الصفحة الأولى

هل يمكن اعتبار 1 تشرين الاول يوماً وطنياً؟.. مراقبون: إنصاف ضحايا الاحتجاجات مرهون بالقصاص من القتلة

بغداد ـ محمد التميمي

في ظل التطورات السياسية والاجتماعية التي شهدتها  بلادنا خلال السنوات الأخيرة، تظل موضوعة إنصاف ضحايا الاحتجاجات وتحقيق العدالة بمحاسبة القتلة والجهات التي تقف خلفهم أمرا ذا أهمية كبيرة، إذ لا يزال أصحاب الرأي والناشطون والمدافعون عن حقوق الإنسان يحملون هذه المطالب ويطالبون بأن تجد طريقها الى التنفيذ.

وبعد موجة القتل والاغتيالات والخطف والتغييب التي رافقت انتفاضة تشرين في العام 2019، وانتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة التي شهدتها، بما في ذلك استخدام القوة الغاشمة ضد المتظاهرين وسقوط العديد من الضحايا، ومع ضرورة واهمية وجود تشريع قانوني معني بشؤون ضحايا الاحتجاجات، يؤكد معنيون ان انصاف الضحايا لا يتحقق الا بالقصاص من القتلة والجهات التي كانت تحركهم، وما زالت الى اليوم تحرض ضد المنتفضين.

مقترح قانون

وأعلن النائب سجاد سالم عن تقديم مقترح قانون “الشهداء والجرحى والمغيبين والمبعدين قسراً بسبب التظاهرات” الى رئيس مجلس النواب الذي احاله الى اللجنة القانونية لبيان الرأي.

وقال سالم خلال مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان، إن “مقترح القانون الذي تم تقديمه إلى البرلمان مشفوع بتواقيع من أعضاء مجلس النواب وفقا المادة 60 ثانيا من الدستور والمادة 121 من النظام الداخلي للمجلس”.

ويهدف هذا القانون بحسب سالم إلى “معالجة الوضع العام لضحايا الاحتجاج وكذلك إصلاح النظام السياسي والاقتصادي في الدولة العراقية وإصلاح المؤسسة الأمنية بما يتناسب ومبادئ حقوق الإنسان والبروتوكولات الدولية المعنية بهذا الجانب”، موضحا أن “هذا القانون لجميع حالات الضرر في التظاهرات من تاريخ 2011/1/1، وأن الجرائم التي تم ارتكابها في ثناء هذه المظاهرات هي جرائم ضد الإنسانية”.

كما اقترح “اعتبار يوم 1 تشرين الأول من كل عام هو يوما وطنيا لحرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي، تخليدا لأرواح الشهداء”.

محاكمة رموز سياسية

يقول الباحث في الشأن السياسي، وسام المالكي: إن السلطات وجدت لحماية حياة وكرامة المواطنين، وليس من منطق ادارة الدولة قمع وضرب المتظاهرين، لكون التظاهر السلمي حقا كفله الدستور في المادة ٣٨ وغيرها، وان اي خطأ في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية يعد خرقا للدستور. وعليه يجب تعويض اهالي شهداء التظاهرات والجرحى وحتى المغيبين عن طريق تعديل قانون مؤسسة الشهداء والجرحى، فضلا عن محاسبة قتلة المتظاهرين، وان هذا الاجراء يصب في مجرى تحقيق قدر من العدالة الاجتماعية في التعامل مع الشعب.

ونبه في سياق حديثه مع “طريق الشعب”، الى ان ملف محاسبة قتلة المتظاهرين “قد تم اخفاؤه كحال ملفات كبيرة اخرى، مثل ملف سقوط المحافظات بيد عصابات داعش الارهابية وملفات الفساد الكبيرة وهناك جهات دولية واقليمية وقوى سياسية متنفذة وراء اخفاء هذا الملفات”، مؤكدا ان “الكشف عن الجهات التي قامت باستعمال القوة اثناء الاحتجاجات، سيؤدي الى اتهام قوى سياسية معروفة، بشكل صريح، وهذا بدوره سيؤدي الى محاكمة رموز سياسية، لذلك نستبعد ان يكون هناك تشخيص حقيقي لمن سفك دم المتظاهرين، في ظل مسك السلطات وصناعة القرار الحكومي من قبل قوى المحاصصة والفساد”.

وخلص الى ان ادارة الملف الامني “لا تحتاج الى طرف ثالث ولا جيوش غير رسمية، ولا بد ان تراعى مبادئ حقوق الانسان في التعامل مع اي حراك احتجاجي”، لافتا الى ان “القائد العام للقوات المسلحة هو المسؤول الاول عن امن البلد، وعليه الاخذ بنظر الاعتبار وبالتجربة ان السلاح المنفلت هو اخطر ما يهدد السلم المجتمعي، وليس هناك حل سوى حصر السلاح بيد الدولة من اجل اعلاء القانون”.

جرائم لا تسقط بالتقادم

القيادي في قوى التغيير الديمقراطية، خالد وليد، قال ان “انصاف ضحايا تشرين لا يعالجها قانون فحسب، بل نحن بحاجة الى القصاص من القتلة ومحاسبة المتسببين بالمعاناة للجرحى وضحايا الانتفاضة. نعم، وجود قانون يحمل هذه المواصفات يشكل بداية جيدة، لكن هذا لا يكفي، انما نحن بحاجة الى تكثيف الجهود بشكل اكبر لتحقيق العدالة”.

واضاف وليد لـ”طريق الشعب”، ان نقطة الشروع الحقيقية من اجل تحقيق العدالة للضحايا “تبدأ من كشف القتلة امام الرأي العام ومحاسبتهم والاقتصاص منهم وتحييد السلاح الذي يستهدف كل معارض، وضمان  حرية الرأي والمطالبة بالحقوق التي كفلها الدستور والقانون. وبات من الضروري اليوم انهاء مظاهر السلاح المنفلت واستخدام السلاح بعيداً عن مؤسسة الدولة”.

واكد، ان هناك “محاولات لتغييب هذا الملف المهم بشكل كامل، لكن في واقع الحال أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وعاجلاً أم اجلاً سيكون هناك قصاص، وسيتم الكشف عن الجناة والجهات التي تورطت بدماء العراقيين”.

وخلص بالقول الى ان هناك خللا مؤسساتيا كبيرا لدى الجهات المعنية بشؤون الشهداء والجرحى والمغيبين، وتوجد الكثير من العرقلة والتأخير والروتين الاداري. وهناك الالاف من المواطنين، الذين لم يحصلوا على حقوقهم، وليس ضحايا الاحتجاجات وانتفاضة تشرين فقط.

هروب من المسؤولية

الناشط زين العابدين البصري، قال ان “الجرائم التي ارتكبت في الاحتجاجات وقتل المحتجين واغتيال حرية التعبير عن الرأي بطريقة وحشية، هو ضرب للديمقراطية في العراق، فالمحتجون خرجوا بسبب سوء الاوضاع في البلاد وترديها، وحملوا مطالب مشروعة”.

وأضاف ان جهات مرتبطة بالحكومة واخرى تشكل أذرعا مسلحة مرتبطة بالمنظومة المتنفذة واركانها، هي من قمعت المحتجين، لكن لم تتم محاسبتهم كما يفترض.

وتابع البصري  في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “مسألة سن قانون يعنى بحرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي وحمايتهما، امر لا بد منه وهو ضروري من اجل صيانة هذا الحق. ومن الخطأ ان يترك الموضوع عائما بهذه الطريقة، لان الانتهاكات ستتكرر ولن يكون هناك رادع”.

وختم حديثه بقوله: ان المنظومة الحاكمة لا تزال يتملص من هذه المسؤولية. وفي اعتقادي ان كل ما يطرح على الرغم من اهميته الا انه غير كاف لتحقيق العدالة”.

******************************************************************************

المفوضية تجري قرعة ارقام التحالفات المتنافسة في انتخابات مجالس المحافظات

بغداد ـ طريق الشعب

أجرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات امس السبت، قرعة الأرقام للتحالفات والأحزاب والمرشحين الأفراد تحضيراً لانتخابات مجالس المحافظات.

وأعلنت المفوضية خلال فعالية القرعة، مشاركة 39 تحالفاً و29 حزباً و66 فرداً من المكونات أو المقاعد العامة.

وحصل تحالف قيم المدني على الرقم 203، والتحالف المدني الديمقراطي على الرقم 181، وتحالف الفاو زاخو على الرقم 112، وتحالف جمهور المثنى على الرقم 176.

وأوضحت، أن إقبال المواطنين على تحديث سجلاتهم الانتخابية “كان غير مسبوق”، مردفة أن “هناك ارتفاعاً بأعداد التحالفات والأحزاب والمرشحين بشكل مضاعف قياسا بالانتخابات السابقة”.

من جانبه، قال رئيس الادارة الانتخابية في مفوضية الانتخابات، عباس الفتلاوي: “أعددنا ووفرنا المستلزمات”، مؤكدا الشروع بـ “تصميم الورقة الخاصة للاقتراع وطباعتها وتوزيع وطباعة بطاقة الناخب”، عقب انتهاء عملية القرعة.

واشار الفتلاوي الى أن الحملات الانتخابية ستنطلق بعد القرعة. وقال انه يتطلع “لرفع نسبة المشاركة العالية للناخبين”.

وأعلنت مفوضية الانتخابات، جهوزيتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، وإنجاز 90 في من الجدول الزمني العملياتي.

ومن المقرر إجراء انتخابات مجالس المحافظات في 18 كانون الأول 2023. وستجرى الانتخابات في كركوك للمرة الأولى منذ عام 2005.

جمانة الغلاي، المتحدثة باسم المفوضية، قالت في وقت سابق أن المفوضية “أرسلت بيانات المرشحين الأفراد البالغة 70 مرشح فرد، منها أكثر من 20 مرشحا للمقاعد العامة والبقية لمقاعد المكونات، إلى جهات التحقق من أجل النظر في أهلية المرشح”.

الغلاي أكدت موافقة مجلس المفوضية على نموذج ورقة الاقتراع الوطنية والنماذج لـ 15 محافظة، مبينة أن ورقة الاقتراع تختلف من محافظة إلى أخرى، بحسب أعداد المرشحين من التحالفات والأحزاب والأفراد.

*********************************************************************************

راصد الطريق.. من يتحرك لحماية الأسرة ؟

كشفت وزارة الداخلية أمس الأول، عن تسجيل أكثر من 90 حالة عنف أسري يوميًا في البلاد.

وحسب هذا الرقم يصل العدد سنويا الى أكثر من 32 ألف حالة عنف أسري مبلّغ عنها، وقد لا نبالغ في القول أن أضعاف هذا العدد لا يتم الإبلاغ عنها لأسباب اجتماعية وعشائرية.

ولوحظ خلال الفترة الماضية ارتفاع حالات العنف الأسري بشكل كبير، والأنكى هو تفاخرُ من يقومون بالتعنيف من خلال تصوير اعتداءاتهم وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رغم محاولات الشرطة المجتمعية ملاحقتهم. وليس ببعيد حادث قتل الطفل موسى على يد زوجة أبيه.

ورغم هذا الكم الهائل من الاعتداءات، ما زالت القوى المتنفذة تمنع عبر نوابها في البرلمان تشريع قانون العنف الأسري، بل وتوجه جيوشها الإلكترونية ومنصاتها الإعلامية نحو مهاجمة كل من يطالب بوضع حد للعنف الأسري وبتشريع قوانين تسهم في ذلك.

لقد بات تشريع قانون العنف الأسري ضرورة ملحة للحفاظ على الأسرة ومنع هدمها، على عكس ما يروج له أبطال المحاصصة والفساد، الذين ساهموا وما زالوا وبشكل مباشر في انتشار العنف، من خلال ترسيخهم ثقافات ضارة وسلوكيات مدمرة.

**************************************************************************************

جولات ميدانية للشيوعيين تعريفاً بمشروع «تحالف قيم المدني»

بغداد – طريق الشعب

أقامت فرق ميدانية من الشيوعيين في بغداد وبابل جولات وطاولات إعلامية للتعريف بتحالف قيم المدني وقواه وأهدافه، وبمشروع التغيير الشامل الذي يطرحه الحزب الشيوعي العراقي، للخلاص من نهج المحاصصة والفساد، فيما جرت حوارات مباشرة مع المواطنين وأصحاب المحال التجارية، وزعت خلالها نسخ مع جريدة “طريق الشعب” وبعض المطبوعات.

وشاركت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ومرشحة تحالف قيم المدني، الرفيقة بشرى جعفر أبو العيس في فعاليات ميدانية نظمتها فرق من اللجان المحلية للحزب ببغداد.

********************************************************************************

الصفحة الثانية

الحكومة تكشف السقف الزمني لانجاز مشاريع فك الاختناقات المرورية

متابعة ـ طريق الشعب

أعلنت الحكومة العراقية، عزمها انجاز مشاريع فك الاختناقات في العاصمة بفترة زمنية سريعة، وذلك بعد احالة العديد من المشاريع الى الشركات المنفذة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي إن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بأن تنجز مشاريع فك الاختناقات في بغداد قريبة الأمد خلال ستة أشهر وبعضها متوسطة الأمد خلال سنة واحدة منذ بداية تنفيذها”.

وتابع العوادي أن “هناك مشاريع ستنجز بفترة أقصاها عام ونصف العام تقريبا لأن رئيس الوزراء لا يريد أن يطول أمد تنفيذ هذه المشاريع”، مبينًا انه “رغم خدمتها للمواطن لكن زيادة الفترة الزمنية في تنفيذها سيساهم في التضييق على المواطن والتسبب بزخم في الشوارع”.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الاعمار والاسكان، إدراج 16 مشروعاً كمرحلة أولى ضمن مشاريع فك الاختناقات المرورية، أحيلت منها 11 مشروعا وبدأ العمل بـ 6 مشاريع بشكل فعلي، والخمسة المتبقية هي قيد التصاميم التفصيلية،  مبينة أن الفترة القليلة المقبلة ستشهد انطلاق العمل بالمشاريع المتبقية.

**********************************************************************

اعتصام “البرج المسرطن” في بعقوبة يدخل أسبوعه الثاني البصرة.. احتجاجات شعبية تطالب بإنجاز أبنية المدارس وتوفير الدولار بالسعر الرسمي

بغداد ـ العالم

شهدت محافظة البصرة تظاهرتين احتجاجيتين على عدم اكمال مدرسة في منطقة المطيحة، وللمطالبة بتوفير منافذ اكثر لبيع دولار على المسافرين بالسعر الرسمي، فيما واصل ذوو ضحايا برج السرطان اعتصامهم في مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، للأسبوع الثاني على التوالي.

عدم اكتمال المدرسة

وتظاهر العشرات من أهالي منطقة المطيحة وسط البصرة رفقة أطفالهم “التلاميذ”، احتجاجا على عدم إكمال بناء المدرسة التي هدمت منذ عام 2019 لغرض إعادة تأهيلها.

واعرب الأهالي عن غضبهم واستيائهم من هذا التأخير غير المبرر، حيث إن مئات العوائل اضطرت إلى إرسال أطفالها إلى مدارس المناطق المجاورة أو المدارس الأهلية المنتشرة هناك.

وأشار الأهالي إلى أن هناك شبهاتِ تحوم حول هدم المدارس الحكومية، وتأخر إنجاز تأهيلها في حين تنتشر المدارس الأهلية ذات الكلف المادية الباهظة لمحدودي الدخل.

الأهالي طالبوا أيضا السلطات المختصة في الحكومة المحلية والتربية بالتدخل للإسراع في إنجاز بناء هذه المدرسة لإعادة أبنائهم إليها وإنهاء هذه المعاناة. 

منافذ بيع الدولار

من جانبهم، نظم عدد من المواطنين وقفة أمام مبنى البنك المركزي في البصرة، مطالبين بتسهيل الحصول على عملة الدولار بالسعر الرسمي من الشركات والصيرفات المجازة.

وقال عدد منهم إنهم امضوا عدة أيام يراجعون تلك الشركات دون أية نتيجة، مشيرين إلى أن أصحاب الصيرفات ابلغوهم بعدم تزويدهم بعملة الدولار من قبل فرع البنك المركزي في البصرة.

وأوضحوا أنهم يرومون السفر إلى خارج العراق، إما إلى العلاج أو أداء العمرة، لذلك فهم في أمس الحاجة للحصول إلى الدولار وفقا لقولهم.

اعتصام ذوو المصابين بالسرطان

من جانب اخر، أعلن مسؤول حكومي في محافظة ديالى، دخول اعتصام ذوي ضحايا برج السرطان أسبوعه الثاني في مدينة بعقوبة.

وقال قائممقام قضاء بعقوبة عبدالله الحيالي، ان “اعتصام المصابين بالأمراض السرطانية من جراء برج تابع لشركة للهاتف النقال في المفرق غرب بعقوبة مستمر للأسبوع الثاني على التوالي”.

وأضاف، أن “المعتصمين رفعوا 3 مطالب رئيسة، هي تفكيك كامل للبرج وإبعاده خارج المنطقة بشكل نهائي وتعويض الأسر المتضررة وإحالة المقصرين في تحويل البرج من محطة ثانوية الى رئيسة الى التحقيق ومن ثم الى المحاكمة”.

وأشار الى ان “الاعتصام يمثل 24 أسرة منكوبة بالسرطان ضمن ازقة شعبي حول البرج”، لافتا الى ان “وفداً من هيئة الاتصالات والإعلام زار المعتصمين وتعهد بالماضي في الاستجابة لمطالبهم المشروعة”.

وكانت محافظة ديالى شهدت خلال الأيام الماضية احتجاجات شعبية متكررة، مطالبة بإخراج أبراج شركات الاتصالات من داخل المناطق السكنية، بعد ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان بسبب تلك الأبراج التي يقولون إنها قريبة جداً من منازلهم. فيما اتهم مدير بلدية مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، عبد الله الحيالي، أبراج شركة الهاتف النقال في المحافظة بأنها سببت أمراضاً سرطانية ووفيات بين الأهالي في منطقة المفرق غربي بعقوبة.

**************************************************************************

بغداد ـ طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الاجتماعية في الحزب الشيوعي العراقي، امس السبت، السيدة ام سلام زوجة الرفيق الشهيد حمزة سلمان في منزلها ببغداد، للاطمئنان على صحتها.

 ونقل الوفد تحيات قيادة الحزب ورفاقه وتمنياتهم لها بالصحة والعافية والشفاء العاجل.

من جانبها، أشادت السيدة ام سلام بمواقف الحزب ومسيرته النضالية، واستعادت ذكرياتها مع الحزب، وما قدمته طيلة سنوات عمرها، وحمّلت الوفد تحياتها إلى الحزب والرفاق، متمنية له ولهم التقدم والازدهار الدائم.

وضم الوفد عضو اللجنة المركزية الرفيقة نسرين حسين والرفيق فاضل الموسوي والرفيقة خيال الجواهري.

********************************************************************************

عائلة الفقيد الدكتور ماجد محمد الصوري المحترمة

بأسى كبير تلقينا نبأ وفاة الشخصية الوطنية والديمقراطية اليسارية  الخبير المالي والاقتصادي  المعروف الدكتور ماجد محمد حسن الصوري. فقدنا برحيله، كفاءة وطنية ورفيق درب وصديقاً مخلصاً، ظل  الى اخر أيامه لصيقا بهموم شعبه ووطنه، متطلعا الى رقيهما وتقدمهما، وتحقيق رفاهية المواطنين وكرامتهم وعزتهم. في هذه الخسارة الكبيرة، نتقدم لكم، ولابنائه مكسيم ونزار وسمير،  ولرفاق الفقيد وأصدقائه، بخالص المواساة،  متمنين للجميع الصبر والسلوان، وللفقيد الكبير طيب الذكر على الدوام.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

١٥-٩-٢٠٢٣

**************************************************************************************

إضاءة.. جيد .. لكنه متأخر وغير كاف أبداً

محمد عبد الرحمن

أخيرا انتبهت مفوضية الانتخابات وهيئة النزاهة الى موضوع الانتخابات ومدى نزاهة المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات. وبالتزامن انتشر امس في مواقع التواصل الاجتماعي الآتي :

ذهب احدهم الى خطاط وطلب منه كتابة لافتة له في مناسبة الانتخابات، تحمل شعار: مكافحة الفساد واجب ديني ووطني

وافق الخطاط وطلب مبلغا قدره ٢٠ الف دينار. قَبِل صاحب الطلب لكنه قال للخطاط : موافق على العشرين بس أريد وصل بمبلغ ٣٠ الف دينار!

جيد ان تبادر المفوضية والهيئة الى متابعة أموال المرشحين وطلب الذمم المالية منهم ، ولكن يتوجب القول وبقناعة كبيرة انه سبق هذا التوجه وقوع الكثير من الموبقات  التي تشيب لها الولدان. فقد حصلت في هذه الانتخابات ، كما في كل التي سبقتها بهذه الدرجة او تلك، عمليات بيع وشراء للمرشحين على نطاق واسع . والمواطنون يتناقلون الاحاديث عن مبالغ خيالية دُفعت لهذه المرشحة او لذاك المرشح. وكان المبلغ يتضاعف عندما يكون المطلوب سحب مرشح من قائمة معينة بهدف افشالها، لاسيما اذا كان المرشح ممن يمتلكون “قوة تنافسية”. وقد لا يكون ذلك بهدف ضمان الفوز، قدر ما هو توجيه ضربات تحت الحزام للقوائم المنافسة، او في احسن الأحوال تحييدها.

كذلك صرفت وما زالت تصرف أموال طائلة حد البذخ على الحملات الانتخابية التي بدأت مبكرا، وكذلك على من يدعمون المرشحين. وكنا قلنا في عمود سابق ان الحديث لا يجري عن مبالغ بسيطة، بل عن ملايين الدنانير والدولارات والاطيان والأراضي والعقارات والأسلحة، حتى أصبحت سيارات الجكسارة لا قيمة لها في سوق المضاربات الانتخابية.

نقول مجددا: جيد ان تتذكر المفوضية والهيئة هذا الامر، لكن يتوجب القول أيضا انه لا يتعلق اطلاقا بالمرشحين لوحدهم،  فالامر وثيق الصلة براعي وصاحب هذا الكيان او ذاك، هذه القائمة او تلك. ونحن نتحدث هنا عن القوائم “ الطافرة “ والمتنفذة وليس عن تلك التي تعتمد على دعم مؤيديها وجماهيرها، وتخوض حملة انتخابية على قدر حالها واحوالها، واعتمادها أساسا على صلتها بالناس، وهي الأقرب للتعبير عن احساسيسهم  واوجاعهم وآلامهم .

وبالعودة الى الفساد ونهب ثروات البلد، لا يكفي لوقف هذه الظاهرة المستفحلة الإعلان تكرارا عن العزم على التصدي بحزم لخطر نهب المال العام، الذي يستمر ولا يتوقف. والحديث هذا لا صلة له بالتكهنات، بل بالأرقام المهولة  التي تعلنها الجهات المسؤولة عن ذلك وعن قوائم الأسماء التي تفصح عنها، ومنها ما نشرته هيئة النزاهة الجمعة الماضية

(15-٩-٢٠٢٣ )، عن صدور ٤٢ امر قبض واستقدام  بحق مسؤولين كبار من ذوي الدرجات العليا  خلال شهر آب الماضي. وقطعا ما خفي اعظم، وبيانات هيئة  النزاهة  تؤشر ذلك بوضوح .

ومرة أخرى: هذا جيد بلا شك، ولكن من هم هؤلاء “المسؤولون الكبار”؟ من عيّنهم ، ومن  جعلهم  من الكبار وسلّطهم على الناس والمال العام وممتلكات الدولة وعقاراتها واراضيها؟ فضلا عن عقارات وممتلكات المواطنين واراضيهم! 

 كلنا نعلم ان هؤلاء وأمثالهم أتت بهم منظومة المحاصصة واعمدتها، وهي من يجب  ان تُسلط عليها الأضواء الكاشفة وتُفتح ملفاتها جميعا، وهي من  يتوجب ان  يُسأل أولا كلٌ من رموزها: من اين لك هذا ؟

هذا ما تنتظره الناس، وما تريد ان تراه اليوم قبل الغد!                

