق التنظيمات الصحيحة واختراق حركة الأنصار لإفشالها ومحاولات اغتيال قادة الحزب وكوادره وأنصاره،  ويذكر أن النظام الدكتاتوري بأجهزته الامنية والاستخبارية سَخَّر ٣٧ خطاً تنظيمياً وهميا وبأشكال متنوعة  لاختراق الحزب وتحطيم وتدمير تنظيماته (ذكر ذلك من قبل رئاسة  المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي العراقي تشرين الاول ١٩٩٣ في شقلاوة)...وذلك من الوثائق التي حصل عليها الأنصار وابطال العمل السري في محافظات اربيل ودهوك والسليمانية وكركوك...في انتفاضة اذار المجيدة عام١٩٩١.

الشيوعيون الانصار

لعب الجيل الثالث من الأبطال الشيوعيين في الأنصار - البيشمه رگه -  والعمل السري دوراً عظيماً في الحفاظ على كيان الحزب وروحه واستمراره في النضال مع أبناء الشعب إثر هجمة البعث والنظام الدكتاتوري عليه وصولاً إلى استخدام النظام الفاشي الاسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً ضد مقرات الأنصار - البيشمه رگه- ومواقع تواجدهم للنيل من الحزب في ٥ حزيران ١٩٨٧ في منطقة زيوه في جبال كردستان العراق(خلف جبل متين) حيث مقرات الحزب الشيوعي وهو يتهيأ لعقد اجتماع اللجنة المركزية للحزب في مقر قاطع بهدينان وأدت الضربة القذرة بالأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً إلى استشهاد رفيقين نصيرين وإصابة ما يقرب من ٢٥٠ نصيرة ونصيرا شيوعيا  بالعمى المؤقت، ولا زال بعضهم يعاني منها، وبعدها في كانون الأول ١٩٨٧ تم استخدام السلاح الكيمياوي في سه رگه لو وبه ركه لو، وفي اذار ١٩٨٨ في حلبجة وفي نيسان ١٩٨٨ في قرداغ السليمانية.

وكانت نتائج العمليات العسكرية القذرة السيئة الصيت الأنفالات كارثية في كل الجوانب، اذ تم قتل الآلاف من ابناء الشعب العراقي وتدمير الاف القرى وإجبار سكانها الذين كانوا للأنصار  البيشمه رگه جميعاً بمثابة الماء للسمكة على  العيش في مجمعات بعيدة عن مناطقهم الأصلية على شكل (معسكرات) مغلقة وتم توزيع  ابناء شعبنا العراقيين من القومية الكردية خاصة في مناطق نائية صحراوية بنية واضحة وحاقدة من نظام البعث الشوفيني لإبادة هذا الشعب المكافح لأجل حقوق مشروعة أسوة بإخوانهم الآخرين من ابناء القوميات الاخرى الكلدواشوريين والايزدية والكاكائية والتركمان والأرمن والصابئة المندائيين...

اضطر الكثير من الأنصار بعد انحسار الحركة الپارتيزانية أن يغادروا إلى خارج العراق وبقي القليل في العراق لانحسار فسحة النضال في تلك المناطق إضافة إلى الأسباب الذاتية الداخلية للحزب اذ تركت تلك الهجمات ردود فعل محبطة للأنصار الذين كانوا يريدون إسقاط النظام الدكتاتوري، إلا أن العوامل الدولية والاقليمية والعوامل الداخلية وتبعات الحرب ونتائجها والصراع الفكري والسياسي والتنظيمي  داخل الحزب كلها كانت عوامل مختلطة ادت لتطور وتراجع واعادة نظر بسياسات وطروحات الحزب للواقع الجديد الذي نشأ والبحث والتدقيق عن شكل نضال الحزب خلال وبعد الفترة من أيلول ١٩٨٨-اذار١٩٩١... اذ رفع شعارا جديدا ربط إسقاط الدكتاتورية بالمجيء بنظام يحقق الديمقراطية للعراق والفدرالية لكردستان في اجتماع اللجنة المركزية في اذار ١٩٩٠، وبعد سنة هبّ في آذار ١٩٩١ الشعب والأنصار البيشمه رگه والحزب في انتفاضة مجيدة كان للحزب بالتعاون والتنسيق مع احزاب الجبهة الكردستانية التي تأسست في مقرات الحزب  في الجبال في مقر خواكورك في شهر ايار عام ١٩٨٨، فاندلعت الانتفاضة أولاً في رانية واربيل والسليمانية ايام ٥ و ٦ اذار ١٩٩١ وكركوك في ٢٠/٣/١٩٩١ وبدأت تتحرر كل المدن في الإقليم متناغمة مع هبة الشعب في البصرة والناصرية والحلة والديوانية والنجف وكربلاء والعمارة والكوت والسماوة ....كان عرسا بحق اذ هبت انسام عذبة في الشمال وعلى الناي جاوبها راعي الجنوب  والوسط.

اعطى الشعب رأيه في رفض النظام الدكتاتوري ولعب الحزب فيها دوراً مهماً وريادياً وخاصة في اربيل والسليمانية  ودهوك والموصل والبصرة والحلة والديوانية والناصرية وبغداد لوجود تنظيمات سرية له، وبدأت المعنويات الكبيرة تعود لرفاقه ومنظماته وانصاره ليبدأ جيل آخر من المناضلين الشيوعيين في التكون والتبلور مع الأحداث الجديدة التي اتسمت بتحرير كردستان العراق من ربقة النظام الدكتاتوري وبالعكس احكمت الدكتاتورية قبضتها على محافظات الوسط والجنوب حيث اخطأ القادة السياسيون الاسلاميون برفع شعارات طائفية في تواطؤ فاضح لقوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لإعطاء الفرصة للنظام الدكتاتوري بأن يستعيد أنفاسه إثر السماح له باستخدام الطيران لتصفية المنتفضين وانهائهم بارتكابه جرائم ضد الانسانية بحقهم ... وهكذا فتحت آفاق اخرى أمام مناضلي الحزب إثر الانتفاضة الآذارية ليعزز مكانته بين ابناء الشعب  ...  اذ تحررت نسبياً كردستان العراق من النظام بعد تطبيق قرار الامم المتحدة ذي الرقم ٦٨٨ والذي حمل اسم No Fly Zone او منطقة حظر الطيران فوق خط ٣٦ عرض.

وبعدها يبدأ الحصار برغم استسلام قوات النظام لشروط دول التحالف المذل في خيمة صفوان في شباط وبداية اذار ١٩٩١  الذي دام ١٢ سنة كان وقعها أليما على المواطنين، وخلال هذه السنوات أصبح الشعب العراقي فريسة تلتهمها الدكتاتورية من جهة وقرارات الحصار الاقتصادي الدولي الجائر من جهة أخرى، الذي استغله الغرب  بنوايا اخرى بغية توفر فرص لهم للتدخل اكثر فوظفت حماقات وسفالات وممارسات الدكتاتورية البشعة بطريقة الشرعية الدولية عبر الأمم المتحدة فتدّخلت الولايات المتحدة لحسم  بقاء النظام بإزالته وأسقاطه من الحكم في عمليات حربية استمرت من ١٩/٣/٢٠٠٣-٩/٤/٢٠٠٣ اي واحد وعشرون يوماً ويبدأ وضع استثنائي في كل المجالات امام الشعب وامام الحزب وليبدأ بخوض غمار نضال شاق في هذه الظروف حيث كان اغلب رفاقه وكوادره خارج العراق باستثناء ابطال العمل السري وقسم من الأنصار الشيوعيين واصدقائهم البيشمه رگه في كردستان العراق ...

جيل المواصلة

من رحم هذه الاوضاع يستمر الجيل الرابع للشيوعيين بالتصدي والنضال والمواصلة والتحدي لتغيير كل ذلك لأجل دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية لينفي بها دولة المحاصصة والطائفية المقيتة والتي تسرب بين أجنابها أبشع ارهاب وأقذر فساد في العالم...

تكتب للشيوعيين باعتراف الشعب نفسه إلى الآن نظافة اليد والاخلاص لشعبهم ووطنهم وشاركوا في الحكم الجديد بعد ٢٠٠٣  بعدد بسيط من الوزراء والنواب ولم يتلوثوا كما تلوثت جميع التيارات السياسية الدينية والقومية بسرقاتها واختلاساتها واحتكاراتها لموارد الدولة، وامتاز الحزب الشيوعي العراقي بالطرح والعمل العالي الشعور بالمسؤولية تجاه ابناء شعبه ووطنه لإيجاد الحلول للمشاكل المستعصية، وشارك ابناء الشعب احتجاجاتهم ومظاهراتهم ضد الطائفية والسرقات والفساد وكان يقود الكثير منها منذ شباط عام ٢٠١١ وإلى اليوم في مسعى عملي واضح اختبرته الجماهير والساحات لتغيير كل هذه الاوضاع المزرية وقدم الكثير من الشهداء على يد الاٍرهاب والتطرف وعلى يد القوات الحكومية التي تقمع التظاهرات...

لتبقى ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي راسخة في وجدان الجماهير الكادحة والمتعطشة للعيش بكرامة واحترام وعدم الخوف وفي اجواء السلم المستدام.... والحريات المحترمة.

