الصفحة الاولى

في اجابته على اسئلة «النصير الشيوعي»

رائد فهمي: لتحالف قيم المدني حظوظ حقيقية في كسب ثقة الناخبين واصواتهم

بغداد ـ طريق الشعب

وجهت هيئة تحرير جريدة النصير الشيوعي مجموعة أسئلة الى الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، أجاب عليها مشكورا وكانت كما يأتي:

النصير الشيوعي: سبق للحزب ان قاطع انتخابات عام 2021 البرلمانية ودعا الى مقاطعتها، واليوم نراه يدعو الى المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المقررة في 18 كانون الاول القادم. كيف تفسرون هذه الانتقالة وماهي مبرراتها؟

فهمي: مقاطعة الحزب انتخابات 2021 البرلمانية تمت بناء على نتائج الاستفتاء الداخلي الذي أجراه الحزب، وشمل جميع أعضائه بمن فيهم الرفيقات والرفاق في منظمات الخارج. إذ صوّت أكثر من ثلثي الأعضاء لصالح خيار مقاطعة الانتخابات. وهذا مقارب لنسبة عموم الناخبين الذين عزفوا عن المشاركة في الانتخابات.

وقد أوضحنا حينذاك وأكدنا لاحقا في مناسبات عدة وفي الوثائق التي صدرت عن اجتماعات اللجنة المركزية، أن قرار المقاطعة يتعلق بانتخابات 2021 البرلمانية ولا يشكل رفضا مطلقا وشاملا للمشاركة في الانتخابات.

من الناحية المبدئية تعتبر المشاركة في الانتخابات وخوض الحملات الانتخابية شكلا من أشكال الصراع السياسي السلمي، وان لقرار خوض اية انتخابات ابعاد تكتيكية واستراتيجية مرتبطة بتقديرات الحزب للأوضاع السياسية العامة في البلد، ولموازين القوى في الظرف الملموس، ولمدى استعداد القوى والشرائح الاجتماعية ذات المصلحة في التغيير لخوض أشكال متقدمة من الصراع.

************************ 

على طريق الشعب

ارتفاع الاسعار

والقدرة الشرائية للمواطن

شهدت السنتان الاخيرتان ارتفاعا في معدلات التضخم على المستوى العالمي، وذلك بفعل التأثيرات والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية النراكمية لجائحة كورونا وللحرب الروسية- الاوكرانية، وبشكل خاص انعكاساتها على اسعارالحبوب والمواد الغذائية، وعلى اسعار الطاقة. وقد تفاقمت الضغوط التضخمية بارتفاع هوامش الربح في الأسواق العالمية من قبل الشركات الاحتكارية للاغذية والطاقة والمضاربات المالية في الاسواق العالمية.

وكانت العوامل الخارجية احد اسباب ارتفاع اسعار المواد الغذائية بصورة حادة في العراق، ولكن السبب الاهم كان انخفاض سعر صرف الدينار مقابل الدولار بنسبة زادت على على العشرين في المائة.

وفي بلد يكاد يعتمد كليا على الاستيراد في تأمين معظم احتياجاته من السلع الاستهلاكية والمعمرة والانتاجية، بما في ذلك الغذائية الاساسية، يترتب على الانخفاض في سعر صرف الدينار ارتفاعا باسعار المواد المستوردة بنسبة اكبربسبب رفع التجار لهوامش ربحهم متذرعين بعنصر اللايقين وغيره من المبررات.

ويؤدي تضخم الاسعار، وأسعار الغذاء على وجه الخصوص، الى فقدان الاسر للقدرة الشرائية، خاصة عندما لاترتفع دخولهم بالسرعة والنسبة التي ترتفع بها الاسعار، ما يعني انخفاض دخولهم واجورهم الحقيقية، مما يلحق اضرارا وصعوبات بالغة بالاسر والمواطن، وبذوي الدخل المحدود والمنخفض في المقام الاول.

وعلى الدولة والحكومة ان يعيا جيدا العلاقة بين التضخم في الاسعار وتعمق الفوراق في الدخل وتدهور الأوضاع المعيشية للفئات الشعبية وتفشي الفقر.

فللتذكير نشير الى ان القدرة الشرائية للرواتب والاجور تعني كمية السلع والخدمات التي يتم اقتناءها وشراءها بالراتب اوالاجور، واذا ما ارتفعت اسعار السلع او المواد من دون ان يواكب ذلك ارتفاع مقابل بنفس النسبة في الرواتب او الأجور، فيعني ذلك انخفاض كمية السلع التي يمكن شراؤها وبالتالي اخفاض في مستوى معيشة المواطن. وهذا بالضبط مانشهده في بلدنا ويتجلى في ازدياد مظاهر الفقر والحاجة واشتداد المصاعب الحياتية لشرائح متزايدة من المجتمع.

ان اغفال هذه الحقائق وتصوير التضخم بانه مؤشر عافية وتحسن في القدرة الشرائية للمواطن، لا يعكس فقط فهما خاطئا فاضحا لهذه الظاهرة الاقتصادية ولأسبابها وآثارها، وانما يعكس أيضا وجود قطيعة مع الواقع المعاش لجماهيرشعبنا.

فالمطلوب هو الالتفات الجدي من قبل الدولة والحكومة لمعاناة ذوي الدخول الضعيفة والمعدمة بالدرجة الاولى واتخاذ الإجراءات المالية والاقتصادية الملحة لتأمين مستلزمات حياتهم الاساسية، وعلى نطاق اشمل العمل بحزم من اجل اتخاذ الإجراءات الاقتصادية السليمة والفاعلة لتثبيت سعر صرف الدينار الرسمي في السوق وملاحقة المتلاعبين فيه وتشجيع الانتاج الوطني وتوفير فرص العمل واتخاذ اجراءات لصالح العدالة الاجتماعية.

************************* 

الشيوعي العراقي: ملف المغيبين قسرا ظاهرة مرعبة.. وعلى الحكومة إنصاف عوائلهم

بغداد ـ طريق الشعب

تزامنا مع حلول اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، في 30 آب من كل عام، أكد الرفيق علي صاحب، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، إن “الآلاف من العراقيين ما زالوا يبحثون عن مصير المفقودين من ذويهم الذين غيّبتهم سنوات الحروب والنزاعات وقمع الأنظمة السياسية أو الجهات المسلحة الخارجة عن القانون”.

وقال صاحب في تصريح نقله المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي، إن “ملف المغيبين قسرا صار ظاهرة مرعبة ومأساوية في العراق”، مشيرا الى ان “هناك الكثير من الاسئلة التي تطرح بشأنه من دون أن تلقى الاجابات المطلوبة من قبل الجهات المعنية”.

واضاف، ان “الأرقام التي يتضمنها هذا الملف كبيرة جدا، وهي ترتبط بمحاور عديدة تبدأ من الممارسات القمعية للنظام البائد، وما تلاه بعد 2003 من جرائم ارتكبتها التنظيمات الارهابية، فضلا عن القمع والتغييب الذي تعرض له العراقيون على يد الجهات الخارجة عن القانون والميليشيات وبالخصوص في تظاهرات انتفاضة تشرين 2019”.

وتابع عضو المكتب السياسي للحزب، أن “ذوي الضحايا لا يعلمون مصير من فقدوا، إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة أم في عداد الموتى”، مضيفا ان ذلك “ترتبت عليه معاناة نفسية كبيرة، فضلا عن المصاعب المادية التي تواجههم والعراقيل التي توضع امامهم”.

ونوه صاحب بأنه “لا توجد أرقام معتمدة لهذا الملف. انما هناك مصادر تتحدث عن وجود ما بين 16 إلى 25 ألف ضحية اختفوا بطرق مختلفة، فيما تكشف اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العراق عن وجود حوالي 29 ألف مغيب ما زالت ملفاتهم مفتوحة”.

واكد أن “ملف المغيبين والمختطفين ما زال حاضرا، وهناك دعوات واسعة الى اعادة الحق الى الضحايا وذويهم، والكشف عن الجناة ومحاسبتهم”، لافتا الى ان “اللجان التحقيقية التي شكلت، لم يسفر عملها عن نتائج تذكر، بل غابت عن المشهد كبقية اللجان التي جرى تشكيلها منذ 20 عاما وحتى الآن”.

ونبه الى ان “أصابع الاتهام تشير الى أن جهات متنفذة ارتكبت الكثير من هذه الجرائم، وأن للملف تداخلاتٍ سياسية وطائفية ومناطقية وأمنية مؤسفة”، معتبراً ذلك “يضع الحكومة أمام مسؤوليات كبيرة يجب أن تؤديها”.

وواصل الرفيق صاحب حديثه بأن “على الحكومة الاقدام على خطوات إجرائية ملموسة، تبعث من خلالها رسائل تطمين الى العوائل المفجوعة بأبنائها، وأن تكون هناك نية صادقة لوضع نهاية عادلة لقضية المخطوفين والمغيبين”، مقترحا “اعتماد قاعدة بيانات موثقة، مع الاستعانة بالامم المتحدة لتقصي الحقائق حول الموضوع. كذلك الشخصيات ومنظمات المجتمع المدني، وان تُتخذ بعض الخطوات الأخرى مثل انصاف العوائل ورعايتها واحتساب راتب تقاعدي لمن كان موظفا منهم”.

**********************

راصد الطريق

60 كتابا لم تشفع لـ «أوائل الجامعات»!

بعد أن ضمّن مجلس النواب قانون الموازنة العامة، فقرة تتناسب مع قرار لمجلس الوزراء سنة 2017، يحصر تعيين الطلبة الأوائل بوزارة التعليم العالي، وبانسجام مع هذا، أصدرت وزارة المالية بعد اقرار الموازنة، 60 كتابًا رسميًا أخطرت فيها الوزارات بنقل الأوائل وتخصيصاتهم المالية إلى التعليم العالي. إلا أن الأخيرة، رفضت ببساطة كل هذه الكتب، واشترطت اجراء النقل الى ملاكها “وفقا للحاجة”.

لنفترض ان لهذا سببا منطقيا! فماذا عن المئات بل الآلاف الذين استقبلتهم الوزارة دون حاجة لاختصاصاتهم؟ هل كانت للمحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة، هنا، الكلمة العليا؟

الأمر الخطير هنا، هو أن رفض أية وزارة تنفيذ القوانين النافذة يشكل مؤشرا مقلقا على استفحال ظاهرة “كلمن بكيفه”؛ حيث الوزير أو المدير أو حتى مسؤول الشعبة، يتعامل مع المهام المناطة به بطريقة “الآمر الناهي” دون الرجوع إلى القانون، ضاربا بذلك مؤسسات الدولة عرض الحائط.

فهل وزارة التعليم العالي حكومة قائمة بذاتها؟

إنّ تصرفات كهذه تدلل على غياب التخطيط الإستراتيجي والرؤية الموحدة والتنسيق بين المؤسسات في تعاملات إجرائية كهذه.

أخيراً: لا يمكن لاستفحال ظاهرة التجاوز على القانون وتجاهل محتواه، أن يسهم في بناء مؤسسات الدولة، ولا بد للحكومة والبرلمان من وضع حد لمثل هذه الممارسات.

**********************

مظهر محمد صالح

يرد على البنك الدولي

متابعة ـ طريق الشعب

اوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون المالية مظهر محمد صالح، ان تقدير البنك الدولي لديون العراق بأكثر من 150 مليار دولار “مبالغ بها” وغير حقيقية، فيما استعرض ديون العراق بالمجمل في محاولة لتفسير مصدر الرقم الذي تحدث عنه البنك الدولي.

***************************

 الصفحة الثانية

النزاهة: هدر مليار دينار من قبل مصرف الموصل ومطار النجفً

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت هيئة النزاهة، عن تسبب مصرف الموصل للاستثمار والتنمية فرع مطار النجف بهدر أكثر من مليار دينار.

وذكرت الهيئة في بيان أنه “تم تأليف مكتب تحقيق الهيئة في محافظة النجف الأشرف فريق عملٍ؛ للتدقيق والتحرِّي عن معلوماتٍ وردته تتعلق بتحويل مصرف الموصل للاستثمار والتنـمية الأهلي – فـرع مطار النجف حساب رصيد المطـار من الدولار إلى الدينار العراقي وبسعر الصرف الرسمي، وغلق حسابه الجاري بالدولار لديهم، وتحويله إلى المصرف العراقيّ للتجارة، على الرغم من الإيداع بالدولار ودون موافقة إدارة المطار”.

وأضافت أن “الفريق انتقل إلى مطار النجف الأشرف، وبعد إجراء التحرّي والتدقيق والتقصّي توصَّل إلى صحَّة المعلومات المُتضمّنة حدوث هدرٍ بالمال العام قدره (1,140,300,000) مليار دينار حاصل من فرق السعر السائد بالسوق عن السعر بعد تحويل مبلغ (5,430,000) ملايين دولار إلى المصرف العراقي للتجارة، وغلق الحساب دون موافقة إدارة المطار وبشكلٍ مُخالفٍ لتعليمات البنك المركزي”.

وبينت أن “فريق المكتب تمكَّن من ضبط الأوليَّات كافَّة المُتعلّقة بحساب مطار النجف في مصرف الموصل للاستثمار والتنمية الأهلي، مُنبّهةً إلى أنَّ مدير مصرف الموصل للاستثمار والتنمية فرع المطار امتنع عن التعاون وتزويد الفريق بأيَّة معلومات”.

*********************** 

كل خميس

.. ومتى شغل سعر الرغيف

بال المتنفذين؟

جاسم الحلفي

قدم الزميل هشام علي، مقدم برنامج لعبة الكراسي في فضائية الشرقية، حلقة تناول فيها، من بين أمور أخرى، مسألة ارتفاع سعر الخبز، مذكرا بالمقولة المعروفة المنسوبة للشهيد عبد الكريم قاسم: “زغّر الصورة وكبر الصمونة”. والتي اطلقها خلال احدى جولاته التفقدية لاحوال المواطنين وزيارته لفرن صمون، حيث وجد صاحب الفرن قد علق صورة كبيرة له (للزعيم)، بينما كانت الصمونة التي يبيعها صغيرة، بما يخالف الاوزان التي حددتها الوزارة.

 تجاهل ضيف البرنامج العبارة المأثورة هذه وكأنه لم يسمع بها، رغم شهرتها وكثرة ترديدها على ألسن لما تحمل من استهجان للاستغلال والانتهازية.

 عموما لا يوجد وجه للمقارنة بين خصال الشهيد وسجاياه وبين من تولى الحكم من المتنفذين بعد ٢٠٠٥، فالاول عرف ببساطته وكثرة تجواله بين الناس وتفقد احوالهم، بينما المتنفذون لا يبرحون قصورهم المحروسة جيدا. الاول ناصر الفقراء ودافع عنهم، وبنى مدنا لهم بعد ان كانوا يسكنون العشوائيات، بينما في ظل حكم منظومة المحاصصة والفساد تصاعدت اعداد الفقراء واتسعت رقعة العشوائيات، رغم الوفرة المالية غير المسبوقة.

الزعيم عبد الكريم قاسم اعتمد المواطنة اساسا في الحكم، بينما ارست طغمة المتنفذين الطائفية السياسية منهجا وسلوكا، وعرف الزعيم بنزاهته فيما تموضع الفساد اليوم في كل مفاصل الدولة وغدا جائحة حقيقية.

واهتم الزعيم بسعر الصمونة وحجمها، وكان عارفا باسباب ذلك وما يقف وراءه من نوايا، مستبعدا الفرضيات البعيدة عن الأسباب الجوهرية، والتي يريد المتنفذون اليوم ابرازها هروبا الى امام، وإنكارا لفرضية الضغط على معيشة الناس، مدعين مثلا ان ارتفاع أسعار الخبز هو لتحسين نوعيته، او لتحسين القدرة الشرائية للمواطنين.

ونحن مثل عامة الناس ندرك ان وراء ارتفاع أسعار قوت الفقراء المتمثل بالرغيف، ارتفاع أسعار الطحين، وضعف الرقابة، وشحة الدعم الحكومي وجشع المحتكرين، فكيف للمتنفذين اللاهثين وراء مصالحهم ان يدركوا ذلك.

وعند الاستماع الى الحلقة المذكورة من برنامج لعبة الكراسي تقفز الى الذهن حكاية ملكة فرنسا أيام زمان ماري انطوانيت، التي فاجأتها ثورة جياع فرنسا في 14 تموز 1799، واقتحامهم البطولي لقصر فرساي، فقالت عندما عرفت ان مطلبهم هو الخبز: ليأكلوا البسكويت اذا لم يتوفر الخبز!

وكي لا نذهب بعيدا في تاريخ فرنسا، نذكّر بقول احدهم قبل سنوات معدودات: “المية الف دينار اللي تاخذوها تكدرون تصرفون منها 30 الف، والـ 70 الف الباقية ضموها، والنستلة مو ضرورية”.

ان ارتفاع سعر رغيف الخبز وعدم الإفصاح عن أسبابه الحقيقية، انما يعكس عدم اكتراث طغمة الحكم بمعيشة الناس. ولا يعني ذلك باي حال انتفاء تلك الاسباب، وسيبقى سؤال ارتفاع سعر الخبر محيّرا للمتنفذين، يوم يواجههم المحرومون والمظلومون، عاجلا ام اجلا، بثورة سلمية عنوانها الأساسي: العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.

ان سؤال رغيف الخبز انما يعبر بوضوح شديد عن قضية كرامة ملايين العراقيين، المرميين تحت خط الفقر، والذين يكتوون بلهيب شمس الصيف الحارقة، الذي تضاعفه سقوف صفيح بيوتهم المتهاوية، التي تغرق في اوحال الشتاء القارس.

نعم، ليس سعر رغيف الخبز ما يشغل بال المتنفذين، انما هو التشبث بمقود السلطة واستمرار تربعهم على كراسيها. كما ان الخبز وسعره ليسا وحدهما ما يجهله المتنفذون او يغضون الطرف عنه. فهناك مثلهما قضايا أخرى مهمة لها علاقة بمصير البلد ومستقبله وسيادته وحرمة أراضيه، وليس مستغربا ان يزعم احدهم ان حدودنا مؤمّنة وسالمة !

***********************

جرحى القوات الأمنية يطالبون بحقوقهم المشروعة

وقفة احتجاجية تطالب بتشريع قانون العنف الاسري

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت العاصمة بغداد ومحافظة السليمانية، ثلاث تظاهرات احتجاجية، حملت مطالب مختلفة، من بينها مطالبة العشرات من النساء بإعادة النظر في الحكم الصادر بحق امرأة عذبت ابن زوجها حتى الموت، فيما دعين الى ضرورة تشريع قانون العنف الاسري.

وقفة احتجاجية نسوية

ونظم عدد من النساء والناشطات والصحفيات البارزات في مجال الدفاع عن حقوق الانسان وتمكين المرأة، وقفة استنكارية بالقرب من مبنى مجلس القضاء الأعلى في منطقة الحارثية، مطالبات بتغيير التكيف القانوني للحكم الصادر في قضية الطفل المغدور موسى، والتأكيد على ضرورة تشريع قانون العنف الأسري، ليكون هناك رادع يمنع تكرار هذه الجرائم.

وعملت قنوات ووسائل اعلام محلية وعربية وأجنبية على تغطية الوقفة، حيث شهدت أيضا مناقشة مطالب الوقفة قانونياً وإنسانياً.