*********************************************************************************

الصفحة الثالثة

للتعريف بــ «تحالف قيم المدني» ومشروع التغيير الشامل جولات ميدانية وطاولات إعلامية للشيوعيين في بغداد وبابل

بغداد – طريق الشعب

أقامت فرق ميدانية من الشيوعيين في بغداد وبابل جولات وطاولات إعلامية للتعريف بتحالف قيم المدني وقواه وأهدافه، وبمشروع التغيير الشامل الذي يطرحه الحزب الشيوعي العراقي، للخلاص من نهج المحاصصة والفساد، فيما جرت حوارات مباشرة مع المواطنين وأصحاب المحال التجارية، وزعت خلالها نسخ مع جريدة “طريق الشعب” وبعض المطبوعات.

في البنوك وشارع المتنبي وزيونة

وشاركت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ومرشحة تحالف قيم المدني، الرفيقة بشرى جعفر أبو العيس في فعاليات ميدانية نظمتها فرق من اللجان المحلية للحزب ببغداد.

وتحدثت أبو العيس مع العديد من المواطنين بشأن مواقف الحزب من الأوضاع الحالية وسعيه إلى خوض حملة كبيرة في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، حين الاعلان عن موعد الحملة من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، مبينة أن تحالف قيم المدني يضم أحزابا وقوى عديدة تسعى الى ايجاد البديل الحقيقي لنهج المحاصصة والفساد الذي تتمسك فيه قوى متنفذة مستفيدة من هذه الأوضاع.

وضمن هذه الجولات، نظّم شيوعيو اللجنة المحلية للحزب في الرصافة الثالثة جولة ميدانية في حي البنوك وتحديدا داخل سوق الميثاق، تحدثوا خلالها مع المواطنين وأصحاب المحال التجارية و(الجنابر) والشباب، وسط أجواء ايجابية لمسوا خلالها الاستعداد للمشاركة في التصويت واختيار البديل.

وفي الأثناء، شاركت أبو العيس مع فريق اللجنة المحلية للمثقفين الذي اقام طاولة اعلامية وزع خلالها نسخا من جريدة “طريق الشعب” وبعض المطبوعات، قبل أن تنظم اللجنة المحلية ذاتها جولة في منطقة زيونة (شارع الربيعي) للحوار المباشر مع المواطنين أيضا، والدعوة الى المشاركة في الانتخابات.

البياع والمحمودية والزعفرانية

وفي منطقة البياع، وأثناء الجولة التي أقامتها اللجنة المحلية للكرخ الثانية، جرى الحديث مع أصحاب المحال التجارية والمواطنين المتواجدين في سوق شارع 20 عن الانتخابات ومشروع التغيير الذي يطرحه الحزب الشيوعي العراقي على الجماهير.

ومضت اللجان المحلية للحزب في فعالياتها الميدانية وكانت بضمنها الجولة التي اقيمت في أسواق قضاء المحمودية واللقاء المباشر مع المواطنين والحوار معهم.

وأدارت الرفيقة أبو العيس، وعدد من الرفاق حوارات مثمرة وجرى التأكيد على أهمية المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات واختيار الاشخاص المناسبين على أساس مبدأ النزاهة والقدرة على التغيير الحقيقي، والخلاص من نهج المحاصصة المقيت.

ولمس الرفاق خلال جولتهم رغبة الكثير من المواطنين بالمشاركة في الانتخابات المقبلة والتصويت لمن يستحق الثقة وتصحيح مسار العملية السياسية، بعيدا عن المشهد الحالي الذي تتمسك فيه القوى المتنفذة.

وعلى صعيد متصل، أقامت اللجنة المحلية للحزب في الرصافة الأولى طاولة اعلامية في شارع المتنبي، أسفرت عن نتائج ايجابية بعد الحوار وتوزيع نسخ من “طريق الشعب”.

وفي الزعفرانية جرى افتتاح بطولة درع النخبة للفرق الشعبية، والتي اقيمت تحت رعاية الحزب الشيوعي العراقي.

وأجرت أبو العيس حديثا مع رؤساء الفرق المشاركة، خصّت به واقع وهموم الشباب وأهمية تقديم الدعم للرياضيين من خلال توفير البنى التحتية والملاعب المناطقية، والتخطيط السليم لتطوير هذا المجال الواعد بالمواهب والطاقات.

بغداد الجديدة وحي الجامعة

وتواصلت النشاطات في سوق بغداد الجديدة بعد أن نظّم رفاق اللجنة المحلية للحزب في الرصافة الثانية جولة ميدانية وحوارات مع الشباب وجماهير انتفاضة تشرين الباسلة، فيما كانت هناك جولة أخرى في أسواق حي الجامعة لم تختلف عن طبيعة ومضمون الحوارات التي أجرتها تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في العاصمة وأسواقها.

رفاق بابل أيضا

من جهة أخرى، وبمشاركة الرفيق سلوان الآغا نائب سكرتير اللجنة المحلية ببابل ومرشح تحالف قيم المدني في المحافظة، أقامت اللجنة المحلية جولة ميدانية في منطقة حي الإمام (شارع الضباط) داخل مركز مدينة الحلة، للحديث عن التغيير الشامل.

وأدار فريق من الشيوعيين حوارات مع المواطنين بشأن الوضع السياسي وأهمية احداث التغيير على صعيد انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، والتصويت الى البديل الحقيقي لكسر هيمنة قوى المحاصصة والفساد.

ووزع الآغا ورفاق المحلية على المواطنين منشورا يخص أهمية الانتخابات ومشروع التغيير الذي يطرحه الحزب الشيوعي العراقي.

وفي السياق، وخلال أصبوحة ثقافية بابلية، ضيّف منتدى بابل الثقافي (منتدى الثقافة الحرة)، الفنان التشكيلي عماد جبار (أبو أسامة).

وشهدت الاصبوحة التي ادارها الفنان سمير يوسف، اجواء رائعة وحوارا ممتعا حضره جمع مميز من الفنانين والمختصين ونخبة من المثقفين والمتابعين للنشاطات التشكيلية والابداعية.

وفي نهاية الاصبوحة، قدم الرفيق نائب سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، وعضو تحالف قيم المدني في المحافظة، سلوان آغا، باقة من الورد باسم التحالف، معبّرا عن اعتزازه بهذه الجهود الثقافية والمحتوى الابداعي الذي يقدم خلال اصبوحات المنتدى.

************************************************************************************

عين على الأحداث.. كي تطمئن القلوب

اعلنت هيئة النزاهة، عن اطلاقها حملة (من اين لك هذا) للكشف عن الكسب غير المشروع. واشارت الى أنها ستُلزم، وبالتنسيق مع مفوضية الإنتخابات، مرشحي الأحزاب بتقديم الذمة المالية، داعية المواطنين الى مساعدتها في هذه الحملة وعدم التهاون مع الفاسدين. وإذ يستبشر الناس خيراً بهذا الإجراء المهم، يؤكدون على أن تحقيق اهدافه، يعتمد على الإسراع في تنفيذه، ومساءلة المرشحين عن مصادر الأموال التي يبذخونها على حملاتهم الدعائية، وأن تكون للهيئة فرق جوالة لتطبيق هذه المساءلة، وأن تكشف علناً عن المخالفات، كي يتمكن الناخبون من التمييز بين المرشحين وتجنب انتخاب الفاسدين منهم.

أليس التعليم مجانياً؟!

وافق مجلس الوزراء على مشروع قانون التعليم الجامعي الحكومي الخاص، وأحاله إلى مجلس النواب، بعد تدقيقه من مجلس الدولة. وحدد المشروع عدد المستفيدين من القانون بعُشر عدد المقبولين في الجامعات. وفي الوقت الذي جاءت فيه تبريرات الحكومة لاصدار القانون، كالحاجة لتعزيز مسار تطوير قطاع التعليم وتعزيز رصانته مبهمة. ورأى الناس في الإجراء، تناقضاً مع جوهر الدستور الذي ينّص على مجانية التعليم لجميع المواطنين، وتغييباً لمبدأ المساواة بين الطلبة، حيث يتم عبره تمكين ابناء الأغنياء من الحصول على تعليم جامعي وحرمان أقرانهم من ابناء الجياع، حتى لو كانوا الأفضل دراسياً.

ثرثرة فوق السحاب

اكدت لجنة النقل البرلمانية، أن عدم تطور قطاع الطيران طيلة السنوات الماضية، كان بسبب سوء الإدارة والفساد، اللذين اثرا بشكل كبير عليه. جاء ذلك تزامناً مع تمديد الحظر على الخطوط الجوية وشركات الطيران العراقية في الأجواء الاوربية، وللعام الثامن على التوالي بسبب عدم تطبيقها المعايير الدولية. وفيما لا يمر اسبوع دون ان تشهد الخطوط الجوية احتجاجاً من المواطنين او فضيحة ما، في التجهيزات او الطعام او الخدمات، او الإصطدام بناقلة الوقود او هروب دب من كابينة الأمتعة، فإن التغيير الدوري لقيادات الشركة، لن يجدي نفعاً الا إذا تم بعيداً عن المحاصصة، وعلى أساس النزاهة والكفاءة. 

التربية: لله يامحسنين

أعلنت وزارة التربية عن قبول 1.8 مليون تلميذ في المدارس الإبتدائية للعام الحالي، أي بزيادة 400 ألف طالب. وأشارت الى قيامها بتأهيل 2000 وباستلام 1000 مدرسة، فيما تبرعت عوائل عراقية بأكثر من 2400 قطعة أرض لبناء المدارس، التي بلغت الحاجة لها اضعاف هذه الأعداد. وفيما كشفت الوزارة عن تسرب 20 في المائة من الطلبة قبل بلوغ المرحلة الثانوية، أي بحدود ربع مليون طالب، أكد المختصون أن اسباب ذلك تكمن في تراجع المناهج الدراسية وتردي البنى التحتية والأقسام الداخلية وندرة الأنشطة اللاصفية وكبت الحريات الطلابية، اضافة الى وجود 10 ملايين جائع في البلاد.

*******************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

الإسماك والعطش العراقي

كتبت ناتاشا هال وحسام صبحي على موقع (مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية) مقالاً حول الفساد السياسي، كتحدٍ وجودي للعراق، تطرقا فيه الى مشكلة الجفاف، التي أدت من بين ما أدت اليه، الى تدهور أوضاع بحيرتي الحبانية والرزازة، اللتين كانتا من المنتجعات السياحية الساحرة. وأضافا بأن انخفاض تدفق المياه من نهر الفرات والتبخر وتوسيع المساحات الزراعية وما تبعه من استخدام غير عقلاني للمياه، يقف وراء تدهور أوضاع البحيرتين، حسب رصد للأقمار الصناعية وما يعكسه مؤشر NDWI

(Normalized Difference Water Index) العالمي.

القانون والمتنفذون

وأوضح المقال بأن التأثير الضار للسدود التي اقيمت على نهر الفرات في تركيا وقللت من الإطلاقات المائية التي تصل الى العراق، قد تضاعف بسبب سوء إدارة المياه، حيث كشف ديوان الرقابة المالية الاتحادي، العام 2018، عن إنشاء ما يقرب من 2000 بحيرة غير مرخصة في العراق بين عامي 2014 و2017 لأغراض الري وتربية الأسماك، فيما يعتقد وزير الموارد المائية بأن العدد قد وصل إلى 5000 الآن. وفي الوقت الذي تخصص فيه وزارته 330 مليون متر مكعب من المياه كحد اقصى للإستخدام في مزارع الأسماك، يتم في الحقيقة، استهلاك 2 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، وهو ما يعادل ضعف إجمالي ميزانية المياه السنوية في الأردن. ولم تفلح الحملة في منع معظم المخالفين عن مواصلة هذا الهدر، بسبب النفوذ الكبير الذي يتمتعون به، والذي اتسع ليشمل حتى التغطية على الاستخدام غير العقلاني للمياه الجوفية.

الفساد والسلطة

وأشار المقال إلى أن ترشيد استهلاك موارد المياه العذبة المتضائلة في العراق باتت قضية ملحة، خاصة وأن التلكؤ في ذلك سيفاقم الأزمة، في بلد يشهد وجود أحد أسرع معدلات النمو السكاني في المنطقة، ما يُلزم المسؤولين بإعطاء الأولوية لمستقبل البلاد ومصالح مواطنيها على مصالح أي كان، من داخل الوطن أو من خارجه. ونصح كاتبا المقال بتحفيز استخدام المياه الثقيلة في تربية الأسماك المستدامة والزراعة المتجددة، والتخلي عن المشاريع ذات المكاسب قصيرة الأجل، لصالح مشاريع استراتيجية مفيدة للبلاد على المدى الطويل، مذكّرين بأن نصيب الفرد العراقي من المياه المتجددة بات أقل من 1000 متر مكعب سنويا.

واشنطن وإصلاح القطاع المصرفي العراقي

وحول زيارة مساعدة وزير المالية الأمريكي لبغداد كتب سنان محمود مقالاً في صحيفة ناشينول الأمريكية، أشار فيه الى أن الجانبين قد بحثا خططا تسمح بتمويل تجارة العراق الخارجية بعملات اخرى غير الدولار، كاليورو واليوان الصيني والدرهم الإماراتي، وذلك لتخفيف الطلب على العملة الأمريكية في السوق المحلية.

ضغوط وعقوبات

ونقل الكاتب عن السفيرة الأمريكية قولها بأن التقدم في مجال مكافحة غسيل الأموال على المستوى الدولي والإصلاح المصرفي سيساعدان في مكافحة الفساد ودعم الاستثمار الدولي في العراق. ونبّه المقال الى أن واشنطن مازالت، ومنذ العام الماضي، تواصل ضغطها على العراق لوقف تدفق الدولار من خلال مزاد العملة الأجنبية الذي يديره البنك المركزي العراقي إلى الدول الخاضعة للعقوبات الأمريكية. وتضمنت هذه الضغوط ادراج عدد من البنوك العراقية على القائمة السوداء، للإشتباه في قيامها بغسل الأموال وتنفيذ معاملات مشبوهة.

عملات بديلة

ونقل الكاتب تصريحاً لرئيس الحكومة كشف فيه عن قرب تغطية التجارة الكبيرة بين العراق وايران، باليورو أو اليوان أو الدرهم أو الدينار العراقي أو الريال الإيراني، استجابة لطلب طهران.

وفيما يتسع الفرق بين السعر الرسمي والسعر الموازي للدينار كل يوم، اشار المقال الى أن الأمريكان قد اعلنوا عن وجود عدد متزايد مما اسموه بالمعاملات المشبوهة في الحقل المصرفي العراقي، والقيام بتحويل كميات كبيرة من الأموال الى خارج البلاد بطريقة غير مشروعة. كما نقل عن محافظ البنك المركزي العراقي، وصفه مساعي إيقاف ذلك، بالمهمة المعقدة. وأعرب الكاتب عن وجود أمل بأن تخفف الإجراءات المنتظرة من حجم المشكلة، بعد أن فشلت إجراءات الحكومة في معالجتها.

***********************************************************************************

الصفحة الرابعة

أستاذ العلوم السياسية د. عامر حسن فياض في بيتنا الثقافي: مسار الديمقراطية معبّد بالعراقيل ويحتاج الى بُناة حقيقيين لايخافون الاستقالة

بغداد ـ طريق الشعب

أقام منتدى “بيتنا الثقافي”، صباح السبت 16 أيلول 2023، جلسة بعنوان: “آليات الانتقال الديمقراطي من دولة الكيانات السياسية الى الدولة المدنية” حاضر فيها عميد كلية العلوم السياسية – جامعة النهرين، الدكتور عامر حسن فياض، مقدما ايجازات سريعة وشاملة للعديد من القضايا المرتبطة بالديمقراطية، بدءا من الانتباهات التي تثيرها وصولا الى ما آلت اليه الممارسة خلال العقدين الأخيرين.

وقال فياض في مستهل الندوة التي ادارتها الناشطة النسوية سهيلة الأعسم، انه جمع 7 انتباهات عن “الديمقراطية”، مبينا ان “سماع كلمة الديمقراطية قد يثير الكثير من الانتباهات، وقد تصل الى 20 انتباهة”، منوها الى انتباهاته السبع.

مسار معبد بالعراقيل

واضاف فياض، “علينا ان ننتبه الى ان الحديث عن الديمقراطية في العراق لا يمكن ان يؤكدها بشكل مطلق او يلغيها بشكل مطلق، ونسمع دائما من يذهب بعيدا في تأكيدها ومن يذهب ايضا بإلغائها”، مبينا ان “الديمقراطية ليست قرارا او نزوة ورغبة عابرة وانما هي مسار فيه تعقيدات كثيرة وهو مسار معبد بالعراقيل”.

واضاف، ان “الديمقراطية عملية تكوينية بنائية لا يمكن ان تكون صيغة جاهزة تنتقل بنا من مكان الى اخر، وعملية تأسيسية تحتاج الى مستلزمات ولها ابعاد وفيها تراكمية”، مبينا ان “اخطر المخاطر على الديمقراطية هو ان تمارس من قبل غير الديمقراطيين، وليس على مستوى العراق انما على مستوى الكثير من المجتمعات، وطالما انها تفهم على اساس الكثرة فما بالكم ان تكون الكثرة متخلفة؟ المخرج سيكون متخلفا بالتأكيد”، مكملا حديثه “اخطر المخاطر ان يتأتى عليها من ممارستها من قبل غير الديمقراطيين فهي قابلة للاستخدام غير البريء، ولهذا نربط الديمقراطية بكونها مسارا معقدا”.

لا مكان للشعبوية

واشار الى ان “العالم يعيش ما نسميه (الشعبوية) وحسب التجربة التاريخية فان الشعبويات تنتهي الى واحد من مآلين لا ثالث لهما، اما الى الاستبداد أو الفوضى، ولا مستقبل ثالثا للشعبويات”، لافتا الى ان “الديمقراطية لا يمكن عزلها عن 3 اطروحات، سيما في التكوين والاستمرار، وهي: العدالة الاجتماعية والبعد الدولتي والاستقلال”.

وذكر في هذا الصدد، ان “لا حديث عن ديمقراطية في ظل غياب العدالة الاجتماعية، فضلا كذلك عن البعد الدولتي، اذ لا ديمقراطية دون وجود اطار دولتي مؤسساتي دستوري، اضافة الى انه من غير الممكن ضمان الديمقراطية بغياب الاستقلال”.

ونبه الى انه “لا بد ان ننطلق من فهمنا للقوانين الجدلية التي تتحكم ببناء المجتمع المدني من المستلزمات التي تتوزع الى بعد سياسي واقتصادي واجتماعي وضرورة التوقف عند عناصر المجتمع المدني التي تتمثل بالفرد ومواصفاته الخاصة وجماعة خاصة وسلطة سياسية بمواصفات خاصة”.

اطار الدولة المدنية

وأكمل، ان “اي تفكير في بناء اطار دولتي مدني حديث لا بد ان يأخذ في الاعتبار 3 قوانين؛ الأول (الداخل والخارج) قانون تنازع ما بين الارادية الداخلية والخارجية، اذ انه خلال الدولة العراقية العشرينية نلاحظ ان هناك تنازعا ظل مرافقا لعملية بناء الدولة منذ التأسيس والى يومنا الحاضر، احيانا تكون الغلبة للخارجية على الداخلية والعكس، واحيانا تتوازن في عملية البناء”، لافتا الى ان “من يفكر في عملية البناء لا بد ان يأخذ بنظر الاعتبار هذا القانون وهو ليس للحديث المجرد، سيما انه الان اكثر حضورا بسبب العولمة والتداخل والتواصل، وان كل الاحداث البسيطة الداخلية تتحول الى عالمية”.

ولفت الى ان “القانون الثاني هو (التجزئة والتوحيد) اي ان عملية بنائية لدولة حديثة يمكن ان تكون مخرجا لنتائج التجزئة والتوحيد، ففي الدولة العشرينية نلاحظ انه قفزت مشكلات تؤكد عملية التجزئة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عند تأسيس الدولة برزت مشكلة اقتطاع الموصل من العراق واستمر الجدل، واستمر هذا القانون في الدولة العراقية من خلال ما يقتطع لصالح السعودية والاردن وغيرهما، وأتت مؤخرا موضوع الفيدرالية، والتي تعد تقسيما بغياب الديمقراطية، وان الدعوة للفدرلة من غير الديمقراطيين عملية انفصال وتجزئة”.

هوية سياسية مشتركة

وتابع فياض حديثه عن القوانين، مبينا ان “ثالث القوانين هو (الهوية السياسية) والبحث عن هوية سياسية مشتركة، حيث ان معظم المجتمعات متنوعة، وهذا التنوع يفرز هويات قومية ودينية ومذهبية وجغرافية، وتأتي المشكلة في عملة البناء”، مؤكدا ان “الدولة الحديثة تحتاج الى هوية سياسية والباني عليه ان يفكر بهوية مقبولة لا تلغي الهويات الفرعية وفي نفس الوقت لا تختار واحدة من هذه الهويات لتكون سيدة على باقي الهويات”.

ونوه فياض الى مستلزمات عملية بناء الدولة المدنية، “السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية” مشيرا الى ان “حين تريد الانتقال من كيان الى دولة مدنية تحتاج الى عقد اجتماعي، لا بد من اعتماد مبدأ التعددية السياسية والفصل بين السلطات واستقلالية السلطة القضائية واحترام حقوق الانسان”، مبينا ان “التطبيق العملي يحتاج الى مسار طويل فيه عذابات وتراجعات وتقدم، ويعتمد على الظروف الموضوعية التي تشكل مثل هذه الدولة”.

الاستقرار والتوازن

وبين انه “نحتاج الى اقتصاد يحمل صفتين، الاستقرار والتوازن، وضرورة ان تؤمّن النشاطات الاقتصادية احتياجات المواطن وحفظ كرامته. اقتصاد لا نريد نسبة الانتاج اكثر من الاستهلاك، فيما اقتصادنا الحالي يقوم على الخصوبة الاستهلاكية والعقم الانتاجي وهذا ليس اقتصادا متوازنا”.

وعلى الصعد الاجتماعي، أكد فياض ان “عملية البناء في العراق تحتاج الى الطبقة الوسطى وهي قبة الميزان القادرة على خلق عملية التوازن، وهي فئات ميسورة لا تحتاج الى احد، ولا احد يحتاجها ومن الممكن ان تكون وسيطا بين الاغنياء والفقراء، وهي عادة ما تدفع بأبنائها الى التعلم والتعليم وتتمتع بصفة الاستنارة”.

وفي ما يتعلق بالمستلزم الثقافي، اكد فياض ان “البناء في الثقافة لا يمكن ان تكون مستعجلة، وهو يقوم على غلبة 3 نزعات بالتأثير والسلوك، حيث لا بد أن تكون غلبة للعقلانية على اللا عقلانية، في كل مجتمع من حيث التأثير والسلوك، فضلا عن غلبة النزعة الفردية على النزعة الجماعية في التفكير والسلوك، وليس القصد النزعة البدوية الانانية بل اولوية اختيار الشخص ليس من مذهب وعشيرة ودين، وانما لما يمتلكه من خصائص ذاتية تمكنه من المساهمة في بناء الدولة الحديثة، واخيرا تكون غلبة النزعة العلمانية على النزعة اللا علمانية، بعد ان توصل العقل البشري الى ضرورة الاستفادة من العلمنة ولا يمكن ان تطرح انت ديني ولا ديني، انما تمايز وظيفي بين المؤسسات، وحين نصل الى التمييز بين وظائف المؤسسات تتغلغل هذه النزعة”.

عملية البناء

واوضح استاذ العلوم السياسية، انه “حين تتوفر المستلزمات نحتاج الى بناة، ولا بد ان يتمتعوا بمواصفات خاصة، يكون مكملا لا مصفرا فهي عملية بناء، والقطع والتصفير لن يساعدا في عملية البناء، وان يكون تفاعليا وليس افتعاليا وان يتمتع بثقافة الاستقالة لا الاستطالة، ويعرف كيف يقدم الاكثر اهمية على المهم، ويميز ما بين الاستحقاق الوطني والاستحقاق الجهوي”.

واوضح، انه “حين يتوفر هؤلاء سيواجهون مشكلات، والذي يريد ان يصبح ديمقراطيا عليه ان يعرف انه سيتعامل مع خصوم، فضلا عن ان سد العوز التشريعي في مجال استكمال القوانين الدستورية تشكل عقبة في مسار البناء الديمقراطي”، مبينا انه “لدينا عجز خدمي كبير وتراجع كبير في العديد من المجالات وعزوف عن الاولويات وعشق للماي وكراهية للمستقبل”.