اربيل- عنكاوا

٩/٤/٢٠٢١

*********

الصفحة التاسعة

ينبغي أن نحلم !

يعتبر كتاب (ما العمل؟)، الذي ألفه لينين (مرت ذكرى ميلاده الـ 151 في 22 نيسان) أهم كلاسيكيات الماركسية التي كتبت في موضوع بناء الحزب الثوري، وهو أيضا النص الأكثر تعرضا للانتقاد من قبل الإصلاحيين والأكاديميين على حد سواء.

لكن وبالرغم من الافتراءات التي لا أساس لها، فإن )ما العمل؟( يحتل مكانا مهما في الأدب الماركسي، ويشكل معلما رئيسيا في تاريخ الماركسية الروسية.

نشر كتاب (ما العمل؟) في أوائل عام 1902 ولاقى ترحيبا كبيرا داخل الحلقات الماركسية في روسيا. قالت كروبسكايا في كتابها (ذكريات عن لينين): «لقد حقق (ما العمل؟) نجاحا كبيرا. وقد زودنا بالإجابات على عدد من الأسئلة الحيوية والملحة. كان الجميع يشعرون بالحاجة إلى منظمة سرية تعمل وفق خطة محكمة .. كان الكتيب دعوة متحمسة للتنظيم. لقد أوجز خطة شاملة لمنظمة يمكن للجميع أن يجد لنفسه مكانا فيها، ليصبح ترسا في الآلة الثورية، وهو الترس الذي مهما كان صغيرا، فإنه مهم لعمل الآلة».

كان كتاب لينين مساهمة مهمة في تلك الفترة المبكرة من حياة الحركة الثورية الروسية. يجب أن يقرأ جنبا إلى جنب مع مقالاته الأخرى لنفس الفترة، ولا سيما مقال “من أين نبدأ؟” الذي يكمل (ما العمل؟).

يفتتح لينين مقال “من أين نبدأ؟” بقوله: «في السنوات الأخيرة صار سؤال: “ما العمل؟” يطرح أمام الاشتراكيين-الديموقراطيين الروس بحدة خاصة. إنه ليس سؤالا حول الطريق الذي يجب أن نختاره (كما كان الحال في أواخر العقد التاسع وأوائل العقد العاشر)، بل حول ما هي الخطوات العملية التي يتعين علينا أن نخطوها في الطريق المعروف وبأي طريقة على وجه التحديد. إنه سؤال حول منهج وخطة النشاط العملي». كان عمل لينين الأخير  تطويرا لهذه الأفكار الأساسية.

كتب لينين هذا الكتاب للإجابة على “الأسئلة الملحة لحركتنا” حول التنظيم وفي الوقت نفسه لانتقاد الجناح اليميني للحزب. في ذلك الوقت كان الماركسيون الروس قد تحلقوا حول صحيفتهم “إيسكرا” ، التي خاضت نضالا مريرا لبناء الحزب على أساس مبادئ نظرية سليمة.

يشكل كتاب لينين بدون شك مساهمة هامة في النظرية الماركسية، كما أنه يشرح الدور الحيوي للحزب الثوري. في الواقع تعتبر أعمال لينين كلها مهمة لفهم الدور الأساسي للحزب. لقد سمحت له عبقريته بأن يرى أهمية الحزب بشكل أكثر وضوحا من أي شخص آخر داخل الحركة.

يستهل لينين كتابه(ما العمل؟) باقتباس من رسالة بعثها لاسال إلى ماركس يوم 24 حزيران 1852. لم يكن ذلك الاقتباس مصادفة بل كان هدفه التأكيد على الفكرة الرئيسية الموجهة للكتاب. «... إن النضال الحزبي يعطي الحزب القوة والحيوية؛ إن الدليل القاطع على ضعف الحزب هو الميوعة وطمس الحدود المرسومة بوضوح؛ إن الحزب يصير أقوى بتطهير نفسه...».

كان لينين طوال حياته حازما في الدفاع عن المبادئ الثورية والدفاع عن الماركسية. وعندما صدر (ما العمل؟) كان النضال ضد “الاقتصادويين” الروس قد بلغ أوجه. في مقدمة الكتاب قال لينين إنه لن يحدث أي تقدم في روسيا “حتى نضع نهاية كاملة لهذه الفترة (الاقتصادوية)”. وكان هدف الكتاب تصفية الحساب مع ذلك التيار الانتهازي.

كما أوضح لينين أن النضال ضد الماركسية طورته مجموعة المثقفين البرجوازيين في الجامعات وتم نقله إلى الإصلاحيين والانتهازيين داخل الحركة العمالية، حيث صار ذلك النضال مهمتهم الأساسية. وما زال الحال كذلك حتى اليوم.

يختم لينين كتابه “ما العمل؟” بالتأكيد على أهمية الصحافة العمالية. فيقول:

«يمكننا، في المستقبل غير البعيد، إصدار جريدة أسبوعية... ستصبح هذه الجريدة جزءا من منفاخ حداد ضخم ينفخ في كل شرارة من شرارات الصراع الطبقي والسخط الشعبي ويجعل منها حريقا عاما. وحول هذا العمل، الذي يبدو بريئا جدا وصغيرا جدا بحد ذاته، ولكنه منظم وعام سيتعبأ، بكل معنى الكلمة، جيش نظامي من المقاتلين المحنكين الذين سيجتمعون ويتلقون تدريبهم بشكل منهجي. وعلى سلالم وسقالات هذا الهيكل التنظيمي العام، سوف نتمكن قريبا من خلق اشتراكيين ديموقراطيين أمثال جيليابوف (الثوري الروسي وعضو في اللجنة التنفيذية لنارودنايا فوليا “ارادة الشعب” -المحرر) من بين ثوارنا وأمثال بيبل (أوغست بيبل الماركسي البارز والقائد في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني-المحرر) من بين عمالنا، والذين سيأخذون مكانهم على رأس الجيش المعبأ وإثارة الشعب كله لتسوية الحسابات مع عار ولعنة روسيا. هذا ما يجب أن نحلم به!»

في ما يلي مقتطف من الفصل الخامس من كتاب لينين (ما العمل؟) الذي يحمل عنوان (مشروع جريدة سياسية لعامة روسيا): 

«ينبغي أن نحلم!» ما أن كتبت هذه الكلمات حتى فزعت. فقد خيل لي أني جالس في «مؤتمر توحيد» وأمامي محررو «رابوتشييه ديلو» ومعاونوها. وإذا بالرفيق مارتينوف ينهض ويوجه إلي الخطاب الرهيب: «أجب من فضلك، هل يحق لهيئة تحرير مستقلة أن تحلم دون أن تستأذن في ذلك لجان الحزب بصورة مسبقة؟». ثم ينهض الرفيق كريتشيفسكي ويستطرد (معمقا على نمط الفلاسفة الرفيق ماتينوف الذي عمق منذ زمن طويل الرفيق بليخانوف) قائلا وفي صوته نبرة رهيبة أشد: «لن أقف عند هذا الحد. إني أسأل: هل يحق لماركسي أن يحلم بوجه عام إذا كان لم ينس أن البشرية في رأي ماركس تضع نصب عينيها على الدوام أهدافا قابلة للتحقيق وأن التكتيك هو سير نحو المهام التي تنمو مع نمو الحزب؟».

سرت القشعريرة في بدني لمجرد التفكير بهذه الأسئلة الرهيبة وأخذت أبحث عن ملجأ أختبئ فيه. إذن فلنلجأ إلى بيساريف (ديمتري ايفانوفيتش بيساريف، الناقد الأدبي الروسي البارز في القرن التاسع عشر – المحرر) ونحاول الاحتماء به.

فقد كتب بيساريف بصدد مسألة الخلاف بين الحلم والحقيقة: «ليست جميع الخلافات واحدة، إذ يمكن أن يسبق حلمي مجرى الأحداث الطبيعي، أو يمكن أن يسير في اتجاه لا يمكن أن يفضي إليه سير الأحداث الطبيعي بحال من الأحوال. في الحالة الأولى لا يسبب الحلم أي ضرر، بل قد يشجع ويشدد عزيمة الإنسان الكادح… ليس في مثل هذه الأحلام ما يمكن أن يفسد أو أن يشل القوة العاملة، بل بالعكس تماما. فلئن كان الإنسان محروما تماما من ملكية الحلم على هذا الشكل، ولا يستطيع أن يسبق مجرى الأحداث أحيانا وأن يتصور العمل الذي بدأ به لتوه جاهزا في صورته الكاملة النهائية، عندئذ لا أستطيع أن أتصور بوجه من الوجوه الدافع الذي يدفع الإنسان إلى الشروع بعمل جسيم متعب في ميادين الفن والعلم والحياة العملية وإلى الدأب حتى إنجازه… إن الخلاف بين الحلم والحقيقة لا يسبب أي ضرر، على أن يكون الشخص الحالم صادق الإيمان بحلمه وعلى أن يتأمل الحياة بانتباه ويقارن بين ملاحظاته والقصور التي يبنيها في الهواء وعلى أن يعمل بوجه عام وبصورة وجدانية على تحقيق حلمه. فعند وجود تماس بين الحلم والحياة تسير الأمور على ما يرام».