ورفعت النساء اللواتي شاركن في الوقفة لافتات تطالب القضاء العراقي - متمثلاً بمحكمة التمييز الاتحادية - بإعادة النظر في التكييف القانوني لجريمة قتل الطفل موسى، وتغيير الوصف القانوني من مادة ٤١٠ أولاً إلى المادة ٤٠٦ أولاً، لتكون رادعاً لكل من تسوّل له نفسه انتهاك حرمة الأطفال.

الأوائل والتعليم العالي

وتظاهر العشرات من الطلبة الأوائل، احتجاجا على رفض وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الكتب الصادرة من وزارة المالية بنقلهم الى التعليم، حيث جرى إقرار ذلك وفقا لقانون الموازنة العامة للبلاد.

وناشد المتظاهرون الجهات المعنية الاستجابة الى مطالبهم.

وكان مجلس النواب قد صوت لصالح نقل الأوائل من الوزارات كافة الى التعليم العالي، ضمن قانون الموازنة العامة وذلك انسجاما مع قرار 67 لسنة 2017 الذي حصر تعيين الأوائل بتلك الوزارة.

وأصدرت وزارة المالية بعد اقرار الموازنة 60 كتابا رسميا أخطرت فيها جميع الوزارات بنقل الاوائل وتخصيصاتهم المالية الى التعليم العالي، بيد ان الجميع فوجئ برفض الدائرة الادارية والمالية في وزارة التعليم أوامر النقل وكتب المالية، راهنة عملية النقل الى وزارتها بالحاجة لبعض الاختصاصات فقط .

ضحايا العمليات الإرهابية

من جانبهم، تجمع العشرات من ذوي ضحايا “العمليات الإرهابية” من منتسبي قوات البيشمركة في السليمانية، أمام دائرة التقاعد بالمحافظة، مطالبين بجملة من الحقوق.

وقال المتظاهر كامران احمد: إنّ “شقيقه تعرض لإصابات بالغة خلال الحرب مع داعش في محافظة كركوك عام 2014، وقد وصلت نسبة العجز لديه إلى 70 بالمئة، وهو الآن مقعد ولا يستطيع الحركة”.

وأضاف، انه “رغم تدهور حالته الصحية فهو لم يتسلم رواتبه الشهرية القليلة جدا، والتي لا تكفي حتى متطلبات علاجه منذ ثلاثة أشهر، وهذا ظلم كبير بحق اخي وبحق كل ضحايا العمليات الإرهابية الذين ضحوا من أجل البلد”.

ودعا المتظاهر الى أن تجري إحالة ضحايا العمليات الإرهابية على مؤسسة الشهداء وضحايا الإرهاب، كونهم لم يتقاعدوا عن الخدمة في قوات البيشمركة، انما اعيقوا عن الاستمرار في العمل، مطالبا بصرف مستحقاتهم الشهرية المستقطعة.

************************ 

وفد من الشيوعي العراقي يزور السفير الفلسطيني لمناسبة انتهاء مهام عمله

بغداد ـ طريق الشعب

قام وفد من لجنة العلاقات الوطنية في الحزب الشيوعي العراقي، بزيارة الى السفارة الفلسطينية، صباح امس الاربعاء ٣٠ اب ٢٠٢٣، لمناسبة انتهاء عمل السفير الفلسطيني في العراق الدكتور أحمد عقل.

ونقل الوفد تحيات قيادة الحزب لسعادة السفير وطاقم السفارة، والتأكيد على مواقف الحزب المبدئية الداعمة لقضية الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه المغتصبة كاملة بما في ذلك  إقامة دولته الوطنية، مؤكدا استنكاره التام لهجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الأهالي والمدنيين العزل.

واستعرض الوفد في ذلك موقف الحزب وجهوده التي يبذلها لإعادة النظر في قانون ٧٦ لسنة ٢٠١٧ والعمل على تعديله.

ولمناسبة انتهاء أعمال السفير الدبلوماسية في بغداد، أكد الوفد تقديره العالي لدور الدكتور عقل وحضوره المتواصل لمختلف النشاطات التي يقيمها الحزب.

وأكد وفد لجنة العلاقات الوطنية، ان الشيوعي العراقي تبقى أبوابه مشرعة أمام الأخوة الفلسطينيين.

ضم وفد الحزب الرفاق د. علي مهدي، حيدر مثنى، شميران مروكل وفاضل الموسوي.

*********************

العلاقات الوطنية في الشيوعي العراقي تستقبل وفدا نسويا سورياً

بغداد ـ طريق الشعب

استقبلت لجنة العلاقات الوطنية في الحزب الشيوعي العراقي، أول أمس يوم الثلاثاء، الوفد النسوي لمؤتمر ستار السوري، وبحث معه موضوعات مختلفة تخص الحقوق المدنية وحرية المرأة وحماية البيئة وغيرها.

وتألف الوفد النسوي السوري من الرفيقة وليدة بو طي منسقة مؤتمر ستار، والرفيقة منال محمد، عضو لجنة العلاقات والاتفاقيات السياسية الديمقراطية للمؤتمر.

وبعد الترحيب بالوفد الزائر، قدمت منسقة المؤتمر نبذة تعريفية عنه، وأهدافه ونشاطاته، مؤكدة انه يركز على معايير الديمقراطية وحماية البيئة وتعزيز حرية المرأة، وكذلك يسعى لتحقيق نظام الامة الديمقراطية، لكي يبتعد الشعب عن الاعتماد على السلطة والدولة من خلال تطوير عمل المؤسسات المستقلة.

وقالت بو طي، ان المؤتمر يدافع أيضا عن التعايش السلمي والمشاركة الديمقراطية للجميع، ويسعى لضمان حقوق الفئات والشرائح العرقية والدينية والسياسية والثقافية المختلفة في المجتمع.

وتناول اللقاء الى جانب ذلك العديد من الموضوعات السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها.

وكان في استقبال الوفد الرفاق الدكتور علي مهدي، شميران مروكل، جاسم ابو عصام، علي الشيبان، كريمة الساعدي.

************************

 الصفحة الثالثة

في إجابته على اسئلة «النصير الشيوعي»

رائد فهمي: لتحالف قيم المدني حظوظ حقيقية

في كسب ثقة الناخبين واصواتهم

فانتخابات 2021 كانت انتخابات مبكرة طالبت بها وفرضتها انتفاضة تشرين الباسلة، وكان يفترض أن يجري تنظيمها خلال عام 2020، عندما كان هناك التفافٌ شعبي واسع مع الانتفاضة ومطالبها بالتغيير، ورفضٌ شديد لمنظومة قوى المحاصصة الماسكة بزمام الحكم. أي أن انتخابات 2021 المبكرة كان يراد لها أن تكون فاتحة ورافعة للتغيير في ظل تعبئة جماهيرية ضاغطة، نجحت في اسقاط الحكومة وفرض تشريعات جديدة للعملية الانتخابية.

إلاّ أن منظومة الحكم لجأت إلى التسويف والتعطيل، لكسب الوقت وانتظار تراجع مستوى التعبئة الجماهيرية.  كما انها عملت في الوقت ذاته على تشديد ملاحقة العناصر القيادية في الانتفاضة، وحرمانهم من المشاركة في الانتخابات، ما اضطر الكثيرين منهم للالتجاء إلى الإقليم أو الخارج. وقبلها تم استخدام العنف السافر ضد المنتفضين، ما أدى إلى استشهاد المئات واعتقال أعداد أكبر، كما تم زرع منظمات وأشخاص مرتبطين بالأجهزة الأمنية أو بالتنظيمات والفصائل المسلحة، في أوساط المنتفضين وفي ساحات الاحتجاج، وجرى إغداق الأموال لشراء الذمم واستمالة بعض ضعاف النفوس من المنتفضين.

ونشير هنا الى مشاركة الحزب الواسعة في الانتفاضة، وتقديمه شهداء ابرار وضحايا آخرين، كما طالت الاعتقالات رفاقه واصدقاءه. وتضامنا مع الانتفاضة واستنكارا للقمع المنظم والواسع الذي تعرضت له، قدم نائبا الحزب في البرلمان استقالتهما، وأقدم على الخطوة ذاتها رفاقه أعضاء مجالس المحافظات.   

في ضوء كل هذه المعطيات وغيرها، مثل ما يتعلق بتوزيع الدوائر الانتخابية، خلص الرأي الى أن انتخابات 2021  المبكرة لن تحقق الأهداف المتوخاة منها أصلا، وأنها ستستخدم لامتصاص الغضب الشعبي وتخفيف الضغط على منظومة الحكم، ولتمكينها من إعادة ترتيب أوضاعها بعد الهزة الشديدة التي تعرضت لها بفعل الانتفاضة الباسلة.

على هذا فان قرار المقاطعة في تلك الظروف كان يهدف إلى الحفاظ على ما حققته الانتفاضة من انجاز على صعيد توسيع المشاركة الجماهيرية، وتكريس الرفض الشعبي الواسع لنهج المحاصصة ومنظومتها السياسية الغارقة بالفساد، وخلق ظروف أفضل لتقريب وتوحيد عمل ومواقف قوى الاحتجاج.

أما انتخابات 2023 لمجالس المحافظات فتخاض في ظروف مختلفة. فالزخم الاحتجاجي السياسي الجماهيري تراجع نسبيا، وباتت الاحتجاجات ذات طابع مطلبي بشكل أساسي. كما ان انتخابات 2021 كشفت عن وجود فرص وإمكانيات لتحقيق اختراقات، وتأمين فوز مرشحين من خارج قوى المحاصصة. فيما توفرت استعدادات أكبر لدى الكثير من العناصر القيادية النشيطة في قوى الاحتجاج والانتفاضة، على استخلاص الدروس من نقاط ضعف وثغرات الانتفاضة، والتوجه نحو العمل المنظم وبلورة رؤى برنامجية لمواجهة نهج المحاصصة ومنظومة حكمها وفسادها. كذلك كشفت نسبة العزوف والمقاطعة العالية في ٢٠٢١ حقيقة القاعدة الاجتماعية والشعبية الضيقة للأحزاب والتنظيمات الماسكة بزمام الحكم، مقابل اتساع نطاق الرفض الشعبي الواسع لها.

النصير الشيوعي: نجح الحزب وقوى التغيير الديمقراطي في تشكيل إطار للعمل الانتخابي المشترك، هو “تحالف قيم المدني”. هل هناك مساع جدية لضم قوى او تجمعات مدنية اخرى الى هذا التحالف؟ كذلك: ما موقع ودور الحزب في هذا التحالف؟

فهمي: لقد استغرق تشكيل “تحالف قيم المدني” وقتا طويلا، ومهدت له حوارات ولقاءات وفعاليات سياسية وتنظيمية معمقة، توصلت إلى تحديد قاعدة سياسية وفكرية مشتركة، تؤسس لتحالف سياسي وانتخابي يحمل مشروعا وطنيا ديمقراطيا مدنيا، ينبذ نهج المحاصصة والفساد والسلاح خارج إطار الدولة وسيطرتها، ويدعو إلى إقامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية. وفي مجرى هذه العملية تم الانفتاح على معظم القوى والتجمعات المدنية والتواصل معها، كذلك التوصل إلى تفاهمات وصيغ تعاون مختلفة مع البعض ممن لم ينضموا إلى التحالف. وقد أغلق الآن باب تسجيل التحالفات، لذا سيخوض تحالف قيم المدني الانتخابات بتشكيلته النهائية، التي تضم عشرة أحزاب وتنظيمات مسجلة، إضافة إلى قوى وتشكيلات أخرى، سيخوضها في ١٣ محافظة، كما سيكون حزبنا طرفا في قوائم مدنية محلية في محافظتين.

ويلعب الحزب دورا أساسيا في تشكيل هذا التحالف، وفي ادارته بالتعاون والتنسيق مع القوى المتحالفة الأخرى، وسيكون مرشحوه حاضرين في جميع قوائم التحالف في المحافظات الخمس عشرة.

النصير الشيوعي: اشتراك القوى المدنية في انتخابات مجالس المحافظات يمثل تحديا كبيرا وينبيء بصراع شرس. ما هي الاسلحة المتوفرة لديكم والتي تعولون عليها في الفوز بأصوات الناخبين؟

فهمي:  لا شك أن القوى المتنفذة وقوائمها تمتلك المال ونفوذ السلطة ومواردها ومنافعها، كذلك السلاح والقنوات الفضائية والمنصات الاعلامية والجيوش الالكترونية، بما يمكن أن يحقق لها الهيمنة على العملية الانتخابية ومخرجاتها. الا ان عزوف ومقاطعة أكثر من ثمانين في المائة من الناخبين في انتخابات 2021 يبيّن مستوى الرفض الكبير لهذه المنظومة، احزابا وجماعات وشخصيات.

ومعلوم ان من أسباب تجلي الرفض الشعبي للأحزاب والكتل الماسكة بالسلطة في العزوف عن الانتخابات ومقاطعتها، ذلك التشتت السابق في صفوف الاحزاب والقوى الوطنية والمدنية الديمقراطية، وعدم نجاحها في تشكيل تحالفات سياسية وانتخابية مؤثرة، تزيح صورة الانقسام والنخبوية الضيقة الحاضرة في الوعي العام.

نعم، التحدي كبير امام تحالف قيم المدني، ليعمل على ارسال صورة أخرى الى المجتمع وجمهور الناخبين، صورة احزاب وقوى وشخصيات مدنية ديمقراطية تمتلك تاريخا سياسيا نضاليا، ورصيدا اخلاقيا وثقافيا ومعنويا رفيعا خاليا من شبهات الفساد، وأياد بيضاء غير ملوثة بنهب المال العام ودم الابرياء. وهي اثبتت، عبر تحالف قيم المدني، قدرتها على العمل الموحد وعلى بناء مشروع وطني مشترك، لاستنهاض العراق وتخليصه من دوامة الصراعات والفشل.

ولقد نجح تحالف قيم حتى الآن في إشغال موقع مؤثر في الساحة السياسية، تقيم له القوى الاخرى حسابا كجهة معارضة لنهج المحاصصة، تتسم بالتماسك وبامتلاك برنامج سياسي تغييري.

لذا فان تحالف قيم المدني إذا ما عزز وحدته وامتلك خطابا واضحا يلامس هموم المواطن والمواطنة، وممارسة سياسية وجماهيرية منفتحة تتجسد في الحملات الانتخابية لمرشحيه في بغداد والمحافظات، فان له ولمرشحيه حظوظا حقيقية في كسب ثقة الناخبين وأصواتهم.

النصير الشيوعي: اعتمد الحزب في نضاله مسارين اثنين: من داخل المؤسسة الرسمية، وعبر الضغط الشعبي. فهل ما زالت للحراك في رأيكم الاولوية في التغيير؟

فهمي: نحن ندرك بوضوح أن التغيير العميق والشامل يتطلب تغييرا في موازين القوى السياسيةً، لصالح القوى التي تتبنى بثبات مشروع التغيير. كما ندرك ان عملية التغيير يرافقها صراع سياسي واجتماعي متعدد الاشكال والوسائل.

وقد بيّنت تجربة السنوات الماضية لحكم المحاصصة، ان منظومتها السياسية عصية على الإصلاح، نظرا لمقاومة الاحزاب المتنفذة والشرائح الاجتماعية المستفيدة التي تمثلها، لأي اجراء حازم يهدف الى محاربة الفساد ومحاسبة كبار الفاسدين، والى التخلي عن نهج تقاسم مواقع المسؤولية في الدولة بعيدا عن معايير الكفاءة والنزاهة، والى محاسبة قتلة المحتجين وحلّ الجماعات المسلحة غير الخاضعة للدولة قانونا وفعلا. لهذا يظل الضغط الشعبي عنصرا رئيسيا لا غنى عنه، للتغلب على مقاومة القوى ذات المصلحة في إبقاء الاوضاع على حالها.

ونحن لا نرى تعارضا بين خوض النضال السياسي من داخل مؤسسات الدولة عبر العملية الانتخابية، ومن خارجها من خلال العمل الجماهيري والاحتجاجي، المطلبي والسياسي، وطبيعي ان تختلف درجة التركيز على أي من الشكلين حسب تبدل الظروف الملموسة.

النصير الشيوعي: ما الذي تطالبون به كي تكون الانتخابات نزيهة وناجحة؟

فهمي: نحن نشدد على ضرورة استقلالية مفوضية الانتخابات ودوائرها، وعلى  دورها في التطبيق العادل والنزيه لقانون الانتخابات، وان تعمل على التنفيذ الفعلي لقانون الاحزاب الذي يحظر مشاركة الاحزاب ذات الاذرع المسلحة، وان تشدد أيضا على فرض سقوف للإنفاق المالي على الحملات الانتخابية، ومطالبة الاحزاب والكتل بالكشف عن مصادر  تمويلها، ومحاسبة الاحزاب والمرشحين الذين يقومون بشراء الاصوات وتقديم الخدمات البلدية كرشوة للناخبين، كما ان على الدولة تأمين حرية المرشح والناخب وحمايتهما من أية ضغوط قد يتعرضون لها، من جانب قوى وجماعات تدعمها قوى نافذة.

كذلك تكتسب عملية مراقبة الانتخابات من قبل منظمات المجتمع المدني المتخصصة ومن جانب الامم المتحدة، اهمية كبيرة، خصوصا مراقبة سير عملية التصويت الالكتروني، وعدّ وفرز الاصوات.

النصير الشيوعي: كيف تقيّمون حظوظ قوى التغيير في هذه الانتخابات؟

فهمي: سيكون التنافس والصراع في هذه الانتخابات حاميا، وبوسعنا تلمس مظاهره منذ الان في عملية تشكيل التحالفات، وفي المبالغ الطائلة التي تنفق لكسب المرشحين او لإسقاطهم، وبناء تحالفات او تفكيكها، وفي تشكيل وتمويل أحزاب ظل. وهناك بالطبع امكانيات وفرص أفضل لمرشحي التيارات والقوائم المدنية الديمقراطية، لتحقيق اختراقات بالمقارنة مع الدورات السابقة. لكن التضخم المفتعل في اعداد القوائم والتحالفات والمرشحين من حملة العناوين المدنية والخطاب المدني، قد يكون مصدر تشويش وتشتيت للناخب. لذلك فان تحويل هذه الامكانيات والفرص الى اصوات لصالح قوى التغيير الحقة، سيكون مرهونا الى درجة كبيرة بفاعلية الحملة الانتخابية لمرشحي تحالف قيم المدني، وبمدى نجاحهم في اجتذاب أنصار التيار المدني المقاطع الى صناديق الانتخابات مجددا.

النصير الشيوعي: هل من رسالة اخيرة تودون ايصالها للعراقيين عبر حوارنا هذا؟

فهمي: ادعو جميع الشيوعيين والرفاق الانصار واصدقاءهم الى المشاركة النشطة في دعم الحملات الانتخابية لمرشحات ومرشحي الحزب وتحالف قيم المدني، وفي حث كل الاهل والاصدقاء والمعارف على التوجه الى صناديق الاقتراع، فالانتخابات “معركة” سياسية يجب خوضها بهمة ومعنويات عالية.