ولفت الى ان “كل الامم تحترم تاريخها وتستحضر العبر والدروس، ولكن من يستحضر التاريخ عليه ان يغادره، لا ان يعيش فيه ويعتاش عليه وهذه العملية تؤدي الى كره المستقبل”، موضحا انه “لدينا عوق مؤسساتي وهناك مؤسسات مهمة بلا قانون وهناك قوانين بلا مؤسسات”.

هذا ودار بعد انتهاء حديث الدكتور فياض نقاش وحوار وطرحت تساؤلات اجاب عليها السيد المحاضر بشكل تفصيلي، مؤكدا ان الديمقراطية عملية تراكمية.

****************************************************************************

حالات الانتحار في تصاعد.. ومراقبون يطرحون أفكارا لمواجهتها

بغداد – تبارك عبد المجيد

تعد البطالة وقلة فرص العمل وانتشار المخدرات، أبرز الأسباب التي تدفع الشباب للتفكير بعدم وجود جدوى من حياتهم؛ إذ تعاني محافظات الوسط والجنوب من ارتفاع معدلات الفقر وتردي الخدمات، حيث يعيش نصف السكان تقريبا تحت خط الفقر، بحسب احصائيات رسمية.

المرتبة الخامسة عربياً

وتؤكد وزارة الداخلية في تصريحات سابقة، أن اغلب حالات الانتحار بين الشباب تعود لأسباب متعلقة بالجانب الاقتصادي للأسر وارتفاع نسب البطالة بين الفئات الشابة، إضافة الى جوانب اجتماعية متعددة منها ارتفاع حالات العنف الاسري وانتشار المخدرات، فضلاً عن الابتزاز الالكتروني.

وفي عام 2019 صنف الانتحار رابع سبب لوفاة الأعمار من 15 إلى 29 عاما على مستوى العالم. لكن ذلك قد يحدث أيضا في أي مرحلة أخرى من مراحل العمر.

وبحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية فإن العراق يأتي في المرتبة الخامسة بعدد حالات الانتحار، بعد كل من مصر، السودان، اليمن والجزائر.

اما الاحصائيات المحلية فتؤشر تسجيل 772 حالة بمعدل حالتي انتحار يومياً خلال عام 2021، و700 محاولة في العام اللاحق، في حين شهد عام 2020 تسجيل 663 حالة. وفي 2019 سجلت 605 حالات، و530 حالة عام 2018، ما يعني ان الاعداد في تزايد.

دوافع الانتحار

وتنتشر أفكار الانتحار في العراق بشكل أكثر بين الفئات الشابة.

وتتحدث الناشطة مرح احمد (25 عاماً) عن أبرز دوافع الشباب للانتحار، قائلةً إن «تزايد هذه الظاهرة يعود إلى تفشي المخدرات والبطالة. كما باتت تطفو على ملامحهم حالة من اليأس والخذلان في ظل غياب الاستراتيجيات الداعمة لهم».

وتقول أحمد لـ»طريق الشعب»، إن «العنف الاسري احد الأسباب الرئيسية لزيادة حالات الانتحار، لما يسببه من مشاكل نفسية وجسدية، إضافة الى خلق تفكك اسري وضياع لأفراد العائلة».

وتضيف أحمد، أن على الحكومة معالجة الأسباب التي أدت إلى تفشي ظاهرة الانتحار، معبرةً إياها من المشاكل « الدخيلة على المجتمع العراقي»، من خلال القضاء على المخدرات ومعالجة البطالة والإسراع بتشريع قانون العنف الأسري. وتؤكد أن «معالجة الأسباب تنعكس إيجاباً على أحوال الشباب، ما سيزيد حبهم للحياة من خلال خلق مبرر يدفعهم للتمسك بها».

وتقترح مرح انشاء مراكز إعادة التأهيل للمرضى النفسيين، لمعالجة من يعاني نزعة انتحارية أو من قام بمحاولة الانتحار، داعية الى «الاهتمام بالشباب والتركيز على إقامة منتديات شبابية ورياضية تستقطب الشباب، لضمان عدم ضياع أوقات فراغهم بأماكن مشبوهة او قد ينخرطوا مع عصابات إجرامية او يفكروا بإنهاء حياتهم».

باتت «مقلقة»

وتشير الباحثة الاجتماعية بلقيس الزاملي، الى أن «حالات الانتحار تزداد في المناطق التي تكثر فيها النزاعات والكوارث والعنف وسوء المعاملة، اذ نجد ان معدلات الانتحار ترتفع بين الفئات الأكثر ضعفا»، في اشارة الى النساء.

وتؤكد الزاملي لـ «طريق الشعب»، أنّ «حالات الانتحار المعلنة تثير القلق، وأصبح الوضع يتطلب معالجة حقيقية وفاعلة، ومراجعة الأسباب والعوامل الرئيسة، التي تدفع بالإنسان للانتحار، خصوصاً لدى الفئات الشابة».  وتشدد على أهمية ايجاد إرادة وطنية وتخطيط صحيح لمعالجة ازمة البطالة وتمكين الشباب اقتصاديا، والبحث عن حلول مجدية لمعالجة هذه الازمة، مشيرة الى ان هناك ضرورة ايضا في «إعادة النظر في النظام التعليمي بالعراق، ومتطلبات سوق العمل، والحد من تدفق المنتجات المستوردة التي أدت إلى إقفال كثير من المصانع الوطنية، والحد من العمالة الأجنبية، وتفعيل برامج التدريب والتأهيل للعاطلين من العمل».

إجراءات ضعيفة

ولا تختلف الأسباب التي طرحها عضو مفوضية حقوق الانسان السابق، د. علي البياتي، عما ذهب اليه المتحدثون في اعلاه، من ارتباط الانتحار بعوامل اقتصادية واجتماعية ونفسية.

ويؤكد البياتي في حديثه مع «طريق الشعب»، أن «المؤسسات الحكومية لم تحاول معالجة مشكلة الانتحار بين الفئات الشابة»، متمنيا على الحكومة ان تجد خططا حقيقية وواضحة، تعالج الازمة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

ويضيف أن هناك غيابا أيضا للمعالجات المتعلقة بالأمور النفسية، وتحديدا الأشخاص الذين مروا بتجارب انتحار فاشلة؛ اذ البنية التحتية للمؤسسات المعنية بهذا الجانب هشّة من ناحية الكوادر والمستلزمات المتطلبة، مشيرا الى ان ذلك يزيد الأمر سوءاً.

ويستدرك قائلاً: إنه «بالرغم من وجود محاولات حكومية محلية ودولية لمناهضة حالات الانتحار، الا انه لا يوجد تطبيق فعلي على ارض الواقع، وما يتطبق نتائجه ضعيفة».

***********************************************************************************

الصفحة الخامسة

تحت طائلتي التجريف والجفاف مزارع البصرة وبساتينها في اتجاه الاندثار

متابعة – طريق الشعب

لا يختلف حال الواقع الزراعي في البصرة عما هو عليه في بقية محافظات البلاد، وربما أسوأ من ذلك بكثير، لما شهدته وتشهده المحافظة من عمليات تجريف للبساتين والمزارع وتوسعة سكانية، فضلا عن العوامل الطبيعية المتمثلة في الجفاف والتصحر وارتفاع نسب الملوحة في مياه الأنهر.

وتعيش البصرة اليوم أزمة زراعية حادة ضربت جميع مناطقها، بعد أن كانت هذه المحافظة ضمن قائمة المحافظات الزراعية، وكانت تغذي جميع أنحاء البلاد بعدد من المحاصيل المهمة، أبرزها التمور والقمح. ووفقا لاختصاصيين زراعيين، فإن معدل الزراعة في المحافظة انخفض بنسة 80 في المائة عما كان عليه قبل سنوات.

التصحّر يهدد حياة السكان

عضو الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية في العراق، توفيق علي مزيد، يقول في حديث صحفي ان “التصحر الذي تشهده محافظة البصرة يعد الأسوأ في تاريخها، ويشكل تهديدا مباشرا لحياة السكان، ويتسبب في انتشار الفقر وتدهور الأحوال الاقتصادية”، مشيرا إلى أن “الجفاف والتصحر تسببا في هجرة أعداد كبيرة من المزارعين إلى المدن، بحثا عن مصادر معيشة أخرى”.

ويوضح أن “المحافظة كانت تضم سابقا أكثر من 30 مليون نخلة، وبحدود 10 آلاف مزرعة طماطم، ومساحات شاسعة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية كالحنطة والشعير، إضافة الى الخضراوات والحناء والعنب”.

ويبيّن مزيد أن “البصرة تعاني شح العائد الزراعي نتيجة تدني مستوى الإنتاج وتدهور الواقع الزراعي وزيادة مساحات التصحر والجفاف وارتفاع نسبة الملوحة في مياه شط العرب”، لافتا إلى ان “شركات النفط استولت على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في البصرة، كما جرى ضم مساحات أخرى إلى التصميم الأساسي للمدينة، ما أدى إلى انتفاء صفة الزراعة من تلك المساحات، وبالتالي تجريفها وإنشاء مجمعات سكنية عليها”.

ويتابع بأسف قائلا أن “البصرة، وبعد أن كانت تغطي حاجة سكانها من المحاصيل الزراعية، وتصدر الفائض الى الخارج، أصبحت الآن تستورد الخضراوات والحبوب والتمور من دول الجوار.”

انخفاض الخطة الزراعية الصيفية

من جانبها، تكشف مديرية زراعة البصرة عن خطتها السنوية للموسم الصيفي الحالي، والتي انخفضت بمعدل 11 ألف دونم زراعي قياساً بالعام الماضي 2022، مبينة أن جهودها متواصلة لتوفير احتياجات المزارعين وفق إمكانياتها المتوفرة.

ويقول مدير الزراعة هادي حسين، ان مديريته أتمّت الخطة الصيفية للموسم الحالي بمساحة أكثر من 39 ألف دونم، فضلاً عن مصادقة وزارة الزراعة على زراعة 28 ألف دونم للمناطق الصحراوية التي تروى بالآبار خلال الخطة، إضافة إلى تزويد عدد من الفلاحين بوسائل ري حديثة وأسمدة.

ويلفت في حديث صحفي إلى خروج المناطق الإروائية من الخطة الصيفية لهذا الموسم بسبب شح المياه، ما تسبب في خسارة أكثر من 11 ألف دونم، مؤكدا أن مديريته تعمل على استثمار وسائل الري الحديثة للنهوض بالواقع الزراعي.

ويطالب حسين بـ “ضرورة وضع الحلول المناسبة لأزمة شح المياه، وتفعيل الجهود الدبلوماسية مع الدول المتشاطئة مع العراق من أجل تطبيق القرارات والاتفاقيات الدولية التي تنص على سيادة العراق وحصوله على الحصص الكافية من المياه”.

غياب الدعم

عضو لجنة الزراعة في البرلمان هيثم الزركاني، يقول في حديث صحفي أن “جهود البرلمان متواصلة لدعم القطاع الزراعي الذي يواجه الكثير من التحديات، وأبرزها شح المياه”. فيما ينوّه إلى أن “الدعم الحكومي للفلاحين والمزارعين غائب تماما. إذ لم تقدم الحكومة الدعم اللازم من أسمدة وبذور ووقود وأغطية بلاستيكية”، منتقداً خطط وزارتي الزراعة والموارد المائية في مواجهة الأزمة الزراعية الكبيرة التي تعانيها البصرة.

ويشير الزركاني إلى أن “مستويات التصحر والجفاف التي تشهدها المحافظة تنذر بمخاطر بيئية كبيرة، سوف تنعكس سلباً على الواقع الاجتماعي والاقتصادي والصحي للسكان”، مطالباً الحكومة والوزارات المعنية بـ “ضرورة إيجاد حلول واقعية لتجاوز مخاطر الأزمة”.

سوء السياسة الزراعية

لم تؤثر العوامل الطبيعية وارتفاع درجات الحرارة بشكل مباشر على الزراعة في البصرة، لأن أغلب المحاصيل التي تتم زراعتها في المحافظة تتحمل هذه الظروف الطبيعية، لكن الأزمة تتعلق بسوء السياسة الزراعية وتراجع دور الدبلوماسية العراقية في توفير الحصص الكاملة للعراق من المياه – حسب الباحث الاقتصادي علي العامري، الذي يبيّن في حديث صحفي أن “مناطق شرق وشمال البصرة كانت تضم أكثر من 12 ألف مزرعة لمختلف المحاصيل الزراعية، إضافة إلى أعداد كبيرة من بساتين النخيل. فيما تضم مناطق جنوب وغرب البصرة أكثر من 7 آلاف مزرعة لمحصول الطماطم، فضلاً عن أكثر من 5 آلاف مزرعة أخرى متخصصة في زراعة المحاصيل الصيفية”.

ويضيف قائلا أن “مجموع المزارع الحالية في البصرة لا يتجاوز 3 آلاف مزرعة فقط، فيما خرجت بحدود 9 آلاف مزرعة عن الخدمة، بسبب الاتساع الكبير في رقعة الجفاف والتصحر”، موضحا أن “المحافظة تعتمد حاليا على استيراد المحاصيل الزراعية من إيران، بالرغم من إمكانية استثمار الأراضي الموجودة واستصلاح مساحات واسعة من أراضي غرب وجنوب البصرة، التي تحتوي على كميات كبيرة من المياه الجوفية”.

 ********************************************************

اگول.. مستشفى أم مكب نفايات؟

عبد السادة البصري

حين باشرت الشركة المقاولة بناءه، استبشر ابناء قضاء أبي الخصيب خيراً، وقالوا: سيكون لنا مستشفى حديث بكلّ ما فيه. وظلّوا يمنّون أنفسهم بأحلام وردية في درء الأمراض عنهم والتخلّص منها بما سيقوم به هذه المستشفى حديث الانشاء، والذي أطلقوا عليه “المستشفى الصيني”. الاّ انهم، وبعد مرور أكثر من خمس عشرة سنة على بدء العمل في المشروع أصيبوا بخيبة أمل جرّاء اهماله، وترك البناية هيكلاً فقط لتتحوّل الى مكبٍّ للنفايات ومأوى للحيوانات السائبة، وملاذاً للمنحرفين!

لسان حال أبناء أبي الخصيب يصرخ اليوم: أليس هناك حلّ لهذه المعضلة وإنهاء معاناتهم وهم ينظرون إلى هيكل معماري آيل الى الخراب، وأحلامهم تتبدد مع ذرّات الرمل المنهارة منه؟!

البناية الجديدة لمستشفى أبي الخصيب أو ما يسمى بـ “المستشفى الصيني”، بحاجة الى وقفة والتفاتة حقيقية من قبل المسؤولين، مع ضمير حيّ ينبض بحب الوطن والناس.

 *******************************************************************

انسداد مجاري «الغدير» يحتفل بعامه الأول!

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي حي الغدير شرقي بغداد، من انسداد في مجاري الصرف الصحي ضمن المحلة 704، مضى عليه أكثر من عام، مشيرين إلى انهم كثيرا ما ناشدوا الجهات المعنية معالجة هذه المشكلة، ولم يتلقوا أي استجابة.

يقول المواطن علي صالح، من أهالي الحي، أن “مشكلة انسداد المجاري وطفحها في الشوارع، من المشكلات العامة في مناطق شرقي بغداد”، مبينا في حديث صحفي أنه “مر عام كامل على الانسداد الموجود في المحلة 704. وقد ناشدنا المعنيين تصليح الخلل، وقدمنا شكاوى، لكن دون جدوى”.

ويوضح أن “الشارع تحفّر والروائح الكريهة تملأ المكان بالرغم من كونه موقعا تجاريا وفيه الكثير من العيادات الطبية والأسواق”.

ويقع هذا الشارع مقابل “جامع السامرائي”، وهي منطقة معروفة بحركتها التجارية.

وفي حديث لشبكة “964” الاخبارية، يذكر مصدر من أمانة العاصمة، أن الأمانة باشرت منذ مدة بتنظيف وتسليك خطوط المجاري في منطقة الغدير، استعدادا لموسم الأمطار واستجابة لشكاوى المواطنين، مؤكدا أن هذه المشكلة تجري متابعتها بشكل مباشر من المدير العام لبلدية الغدير.

ويضيف قوله أنه “يجري الآن تأهيل جميع خطوط المجاري في المحلات 702 و704 و706 قبل دخول موسم الأمطار، لمعالجة كل المشكلات”.

***************************************************************************

ديالى.. انحسار المياه الجوفية في 18 منطقة

 متابعة – طريق الشعب

سجل الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى، الخميس الماضي، انحسارا للمياه الجوفية في 18 منطقة زراعية.

وقال رئيس الاتحاد رعد مغامس التميمي، أن “عام 2023 شهد اعلى معدل للاعتماد على الابار الارتوازية في المناطق الزراعية في ديالى، بسبب موجة الجفاف القاسية”، مضيفا في حديث صحفي أن “المناطق الزراعية باتت تعتمد على المياه الجوفية بعد جفاف الأنهر، وان هذه المياه بدأت تنحسر في 18 منطقة، أبرزها مندلي”.

ولفت الى انه “حتى نوعية المياه تغيرت وبدأت ملامح الملوحة تكون واضحة عليها، وهذه مؤشرات مثيرة للقلق”.

وشدد التميمي على أهمية دعم المناطق الزراعية بمحطات لتحلية المياه من اجل تقليل الآثار السلبية الناتجة عن تغير نوعية مياه الآبار.

ولا يجري الاعتماد على الآبار الارتوازية في المناطق الزراعية التي تعاني الجفاف، لأغراض الزراعة فقط، بل حتى للشرب والاستخدامات الأخرى. 

 ******************************************************************

ميسان.. حوادث الدهس تثير احتجاج أهالي «نهر سعد»

متابعة – طريق الشعب

على مدى ثلاثة أيام متتالية خلال الأسبوع الفائت، خرج أهالي قرية نهر سعد شمالي ميسان، في تظاهرات احتجاجا على حوادث الدهس الكثيرة التي تشهدها شوارع قريتهم.  ووفقا لعدد من أهالي القرية التي تقع على الطريق العام بغداد – ميسان، فإن حوادث السير والدهس داخل القرية تسببت في وقوع ضحايا كثيرين خلال الشهور الأخيرة، محملين السلطات المحلية في المحافظة مسؤولية ما يحصل.  وتُعَدّ هذه القرية من بين المناطق الأكثر تسجيلاً لحوادث المركبات في البلاد، ما استنفر أهاليها بعد أن أثار امتعاضهم عدم تطبيق السائقين قوانين المرور وعدم محاسبتهم من قبل الجهات المعنية.  وعمد المحتجون إلى قطع الطريق العام. وطالبوا بوضع إشارات مرور ونصب مطبّات في الشوارع الرئيسة داخل القرية، من أجل الحدّ من سرعة المركبات. كما طالبوا بنصب حاجز مروري لمحاسبة أصحاب المركبات المسرعة.

وخلال آب الفائت والأيام الأولى من أيلول الجاري، سُجّل في القرية أكثر من 30 قتيلاً وجريحاً إثر حوادث الدهس، بينهم نساء وأطفال، في حين لم تستجب مديرية مرور المحافظة لمناشداتهم تنظيم حركة السير في قريتهم وتحديد السرعة. ويرى السكان أنّ الحوادث صارت المسبّب الأوّل للوفيات في قريتهم.

ولا تقع القرى والأرياف والمناطق النائية ضمن خطط مديرية المرور. إذ إنّها تُعَدّ من المناطق الأقلّ ازدحاماً مقارنة بالمدن المكتظة التي تحتاج إلى اهتمام أكبر بتنظيم حركة السير. وفي هذا الإطار، قال الرائد في مديرية مرور ميسان علي الساعدي، إنّ “المديرية تلقّت شكاوى ودعوات من الأهالي لنشر دوريات مرور في الشارع الرئيس داخل القرية والشوارع الأخرى”، مضيفا في حديث صحفي أن “خطط المديرية لا تشمل القرى، بل فقط المدن وبعض البلدات المهمّة”. وأشار إلى “عدم توفّر إمكانيات ولا عناصر كافية من رجال المرور لتغطية كلّ المناطق النائية”، موضحا أن “المديرية ستسعى إلى وضع خطة للحدّ من الحوادث في تلك القرية التي باتت مقلقة”. ودعا الساعدي أهالي القرية إلى منع أبنائهم القصّر من قيادة المركبات.

 *********************************************************************

الدورة تتنفس بعد فتح «شارع المعلمين»

متابعة – طريق الشعب

أبدى أهالي منطقة الدورة جنوبي بغداد، ارتياحهم إثر قيام أمانة بغداد ودائرة البلدية بفتح شارع حي المعلمين، والعمل على توسعته وتأهيله، بعد أن كان مغلقا منذ 2006 جراء الاضطرابات الأمنية.

ويربط هذا الشارع، وهو خدمي، مناطق جنوبي الدورة بحي المعلمين والشارع الخدمي لحي الشرطة وشارع أبو طيارة. وبحسب أمانة بغداد فإن الشارع سيربط هذه المناطق جميعها بخط سريع الدورة، عبر منفذ سيتم استحداثه.

وتنقل شبكة “964” الإخبارية عن مصدر في أمانة العاصمة قوله، أن هذه الخطوة ستختصر على أهالي المنطقة الوقت في الذهاب والعودة من وإلى مناطق جنوبي الدورة، مبينا أنه “قمنا بحفر الشارع من أجل التوسيع، وبعدها سنقوم بصبه وتعبيده، وإنجاز الأرصفة وتبليطها بالمقرنص”.

من جانبه، يقول المواطن أبو عقيل، وهو من سكان المنطقة، أن “اضطراب الأوضاع الأمنية تسبّب في قطع هذا الشارع الحيوي الذي يربط بين العديد من المناطق”، مضيفا في حديث صحفي أن “هذه خطوة موفقة من أمانة بغداد. فالشارع سيخدم سكان المنطقة كثيراً و يخفف الزخم المروري الذي يحصل دوماً عند مداخل المنطقة من جهة الخط السريع”.

 ***********************************************************************

الصفحة السادسة

السودان .. قُدُما على طريق التقسيم؟

الخرطوم - قرشي عوض

اعلن الجنرالان المتنازعان على حكم السودان عزمهما، كل بطريقته، على تشكيل حكومة في المناطق التي يزعم انه يسيطر عليها .

ففي الوقت الذي تقدمت فيه مجموعة محسوبة على الجيش السوداني، بما اطلقت عليه “ميثاق اسمرا”، اعلنت جهات محسوبة على قيادة الدعم السريع عن رغبتها في تشكيل حكومة مقرها الخرطوم.

المجموعة التي اجتمعت في اسمرا وخرجت باقتراح تشكيل حكومة تنهي الحرب وتكمل فترة الانتقال، ظلت مساندة لقيادة الجيش منذ انقلابها في ٢٥ تشرين ٢٠٢١. وقد طلبت في مقترحها ألا تخضع الحكومة الجديدة للمحاصصات الحزبية، وان تشمل الحركات الموقعة على ما يسمى “اتفاق جوبا” سنة ٢٠٢٠ دون الاشارة لقوات الدعم السريع.

وحتى الآن لم تعلن اية جهة فراغ البلاد من السلطة، ولكنها سلطة عاجزة وتدير عملها المنحصر في دعم الحرب فقط من مدينة بورتسودان الساحلية. والحكومة المزمع تكوينها لن تكون افضل حالا منها، كما لن يتجاوز سلطانها سواحل البحر الاحمر.

فالقوى المقترحة لتشكيل الحكومة لا تمثل تهديدا فعليا لسلطة الجيش، ووجودها خارج الحكومة كوجودها داخلها لا يقدم ولا يوخر، كما هو حال قوات الدعم التي تقطع طريق الصادرات وتمنع التواصل بين مدن السودان وتهدد عمق البلاد وما يعرف بمثلث الثروات فيها. 