هذا النوع بالضبط من الأحلام قليل جدا لسوء الحظ في حركتنا. ويقع القسط الأكبر من تبعة ذلك على ممثلي الانتقادية العلنية و«الذيلية» غير العلنية الذين يتبجحون باعتدالهم وبـ«حسـ»ـهم للملموس.

******

لينين.. ذهن متقد وإرادة فولاذية *

ألكساندرا كولونتاي

هناك دائماً أفراد – حفنة من الأفراد في تاريخ البشرية – برغم كونهم نتاجا لتغيرات هائلة في المجتمع، يتركون بصمتهم على عهد كامل من الزمان. فلاديمير لينين يعد أحد هؤلاء ذوي العقول الجبارة والإرادة الهائلة.

وبرغم ما يبدو عليه عمالقة التاريخ هؤلاء، إلا أن ما يجسدونه ويعبرون عنه تتلاشى أمامه الفردية الضيقة. لا ينبغي تقييمهم بالمعايير العادية للصفات والإخفاقات والعواطف للناس في عصرهم؛ فلا يهم هنا السمات الشخصية لفلاديمير لينين، بل ما يمثله ويعبر عنه.. لقد جمع في نفسه، مثل مغناطيس بشري، كل ما يعبر في الثورة عن الإرادة التي لا تلين والقوة الماحقة والإصرار البنّاء. وكل من يتوق لما ستحققه عاصفة الثورة العمالية من تطهير للمجتمع، لا يسعه إلا أن يعتز ويحتفي بفلاديمير لينين الذي يجسدها ويقدم التعبير الأفضل عنها.

لم تكن الأممية الثانية مؤمنة بوصايا ماركس، وقد خانت مصالح الطبقة العاملة إبان الحرب الإمبريالية عام 1914. لقد أظهرت الاشتراكية الديمقراطية الألمانية، التي مثلت القوة الرئيسية التي تزعمت الأممية الثانية، جوهرها الانتهازي. فقد مدت يدها للبرجوازية الحاكمة وتقبلت سلاماً طبقياً تاماً.

لقد عشت ذلك اليوم وشهدت ذلك العار، حينما تنكّر الاشتراكيون الديمقراطيون الألمان للنضال الطبقي الثوري. كنت في الرايخستاغ في 4 أغسطس 1914، ورأيت بأم عيني مشهد انهيار قادة الاشتراكية الديمقراطية الألمانية حين صوتوا لصالح ميزانية الحرب وتعهدوا بدعم حكومة بيثمان-هولويج.

لقد شوّش هواء الحرب الإمبريالية السام كل العقول، حتى أن عدوى المساومات والانتهازية طالت بعض المهاجرين السياسيين الروس. هرعوا عائدين إلى روسيا، معلنين توبتهم عن آثامهم وخطاياهم السياسية واستعدادهم لخدمة وطنهم القيصري، مدافعين عن سياسات نيقولا الثاني وأذنابه.

شعرت بالفزع واليأس.. بدا الأمر وكأني فقدت كل شيء. كان الجو خانقاً، يخلو من أي بصيص نور، كما لو كانت الجدران تحيط بي من كل اتجاه وتسد كل الطرق. تمكنت بمساعدة ليبكنيخت من مغادرة ألمانيا إلى ستوكهولم. حينها كنت لازلت أؤمن بإمكانية إعادة إحياء الأممية الثانية من خلال معارضة مذابح وأهوال الحرب العالمية، لكني لم أكن أعرف ما هي السياسات التي ينبغي أن نتبعها، وعلى أي أساس نبنيها. كنا كالتائهين في عمق الغابة.

في هذه اللحظة من التخبط والارتباك وانهيار الأممية الثانية، حين كانت الأحزاب البرجوازية الرأسمالية تملأ الدنيا صخباً في إشادة وابتهاج بالوحدة الطبقية، أطلق لينين صيحته الحاسمة. وحيداً في مواجهة العالم أجمع، حلل لينين وكشف حقيقة الحرب الإمبريالية، والأهم من ذلك أنه أشار إلى الطرق التي يمكن من خلالها تحويل هذه الحرب إلى ثورة وحرب أهلية. فمن يرغب في السلام، لابد أن يحارب الانتهازية ويقطع أية مساومات مع البرجوازية.

وصلت بضع أعداد من الجريدة المركزية “سوسيال-ديمقراط” من سويسرا إلى ستكهولم، وتضمنت هذه الأعداد توجيهات لينين بخصوص مهامنا حيال الحرب. كانت هذه من أكثر اللحظات تأثيراً في حياتي. لقد أذابت مقالات لينين الجدار الذي كانت ترتطم به رأسي سدى. بدا الأمر وكأنني أصعد إلى النور من بئر عميق مظلم أتحسس طريقي إلى الأمام. كان هذا ملحوظاً ومؤثراً. كل ما كان عليّ فعله هو اتباع فلاديمير لينين بين قواعد الطبقة العاملة الثورية. بعد ذلك بوقت طويل، علمنا أن مكتب اللجنة المركزية في روسيا كان بالفعل يتحرك وفق توجيهات لينين.

خلال تلك الأيام، بدا لي أن لينين يقف فوق كل البشر، وأن عقله الجبار فهم ما كان خافياً عنا جميعاً. أدركت حينها شجاعته الأخلاقية والروحية، جسارة لا تعرف حدوداً. وكلما تدنى الانتهازيون، كاوتسكي وأتباعه، كلما سمت صورة هذا الرجل الذي لا يعرف الخوف له طريقاً، الذي رسم الطريق وسط كل هذه الفوضى الدموية.

في أكتوبر 1914، كتبت أول خطاب لفلاديمير لينين. وفي الرد، الذي تلقيته عبر رفيق روسي، أوصاني بالبدء في العمل على الفور، والتواصل مع اشتراكيي اسكندنافيا الذين سيساهمون في تنفيذ هذه السياسات في النضال المتواصل للطبقة العاملة. ومذاك الحين وأنا أعمل وفق الإرشاد المباشر لفلاديمير لينين.

في نفس الوقت، أوكلت لي وللرفيق شليابنيكوف مهمة إعداد قنوات اتصال دائمة في اسكندنافيا بين لينين ومكتب اللجنة المركزية في روسيا. ظل الاتصال قائماً وفعالاً، حتى قررت حكومة همرشولد المحافظة إغلاق “المركز البلشفي”. ألقيَ القبض عليّ وسجنت في جزيرة كونجشولمين، ثم طردت من السويد. وبمساعدة بعض الأصدقاء النرويجيين، انتقلت إلى النرويج، ومكثت في هولمنكولن بالقرب من أوسلو. ومن منزلي الأحمر الصغير، فوق المضيق البحري، كنت أراسل إلى لينين الذي كان يبعث لي بكل ما أطلبه من كتيبات ومقالات. هنا في هذا المنزل قرأت خطابات لينين التي كان يرسلها على عناوين أصدقائي. وفي نفس المنزل، أعددنا القرار الذي قُدم لليسار النرويجي لدعم يسار زيمرفالد، وصدّق لينين عليه.

حينما أفكر في فلاديمير لينين خلال تلك الأيام، لا يبدو لي مجرد رجل، بل يرتسم في ذهني تجسيداً لقوة هائلة تزيح القشور الاقتصادية والاجتماعية التي تراكمت عبر آلاف السنين من تاريخ البشرية. كانت ثمة خطة تنضج وتتبلور لإحداث تغيير ساحق في العلاقات الاجتماعية ولإعادة بناء المجتمع على أسس جديدة.

استمرت الحرب الإمبريالية، لكن بمساهمة لينين بدأ الهياكل الاجتماعية في التشقق.. تشظّت الأممية الثانية إلى فتات، لكن بدأت قوى جديدة حية في التمحور حول لينين. وحينما أوكل لينين إليَّ، في 1915 و1916، مهمة جذب أفضل الشباب الاشتراكي الثوري بعيداً عن الأممية الثانية سيئة الصيت، وتجميعهم حول يسار زيمرفالد، بدا الأمر أسهل مما كنت أتصور.

مرة أخرى، اضطررت لعبور الأطلسي لتجميع القوى، من بوسطن إلى سان فرانسيسكو، ومن فلادليفيا إلى سياتل، للنضال ضد الحرب الإمبريالية ولدعم يسار زيمرفالد.

ــــــــــــــــــــ

*المقالة كتبت عام 1916

ترجمة: أشرف عمر – عن موقع (الحوار المتمدن)

*******

الصفحة العاشرة

رائد فهمي: اجيال رددت اغانيه واناشيده الوطنية والسياسية

جعفر  حسن الفنان  المبدع  ومن اكثر رواد الاغنية السياسية شعبية، .. وداعا

بلغنا النبأ المفجع عن تغلب فايروس الكورونا اللعين على مقاومة  من ردد اغانيه واناشيده الوطنية والسياسية  جيلان او ثلاثة من العراقيين من مختلف الاعمار والهب حماسهم بصوته وادائه المتميز، وارتبط اسمه وصوته  بالمطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة والاجتماعية ومقارعة الظلم والدكتاتورية والتضامن مع العمال  وسائر الشغيلة ومنتجي الخيرات.