***********************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

التحركات الأمريكية في المنطقة

كتبت صحيفة الإنديبندت تقريراً عن تحركات القوات الأميركية في المنطقة، وما أثارته من جدل واسع، بين من  قلّل من أهميتها السياسية والعسكرية واعتبرها مجرد إعادة تموضع لتلك القوات، وبين من لم يقتنع بذلك ورأى فيها مسعى لتخريب العلاقة العراقية السورية ولقطع الإمدادات عن دمشق واستباق أية أنشطة معادية لواشنطن تنطلق من الأراضي العراقية.

تقارب مشوب بالحذر

ورأى كاتب التقرير بأن الاهتمام الذي حظيت به تلك التحركات، إنما يأتي من تزامنها مع الأنباء المتفائلة، التي تحدثت عن قرب التوصل إلى اتفاق جديد بين واشنطن وطهران بصدد الملف النووي، لاسيما بعد أن تم إطلاق الأموال الإيرانية المحجوزة في العالم، وتبادل السجناء بين البلدين، وسيادة حالة من الهدوء في المنطقة، إضافة إلى نجاح بغداد في ترطيب الأجواء السياسية فيها، والتي يمكن أن تتعكر من جديد إذا ما حدثت إعتداءات ما من القوات الأمريكية أو الإسرائيلية.

دفاعات جوية

من جانبه، ذكر موقع أمواج، خبراً عن قيام لجنة بالكونغرس الأميركي، بالدعوة لنشر دفاعات جوية في كردستان العراق، وطلبها من البنتاغون وضع خطة عمل لتجهيز وتدريب قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة لصد هجمات القذائف والصواريخ والأنظمة غير المأهولة، وذلك في موعد أقصاه شباط القادم.

وأكد الموقع على أن إقرار هذه الخطة وتنفيذها، يستلزم موافقة الحكومة الإتحادية في بغداد، خاصة فيما يتعلق بالبرامج التي توفر التدريب أو المعدات العسكرية، وهو أمر لا يبدو مرجحاً، مما يعني اضطرار الكونغرنس للتراجع عن طلبه أو قيام الرئيس الأمريكي برفض تنفيذه.

حول مشاريع الغاز

نشر موقع النفط والغاز تقريرين حول المشاريع التي يراد إنجازها في العراق حالياً أو في المستقبل القريب، والتي يأمل المسؤولون في بغداد أن تحل الكثير من الإشكاليات الاقتصادية.

نهر بن عمر

وتحدث التقرير الأول عن إطلاق العراق مشروعاً لتطوير حقل نهر بن عمر في البصرة عبر شركة غاز الحلفاية، وذلك لإنتاج 150 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز في المرحلة الأولى، على أن ترتفع لاحقا إلى 300 مليون قدم مكعب يومياً. ووفق ما ذكره التقرير، فإن المسؤولين العراقيين يعتقدون بأمكانية استخدام 120 مليون قدم مكعب في اليوم، من هذا الغاز المنتج لتوليد الطاقة، مما سيقلل الاعتماد على واردات الغاز من إيران.

انطلاق المشروع الكبير

وفي تقريره الثاني، كشف الموقع عن بدء شركة توتال إنرجييز الفرنسية بتفعيل عقودها الاستثمارية في البلاد مؤخراً، مذكّراً بأن كلفة هذ الصفقة، تصل إلى 27 مليار دولار، وتشمل مشاريع أربعة لبناء محطة معالجة مياه البحر وتطوير ما يقارب 600 مليون متر مكعب من الغاز المصاحب وزيادة إنتاج حقل أرطاوي النفطي وتطوير محطة طاقة شمسية لتوليد الكهرباء.

الغاز من تركمانستان

ولموقع المونيتور كتب أدم لوسينتي مقالاً عن عقد لاستيراد الغاز، وقعته بغداد مع تركمانستان، أشار فيه إلى أن افتقار العراق للبنية التحتية اللازمة لنقل الغاز من مناطق إنتاج النفط، يجبره على حرقه واستيراد حاجته من الخارج، مما يكلف خزينة البلد أموالاً طائلة ويسبب له تلوثاً بيئياً خطيراً، إضافة إلى صعوبة تسديد تكاليف الغاز إلى إيران، المصدر الرئيسي لاستيراده، جراء خضوعها للعقوبات الأمريكية.

ولهذا، رأى لوسينتي بأن شراء الغاز من تركمانستان، التي تمتلك رابع أكبر احتياطي للغاز في العالم، بديلاً مناسباً، خاصة إذا ما أدى التعاون الاقتصادي بين بغداد وعشق أباد، لتذليل مشكلة التمويل، التي منعت تركمانستان، من التصدير لأوربا، رغم وجود طلب كبير على الغاز هناك.

تراجع مؤلم

كشف تصنيف (QS) لعام 2024 عن تراجع جديد لمستوى جامعاتنا، حيث لم تكن أي منها ضمن المجموعة الأولى التي ضمت أفضل 500 جامعة في العالم، بينما أحتلت جامعة بغداد موقعاً في نهاية الخمسمائة الثانية وجاءت جامعات المستنصرية وبابل والبصرة والكوفة في المجموعة الأخيرة. هذا وفيما اعتمد التصنيف على عدد ومستوى البحوث وعدد التدريسيين ومحتوى المناهج وقدرة الخريجين على توظيف معارفهم في العمل، رأى المختصون بأن من أبرز أسباب هذا التراجع، ذي التأثيرات الخطيرة على المستقبل، وجود أعداد كبيرة من أصحاب الشهادات المزورة أو المشتراة ومن أساتذة “الدمج”، واستشراء الفساد، والإهمال الحكومي، وبطالة الخريجين.

تخريب متعمد

في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصناعة عن ما أسمته بخسائر كبيرة يسببها وجود 40 ألف عامل “فائض” عن حاجتها، كشفت لجنة الاقتصاد النيابية عن توقف ثلث المعامل الحكومية بسبب سوء الإدارة والفساد وإشتداد المنافسة مع البضائع المستوردة، مما يلحق خسائر كبيرة باقتصاد البلاد. هذا وقد أدت السياسات الفاشلة التي نُفذت في أطار فوضى الاستيراد المنفلت، إلى محاصرة المنتوج الوطني وتوقف عمل 37 منشأة و50 ألف مشروع صناعي وتذبذب الأمن الغذائي وفقدان 800 ألف عامل لوظائفهم، في بلد وصل عدد الفقراء فيه إلى 11 مليون جائع و16 مليون عاطل و12 مليون أمي.   

النعامة الوقودية

فيما تتواصل أزمة الوقود وينكر المسؤولون وجودها، غاضّين الطرف عن طوابير السيارات التي تنتظر في محطات التعبئة دون جدوى، أشارت الأرقام إلى أن استيراد المنتجات النفطية قد كلّف العراق، أكثر من 5.3 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة 60.4 في المائة قياساً بالعام 2021، و230 في المائة قياساً بالعام 2020. هذا وفيما تضّر هذه الأرقام بالاقتصاد الوطني وبمصالح المواطنين، يرى الناس أن عمليات التهريب المتواصلة وعجز المصافي الحكومية عن سد حاجة السوق وتخريب بعض منها أو تفكيك وسرقة البعض الأخر وانتشار الفساد وتعيين القيادات وفق منهج المحاصصة، هو من يقف وراء هذه الأزمات الدورية.

نهب «مشروع»

سجلت السوق الموازية ارتفاعاً كبيراً في سعر صرف الدولار، قياساً بالسعر الرسمي، رغم ارتفاع مبيعات البنك المركزي، التي أصبحت، تصب لصالح المتنفذين ومكاتبهم الاقتصادية والطفيليين ومصارفهم، ممن يتهربون من الضرائب أو يتعاملون بالممنوعات، بدلاً من أن تؤثر على سعر الصرف وتحافظ عليه قريباً من السعر الرسمي. هذا وفيما يحقق هؤلاء ملايين الدولارات يومياً من نشاطهم الطفيلي، يشير المختصون إلى أن ارتفاع سعر الصرف بنسبة 15 في المائة سيرفع التضخم بنسبة 2 في المائة، وسيزيد من الأسعار ويزعزع الاستقرار الاقتصادي، ويعّطل تنفيذ المشاريع الخدمية والاستراتيجية، وسيّضر كثيراً بالمستوى المعاشي للناس، المتدهور أصلاً.

مصداقية الانتخابات

كشفت الأنباء عن وجود ستة محافظين وأربعة وزراء وعدد من أقارب المتنفذين و30 شخصية وحزب مشارك في السلطة، على رأس القوائم الإنتخابية التي تتنافس على مجالس المحافظات في نهاية هذا العام. وقد أثارت هذه الأنباء، التي تشي بغياب تكافؤ الفرص، الخشية من استغلال هؤلاء لوظائفهم وموارد الدولة ومشاريع الموازنة في استمالة الناخبين وكسب اصواتهم، مما سيضاعف من التأثيرات السلبية للمال السياسي والسلاح المنفلت، ويُضعف إقبال الناخبين على التصويت ويضّر بمصداقية الانتخابات وما ينتظره الناس من تغيير يعالج مشاكل البلاد ويحفز على تقدمها. هذا ودفع القلق بالناس إلى دعوة الحكومة للإسراع بمنع هذه التجاوزات وقطع الطريق عليها.

*************************

 الصفحة الرابعة

جدل (المنحة)..

 السلطة وكرامة المثقف *

يثار الجدل في كل مرة بشأن (المنحة) التي تخصصها الحكومة للأدباء والفنانين والصحفيين وغيرهم من الفئات المشتغلة في المجال الثقافي، ووضوع هذا الجدل هو طبيعة تلك الـ (المنحة وضئالة مبلغها وتأخرها وعدم انتظامها وحالة الضن التي تمارسها الجهات المسؤولة عند صرفها، كما لو كانت منة أو هبة بائسة تُمنح لمتسول، الأمر الذي يعيد إلى أذهاننا الـ (مكرمات) التي دأب النظام السابق على صرفها لمتملقيه، إذلالا للمثقفين الذين سحقتهم الحاجة نتيجة للأوضاع الاقتصادية والمعيشية المختلة الناجمة عن السياسات الخطلاء لحكومات المحاصصة المتعاقبة.

وقد ازداد الجدل والاحتجاج والاستهجان بشأن تلك الـ (المنحة) مؤخرًا بسبب ضئالة قيمتها التي لا تتجاوز الـ 350 ألف دينار، وإذا ما أدركنا أن تلك الـ (منحة) سنوية، سنعلم تفاهة قيمتها وعدم جدواها وسط تساؤلات محيرة عن الفارق المهول بينها وبين المرتبات الباذخة التي ينعم بها المسؤولون على أتباعهم وبطاناتهم.

إن استمرار العمل بطريقة المنح والهبات والمساعدات الإستثنائية والبطاقات التموينية على مدى أكثر من عشرين عامًا، لهو دليل قاطع على فشل النخبة الحاكمة في بناء اسس دولة حقيقية عصرية تستند إلى القانون والنظام وتحفظ كرامة الناس من السؤال والحاجة.

 إن الحل الأجدى والأنفع هو تأسيس صندوق للضمان الاجتماعي خاص بالمثقفين بالتعاون مع اتحاداتهم ومنظماتهم وجمعياتهم كما معمول به في معظم بلدان العالم، لضمان وصول الدعم لمن يحتاجه من المثقفين، ممن يعانون من حالات إضطرارية طارئة كالمرض أو الحاجة إلى العلاج والتداوي داخل أو خارج العراق.

ولعلنا لا نجانب الحقيقة إذا ما قلنا بأن الكثير من المثقفين العراقيين على الرغم من أوضاعهم المعيشية الصعبة، لا يعني لهم مبلغ المنحة شيئًا، بينما يعاني آخرون من أقرانهم وهم في أمس الحاجة لأي دعم مالي أو عون، مهما بلغت ضالته وبالتالي، فأن صندوق التكافل الاجتماعي أجدى وأنفع وأكثر جدوى ،وعملية لأن الاتحادات والجمعيات الثقافية أدرى بشؤون أعضائها وحالاتهم الاجتماعية وفي الوقت نفسه، قد يغني هذا الحل المثقفين عن الحاجة إلى السؤال والوقوف في طابور استلام المنحة المذلة أمام أبواب المسؤولين ودوائر الدولة المختلفة التي لا تراعي أي احترام لمكانة المثقف العراقي ودوره بالغ الأهمية في توطيد الحالة الاجتماعية وتماسك اللحمة الوطنية.

وعلى الرغم مما تقدم، وبالنظر لاستمرار سوء الأحوال السياسية للبلاد في ظل هيمنة الأحزاب المتحاصصة التي جاءت في أعقاب الاحتلال البغيض، وعدم ظهور أية علامات تعافي للأوضاع الاقتصادية، وتفاقم الأزمات المتعاقبة، فأن الحاجة باتت ضرورية لأن تسعى الاتحادات والمنظمات الثقافية إلى تعظيم ،مواردها، سواء بالاستثمارات أو بالضغط المتواصل بالوسائل كافة على (صناع) القرار والمتصدين للسلطة والبرلمانيين من أجل استخلاص مبالغ دعم خاصة بطريقة دستورية من ميزانية الدولة للثقافة وعدم الركون وربط تمويل تلك الاتحادات والنقابات والجمعيات وأعضائها بما يتصدق به السياسيون الفاسدون من سراق المال العام الذين لا يرون سوى مصالحهم ومصالح اتباعهم، بينما يضعون الثقافة، بمجملها، كأنشطة وفعاليات ومماراسات وحالات وطنية متقدمة في أسفل سلم أولوياتهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* افتتاحية “الطريق الثقافي” العدد 126

*********************** 

لمناسبة اليوم الدولي للمفقودين.. الصليب الأحمر يحث الحكومة على تعزيز جهودها

عائلات عراقية بين الأمل واليأس:

أبوابنا مفتوحة دوما لعل أحباءنا يعودون

بغداد ـ طريق الشعب

في اليوم الدولي للمفقودين، حثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الحكومة العراقية على “تعزيز جهودها الرامية للتخفيف من معاناة العائلات التي تبحث عن إجابات بشأن أبنائها المختفين.

إهمال الملف

ويعتبر العراق أحد البلدان التي تضم أكبر عدد من المفقودين في العالم: مئات الآلاف من المفقودين تركوا خلفهم عائلات تعيش في حالة من عدم اليقين وهي في صراع بين الأمل واليأس بانتظار سماع أخبار عن مصير أحبائها وقد يطول الأمر في بعض الأحيان لعقود.  

وأصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس الأربعاء، بياناً بشأن عائلات المفقودين في العراق، وذلك بمناسبة اليوم الدولي للمفقودين، مؤكدة أن الألم ما يزال مستمرًا لدى هذه العائلات، ومواصلة البحث عن إجابات عن ذويها المختفين.

وأضافت اللجنة، أن “هذه العائلات لا تعلم فيما اذا كان أحباؤها المفقودون على قيد الحياة أم في عداد الموتى، وهي لا ترى نهاية لمعاناتها ولذلك فهي تمر بقدرٍ كبير من المعاناة على المستويين العاطفي والنفسي”.

وأوضحت أن “لدى هذه العائلات الحق في معرفة ما الذي حصل لأحبائها، وهو حقٌ منصوص عليه في القانون الدولي الإنساني”.

ووفقا للجنة، خَلَفت عقود من النزاعات المسلحة وفترات العنف المتتابعة في العراق، أحد أكبر أعداد المفقودين في العالم.

وما يزال مصير مئات الآلاف من الأشخاص مجهولًا وهنالك الكثير من العائلات التي تواصل البحث عنهم ويعيش الكثير منها في حيرة بسبب حالة عدم اليقين التي تحيط بمصير أقاربها المفقودين، وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

جدير بالذكر أن اللجنة الدولية ترأس لجنة ثلاثية بشأن المفقودين تضم الكويت والعراق وأخرى تضم إيران والعراق واللتان تهدفان لتوضيح أماكن تواجد هؤلاء المفقودين.

ونقلت اللجنة عن مازن، وهو فتى يبلغ من العمر 16 عامًا من الأقلية اليزيدية في سنجار، قوله: “كانت عائلتي سابقًا تتألف من ثمانية أخوة وأخت واحدة، وفي عام 2015، إختفى أربعة من إخوتي ووالديّ وإبن أخي، وما أزال أفتقدهم كل يوم، لغاية الآن أبكي عندما أرى أطفالًا آخرين يقضون أوقاتًا جيدةً بصحبة والديهم”.

وفي عام 2022، تلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 1,477 طلبًا من ذوي المفقودين للبحث عنهم وإيجادهم. “ساعدنا في إيضاح مصير 678 شخصًا من خلال دعم السلطات في عمليات البحث ومن خلال الأنشطة التي ننفذها مثل تبادل الرسائل المكتوبة بين المحتجزين وعائلاتهم”.

وفي النصف الأول من عام 2023، قدمت العائلات 994 طلبًا للمساعدة في إيجاد ذويها المفقودين. وقد جرى ايضاح مصير 171 شخصًا، ولم شمل 5 أشخاص مع عائلاتهم في خارج العراق.

مصاعب اقتصادية

وتواجه هذه العائلات مصاعب اقتصادية وتعاني من مشاكل نفسية وهي معرضة لمخاطر من الناحية القانونية.

تقول وحيدة أحمد التي فقدت ثلاثة من أفراد عائلتها في عام 2016 بضمنهم زوجها وابنها البالغ من العمر 25 عامًا “عندما تسألني حفيداتي عن والدهن، أظهر لهن صورته. لقد كنّ صغيرات عندما فُقِد. أسوأ ما في الأمر هو عندما نتذكرهم أثناء تناول الطعام فنبدأ بالبكاء”.

وتضيف، “إننا عادة ما نترك الباب مفتوحا لعل أحبابنا يعودون يوما”.

سنواتٌ مَضَت، والألم يلازم عائلات المفقودين ولكنها تظهر قدرًا عاليًا من التكيف مع هذا الوضع.

التكيف مع المصاعب

آسيا، امرأة تبلغ من العمر 47 عامًا من ناحية الصقلاوية، تمثل ذلك الأمل الذي لا ينتهي في عام 2016: اختفى أربعة من أخوتها وهذا ما ترك فراغًا كبيرًا في حياتها.

على كل حال، وجدت آسيا عزاءها، كما هو الحال مع نساءٍ أخريات عانين من خسارةٍ مماثلة، في برنامج المرافقة الذي تنفذه اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والذي يساعد العائلات على التكيف مع المصاعب العاطفية والاجتماعية ذات الصلة باختفاء أقربائها.

تحملت آسيا تدريجيًا دور المعيل لعائلتها. واستطاعت لوحدها تربية بقية أخوتها وأبناء أخوتها المفقودين، وبذلك باتت مثالًا للقوة والإلهام في مجتمعها.

يقول جان جيروم كازابيانكا، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، “إننا لا نحمل سوى الاحترام والتقدير للصلابة التي أظهرتها هذه العائلات ونحن ندرك حاجتها الماسة للحصول على إجابات. في النصف الأول من عام 2023، قدمت العائلات 994 طلبًا للبحث عن أقربائها المفقودين. وقد جرى إيضاح مصير ومكان تواجد 171 شخصًا إلى جانب لم شمل 5 أشخاص مع عائلاتهم في خارج العراق. لدينا حاليًا 28,892 ملف فقدان لم يتم حسمه في العراق ومستمرون في دعم السلطات للمساعدة في إنهاء معاناة العائلات على النحو الذي تستحقه”.