ومن الغريب ان يتم ذكر القوى الموقعة على اتفاق جوبا دون الاشارة الى الجهة التي وقعت الاتفاق من الجانب الحكومي  مع تلك الحركات،  وهو قائد قوات الدعم السريع حينما كان نائبا لرئيس مجلس السيادة . فالخطوة تاتي في اطار تحركات الجيش  لخلق واقع سياسي يفضي الى منبر آخر يمكن دمجه مستقبلا ضمن منبر جدة، وبما يضمن للجيش حضورا سياسيا في المشهد المستقبلي، وهذا ما يرفضه الوسطاء والجهات الداعمة لهم .

ويجيء رد فعل الدعم السريع بتكوين حكومة مقرها الخرطوم كخطوة قد تجد مساندة اقليمية ودولية علي سبيل الضغط على الجيش، ورسالة مبطنة له بانه لن يستطيع ان يعود بالاوضاع السياسية الى ما كانت عليه قبل اعلان الحرب، لانه لم يعد الجهة الوحيدة التي تحتكر القوة وتستطيع من خلال هذه الوضعية اعادة رسم الخارطة السياسية في كل منعطف تاريخي تحدث فيه ثورة شعبية، يستغل الضباط الثغرات التي تظهر فيها ويوظفوها لاعادة سيطرتهم على السلطة من جديد.  

الدعم السريع والجهات التي تقف خلفه محليا واقليميا وعالميا  تقول للجيش انه لم يعد عمليا المتحكم في كامل الوضع كما كان، وان تلك القوى لن تستلم اية رسائل يبعث بها مثل اقتراح تشكيل حكومة، تقدمه حركات وقوى سياسية محسوبة عليه وبعضها ترعرعت في كنفه . لذلك لم يُحدث اقتراح حلفاء الجيش ردة الفعل السياسية التي كان يتوقعها أصحابه، كما انه لن يضع اسمرا في مواجهة جدة. وهي على كل حال مواجهة ما كانت ستكون في صالح العاصمة الافريقية  التي تحتاج المعونات وعلاقات حسن الجوار اكثر من حاجتها لان تلعب دورا سياسيا، وهي فيها مشاكل وتعقيدات لن تجد طريقها للحل بغير تعاون دولي واقليمي، تعاون لا يمكن ان تستبعد منه امريكا والسعودية ويكتب له النجاح .

وبصرف النظر عن مدى جدية خطوات اعلان حكومتين  في السودان، فان مجرد الحديث عنها اثار مخاوف العديد من الجهات السياسية.  وقد حذرت قوى الحرية والتغيير - المجلس المركزي من خطورتها  على مستقبل السودان ووحدته، واحتمال ان تؤدي الى تحوّل الحرب الحالية الي حرب أهلية، قد تتسع رقعتها اكثر لتشمل اقاليم اخرى ظلت حتى اللحظة في مأمن منها، مما جعلها قبلة للنازحين والهاربين من جحيم الاقتتال في الخرطوم.

وما يزيد هذه المخاوف استهداف قوات الدعم السريع قرى جنوبي الخرطوم، وعدم تحرك الجيش لمواجهتها او منع تقدمها نحو قلب الجزيرة الذي انسحب اليه معظم النشاط التجاري واستقرت فيه الشركات ومخازن السلع والأدوية. وقد تزامن اعلان هذه الخطوات التصعيدية من قبل القوتين المتصارعتين مع بروز انتقادات ظل يتعرض لها الجيش من قبل جهات مناصرة له، لانه في نظرها اكتفى بحراسة معسكراته ولم يهب لنجدة المواطنين  الذين تعرضوا لانتهاكات جسيمة من قبل قوات الدعم السريع .

وتتهم تلك الجهات وجلها من التيار الاسلامي او المتعاطفين معه الجيش بانه لا يريد حسم المعركة عسكريا مع ان ذلك في مقدوره. ويرى هذا التيار ان قيادة الجيش عينها على التسوية وانهاء الحرب عبر التفاوض، وهو اتجاه ترفضه هذه المجموعات ويبدو ان رفضها هذا يجد صدى له داخل الجيش ووسط الضباط من الرتب الصغيرة والمتوسطة. لكن الراجح ان قيادة الجيش تريد المحافظة عليه، وهي تعلم ان حسم المعركة عسكريا حتى وان انتصر فيها الجيش، الا انه سيخرج منها مضعضعا وبطريقة لن تمكنه من اعادة رسم الخارطة السياسية بحيث يكون هو المسيطر على المدنيين. 

 وكل ذلك يجعلنا نقول ان الجيش يفكر في السياسة كجيش حتى وان غلب لون سياسي معين على قيادته.

 ******************************************************************

إصابات بالاختناق وتفتيش عشرات المنازل خلال اقتحام الاحتلال لبلدة فلسطينية

القدس - وكالات

أُصيب عشرات الفلسطينيين، فجر أمس السبت، بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيتا جنوب نابلس شماليّ الضفة الغربية، بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين الشبان وتلك القوات، فيما فتشت قوات الاحتلال عشرات المنازل في البلدة. وتعرضت بلدة بيتا لحصار ومداهمات منذ وقوع عملية إطلاق نار نفذها مقاومون في بلدة حوارة المجاورة أُصيب فيها مستوطنان بجروح، وتمكّن المنفذون من الفرار، مساء الثلاثاء الماضي. وقال نائب رئيس بلدية بيتا، محمد حمايل، لوكالات الأنباء إنّ “قوات الاحتلال اقتحمت البلدة من الاتجاهات كافة، وشرعت بمداهمة عشرات المنازل، وخلعت أبواب بعضها، وخربت محتوياتها، وسرقت أموالاً من بعض المنازل”.

ووفقا لحمايل، فإنّ قوات الاحتلال كانت تقوم بعمليات تحقيق ميدانية مع أصحاب المنازل، حول منفذ عملية إطلاق النار في حوارة قبل أيام، مشيرا إلى أنّ الشبان حاولوا التصدي لقوات الاحتلال، فاندلعت مواجهات بينهم وبين تلك القوات، التي أمطرت المنازل والشبان بقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، ما أوقع عشرات الإصابات بالاختناق، بينهم أطفال ونساء.

 ********************************************************************

زيلينسكي يزور واشنطن وسط انقسامات بشأن الدعم العسكري

كييف - وكالات

يستعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لزيارة الكونجرس الأميركي في واشنطن، الخميس المقبل، والاجتماع في وقت لاحق مع نظيره الأميركي جو بايدن، وذلك وسط انقسامات في الولايات المتحدة بين المشرعين بشأن الدعم العسكري لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن من المقرر أن يتوجه زيلينسكي إلى الكونغرس، بينما قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إنه سيجتمع مع المشرعين الأميركيين. وتأتي زيارة زيلينسكي المرتقبة في وقت يضغط فيه الرئيس بايدن على المشرعين الأميركيين لتقديم 24 مليار دولار إضافية لأوكرانيا، ولتلبية احتياجات دولية أخرى في ظل الغزو الروسي المستمر. ويتزايد انقسام الكونغرس بشأن توفير تمويل إضافي لأوكرانيا مع دخول الحرب عامها الثاني. ويسعى بايدن للحصول على حزمة بقيمة 13.1 مليار دولار مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، و8.5 مليار دولار للدعم الإنساني. وتتضمن الحزمة أيضاً 2.3 مليار دولار للتمويل وتحفيز الجهات المانحة من خلال البنك الدولي، وفقاً لـ”أسوشيتد برس”. لكن المشرعين الجمهوريين المحافظين يضغطون من أجل تخفيضات واسعة النطاق في الإنفاق الفيدرالي كما يتطلع بعض المتحالفين مع الرئيس السابق دونالد ترمب، على وجه التحديد، إلى قطع الأموال عن أوكرانيا.

 *********************************************************************

دمار هائل في المغرب وليبيا وآلاف الضحايا والجرحى والمفقودين

متابعة – طريق الشعب

يقترب عدد قتلى زلزال المغرب من ثلاثة آلاف شخص، في حين بلغ عدد الجرحى 6125، يأتي ذلك وسط استمرار عمليات الإغاثة والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض لليوم الثامن، فيما توقعت الأمم المتحدة أن يطلب المغرب منها مساعدة لدعم الناجين من الزلزال.

وأوضحت وزارة الصحة المغربية، أن من بين المصابين 873 شخصا إصاباتهم خطيرة، ونحو 3400 إصاباتهم طفيفة، كما أفادت بأن عدد المصابين حاليا في المستشفيات بلغ 476 شخصا، منهم 81 في أقسام العناية المركزة.

وكانت وزارة الداخلية قد أفادت بارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 2946 والمصابين إلى 5674.

وتجري عمليات البحث وسط مخاوف من انهيارات صخرية، وقد تمكنت فرق البحث والإنقاذ من انتشال جثث من تحت الأنقاض في مناطق متفرقة، في ظل صعوبة الوصول إلى أماكن بالجبال الشاهقة في ضواحي مدن أمزميز وشيشاوة وتارودانت.

وفي شرقي ليبيا، تزداد المخاوف من ارتفاع عدد ضحايا السيول حيث يلقي البحر بالمزيد من الجثث إلى الشاطئ، في حين تم إحصاء أكثر من 5300 قتيل، وفقا لوكالة الأنباء الليبية.

كما قال مسؤول بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين بعد السيول والفيضانات العارمة.

وأفادت وكالة رويترز بأن فرق الطوارئ دعت إلى توفير المزيد من أكياس الجثث في ظل الأعداد الكبيرة للضحايا. وفي غضون ذلك، قال الناطق باسم المنظمة الدولية للهجرة محمد أبو نجيلة في تصريحات للجزيرة إن 30 ألفا على الأقل شردوا في مدينة درنة وأن عدد النازحين جراء السيول في مدينة البيضاء بلغ 3 آلاف، كما شُردت في بنغازي 410 عائلة.

 ***************************************************************

الأمم المتحدة: نتطلع للوصول إلى 21  مليون يمني بحاجة الى المساعدة

صنعاء ـ وكالات

قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن 60 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمة غير حكومية تسعى إلى الوصول دون عوائق إلى جميع المجتمعات في اليمن، حيث يحتاج 21.6 مليون شخص إلى المساعدة.

وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن المجموعة أصدرت النداء في بيان مشترك بشأن الوضع الإنساني في الدولة التي مزقتها الحرب وتعاني من فجوة هائلة في التمويل، مشيرا الى إن الوكالات والمنظمات غير الحكومية تحتاج إلى الوصول دون عوائق لتحديد احتياجات الناس.

وأضاف حق أن البيان حذر من أن “نقص التمويل لا يزال يثير قلق المجتمع الإنساني، مع وجود فجوة تمويلية ضخمة، تزايدت باطراد على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يزيد من تفاقم الوضع”، لافتا إلى أن “75 بالمائة من السكان اليمنيين بحاجة إلى احتياجات انسانية”.

وأوضح المتحدث أن “خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لم تحصل حتى الشهر الماضي سوى على 31.2 بالمائة من مبلغ 4.34 مليار دولار مطلوب لتمويل الخطة، الأمر الذي تسبب في تقليص حاد ومقلق في المساعدات ما أثر على الفئات الأكثر ضعفا في اليمن”.

 ******************************************************************************

بلد منقسم يبحث عن البديل تشيلي في الذكرى الخمسين لانقلاب 1973 الفاشي

رشيد غويلب

قبل أيام، مرت في تشيلي، الذكرى الخمسون للانقلاب الفاشي، الذي أطاح بحكومة الوحدة الشعبية المنتخبة ديمقراطيا، بزعامة سلفادور اليندي، في 11 أيلول عام 1973. لقد مثل الانقلاب مقدمة لانتصار الليبرالية الجديدة عالميا. وفي تشيلي، كان بداية لدكتاتورية فاشية استمرت 17 عامًا، حيث كان التعذيب و”الاختفاء” والقتل والقمع هو النظام السائد. واستذكارا لضحايا الانقلاب، استقبل رئيس تشيلي غابرييل بوريك، الاثنين الفائت، العديد من رؤساء الدول والحكومات في القصر الرئاسي “لا مونيدا”. حيث انتحر الرئيس اليساري سلفادور الليندي، بعد مقاومة صعبة هناك قبل 50 عاما، عند اقتحام قطعان الانقلابين المبنى. وجاء الاستقبال الرئاسي في إطار برنامج استذكار رسمي وشعبي، تضمن سلسلة من الفعاليات السياسية والثقافية والفنية المتنوعة.

من جانب آخر يسعى الرئيس للتوصل إلى اتفاق سياسي عام يجمع المتضادين، عبر التوقيع على وثيقة” من أجل الديمقراطية، اليوم ودائما”، التي تحتوي، ضمن أمور أخرى: الدفاع عن الديمقراطية عبر المزيد من الديمقراطية، وان القوانين تشكل أساس لدولة قانون وحقوق الانسان. وقد اثارت الوثيقة، ردود فعل متقاطعة تمثلت في رفض أحزاب اليمين توقعيها، وبالمقابل هناك حالة عدم رضا في أوساط اليسار والحركات الاجتماعية، التي تتهم بعضها الرئيس بمحاولة مساواة الجلاد بالضحية، ووضع الجميع أمام حقيقة جاهزة. وفي هذا السياق قامت مجموعة من الطلاب اليساريين، قبل أسبوع من الذكرى الخمسين، بتقييد أنفسهم بالسلاسل على باب مقر حزب الاتحاد الديمقراطي المستقل اليميني، الذي تأسس في عهد بينوشيه، عندها قامت القوات الخاصة باعتقالهم.  وأعلن النشطاء عن المزيد من المقاومة تحت شعار “لا غفران - لا نسيان”. يذكر ان النائبتين الشيوعيتين كارمن هيرتز ولورينا بيزارو، عدا المشروع “خطوة صغيرة إلى الأمام”.

وهذا ينطبق أيضاً على دور الولايات المتحدة التي خططت وساعدت في تنفيذ الانقلاب، ودعمت الدكتاتورية الفاشية التي تمخضت عنه. الجمعة الفائت، سلم النائب الشيوعي لويس كويلو ورئيسة اتحاد الشبيبة الشيوعي دانييلا سيرانو، السفارة الامريكية، رسالة إلى الرئيس جوزيف بايدن، تطالب بتعويض ضحايا الانقلاب. وأكدت وسائل إعلام محلية وأوربية، انه رغم أن “شبح بينوشيه” لا يزال يطارد تشيلي، فإن “الليندي حاضرا أيضاً”. وكان الرئيس المغدور قد قال في آخر خطاب له، قبل استشهاده بساعات، وفيما يشبه النبوءة: “لا يمكنكم إيقاف العمليات الاجتماعية سواء بواسطة الجريمة أو من خلال العنف. التاريخ ملك لنا، والشعوب هي التي تصنعه”. 

تشيلي اليوم

يجري استذكار الانقلاب والمجازر المرتبطة به، في ظروف غاية في الصعوبة بالنسبة لقوى اليسار، فالاحتجاجات الشعبية الواسعة عام 2019، والعملية الدستورية التي انتجتها، كان يمكن ان تطوي صفحة دستور 1980، الذي شرعه الفاشيون. وكذلك أدى انتخاب الرئيس الحالي في عام 2021، إلى حالة التفاؤل باقتراب سنوات التغيير. لكن رفض مشروع الدستور الديمقراطي التقدمي، الذي أعدته، جمعية تأسيسه منتخبة بأكثرية يسارية، في الاستفتاء العام في عام 2022، أدى إلى تغيير غير متوقع تمثل في صعود مفاجئ لليمين المتطرف، وتحوله إلى القوة الأكثر أهمية في البلاد.هذا الواقع جعل ذكرى الانقلاب الخمسين، مناسبة لاستقطاب سياسي واجتماعي غير مسبوق، يحاول فيه اليمين بشقيه المحافظ والمتطرف، فرض قراءته للتجربة التاريخية، بهدف تبرير اللجوء إلى الانقلاب على الديمقراطية، وتحميل اليسار مسؤولية انهيار الديمقراطية، واستمرار الدكتاتورية الفاشية 17 عاما. وان “التجاوزات”، التي حدثت لا تمثل نهجا، بل تصرفات فردية. بالإضافة إلى نشر الأكاذيب لتشويه سمعة اليسار ورموزه. وبالمقابل يبدو ان قوى اليسار، لم تتجاوز بعد آثار هزيمة الاستفتاء، ولم تنجح لحد الآن، في جعل ملفات الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان في مركز النقاش العام.

وتشيلي اليوم تعاني من سيادة أزمة سياسية اجتماعية، تتجلى في استنفاذ النموذج الليبرالي الجديد إمكانية استمراره، وفي الوقت نفسه غياب بديل يساري مقنع للأغلبية. والحكومة اليسارية، تواجهه صعوبات جدية في تنفيذ برنامجها، مصدرها الاكثرية اليمينية في البرلمان. وهنا تتكرر معادلة سياسية معروفة في أكثر من بلد في أمريكا اللاتينية: رئيس يساري واكثرية برلمانية يمينية.

ان ما يجري في تشيلي اليوم يعيد إلى الذاكرة المقولة التاريخية للمناضلة الأممية روزا لوكسمبورغ: “الاشتراكية او البربرية”.

 *********************************************************************

الصفحة السابعة

ثلاثون عاماً على أوسلو: محطات على الطريق إلى الاتفاق

د. ماهر الشريف

تبلورت فكرة إقامة “قاعدة ارتكاز”، أو “قاعدة آمنة” على جزء من الأرض الفلسطينية مع ولادة حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة، ومرّت هذه الفكرة، خلال تطوّر النضال الوطني الفلسطيني، بمحطات عديدة، شهدت انتقال هذا النضال من مشروع التحرير إلى مشروع الاستقلال إلى مشروع الحكم الذاتي، في ظل تطورات سياسية معيّنة على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، تركت تأثيرها على موازين القوى بين هذه الحركة وبين إسرائيل الصهيونية وداعميها الدوليين.

من مشروع التحرير إلى مشروع الاستقلال

ولدت حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة، التي طمحت إلى تحرير فلسطين وإعادة اللاجئين الفلسطينيين إليها، في سياق دولي تميّز بتصاعد نضالات حركات التحرر الوطني المناهضة للاستعمار فيما كان يُعرف بالعالم الثالث وباحتدام الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية، من جهة، والاتحاد السوفياتي، من جهة ثانية. وباستلهامها النموذج الجزائري، تصوّرت هذه الحركة أن المستوطنين اليهود سيعودون، بعد تحرير فلسطين، إلى “أوطانهم” التي قدموا منها. وكانت حركة “فتح” قد طرحت، منذ مطلع ستينيات القرن العشرين، فكرة فرض السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية وقطاع غزة، بحيث يقوم على هذا الجزء من الأرض الفلسطينية “كيان ثوري” يشكّل “قاعدة ارتكاز”، أو “قاعدة آمنة”، لانطلاق العمل الفدائي الذي يتطوّر، مع الوقت إلى حرب عصابات ثم إلى حرب تحرير شعبية طويلة المدى، يشكّل الفلسطينيون طليعتها والجماهير العربية عمادها، وتنتهي بتحرير فلسطين وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إليها.

عندما بيّن عدوان إسرائيل، في حزيران/يونيو 1967، الخلل الكبير في ميزان القوى بينها وبين الدول العربية المحيطة بفلسطين، والذي كان من نتائجه إقرار مصر والأردن بوجود إسرائيل كأمر واقع، من خلال موافقتهما على قرار مجلس الأمن رقم 242، وتبنيهما شعار “إزالة آثار العدوان”، بمعنى الاكتفاء بتحرير الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل خلال ذلك العدوان، تخلت حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة، التي هيمنت على منظمة التحرير الفلسطينية وراحت تسعى لنيل الاعتراف العربي والدولي بها، عن النموذج الجزائري وطرحت هدف “الدولة الفلسطينية الديمقراطية”، بحيث يتعايش العرب الفلسطينيون، بعد التحرير، مع اليهود الإسرائيليين، بعد تخليهم عن الصهيونية، في دولة ديمقراطية واحدة.

ومع الوقت، وبعد إخفاق محاولات إقامة “قاعدة ارتكاز” في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967، تشكّل منطلقاً لخوض الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال في هذه الأراضي، ومن ثم انهيار “قاعدة ارتكاز” الكفاح المسلح التي مثّلتها القواعد الفدائية على الضفة الشرقية لنهر الأردن وانتقال هذه القواعد إلى لبنان، تمّ التوجّه نحو تبني نهج المرحلية في النضال، وهو النهج الذي تكرّس في ضوء النتائج التي ترتبت على الحرب العربية-الإسرائيلية في تشرين الأول/أكتوبر 1973، والتي طرحت تقرير مستقبل المناطق الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في سنة 1967، ولا سيما الضفة الغربية لنهر الأردن، على بساط البحث، وجعلت حركة المقاومة الفلسطينية، التي تعمق تحالفها مع الاتحاد السوفياتي ونالت من خلال منظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف العربي بكونها ممثل الشعب الفلسطيني، تنتقل من مشروع التحرير إلى مشروع الاستقلال، وتقبل مبدأ تقسيم فلسطين بين العرب الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين، والمزاوجة بين الكفاح المسلح والنضال السياسي والدبلوماسي.

وهكذا، وعلى إثر انطلاق جهد دولي، في مناخات انفراج في العلاقات الأميركية-السوفياتية، للتوصّل إلى حل سياسي للصراع، تبنت حركة المقاومة الفلسطينية، في الدورة الثانية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة، في حزيران/يونيو 1974، هدف إقامة “سلطة الشعب الوطنية المستقلة” على أي جزء من هذه المناطق يتم تحريره، وأكدت، بعد سجالات حامية، أن هذه السلطة، التي ستناضل منظمة التحرير بجميع الوسائل، وعلى “رأسها الكفاح المسلح”، من أجل قيامها، ستكون “مقاتلة”، بما يضمن أن تكون أي خطوة تحريرية “حلقة لمتابعة تحقيق استراتيجية منظمة التحرير في إقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية”. بيد أنه، وبعد مضي أقل من ثلاث سنوات، غاب عن قرارات الدورة الثالثة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني، في آذار/مارس 1977، هدف “الدولة الفلسطينية الديمقراطية”، واستعيض عن “السلطة الوطنية” بـ “الدولة الفلسطينية المستقلة”، لكن من دون تحديد حدود هذه الدولة، وذلك كله في مرحلة شهدت انتقال حركة المقاومة الفلسطينية من الهجوم إلى الدفاع في ظل تفجر الحرب الأهلية في البلد الذي جعلته حركة المقاومة الفلسطينية “قاعدة ارتكاز” جديدة لها، وتوجّه الدولة العربية الكبرى نحو حل منفرد مع إسرائيل.

تحديد حدود الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة

مع إبرام مصر وإسرائيل اتفاقيتَي كامب ديفيد، في أيلول/سبتمبر 1978، وتراجع مشروع التوصّل إلى حل شامل للصراع عن طريق المفاوضات، برزت لأول مرة فكرة الحكم الذاتي لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة خلال مرحلة انتقالية تمتد على مدى خمس سنوات، تجري بعدها مفاوضات لتحديد الوضع النهائي للضفة الغربية وغزة.

وبينما كانت المناخات الدولية تتحوّل من الانفراج إلى المواجهة، ويشتد الحصار الإسرائيلي المفروض على حركة المقاومة الفلسطينية في لبنان، صارت هذه الحركة تتحوّل، بفعل الموارد المالية الكبيرة التي امتلكتها ولا سيما من الدول الخليجية، من حركة مقاتلين يقومون، عبر تسلل مجموعاتهم الصغيرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعمليات فدائية، إلى حركة تمتلك “جيشاً نظامياً”، يتوزع أفراده على وحدات تخضع لنظام الرتب، ويخوض، في الأساس، حرب مواقع بالاعتماد على أسلحته الثقيلة، وخصوصاً المدفعية والصواريخ، وتتحوّل، على الصعيد الاجتماعي، إلى جهاز “حكومي” بيروقراطي، وإلى جهاز للرعاية الاجتماعية والطبية، يضم الآلاف من العاملين على قاعدة نظام “التفرغ” ويتمتع القائمون عليه بامتيازات مادية عديدة.