لقا غادرنا الرفيق جعفر حسن  جسدا ولكن صوته واغانيه  وذكراه تظل محفورة  في اذهان وقلوب ملايين  العراقيين.

لروح جعفر حسن السلام والراحة الابدية ولذويه ورفاقه وزملائه ومحبيه الصبر والسلوان.

********

مواساة من البحرين

الرفيق رائد فهمي الموقر

الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي

أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية

كوادر وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي

ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر وفاة الفنان المناضل الكبير جعفر حسن في يوم الأثنين الموافق 19 أبريل 2021 في مدينة أربيل العراق، هذا الفنان الثائر الذي كرس فنه الراقي من أجل الإنسان والحرية والديمقراطية، غنى للعمال والكادحين والفقراء في ربوع العراق والوطن العربي والعالم، غني ضد الدكتاتورية والاستبداد في العراق والبلدان العربية، عرفناه في البحرين منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، عندما غنى قصائد رائعة كتبت من قبل مناضلين بحرينيين، ولا ننسى حضوره ومشاركته لنا في البحرين خلال السنوات العشرين الماضية فترة ميثاق العمل الوطني في  المناسبات والاحتفالات الوطنية، كانت أغانيه تدخل  الحماس والتمسك براية النضال في قلوب المناضلين من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والسلام ، بالرغم من سنوات المنافي والمعاناة بقى ملتزماً بحزبه وأفكاره ومبادئه، هكذا هم دوماً المناضلين من أجل وطن حر وشعب سعيد.

رحيل الفنان الكبير جعفر حسن خسارة كبيرة ليس لكم وحدكم بل لسائر القوى الديمقراطية والتقدمية في البلدان العربية ولعاشقين غناءه وألحانه الجميلة والرائعة. تعازينا لكم ولأسرته وللرفاق والأصدقاء، وله الذكرى العطرة والخالدة.

خليل يوسف رضي

الأميـــن العـام

المنبر التقدمــي

23 أبريل 2021

********

واخرى من لبنان

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي

عائلة الفقيد الغالي الرفيق جعفر حسن

بأسف وحزن شديدين، تلقيت نبأ رحيل الرفيق جعفر حسن، الفنان الكبير المبدع الذي كان المعبّر، ليس فقط عن آلام وطموحات الشعب العراقي، بل عما يختلج داخل الحركات الشعبية في كل العالم العربي، وبالتحديد في لبنان.

كان لي شرف التعرّف إلى الرفيق جعفر في بيروت، إبان العيد الخمسين لحزبنا، حيث كان مساهما أساسيا في كل الاحتفالات، ولم تنقطع يوما الصلة بينه وبيننا يوما. بل على العكس من ذلك، كان حاضرا دوما في المناسبات الهامة لحزبنا، وكان حضوره دوما مميزا.

بفقدانه، فقدت الحركة الشيوعية واليسارية العربية فنانا رائدا وموسيقيا كبيرا، طالما عبّر عن طموحات وأماني شعوبنا في التغيير.

سيبقى دوما في القلب.

د. ماري ناصيف – الدبس

نائب الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني

عضو اللجنة المركزية

بيروت في 20 نيسان 2021

********

نعي وزارة الثقافة

نعت وزارة الثقافة والسياحة والآثار إلى الأوساط الفنية والثقافية رحيل الفنان جعفر حسن، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا المستجد في مدينة أربيل.

وقالت الوزارة في بيانٍ لها : ببالغ الحزن والأسى،ننعى إلى الأوساط الفنية والثقافية رحيل الفنان المناضل جعفر حسن.

لقد كانت المواقف الوطنية أبرز ما تميز به الراحل فكان يناضل باللحن والكلمة من أجل حقوق شعبه في الحياة الكريمة.

الرحمة والمغفرة والرضوان له، ولذويه ومحبيه الصبر الجميل.

يذكر أنَّ الفنان والملحن جعفر حسن ولد سنة  1944 في مدينة خانقين، بمحافظة ديالى، وبدأ مشواره الفني سنة 1958 ليصبح فيما بعد أحد رواد الأغنية السياسيّة العراقيّة، عام 197 4  أسس فرقة الروّاد المركزية، وقدم العديد من الأغاني الوطنية والسياسية والشعبية حينها.

*********

لون القزح الثامن

ريسان الخزعلي

(تستطيع الأغاني أن تهبط َ بالقمرِ من السماوات) فرجيل  (أناشيد الرعاة)

الفنان جعفر حسن منح الغناء معنىً آخر، وكان لوناً خارج القزح. لقد أوجد التأصيل للأغنية السياسية أينما حلَّ.

من هنا، حين يرحل، فإنه يمنح الموت َ قدرة إضافيّة على اختراقنا، لكنه يبقى الشاهد الصوتي الذي ندركه في رجفة

الغياب. إنه الحضور الذي يفضح الصمت الحجري ويؤشر العلامة.

مترس بوعي سياسي / فني وفاجأ المقادير بأن يقطف الإستمرار المُذهل. وكم كنا ضيوف موقدِ انشاده نحن المولعين بالجمر والصحوة الحالمة ولون القزح الذي كانهُ، إنه لون القزح الثامن... لقد أربكَ الطيف الشمسي، وجاء بطيفهِ: الحزب والناس والحرية والصبوات العالية من أجل إنسانٍ أنقى وحياةٍ أرقى ووجودٍ أبقى:

يُغنّي..

يُغنّي كثيراً

وترقص ُ فوق َ العيون ِ زُرقة ُ السَهر

يشد ُّ آخر َ الدموع ِ حين َ يخذله ُ الوتر

أخيراً

يشتري صوته ُ..

من موجة ٍ قد أنصتت

حين َ اذهلتها هدأة ُ الحجر...

**********

ليمشي بدربنه شيشوف..؟

عمر السراي

- سيرى أقماراً ساطعةً، وقلوباً تنبض بالكفاح والنضال..

يا جعفر حسن...

يا ثورة الأغنية،

والموقف الذي لم تزحزحه أباطيل المنتفعين،

أيها الثابت في زمن المتحوّلين،

والصافي في عصر المتلوّنين،

أيها الصادح باسم الجياع والكادحين،

كنت قد وعدتنا أن تضيء مهرجان الجواهري بحضورك،

لكنّما الظروف حالت..

فكيف بنا الآن أن نتخيّلَ دورةً بعيدةً عن تهجّدات صوتك..

وكنت تطلُّ على أشجار سكوننا بهدوء أغصانك،

فتحرّك المستقر، وتذيب الجامد من الروح...

يا جعفر..

يا عمّنا (أبو جاكوج)..

غريبة الأناشيد بعد بُعدك،

ويتيمة المواويل من إثر رحيلك..

ومظلمة المنصّات من دون شيبتك المتوهّجة،

المجد لروحك..

أبها الشامخ،

أيها الأنيق كقصيدة طازجة،

سلّم لنا على رفيقك ألفريد سمعان،

فقد سبقك ليعدَّ مائدةً تليق بحضوركَ المشحون بالبياض.

********

موسيقي من الطراز الأول

جمال السماوي

يعد الفنان جعفر حسن موسيقي اكاديمي درس الموسيقى في معهد الفنون الجميلة بغداد بداية الستينات له خلفية موسيقية بسن مبكر كان عازف لالة الناي فطريا بعمر14سنة واشترك مع فرقة خانقين التابعة لنقابة المعلمين ولحن نشيداً لثورة1958 كانت بدايات مشجعه ان يقدم موسيقي بداياته جيدة عند دخوله المعهد اختار الة العود وكان استاذه لالة العود الفنان جميل سليم افضل استاذ في التدوين والة العود فصب اهتمامه لهذا الطالب وجعل منه عازفا اول ومدون اول على باقي اقرانه واعطاه اول لحن الذي اشتهر بيه (كلما اتمعن بصورتك) الذي كان مخصص للفنان ناظم الغزالي كلمات محمد القبانجي واعطاه موشح وعدة اغاني واشترك مع فرقه انوار دجله للموشحات يقودها الفنان روحي الخماش عام 1966 تم تاسيس فرقة الرشيد من الفنون الشعبية مع المؤسس حقي الشبلي وسالم حسين وعقيل عبد السلام وغانم حداد وجميل بشير وانور الشيخلي ولحن له الفنان انور الشيخلي احد الالحان الجميلة وفي عام 1968 تم تأسيس للفنون الشعبية تم تشكيل اول فرقة كورال هارموني امثال رياض احمد وامل خضير رضا الخياط هادي سعدون وخيرة المطربين في تلك الفترة وبعدها فصل من فرقة الفنون لمواقفة السياسية والتجأ للغناء السياسي وانشأ فرقة الرواد بدعم من الحزب الشيوعي العراقي من الشبيبة والطلبة وقدمت مجموعة اغان تغنى حتى الآن مثل لا تسألني عن عنواني ويابو علي ومساهرين وعدة اغاني يعرفها كل الشيوعيين كما شارك في مهرجان الشبيبة العالمي عام 1973 ومهرجان اللومانتيه في باريس 1975 وكل المهرجانات العالمية هاجر الى مدينة عدن في اليمن الجنوبي وشكل عده فرق غنائية وعمل مديرا لمعهد الفنون الجميلة وعمل في دولة الامارات كان مسؤولاً المراكز الثقافيه والفنية وبعد التغيير رجع الى اربيل عام 2004 بدأ نشاطه الجديد بعد الدعم من حكومة الاقليم وتعيينه مستشار في وزارة الثقافة وبدأ بتسجيل عشرة البومات قديمة وجديدة لجهد شخصي وعزف بحدود ست آلالات موسيقية كما عمل مخرجاً موسيقياً ومدوناً اول بالعراق بالنوتا، له نشاط كبير عام2017 في بغداد وهو اخر حفل له بمناسبه العيد 83 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي ولي الشرف بقيادة الفرقة والاشراف على الحفل مع خيرة الموسيقيين العراقيين وله حفل في اربيل في مهرجان الموصلي وغنى اغاني تراثية ومرافقة لفرقة مركزية تابعة لوزارة الثقافة السابقة.