**********************

مظهر محمد صالح يرد على البنك الدولي

ويدعو لاعتماد سياسة مالية انضباطية في سداد الديون

متابعة ـ طريق الشعب

اوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون المالية مظهر محمد صالح، ان تقدير البنك الدولي لديون العراق بأكثر من 150 مليار دولار «مبالغ بها» وغير حقيقية، فيما استعرض ديون العراق بالمجمل في محاولة لتفسير مصدر الرقم الذي تحدث عنه البنك الدولي.

وقال صالح في حديث صحفي إن «مسألة الديون العراقية العامة تقتضي تفريقاً مهنياً لتاريخها وتفاصيلها، وعدم أخذ أرقامها على عوامها دون تحليل منطقي واضح، فالدين العام الداخلي الذي يقارب 71 تريليون دينار والذي ما زال الجهاز المصرفي الحكومي يحتفظ بحيازته لتلك الديون بشكل سندات حكومية وحوالات خزينة يقدر عند تقويمه بالعملة الأجنبية بقرابة 54 مليار دولار، فيما تقدر الديون الخارجية الواجبة الدفع حتى العام 2028 بنحو 23 ملياراً، وهناك ديون تستحق بعد العام 2028، فيصبح الدين الخارجي بنحو 30 مليار دولار».

وأضاف، أن «هناك دينا مُعلّقا على اتفاقية نادي باريس 2004، أي ديون سيادية ما قبل العام 1990 وتعود لأربع دول خليجية وأربع دول أخرى وهي بنحو 40 مليار دولار وفي حال تفعيلها إن صحت

(لكونها كما يصطلح اقتصادياً ديون بغيضة لأنها مولت الحرب العراقية- الإيرانية في حينها فإن صحت ثانية فلا بد من أن تخصم بنسبة 80٪ أو أكثر بموجب اتفاقية نادي باريس للعام 2004 لتصبح بنحو أقل من 9 مليارات دولار أو أقل».

وتابع صالح معلقا على ما ذكره البنك الدولي في تقريره جديد بأن ديون العراق تتجاوز 150 مليار دولار: قال» لا نعلم طريقة حساب الدين في تقرير البنك الدولي فقد يكون تضمن العجز (الافتراضي) في الموازنة العامة الاتحادية 2023 والمقدر بنحو 64 ترليون دينار، وقد اعتمد جانبا منه ليبلغ الدين الخارجي 50 مليار دولار، كتوقع لإجمالي الدين العام الداخلي بشكل مبكر وهو أمر لم يتحقق، ولذلك جاءت قراءة ديون العراق الداخلية والخارجية على حد ما نشر من البنك الدولي لتكون بنحو يقارب 152 مليار دولار، وهذا أمر مبالغ به بدلاً من أن تكون بنحو 84 مليار دولار (عدا الرصيد المعلق على اتفاقية نادي باريس كدين بغيض) وما تم نشره عن أرصدة الديون أمر غير حقيقي واجتهادي.

وأشار، إلى أنه» ومع ذلك فإن نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي حتى في ظل تضخيمه غير المسوغ سيبقى بين 54-57٪ من الناتج المحلي الإجمالي المقدر للعام 2023 وهو ضمن منطقة الاستقرار الاقتصادي الآمن حالياً والمقدر عادة بنحو 60٪».

ونبه مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون المالية، بأنه «تعتمد السياسة المالية في العراق نظاماً انضباطياً عالياً في ضبط توقيتات دفع مستحقات الديون (الأقساط السنوية والفوائد) أو عند إطفاء الدين مرة واحدة ذلك في مواعيد استحقاقها السنوية، وهناك تخصيصات سنوية ثابتة ومقدرة بدقة ترصد في الموازنة العامة بشكل مبكر لتسديد خدمات الديون ومستحقاتها وبشكل خاص ديون العراق الخارجية، ولم تسجل على العراق أي حالة إخفاق خلال عقد ونيف من الزمن، هذا ما جعل الجدارة الائتمانية للعراق عالية فالعراق يقع ضمن المنطقة B في جداول التصنيف الائتماني العالمي الذي تتولى تقييمه شركات التصنيف الائتماني العالمية المعروفة وبشكل دوري منذ العام 2015 وحتى اليوم».

وأوضح صالح، أن» الغالبية العظمى من الدين العام الداخلي بحوزة المؤسسات المالية الحكومية أو الجهاز المصرفي الحكومي، وهو شأن داخلي حكومي (حصري) وهناك استراتيجية في التعاطي مع هذا الدين ولاسيما أن السلطة النقدية تستحوذ حالياً على قرابة 64٪ من إجمالي الدين الداخلي وتمتلك القدرة في إدارته بالتنسيق مع السياسة المالية وبدقة عالية، علماً أن الجهاز المصرفي يحصل سنوياً على فوائد عن ذلك الدين بنسبة 3٪ وهي تقع ضمن التخصيصات السنوية للموازنة العامة».

وفي اخر تقرير صدر عن البنك الدولي وصف الاقتصاد العراقي بـ”الهش”، وذكر أن ديون البلاد زادت إلى نحو 152 مليار دولار.

***********************

 الصفحة الخامسة

منازل كبيرة تحوّلت إلى شقق خانقة

أزمة السكن تشوّه التخطيط العمراني للمدن

متابعة – طريق الشعب

حتى عام 2003، كان التخطيط العمراني الغالب للبيوت العراقية ينسجم مع ثقافة المجتمع وتاريخه. فقد كانت المنازل تمتاز بمساحات واسعة يتجاوز بعضها 600 متر. لكن الفوضى التي حلت في البلاد بعد 2003 في ظل المحاصصة والفساد، شملت كل شيء وانتهت الى  إفساد التخطيط العمراني على مختلف المستويات، بما في ذلك تحويل البيوت الكبيرة إلى شقق صغيرة، بواجهات لا تتجاوز 3 أمتار، ما تسبب في تشوه عمراني وبصري كبيرين.

يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه البلاد أزمة سكن حادة، مع تصاعد أعداد السكان دون أي إجراءات حكومية جادة لمعالجة هذه الأزمة.

وأطلقت الحكومة الحالية مشروعاً للاستثمار في 5 مدن سكنية جديدة، مؤكدة أن أزمة السكن ضمن أولويات برنامجها، وانها تسعى لتقليص عدد المواطنين المضطرين للسكن في المناطق والمساكن العشوائية غير القانونية.

غير إن مشاريع الإسكان التي نفذت على مدى السنوات الأخيرة، لم تساهم في التخفيف من حدة أزمة السكن، بسبب أسعار وحداتها السكنية الباهظة، التي لا تناسب الفقراء أبدا، وحتى الطبقة المتوسطة – وفق ما يراه عديد من المتابعين.

المنازل الكبيرة للأغنياء فقط!

المهندس المعماري محمد الصوفي، يقول في حديث صحفي أن “الحاجة المستمرة للسكن ساهمت في تحوّل البيوت الكبيرة إلى مجمعات سكنية صغيرة، في ظل تصاعد الكثافة السكانية واستمرار الهجرة نحو المدينة”، مبينا أن “هذه الأمور أثرت بشكل كبير على المنظومة العمرانية للمدن. إذ باتت هناك منازل كبيرة يسكنها أصحاب الأموال، وأخرى صغيرة يسكنها العاملون لديهم”!

 ويؤكد أن “المعايير الخاصة بالبناء، تكاد تكون معدومة بسبب الحاجة الكبيرة إلى السكن. فيما بقية القوانين المعنية لم تتطور مع تطور الأوضاع”.

ويدعو الصوفي إلى معالجة أزمة السكن عبر إجراء دراسة سكانية من قبل خبراء تقع على عاتقهم معرفة الزيادة السكانية المتوقعة، وتحديد مواقع بناء المدن الجديدة، مع الاهتمام بنظام النقل “فمن دون وسائل النقل لا فائدة لأي مدينة جديدة في حل أزمة السكن”.

قُنّ الدجاج!

لا تقتصر مشكلة التشوّه العمراني على تقسيم البيوت الكبيرة إلى أخرى صغيرة، إنما تشمل أيضا تحويل بعض المنازل إلى عمارات سكنية ومبان تجارية، دون أن يكترث أصحابها للقانون الذين يمنع ذلك، ودون أن يتبعوا التعليمات الخاصة بالبناء العمودي. وقد استغل كثير من التجار وسماسرة العقارات، أزمة السكن في تحويل الدور ذات المساحات الواسعة إلى شقق بمساحات صغيرة تفتقر لشروط السكن الصحي.

ويشكو المواطن عمار حسين، الذي يقطن في بيت لا تتجاوز مساحته 40 متراً مربعاً، من الصعوبات التي يواجهها في هذا السكن، مشيراً في حديث صحفي إلى أن “ضنك المعيشة، وارتفاع أسعار الأراضي والبيوت، أجبراه على تقبل هذا الواقع”.

ويوضح أن “البيت الذي أسكنه لا يختلف عن قُن الدجاج، ولا يصلح للسكن. فهو عمودي وواجهته مساحتها مترين ونصف فقط. لذلك لا يمكنني حتى تأثيثه جيدا، أو استقبال الضيوف فيه”، مستدركا “لكن بالرغم من صغر مساحة البيت، إلا اننا أفضل حالا من غيرنا الذين لا مأوى لهم، أو الذين يسكنون في بيوت الصفيح”!

البلدية تتساهل مع المتجاوزين!

من جهته، يحمّل الخبير الاقتصادي فائز طه، دوائر البلدية مسؤولية سوء التنظيم في منح إجازات البناء، والتساهل مع المتجاوزين على القانون في تقطيع المنازل. كما يحمّل الحكومات المتعاقبة أيضاً مسؤولية أزمة السكن، كون مشاريعها في هذا الملف لم تستهدف الفقراء وأصحاب الدخل المحدود.

ويشير في حديث صحفي إلى أن “القروض السكنية التي أطلقها البنك المركزي لا تنسجم مع الحاجة الفعلية للسكن، بسبب المبالغة الكبيرة في أسعار الوحدات السكنية، وفي آلية تسديد القروض التي لا يتمكن منها حتى أصحاب الدخل المتوسط”، مضيفا قوله أن “حل المشكلة يتطلب إنشاء مدن رديفة تكون قريبة من المدن الأصلية لاستيعاب الزيادة السكانية المستمرة. وعلى الحكومة نقل فروع من دوائرها إلى المدن الجديدة، كي تستقطب أكبر عددا من السكان، وتسهل عملية تنقلهم وممارسة حياتهم بالقرب من المؤسسات التي يعملون فيها، أو يحتاجون إليها في تقديم الخدمات”.

إجراءات حكومية لعلاج الأزمة

حسب دراسات أجراها اختصاصيون، فإن حل أزمة السكن في العراق يتطلب إنشاء 3 ملايين وحدة سكنية. ويكشف المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان، نبيل الصفار، عن إجراءات حكومية لحل أزمة السكن، تشمل تشكيل لجنة عليا تعمل على إنشاء المشاريع السكنية.

ويوضح في حديث صحفي أنّ “الوزارة أنشأت تشكيلاً جديداً بعنوان هيئة المدن الجديدة، يأخذ على عاتقه إيجاد مدن خارج مراكز المحافظات، ويجري ذلك عبر فرز واستملاك الأراضي بالتعاون مع وزارتي الزراعة والمالية، لتقسيمها على المواطنين بعد توفير كافة الخدمات”.

ويضيف قوله أن “الحكومة تعمل على بناء 15 مدينة سكنية كمرحلة أولى، موزعة على 10 محافظات. وقد فتحت الباب للمستثمرين من القطاع الخاص بعد توفير بيئة آمنة وضمانات لهم. كما انتهت الحكومة إلى تشخيص سببين أديا إلى تفاقم أزمة السكن، هما: الفساد الإداري والاستثمار غير الصحيح، والآن تعمل جاهدة في اتجاه معالجتهما، وعدم تكرار الأخطاء السابقة”.

********************** 

أكول

إلى هذا الحد وصلت؟!

سلام القريني

بتاريخ 13 شباط 2023، صدر قرار بتثبيت العاملين بصفة عقد من المنسبين إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في محافظة كربلاء، بعد ان كانوا يعملون بأجر يومي منذ اكثر من عقد من الزمن. فاستبشروا خيرا بالقرار. علما انهم يحملون اختصاصات مختلفة، وأغلبهم متخرج في كليات جامعة كربلاء.

وقد أثبت هؤلاء لإداراتهم، خلال فترة عملهم بصفة عقد، حسن السيرة والسلوك والانضباط. وكان حين يتأخر أحدهم عن الدوام بسبب أمر طارئ، يُخصم من راتبه!

الا ان قرار التثبيت لم ينفذ حتى الآن!

اية قسوة هذه؟!

أحد العاملين بصفة عقد، وهو مهندس، قال لي أنه “قبل تاريخ التثبيت كنا نخرج في تظاهرات أو وقفات احتجاج، نمارس فيها حقا كفله الدستور، لكننا كنا نواجَه بمختلف وسائل القمع المعنوي، وصولا الى التهديد والوعيد بعدم التثبيت. وحين صدر الامر لم يجر اتخاذ اي خطوات فعلية لتنفيذه، واليوم لنا على هذا الحال سبعة شهور دون راتب. فيما المسؤولون غير آبهين لما يحصل لنا ولعائلاتنا التي كنا نعيلها براتب العقد”.

سألته: من يقف وراء هذا الظلم؟ رئيس الجامعة أم وزارة المالية؟

أجابني بأن “هذا السؤال طرحناه على مساعد رئيس الجامعة خلال وقفة طالبنا فيها بإنصافنا، فأجابنا باللهجة العامّية (الموضوع مو يمنه يم المالية وانتو لا تظلون يومية تطلعون تظاهرة، مو زينه الكم، والنه كل الحق في معاقبتكم لأنكم طالعين اثناء الدوام الرسمي! اما إذا استمريتم بالتظاهر فسنعمل على إلغاء التثبيت)”.

عجيب غريب، إلى هذا الحد وصلت؟!

********************** 

البصرة

أهالي «النهيرات»

 في ورطة!

متابعة – طريق الشعب

سجل أهالي محلة “النهيرات” في قضاء القرنة شمالي البصرة، شكاوى ضد الشركة المنفذة لمشروع مجاري القرنة الكبير، الذي تبلغ كلفته 388 مليار دينار، مشيرين في شكاواهم إلى أن المشروع متلكئ، وانه بعد حفر الشوارع جرى اعتماد وسائل بدائية لتنبيه المواطنين الى مواقع الحفر.

يقول المواطن نائل خليل، أحد سكان المحلة، أن “النهيرات دمرت بالكامل، ويبدو أن شركة (الجدار الساند) التي تنفذ المشروع، غير قادرة على إنجازه”، لافتا في حديث صحفي إلى أن “الشركة تستخدم جذوع النخيل والطابوق والعصي كإشارات تنبيه، بدل العلامات النظامية”!

ويتابع قوله أن “تكلفة المشروع مئات المليارات، فهل من المنطق استخدام هذه الوسائل البدائية؟ نخشى من سقوط أطفالنا في الحفر التي أرهقت سياراتنا وجيوبنا”!

فيما يقول المواطن حيدر سعد، أن “الوحل والمياه الآسنة دمرت شوارعنا. صرت أخاف على أطفالي من الغرق في المياه الطافحة أمام بيتي”، مبينا أن “الجميع يعلم بمدى الدمار الذي لحق بالأحياء المشمولة بالمشروع”.

شبكة “964” الاخبارية تنقل عن مسؤول في “شركة الجدار الساند” المنفذة للمشروع، قوله أنه “لا ننكر وجود هفوات في المشروع، لكن التقصير ليس من الشركة فقط”، مضيفا أنه “لا نستطيع إنجاز التبليط في الوقت الحالي، لأن تصاميم الطرق في المشروع تختلف عن الطرق الحالية، وهذا ليس ذنب الشركة”.

ويشير إلى أن “هناك تجاوزات لم تتم إزالتها من قبل البلدية حتى الآن”.

وفي ما يخص إجراءات السلامة، يقول المسؤول: “نعمل على تحسين هذا الجانب، والأخطاء تقع أحياناً، خاصة عندما تعمل الآليات بدون وجود المهندسين”، واعدا الأهالي بـ “العمل الجاد على معالجة جميع المشكلات خلال الفترة المقبلة”.

********************

الديوانية

مياه «حي الزهراء» شحيحة وآسنة

متابعة – طريق الشعب

لا تصل مياه الإسالة إلى منازل “حي الزهراء” في مدينة الديوانية، سوى ساعة واحدة خلال اليوم، وإن وصلت فهي لا تصلح للشرب، الأمر الذي يضطر الأهالي إلى شراء المياه المعقمة من السوق.

 يقول الحاج أبو مهند، أحد وجهاء الحي، أن “المياه شبه معدومة في هذا الحي، تأتي في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وتستمر لساعة واحدة فقط، ثم تنقطع، وهي غير صالحة للشرب”، مبينا في حديث صحفي أن “حي الزهراء يفتقر للخدمات الأساسية، وأهمها الماء الصالح للشرب. فالجميع هنا يعتمد على مياه (RO)”.

من جانبه، يقول مدير ماء الديوانية لؤي الياس، أن “القرى والمناطق البعيدة تعاني شح المياه، وتحتاج إلى أنابيب جديدة”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن “هناك مشروعا لمد أنابيب تؤمن مياه الشرب للأهالي، وننتظر موافقات الوزارة للمباشرة في العمل”. ويشير إلى أن “أعمال الشركات التي تنفذ مشاريع المجاري، تسببت في تكسر أنابيب شبكة الإسالة، الأمر الذي جعل المياه تصل إلى المواطنين آسنة وملوّثة”.

************************

الأهالي: أين أمانة بغداد؟

«حي الصحفيين» يتحوّل إلى مكب أنقاض

متابعة – طريق الشعب

تعاني منطقة “حي الصحفيين” شرقي بغداد، تراكم مخلفات البناء والقمامة في الساحات العامة. وفيما يؤكد العديد من الأهالي، ان تجاوزات تجار العقارات ومواد البناء مستمرة دون رادع في منطقتهم. تتعهد أمانة العاصمة بإزالة الأنقاض ومحاسبة “ضعاف النفوس”.

ويطالب أهالي الحي في حديث صحفي، بتنظيف هذه الساحات، والشروع بتحويلها إلى مساحات خضراء وملاعب ومتنزهات، مؤكدين حاجتهم الملحة إلى ذلك. 

يقول المواطن هيثم أمين، أحد سكان “حي الصحفيين”، أن “هذه الأكوام الكبيرة من الأنقاض والنفايات تشوّه منطقتنا. نستغرب من تكدسها دون علم أمانة العاصمة، ودون رادع لمنع ذلك التجاوز”.

ويضيف في حديث صحفي أن “الساحات العامة يُفترض أن تكون مساحات خضراء لأهالي المنطقة وليس مكبات للأنقاض”.

وتنقل شبكة “964” الاخبارية عن مصدر في أمانة بغداد، قوله أن “الجهد الخدمي يشمل منطقة البلديات وحي الصحفيين بفتح الشوارع وتبليط أخرى”، مبينا أن “ضعاف النفوس يستغلون الساحات العامة في رمي أنقاض البناء، خاصة أصحاب (السكلات) الذين يأتون من مناطق مجاورة”.