نجح العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان في صيف سنة 1982 في إخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وفي تصفية “قاعدة الارتكاز” التي أقامتها في هذا البلد ومكّنتها من حرية التحرك العسكري ومن المناورة السياسية وحتى من التفكير، ربما، بأن تقايض “الدولة داخل الدولة” التي أقامتها فيه بدولة فلسطينية مستقلة فوق الأرض الفلسطينية. وبينما تسببت هزيمتها العسكرية في لبنان في تركيزها، أكثر بكثير من السابق، على النضال السياسي، وفي اعتبار أن مركز ثقل نضالها قد انتقل من “الخارج” إلى “الداخل”، أعاد الرئيس الأميركي رونالد ريغان، في المشروع السياسي الذي طرحه في مطلع أيلول/سبتمبر 1982، إحياء فكرة قيام “حكم ذاتي من جانب الفلسطينيين للضفة الغربية وقطاع غزة يكون مرتبطاً بالأردن”، وبما “يوفّر أفضل فرصة لسلام دائم وعادل وثابت”.

بيد أن فشل خطة التحرك السياسي المشترك مع الحكومة الأردنية، واندلاع الانتفاضة الفلسطينية في كانون الأول/ديسمبر 1987، وتخلي الأردن عن مسؤولياته السياسية والإدارية إزاء الضفة الغربية، وعودة مناخات انفراج دولي، في ظل “البيروسترويكا” و “التفكير السياسي الجديد”، دفع الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني، في تشرين الثاني/نوفمبر 1988، إلى تحديد حدود الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة في حدود الرابع من حزيران 1967، والإقرار بوجود إسرائيل كأمر واقع من خلال اعتراف منظمة التحرير بقراري مجلس الأمن رقم 242 و 338، على أن تشارك منظمة التحرير بصورة مستقلة في الجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي للصراع.

الرهان على أن يفضي الحكم الذاتي إلى الاستقلال

لم تحقق الانتفاضة الفلسطينية الآمال التي عُلقت عليها، فوجدت منظمة التحرير، التي واجهت منافسة شديدة من حركات المقاومة الإسلامية، في فكرة الربط بين “أزمة الخليج” و “أزمة الشرق الأوسط” التي تبناها النظام العراقي بعد احتلاله الكويت “مخرجاً” من المأزق السياسي الذي جابهته، لكن خيارها هذا أدى، بعد هزيمة النظام العراقي، إلى تعميق مأزقها، بدلاً من إخراجها منه، وجعلها تواجه حالة حصار سياسي ومالي لا سابق لها، فاقمها الجهاز العسكري والمدني المتضخم الذي بنته عندما كانت في لبنان وباتت تنوء تحت ثقله.

ولدى قيام إدارة الرئيس جورج بوش الأب بطرح فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام، عقب خروج العراق من جبهة المواجهة مع إسرائيل وانهيار جدار برلين وتفكك “المنظومة الاشتراكية”، بدأ مسلسل التنازلات الذي أقدمت عليه قيادة منظمة التحرير، وذلك عندما وافقت تلك القيادة على التخلي عن التمثيل المستقل لمنظمة التحرير في “مؤتمر مدريد”، الذي افتتح أعماله في أواخر تشرين الأول/أكتوبر 1991، والمشاركة فيه من خلال ممثلين عن سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، باستثناء القدس الشرقية، ضمن وفد أردني فلسطيني مشترك، وعلى أن يعقد ذلك المؤتمر على أساس قرارَي مجلس الأمن رقم 242 و 338 فقط، من دون أي إشارة إلى قرارات الشرعية الدولية الأخرى وخصوصاً القرار 181 والقرار 194، كما وافقت لأول مرة في وثيقة رسمية فلسطينية، وتحديداً في البيان الذي أصدرته الدورة العشرون للمجلس الوطني الفلسطيني في أيلول/سبتمبر 1991، على فكرة الاتفاق على “ترتيبات انتقالية” على طريق ضمان حق الشعب الفلسطيني في السيادة على الأرض والموارد والشؤون السياسية والاقتصادية.

وقد أصبح شغل قيادة منظمة التحرير الشاغل، بعد أن خرجت ضعيفة من “أزمة الخليج” وتخلت في مدريد عن تمثيلها المستقل، وفقدت حليفها الدولي الرئيسي متمثّلاً في الاتحاد السوفياتي، هو كيف تضمن وجودها ودورها السياسيين، وتحول دون أن يتكرس دور ممثلي سكان الضفة الغربية وقطاع غزة في المفاوضات مع إسرائيل التي انطلقت في واشنطن بعد اختتام مؤتمر مدريد، علماً بأن هؤلاء الممثلين كانوا من الوطنيين المتجاوبين مع توجهات قيادة منظمة التحرير والمقرين بكونها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. وقد استغلت قيادة منظمة التحرير تعثر وفد هؤلاء الممثلين في مفاوضات واشنطن، جراء التعنت الإسرائيلي وتواطؤ إدارة الرئيس بيل كلينتون مع هذا التعنت، كي تفتح قناة سرية للتفاوض مع إسرائيل في أوسلو، راحت ترى فيها الخيار الوحيد بعد أن تغيّرت صفة مفاوضي الوفد الإسرائيلي من أكاديميين إلى مسؤولين حكوميين.

وفي أوسلو، حيث ساد التفاؤل بإمكانية حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي المزمن، بعد أن أعيد توحيد ألمانيا، وأُطلق سراح نيلسون مانديلا وتمت تصفية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وقعت قيادة منظمة التحرير في سوء تقدير، من جهة، وراهنت على رهان لم تتوفر شروط تحققه، من جهة أخرى.

فقد تمثّل سوء التقدير في كونها لم تدرك خلفية قبول حكومة يتسحاق رابين الاعتراف بها والتفاوض معها؛ فهي، التي وصفتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على مدى العقود الفائتة بـأنها منظمة “إرهابية” ورفضت التفاوض معها، قدّرت أن موافقة حكومة رابين-بيريز على الاعتراف بها كممثل للشعب الفلسطيني وقبولها التفاوض معها ينطويان على موافقه هذه الحكومة على حقوق وطنية فلسطينية، بما في ذلك الحق في الاستقلال، ولم تعِ أن حكومة رابين، التي لم تعد تتحمل تبعات الإشراف على شؤون سكان المناطق الفلسطينية المحتلة وتكاليفه، اعترفت بمنظمة ضعيفة غير المنظمة التي حاربتها إسرائيل خلال العقود الفائتة، وأرادت أن تلقي على عاتق هذه المنظمة، من خلال حكم ذاتي للسكان من دون الأرض، مسؤوليات الإشراف على شؤون هؤلاء السكان، والمشاركة في ضمان أمن المستوطنين الإسرائيليين في هذه المناطق.

أما الرهان الذي لم تتوفر شروط تحققه، فقد تمثّل في الاعتقاد بأن إسرائيل ستنسحب، خلال سنوات المرحلة الانتقالية الخمس، من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما يمكّن السلطة الوطنية من فرض سيادتها بصورة تدريجية على الأراضي التي سينسحب منها جيش الاحتلال، وبما ينقل الحكم الذاتي، في نهاية المطاف، إلى دولة فلسطينية مستقلة. أما لماذا لم تتوفر شروط تحقق هذا الرهان، فذلك لأن السلطة الوطنية الفلسطينية لم تتمتع، بحسب الاتفاق، بأي حق في السيادة على الأرض، ولم تتمسك قيادة منظمة التحرير بالهدف الذي تمسك به وفد الممثلين الوطنيين في واشنطن، وهو بحث مصير الاستيطان الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة والبدء بخطوة تجميده، بل وافقت على تأجيل بحث قضية الاستيطان ونقلتها إلى مفاوضات قضايا الوضع النهائي، بحيث ازداد عدد المستوطنين في الضفة الغربية، كما تشير التقديرات من 120 ألف مستوطن في سنة 1993 إلى أكثر من 200 ألف مستوطن عند اندلاع الانتفاضة الثانية، فضلاً عن وجود نحو 200 ألف مستوطن في القدس الشرقية المحتلة.

ولم يقتصر الأمر على كل هذه الالتباسات في الموقف الرسمي الفلسطيني، بل أقدمت قيادة منظمة التحرير على تقديم تنازلات أخرى، بفعل ضغوطات الوسيط النرويجي الذي كان يريد إنجاح مفاوضات أوسلو بأي ثمن. وهو ما بيّنته الباحثة النرويجية هيلدا هنريكس واج التي نشرت تقريراً يوضح دور النرويج في تلك المفاوضات؛ وفيه أكدت أن النرويج لعبت دور السمسار لصالح إسرائيل، وأن بلادها لم تكن حيادية، ولم تراعِ مصالح الجانب الضعيف المتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية. فالفريق النرويجي، برئاسة وزير الخارجية يوهان يورغن هوست، لم يمارس أي ضغط على الإسرائيليين بل مارس ضغوطاً كبيرة على الجانب الفلسطيني وسعى إلى تليين مواقفه، ونجح في تغيير بعض مواقف الرئيس ياسر عرفات في تونس.

ويبدو أن هذه الضغوط ساهمت في دفع الفريق الفلسطيني المفاوض إلى التخلي عن دعوته إلى أن يكون هناك “تحكيم دولي إلزامي” في حال الاختلاف على تنفيذ بعض بنود الاتفاق، بما يسمح للمجتمع الدولي بالتدخل على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وإلى قبول المقترح الإسرائيلي الذي يقضي بأن يتم حل النزاعات بواسطة التفاوض بين الطرفين واللجوء إلى لجنة تحكيم يشكلها الطرفان. كما من المحتمل أن تكون هذه الضغوط هي التي جعلت رسالتَي “الاعتراف المتبادل” بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية تفتقدان التناسب وتظهران الخلل الكبير في ميزان القوى بين الطرفين؛ فبينما اعترف ياسر عرفات، في الرسالة التي أرسلها إلى يتسحاق رابين في 9 أيلول/سبتمبر 1993، بحق إسرائيل في الوجود بأمن وسلام، وتعهد بنبذ “الإرهاب” وووعد بإلغاء كل بنود “الميثاق الوطني الفلسطيني” التي تتناقض مع الاعتراف بوجود إسرائيل، وهو ما تحقق بعد سنوات خلال اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في مدينة غزة، لم يعترف يتسحاق رابين في رسالته إلى ياسر عرفات، في 10 من الشهر نفسه، سوى بوجود شعب فلسطيني وبمنظمة التحرير بصفتها ممثلاً له، لكن من دون أن تتضمن رسالته الاعتراف بأي حقوق وطنية لهذا الشعب على أرض وطنه.

خاتمة

لقد مضى ثلاثون عاماً على تلك “المصافحة التاريخية” التي شهدتها حديقة البيت الأبيض في واشنطن، والتي توقع منها العالم أن تكون فاتحة المصالحة والسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ وبغض النظر عن بعض المكاسب التي وفرّها “اتفاق أوسلو” للفلسطينيين، وخصوصاً عودة عشرات الآلاف منهم مع عائلاتهم إلى أرض وطنهم، فإن مضامينه، التي فرضها الخلل الكبير في موازين القوى بين طرفيه، لم تكن تزكي منطق القيادة الفلسطينية الذي راهن على أن يفتح ذلك الاتفاق أفق تجميع مقومات السيادة الفلسطينية على الأرض بصورة تدريجية وصولاً إلى الاستقلال، بل كانت تزكي مخطط القيادة الإسرائيلية الهادف إلى إعادة هيكلة نظام الاحتلال والتحرر من تكاليفه؛ تلك التكاليف التي بات من الممكن توظيفها في مشاريع توسيع المستوطنات وزيادة عددها وتسريع عمليات تهويد مدينة القدس المحتلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مراجع:

الشريف، ماهر. “المشروع الوطني الفلسطيني: تطوّره، ومأزقه ومصائره”. مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2021.

Gresh, Alain. “Pourquoi les accords d’Oslo ont-ils échoué”, Les blogs du Diplo, 22 octobre 2007.

Salingue, Julien. “Oslo, 20 ans après: il n’y a jamais eu de processus de paix”, 12 septembre 2013.

Waage, Hilde Henriksen. “Le rôle de la Norvège dans les pourparlers sur le Moyen-Orient”. Revue d’études palestiniennes, n. 97, automne 2005. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* باحث ومؤرخ - مؤسسة الدراسات الفلسطينية – بيروت

 **************************************************************************

الصفحة الثامنة

المقومات الجغرافية لزراعة محصول الطماطة في النجف

علي حسين عبود الظويهر

في بدايات نشوء الحضارة البشرية استثمر الانسان ما حوله من موارد متيسرة لتلبية ما يسد رمقه من غذاء سواء عن طريق الصيد أو التقاط البذور أو من ثمار النباتات الطبيعية أو من أوراقها الصالحة للأكل أو المستساغة، وفي تلك الحالة كانت البيئة السائدة هي المسيطرة على فعالياته والموجهة لنشاطاته اليومية بالمتيسر على الأرض، وبعد التطور البشري المتسلسل عقب حقب تاريخية منذ بدء الخليقة ولحد عصرنا الحاضر حيث أخذ العدد السكاني بازدياد مطرد رغم الحروب والأمراض الفتاكة التي حصدت الكثير من الأرواح البشرية ومع ثبات الإمكانيات الطبيعية المتيسرة أدى إلى حصول التنافس على الموارد وأهمها الغذاء.  هذه الأسباب دفعت الانسان إلى التفكير والبحث عن المصادر المختلفة للحصول على الغذاء وإدامة الحياة، حيث أخذ يفكر بالبحث عن مصادر أًخرى أبعد من مكان إقامته.

لقد اعتمد الانسان في الزراعة على الأمطار ومياه الأنهار والتي كان من أهمها الحبوب، ولكن الحياة والغذاء الذي يديم هذه الحياة لا يعتمد فقط على زراعة الحبوب ومنتجاتها، إذ أخذ يزرع محاصيل متعددة منها تدخل في الصناعة ومنها ما يستعمل للغذاء اليومي المباشر. ونتناول في هذه البحث محاصيل الخضر ومنها محصول الطماطة الذي يستعمل مباشرة كغذاء طازج أو مصنع (معجون الطماطة). ففي محافظة النجف ومن خلال تجربتها في النشاط الإنتاجي الذي بدأ بشكل واسع من عام 1978، حيث كانت قبل هذا التاريخ تزرع الطماطة المحلية في البساتين والأراضي الطينية القريبة من ضفاف نهر الفرات وقليل من العقود الزراعية لا تتجاوز 4 أو 5 في الأراضي الصحراوية وعن طريق الزراعة الإروائية، ولكن النشاط الأكبر الذي تكلل بإنتاج وفير لهذا المحصول في الأراضي الصحراوية كان في الجانب الأيسر من الطريق العام نجف – كربلاء باتجاه الأراضي الصحراوية وبالأخص في عام 1992. وبسبب التجفيف المتعمد للأهوار في جنوب العراق لأسباب سياسية وأمنية وخاصة في الناصرية تضررت الثروة الحيوانية وخاصة الصيد وتربية الجاموس، فهاجر الكثير من العوائل من مناطق الأهوار للبحث عن مصدر عيش فلجأ الكثير منهم إلى محافظة النجف الأشرف للعمل كأجراء في مزارع الطماطة في صحراء النجف المتمثلة في أراضي المقاطعة 4 جزيرة الشمالية الشرقية. وبتطور العملية الزراعية بهذا النشاط أصبحت محافظة النجف من المحافظات المهمة في انتاج هذا المحصول حيث بدأ الإنتاج الوفير بعد انتهاء محصول الطماطة في البصرة وبالأخص في صحراء الزبير. وتتميز ثمار الطماطة في صحراء النجف بأنها صالحة لاستعمالها طازجة وللطبخ وتفضل على الطماطة التي تنتج غي أراضي ربيعة في شمال غرب العراق التابعة إلى محافظة نينوى.

اعتمدت الزراعة في الأراضي الصحراوية على مياه الآبار الجوفية والتي كانت تروى عن طريق حفر أبار سطحية تتراوح أعماقها ما 25 إلى 35 مترا وبقطر من 5,2 متر - 4 متر وبشكل دائري، إذ استخدمت مضخات الري بقدرات 8 – 16و 18 حصانا. وتطور نظام الري باستخدام التنقيط لأن نظام الري عن طريق السيح في سواق يسبب هدرا بكميات المياه التي سرعان ما تنفذ إلى أعماق التربة وتكون استفادة النبات منها قليلة بسبب النفوذ والتبخر، وقد والاستعاضة بالري بالتنقيط يقلل من الضائعات المائية، وإدارة العمل لا تتطلب أيدي عاملة كثيرة فضلاً عن التقليل من نمو الأدغال في مجاري المياه، مع العلم أن السقي يتطلب حفر خنادق أو سواقي، أما طريقة الري بالتنقيط من خلال عمل مروز واطئة ويتم مد مواسير المياه البلاستيكية فوقها وتثبت بتراب المروز. ومن ميزة هذه الطريقة امكانية زراعة أكثر من محصول عليها حيث يزرع نبات خيار الماء قبل زراعة بذور نبات الطماطة وذلك لكي ينمو الخيار وتكبر أوراقه لتظلل نبات الطماطة، ولها فائدة أخرى إذ أن حشرة الذبابة البيضاء تتلف نبات الطماطة لكن هذه  الذبابة تتغذى على أوراق نبات الخيار لحين ما ينمو وينهض قليلاً نبات الطماطة، فضلاً عن أن انتاج نبات الخيار وفير مما يساعد المزارعين في الحصول على مورد مالي يساعد على الحصول على الأسمدة والمبيدات، و على البلاستك لتغطية محصول الطماطة حماية  من البرد، ومن ثم قبل انتهاء نبات الخيار يتم قلعه والإبقاء على نبات الطماطة للاستفادة من الأسمدة المضافة، وهو المحصول الأول بالإنتاج، وقبل نهاية محصول الطماطة تتم زراعة محصول البصل أو الثوم والذي يكون أخر العملية الزراعية، فبعد جني هذين المحصولين الثوم والبصل في شهر تموز يتم تحضير الأرض للموسم القادم وهكذا تستمر العملية، بعد ذلك صارت الآبار السطحية لا تفي بالغرض من ناحية انتاجيتها من المياه الجوفية ولأسباب عدة منها تزايد عدد الآبار التي تحفر في المنطقة وهذا مخالف للقواعد الجيولوجية إذ لابد أن تبعد الآبار الجوفية عن بعضها البعض من جميع الجوانب وبحدود 500 متر حتى لا تؤثر على إنتاجية الآبار المجاور للعقود الأخرى، وإن التوزيع المعتمد بأن يحفر بئرين لكل 50 دونما وأن المساحات الموزعة تتراوح ما بيـن  25 إلى 50 دونما ، وتصميم المساحة يكون طوليا، والمفروض ان يكون تقسيم المساحات بتقارب مسافات الأضلاع حتى يكون حفر البئر في الوسط حتى يسيطر على عموم المساحة، وعملية الزراعة هنا تستخدم أشبه بالدورة الزراعية إذ عند انتهاء الزراعة في مساحة معية التي تكون بحدود 10 دونمات أي زراعية ( 200 مشعاب تقريباً ) والمشعاب هنا بلغة المزارعين عبارة عن أبوب بلاستك يجهز بنوزلات للتنقيط تكون المسافة بينهما من  25 – 30 سم  ويكون طوله حوالي 25 مترا واحياُنا 35 مترا ومن ثم تبور هذه المساحة إلى السنة الثالثة وبعدها يتم حرق المساحة لقتل الأدغال واليرقات وما فيها من حشرات وديدان ضارة، ويتم التحول إلى مساحة أخرى بنفس الطريقة.  لقد أثبتت التجربة بأن مياه الآبار في جزيرة النجف صالحة لمحصول الطماطة الذي يتحمل ملوحة نسبية التي يمكن أن تتواجد في هذه المياه، مع العلم بان هذه الآبار التي تأخذ المياه من الحوض الثاني أي تحت السطحية للمياه الجوفية تتغذى من الأمطار القادمة عبر الوديان في الصحراء الغربية والجنوبية الغربية.

إن هذا النشاط المتميز استقطب ما يقارب ثلاثة آلاف عائلة في جزيرة النجف تزاول هذا النشاط سواء كانوا أياد عاملة أو أصحاب العقود الزراعية، وأصبحت النجف في حينها أكبر بورصة في العراق لإنتاج وتسويق محصول الطماطة وأن سوق جملة المخضرات الذي كان عند ساحة ثورة العشرين صار مركز تسويق ضخم، حتى أن التسويق غطى المحافظات العراقية وخاصة في شمال العراق ومنها إقليم كردستان حاليا، وقد بلغ إيجار باب خروج سيارات التجار الذين يشترون هذه المحاصيل 115 مليون دينار سنويا وآلاف الأيادي العاملة تشتغل في هذا النشاط. ومن المزارعين النشطين في هذا الإطار هم مزارعو البصرة والناصرية الذين استقروا في محافظة النجف لحد الآن. وللطريفة إن المعروف لدي المزارعين من أهل الناصرية انهم زراع دجن أو (الحبوب) ويعيبون زراعة محاصيل الخضر الورقية والثمرية، ويعتبرون من يزاول هذا النشاط هو من الدرجة الثانية في المجتمع، وليس من المرغوب المصاهرة معهم على حد تعبير أحد المزارعين، ولكن العمل والفائدة التي جنى منها المزارعون غيرت من هذه المفاهيم التي كانت سائدة بين أوساطهم نتيجة لما يحصلون عليه من موارد مالية حسنت من أوضاعهم المعيشية.

ولابد أن نذكر ما للدور الإيجابي للقرارات السياسية آنذاك في هذ الخصوص (بغض النظر عن الاختلافات السياسية) إذ كان يمنع الاستيراد لأي منتوج زراعي عندما يتوفر انتاجه في العراق إضافة للدعم الحكومي خاصة بالأسمدة والأغطية البلاستيكية حيث اعتماد العمل بنظام الأنفاق إلى ما ورد من مزايا وعوائد مالية للمزارعين وتوفير المنتوج للاستهلاك المحلي، حتى أن بعضا منهم اصبح يتاجر بمحصوله إلى أسواق الجملة في سوق الجملة في حي جميلة في بغداد والمحافظات الشمالية خاصة أربيل لأن المناخ البارد لا يساعد على زراعة هذا المحصول في هذه المحافظات.

إن هذا النشاط الزراعي لعب دورا مهما في تحسين خصائص التربة فحولها من أراض رملية خالية من المواد العضوية إلى أراض صالحة للزراعة، حيث زرعت فيها عدة أنواع من المحاصيل، منها الحنطة والشعير بنظام الري بالرش ومحاصيل الخضر الورقية للاستعمال البشري والبرسيم والجت للعلف الأخضر للحيوانات، كما زرعت فسائل النخيل ومنها صنف البرحي لدى بعض المزارعين من أهالي البصرة فضلا عن الزيتون والسدر أو ( النبق ) بأنواع جيدة وكذلك مصدات الرياح من أشجار اليوكالبتوس والأثل التي ساهمت جميعها بشكل أو بآخر على تحسين البيئة في المنطقة وتثبيت التربة والتقليل من العواصف الرملية.

ونذكر بعض التجارب التي قامت بها شركة الرفاه للإنتاج الزراعي والحيواني المحدودة حيث تمت زراعة محصول البنجر السكري 5 دونمات من مساحة الشركة البالغة 260 دونما فضلا عن المحاصيل الأساسية المعتمدة في الزراعة وتم الاشراف والتوجيه من قبل الفنيين في معمل البنجر السكري في الموصل من حيث عدد وأوقات الريات والتسميد والمكافحة وجني المحصول، وقد انتجت المساحة من محصول البنجر السكري 5 أطنان في الدونم الواحد، مع العلم أن طريقة الري هي ذاتها بالتنقيط. وقد كانت نسبة السكر 65 بالمائة وحصلت الشركة في حينها على جائزة تقديرية من شركة انتاج السكر في الموصل. وكذلك تمت تجربة زراعة محصول البطاطا وأيضا زرعت مساحة 5 دونمات وانتجت 5 أطنان بالدونم الواحد. ولابد بالإشارة هنا إلى أن البطاطا تزرع بعروتين العروة الربيعية والعروة الخريفية. وفي صحراء النجف فان الظروف المناخية الحارة لا تساعد على زراعة البطاطا في العروة الربيعية وقد تمت الزراعة في العروة الخريفية في أرض الشركة، ونوضح بأن كمية الإنتاج بالعروة الربيعية في الأراضي ذات المناخ المعتدل أكثر إنتاجا مما هو عليه في العروة الخريفية. كما تمت زراعة مساحة قليلة لتجربة زراعة محصول فستق الحقل وكان انتاجه غزيرا ولكن عملية جني المحصول متعبة وتتطلب أيادي عاملة.