********

رائد الاغنية السياسية

د. كريم الرسام / رئيس جمعية الموسيقيين العراقيين المركز العام

ودع جمعية الموسيقيين العراقيين نورس من نوارسها رائد الأغنية السياسية وفنان الشعب الذي غنى للوطن والناس  والطبقة العاملة وغنى للحب وللعراق الفنان الكبير (جعفر حسن).

لقد رحل وترك لنا ارثا فنياً وغنائيا لا يمحى من الذاكرة .

لروحك السلام والطمأنينة والذكر الطيب والصبر والسلوان لعائلتك ولكل المناضلين الشرفاء الذين غنيت لهم أجمل الاغاني الوطنية والسياسية

تبقى حيا في ضمائرنا إلى الأبد.

*********

مدينة عدن تنعي وفاة جعفر حسن

كتب الناقد والباحث الفني عصام خليدي

أنتقل الى الرفيق الأعلى يوم الأثنين الموافق 19 نيسان 2021 الموسيقار والفنان العراقي جعفر حسن الذي عاش ردحاً من الزمن في مدينة عدن منذ السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات من القرن الفارط..

 فارقت روحه الطاهرة الحياة أثر إصابته بفيروس جائحة كورونا القاتل المميت ..

 قضي الموسيقار الفذ جعفر حسن فترة زمنية فنية باهية زاهية مشرقة أضاءت صباحتنا وأمسياتنا بفيض وهج عطائه الفني الغنائي الموسيقي الحداثي اللافت (الإستثنائي) القريب الى وجدان وضمير الأمة ..

 أحبته الجماهير بشغف بسبب دماثة أخلاقه والحانه الباذخة المترفة الثرية المتجددة في مقاماتها وقوالبها اللحنية وتوزيعها الموسيقي المتفرد النوعي ..

  كانت أغانيه والحانه ذات صلة بقضايا ومعاناة الشعب وهمومه أفراحه وأتراحه ..

 تقلد (قيادة فرقة أشيد الشبابية المؤسيقية الحديثة) التي كان له الفضل في تأسيسها ورفدها بالحانه المتميزة في شكها النغمي وأسلوبها الموسيقي الغنائي (الجماعي والفردي) ورشاقة إيقاعاتها وحسن إختياراته لمواضيع نصوص أغانيها البديعة المتألقة ولعل من أبرزها ..

عمي ياابو الشاكوش / هيلا ياصياد يابو السفينة / في كل العالم عندي حبيبة هي الشبيبة/ شامة على خد الزمن / إنا نحب الورد/ قالت عدن/ عمال نطلع الصبح/ اليمن نعشقها .. وغيرها من التحف الفنية رائعة المعنى ورصينة المبنى رفيعة المستوى والقيمة والمضمون ..

 يعتبر أفضل وأروع من تولى قيادة (فرقة أشيد الشبابية) على الأطلاق ..

 بشهادة الجماهير والنخب الثقافية والمتخصصين والنقاد في المجال الفني والإبداعي ..

  ومن وجهة نظري تعد أعماله الأنشادية الجماعية والفردية ( أيقونة فرقة أشيد الشبابية الموسيقية في عصرها الذهبي دون منازع) ، ويتوهم من يراوده الحلم في لحظة رعونة وطيش أنه أستطاع منافسته او ملاحقته من الفنانين الأخرين ..

  الموسيقار الخلوق جعفر حسن الإنسان والفنان المبدع الخلوق المنفتح على ثقافة محبة واحتضان الجميع ..

  تركت موسيقاه أثراً رائعاً راقياً في نبض ووجدان مدينة عدن وبصمات لاتنسى في الذاكرة الجماعية الفنية النابضة الحية ملحناً وفناناً متمكناً تدخل أغانيه الى القلوب وتستوطنها ، ويأسرنا بصوته الساحر العذب الذي يشنف الأذان ويثير لواعج النفس والروح وتلابيب الأفئدة والقلوب..

الموسيقار جعفر حسن كان رحمه الله وسيظل في قلوبنا كما عهدناه فناناً رقيقاً متسامحاً لطيف المعشر

ديدنه تبني القضايا والمواقف النبيلة السامية الملتزمة التي كان لايحيد عنها من أجل المال ولا المناصب والجاه ..

  حقق نجاج نخبوي وجماهيري منقطع النظير وشم على صفحات تاريخ الغناء العدني والعربي حتى كتابة هذه السطور رغم غيابه ورحيله من عدن الى الخارج قسراً ..

 والحقيقة لازالت مدينة عدن التي أحبها حتى الثمالة تسكنه وتعشقه ولم تنساه وتبادله الوفاء رغم قساواة هذا الزمان الذي يتسم بالنكران والجحود وعدم قول كلمة ( الحق ) بشفافية ومصداقية ..

  وكلنا نتذكر دوره المهم في إنعاش الجانب الموسيقي الممنهج من خلال قيامه بمهمة النهوض وتفعيل النشاطات الإبداعية والفنية بشكل أكاديمي علمي مدروس يحاكي قضايا وتطلعات ومعاناة الأجيال بمختلف شرائحها العمرية وثقافاتها المتعددة والفئات (الشبابية) بوجه خاص في عدن وجهوده الجباره في النهوض بمستواها الفني والإبداعي وإيصالها الى مساق الإحتراف بإقتدار ومهارة مما جعلها تواكب لغة الحوارات الموسيقية بين الشعوب المتطورة ..

 كان ذلك جهداً محموداً ملموساً عشناه ولن ننساه أبد الدهر للموسيقار المتمكن صاحب السيرة العطرة والعطاء الإبداعي المتميز والمتدفق اللامتناهي جعفر حسن ..

 تغمد الله الفقيد الموسيقار العراقي المبدع جعفر حسن بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه جنان الخلد وعصم قلوب أسرته ومحبيه وذويه .. واللهم أهله الصبر والسلوان ..

  أحر التعازي وعظيم المواساة القلبية من كافة أهالي مدينة عدن وكل مثقفيها وفنانيها ومبدعيها..

 إنا لله وإنا اليه راجعون ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*”عدن الغد” 19 أبريل/ نيسان 2021

******

الصفحة الحادية عشر

الثلاثي الثقافي المزهر.. سلاماً

فقدت الاوساط الثقافية في الفترة الاخيرة ثلاثة من مبدعينا الذين عملوا على ارساء ثقافة وطنية بناءة ..التشكيلي بلاسم محمد والموسيقي جعفر حسن والشاعر مروان عادل. هذا الثلاثي المزهر؛ كنا نتواصل معه ومع مسيرته الثقافية والابداعية.. لذلك يعنينا تماما ان نستذكره ونتأمل منجزه ونعده نماذج حية ومخلصه للاجيال القادمة وللابداع الملتزم بقضايا الشعب والوطن. السلام والطمأنينة والبهاء لبلاسم وجعفر ومروان.

ثقافة

************

الموصل

بدل رفو /غراتس -  النمسا

مدينةٌ يداعبُها التاريخُ،

من رمحِ الأوجاع

وأساطير الصمت!

سنونواتٌ ميتةٌٌ تحت انقاضها،

تنتفضُ الدنيا صمتاً

وتغلقُ عينيها على ايقاعات

دروب بكاءات الفقراء!

الشوارعُ جراحٌ..

لكن .. لا شوارعَ في مدينة الحضارات..

سماؤها تحتضر احتراقا!!

**

وحدك في الطريق يا صاحبي

للتستر على ذكريات الطفولة ،

(المشاهدةُ)* تفقدُ صبرَها

غدت يباباً على بوابة السماء

سورُها الأثريّ موال انين للتاريخ ..

وحنجرة فنان تقطر دمعاً!

مدينة تداعبُ الموتَ في دهشة

ملوك آشور!!

رياضُها تراتيل مفزعة ،

فجائع.. يتخبّط  الليل في عتمتها!!

**

يا صاحبي..

انهم يغتالون الشجرَ والقمرَ

وبيوتَ الموصل العتيقة!

يجهضون سعادة الأرض الجدباء

رغم خرابها،

كي لا يظل للموصل الحدباء

اسم وتاريخ وبقاء!

ستسافر كثيرا ..وستمارس الموت والغربة

ستطول بك الطرق ..