ويشير المصدر الذي لم تذكر الشبكة الاخبارية اسمه، إلى أنه “لدينا أوامر بفرض عقوبات على كل من يقوم بهذه المخالفات. كما أننا سنعمل على تنظيف هذه الساحات وإعادتها كمساحات خضراء تليق بالأهالي”.

************************ 

أهل “سعد” يخاطبون دائرة المجاري:

نحمّلكم مسؤولية غرق طفلنا في الصرف الصحي

متابعة – طريق الشعب

شيّع أهل الطفل سعد علي، ابن الـ 5 أعوام، طفلهم إلى مثواه الأخير بعد سقوطه الأربعاء قبل الماضي في فتحة صرف صحي بمنطقة الدورة جنوبي بغداد.

ووقع الحادث في أحد شوارع “حي الميكانيك”، ولم تنقذ الإسعافات الأولية والإنعاش الرئوي الطفل سعد. حيث فارق الحياة مختنقا بغاز الميثان في عمق حوض فتحة الصرف الصحي.

وفي لقاء صحفي تحدث والد الطفل، بألم عن فلذة كبده، محملا دائرة المجاري مسؤولية ما حصل.

واوضح أنه بعد سقوط سعد في فتحة المجاري، حاول انقاذه. إذ وضع سلما بطول 12 مترا، لكنه لم يستطع الوصول إليه، مشيرا إلى أنه كاد يلقى المصير نفسه وهو يبحث عن ابنه داخل حوض الصرف الصحي.

وتحدث أهالي المنطقة عن إهمال كبير لمنطقتهم وشوارعها، مبينين في حديث صحفي أن النفايات تملأ المنطقة، وفتحات الصرف الصحي مكشوفة منذ شهور دون حل.

 وتتكرر حوادث سقوط الأطفال في الصرف الصحي. وفي هذا الصدد يقول الموظف محمد عباس، وهو من أهالي حي الميكانيك، أنه “عندما يسقط طفل في حفرة مثل هذه، سيفارق الحياة خلال 3 دقائق بسبب الاختناق بغاز الميثان”.

فيما يقول عباس كاظم، وهو من أهالي الحي أيضا ان “الأطفال كانوا يمرون قرب فتحة الصرف الصحي، وهم معرضون في أي لحظة للسقوط”، متسائلا: “ما ذنب سعد كي يفارق حياته هنا، وما فائدة مجيء دائرة المجاري بعد موته، لتصلح الخلل؟!”.

هذا ونأت دائرة المجاري بنفسها عن مسؤولية ترك فتحات الصرف الصحي مكشوفة، قائلة أن هناك مجهولين يقومون بسرقة أغطية الفتحات وبيعها، دون أي إبلاغ من الأهالي لمعالجة تلك الحالات.

************************

 الصفحة السادسة

مختصون يكشفون تكتيكاته وأساليب تحركاته

الأمم المتحدة: تنظيم داعش لا يزال خطرا

في مناطق الصراع

متابعة ـ طريق الشعب

يقول مختصون إنّ “تنظيم داعش الإرهابي” ينشط خلال النصف الاول من 2023 أكثر من السنوات الماضية، بعد ان تم توجيه ضربات قوية له، خصوصاً بعد مقتل زعيمه، بداية العام الحالي.

وتشير تقارير إعلامية إلى وجود تحركات للتنظيم الإرهابي في دول إفريقية وآسيوية، وجرى لفت الانتباه إلى حركة العصيان في سجن غويران السوري، وكذلك مقتل الجنود الفرنسيين الذين شاركوا في العملية ضد التنظيم في العراق.

خطر عودته قائم

وذكر خبراء في الأمم المتحدة، ان تهديد تنظيم داعش الإرهابي ارتفع خلال النصف الأول من عام 2023 وانه لا يزال يقود ما بين 5000 و7000 عنصر في معقله السابق في سوريا والعراق.

وقدمت لجنة الخبراء تقريرا الى مجلس الامن الدولي قالت فيه: ان “الوضع العام لا يزال نشطا، ورغم الخسائر الفادحة التي منيت بها الجماعة وتراجع نشاطها في سوريا والعراق، لا يزال خطر عودتها للظهور قائما”.

وأضافت، “كيّف داعش استراتيجية واندمج مع السكان المحليين، وانه يتوخى الحذر في اختيار المعارك التي يتوقع أن تؤدي إلى خسائر محدودة، أثناء إعادة مرحلة إعادة تنظيم صفوفه وتجنيد المزيد من المسلحين من المخيمات في شمال شرق سوريا ومن المجتمعات الضعيفة، بما في ذلك في الدول المجاورة”.

وذكرت اللجنة، أن ما يقرب من 11 ألف مسلح يشتبه في أنهم من مقاتلي داعش في شمال شرق سوريا محتجزون في منشآت تابعة لقوات سوريا الديمقراطية.

تهديده منخفض ولكن..

من جانبه، قال فلاديمير فرونكوف نائب الامين العام لمكتب الامم المتحدة لمكافحة الارهاب، ان “تنظيم داعش الارهابي لا يزال يشكل تهديداً كبيراً في المناطق التي تشهد نزاعات”.

جاء ذلك في كلمة ألقاها في جلسة مجلس الامن الدولي التي عقدت، اخيرا، بشأن التقرير الذي أعدته الامانة العامة للامم المتحدة بخصوص تنظيم داعش الارهابي، موضحاً أن “تهديد داعش منخفض في المناطق التي تشهد نزاعات، لكن لا يزال التنظيم الارهابي يشكل تهديداً كبيراً في مناطق النزاع”.

وأضاف فرونكوف، ان “التنظيم الإرهابي يسير على خطى تنظيم القاعدة حيث انتقل لبناء هياكل لا مركزية وأقل هرمية وأكثر شبكية بسبب جهود مكافحة الإرهاب”. وشدد على أن “التنظيم لا يزال يمثل تهديدا خطيرا في مناطق الصراع والدول المجاورة”.

وأشار الى أنه “على الرغم من عدم وجود أدلة تذكر على أن القيادة الأساسية في تنظيم داعش تمارس القيادة والسيطرة على الفروع الإقليمية، إلا أن روابط مالية ودعائية واتصالات أخرى لا تزال سارية”.

وأوضح إنه تم “إحراز تقدم في استهداف الموارد المالية لداعش وكوادره القيادية، بما في ذلك مقتل زعيم التنظيم في وقت سابق من هذا العام، مما كان له تأثير كبير على قدرة داعش على العمل في العراق وسوريا وأماكن أخرى”.

تحركات التنظيم

الى ذلك، تشير التقارير الى ان تنظيم داعش ضاعف الأراضي التي يسيطر عليها في مالي في أقل من عام، وان تعثر تنفيذ اتفاق السلام والهجمات المستمرة على المجتمعات، أتاح لتنظيم داعش والجماعات التابعة لتنظيم القاعدة فرصة لإعادة سيناريو عام 2012.

في الاثناء، أعلن البيت الأبيض أن “مهربا له علاقات بجماعة أجنبية متطرفة ساعد مهاجرين أوزبكيين على دخول الولايات المتحدة من المكسيك، مما يثير تساؤلات بشأن تهديد أمني محتمل”.

وأفاد مسؤول أميركي حسب رويترز، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن “المهرب له صلات بتنظيم داعش ويعمل انطلاقا من تركيا، علما أن شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية سبق أن تحدثت عن الواقعة”.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، إن “السلطات ليس لديها ما يشير إلى أن المهاجرين الذين ساعدتهم شبكة التهريب، كانوا مرتبطين بجماعات متطرفة أو يخططون لهجمات إرهابية”.

وأضافت، أن مكتب التحقيقات الاتحادي إف بي آي يحاول تحديد موقع نحو 15 من 120 مهاجرا أوزبكيا، دخلوا الولايات المتحدة من خلال المعابر الحدودية القانونية عن طريق الشبكة.

وتتحدث تقارير اعلامية عن وجود حالة من العصيان بمحيط سجن الصناعة “غويران” بمدينة الحسكة السورية، والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي أغلقت المداخل المؤدية للسجن، وسط معلومات أولية وغير مؤكدة عن استعصاء وهروب سجناء من تنظيم داعش الإرهابي.

في الأثناء، أفاد بيان من مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنه أجرى اتصالاً هاتفياً، أمس الثلاثاء، برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أكد خلاله مجدداً دعم فرنسا للمعركة ضد تنظيم “داعش”.

وتأتي محادثاتهما بعد مقتل ثلاثة جنود فرنسيين أخيراً خلال المشاركة في عمليات بالعراق.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس الثلاثاء، مقتل جندي من القوات الخاصة وإصابة عدد آخر، في عملية لمكافحة الإرهاب بالعراق.

واكد مسؤول امني في صلاح الدين عن عملية ملاحقة وتعقب لعناصر داعش في جزيرة (العيث) الساخنة على خلفية عملية أمنية سقط خلالها 5 جنود بين قتيل وجريح بينهم جنود فرنسيين.

************************ 

بعد فوز المرشح التقدمي

الأمم المتحدة تحذر من التآمر على نتائج الانتخابات في غواتيمالا

رشيد غويلب

تعيش غواتيمالا أجواء قلق وترقب، شبيهة بتلك التي عاشتها بلدان اخرى في أمريكا اللاتينية بعد أول قطيعة مع سلطة اليمين والفساد والمليشيات وعصابات الجريمة، حيث تعمد قوى السلطة المتضررة والدولة العميقة في هذه البلدان عادة إلى التخويف والتآمر، ومحاولات اغتيال المرشحين اليساريين أو التقدميين الفائزين، وصولا إلى تنظيم الانقلابات قبل أو بعد تسلم القوى البديلة لمهام إدارة الدولة.

جرت بسلاسة

وفي هذا السياق يأتي تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مرة أخرى من محاولات إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في غواتيمالا، التي جرت في20 آب 2023، والتي فاز فيها برناردو أريفالو من حزب “حركة جذور” الديمقراطي الاجتماعي.

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي اليومي لمكتب السكرتير العام، الذي عقدته نائبة المتحدث باسمه، فلورنسيا سوتو، يوم الجمعة الفائت.

لقد أكدت بعثتا منظمة الدول الأمريكية والاتحاد الأوروبي، لمراقبة الانتخابات في غواتيمالا، أن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، جرت بسلاسة. وقال سوتو إن ما يثير القلق بشكل خاص هو “الإجراءات القانونية ضد أعضاء المحكمة الانتخابية واللجان الانتخابية والأحزاب السياسية” التي تهدف إلى تقويض نتيجة الانتخابات. وشددت على أنه يتعين على السلطات الانتخابية القيام بعملها بشكل مستقل واحترام التعبير الحر عن إرادة الناخبين.

وتأتي هذه التصريحات، بعد أن قام الادعاء العام والقضاء بمحاولات عديدة لتعليق عمل حزب الرئيس الفائز أريفالو من أجل منعهم من المشاركة في الانتخابات.

وكان أريفالو قد فاز بفارق أكثر من 20 في المائة على منافسته ساندرا توريس من حزب وحدة الأمل الوطني اليميني، بعد حصوله على 59 في المائة من الأصوات، مقابل 37,2 في المائة لمنافسه، وسط حملة تشويه وتضليل ومحاولات نزع الشرعية.

ومن المتوقع أن تعلن محكمة الانتخاب العليا، الدبلوماسي السابق والبالغ من العمر 64 عاما، خلال الأسبوع الحالي رئيسا للبلاد، على أن يتولى في 14 كانون الثاني 2024، مهام منصبه، خلفًا للرئيس اليميني المنتهية ولايته لأليخاندرو غياماتي.

وفي هذه الأثناء، نفذت الحكومة الغواتيمالية إجراءات الحماية، للرئيس المنتخب أريفالو ونائبة الرئيس كارين هيريرا التي قررتها لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان، وشددت الحراسة عليهما.

خطة لأغتياله

لقد استجابت لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان للشكوى، التي تقدم بها أريفالو وهيريرا. وقال بيان للمنظمة يوم الخميس الفائت إن كلاهما تعرضا “للمراقبة والاضطهاد وحملات التشهير والتهديدات بالقتل” التي تزايدت بعد الجولة الثانية من الانتخابات، وبالتالي فإنهما “في وضع خطير وعاجل، مع احتمال جدي لتعرضهما للخطر”.

وقبل بضعة أيام، تلقى فريق أريفالو “معلومات مثيرة للقلق بشأن خطة لاغتياله، يشارك فيها عملاء حكوميون وأفراد عاديون. وقد حذرت ثلاثة مصادر موثوقة للغاية داخل مؤسسات الدولة على الأقل من خطة تسمى بـ “كولوسيو” في إشارة إلى عميلة اغتيال مرشح الحزب الثوري المؤسسي المكسيكي عام 1994 بهدف قتله” . وأبلغت النيابة العامة بوجود خطة أخرى أعدتها “هياكل العصابات الإجرامية”. كما تزايدت التهديدات عبر الإنترنت. ودعت اللجنة الحكومة الآن إلى “العمل على حماية حياة وسلامة الرئيس المنتخب ونائبته وتقديم تقرير عن التدابير المتخذة”.

وبما أن الحكومة المنتهية ولايتها لم تبادر بالسرعة المطلوبة للرد على هذه التهديدات، فقد اتخذ حزب الرئيس المنتخب إجراءات خاصة لتأمين سلامته.

وجاء انتصار المرشح التقدمي، بعد وصوله لجولة الانتخابات الثانية بشكل مفاجئ، ليمثل قطيعة مع عقود من حكم الدكتاتورية ومنظومة الفساد وعصابات الجريمة التي توصف بحكومة “ميثاق الفاسدين”.

ويبدو أن وصول انتشار الفساد والجريمة المنظمة في البلاد إلى مستوى لا يطاق، دفع حتى المراكز الرأسمالية في الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، وقبلها منظمة بلدان القارة الأمريكية، إلى الإسراع بالاعتراف بنتائج الانتخابات، والدعوة إلى احترام الديمقراطية ومنح المؤسسات الدستورية فرصة كاملة لممارسة مهامها.

من جانب آخر تلقى الرئيس المنتخب ونائبته التهاني من العديد من الحكومات اليسارية والتقدمية في بلدان أمريكا اللاتينية، في حين سادت أجواء الفرح والاحتفالات شوارع مدن البلاد ابتهاجا ببداية “ربيع الديمقراطية”.

************************

الغابون.. انقلاب عسكري يعزل الرئيس والأخير يناشد..

ليبرفيل - وكالات

أعلن ضباط كبار في الجيش الغابوني، امس الأربعاء، إنهاء النظام القائم وإلغاء الانتخابات، واستيلاءهم على السلطة، ووضع الرئيس علي بونغو أونديمبا قيد الإقامة الجبرية محاطا بعائلته وأطبائه، وتم توقيف أحد أبنائه بتهمة الخيانة العظمى.

وظهر بونغو في مقطع فيديو دعا فيه أصدقاءه إلى رفع أصواتهم بعد الانقلاب. وأعلن كبار ضباط الجيش استيلاءهم على السلطة بعد وقت قصير من إعلان مركز الانتخابات فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة بحصوله على نسبة 64,27  في المائة من الأصوات.

وقال الضباط ومنهم عناصر من الحرس الجمهوري والجيش والشرطة، إنهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا. وأعلنوا إلغاء نتائج الانتخابات وإغلاق جميع الحدود حتى إشعار آخر، وحل مؤسسات الدولة.

وشهدت البلاد حظر تجول وقطع الإنترنت في كل المناطق في إطار إجراءات اتخذتها الحكومة السبت قبل إغلاق مراكز الاقتراع من أجل الحؤول دون نشر أنباء كاذبة وحصول أعمال عنف محتملة.

**********************

إيران

محاكمة محامي مهسا أميني

طهران - وكالات

قالت مصادر إعلامية، ان السلطات الإيرانية بدأت محاكمة صالح نيكبخت في طهران بتهمة الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية، وهو محامي الشابة الإيرانية مهسا أميني التي أثارت وفاتها حركة احتجاج واسعة في أيلول العام الماضي. ونقلت صحيفة اعتماد الإيرانية عن محاميه علي رضائي قوله: إن “الجلسة الأولى لمحاكمة نيكبخت عُقدت امس الأول وتم إخطاره بتهمة النشاط الدعائي ضد الجمهورية الإسلامية بسبب تحدثه مع وسائل إعلام أجنبية ومحلية لا سيما في قضية مهسا اميني”. وعلى بعد نحو أسبوعين من الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة مهسا أميني أثناء توقيفها من قبل شرطة الأخلاق، أكد ناشطون أن “السلطات الإيرانية كثفت حملة ضد المعارضين وعائلات المتظاهرين خشية تجدد الاحتجاجات”.

ونددت منظمة العفو الدولية بعودة حملة القمع على النساء غير المحجبات، مع تسيير دوريات وتثبيت كاميرات.

***********************

منذ 30 عاما وإسرائيل تحتجز جثامين شهداء فلسطينيين

القدس- وكالات

نظم الفلسطينيون في مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، وقفة أمام مقر الصليب الأحمر، للمطالبة باسترداد جثامين فلسطينيين تحتجزها إسرائيل. ورفع الأهالي في الوقفة التي نظّمتها الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، صور أبنائهم المحتجزة جثامينهم لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلية، في مقابر الأرقام أو ثلاجات الموتى، وسط هتافات تطالب بضرورة الإفراج عن جثامين أبنائهم وتسليمهم لدفنهم. وقال عصام عودة منسق الحملة: “احتجاز الجثامين يخالف الأعراف والقوانين الدولية، وجئنا هنا أمام مقر الصليب الأحمر لنطالب بجثامين الشهداء، ونقول للعالم يكفي صمت، هناك شهداء محتجزون منذ قرابة 30 سنة، والعائلات الفلسطينية تعاني من هذا الأمر”.

*************************

 الصفحة السابعة

قانون التقاعد والضمان الاجتماعي

للعمال الجديد في مواجهة العجز عن التنفيذ

بغداد - طريق الشعب

صادق رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، أخيرا، على قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال الذي أقره مجلس النواب في 17 أيار الماضي، في خطوة عدتها الحكومة في بيان بهذا الشأن ركيزة أساسية ضمن الاصلاحات الاقتصادية التي وعدت بتحقيقها.

وحتى الآن تعاني غالبية العمال الساحقة في قطاعات الخاص والمختلط والتعاوني من غياب الضمان الاجتماعي بعد سنوات العمل الطويلة، حيث يمتنع أغلب الشركات عن تسجيل العاملين لديها في صندوق الضمان، تهربا من دفع المستحقات المالية التي يفرضها القانون.

عامل يشكو

كما لا يجد العامل الذي يتعرض للحوادث أثناء العمل، أي ضمانات أو حقوق تعينه على مواجهة مشقات الحياة، وسط ضعف الحراك النقابي.

خالد أحمد (78 عاماً) قضى أكثر من 20 عاما يعمل حدادا دون ضمان، حتى أصيب بمرض أفقده القدرة على العمل.