في مجمل استعراضي لهذا النشاط الذي أخص به زراعة محصول الطماطة لماذا لا تشجع الحكومة المستثمرين في محافظة النجف الأشرف على إنشاء معمل معجون يحقق انتاجا يغطي على الأقل الحاجة المحلية سواء للمحافظة أو المحافظات المجاورة إن لم يكن إلى البلد عموما والاستغناء عن الاستيراد من الدول الأخرى؟         

إن السياسة الاقتصادية التي انتهجها النظام السابق ببيع المعامل الانتاجية والشركات العامة أثناء وبعد الحرب مع إيران وما تلاها أثر على الاقتصاد الوطني وحطم عجلة الاقتصاد وسرح الأيادي العاملة وأصبح مستوردا لهذه المنتجات من الدول المجاورة كتركيا قبل 2003 وإيران فيما بعد التغيير في 2003. هنا لابد من ذكر بعض التفاصيل في موضوع صناعة التعليب في العراق التي كانت تعتمد اعتمادا كليا على المنتوج المحلي لمحاصيل الخضر الثمرية ( الباذنجان والباميا والفاصوليا والبزاليا والحمص والباقلاء) في صناعة هذه المعلبات الجاهزة للطبخ، والمربيات ( الرقي والحمضيات والمشمش وغيرها ) والدبس وخاصة دبس AA من التمور العراقية، ومعجون الطماطة الذي كان ينتج من معامل التعليب في دهوك و بعقوبة والعزيزية وكلها تابعة إلى الشركة العامة للتعليب في كربلاء والتي كانت تضم أكثر من 3000 شخص من مهندس وفني وعامل وخبراء، وأن إنتاجها غطى حاجة العراق بأكمله وقد غزا أنتاج العراق أسواق الخليج حينها في عام 1972 وما بعده، ولم تستطع إيران ولا غيرها ان تنافس المنتج العراقي إذ كان سعر علبة معجون الطماطة فئة واحد كيلوغرام 900 فلس للمواطن العراقي وتباع إلى المواطن الخليجي بسعر بـ 500 فلس. و اذكر من خلال تجربتي كوني كنت عامل قطعة بأجر يومي ولمدة أقل من  3 أشهر في العطلة الصيفية أثناء دراستي في كلية الزراعة والغابات بجامعة الموصل وقد مارست العمل في كافة خطوط المشروع من تقشير ثمار الرقي الخاص بصناعة مربى الرقي المشهور وتعليب الخضراوات الثمرية والمربيات الأخرى وسياقة الرافعات ومن ثم العمل على ماكنات الغلق لعلب معجون الطماطة وكان المعمل يعمل بثلاث وجبات  و لا يتوقف إلا نصف ساعة بين وجلة  وأخرى لتبديل كادر العمل، وكنت أعمل في الشفت المسائي حيث مجمل النتاج الذ تم حسابه في نهاية العمل بلغ 14 طنا علب معجون طماطة إي 14 الف علبة طماطة من فئة واحد كيلوغرام، بمعنى ان انتاج المعجون في اليوم الواحد هو42 طنا معجون طماطة أي  42000 علبة معجون، و لو اعتبرنا أيام العمل  10 أشهر من السنة فقط بعد استبعاد الجمع والعطل الرسمية الوطنية والدينية وساعات الصيانة والتوقف واعتبرنا أيام العمل في السنة فقط  300 يوم  بالتمام فالإنتاج سيكون 12600000 علبة معجون أي 12600 طن من معجون الطماطة.

وحسب ما نشر عبر الانترنيت فأن العراق استورد ٨١ ألف طن معجون طماطة + كاتشب بقيمة ٣٧ مليون دولار من الصين. فالأموال التي تدفع لشراء المعجون الصيني تصرف على البطاقة التموينية ويمكن الاتفاق مع الصين بأن تبني معملا ضخما لهذا الغرض.

بالمقابل يشكو مزارعو الطماطة العراقيون من تراجع أسعار بيع الطماطة العراقية وقلة الطلب عليها وان سعر البيع لا يسد مصروفاتهم التشغيلية.

هل من الصعوبة انشاء مصانع لصناعة معجون الطماطم والكاتشاب لتغطية حاجة السوق بدلا من استيرادها بهذه الارقام من دول أخرى، وكما أشار منار العبيدي بأن حجم الاستيرادات لمعجون الطماطة من الدول: -

تركيا ٣٤ ألف طنا وإيران 25 ألف طن والسعودية 2600 طنا.

وحسب ما نشرته عراق ULTRA على الانترنيت لعام 2021 فأن: - العراق تصدر المرتبة الأولى في استيراد معجون الطماطم من جارته تركيا، في الوقت الذي حققت تركيا أرقامًا قياسية بصادرات المعجون خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، حيث وصلت إلى 90 دولة حول العالم.

وذكرت “رابطة مصدري بحر إيجه” التركية في بيان اطلع عليه “ألترا عراق”، أنه “في الربع الأول من العام الجاري، تم تصدير معجون الطماطم إلى 9 دول حول العالم، محققة عوائد مالية بلغت قيمتها 40 مليونًا و141 ألف دولار.

وبحسب الرابطة، فإن العراق “احتل المرتبة الأولى في استيراد معجون الطماطم من تركيا بقيمة 25 مليون و613 ألف دولار، ثم ألمانيا بـ 2.5 مليون دولار، واليابان بـ 1.9 مليون دولار، فيما شهدت إيطاليا أعلى زيادة في الاستيراد، حيث زادت الصادرات إلى هذا البلد من 95 ألف دولار إلى مليون و664 ألف دولار.

وتعد تركيا من بين الدول العشرة الأولى عالميًا من حيث الدخل الزراعي، حيث بلغ إجمالي الصادرات التركية العام الماضي 2020، أكثر من (169 مليار دولار، وذلك رغم جائحة “كورونا”.

وأشارت وزيرة التجارة التركية (روهصار بيكجان)، في تصريحات صحفية لها خلال شباط/فبراير الماضي، أن “تركيا تهدف إلى رفع حجم صادراتها إلى 184 مليار دولار خلال العام الجاري 2021.

أردنا أن نبين إن لدينا طاقات جبارة وموارد طبيعية لا تعد ولا تُحصى ولدينا خبرات عالية لماذا لم تستغل هذه الإمكانيات لتحسين الوضع الاقتصادي في العراق.

لا نستبعد سماع أصوات تشجع على الاستيراد من الدول الأخرى للحصول على الكومشنات أو لديها علاقات غير مباشرة بعملية الاستيراد وتتسارع للحصول على فرص استثمارية لبناء المجمعات السكانية لأن الأرض مجانا أو بأسعار رمزية وتدفع بالآجل والعمل بالسلف من المصارف العراقية وبالأموال التي يدفعها المستفيد من المواطنين والاستلام بعد  3 سنوات  إذا تم اكتمال المشروع، أما في حالة إخلال المستثمر او هروبه أو افلاسه فالكارثة يتحملها المواطن، وهناك من ينادي بالاستغناء عن زراعة الرز العنبر واستبداله بالخضر واستيراد الرز من الخارج. لا يعلم بطبيعة الأرض ولا يعرف ان هوية النجف الأشرف والمشخاب على وجه الخصوص هو زراعة رز العنبر.

أما الأصوات التي تنادي بتفعيل النشاط الاقتصادي والاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية والبشرية فإنها لا تلقى اذنا صاغية.

اسمحوا لي ان أسمي محافظة النجف بمحافظة المقابر والمقالع فالمستفيد الدفان وصاحب المقلع الذي تعاقد على مساحة قليلة استحوذ عليها باللزمة على مساحات تقدر بمئات الدونمات.

ـــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري

 ********************************************************************************

الصفحة التاسعة

تشو وكروغر تبلغان نهائي أوساكا

اوساكا ـ وكالات

ستتواجه الصينية لين تشو والأمريكية آشلين كروغر، في نهائي بطولة أوساكا للتنس.

وتغلبت تشو، المرشحة الأولى للقب، على الصينية تشينيو وانج، فيما انتصرت الأمريكية على اليابانية ماي هونتاما.

واحتاجت تشو إلى ساعتين وخمس دقائق، للفوز على مواطنتها بمجموعتين من دون رد، بواقع 7-5 و7-6.

وبالنسبة لكروغر، فقد فازت على هونتاما بمجموعتين من دون رد، بواقع 6-3 و6-3.

واحتاجت كروغر إلى ساعة و39 دقيقة، لتحقيق هذا الانتصار.

*************************************************************************************

الكشف عن موعد انطلاق دوري المحترفين العراقي

متابعة ـ طريق الشعب

كشف الاتحاد العراقي لكرة القدم، امس السبت، عن موعد انطلاق مباريات دوري المحترفين في نسخته الأولى.

وقال أحمد الموسوي، عضو مجلس إدارة إتحاد الكرة العراقي: “حددنا بشكل رسمي يوم 20 تشرين أول المقبل، موعداً لانطلاق دوري المحترفين، وعلى الأندية ألّا تتهاون في إكمال متطلباتها قبل انتهاء المهلة المحددة حتى يوم 15 من نفس الشهر، قبل وصول لجنة التقييم الآسيوية”.

وواصل الموسوي في تصريحات صحفية: “الأندية التي ستكمل المعايير وشروط التراخيص ستشارك في دوري المحترفين، أما الأندية التي لن تلتزم بالاشتراطات، ستكون خارج البطولة، وهذا ما تم تبليغه للأندية العازمة على المشاركة”.

وأوضح: “ستحضر لجنة تقييم آسيوية قبل انطلاق الدوري، حيث أنها لن تجامل في إصدار القرارات من خلال السماح بمشاركة أندية وهي غير ملتزمة بشروط التراخيص”.

وختم الموسوي تصريحاته، قائلًا: “عدد المشاركين في دوري المحترفين مرهون بالأندية التي ستنجز معايير وشروط التراخيص، إذ لا توجد مشكلة في أن يبدأ الدوري بـ16 فريقا أو حتى 14”.

****************************************************************************************

اتفاق مبدئي على مباراة ودية بين العراق والبرتغال

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم عن توصله إلى اتفاق مبدئي مع نظيره البرتغالي على إقامة مباراة ودية تجمع أسود الرافدين مع رفاق كريستيانو رونالدو مشروطة حال سمحت الظروف والتواقيت الدولية. وذكر بيان للقناة الاعلامية لاتحاد كرة القدم ان” هذا الاتفاق تم التوصل اليه بعد الزيارة التي قام بها رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال إلى مقر الاتحاد البرتغالي في مدينة لشبونة بحضور سفير العراق لدى البرتغال (عادل مصطفى) ورئيس الاتحاد البرتغالي (فيرناندو جوميز)”. وأضاف البيان ان “الاتفاق شمل ايضاً تعزيز سبل التعاون المشترك بين الاتحادين على جميع المستويات الفنية والإدارية والتحكيمية وتبادل الخبرات من خلال إقامة الدورات والورش التدريبية المشتركة وكذلك إقامة مباريات ودية على مستوى الفئات العمرية والمنتخب الوطني إذا سمحت الظروف والتواقيت الدولية”. من جانب اخر، وخلال اجتماع درجال مع رابطة اللاليغا في اسبانيا، تم الاتفاق على استقطاب 3 اسبان اخرين يعملون بصفة طبيب ومعالج واخصائي تغذية.

****************************************************************************

حلبجة يسيطر على بطولة العراق بالدراجات النارية

متابعة ـ طريق الشعب

اختتمت، امس السبت، بطولة العراق للدراجات النارية (الموتو كروس) التي نظمها الاتحاد العراقي للسيارات والدراجات النارية في مدينة الحبانية السياحية بمشاركة عشرين متسابقاً يمثلون فرق بغداد والحشد الشعبي وحلبچة وواسط والبصرة وبابل والديوانية. وشهدت البطولة منافسة شديداً وعروضاً تنافسية بين المتسابقين المتبارين من كل أندية وأكاديميات العراق. وأسفرت النتائج الختامية في منافسات الفردي لفئة 450 “سيسي” عن تتويج المتسابق آكام برزان من فريق حلبجة بالمركز الأول، وبريس رزكار من فريق حلبجة ايضاً بالمركز الثاني، وفي المركز الثالث سلمان كمال من حلبجة أيضاً.

أما فئة 250 “سيسي” فقد ارتقى المنصة أولاً علي سعد من نادي الحشد الشعبي وكان وصيفه زيد فاخر من أكاديمية بابل والثالث من نادي البصرة مراد زكريا . وفي المنافسات الفرقية توج فريق حلبجة بالمركز الأول وحل فريق نادي الحشد الشعبي ثانياً وجاء فريق البصرة ثالثاً.

*****************************************************************************

سلة النفط تتوج بكأس المثابرة العراقي

متابعة ـ طريق الشعب

توج النفط بلقب كأس المثابرة العراقي لكرة السلة، بعد فوزه الصعب على منافسه زاخو (78-71) وسط حضور جماهيري متوسط.

واتسمت المباراة التي جمعت النفط بطل الموسم الماضي مع زاخو صاحب الترتيب الثالث، بالإثارة والندية حتى اللحظات الأخيرة التي حسمتها الكتيبة النفطية، بفضل خبرة لاعبها كرار جاسم.

ورغم الظهور الجيد لمحترفي زاخو رشاد جاكسون وبريلاند والتون، إلا أن التعامل الذكي من مدرب النفط خالد يحيى، جعل فارق النقاط يزداد.

وكان الشرطة صاحب الترتيب الثاني بالدوري الممتاز للموسم الماضي، قد اعتذار عن مواجهة النفط بداعي عدم الجاهزية ليحل زاخو بدلا منه.

***********************************************************************************

الجودو يحدّد موعد انطلاق بطولة العراق النسوية

متابعة ـ طريق الشعب

حدد اتحاد الجودو موعد انطلاق بطولة أندية العراق للنساء التي من المقرر أن تقام في أربيل للفترة من التاسع عشر وحتى الحادي والعشرين من تشرين الأول المقبل بمشاركة جميع الفئات العمرية.

وستحظى المسابقة بمتابعة الملاك التدريبي لمنتخبنا النسوي الذي سيكون على عاتقه اختيار اللاعبات الأفضل والأنسب لتمثيل اللعبة في الاستحقاقات الدولية المقبلة بالاعتماد على النتائج النهائية والمستويات التي تفرزها المسابقة.

ويسعى اتحاد الجودو إلى الارتقاء بواقع اللعبة عبر الاستمرار في منهاجه التطويري من خلال اهتمامه باللاعبين صغار السن وبقية الفئات العمرية للجنسين (ذكور – إناث)، إضافة إلى إقامة المسابقات المحلية والدورات التدريبية والتحكيمية في المواعيد المناسبة، كما يحرص أيضاً على مواصلة تقديم الدعم لفرقنا الوطنية بغية إنجاح مهمتها في المحافل الدولية، أملاً بتحقيق المزيد من الإنجازات على جميع الأصعدة

وتعد بطولة الأندية أفضل إعداد للاعباتنا قبل خوض غمار البطولات الخارجية، لاسيما أن هناك العديد من التحديات التي تنتظرهن خلال الفترة المقبلة عربياً وقارياً.

*************************************************************************

وقفة رياضية.. مدارس تخصصية لكل الألعاب الرياضية

منعم جابر

لم تعد الألعاب الرياضية مقتصرة على لعبة كرة القدم فقط بل انها شملت كل الألعاب الرياضية الفردية والجماعية. لكن البعض يراها بعين واحدة فقط على انها كرة قدم وهذا البعض يجب ان يصحح وجهة نظره ويرى الرياضة شاملة متكاملة ولكل الألعاب الرياضية التي قصدها الدستور العراقي في المادة رقم 36 منه، وهذا ما سارت عليه كل البلدان المتقدمة يوم دعمت العابها ورياضتها وبكل أنواعها، ولم تعد محصورة بكرة القدم. لذا ادعو احبتي وزملائي في قيادة الرياضة العراقية ابتداء من وزارة الشباب والرياضة ومروراً باللجنة الأولمبية الوطنية العراقية واتحاداتها المركزية والفرعية في المحافظات وبعدها الأندية الرياضية ان تسهم في تطوير الألعاب الرياضية من خلال إقامة مدارس واكاديميات متنوعة لمختلف الألعاب والرياضات، وليست لكرة القدم فقط، لان الرياضة كلمة واسعة المعنى ومتشعبة الفروع ومنتشرة الألعاب وعامة بالفوائد والنجاحات. لذا أقول لاحبتي في قيادة المؤسسات الرياضية أتمنى ان (لا تحتموا بكرة القدم ولا تغطوا عيوبكم) تحت مظلتها. فالنجاح يحسب فقط للناجحين اما الكسالى والفاشلون فلا مكان لهم بالساحة الرياضية وان كان لهم اليوم بعض العذر فانه في الغد ليس لهم مكان من الاعراب؛ فالمؤسسات الرياضية التي ذكرتها في السطور الماضية مطالبة بان تحشد قواتها وتشد من ازرها من اجل تطوير (صناعة البطل) الرياضي وفي كل الألعاب الرياضية وحسب الهوايات المتوفرة في الساحة من خلال إقامة مدارس رياضية متخصصة واكاديميات لكل الألعاب الرياضية من اجل الاهتمام ورعاية الجيل الصاعد والمواهب الواعدة في كل الألعاب ليتسنى لنا صناعة البطل الرياضي المستقبلي وكما نجد ابطالا كهؤلاء في كل محالات الرياضية وحسب توجهاتهم ومهاراتهم وقابلياتهم وعلى المؤسسات الرياضية ابتداء من اعلاها وحسب الطول ان تقوم بواجباتها في صناعة البطل الرياضي في بغداد والمحافظات وحتى المدن الصغيرة والاقضية والنواحي، وان ترفع شعار (العمل الجدي من اجل صناعة البطل الأولمبي) عندها سنعيد مجد الرباع البصري الأولمبي الراحل عبدالواحد عزيز، الذي احرز للعراق الميدالية الأولمبية الوحيدة في دورة روما الأولمبية عام 1960، والتي بقيت يتيمة حتى الساعة.

ان كل بلدان العالم المتقدمة والنامية حققت اعظم الإنجازات الرياضية اعتماداً على قاعدة (خذوهم صغاراً) واستطاعت ان تقدم اجيالاً من ابطال الرياضة والألعاب، لكننا ما زلنا متخلفين عن هذا الركب وبعيدين عن تحقيق الإنجاز الأولمبي بسبب عملنا الارتجالي الفوضوي والبعيد عن الدراسة والعلمية، بينما بقية بلدان العالم تسير نحو هدفها بعلمية وخطوات محسوبة. لهذا ادعو جميع المؤسسات الرياضية وحسب واجباتها ودورها بالعمل على انشاء مدارس واكاديميات رياضية متخصصة لرعاية البراعم والاشبال والبدء بصناعة البطل الرياضي. ولا عذر لمن انذر.

***********************************************************************************************

أسلحة أوديشو تتحدى سباهان في أبطال آسيا

متابعة ـ طريق الشعب

يعول الجهاز الفني للقوة الجوية، بقيادة أيوب أوديشو على محترفيه الأفارقة، وخبرة عناصره المحلية، في صنع الفارق لبلوغ الأدوار المتقدمة من دوري أبطال آسيا، بنسختها الجديدة التي تنطلق غدٍ الإثنين.

ويلتقي الممثل الوحيد للكرة العراقية منافسه سباهان الإيراني، في مستهل مشواره القاري، وبضيافة ملعب فرانسوا حريري بمدينة أربيل، ضمن منافسات المجموعة الثالثة، التي تضم اتحاد جدة السعودي، وجمك الأوزبكي.

وتعاقدت إدارة الصقور مع 3 محترفين جدد من القارة السمراء، وهم: الغاني سامسون أدكو، والكاميروني فرانك سيدرك، والموريتاني بكاري أنجاي، علاوة على التمديد للمحترف التونسي غيث معروفي لموسم إضافي، رفقة التوجولي فرانكو أتشو.

عناصر الخبرة

ويمتلك القوة الجوية عناصر تحظى بالخبرة، في مقدمتها لاعب الوسط همام طارق، الذي عاد مؤخرًا للبيت الأزرق، بعد تجارب احتراف في ليبيا وقطر.

ويدافع عن شباك الصقور الحارس الدولي محمد حميد، الذي ظهر بصورة جيدة خلال الفترة الأخيرة، وتمكن من استعادة مستواه الحقيقي الذي جعله يكون الحارس الأول بصفوف الجوية.

ويتواجد في منطقة العمليات اللاعب سعد عبد الأمير، الذي يحاول أن يقدم الإضافة الفنية في أول مهمة له مع الأزرق بدوري أبطال آسيا في محاولة للتوهج القاري بعد تألقه في مواسم سابقة مع الشباب السعودي والزوراء العراقي بذات البطولة.

ويبحث هداف الكتيبة الزرقاء مهند عبد الرحيم، على مواصلة هوايته بتسجيل الأهداف وحسم التفوق لفريقه، وأن تكون بدايته مثالية بهز شباك سباهان الإيراني.

أدوات أوديشو

ويقف لاعب المنتخب الأولمبي العراقي، علي جاسم، في مقدمة العناصر المتوقع لها التألق في البطولة القارية، صاحبة التصنيف الأول بالقارة الصفراء.

ويجد أوديشو أن جاسم يمتلك مواصفات اللاعب العصري القادر على أن يكون “القلب النابض” داخل الملعب بتحركاته الفعالة ومهارته الفائقة، علاوة على حسه التهديفي، الذي يجعله نقطة قوة للصقور بالمشوار الآسيوي المرتقب.

ويتواجد في قائمة القوة الجوية كذلك نجم منتخب العراق إبراهيم بايش، الذي سيكون أحد أسلحة أوديشو “الخططية” نظرًا لإجادة بايش تنفيذ الأدوار التكتيكية بثقة وقدرة عالية.

ولمع بريق بايش مع الصقور بالنسخة الماضية من ذات البطولة، وواصل تألقه على مدار الموسم الماضي ومساهمته بنيل وصافة الدوري الممتاز ولقب كأس العراق، وتمكن أيضًا من البروز مع أسود الرافدين وحصده جائزة أفضل لاعبًا في خليجي 25 بالبصرة. 

وينتظر من الرباعي “حمود مشعان، محمد قاسم، يوسف فوزي، شريف عبد الكاظم” الظهور القوي والمساهمة في كسب العلامة الكاملة في لقاء الافتتاح المنتظر.

من جانب اخر يستضيف فريق نادي الزوراء العربي الكويتي في ملعب جذع النخلة بالبصرة ضمن مباريات بطولة كأس الاتحاد الاسيوي.

وصل وفد النادي العربي الكويتي امس السبت الى محافظة البصرة تحضيراً لمواجهة الزوراء غدا الاثنين.

************************************************************************

الصفحة العاشرة

معـقل النيوليبرالية الأخير

برادفورد ديلونغ

لم يكن العقد الماضي حـنونا على النيوليبرالية. بعد فشل أربعين عاما من إلغاء القيود التنظيمية وإضفاء الطابع المالي على الاقتصاد، والعولمة، في تحقيق الرخاء لأي شخص باستثناء الأثرياء، يبدو أن الولايات المتحدة وغيرها من الديمقراطيات الغربية الليبرالية انتقلت بعيدا عن التجربة النيوليبرالية وعادت إلى اعتناق السياسة الصناعية. لكن النموذج الاقتصادي الذي قامت عليه سياسات مارجريت تاتشر واقتصاد ريغان وإجماع واشنطن لا يزال حيا وبصحة جيدة في مكان واحد على الأقل: صفحات مجلة الإيكونوميست.