ويظل حنينك للطفولة وأزقة مدينة التاريخ

بمجانينها.. ويلوح لك من بعيد

(جلال المجنون) وفي يديه حجارة

لمن يتحرش بعوالم جنونه ،

سيأخذك الحنين ل (شارع النجفي)**

وخانات الموصل القديمة!!

**

انكسارات الروح لمدينة الروح

كبرياء فريد يجف حلق الدمع،

أيا مدينة طفولتي الحزينة ..

رسمتك مرآة وسوراً وليال انسٍ

رغم النهايات المؤلمة

رغم وجعك وكتمانك

لإنهيار منارتك الق الدنيا

والنبي يونس من فرط البكاء

سلك درب السماء!!

**

أيا مدينتي ..يا ذكريات الطفولة

والموسيقى والأزقة الضيقة

انت في حنجرتي اغنية غربة

ومهما طالت الطريق

سترجعين جسرا للخير والفقراء

والشعراء لاحتساء كأس الحياة !!

يا أم حضارات الدنيا!

ـــــــــ

*المشاهدة .. الحي الذي امضى فيه الشاعر طفولته وشبابه

** شارع النجفي ..من اقدم الشوارع في الموصل ومشهور ببيع الكتب

************

قصة قصيرة

البيت الموعود

جمال نوري

كانت مشاعرهما مرتبكة بين قلق وفرح خفي بدأ يساورهما حال توفير المال الكافي لشراء قطعة الأرض التي ستكفيهما هما وأولادهما بالكاد.. وما أن عزما على ذلك حتى انطلقا يبحثان عن أنسب مكان يليق بشيخوختهما.. قال ممازحا.

- سأزرع ما يتاح لنا من مكان..

ابتسمت وردت بحبور.

- ما الذي ستزرع يا رجل؟

ضحك بسعادة متناغما مع وهج صباح ذلك اليوم الربيعي.

- سأزرع العشب الأخضر وبعض أشجار الرمان.

ردت بقلق.

- ومن سيديم اخضرارها؟

استدرك قائلاً.

- الأولاد طبعاً.. لديهما القوة الكافية لفعل ذلك.

انزعج الشيخ الذي كان يقود السيارة من وعورة الطريق بعد أن تجاوز الشارع المبلط بالإسفلت،.. طلبت منه زوجته أن يتوقف قليلا لكي يتفحصا هذا المكان فهو على ما يبدو أكثر زحاماً ورحابة من بقية المناطق ثم قالت.

- لنشتر قطعة الأرض هنا.

لم ينبس الرجل بكلمة بل هز راسه رافضاً فكرتها وأدرك بأنهما لم يتفقا يوماً طوال عمريهما  فكيف سيتفقان على اختيار قطعة الأرض ولكي ينحر فضولها ولهفتها لسماع الجواب قال.

- الأرض في هذا المكان باهظة الثمن..

ثم مضت السيارة تنهب الطريق وأضاف.

- لنجد مكاناً ينعم بالهدوء بعيداً عن هذه الضوضاء، فنحن أحوج ما نكون إلى الهدوء والسكينة.

زمت شفتيها وأدارت رأسها غاضبة باتجاه النافذة وهي تتطلع إلى الناس وهم يتسارعون في خطواتهم.. صمتا قليلاً ثم أعلن الشيخ مبتهجاً.

- سيكون لمنظر الحديقة أثراً مبهجاً في نفوسنا ونحن ننعم بالراحة.

لم تحر الزوجة جوابا وكانت تنتظر دوره لإرضائها بكلمة أو العدول عن قراره في الأقل. بعد قليل أوقف السيارة في أرض تنفتح على الصحراء وهي تسترخي تحت شمس الربيع ولم يمنع نفسه من التفكير ببشاعة الحر في الصيف القادم وقسوة الشمس اللاهبة التي لن تتردد في إحراق رؤوسهم الحاسرة...قال الرجل واثقا.

- هيا ترجلي لننظر إلى هذه القطعة من الأرض.

ردت الزوجة بعصبية.

- ألم تجد مكانا غير هذا؟ نحن في نهاية العالم...

فرد الرجل جازماً.

- لن تكفي نقودنا صدقيني ولكن هذه الارض افضل من تلك فهى مازالت رافلة بالصمت والهدوء...

سارا بتثاقل نحو الأرض التي لم يتفقا على شرائها، بيد أن المرأة بقيت واجمة ومكفهرة الوجه لأنها لا تحب الأماكن الهادئة وتفضل الضوضاء والحركة الصاخبة... بلا اتفاق توصلا إلى حل مقنع الى النتيجة حيث وعدها الرجل بأنه لن يقصر في تدشين الأرض وتزيينها.. بعد أن نالا  بهجة متساوية واطمأنا بأن الأرض ستكون لهما حتماً وستعود ملكيتها إلى أحد منهما، قال الرجل وكأن طاقة عجيبة حلت في جسده وهو يلوح في الفراغ.

- ستكون الغرف هنا وبمحاذاتها ستزدهي الحديقة.

أيدته المرأة واعترضت.

- لا تحلم كثيراً..

أقفلا عائدين وبقايا سعادة غامرة ترتسم على وجهيهما وفلول خيبة صغيرة بدت واضحة في العيون الكابية. وعلى امتداد الطريق كانت شواهد القبور تترى أمام ناظريهما وهما يتطلعان عن كثب من نوافذ السيارة.

************

الأمية المُقنّعة

د. محمد الربيعي*

 “ليس الجهل، لكن الجهل بالجهل هو موت المعرفة” - ألفريد نورث وايتهيد.

هذا النوع من الأمية .. يهددنا جميعا. إنها ليست الأمية التقليدية بمفهومها المتعارف عليه حيث لا يستطيع الشخص القراءة والكتابة. اننا نعيش اليوم تحت تأثير خطير من هذا الشكل الجديد للأمية. وفقا للمفهوم المتعارف “يُعامل الشخص البالغ من العمر سبعة أعوام فما فوق، والقادر على القراءة والكتابة بفهم بأية لغة، على أنه متعلم”، الا اننا نشهد الآن شكلاً من أشكال الأمية يتسلل إلى أولئك المتعلمين.

اليوم، تحت تأثير العولمة “العالم قرية صغيرة” والتقنيات الرقمية والثقافة البصرية السائدة، يبدو اننا نقرأ (ونرى) بفهم أقل؟ هذا الشكل الجديد من الأمية له علاقة بنواقص معينة في الفهم. القراءة أكثر من مجرد رؤية الكلمات او حفظها. انها امر يتعلق بفهم الكلمات، باكتشاف وبناء المعنى، مثلما انه لا يتم جمع معنى الكلمات التي نقرأها من القواميس وحدها. مثلما نحتاج الى الفهم لإدارة مهام الحياة اليومية التي تتطلب مهارات قراءة تتجاوز المستوى الأساسي، بحيث تمكننا من المشاركة في جميع الأنشطة التي تتطلب معرفة القراءة والكتابة من أجل الأداء الفعال للمجتمع، لتمكيننا من الاستمرار في استخدام القراءة والكتابة لأجل تطورنا الشخصي وتطوير مجتمعنا.

ربما تكون الأمية المقنعة أخطر أنواع الأمية وأكثرها تدميرا. الامية الاكاديمية العلمية والامية المنهجية الفكرية والامية التقنية والامية الثقافية، لا يمتلك فهماً وإدراكاً جيداً للمشاكل المرتبطة بهذه الأنواع من الأمية. فإذا لاحظت أفرادا أميين غير متعلمين واميين وظيفيا، فأنت على دراية بالإحباط وخيبة الأمل الناجمة عن افتقارهم إلى معرفة القراءة والكتابة. هؤلاء الأفراد يدركون مشكلتهم وكثيرا ما يعزون فشلهم الى هذه المشكلة، وهذا ما يعرفه المجتمع ويعترف به.

مع ذلك، هناك نوع آخر من الأميين هم الافراد الذين يمكن أن يكونوا خطرين ومدمرين بسبب نوع الأمية لديهم وهي ما اسميتها بـ (الامية المقنعة) وانا احب تسميتها بـ (الامية المختبئة) ومن يتصف بها اسميه (الامي المختبئ).

التسمية ليست بالمهمة وما يهم هو ان الأميين المقنعين يجهلون أميتهم. أميتهم مخفية عنهم أنفسهم. ولأنهم لم يتم التعرف عليهم مطلقا، فهم مخفيون عن الآخرين أيضا. الأميون المقنعون يجهلون جهلهم. لا يعرفون أنهم لا يعرفون. إنهم لا يفهمون تماما المعلومات والأفكار التي يتم تلقيها أو دراستها أو تطبيقها، ولا يدركون أنهم لا يفهمون. تقوم أفعالهم ومشاعرهم ومعتقداتهم على افتراضاتهم وأفكارهم ومفاهيمهم الخاطئة غير المعروفة. ويمكن أن تتراوح مشاكل ونتائج كونك أميا خفيا بين الهزل والكارثة.