يقول لـ”طريق الشعب”: “أعيش آخر أيامي بين المرض والحسرة على محلي وأدواتي التي بدأت تتلف بسبب الصدأ، ولا يوجد من يعمل على تصليحها وإدامتها وإعادة حياة العمل إلى ورشة الحدادة بعد وفاتي، خاصة وأنا المعيل الوحيد لأسرة تتكون من أربع بنات وزوجتي التي تتحمل معي قساوة الظروف”.

خالد وملايين العمال يواجهون ذات المصير وفي داخلهم الكثير من التساؤلات، عما إذا كان قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال سيشمل العمال كبار السن، ممن باتوا عاجزين عن العمل بسبب المرض أو تقدم العمر.

شراء خدمة تقاعدية

في هذا الشأن تقول المحامية سماح الطائي لـ”طريق الشعب” إن “قانون التقاعد والضمان الاجتماعي الجديد يعول عليه في إنصاف حقوق الطبقة العاملة بمختلف قطاعات العمل، وبضمنها العمال غير المنظمين والذين أصبحوا عاجزين عن العمل”. وتوضح ان “القانون نص على إمكانية شراء 5 سنوات خدمة من الدولة في حال كان عدد سنوات خدمة العامل 10 أعوام، شريطة دفع العامل المستحقات التقاعدية لصندوق تقاعد العمال لهذه السنوات الخمس”.

ولم توضح المحامية المعالجة القانونية للعمال غير القادرين على دفع المستحقات المالية.

زيادة في الاستقطاعات

وقد لا يكون القانون مثاليا وفق ما يراه الخبير الاقتصادي رشيد السعدي الذي أورد البعض من ثغرات القانون قائلا إن “كلفة الاستقطاعات التي تفرض على أرباب العمل في القطاع الخاص ازدادت وفق القانون من 7 - 12 بالمائة، الأمر الذي سيؤدي إلى امتناع أرباب العمل من تسجيل عامليهم في الضمان الاجتماعي، على الرغم من العقوبات القانونية التي يفرضها القانون على المخالفين”.

وينبه الى “أن آلية تنفيذ القانون لا تزال مبهمة، لا سيما وانه لم ينشر إلى الآن في الجريدة الرسمية”.

ويذكر السعدي لـ”طريق الشعب” أن قانون التقاعد والضمان الاجتماعي يعول عليه وبحسب الوعود الحكومية في إنصاف ما لا يقل عن 5 ملايين عامل يعانون من غياب الضمان وهزال الأجور طوال عقود من العمل”.

وماذا عن التنفيذ؟

في السياق استبعد الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار جاهزية السلطات لتنفيذ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال.

وقال لـ”طريق الشعب” إنه “على الرغم من الملاحظات التي قدمتها الاتحادات والنقابات العمالية على بعض الفقرات القانونية، إلا أن الجهات التشريعية أصرت على تمرير القانون وفق قناعاتها الخاصة”.

ويفيد الصفار أن “قانون التقاعد الضمان والاجتماعي للعمال إلى الآن يفتقر إلى الآليات الحقيقية لتنفيذه”، موضحا ان “وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حتى الآن تعاني من محدودية فرق التفتيش، فضلا عن أن تنفيذ القانون بحاجة ملحة إلى أتمتة إجراءات الشمول بالضمان الاجتماعي للعمال”.

وأكد أن “الحكومة عملت على تشريع القانون إلا انها لم تعمل إلى الآن على توفير آليات التنفيذ، وبالتالي فإن القانون الجديد النافذ يعاني العجز في التطبيق كحال القانون السابق”.

********************* 

احذروا غضب العمال

نورس حسن

تزدحم صفحتنا هذه اليوم كما في المرات السابقة، بأخبار الوقفات والاضرابات والفعاليات الأخرى، التي يخوضها العمال لطرح مطالبهم وحقوقهم القانونية المصادرة منذ عقود، وفي مقدمتها إيقاف خصخصة الشركات والمعامل الحكومية، وتثبيت عمال العقود والأجور اليومية على الملاك الدائم، وصولا إلى تحسين اجورهم وظروف عملهم.

ويعبر العمال بجانب ذلك عن نوع من اللامبالاة إزاء تشريع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، الذي تصفه الجهات الحكومية بانه “الركيزة الاساسية والمنقذ الحقيقي للعمال”، وهي تعني بذلك طبعا عمال القطاع الخاص. غير انها تتناسى أن هؤلاء يعانون الأمرّين منذ عقود، جراء الإجراءات التعسفية التي يفرضها أرباب العمل، الذين هم في الغالب ممن استحوذوا عبر الخصخصة المثيرة للشكوك على المشاريع والشركات والمصانع الحكومية، خاصة منها التابعة منها إلى وزارة الصناعة.

والملاحظ عموما ان الجهات الحكومية تعود الى عمليات الخصخصة هذه بين والحين، كلما وجدت فرصة سانحة لذلك، متجاهلة الموقف الرافض من قبل الجماهير العمالية، المطالبة على العكس تماما بإعادة الحياة الى معامل وشركات وزارة الصناعة وجميع المصانع الحكومية الأخرى، القادرة على استيعاب أعداد كبيرة من الشباب المتلهفين إلى العمل، على اساس ضمانات كفيلة بتوفير حياة كريمة لهم ولعوائلهم.

إن السلطات الحكومية بقراراتها واجراءاتها في هذا الميدان، تثبت انها بعيدة تماما عن مطامح ومطالب جماهير العمال، التي ليس هناك من يستطيع التكهن بمدى استعدادها لتحمل المزيد من التجاهل لمتطلبات معيشتها، ومدى قدرتها على الصبر اكثر.

ولنا في انفجار تظاهرات تشرين 2019 عبرة في هذا المجال.

********************* 

عمال عقود وزارة الكهرباء يتظاهرون مطالبين بالتثبيت

بغداد – طريق الشعب

تظاهر، اول أمس الثلاثاء، العشرات من عمال عقود قراء المقاييس في وزارة الكهرباء، أمام الشركة العامة لتوزيع كهرباء الفرات الاوسط مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم. وذكر كامل أمين وهو أحد العمال المتظاهرين انه “يعمل بصفة عقد منذ عام ونصف ولم يتم تثبيته على الملاك الدائم إلى الآن”، منبها إلى أن “اجراءات التثبيت لم تشمل جميع عمال عقود الوزارة، على الرغم من أن ثقل العمل يقع على عاتق عمال الأجور اليومية وعمال العقود الذين لم تنصفهم الوزارة إلى الآن بإجراءات التثبيت”. وقال لـ”طريق الشعب” إن “عمال العقود والأجور اليومية لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهرين، كما أنهم يتحملون تكاليف النقل وغير مشمولين بأي شكل من اشكال المخصصات المالية كالخطورة والزوجية والنقل التي يتمتع بها الموظفون على الملاك الدائم”. ويفيد أن “عمال عقود المقاييس في وزارة الكهرباء هم من أشد الفئات معاناة بسبب التهميش الحكومي، وان التأخير في صرف الرواتب تسبب بالتأخير في دفع إيجار البيت وقطع اشتراك المولد للتيار الكهربائي عن عوائلهم في هذا الجو الحار فضلا عن تسديد ديون لتوفير متطلبات العائلة اليومية”.

*************************

وقفة في المثنى ضد تحويل نقل المواد الغذائية إلى متعهد خاص

بغداد - طريق الشعب

عبر عمال المخازن وسائقو مركبات نقل المواد الغذائية من فئة الأجور اليومية والعاملون في المجمع المخزني في المثنى التابع إلى الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية، عن رفضهم خلال وقفة احتجاجية لقرار وزارة التجارة بنقل إدارة المخزن إلى متعهد خاص، حيث أشاروا إلى أن هذا القرار “سيؤثر على أرزاق المئات من السائقين والعمال”.

ووصف عدد منهم في تصريحات تابعتها “طريق الشعب” هذا القرار بـ “المجحف الذي سيؤثر على معيشتهم” لاسيما وأنهم يعملون بنقل المواد الغذائية منذ سنوات عدة. ويقول أحد عمال المخازن فضل عدم ذكر اسمه إن “المجمع يضم أكثر من 150 عاملا وبحدود 50 سائقا وجميعهم أصحاب عوائل وليس لديهم مصدر دخل آخر” مضيفا “وأن العمل في المجمع مصدر دخلهم الوحيد خاصة وأن منهم من تجاوزت سنوات عمله 8 اعوام”. ويذكر “تفاجأنا بقرار الوزارة بتحويل المجمع إلى متعهد خاص الذي أصدر أول قراراته بإيقاف عمل العمال بشكل كامل واستبدالهم بآخرين دون معرفة الأسباب أو توجيه إنذار مسبق، الأمر الذي أدى إلى جعل عمال المجمع عاطلين عن العمل”.

كما ودعا زميل له وزارة التجارة “بإيقاف إجراءات تحويل إدارة المجمع إلى متعهد، وعلى شركة المواد الغذائية إعادة النظر بالقرار ومراعاة الجانب الإنساني فيه”.

ويذكر أن “أبناء محافظة المثنى يعانون الفقر الشديد بسبب الإهمال، ومع ذلك لم ينظر الجانب الحكومي لمعاناتهم، بل سيعمل على إصدار قرارات تؤدي إلى زيادة نسب العاطلين عن العمل مع التمادي بعدم توفير الضمانات للعمال”.

************************

ندوة عن آلية الاستفادة من صناديق الادخار والتقاعد لتحفيز التنمية

بغداد – طريق الشعب

عقدت وزارة التخطيط وبالتعاون مع مُنظمةِ العمل الدولية، اخيرا، ندوة حوارية عن كيفية الإستفادة من صناديق الإدخار والتقاعد والضمان في تحفيز التنمية وتنويع مصادر الاستثمار الذاتي الداعم للتنمية الوطنية. وذكرت الوزارة في بيان تابعته “طريق الشعب”، أن “وزارة التخطيط عقدت وبالتعاون مع مُنظمةِ العمل الدولية ندوة حوارية عن كيفية الاستفادة من صناديق الادخار والتقاعد والضمان في تحفيز التنمية وتنويع مصادر الاستثمار الذاتي الداعم للتنمية الوطنية”.

وأضافت، أن “ممثل منظمة العمل الدولية أمجد ترابي قدم عرضا عن دور صناديق الادخار الوطنية في بناء التجربة التنموية الماليزية والدروس المستفادة للعراق”.

وبين ترابي في الندوة، أن “صناديق الضمان الاجتماعي والتقاعد في ماليزيا لعبت دوراً مهماً في جهود الاستثمار الوطنية للبلاد من خلال توفّر المصدر الثابت والموثوق لرأس المال المحلي للاستثمار، إذ ساعدت هذه الأموال في تحويل المُدخرات إلى استثمارات مُنتجة وتدعم النمو الاقتصادي والتنمية على المدى الطويل في البلاد”. 

من جانبه قدم محمد شهاب احمد، مدير قسم السياسات الكّلية وبناء النماذج الاقتصادية في دائرة السياسات الاقتصادية والمالية في الوزارة ، بحسب البيان، “عرضا عن الدور الاقتصادي للصناديق السيادية”، واوضح “أنواع الصناديق السيادية وأهدافها، والتي تتضمن: (صندوق استمرار المالية العامة، صناديق المُدخرات، مُؤسسات الاستثمار، صناديق التنمية وصناديق احتياطي التقاعد)”.

************************ 

إضرابات في عموم المحافظات

زيادة الأجور ودفع الرواتب في وقتها يتصدران مطالب العمال

بغداد – طريق الشعب

يواصل العمال بمختلف المحافظات إضراباتهم ووقفاتهم الاحتجاجية بسبب سوء الأوضاع المعيشية التي يمرون بها جراء بخس الأجور والتأخير في صرف الرواتب الشهرية.

محافظة البصرة

فمنذ نهاية تموز الماضي وحتى الآن، يواصل عمال النظافة في محافظة البصرة اعتصاماتهم عن العمل للمطالبة بتحسين أجور عملهم خاصة وأنهم ثبتوا على الملاك الدائم.

 ويقول أبو حسنين البصري وهو عامل نظافة في مدينة الفاو إنه على الرغم من الاعتصامات والتظاهرات لعمال النظافة إلا أنهم لم يلمسوا أي إجراءات لتحقيق مطالبهم.

ويضيف خلال حديثه لـ”طريق الشعب” قائلا: إن “دائرة بلدية المحافظة تتجاهل إلى الآن مطالبنا واكتفت بإصدار قرارات منح المكافئات المالية لا أكثر، كما أنها عملت على استئناف العمل عبر الاعتماد على عمال الأجور اليومية التي لا تتجاوز 15 ألف دينار وعمال العقود”، مشيرا إلى أن “هؤلاء لم يتمكنوا من الاعتصام عن العمل بسبب حاجتهم إلى العمل أولا وأن أي إجراء للمطالبة بحقوقهم يتم فصخ عقودهم والاستغناء عن خدماتهم”.

ويذكر البصري انه “على الرغم من تصريح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بصرف مكافئة مالية قدرها 100 ألف دينار كعيدية لعمال النظافة إلا أنه لم يتم منحها إلى الآن”.

محافظة المثنى

في محافظة المثنى يشكو عمال النظافة من التأخير في صرف رواتبهم على الرغم من استمرارهم في العمل.

ويقول عامل النظافة في السماوة حسين حامد إن صرف رواتب تتأخر شهريا لمدة تتجاوز 45 يوما على الرغم من استمرار العمال في العمل”.

وينبه في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” أن “رواتب جميع الموظفين في دائرة البلدية تصرف في أوقاتها المحددة باستثناء رواتب عمال النظافة، رغم أن رواتبهم مصدر رزقهم الوحيد”.

في السياق أوضح مدير بلدية السماوة جابر عبدوش أسباب التأخير إلى أن “رواتب عمال النظافة هي من التمويل الذاتي وليست وزارية وهو ما سبب إرباكاً في عملية صرفها”.

ويقول في تصريح اطلعت علية “طريق الشعب” إنهم اتفقوا مع الإدارة المحلية للمحافظة على تخصيص مبالغ مالية ليتسنى صرف رواتب عمال النظافة في أوقاتها المحددة وبشكل منظم.

إقليم كردستان

وفي إقليم كردستان أضرب عمال مديريات الكهرباء والمياه ودوائر الخدمات بسبب التأخير في صرف رواتبهم لشهري حزيران وتموز، ما يعني تأخرهم في دفع الإيجارات وفواتير الماء والكهرباء والمولدات والإنترنت وأجور النقل، التي تحولت إلى ديون على كاهل الموظفين.

وأصدرت وزارة المالية في حكومة إقليم كردستان، مؤخرا، بيانا بررت فيه أسباب التأخير في صرف الرواتب، محملة الحكومة المركزية أسباب التأخير “بغداد لم ترسل الرواتب”.

وذكرت انه “لم يتم تحويل أي مبلغ مالي من قبل الحكومة الاتحادية إلى الحساب البنكي لوزارة المالية في كردستان أو حساب البنك المركزي فرع أربيل”.

في السياق، اشترطت الحكومة الاتحادية إشرافها على توزيع رواتب موظفي إقليم كردستان مقابل إرسال الأموال الخاصة بالرواتب لشهرين متتاليين.

فيما عد عضو برلمان إقليم كردستان السابق عبد السلام برواري، أن طلب إشراف الحكومة الاتحادية على عملية توزيع الرواتب لموظفي الإقليم فيها مخالفة دستورية للمادة 121.

***********************

 الصفحة التاسعة

كورتوا يطمئن جماهير ريال مدريد

مدريد - وكالات

اتخذ البلجيكي تيبو كورتوا، حارس مرمى ريال مدريد، الخطوات الأولى في عملية التعافي الطويلة التي تنتظره للعودة إلى الملاعب، بعد إصابته بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي لركبته اليسرى. ونشر الحارس البلجيكي الذي سيغيب عن الموسم بأكمله، رسالة عبر حسابه على منصة X (تويتر سابقا) مرفقة بصورة يظهر فيها مع جهاز تقويم العظام في ركبته اليسرى، حيث خضع لعملية جراحية في 17 آب الماضي. وكتب كورتوا: “شكرًا لكم جميعًا على الدعم والطاقة. شيئًا فشيئًا نقوم بالخطوات الأولى للتعافي”. ولا يعد كورتوا اللاعب الوحيد الذي تعرض لإصابة خطيرة في ريال مدريد في بداية الموسم، فقد لحق به البرازيلي إيدر ميليتاو بإصابة مماثلة في الجولة الأولى أمام أتلتيك بيلباو في ملعب الأخير سان ماميس. كما خضع التركي الشاب أردا جولر لعملية جراحية بسبب إصابة في الغضروف المفصلي، ولن يكون جاهزا حتى تشرين الأول.

كما تعرض فينيسيوس جونيور لإصابة عضلية، ستبقيه خارج الملاعب لمدة 6 أسابيع.

********************* 

منتخبنا الوطني يرفع وتيرة الإعداد قبل السفر إلى تايلند

بغداد – طريق الشعب

يواصل منتخبنا الوطني لكرة القدم، تدريباته في بغداد بقيادة الجهاز الفني الإسباني والذي يقوده المدرب خيسوس كاساس استعدادا للمشاركة في بطولة كأس ملك تايلند في نُسختها الـ 49.

وقال المنسق الإعلامي لمنتخبنا الوطني محمد عماد، أمس الأربعاء، إن “ منتخبنا يجري وحدتين تدريبيتين في اليوم الأولى صباحية وتتركز على التمارين البدنية في قاعة الـ (جم) والوحدة المسائية تقام في ملعب البرج بجامعة بغداد”.

وبين عماد أن” التدريبات تجري بمشاركة 13 لاعباً هم كلا من: جلال حسن، أحمد باسل، حسن أحمد، أحمد يحيى، أحمد فرحان، عبد الرزاق قاسم، أمجد عطوان، علي صادق، مهند علي، مناف يونس، حسين علي، محمد جميل، إبراهيم بايش، وخلال اليومين المقبلين سيلتحق الحارس فهد طالب والمدافع علي عدنان بصفوف المنتخب قادمَين من إيران”.

وأضاف عماد، أن” وفد المنتخب سيغادر إلى مدينة شنغماي التايلندية في الثالث من الشهر المقبل على أن يلتحق اللاعبون المحترفون بالفريق يوم 4 من ايلول في تايلند”.

وتابع عماد، أن” القائمة التي تم الإعلان عنها والتي تتكون من 23 لاعبا هي القائمة الرئيسة التي ستتواجد في بطولة كأس ملك تايلند ولا تغيير عليها “.

********************** 

عرض مفاجئ لضم إريك غارسيا من برشلونة

برشلونة - وكالات

تلقى الإسباني إريك غارسيا، مدافع برشلونة، عرضا مفاجئا للرحيل عن الفريق الكتالوني، في الميركاتو الصيفي الجاري.

وتراجع ترتيب غارسيا بين مدافعي برشلونة، عما كان عليه قبل موسمين، عند قدومه من مانشستر سيتي، في ظل وجود الثلاثي جوليس كوندي وأندرياس كريستينسن وماركوس ألونسو. وأكد فابريزيو رومانو، خبير سوق الانتقالات في أوروبا، أن جيرونا طلب التعاقد مع جارسيا هذا الصيف. وكتب رومانو عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا): “يصر جيرونا على التعاقد مع إيريك جارسيا من برشلونة ليحل محل مدافعه سانتي بوينو”.  وأضاف: “يتمسك تشافي ببقاء إيريك في برشلونة، لكن جيرونا سيواصل الضغط لعقد الصفقة”. وختم: “سيسافر سانتي بوينو إلى إنجلترا قريبا لإكمال انتقاله إلى وولفرهامبتون، الذي ستزيد قيمته على 10 ملايين يورو”.