من الأمثلة الواضحة على ذلك مقال حديث “يحتفي بسجل أميركا الاقتصادي المذهل”. بعد حث الأميركيين اليائسين على الشعور بالسعادة إزاء “قصة النجاح المذهلة” التي حققها بلدهم، يضاعف كـتّاب المقال من مقدار التنازل والتفضل على الناس: “كلما استغرق الأميركيون في النظر إلى اقتصادهم على أنه مشكلة تحتاج إلى علاج، يزداد احتمال إفساد السنوات الثلاثين المقبلة على يد ساستهم”. وبرغم اعترافهم بأن “انفتاح أميركا” جلب الازدهار للشركات والمستهلكين، فقد ذكر كتاب المقال أيضا أن الرئيس السابق دونالد ترمب والرئيس الحالي جو بايدن “تحولا إلى سياسات الحماية”. وهم يحذرون من أن إعانات الدعم قد تعمل على تعزيز الاستثمار في الأمد القريب لكنها “ترسخ الضغوط السياسة الـمهدِرة والـمـشـوِّهة”. من أجل مواجهة تحديات مثل صعود الصين وتغير المناخ، يتعين على الولايات المتحدة أن “تتذكر ما الذي دعم مسيرتها الطويلة الناجحة”.

كالعادة، تقدم مجلة الإيكونوميست فروض التبجيل للعقيدة النيوليبرالية بكل قداسة ويقين المؤمن الحقيقي. يتعين على الأميركيين أن يجلسوا، ويخرسوا، ويرددوا تعاليمهم الدينية: “السوق تعطي، السوق تمنع: مبارك اسم السوق”. وأي شك في أن المشاكل الحالية التي يعاني منها اقتصاد الولايات المتحدة قد تكون راجعة إلى أي شيء غير الحكومة التدخلية المتعجرفة هو ارتداد عن العقيدة. ولكن بصفتي مؤرخا اقتصاديا، كان أكثر ما أذهلني هو ختام المقال، الذي يعزو ازدهار أميركا بعد الحرب إلى عبادتها صنم الجشع الآثم (المشهور بمسمى رأسمالية عدم التدخل).

يستشهد المقال بثلاثة “تحديات جديدة” تواجه الولايات المتحدة: التهديد الأمني الذي تفرضه الصين، والحاجة إلى إعادة ترتيب التقسيم العالمي للعمل بما يتماشى مع نفوذ الصين الاقتصادي المتنامي، ومكافحة تغير المناخ. لا شك أن التحدي المتمثل في تغير المناخ ليس “جديدا”، بالنظر إلى أن العالـم متأخر ثلاثة أجيال على الأقل في التصدي له. علاوة على ذلك، من الواضح أن فشلنا في التحرك السريع يعني أن التأثير الاقتصادي الذي يخلفه الانحباس الحراري الكوكبي من المرجح أن يستهلك معظم، إن لم يكن كل، المكاسب التكنولوجية المتوقعة على مدار الجيلين القادمين.

من منظور نيوليبرالي، تُـعَـد هذه التحديات “عوامل خارجية”. ولا يستطيع اقتصاد السوق معالجتها لأنه لا يراها. ذلك أن منع نشوب حرب في منطقة المحيط الهادئ أو مساعدة باكستان على تجنب فيضانات مدمرة من خلال إبطاء الانحباس الحراري الكوكبي لا ينطوي على معاملات مالية. على ذات المنوال، تعتبر جهود البحث والتطوير التعاونية بين المهندسين والمبدعين في مختلف أنحاء العالَـم المحركات الأساسية للرخاء الاقتصادي المطلق والنسبي. لكنها أيضا غير مرئية في حسابات السوق.

إن إدراك حجم ومدى إلحاح التحديات العالمية مثل تغير المناخ، ثم إنكار حقيقة مفادها أن الحكومات وحدها هي القادرة على معالجتها بفعالية، كما تفعل مجلة الإيكونوميست، يرقى إلى شيء أشبه بالخطأ الفِـكري المتعمد. لقد أيد آدم سميث ذاته قوانين الملاحة ــ التي نظمت حركة التجارة والشحن بين إنجلترا ومستعمراتها ودول أخرى ــ على الرغم من حقيقة أنها فرضت نقل البضائع على السفن البريطانية حتى لو توفرت خيارات أخرى أرخص. في كتابه “ثروة الأمم”، يقول سميث: “الدفاع أهم كثيرا من الترف”. كان شجب السياسات الأمنية المرغوبة باعتبارها “سياسات حماية” خارجا عن الموضوع الأساسي آنذاك والآن.

علاوة على ذلك، كانت إدانة الإيكونوميست لسياسات الحماية المزعومة من جانب بايدن مصحوبة بملاحظة غامضة مفادها أن “سياسات الهجرة أصبحت سامة”. الواقع أن الأمر لا يخرج عن خيارين: ينبغي للولايات المتحدة إما أن ترحب بمزيد من المهاجرين (كما أعتقد أنها يجب أن تفعل)، لأن إنتاجيتهم عالية ولأنهم يندمجون بسرعة، أو يتعين عليها أن تقيد الهجرة لأن بعض الناس يعتقدون أن عملية الاستيعاب والاندماج بطيئة للغاية. من خلال التمسك بالغموض، يقامر كتاب المقال، على أمل إقناع القراء على جانبي القضية بأن الإيكونوميست تشاركهم وجهات نظرهم.

الواقع أن الملاحظة الواردة في المقال بأن إعانات الدعم قادرة على “تعزيز الاستثمار في المناطق المحرومة في الأمد القريب” لكنها تعمل أيضا على “ترسيخ الضغوط السياسية المهدرة والمشوهة” في الأمد البعيد لا تخلو من غموض والتباس على نحو مماثل. يبدو الادعاء الأساسي هنا أنه على الرغم من سوء إخفاقات السوق الناجمة عن عوامل خارجية، فإن العواقب المحتملة التي قد تترتب على سياسات الحكومة التي تهدف إلى تصحيحها أشد سوءا. أي أن الرهان الأكثر أمانا من جانب الأميركيين يتلخص ببساطة في تمسكهم بإيمانهم وثقتهم في السوق.

تعكس حجة الإيكونوميست سوء فهم جوهريا لتاريخ الولايات المتحدة. تمتد جذور التقاليد الاقتصادية الأميركية إلى أفكار ألكسندر هاملتون، وأبراهام لينكولن، وتيدي وفرانكلين روزفلت، ودوايت أيزنهاور، الذين أدركوا الحاجة إلى دولة داعمة للتنمية وانتبهوا إلى مخاطر السعي وراء الريع.

من المؤكد أن سبعين عاما مرت على رئاسة أيزنهاور، وأن قسما كبيرا من قدرة دولة أميركا جرى تفريغه من مضمونه خلال الحقبة النيوليبرالية الطويلة التي بدأت بانتخاب رونالد ريجان. لكن سياسات عدم التدخل التي كانت غير ملائمة بدرجة بائسة لاقتصاد الإنتاج الضخم في خمسينيات القرن العشرين هي في حقيقة الأمر أقل ملاءمة لاقتصاد المستقبل القائم على التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا المعلومات. وبدلا من رفض سياسات بايدن الصناعية، ينبغي للأميركيين أن يحتضنوها. وعلى حد تعبير مارجريت تاتشر، لا يوجد بديل.

ـــــــــــــــــــــــــ

ترجمة: مايسة كامل

موقع بروجكت سنديكيت – 27 نيسان 2023

 ***********************************************************

«عمران» للعلوم الاجتماعية

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا العدد الخامس والأربعون (صيف 2023) من دورية عمران للعلوم الاجتماعية.

وتضمن خمس دراسات: “تيبولوجيا الهوية الدينية الرقمية: دراسة سوسيولوجية لتعبيرات الشباب الدينية عبر فيسبوك” لنادية العالية، و”النبز في الثقافة السياسية التونسية” لعبد الله جنوف، و”’حراطين موريتانيا‘: إلى أي مدى يتحكم الأصل الاجتماعي في فرص الحراك وتغيير المكانة؟” لمحمد يحيى حسني، و”التنمية وشرط الاستعمار الاستيطاني: إدامة للسيطرة النيوكولونيالية والفصل العنصري” لحسن أيوب وعليان صوافطة، و”صمود عابر للمناطق: ردود اللاجئين على أنظمة القمع المتعدّدة في مخيم برج البراجنة” لرامي رميلة. وفي باب “ترجمات”، نقرأ ترجمة عومرية سلطاني لنص كليفورد غيرتز “محاضرةٌ فارقة: مناهضةُ مناهضةِ النسبية”.

 أما باب “مراجعات الكتب”، فاشتمل على مراجعة عثمان عثمانية لكتاب تاريخ مختصر للمساواة لتوماس بيكتي، ومراجعة أحمد إدريس لكتاب في معنى الأرض: استعادة الذات الفلسطينية لبلال عوض سلامة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

“المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” – 2 آب 2023

****************************************************************************************

إطروحات حول الصراع الطبقي والحركة الإجتماعية.. صور متناقضة عن النظام الاجتماعي

ثامر الصفار

«ان تاريخ كل مجتمع الى يومنا هذا لم يكن سوى تاريخ الصراع بين الطبقات. الحر والعبد، النبيل والعامي، الإقطاعي والقن، المعلم والصانع، أي باختصار المضطهِدون والمضطهَدون، كانوا في تعارض دائم، وكانت بينهم حرب مستمرة تارة ظاهرة وتارة مستترة، حرب كانت تنتهي دائما اما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره وأما بانهيار الطبقتين المتصارعتين معا» (البيان الشيوعي). «منذ ما يقرب من أربعين عاما، أكدنا على الصراع الطبقي باعتباره القوة الدافعة المباشرة للتاريخ، ولا سيما الصراع الطبقي بين البرجوازية والبروليتاريا باعتباره الرافعة الكبرى للثورة الاجتماعية الحديثة  لقد صغنا صرخة المعركة صراحة: يجب ان يكون تحرير الطبقة العاملة من صنع الطبقة العاملة بالذات». (رسالة من ماركس وانجلز الى أوغست بيبل وولهلم ليبكنخت وولهلم براكه وغيرهم – 17/18 ايلول 1879).

 

أولا:

إن فكرة الصراع الطبقي - الصراع الدائم داخل المجتمع بين أولئك الذين تمنحهم مواقعهم في نظام العلاقات الاجتماعية مصالح متضادة – لا تعود، بأي حال من الأحوال، الى ماركس، وهي ليست خاصة بالفكر الماركسي. لقد أنكر ماركس أن له أي فضل في اختراع أو اكتشاف “الصراع الطبقي”، وعزا ذلك إلى مؤرخي الثورة الفرنسية.

«ان الجديد الذي فعلته يتلخص في اقامة البرهان على ما يأتي: 1) أن وجود الطبقات لا يقترن إلا بمراحل تاريخية معينة من تطور الإنتاج، 2) أن الصراع الطبقي يفضي بالضرورة إلى دكتاتورية البروليتاريا ، 3) أن هذه الدكتاتورية نفسها لا تعني غير الانتقال إلى القضاء على كل الطبقات والى المجتمع الخالي من الطبقات». (رسالة من ماركس الى يوسف فيديماير، 5 آذار 1852).

هنا يستخدم ماركس مصطلح “الصراع الطبقي”، لا لوصف سمة أساسية لأشكال المجتمع المتقدمة تاريخيا فقط، بل لتحديد تحول ثوري قادر على قلب أساليب عمل الرأسمالية تماما والقضاء على الطبقة نفسها.

ثانيا:

يختلف استخدام ماركس لمصطلحي “الطبقة” و”الصراع الطبقي” إلى حد ما عن تلك المستخدمة، تقليديا، في علم الاجتماع. ولمصطلح “الطبقة” معانٍ مختلفة باختلاف من يستخدمه من الناس.

في كتابه الموسوم “البنية الطبقية في الوعي الإجتماعي” يذكر عالم الاجتماع البولندي، ستانيسلاف أوسوفسكي، أن هناك، على الأقل، ثلاث طرق مختلفة تماما لاستخدام مصطلح “الطبقة” في الخطاب اليومي، وكذلك في العلوم الاجتماعية. وكل معنى يستحضر صورة مختلفة عن المجتمع، ويطرح مجموعة مختلفة من الأسئلة. ومن أبرز هذه الصور المتناقضة عن النظام الإجتماعي:

1) “الوظيفية”: حيث الطبقة هنا عبارة عن مجموعة من الناس لديهم دور محدد وضروري يلعبونه ضمن تقسيم معين للعمل، أو في كلّية عضوية متمايزة. وهكذا، على سبيل المثال، اعتبرت المذاهب السائدة في العصور الوسطى أن المجتمع ينقسم إلى ثلاث طبقات: الفرسان والكهنة والفلاحون. ولكل منهم دوره في المجتمع: فالفرسان يدافعون عن الناس، والكهنة يصلّون بهم، والفلاحون يوفرون الغذاء. النقطة الأساسية في هذه الصورة، بالطبع، أن العلاقات بين هذه المجموعات الثلاث كانت “غير عدائية”. فكل مجموعة اعتمدت على إداء المجموعات الأخرى لوظائفها. ويساهم الجميع، كل على طريقته الخاصة، في حسن سير المجتمع وكان لكل منها “مكانتها” و”وظيفتها”. هذه الصورة/ الطريقة في وصف “الطبقة” لا تستكشف علاقات طبقات المجتمع ببعضها البعض، بل فقط علاقة كل منهم بالكيان الخارجي الشامل، المجتمع. ويمكن رؤية تجسيدات لهذا النهج في خطابات السياسيين اليوم: الحديث عن مصالح “الأمة” أو “المجتمع” التي تطغى على “المصلحة الفئوية الضيقة” ومن قبيل “كلنا في قارب واحد”... الخ. من أصحاب هذه النظرة يمكن الإشارة الى إيميل دوركهايم خصوصا في موضوعته “التضامن العضوي”.

2) “المراتبية”: وهي الأكثر شعبية لدى معظم علماء الاجتماع والباحثين في شؤون السوق ومحللي التعداد السكاني. هنا، الطبقة هي مجموعة من الأشخاص الذين لديهم حصة أكبر أو أصغر في بعض السمات المشتركة مثل الدخل، والثروة، والمنزلة الاجتماعية، والوضع المهني، وما إلى ذلك. يتم تصنيف السكان إلى “طبقات” وفقا لحصة كل طبقة من هذه السمة المشتركة. وبالتالي يمكن ان نقسم المجتمع الى أي عدد من الطبقات وفقا لرغبة الباحث أو المحلل. وقد تنفع طريقة التفكير هذه حول الطبقة، مع صورتها المجتمعية كنوع من “المراتبية” لاستكشاف بعض جوانب عدم المساواة الاجتماعية والحراك الاجتماعي: من يمتلك مرتبة أعلى؟ ومن تتغير مرتبته صعودا وهبوطا؟ لكنه لا يبين كيفية ارتباط الطبقات ببعضها البعض. ومن الأكثر ارتباطا بهذا الرأي هو ماكس فيبر، الذي يعتبر”الطبقة” بأنها توزيع لفرص الحياة في السوق.

3) “ثنائية التفرع”: هنا يُنظر إلى المجتمع على أنه مقسم بشكل أساسي بين مجموعتين متعاديتين: “هم” و”نحن”. وفي بعض الروايات الدينية عن الآخرة، يستمر الانقسام، حيث يذهب الأثرياء إلى الجحيم ويحصل الفقراء أخيرا على مكافأة في الجنة. في هذا الصورة عن المجتمع فإن “هم” يعيشون من خلال قمع “نحن” والسيطرة على “نحن” وخداع واستغلال “نحن”. مصالح الطبقات متضادة بطبيعتها. وبالمقارنة مع الطريقتين الأخريين، فإن هذا النهج يصب تركيزه على أسئلة من قبيل كيفية تعامل الطبقات مع بعضها البعض.

من الواضح، هنا، ان نظرية ماركس تندرج في هذه الصورة. لأنها تتميز بتأكيدها على الصراع بين الطبقات.

*********************************************************************************

قاموس إقتصادي فلسفي.. الانتاج السلعي

اعداد: د. صالح ياسر

الانتاج السلعي (commodity production). يعني انتاج المنتجات لبيعها، لا استهلاكها استهلاكا خاصا. إن ظهور الانتاج السلعي يرتبط بتطور التقسيم الاجتماعي للعمل، والتبادل.

تستحث دراسة نشوء الرأسمالية الانطلاق أولا من دراسة الإنتاج السلعي. فالرأسمالية تنمو من الإنتاج السلعي البسيط. ولهذا تصبح دراسة الإنتاج السلعي ضرورة لمعرفة ظروف وأسباب وحتمية نشوء الرأسمالية، وفيما بعد، أصبح الإنتاج السلعي ذو طبيعة شاملة في ظل الرأسمالية.

لكي نستطيع أن نفهم هذه الضرورة لابد أولا أن نميز بين شكلين عرفهما الإنتاج من الناحية التاريخية وهما:

الإنتاج الطبيعي وهو الذي يكون هدفه إشباع حاجات المنتجين ذاتهم مباشرة.

الإنتاج السلعي هو ذلك النمط من الإنتاج الذي يوجه للتبادل في السوق، أي أن هدفه ليس إشباع حاجات المنتجين أنفسهم بل هو موجه للمبادلة مع منتجات أخرى في سوق محددة.

ويعرّف الإنتاج السلعي بأنه ذلك التنظيم للإقتصاد الإجتماعي، حيث يقوم بإنتاج المنتجات منتجون منفردون يتخصص كل منهم بإنتاج منتوج واحد معين، بحيث تستوجب تلبية الاحتياجات الإجتماعية شراء وبيع المنتجات التي تتحول بناء على ذلك الى سلع مطروحة في السوق.

وارتباطا بالتعريف أعلاه يمكن أن نستخلص شروط وسمات ظهور الإنتاج السلعي، تمييزا له عن الإنتاج الطبيعي:

من ناحية هدف الإنتاج. الهدف في الإنتاج السلعي هو إنتاج المنتجات للتبادل في السوق، أي إشباع حاجات منتجين آخرين.

ويعني ذلك انه لابد من ظهور التخصص والتقسيم الإجتماعي للعمل كشرط لنشوء الإنتاج السلعي

ولكن التقسيم الإجتماعي للعمل وعلاقات التبادل بين المنتجين لا تخلق بحد ذاتها الإنتاج السلعي، بل لا بد من توفر شرط مهم أخر هو ظهور الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج. فبفضل هذا الشكل للملكية أصبح كل منتج شخصية منفردة خاصة يباشر إنتاجه تحت مسئوليته الشخصية.

ومن هنا، فإن العلاقة الإجتماعية بين المنتجين لا تتكشف خلال عملية الإنتاج مباشرة، بل تظهر فقط من خلال تبادل منتجات العمل في السوق، أي من خلال التبادل السلعي.

وهناك شكلان تاريخيان للإنتاج السلعي هما:

الإنتاج السلعي البسيط Simple commodity production ، وهو الشكل الأول تاريخيا للإنتاج السلعي بشكل عام،  ويتمثل بالإنتاج الصغير الحرفي والفلاحي. ويمتاز بالخصائص التالية:

التقسيم الإجتماعي للعمل.

الملكية الخاصة الصغيرة لوسائل إنتاج ونتاج عمل المنتج نفسه.

يقوم هذا الإنتاج على العمل الشخصي للمنتج، ولذلك فهو لا يتضمن علاقات استغلالية. فكلل فرد يتملك نتاج عمله الذاتي.

ومن المفيد الإشارة الى أن الإنتاج السلعي البسيط قام كنمط إقتصادي في ظل العبودية والإقطاع. وهو يظل قائما في ظل الرأسمالية وفي مرحلة الإنتقال من الرأسمالية الى الإشتراكية. ولكن الإنتاج السلعي البسيط لم يكن أسلوبا سائدا للإنتاج، إذ أن تطوره يفضي، بسبب التناقضات الداخلية، الى تباين المنتجين الصغار، واندثار وجودهم.

****************************************************************

الصفحة الحادية عشر

عبد الرزاق الشيخ علي/ القاص الضحية

عبد الرزاق الشيخ علي، قاص عراقي لا يعرف الا من خلال مجموعته الاثيرة “عباس افندي”.

قضى حياته في السجون، وحال عودته ومشاركته في مؤتمر السلم العالمي حتى انقطعت اخباره منذ 14 تموز 1957 وحتى الآن.

وقد تنبه الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الى هذه الشخصية الوطنية الفذة، والى منجزه الإبداعي، وقام بإعادة تسليط الضوء عليه، وقد تولى الروائي المضيء خضير فليح الزيدي تكثيف الإحاطة بجوانب من شخصية ومنجز الشيخ وقام بتحرير كتاب صدر عن الاتحاد بعنوان “عبد الرزاق الشيخ علي/ قصة القاص الضحية” جمع فيه قصص الشيخ ومقالات عنه كتبها الأساتذة: فاضل ثامر، د. شجاع العاني، د. سهيل ادريس، عبد الجبار وهبي، ياسين النصير، كاظم السماوي، حسين مردان، عزيز سباهي.

عبد الرزاق الشيخ علي ولد في سامراء عام 1921. اصدر قصص “حصاد الشوك” عام 1950 وله ايضاً “الهة الأرض” التي لم تطبع وظلت مجهولة. وقد وجهت ابنته (سامرة) نداء نشر في “ طريق الشعب” في 20 تموز 1974، ادانت فيه الامن العام بتصفية والدها الشهيد وتغييب وجوده.

****************************************************************************

عبد علي اليوسفي قاص.. حماس السرد واثارة العنونة

ناجح المعموري

عنونة المجموعة القصصية التي نشرها اتحاد الادباء والكتاب في العراق للقاص عبد علي اليوسفي هي “ حسناء الاذاعة “ وهي الاشارة غير متكتم عليها بل هي واضحة ، ولم تفقد امكانات الجذب والاثارة . لكن اليوسفي ظل متوازناً بالسرد ، محافظاً على هدوء لغته ، وأخضعها تدريجياً لنوع من النمو ببطء لكنه حافظ على قاموسه السردي الفياض بالجمال والدهشة كثيرة التكرر ، لكنها لم تفقد هيبة تسللها الهادئ ، حاملة معها نوعاً من التغذية التي يحتاجها عنوان المجموعة والذي له علاقة بالإذاعة وما يقترن بها من جمال وحضور لائق بالحسناء . حتى لم يفقد المتلقي ترقبات انفلاتات الشفوية المتمتعة بالشعرية ورنين حيوية الترقب الذي ظل وسيظل القارئ واقفاً أمام منافذ السرد الذي أومأ له القاص اليوسفي . ولم يتخذ قرار انفتاح المنفذ المطلوب والمنتظر ، لأنه الكامن عند الحد السردي . هذا الغذاء السردي وتسلل الملفوظات الشعرية التي أشرنا لها هي الحاكم القوي الذي سيوفر نوعاً من سلطة بطيئة ، أضاءت علاقة بين الراوي وبين شخص آخر تسلل بطاقته القوية ، وشغل حضوراً ابتدأ مثل التسلل الهادئ والرزين . وأعتقد أن الوظيفة التي سيتعرض لها السرد هو انتاج فيلم وثائقي .

تجاورت الموسيقى مع السينما ، وكأن هذا الذي حصل اعتباطياً ، بل هي من خصائص مشاركات الفنون مع بعضها البعض الآخر [ الموسيقى تنبعث من الجهاز هادئة وهي تغذي وجودي وتمنحني النشاط والدفء ] ص 95 .

في بيت الراوي هدوء اختار سكنه وارتفع قليلاً صوت الموسيقى في الجهاز ، وفي اللحظة التي أثارته نقرات خفيفة على باب غرفتي المطلة على الحديقة . كما كنت أتوقع دائماً.

ظل الاتصال مخفياً والراوي متكتم عليه وهذه السرية احدى منتجات السرد وحديثاته التي تشكل اشتباكات السرد بين احداثه التي ابتدأت بالذي نقر على الباب ، وحتماً سيكون لها امتداد او سيرورة وما سيحصل ، استعادة من الذاكرة ، وخزانات التاريخ غير المبتعد عن الماضي الذي سيضع الحدث السردي في بؤرة مركزية وجوهرية لان العلاقة مع الماضي وتمثله واعادة كتابته امر في غاية التعقيد وكما قال هومي بابا ان الماضي سرد ، والسرد مرآة الجماعة والامة هذا يعني ، ستظل الموجودات الحياتية باقية ومستمرة ، خاضعة لما هو موضوعي ومنطقي ولابد من اشارة ذكرها بندكت اندرسن من ان الجماعات تفقد تحالفاتها عندما تتفق . في حوارها اتفاقاً حول حتميات الحاضر وضرورات المستقبل .

حساسية الكتابة الفنية للسيناريو تتحرك بطاقتها المطلوبة وتبدأ :

اقتربت بتؤدة . جمعت قواي وصحتُ :

ــ من ؟ مقهقه بهدوء ثم قال :

ــ انا . واردف

ــ افتح الباب . كررت.