من هو الأمي المقنع؟ هناك مثالان مختلفان للأمي المقنع، الأول هو الفرد الذي يعاني من اضطراب في منهجية التفكير من ناحية، ومن قصور في الفكر الجدلي من ناحية ثانية، مما يجعله غير قادر على الفهم بنوع من العجز يدفعه أحيانا الى اطلاق الاحكام المسبقة والآراء المتسرعة والادعاء بالقدرة على حل المشاكل دون ان يجشم نفسه عناء الجهد الفكري لتحليل الواقع وفهمه. والمثال الثاني يكمن في الجهل الوظيفي، وهو حال موظف المكتب الذي لا يعرف الأنظمة واللوائح التي تحدد وظيفته ولا يعرف واجباته، او الطبيب الذي يصف لك عدداً من الوصفات لا علاقة لاي منها بمرضك، او الميكانيكي الذي “أصلح” سيارتك ثلاث مرات للمشكلة نفسها..

تظهر المشاكل التي تسببها الأمية المقنعة في القوانين التي لم تدرس مضامينها، او المنتجات التي لم تكتمل صناعتها، او الوظائف سيئة الأداء، او “الثقافة” الضارة. نحن في حاجة إلى مواجهة الحقيقة الصارخة المتمثلة في أن المشكلات التي غالبا ما توصف بأنها مشكلات “الإنتاج” أو “الجودة” أو حتى مشكلات “القهر والتسلط” قد تكون في الواقع مشكلات تعليمية.

علامة التعليم الحقيقي هي القدرة على تكوين افراد متعلمين ومثقفين، وإنتاج منتجات عالية الجودة بكميات كبيرة. الأمية المُقنّعة تمنع الإنتاج الجيد مهما كان مجال العمل، وهي نتيجة لفقدان التعليم الحقيقي الذي يمكن ان يؤدي الى حظر تدفق الأفكار في أي مجال تعليمي، بطريقة تؤدي بدورها إلى قمع المزيد من الفهم والى تكوين افراد يمكن وصفهم بأنهم اميون مقنعون.

لربما يصعب تصور وجود أساليب فاعلة لمكافحة هذه الظاهرة، في ظل الانتشار السريع لوسائل الاتصال والحسابات الشخصية وصفحات التواصل التي حولت المثقف والمتعلم الى ممارسين لهواياتهم عبر الرسائل الفيسبوكية والتغريد، وانغمارهم في حوارات وهمية وقضايا عامة. فضلاً عن انتشار الفساد الإداري والمالي الذي يؤدي الى استغلال الموظف لموقعه وصلاحياته للحصول على مكاسب ومنافع غير مشروعة، من دون الحاجة الى بذل جهود إضافية للتعلم واكتساب المعرفة والخبرة.

مع ذلك، هناك أسلوب طويل المدى لايقاف انتشار الظاهرة يكمن في التعليم المستمر مدى الحياة، وهو يهدف الى الحصول على خبرات تعليمية من دون ربطها بعمر محدد او فترة زمنية معينة او مرحلة دراسية، وهو يزيد من الثقة الشخصية لدى الفرد ويشجع على تعزيز دور المشاركة الاجتماعية عنده. الى جانب بناء الشخصية المتكاملة، وتفعيل الفعل الثقافي الجاد والمستنير، وتشجيع التفكير النقدي في المدارس والجامعات والذي يساعد في تعزيز قدرة الدماغ على التحليل المنطقي، عن طريق دعم مهارات الافراد الشخصية المرتبطة بالفهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 * من حوار شامل حول التعليم نشر في مجلة “الثقافة الجديدة” العدد 419-420 آذار 2021.

**********

الصفحة الثانية عشر 

إصدار

الثورة السودانية

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في بيروت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “الثورة السودانية (2018-2019) مقاربة توثيقية – تحليلية لدوافعها ومراحلها وتحدياتها”، من تأليف أحمد إبراهيم أبو شوك.

يقدم الكتاب مقاربة توثيقية – تحليلية لثورة ديسمبر 2018 السودانية، التي أسقطت الرئيس عمر البشير، عندما أعلنت اللجنة الأمنية العليا انقلابها على النظام وانحيازها للثورة.

***************

الغالي ابراهيم الحريري سلامات

رفيقنا أبا فادي .. صديقنا العزيز وزميلنا ومعلمنا في “طريق الشعب” والاعلام الشيوعي جميعاً، رفيق النضال الطويل الثابت الامين .. نتابع بقلق وضعك الصحي وانت تعارك المرض وتعاند أحمال السنين.

بكل الحب والامل نتطلع الى استعادتك العافية، الى نهوضك مجددا واطلالتك باسما تشيع التفاؤل في كل حين.

دمت لنا .. طويلَ عمر ودافيء قلب.

زملاؤك في

“طريق الشعب”

******************

ليس مجرد كلام

المبدعون

هم الإرث الباقي ..!

عبد السادة البصري

تعرّفنا على تأريخ الأمم والشعوب من خلال كتابات مبدعيها ، وبالأخص الرقم الطينية التي تركها لنا الأولون ، حيث قرأنا الملاحم والأساطير وعرفنا عادات وتقاليد وحياة هذه الأمم ، كذلك دياناتها وأساليب المعيشة وأغاني الأفراح والأحزان ، وكل هذا جاء من خلال ما أبدعته مخيلة الكتّاب والمؤرخين والفنانين والشعراء، لهذا علينا أن ننظر بعين التقدير والاعتزاز والفخر لمبدعينا في شتى المجالات !

دارت بمخيلتي هذه الكلمات وأنا اشاهد حجم التجاهل والتهميش واشاحة الوجه من قبل المسؤولين والمعنيين بالثقافة ممن يجلسون على كراسي السيادة تجاه الشريحة المهمّة جداً والتي سيذكرها التاريخ والناس مازالت الحياة قائمة ، ودار حديث بيني وبين عدد من زملائي  الأدباء حول الاهتمام بالمبدعين وضرورة رعايتهم وتفقّد أحوالهم الصحية والمعيشية وما يعانونه الآن من إهمال وإجحاف من قبل المسؤولين كافة أولاً، وذكرهم ونعيهم وتشييعهم بما يليق بما قدّموه للناس والوطن لحظة رحيلهم ثانياً ! بين آونة وأخرى نفقد مبدعا قدّم عصارة فنّه وعمره في خدمة الناس والوطن ولا نقول إلاّ (رحل على نفقته الخاصة )!

وقبل ايام فقدنا مبدعاً كبيرا شغل مساحة واسعة من هذه الارض بفنّه وصوته وأنغامه ، ألا وهو الفنان الخالد جعفر حسن ، كما فقدنا مبدعاً آخر تغنّى بالعراق وناسه شعراً وعمل في ادارة اتحاد الادباء مدة ليست بالقصيرة، ألا وهو الشاعر الجميل مروان عادل حمزة !

القائمة طويلة بمن رحلوا على نفقتهم الخاصة يحملون ألم الإهمال المتعمد من قبل المسؤولين وعدم السؤال عنهم او حتى نعيهم بالقليل من الكلمات!

 المبدعون ثروة وطنية ، كما النفط والصناعة والتجارة والزراعة والآثار  لن تنضب أبدا!

المبدعون هم وحدهم مَن سيظلّ التاريخ يتحدّث عنهم بعد زمانٍ وزمان!

لنتذكّر قبل كلّ شيء إنّ الجواهري عاصر ملوكاً ورؤساء كثيرين وأكثر من ذلك وزراء ونوّاب ومدراء عامين وغيرهم إلاّ أنّ التاريخ لم يذكرهم ، لكن الجواهري خالد الذكر ، كذلك السيّاب والبياتي وناظم الغزالي وسليمة مراد وفؤاد سالم ، وغيرهم من المبدعين  الذين تفصلنا عنهم مئات السنين وخلال هذه المئات مرّ الآلاف من المسؤولين ، لكن الناس تتذكر المتنبي وامرئ القيس والمعرّي وزرياب ولن تتذكّر مسؤولاً واحداً، والأمثلة كثيرة !

ما علينا إلاّ أن نلتفت إليهم قليلاً ونتذكّر أنّ التاريخ لن يرحم أحداً ، لهذا يجب أن ننتبه الى نقطة مهمّة جدا وهي أنهم ــ اقصد المبدعين ــ الثروة الحقيقية التي ستبقى على مدى الدهر ، رغم عوادي الزمن ، ونقوم بالواجب الحقيقي الذي يمليه علينا ضميرنا ــ لأنه الذي لا يملك ضميراً حياً  لا فائدة منه ــ وانتماؤنا الحقيقي للوطن واعتزازنا بالإبداع والعرفان للمبدعين !

واجبنا السؤال عنهم وتفقّد أحوالهم المعيشية و لا ننسى أن الكثيرين منهم يعيشون تحت خط الفقر وتنهش أجسادهم الأمراض في ظل الفساد والخراب المتفشّي في كلّ مفاصل البلاد، وأن نقدّم لهم الدعم والعون في كلّ ما يحتاجونه من سكن يليق بإبداعهم وتحسين معيشي وفحص وعلاج وغير ذلك وأن نقوم بكلّ مايليق بهم من ذكر ساعة رحيلهم عن دنيانا!

وأخيراً أقول : المبدعون هم الإرث الباقي  لا تفرطوا بهم ابدا!

******************

“سور نينوى”

معلم أثري مهم قد يصبح أثرا بعد عين!