********************** 

ملعب البصرة يحتضن مباريات القوة الجوية في بطولة آسيا

متابعة - طريق الشعب

كشفت إدارة نادي القوة الجوية، الأسباب التي أدت لنقل مبارياتها في دوري أبطال آسيا من أربيل إلى البصرة. وقال عضو إدارة النادي موفق زيدان، إن الإدارة قررت نقل مباراتها لملعب البصرة لعدم جاهزية ملعب أربيل، وعدم توفر ملعب تدريب، وعدم إمكانية تواجد الفار في ملعب اربيل. وأوضح أن الاتحاد الآسيوي يضع ضمن متطلباته توفير ملاعب التدريب وتقنية الفار، وان يكون الملعب الذي يحتضن المباريات الآسيوية جاهزة من كل النواحي.وتابع زيدان بالقول: إن ملعب البصرة ملعب جاهز ويمتلك كل المقومات التي يحددها الاتحاد الآسيوي ضمن معاييره والتي يؤكد عليها في كل منافسات تقام تحت إشرافه. وأعلن نادي القوة الجوية أنه قرر اعتماد ملعب البصرة الدولي بدلا من أربيل الذي كان قد أعلن أن الملعب الأخير سيكون خياره لخوض مبارياته في دوري أبطال آسيا. وجرت سحب قرعة دور المجموعات في دوري أبطال آسيا 2023-2024 في مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور. وأوقعت القرعة ممثل العراق الوحيد القوة الجوية في المركز الثالث إلى جانب الاتحاد السعودي، وسباهان الإيراني، وأجمك الأوزبكي.

************************ 

الأندية العراقية تواصل تدعيم صفوفها باللاعبين

بغداد - طريق الشعب

تواصل الأندية العراقية تعاقداتها وتجديدها للاعبين محليين ومحترفين استعدادا لدوري المحترفين العراقي للموسم 2024-2023.

وتعاقدت إدارة نادي القوة الجوية، مع المدافع المحترف التوغولي كلوسي اغبوزو، قادما من نادي الباجي التونسي لتمثيل فريق الصقور لموسم واحد.

كما تعاقدت إدارة نادي زاخو مع كل من اللاعبين، فتيان زاخو والحارس فارمر زاكي لتمثيل فريقها الكروي لموسم واحد.

وجددت إدارة نادي دهوك مع كابتن الفريق زياد أحمد لموسم آخر وتعاقدت مع الحارس موسى شاكر واللاعب هورمان ياسين لموسم واحد.

ووقعت إدارة نادي أربيل مع المدافع أركان أمير قادماً من زاخو لتمثيل فريقها الكروي لموسم واحد.

كما جددت أربيل عقد المهاجم عبد القادر ايوب للموسم القادم، وجددت أيضاً لحارس المرمى رواند عجيل، وللاعب علي شاخوان لموسم آخر.

وجددت إدارة نفط ميسان عقدها للموسم الثامن توالياً مع اللاعب أكرم رحيم، كما جددت للاعبين وسام سعدون وعلي حلو.

وتعاقد نادي القاسم الرياضي مع مدافع منتخب مالاوي دينيس شيمبيزي قادماً من الدوري الجنوب أفريقي لتعزيز صفوف الفريق في الاستحقاقات القادمة.

كما قررت الهيئة الإدارية لنادي القاسم ترحيل أربعة لاعبين من فريق الشباب للخط الأول ليكونوا نواة للمستقبل وهم كل من كرار علاء وكرار فالح وحسين عمار ومسلم ميثم.

********************** 

الزوراء يعسكر في دهوك استعداداً لآسيا والمحترفين

متابعة ـ طريق الشعب

يغادر وفد نادي الزوراء لكرة القدم، غداً الخميس، إلى مدينة دهوك بإقليم كوردستان، للدخول بمعسكر تدريبي يستمر 10 أيام، استعداداً لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي، ودوري المحترفين العراقي.

وقال عضو إدارة النادي، عبد الرحمن رشيد، إن “الفريق سيخوض مباراتين وديتين في دهوك الأولى يوم 6 من أيلول المقبل، مع فريق الموصل، والثانية يوم 10 من الشهر المقبل، مع فريق أربيل.

وأشار رشيد، إلى أن “الفريق اكتمل من ناحية العدد وسيلتحق بالفريق خلال المعسكر أربعة محترفين تم التعاقد معهم من دول إفريقيا، والذين سيكونون إضافة جيدة خلال المشاركات المقبلة”.

وأضاف أن “الفريق سيغادر مباشرة من دهوك إلى البصرة استعدادا للدخول في غمار منافسات بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، حيث سيلاقي هنالك ودياً فريق الكهرباء الذي يستعد للبطولة ذاتها”.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن عن مواعيد مباريات بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، حيث أوقعت القرعة فريق الزوراء على رأس المجموعـة الثالثة إلى جانب الرفاع البحريني والنجمة اللبناني والعربي الكويتي.

ويستهل فريق النوارس مشواره في البطولة بمواجهة العربي يوم 18 أيلول المقبل في البصرة، وبعدها الرفاع يوم 2 تشرين الأول في البحرين، ثم النجمة يوم 23 تشرين الأول المقبل في البصرة.

وفي مرحلة الإياب، سيلاقي النجمة يوم 6 تشرين الثاني في لبنان، ثم العربي يوم 27 تشرين الثاني في الكويت، وأخيراً سيلاعب الرفاع البحريني يوم 12 كانون الأول في البصرة.

**********************

أندية الكبار

بلا ملاعب ولا منشآت

منعم جابر

أندية  عراقية عريقة في تأسيسها وانجازاتها وعطائها إلا أنها فقيرة بملاعبها ومنشآتها وواقعها حتى اليوم، ونحن نسير بخطوات سريعة نحو الاحتراف، ويسرنا اليوم أن نتحدث عن بعض الفرق الكبيرة ومنها نادي القوة الجوية الذي هو من أقدم الأندية العراقية لكنه حتى اليوم لا يمتلك ملعباً خاصاً به لكرة القدم يليق بجمهوره وبشعبيته وبتاريخه، وهذا الحال ينسحب على نادي الشرطة القوي ذي التاريخ المجيد الموازي لنادي الجوية وهو منافس عنيد وتاريخي منذ منتصف ثلاثينيات القرن العشرين، حيث يمتلك أرضاً ودائرة وملعباً بسيطاً لا يليق به ولا بجماهيره، وبقينا على موعد لبناء مدينة رياضية مصغرة ومنذ أكثر من عشر سنوات (لا أبو حسن ولا مسحاته)، وكذلك وجدنا نادي الطلبة بواقع مأساوي حيث تحولت بنايته إلى أطلال وشبح لبقايا ناد. أما فعالياته ونشاطاته (أصبحت شيئا من الماضي)، هذه نماذج لأندية كبيرة حققت البطولات وفازت بالكؤوس ودفعت نجوماً كبيرة للساحة الرياضية والمنتخبات العراقية، لكنها لم تهتم بمنشآتها وملاعبها وساحاتها وهي اليوم بلا ملاعب ولا ساحات ولا منشآت رياضية متكاملة، وكل الهيئات الإدارية المشرفة على هذه الأندية تقدم المبررات والمواعيد لإكمال بنايات وملاعب أنديتها. وهي اليوم بقايا أندية بعضها عبارة عن هياكل نسمع بها (وبجدية) عملها لكن لا نرى عملاً واضحاً وبناءً شامخاً، بل كلها مواعيد فلا أندية متكاملة ولا ملاعب حديثة ولا منشآت رياضية تسر الناظرين وتفرح العشاق.

يا سادة: يا قادة الأندية الرياضية العريقة وصاحبة التاريخ المجيد أنتم اليوم ملزمون بإنشاء وتحضير انديتكم ومنشآتكم الرياضية وتحويلها إلى قبلة للناظرين وتفرح المحبين وتغيض الحاسدين، لا أن تساهموا بتحطيم ما ورثتموه من أجيالكم السابقة التي ضحت من أجل أن تشيد صروحاً وإرثاً خالداً على بساطته، كان في حينه متميزاً ومقبولاً وجميلاً بجهود بعض الخيرين والشرفاء.

أحبتي يا قادة الأندية الرياضية أنتم مدعوون للمساهمة والمشاركة في إنشاء أنديتكم الرياضية وملاعبها وقاعاتها وملاعب تدريبات فرقكم لأننا نحضر لمشروع الاحتراف الرياضي، وهذا يتطلب منكم أن توفروا الأموال الكثيرة والقادرة على إعداد انديتكم الرياضية وملاعبها ومنشآتها لأنها مسؤوليتكم الأولى، ومن لا يستطيع تحقيق هكذا نشاط ولا يستطيع توفير أموال فعليه أن يرحل ويترك الساحة لغيره، لأن أندية اليوم بحاجة إلى أموال كبيرة وأراض واسعة ومنشآت رياضية وملاعب ونواد متمكنة، كل هذه الأمور بحاجة إلى قدرات مالية وامكانيات عالية وقروض كثيرة واستثمارات هائلة ولا مكان لأندية فقيرة وضعيفة إلا في مجال الهواة ورعاية الرياضة المدرسية، بل يتوجب على قادة الأندية أن تضع البرامج والخطط لتطوير الأندية الرياضية وفق فلسفتها الجديدة والتي تدعو إلى الاحترافية والعمل المنظم للنهوض بالواقع الرياضي.

***********************

تعزية

تتقدم المختصة الرياضية في الحزب الشيوعي العراقي بالتعازي الحارة الى الوسط الرياضي كافة، والى المنتخب الوطني للكيك بوكسينغ، ثم خصوصا الى عائلة الفقيد اللاعب البطل علي جميل، الذي توفي متأثرا بحروق شديدة أصيب بها.

الخسارة كبيرة برحيل علي، الذي انتزع للعراق 3 اوسمة ذهبية في بطولة الأردن الدولية في فعاليات مختلفة، وكان من ابرز لاعبي المنتخب الوطني.

للفقيد اطيب الذكر، ولعائلته المنكوبة ولكل محبيه الصبر والسلوان.

***********************

 الصفحة العاشرة

إيلينا بونياتوفسكا.. الأميرة الحمراء للأدب المكسيكي

سعيد محمد

طالما مثّلت الكاتبة والروائية المكسيكيّة إيلينا بونياتوفسكا (1932) مفارقة استثنائية في المشهد الصحافي والأدبي والسياسي في بلادها، التي توّجتها أخيراً بأرفع جائزة أدبية دوليّة للإبداع باللغة الإسبانية، «جائزة كارلوس فوينتيس»، عن العام الحالي (2023). فهذه السيدة التسعينية التي ما زالت تكتب عموداً أسبوعياً وتتسوق وتطهو لنفسها وتنظف بيتها، تجري في عروقها دماء زرقاء وتنتمي إلى النخبة الأرستقراطية، بحكم انحدارها لجهة والدها الأمير جان جوزيف بونياتوفسكي من سلالة آخر ملوك الكومونويلث الليتواني البولندي، ولجهة والدتها من عائلة مكسيكيّة نافذة. لكنها انحازت، في ما تكتب، إلى العمال والمزارعين والفقراء والمهمشين والمساجين والمتمردين والسكان الأصليين والنساء، حتى لُقبت بـ«الأميرة الحمراء». وبينما بدأت الكتابة في عالم الصحافة قبل سبعين عاماً، إلا أنها لم تتأخر في الانتقال إلى عالم الخيال الأدبي لتصنع اسمها في منطقة التقاطع المتأرجح بين التأريخ والخيال، وبين الوصف الصحافي وشهادات الضحايا/الأبطال، وبين المقابلات والرواية. وعلى الرغم من أنها لم تدخل الجامعات ولم تستحصل على شهادات أكاديميّة، إلا أنها درّست الكتابة الإبداعية طوال عقود، فتتلمذ على يديها جيل كامل من الأدباء والروائيين المعاصرين في المكسيك، ومُنحت درجات دكتوراه فخرية عدة من جامعات راقية في المكسيك والولايات المتحدة، ناهيك عن حصولها على عشرات الجوائز الأدبية، بما فيها «جائزة سرفاتنس للأدب» (2013).

وقد منحت لجنة مشتركة من وزارة الثقافة المكسيكية والجامعة الوطنية المستقلة بونياتوفسكا الجائزة الدولية للإبداع الأدبي باللغة الإسبانية التي أسست لذكرى الكاتب والروائي المكسيكي الراحل كارلوس فوينتيس (1928-2012) وتعطى سنوياً لكتاب أثروا بمجمل أعمالهم التراث الأدبي للإنسانية، لتكون بذلك رابع امرأة تحوز هذا التكريم الأرفع في أميركا اللاتينية. وفي نيسان الماضي، حصلت بونياتوفسكا أيضاً على أعلى وسام مدني في المكسيك من قبل مجلس الشيوخ في الكونغرس المكسيكي الذي وقف عن بكرة أبيه ليهتف «إيلينا، إيلينا، إيلينا»، تحية لها بينما قُلّدت «ميدالية بيليساريو دومينغيز».

ولدت إيلينا بونياتوفسكا – وهذا اسمها الأدبي بعدما كانت سُميت لدى ولادتها بهيلينا - في باريس بعدما انتقلت أسرة والدتها الفرنسية المولد ماريا دي يتوربي إلى هناك عندما فقدت أملاكها الواسعة من الأراضي مع اندلاع الاضطرابات التي رافقت الثورة المكسيكيّة (1910- 1920) والإطاحة بحكم الرئيس ببورفيريو دياز عام 1911. وقد عادت معها وهي في العاشرة من العمر إلى المكسيك حين اندلعت الحرب العالمية الثانية وسقطت العاصمة الفرنسية بيد الجحافل النازية، فيما بقي والدها في أوروبا للمشاركة في القتال.

كانت بونياتوفسكا في الحادية والعشرين حين بدأت بالكتابة للصحافة باستعارة مادتها من أجواء مجتمعها المخملي، فأجرت مقابلات مع المشاهير كانت أولاها مع السفير الأميركي إلى بلادها، وأهمها مع فيديل كاسترو. ونقلت أخبار طبقة نخبة العاصمة مكسيكو سيتي ومناسبات نجومها. لكنها رويداً رويداً شرعت تستكشف القضايا الاجتماعية والسياسية لبلادها بعدما لمست الفجوة الهائلة بين من يملكون ومن لا يملكون، وتبنت آراء يسارية ما لبثت أن انعكست على شكل كتابتها واختيارها لموضوعاتها، فكان كتابها الأشهر «ليلة تلاتيلولكو» (1971 ــــ تُرجم إلى الإنكليزية بعنوان «مذبحة في المكسيك») الذي دونت فيه لحظة المكسيك الحزينة عندما قمعت ثورة الطلاب اليساريين عام 1968 بمحض القوة. كان إيمانويل، بكرها، قد ولد قبل أربعة أشهر فقط، لكنها لم تتوانَ عن النزول إلى الشوارع لجمع الشهادات بينما كانت الدماء لا تزال على الأرصفة، والأحذية متناثرة، والنساء الملتاعات يبحثن عن أبنائهن الذين لم يعودوا إلى المنزل. وقد نشرت تلك الشهادات في كتاب ذي نص بارع نسجت فيه الحكاية المروعة، بمزيج من التاريخ الرسمي، واللافتات، والكتابات على الجدران، وتقارير الصحافة، وروايات شهود العيان والمخبرين والناجين، مع تأملات شخصية قدرية كئيبة. وبقي كتابها ذاك الوحيد الذي نُشر حول هذا الموضوع في المكسيك مناقضاً رواية السلطة، طوال عقدين كاملين. وقد فعلت الأمر نفسه لاحقاً في كتابها عن زلزال مكسيكو سيتي (1985)، فنشرت شهادات السكان وكشفت انعدام كفاءة الأجهزة الحكومية، وفسادها المؤسس (أصوات الزلزال: حيث لا شيء ولا أحد – 1988)، وكذلك في تغطيتها لثورة الزاباتيين في تشياباس. وقد رشحتها السلطات للفوز بجائزة أدبية حكومية في سبعينيات القرن العشرين، لكنها رفضتها وقالت للرئيس المكسيكي لويس إتشيفاريا ألفاريز - الذي كان وزيراً للداخلية ومسؤولاً عن قوات الأمن خلال أحداث عام 1968 – في رسالة مفتوحة تعلل رفضها: «ومن سيمنح جائزة لأولئك الذين سقطوا في تلاتيلولكو في عام 1968؟». ومع أنها احتفظت دائماً بعلاقات ودية مع والدتها حتى رحيلها، إلا أن الأم الأرستقراطية كانت مستاءة لوصف ابنتها من قبل صديقاتها بالـ«شيوعية»، ورفضت بعناد قراءة الرواية التي كتبتها عن الناشطة اليساريّة تينا مودوتي.

رغم أنها اشتهرت أكثر ما يكون في الصحافة الاستقصائية، نشرت بونياتوفسكا في مختلف الأشكال الأدبية: الرواية، والقصة القصيرة، والشعر، ومقال الرأي وقصص الأطفال، والمسرح، إلا أن متعتها الشخصية ظلت دائماً الكتابة الإبداعية، أولى رواياتها، «ليلوس كيكوسي» (1954)، كانت حول فتاة فضولية يتم تشكيلها بعناية من قبل المجتمع لتصبح عروساً مطيعة. لكن أعمالها نضجت في السبعينيات من القرن الماضي في فضاء التقاطع بين الخيال الأدبي والبناء التاريخي، مستندة إلى شهادات المهمّشين والمضطهدين والمحرومين ممن لا تتسع لهم عادة ثقافة النخب، بداية من زيارة أخذتها إلى سجن شهير في العاصمة لمقابلة عمال السكة الحديد الذين اعتقلوا لمشاركتهم في إضراب عمالي واسع. وقد وجدت حينها في قصص السجناء وحكاياهم مضموناً إنسانياً عميقاً لم تجده يوماً في تغطيتها لحياة النخبة المسطحة وهمومها التافهة، لتتلاحق أعمالها تباعاً في التضامن مع مختلف ضحايا الاضطهاد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وانتقاد سخافة معايير المجتمع المزدوجة في التعامل مع الجنسين.

انعكس تطورها الفكري على مزاجها الأسلوبي، فتحررت لغتها من القوالب الجادة، لتكتب بلهجة متسمة بالسخرية، وأقرب ما تكون إلى لغة الناس العاديين الذين انحازت إليهم، فتفكك لهم الأساطير المجتمعية والسياسية التي يتخفى خلفها المثقفون البورجوازيّون وخدّام من هم في السلطة، وتخلق لهم بدلاً منها أساطير جديدة مادتها بطولات الناس العاديين والثوريين الذين يواجهون أقدارهم الظالمة.

تُرجمت أعمال لبونياتوفسكا إلى الإنكليزية والبولندية والفرنسية والدنماركية والألمانية، وأحب جمهور عريض من القراء تأملاتها الفلسفية الذكية وحساسيتها المرهفة للصراع الطبقي التي ــــ مع كل ثقلها الموضوعي ـــــ لا تقيد نصها الإبداعي، ولا تمنعه من التحليق. لكن كاتبة بهكذا مزاج لن تلتفت إليها جوائز السيد الأبيض الأدبية، فتجنبتها «نوبل»، كما لو كانت الطاعون.