ــ من ؟

كان صوته أليفاً بشكل غريب وكأني اسمعه يومياً . ضحكته زادت من عزيمتي على فتح باب الغرفة . وعندما فتحت الباب وجدته منهمكاً بخلع حذائه وتمتم ( دائماً تنسى ماذا كان هذا النسيان ) ص96.

نجح القاص برسم اطار صوري مثير . حيث اضفى عليه اجمل الصفات التي جعلته حاضراً بقوة ( صوته أليف بشكل غريب وكأني اسمعه يومياً ضحكته زادت من عزيمتي على فتح باب الغرفة ... وجدته منهمكاً بخلع حذائه وتتمتم ... / دائماً تنسى ماذا كان هذا النسيان ) ص96.

لعب الفضاء العام دوراً فنياً واضحاً في رسم وضبط لغة السرد الشفيفة حتى اتسمت سرديات اليوسفي بالتناظر ولعبت طاقة الفن بقوة في لغة مركزة وكأن لغة الموسيقى لها دور بارز حضر منذ ابتداء السرد واستمر حتى نهايته .

استعادت ذاكرة الراوي المحتفظ به عن خزان الذاكرة الكاشفة عن علاقة قديمة بين الاثنين واضاءت مشتركات بينهما (... حتى جعلني اتصور انني امام مرآة . انظر الى صورتي . هل هو اخي الذي قالوا انه مات في الايام الاولى من ولادته وقد كذب المتجمعون “ كما يقال وانه حي يرزق في مدينة اخرى “ ص 99.

الراوي يقظة وكأنه صار مؤهلاً للاستذكار وتدوينه وانجاز ما يغذي تجربته القصصية وكأنه يؤدي بذلك تكريس ديمومة الحياة والحفاظ على سيروريتها ( انا اعرف انك تخاف كثيراً ما تكتبه من الموت وتحب الحياة بشكل يثير الريبة / ص98.

“ ما ادرك انك تتخيلها مثلي اياماً خضراء تشبه ايام الطفولة ، التي دائماً تحنُ اليها ... انها جميلة خضراء ... الكتب الخضراء ، والحب اخضر والماء والشجر والارض ، كل شيء اخضر وطري ... وهذا الالم وهم ايضا ... اننا لا نعيش سوى اوهاماً ... وحلمنا اننا سنصبح شيئاً في المستقبل ونفوز بالحواشي ، والمناصب والنساء . والبيوت الكبيرة والشوارع المضاءة  والمساءات انك تصر على مواصلة الحياة . وكأنك اخذت الحكمة من سيدك جلجامش وهذا يأخذ بنصيحة “ سيدوري “ صاحبة الحياة الشهيرة .

قصة قصيرة ، مختزنة بشفافية اللغة وشعريتها وانثيال دلالاتها حيث جعل منها القاص اليوسفي نصاً دفاعياً عن الحياة ومقتحماً للموت والسواد . فالحياة حصراً ، وكانه اعاد ما كتبه لوركا عن الحلم الذي توصل له مرآة خضراء .

ضيف مروياته مثيرة وذات تلاوين تعطي اللحظات ما يشبهه الانا وقال أخيراً باستحالة دخول غاية فاتن ولا مدينة جسدها ، اتعرف اني احبها كذلك . وفي لحظة الاندهاش الذي ابتكره الضيف غاب يلمح البصر وكأنه ذاب .

وخاتمة المساء ما قاله الراوي مكررا حلم العمر :

راحت عيناي تترقبان عودته ليكمل سيناريو فيلم عمري الوثائقي

*********************************************************************

بلغات الشعوب.. بابلو نيرودا

ترجمها عن الإيطالية/عبدالوهاب الدايني

لا أُحبكِ

كما لو أنك

زهرةٌ في صالةِ

ياقوتٍ أصفر

أو سهم قرنفل

ينشر النار. :

الحبُ مثلما

يحبُ الآخرين

أشياء مؤكدة، معتمة، سرية

بين الظل والروح

أحبك مثل النبتة

التي لا تزهر

وتحمل داخلها،

مخبِأة الضوء

في تلك الزهور

شكراً لحبكِ

يعيش داخل جسدي

المركز العطر الذي أنار

من الأرض:

مثلما لا متى

ولا من اين؟

أحبك مباشرة

من دون مشاكل

ولا مكابرة...

هكذا احبك

لأني لا أعرف

حباً خلاف ذلك

هكذا.. وبهذا الاسلوب

بحيث لا أكون

ولا أنت تكونين

على مقربة،

يدك التي فوق صدري

ويدي هكذا قريبة

ان أغَمضت عينيك

مع غفوتي

***************************************************************************

بول فيرلين: ثلاث قصائد

ترجمة: د. ماجد الحيدر

بول فيرلين (1844-1896) : شاعر فرنسي شهير، يعد واحدا من كبار ممثلي التيار الرمزي في الأدب الغربي الحديث.

تهمي الدموع بقلبي

وتهمي الدموع بقلبي

كما المطر فوق المدينة

أي حزن هذا الذي

يجتاح صدري؟

آه يا مطر

أي سحر لصوتك

على الأرض والسقوف!

وعلى قلب أثقله الملال.

آه يا أنشودة المطر!

ويهمي، يهمي دونما سبب

في ذي القلب الذي يهوى السقام.

ماذا! لا خيانة؟

علام إذن هذا النواح؟

جهلك بالأسباب

أسى عظيم.

فعلام يا قلب

تنوء بالأوجاع،

دونما حب وبغض،

الى الأعماق!

طيش شباب

الفساتين الطوال

تعابثُ الكعوبَ العالية

وثمة، بين هبات النسائم

نلمح ساقا بيضاء

تلمع سريعا ثم تختفي

ونفرح باللعبة الحمقاء.

وبين فينة وأخرى

تلسع حشرة غيور

جيد حسناء تلوذ بين الغصون

فنبصر بيض الرقاب عاريات

وتلك لعمري، وليمة شهية

لعيوننا الفتية الجائعات!

ويحل المساء

والحسان اللائي يذبن بين أذرعنا

يهمسن في فتور كما الحالمات

كلمات لهن سحر عجيب

لم تزل، للآن، تصيب بالدوار

أرواحَنا الخافقات.

أغنية الخريف

(هذه القصيدة الحزينة كانت مما أنشده الجنرال ديغول قائد قوات فرنسا الحرة، عشية حرب تحريرها من الفاشية)

النواح الطويل

لكمنجات الخريف يجرح قلبي

بنغماته الكليلة الرتيبة

أشحبُ وأختنق

وأجهش حين تذكرّني

أجراس الساعات

بالأيام الخوالي

وأمضي مع ريح بغيضة

تسوقني هنا وهناك

كوريقة شجر هاربة.

****************************************************************************

د. صميم حسب الله مخرجاً مسرحياً.. خوف.. صاخب بالعنف

أ.د. عقيل مهدي يوسف

ينتظم العرض ضمن سياقات عروض منتدى المسرح وتتابع تجارب متنوعة التأويل لدى المخرجين التجريبين وخصائصهم الاسلوبية وطبيعة رؤاهم الفنية بمقاربة لمنظومة، القهر، والخوف، والحزن، والظلام، المتصدر لخطاب العرض المختبري بدلالاته الاجتماعية.

حاول المخرج: د. صميم حسب الله، تقديم علاقة ما بين اسرة مقهورة متشظية، نتيجة قهر السلطة وتدميرها، لكينونة الاسرة باستخدام قوة مهيمنة متوحشة، لانتهاك سلام الأسرة وتدميرها.

حاول المخرج استقراء ذلك القهر والدمار الذي حل بالأسرة والذين باتوا مجرد أفراد يقبعون رهن، زنزانة بيتهم.. مستنبطا فرضيته الاخراجية من مدونة الكاتب حيدر جمعة التي اختزلت فيها الحوارات لتتحول من نسقها الكتابي الى فضاء العرض، بتقانات وابعاد حركية، واشارية، واصوات مهموسة، وصرخات تارة مدوية وتارة مختنقة، مذعورة لتعبر بردود افعالها هذه عن ذعرهم من رجل المعطف السادي الذي يداهم منزلهم وهو يستمرئ تعذيبهم والتنكيل بسلامهم الاسري.

اقام المخرج صياغة مرئية فرجوية للعرض ببعدها البنيوي في مقاربة المذهب الطبيعي بتجريب فائق، يخرق المنظور المحاكاتي فيصبح فيها الجور والممثل متماثلين جسدا وروحا وهما يكابدان كل ضروب الآلام ويعكسانها في منصة العرض، امام الجمهور، ليرى المتفرج اسرة متكونة، من اب وام وابناء، محاطة بالرعب الداهم من قبل صاحب المعطف، وهو يخترق المنزل بقرع الباب، بضربات قوية متصاعدة، ليجبر الاسرة على فتح الباب له ليعبث بحرمة المنزل وهو يسير بخطى واثقة يتحكم بإدارة مصائر ساكنيه، زارعا الخوف بأفاعيله الاجرامية الصادمة. 

يتوزع منظر سينوغرافيا العرض على أبواب خلفية وجانبية وسلاسل وصندوق حديدي من الجهة اليمنى وكدس طابوق من اليسرى، تجثم الام وولديها على الصندوق وينتقل الابناء الى الجهة اليسرى فوق الطابوق وهما مقيدان بسلسة حديدية ويتصارعان وينطرحان ارضا ما بين عدوانية الاول وسلام الاخ الاعمى.. بذريعة ان الام تحب.. الاعمى أكثر منه وتلبي طلباته.

لطخت الابواب في منظرها العام باللون الرصاصي، تارة تكون خلفيتها معتمة واخرى مضيئة، وتصبح مقترنة شرطيا بالظلمة، اذ ما ان تضاء لبرهة عابرة حتى تحدث مأساة، وهذا ما يجعل الاب، يسارع لإغلاق بوابات هذه الغرف ليحمي اسرته من النازلات، والانتهاكات، ويتواصل انين الاعمى منذ البدء وحتى المنتهى، حيث يظهر افراد الاسرة معفرة ملابسهم السوداء، بالتراب وبأشكال متسخة، وتتصاعد وتائر الرعب حين يقتحم الابن احدى الغرف ليعود بكفن لأخيه المفقود الذي قتل غدرا مما يدفع الام الى احتضان هذا الكفن وكذلك كفن جثمان ابنتها ايضا ببكاء مّر، وتتوالى الانتهاكات التي تتعرض لها الام، حين تعرض صورها بطريقة وقحة في وسائل التواصل، وهذا الفعل، يقوم بتنفيذه رجل المعطف حيث زرع كاميرات في غرف النوم ليصبح منزلا للأقنان والتحكم فيه ورهن ارادته ونزواته الاجرامية.

حفل العرض بإيصال ما تكابده الاسرة من تعذيب اذ تتساقط من فوق سلاسل معدنية، متلاطمة من الاعلى الى ارضية المنزل.

وأختتم العرض بتقنيات الضوء واللون وبأشكال متعددة واسهم مرئية انتشرت في الفضاء والفراغات وتحت امرة، صاحب المعطف، والحارس، لبوابة النظام. لعب الممثلون أدوارهم بأداء احترافي خلاق اذ ادى دور الاب: يحيى ابراهيم بقدراته الإبداعية المعبرة وأدت دور الام رضاب احمد لتعكس صورة نقية طاهرة لقديسة باتقان ورقة مشاعر للأمومة النبيلة. وشاطرهم بنسق التمثلات الأدائية الرفيعة، بهاء خيون، بإجادته لدور الاعمى وتقمص انفعالاته، ومعاناته، وسلامة طويته، كذلك أجاد هشام جواد دور الأخ القامع لأخيه والذي وظف صراعه مع اخيه الاعمى بحركات وتعبيرات ووضعيات جسدية خشنة، بالضرب، والسقوط والتدحرج العنيف؛ وتحوله الى الاعتذار من امه. وأخيه.. وأجاد، احمد المختار دور رجل السلطة، بسلوكه المريب تأثير صوته من خارج منصة العرض. وحقق الفنان السينوغرافي المبدع علي محمود السوداني، وكذلك في شفرات التأليف لكاتب النص الفنان المسرحي حيدر جمعة، التي عكست علاماتها الدراماتيكية، بدلالاتها القصدية وتحولاتها التي فتحت تحفيزات رؤيوية للإنجاز الإخراجي، بأبعاده المشهدية وتقنيات المؤثرات الصوتية والضوئية والصورية المجسدة بمهارة متقنة، وبات العرض، كما وصفه الفنان المسرحي المبدع، احمد حسن موسى، بالقول: “لنبحر سويا برحلة مليئة بالمحبة، والدهشة والجمال”.

********************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

مسابقات ثقافية وجوائز مميزة «رصيف الكتب» في الموصل يزدحم بالقرّاء

متابعة – طريق الشعب

يشهد “رصيف الكتب” في أيسر الموصل، عصر يوم الجمعة من كل أسبوع، نشاطات ومسابقات ثقافية وفكرية تشارك فيها العشرات من محبي الكتاب والمطالعة. ومن بين تلك المسابقات “تحدي القراءة” و”تحدي الكتاب المفتوح”.  هذا الرصيف الذي يمتد على مسافة 300 متر، جرى افتتاحه في تشرين الثاني 2017، ليكون متنفسا ثقافيا على غرار شارع المتنبي في بغداد، وليعوض عن “شارع النجفي” أو ما يطلق عليه “شارع الوراقين” الذي تضرر كثيرا بفعل إرهاب داعش.

وتعرض على طول الرصيف، بسطات تضم آلاف الكتب بمختلف العناوين والاختصاصات، ما يجذب أعدادا كبيرة من هواة المطالعة والمثقفين والطلبة. 

يتحدث مسؤول الرصيف صلاح الوراق، عن المسابقات التي يشهدها هذا الفضاء الثقافي، مبينا أن المسابقة التي جرت يوم الجمعة قبل الماضي، كانت مخصصة لطالبات الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وأن الفائزة عن كل فئة تحصل على كتب قيمتها 100 ألف دينار. 

وعن أسعار الكتب يقول أن المكتبات المنتشرة على رصيف الكتب قدمت تخفيضات كبيرة، دعما للقراء.

من جانبه، يقول علاء جاسم، وهو صاحب مكتبة في رصيف الكتب، أن المطبوعات التي يعرضونها منوعة وتلبي أذواق مختلف القراء، مضيفا أن الطلب أحيانا يزداد على الروايات.

ويؤكد أن أسعار كتبه زهيدة، وأن لديه كتبا يصل سعر أحدها 250 دينارا، وأخرى بألف دينار، لافتا إلى أنه يهدف من خلال تخفيض الأسعار إلى دعم الثقافة، ولا يركز كثيرا على الربح.

وينوّه جاسم إلى أنهم على استعداد لتقديم كتب مجانية لأي شخص يعشق القراءة.

 ********************************************************************

جلسة استذكار  للشاعر الراحل عبد الله كوران

متابعة – طريق الشعب

عقدت دار الثقافة والنشر الكردية، الاثنين الماضي، جلسة استذكار للشاعر الكردي الراحل عبد الله كوران (1904 – 1962)، ضيّفت فيها رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب الناقد علي حسن الفواز.

وحضر الجلسة التي التأمت على “قاعة شيركو بيكه س” في مبنى الدار، مسؤولون في وزارة الثقافة إلى جانب عائلة الفقيد وجمع من الأدباء والمثقفين.

وكان بين الحاضرين وكيل الوزارة د. فاضل محمد حسين، الذي قال في كلمة قصيرة أن “كوران مدرسة شعرية كردية متكاملة، تقف في مقام المدارس الشعرية العالمية، وهو مجدد للشعر الكردي”.

بعد ذلك، تحدث الناقد الفواز عن تجربة الشاعر الفقيد، مشيرا إلى أنه ينتقي مفرداته الشعرية بدقة، وانه يعبّر في أعماله الإبداعية بأسلوب مختلف عن غيره من الشعراء.

وفي الختام، قلدت الدار عائلة كوران قلادة تكريم. كما أهدتها لوحا تذكاريا ومجسمات نصفية للشاعر.

 ************************************************************

كركوك.. متطوعون يعالجون حفرة سببت حوادث سير

متابعة – طريق الشعب

بادر 7 شبان من ناحية ليلان شرقي كركوك، إلى ردم وتسوية حفرة على الشارع الرئيس المؤدي إلى الناحية بالقرب من معمل الاسمنت، كانت سببا في حوادث سير خلال الأسابيع الماضية.

وأنجز الشبان هذا العمل التطوعي على نفقتهم الخاصة، مبينين في حديث صحفي أن كلفة التسوية بلغت 30 ألف دينار فقط.

يقول عبد الله يوسف، أحد المتطوعين، أنه “بعد أن يئسنا من قيام الجهات الحكومية بتسوية المطب الذي يسبب حوادث وزحامات، قررنا أن نصلحه بأنفسنا وعلى نفقتنا الخاصة”، مشيرا في حديث صحفي إلى أنه “كنا نتوقع أن تكون التكاليف كبيرة، لكن المبلغ كان بسيطا، وقد تقاسمناه جميعا”.

ويلفت يوسف إلى أنه قبل أيام انفجر إطار سيارة بسبب هذه الحفرة، وكادت المركبة تنقلب لولا براعة السائق، منوّها إلى أنهم يسعون مستقبلا إلى تسوية جميع الحفر المنتشرة على الشارع الرابط بين الناحية ومركز المدينة، والذي يبلغ طوله 12 كيلومترا. 

 **************************************************************

شيوعيو بابل يتفقدون الفنان محسن الجيلاوي

الحلة - محمد علي محيي الدين

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، أخيرا، رئيس نقابة الفنانين في المحافظة الفنان محسن الجيلاوي، وذلك للاطمئنان عليه بعد خضوعه لعملية جراحية تكللت بالنجاح. وخلال اللقاء، أشاد الفنان الجيلاوي بالدور الريادي للحزب في رعاية الطيف الثقافي والاهتمام به، متمنيا للحزب ورفاقه اضطراد التقدم والنجاح سياسيا واجتماعيا.

وفي ختام الزيارة، قدم الوفد باقة ورد إلى الفنان الجيلاوي، متمنيا له وافر الصحة والعافية.

*******************************************************

إدخال اللغة الكردية ضمن منهاج جامعة هارفارد

هلسنكي - يوسف أبو الفوز

لأول مرة في تاريخ جامعة هارفارد الأمريكية العريقة، دخلت اللغة الكردية (سوراني) ضمن منهاجها للعام الدراسي الحالي. فقد افتتح صف رسمي لاربعة طلبة، وذلك بجهود حثيثة من الطالبة دلال حسن، التي بمثابرتها ودعم أسرتها الكبير نجحت العام الماضي في الحصول على منحة للالتحاق بهذه الجامعة.

ولدت دلال في مدينة شيكاغو الأمريكية، لأم كردية من السليمانية، وهي السيدة شيلان علي فتاح ابنة شيوعي استشهد في أحداث حلبجة. أما والد دلال السيد مازن حسن، فهو من منطقة جبلة في سوريا.

ودلال متعددة المواهب. فهي كاتبة رأي وصحفية مثابرة، وخطيبة بليغة، وناشطة في مجال حقوق الأقليات، ومثقفة وقارئة وتتحدث لغات عدة. وقد عرفت بنشاطها البارز ومساهماتها المتعددة في التضامن مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الكردي.

وتعتلي هذه الطالبة منصة جامعة هارفارد مرتدية الزي الكردي لتتحدث عن حقوق المرأة الكردية. بينما تلف حول رقبتها في التجمعات السياسية اليشماغ الفلسطيني، متحدثة عن الحقوق المشروعة لشعب فلسطين. كما أن لها رأيا واضحا في مختلف الشؤون السياسية، ينتصر لحقوق الكادحين ويرفض العنصرية والتمييز.

وفي اتصال هاتفي مع «طريق الشعب»، تحدثت دلال عن موضوع إدخال اللغة الكردية ضمن منهاج الجامعة.  وقالت أن «ارتباطي بالقضية الكردية، فكريا وعاطفيا، وزياراتي لموطن والدتي وعائلتها، جعلني أميل لتعلم اللغة الكردية قراءة وكتابة، كونها تشكل جزءا مهما من هويتي. كما عزز لدي ذلك السعي لتكون هذه اللغة ضمن المنهاج الدراسي لجامعة هارفارد. فبذلت جهودي وتابعت الامر حتى تم إقراره».

وفي نيسان الماضي، كانت دلال واحدة من عشرة طلبة ألقوا خطبا في معرض ربيع 2023 بجامعة هارفارد. وقد حملت خطبتها عنوان «استعادة الهوية الكردية ـ العربية المختلطة».

 ************************************************************

عدد جديد من «الغد»

عن اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، صدر أخيرا العدد 40 من مجلة “الغد”. ضم العدد كتابات سياسية واقتصادية وثقافية عامة، غطت 127 صفحة.  

 **************************************************************

شيّد جسرا للطلبة المدرس معاذ عبد حسن يستحق التكريم

 الكوت - زيارة مجهول

الأستاذ معاذ عبد حسن، المدرس في “ثانوية الرحمانية” المختلطة في ناحية جصان بمحافظة واسط، يحظى باحترام وتقدير طلبته وأولياء أمورهم والطاقم التدريسي وجميع أهالي الناحية، لجهوده المتميزة في تقديم خدمات طوعية مهمة ومميزة للمدرسة والطلبة.  قام الأستاذ معاذ ببناء جسر لعبور الطلبة إلى المدرسة ومنها بطول 4 أمتارا ونصف المتر. كما نصب مكيفات هواء في جميع الصفوف، وحرص دائما على نظافة حمّامات المدرسة.  كذلك سعى إلى أن يكون للمدرسة ملعب كرة قدم وطاولة تنس. وواظب على تنظيم المسابقات العلمية للطلبة، وتكريم المتفوقين دراسيا منهم. وبجهود إدارة المدرسة، نصبت في كل صف شاشة الكترونية إيضاحية للدراسة.   ما تجدر الإشارة إليه أيضا، أن المدرسة حققت هذا العام معدل نجاح 100 في المائة.  ويعرب أهالي جصان عن شكرهم وتقديرهم العالي لهذا التربوي ولإدارة المدرسة وكادرها التدريسي، على جهودهم وتبرعاتهم الشخصية التي جعلت مدرستهم قدوة لبقية المدارس، ويأملون أن تبادر مديرية تربية واسط إلى تكريم الاستاذ والطاقم التدريسي.

 *******************************************************

في بعقوبة .. «دور الإعلام في صناعة الاقتصاد المعرفي»

بعقوبة – طريق الشعب

نظم البيت الثقافي في ديالى، أخيرا، ندوة بعنوان “دور الإعلام الجديد في صناعة الاقتصاد المعرفي”، ضيّف فيها الخبير الاقتصادي صالح المصرفي بحضور شخصيات ثقافية وإعلامية ومديري دوائر.

أدار الندوة التي احتضنتها قاعة الشباب والرياضة في بعقوبة، الإعلامي علي الحجية الحامدي. وتناول الضيف خلال الندوة محاور عدة، منها ما طرأ على الممارسة الإعلامية من تغيرات كبيرة في ظل تطور تكنولوجيا الإعلام والاتصال، والتي ارتبطت بشبكة الانترنيت، مبينا أن هذه التغيرات ساهمت بفضل تطبيقات معينة، في بروز مصطلح الإعلام الجديد، الذي يعد اليوم من صنّاع الاقتصاد المعرفي.  وتطرق المصرفي إلى ماهية البيئة الإعلامية الجديدة، وإلى مفهوم اقتصاد المعرفة وخصائصه والمؤشرات التي يمكن تصنيفها من خلاله. ثم انتقل إلى العلاقة بين اقتصاد المعرفة والإعلام الجديد، وأوجه الاستثمار فيهما.  ونوّه إلى أن تطور العمل الإعلامي اقترن بالتطور التقني والتكنولوجي، وكان دائما ما يعكس القفزات العلمية والتقنية بشكل متسارع، بدءا من الصحف، فالمذياع، وصولا إلى التلفاز والمحطات الفضائية، وأخيراً مجتمع الإنترنيت وصفحات التواصل الاجتماعي التي صاغت مفهوم الإعلام الجديد.