الموصل – طريق الشعب

يعد “سور نينوى” واحدا من المعالم الأثرية المهمة المنتشرة في مدينة الموصل، والتي تجاوز عددها الـ 1700 معلما. وبالرغم من أهميته التاريخية، فهو مهدد بالتجريف والاندثار، نظرا لما يتعرض له من إهمال وتجاوز.

ويحتضن هذا السور، العاصمة نينوى التي تقع حاليا إلى الشرق من مدينة الموصل. ويبلغ طوله 12 كيلومترا، وهو على شكل مستطيل مبني بحجر “الحلان الأسمر”، تتخلله أبراج حجرية على شكل بوابات، عددها 18 بوابة. ووفق ما ذكره أ.د. إبراهيم العلاف في مدونته، فإن هذه البوابات محصنة بشكل جيد وكانت مخصصة للدخول إلى المدينة والخروج منها، أبرزها “بوابة ماشكي”، “بوابة نركال”، “بوابة ادد”، “بوابة شمش” و”بوابة سنحاريب”.

اليوم باتت العاصمة نينوى محاصرة بالأحياء السكنية الحديثة، ما جعلها هدفا للتجاوزات بدواعي الاستثمار. وسبق أن شهد السور محاولة تجريف في طرفه الشمالي، على يد الحكومة المحلية، بحجة تعويض مواطنين عن أراض كانت تابعة لهم، استولى عليها النظام الدكتاتوري المباد حينما شق طريقا ضمن “حي نركال”.

وقوبلت محاولة التجريف باستياء مواطنين وناشطين، ما حدا بالحكومة المحلية إيقاف العملية.

ولا تزال هناك تجاوزات على الموقع. فمثلا تم التجاوز على محرم دائرة آثار نينوى، عند الجزء الشرقي من السور، حيث انتشرت كراجات مركبات نقل البضائع ومخازن الأخشاب والمواد الانشائية.

لذلك، يتطلب من المعنيين في الحكومة المحلية ودائرة الآثار، التصدي للتجاوزات، وإلا سيصبح “سور نينوى” أثرا بعد عين!

*******************

من شعارات الاول من ايار عيد العمال العالمي

  • المجد للأول من أيار .. عيد الطبقة العاملة العالمي
  • الأول من أيار رمز للنضال من اجل حقوق الكادحين
  • المجد لشهداء الطبقة العاملة العراقية
  • نطالب بقانون عادل ومنصف للتقاعد والضمان الاجتماعي للعمال
  • السلطات التنفيذية مطالبة بالتطبيق الفعلي لقانون العمل رقم ٣٧ لسنة ٢٠١٥

******************

المؤرّخ مهدي عباس:

حاولتُ توثيق كلّ شؤون السينما في العراق

بغداد – وكالات

مقابل تسابق مؤسسات سينمائية في الغرب والعالم العربي على توثيق أرشيفها السينمائي، لا تهتمّ مؤسّسات السينما في العراق بأرشفة الأفلام، وترميم التالف منها، وتعقّب ما دُمر وسُرق بعد 2003.

الباحث والمؤرّخ السينمائي مهدي عباس، ما زال - بجهدٍ فرديّ - يواصل عمله في توثيق المنجز السينمائي العراقي، مقتفيا بذلك أثر أستاذه، الباحث الراحل أحمد فياض المفرجي.

فبعد العشرات من المؤلفات التي أصدرها منذ العام 1997 في هذا المجال، أصدر عباس أخيرا، مؤلفا عنوانه “أفلامنا العراقية من 1946 إلى 2020”، باللغتين العربية والإنكليزية. وهو يتضمّن تفاصيل دقيقة حول الأفلام التي أنتجتها السينما العراقية في 75 عاماً، ما يُشكّل مرجعاً ودليلاً عراقيّين للعاملين في الفن السابع.

يقول عباس، في حديث صحفي، أن “المفرجي حاول جمع ما يخص السينما العراقية من وثائق وكتابات صحفية وأرشيف صوري، لكن تلك المواد احترقت في الفوضى العارمة التي شهدها العراق إبّان 2003”، موضحا انه “حتّى دائرة السينما والمسرح التي كانت تضمّ قسماً للوثائق الخاصة بالسينما، ليس فيها اليوم أيّ ملف بهذا الخصوص”. وعن كتابه الجديد، يقول: “حاولت أن أوثّق فيه كلّ شؤون السينما العراقية.

والمفارقة أنّ كتبي لم يُحتَفَظ بنسخ منها في مكتبة دائرة السينما والمسرح، بينما طلب بعض أساتذة كلية الفنون، مجموعة منها لإيداعها في مكتبة الكلية”. رغم إصداراته الكثيرة، إلا أن كتابه الجديد يتمتع بأهمية خاصة. فهو يعتبره حلمه، ويقول: “رغبتُ دائماً في إصدار موسوعة ملوّنة وشاملة بالمعلومات والصُوَر المتعلّقة بالأفلام العراقية، وفي أن تكون هناك ترجمة إنكليزية مع كلّ فيلم، خصوصاً أنّي أترجم عن الإنكليزية وإليها أيضاً. لكن حلمي سيكون أكبر لو ان الكتاب تضمّن ترجمةً كردية، سيما أنّ نحو 40 في المائة من الإنتاج السينمائي العراقي تم في كردستان وباللغة الكردية”. ما سعى إليه مهدي عبّاس اعترضته مصاعب كثيرة، فمهمّته تتطلّب تواصلاً يومياً مع كلّ ما يخصّ السينما العراقية، أفلاماً ومهرجانات وإصدارات وعروضاً. وهذا عمل مؤسّساتي، وليس عمل فرد واحد – بحسب ما يرى.  يشير عباس إلى أنّ لا أحد يعرف صعوبة إصدار مثل هذه الوثائق “إلّا من مارس المهمّة، واختبر حجم الصعوبات، في ظلّ عدم وجود وثائق وأرشيف يُمكن اللجوء إليه”، مبينا انه حاول في كتابه تقديم معلومات تفصيلية، بعضها خافٍ عن الجمهور، كما انه قام بذكر أسماء جميع أعضاء فرق العمل لكلّ فيلم، حتى مديري الإنتاج ومهندسي الصوت ومُصمّمي المكياج.

********************

المناضل العمالي الباسل

صبحي المشهداني

نعاه المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في 20 نيسان الجاري، وودعه نجما مضيئا في سماء وطننا العراق، ونخلة باسقة على ضفاف الرافدين .

في 21 نيسان اقامت له عائلته المفجوعة مجلس عزاء دام بضع ساعات في حسينية اهل البيت بالمنصور، واليوم ننشر على الصفحة  الخامسة سطور شكر وتقدير منها لمن واسوها برحيله المحزن.

تبقى ذكرى الفقيد الرفيق أبو علي حية في قلوب رفاقه واصدقائه ومحبيه.

******************

المحلية العمالية توزع سلات غذائية على المتعففين

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

وزعت اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، الأيام الماضية، سلات غذائية على العديد من العائلات المتعففة في مناطق متفرقة من جانب الكرخ من بغداد، بينها الكاظمية والحرية.

وحملت السلات مواد غذائية مختلفة، منها لحوم الدجاج والرز والبقوليات ومعجون الطماطم.

وجاءت مبالغ شراء السلات، تبرعا من بعض الرفاق الخيرين، وذلك بهدف التخفيف من الأعباء المالية عن العائلات الفقيرة، في ظل أزمة الغلاء المعيشي التي استفحلت أكثر خلال شهر رمضان الجاري.

وأعربت العائلات التي شملها التوزيع، عن شكرها إلى الشيوعيين على مساهمتهم في التخفيف من معاناتها المعيشية.

*******************

“شبيبة النجف”

تساعد العائلات الفقيرة

النجف – أحمد عباس

وزع فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في محافظة النجف، أخيرا، سلات غذائية “رمضانية” على العديد من العائلات الفقيرة، وذلك في سياق حملات التكافل الاجتماعي التي يواصل إطلاقها.

وناشد فرع الاتحاد، من خلال سكرتيره وأعضائه، المواطنين من ميسوري الحال، التبرع للفقراء وتقديم يد العون لهم، بما يساعدهم في مواجهة الظروف المعيشية الصعبة الراهنة.

******************

شيوعيو الديوانية يساهمون

في بطولة كروية

الديوانية - ميعاد القصير

حضرت المختصة الرياضية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، المباراة النهائية لبطولة الرياضي الراحل غانم حميد، لكرة القدم “السباعي”، التي جرت أخيرا بين فريقي “العسكري” و”الاتحاد” الشعبيين.  وجاء حضور المختصة الرياضية المباراة، تلبية لدعوى وجهها إليها “فريق شباب الجزيرة”، المشرف على تنظيم البطولة.

وفي ختام المباراة، وزعت المختصة جوائز على الفريقين، تضمنت تجهيزات رياضية. فيما قدمت، بواسطة الرفيق جابر هادي، هدية لـ “فريق شباب الجزيرة”. كذلك ساهم الرفيق يحيى المياحي، في توزيع الكؤوس على لاعبي الفريق الفائز.

يشار إلى أن الراحل غانم حميد، كان لاعبا في “منتخب الديوانية” و”فريق ألعاب الشرطة”.