وجدت في قصص السجناء وحكاياهم مضموناً إنسانياً لم تجده يوماً في تغطيتها لحياة النخبة وهمومها التافهة.

في حياتها الاجتماعيّة، لم تجد بونياتوفسكا ذاتها في مرابع النخبة المكسيكية أو أوساط مثقفيها، رغم أنّها لم تتوانَ في الاستعانة بشبكة علاقاتها العائلية المؤثرة لمساعدة الآخرين، ولم تتلقّ أبداً تعيينات دبلوماسية فخرية، كما هي العادة مع كبار الأدباء في المكسيك. كما رفضت فرصاً عديدة لخوض العمل السياسي. ولما سُئلت يوماً عن ذلك، أجابت بأنها كانت مشغولة للغاية في استكشافها للأحياء الفقيرة في العاصمة، أو التسوق لشراء احتياجاتها من البقالة، بحيث لا يتبقى لها كثير من الوقت للرفاهية، أو للآخرين. وهي في إجابتها تلك كانت تقول نصف الحقيقة فقط، إذ إن روحها النبيلة كانت تتعذب من نفاق المرفهين. بالطبع، فقد مقتها لذلك مثقفو السلطة، وانتقدوا أعمالها بلا رحمة، وراقبتها الشرطة السرية لبعض الوقت، واعتقلت لفترات وجيزة بسبب متابعتها للتظاهرات الطلابية والعمالية، لكن مثابرتها وقدرتها الفائقتين على التعلم أوصلتاها إلى القمة رغماً عنهم، ووظفت وقتها الشخصي عندما لم تكن تكتب للمساهمة في بناء وعي تقدمي للناس، فنظمت ورشة أسبوعية للكتابة الإبداعية استمرت لثلاثين عاماً بلا توقف، وشاركت في تأسيس جريدة يومية، ومجلة نسوية، ودار نشر، إضافة إلى المعهد الوطني للسينما، وقدمت ندوات ومحاضرات عبر العالم باللغات الثلاث التي تتقنها: الإسبانية، والفرنسية، والإنكليزية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«الأخبار» اللبنانية – 26 آب 2023 (مقتطفات ضافية)

********************* 

المثقف .. من هو !؟

صلاح بوسريف

يتوهم من يظن أن المثقف له دور، أو سلطة، أو أي تأثير في ما يتخذه السياسي من قرارات، أو في الرأي العام بكل أطيافه، بمن في هذا الرأي العام من يُدرّسهم هذا المثقف، أو درَّسهم وأشرف على أطاريحهم، وقرؤوا كتبه، أو ما أصدره من أعمال، هؤلاء من يعملون في الإدارات، ومن هم أساتذة في التعليم العام، أو في الجامعات، أو في غيرها من الأعمال والمهام والوظائف.

ثم، ونحن نتكلم بهذا التعميم، في التسمية، من هو المثقف. لن أكون مثل محمد عابد الجابري، لأعتبر المثقف هو المدرس، أو من يقرأ ويكتب، أو يجيد القراءة، بل المثقف هو شيء آخر، أوسع من هذا وأكبر منه، بل هو من لا يقرأ ليكون مثقفاً، بل هو مثقف بما يعتمل في نفسه من حيرة وقلق، ومن رغبة في البحث والسؤال، وفي فهم ما يجري حوله، أو تأمل ما يراه من مشكلات، وأفكار وقضايا تمس واقعه، وتاريخه، ويكون رجل معرفة، بالمعنى الذي يجعله يقرأ، لا من باب المتعة فقط، ولو أنها شرط من شروط المعرفة والإبداع، بل ليكتشف ما يجري في كل حقل، في علاقة بحقل عمله واشتغاله، أو ما هو منكب عليه من أسئلة وقضايا وأفكار.

ويتسع معنى التسمية أكثر، حين نذهب به إلى المعنى الأنثربولوجي، ليشمل كل التعبيرات التي لا تكتفي باللغة وحدها، فالرموز والإشارات والرسوم، والأطعمة والألبسة، والعمارة، والألوان، والعادات المختلفة، والأعراس، والأغاني، والاحتفالات، والرقصات، وغيرها من التعبيرات الرمزية، يمكن أن تدخل في هذا الباب، وفي هذه التسمية.

وإذن، فالمثقف عليه عبء معرفة، هي بحر، بالمعنى الذي شبّه به الشعراء العلم والمعرفة، وعليه عبء ما يعتريه، ويعيش به من قلق، وما تحته من ريح، بتعبير المتنبي. فما يكتبه ويقوله، أو يدلي به من حوارات، وأفكار، وما يناقشه فيما أتيح له من صحافة أو إعلام، فيه ما على السياسي، وما على عموم الناس، وحتى من يعتبرون ضمن شريحة المثقفين، أن يعرفوه، يقرؤوه، أو يتساءلون بشأنه، سواء أكان الأمر في السياسة، أم في الآقتصاد، أم في الدين، أم في المجتمع، أم في الثقافة والتعليم، أم في كل ما يمس المدينة، باعتباره نموذج ومثال العمران كما بلغناه اليوم، أو ما نسعى أن نبلغه منه، مما شق واستعصى علينا، حتى وبعض مظاهره موجودة عندنا.

صحيح أن دور المثقف، الحقيقي، هو أن يكون في واجهة الأفكار، والأحداث، والقضايا، وأن يدلي برأيه، ويقول كلمته، لكن، ليس في عزلته، وانكفائه على ذاته، أو اكتفائه بما يكتبه ويقوله، وينتظر أن يقرأه الناس، فحتى الإعلام عندنا، لا تعنيه الثقافة، ولا يعنيه المثقف، إلا بما هو واجهة لادعاء الإعلام الثقافة، بل الإعلام صار يخلط أوراق الثقافة نفسها، بتحويلها إلى كلام عام، وكلام في كل شيء، ومع أي كان، دون أن يقول شيئاً، أو يكون طرح فكرة أو رأياً، كون الإعلام نفسه لا يسعى وراء فكرة أو رأي، ولا يرغب إطلاقاً في من تكون له فكرة أو رأى، أو يقول ما لا ترغب وسائل إعلام الدولة في سماعه، أو الترويج له.

ما يعني، أن المثقف، باستثناء من تتبناهم الدولة، أو يتبنون هم الدولة، أو من ينقلبون على أعقابهم من هؤلاء، أو من انتسبوا إلى المثقفين وهم ليسوا منهم، ممن لهم أكثر من وجه وأكثر من قناع، محاصَر، ممنوع، تعطاه الكلمة بين الفينة والأخرى بحساب، أو بجرعات، أو حين تحدث بعض الأزمات التي لا يكون لسان السياسي قادراً على الخوض فيها، المثقف من يملأ الفراغ ويسدّه، ليتوارى عن الأنظار، معتكفاً في كتبه التي لا يقرؤها إلا بعض من في نفوسهم قلق المثقف، أو هم من المثقفين الذين ما زال الكتاب، وما زال العلم والمعرفة، جزءاً من هوائه ومائه، لا من اكتفى بماضٍ، المعرفة تتجاوزه دون توقف أو انقطاع، لأنها صيرورة وابتداع.

حين نقول المثقف، نقول المحاوِر، المنصِت، المختلف، المجادل، الناقد، ومن يقبل نقد الآخرين لأفكاره، المحاجج، من يعتبر البرهان وسيلة الإقناع الوحيدة، وهو من لا يقبل أن يتكلم عن غيره، أو يختلف معه وينتقده، دون معرفته، ومعرفة ما كتبه، وما يفكر فيه، وكيف يفكر، وما أدواته التي يستعملها في تفكيره، من أي المعارف والعلوم استقاها، وبأي معنى، ومن أي منظور، لا المثقف الذي يحكم جهلاً، أو يهرف بما لا يعرف، كما يقول القدماء، يصدر في رأيه عن أوهام، وأحقاد، ومكائد، مدفوعا لقول ما يقوله، ناطقاً باسم غيره ولا رأي له فيه، وهذا، في حقيقة الأمر، هو «المثقف» الذي فشا في الناس، وانتشر، ما دام المثقف بالفعل اكتفى بطرح رأيه وفكره، وما عنده من سؤال، دون أن يدخل في مثل هذه الأعطاب المريبة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

“المساء” المغربية – 18 آب 2023

************************ 

حركة طالبان تمنع النساء من زيارة متنزّه وطني شهير في أفغانستان

قررت الحكومة الأفغانية منع النساء من زيارة متنزّه باند- إي– أمير، الواقع في ولاية باميان.

وقال القائم بأعمال وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحكومة التي شكلتها حركة طالبان، محمد خالد حنفي، إن النساء اللواتي كن يزرن المتنزّه لم يكنّ ملتزمات بالحجاب داخلها.

ووجه حنفي تعليماته لرجال الأمن، والأجهزة التابعة، بمنع النساء من دخول المتنزّه لحين إيجاد حل.

ويُعد متنزّه باند- إي- أمير معلما سياحيا هاما، إذ يُعتبر المتنزّه أول حديقة وطنية تم افتتاحها عام 2009.

وتقوم العائلات بزيارة المتنزّه بشكل اعتيادي، لكن القرار الأخير قد يؤثر على نسبة الزيارات.

وأقيم المتنزّه على «عدد من البحيرات الطبيعية وسط الجبال، التي تحظى بأشكال جيولوجية مميزة، ما يضفي على المكان جمالا طبيعيا فريدا» حسب وصف منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة «اليونسكو».

وقال عدد من رجال الدين في ولاية باميان إن النسوة اللواتي لم يتقيدن بالزي الإسلامي، لسن من سكان المنطقة بل هنّ زائرات قادمات في الغالب من الخارج.

وقال رئيس اتحاد علماء الشيعة في باميان، نصر الله وزيري «هناك شكاوى من عدم ارتداء النساء للحجاب على الإطلاق، أو ارتداء حجاب غير مناسب، وهؤلاء النسوة لسن من سكان باميان».

ونشرت عضوة البرلمان الأفغاني السابقة مريم سليمان خليل على منصة أكس، تويتر سابقا، تغريدة قالت فيها: «سوف نعود أنا واثقة من ذلك».

من جانبها قالت فيرشيتا عباسي، من منظمة هيومان رايتس ووتش إن القرار تزامن مع يوم النساء العالمي للمساواة معتبرة أنه يمثل «عدم احترام لنساء أفغانستان».

من جانبه تساءل المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أفغانستان، ريتشارد بينيت، عما «إذا كان منع النساء من زيارة متنزّه باند- إي- أمير يتفق مع الشريعة والثقافة الأفغانية».

ومنعت طالبان في السابق النساء من أنشطة محددة، بما في ذلك منعهن من الالتحاق بالمدارس في كانون الأول عام 2022. لكنها تؤكد دوما أن هذه القرارات تأتي بشكل مؤقت بهدف تقنين الأنشطة وتوفيقها مع الشريعة.

ويعد الحظر المفروض على زيارة متنزه باند-إي-أمير الوطني هو الأحدث في قائمة طويلة من الأنشطة التي مُنعت النساء من القيام بها منذ عودة طالبان إلى السلطة في آب عام 2021.

وفي الآونة الأخيرة، أمرت حركة طالبان بإغلاق صالونات تصفيف الشعر والتجميل في أفغانستان. وفي منتصف تموز، منعت النساء من أداء امتحانات القبول بالجامعات الوطنية.

ـــــــــــــــــــــــــــ

«بي بي سي» – 28 آب 2023

***********************

 الصفحة الحادية عشر

«ومضات سينمائية».. جديد د. جواد بشارة

صدر للناقد العراقي المقيم في باريس د. جواد بشارة كتاب جديد بجزأين، يحمل عنوان “ومضات سينمائية/ حول لغة الفيلم وجمالية السينما”.

الكتاب الصادر عن دار الشؤون الثقافية ببغداد يقدم تفاصيل علمية وجمالية في الفن السينمائي ولغته، عن طريق تحليل دقيق وتجارب حية في مجال الاعمال السينمائية، التي واكبها المؤلف وكتب عنها بشكل استثنائي وعميق. والكتاب يعد مرجعاً في ميدانه.

************************ 

البيوت التي غادرتنا

حول رواية «كان هناك بيت»

لمحمد سامي عبد الكريم

فخري امين

كل شيء يبتديء بالطفولة. الطفولة هي المنبع، والنهر. المصب البحر. المصدر الأول لكل إبداع. لا يمكن لأي كاتب أو فنان التحرر من سطوة عالم الطفولة على أحلامه، ومخيلته، وإبداعه. أستطيع الزعم أن معظم الأعمال الأدبية والفنية العظيمة تنهض على إعادة إكتشاف هذا العالم، وتتكيء على أكتافه. شخصيات الطفولة، أصدقائها، بيوتها، ومحلاتها، ومدنها.

«جغرافيات أسطورية..»

هذا ما فعله ماركيز حين أعاد اكتشاف قرية طفولته شبه المنسية (اركاتاتا) وحولها إلى (ماكوندو)، في أعظم أعماله على الإطلاق (مائة عام من العزلة). في تلك الرواية أعاد ماركيز خلق الأشياء، والأشخاص، بطريقة سحرية فذة، واستطاع أن يرقى بها إلى درجة الخيال المطلق. صنع لها أسطورتها الخاصة، عبر أحداث متخيلة. إصابة السكان بمرض الأرق، أو الأمطار الجنونية التي لا تتوقف، أو نسيان اللغة وتعلم أسماء الأشياء والكائنات من جديد. وهي عملية تعادل في تصوره استعادتها، أي إعادة خلقها في نص سردي جميل. وليس بعيدا عنا جيمس جويس وأسطورة دبلن، في رواية “عوليس”. محمد خضير في “بصرياثا”. إنه اتجاه أو تيار في الأدب العالمي يهتم بخلق جغرافيات أسطورية للمدن، تتفوق على خططها الواقعية، والتاريخية، نابع في الأساس من طفولة أولئك الكتاب، وسحرية انتمائهم إلى عالمها. فاعلية المكان مهمة جدا في إنتاج حكاياتهم. المكان ليس مجرد صورة، إنه في الروايات كائن حي بروح متفردة: ليس مجرد حجارة صلبة، بل يمتلك بقوة سيولة الحضور والتأثير.

«أمومة المكان..»

لم تبتعد رواية (كان هناك بيت) عن هذه الرؤية، ولا ينقص الكاتب شيئا من عشق الانتماء إلى مدينته، لكن المختلف يتمثل في طريقة تعامله مع مادة ذاكرته، في كونها أعطت البطولة للمكان المؤنث. في (كان هناك بيت) كل الشخصيات التي تؤم (عوجة أبو الطرشي) تشغل حيزا هامشيا في النص ولا تمثل إلا نفسها، باستثناء أم جميل، المرأة النبيلة التي أعطت للمكان حميميته الأمومية الرحيمة والجميلة. هل ثمة قصدية من جانب المؤلف في تأنيث المكان في الرواية..؟ ربما لأن الشخصيات النسوية في النص، وربما في الواقع أيضا، تبدو أكثر غنى، ودرامية، من شخصيات الرجال. (يازي) الحفافة، القائدة النسوية، والناشطة بمعايير هذا الزمان، والمطلعة على أسرار النساء، وعالم الأنوثة، تبدو أكثر توهجا بالمقارنة مع زوجها الوطني، الذي قضى شطرا من حياته منفيا في نكرة السلمان بسبب مواقفه المعادية للإنكليز. (أم حب الله) لا أحد يعرف شيئا عنها، كان وجودها في المحلة بديهيا مثل شروق الشمس وسقوط المطر، دورها في توليد النساء جعلها أما للجميع، وما يشاع عنها من تكهنات وقصص، تثري هذه الشخصية، وتجعلها لغزا، وأسطورة. أم جميل، المرأة العقيم، رمز الأمومة المطلقة، والطيبة، والمحبة، والعطاء غير المحدود، ربت أولاد ضرائرها، بلا أدنى قدر من الأنانية، كانوا ينامون معها في غرفتها، ولما مات الحاج بكر زوجها، رضيت من ثروته الواسعة، عند تقسيم الإرث بأدناها قيمة، بيت قديم متداع وواسع. وفي قلبها اتسع حس الأمومة، لتصبح فيما بعد أما لجميع العوائل الفقيرة التي استأجرت غرف ذلك البيت. مثل هذه الشخصيات المسجلة في النص، بما تنطوي عليه من درامية وعمق، تصلح أن تكون مشروعات لأعمال روائية قادمة.

«ضغوطات..»

أعتقد أن الكاتب، وهو ينجز هذا النص، كان واقعا تحت ضغط هاجس التوثيق المهيمن عليه بقوة، أراد في عمل واحد أن يمسك بكل ملامح الحياة في المدينة، بتنوعاتها الإثنية والدينية والثقافية والسياسية والمهنية، وهو أمر يصعب تحقيقه، وإن تحقق على نحو ما غالبا ما يكون على حساب النوعية، والجودة، ومستوى الإبداع. أعتقد أن النص الروائي “كان هناك بيت” ، برائحته المكانية الساكنة، والمستقرة، ينتهي بانفجار بيت أم جميل، وكل ما أضافه المؤلف بعد تلك الحادثة يمكن النظر إليه بوصفه ملحقا للنص. مرة أخرى ثمة ما حمله على إنجاز هذا الملحق، مشاعر وهواجس متأتية من رغبته في تسجيل كل تحولات المكان والمدينة، كل وقائع تاريخها القريب، في نص واحد. متخطيا الطابع الدرامي للأحداث في هذا الجزء، والتحولات العميقة التي أصابت المجتمع الموصلي، والمصائر الدراماتيكية لشخصياته. هذه المرحلة من تاريخ المدينة كانت بحاجة إلى وقفة أطول. كان في الوسع مثلا كتابة جزء ثان في كتاب منفصل، يتضمن تلك التحولات، متناولا إياها برؤية وروية وعمق، ونفس روائي طويل، وتسجيل دقيق لرياح الزمن، التي عصفت بدراماتها العنيفة بروح المكان، وأغرقته بصراعاتها الدموية. بل يمكن للنص أن يتحول إلى ثلاثية روائية مهمة تلخص تاريخ المدينة.

«المكان: مصائر وهويات..»

يقدم الجزء الأول من الرواية الذي ينتهي بانفجار بيت أم جميل، فرشة مناسبة لإنجاز عمل روائي ضخم، فهو يمثل مقطعا وصفيا عرضيا، أشبه بالبروفايل لحالة مدينة ومجتمع، تنعدم فيها تقريبا روح الدراما والصراع، باستثناء البحث عن أسباب كسب الرزق، والصراع من أجل توفير لقمة العيش. وكل الصراعات التي كانت تحدث خلاف ذلك لها صلة بمشاكسات الأولاد، ونزاعات النسوة. وهي حالة تقترب كثيرا من طبيعة المجتمع الموصلي،في أربعينات القرن الماضي. في الجزء الثاني من الثلاثية المقترحة، يمكن تتبع مصائر أفراد وشخصيات من الأسر نفسها، خصوصا مع بداية الصراعات الحزبية، والرواية في نصها الحالي لامست هذه المرحلة، ولكن بإشارات سريعة، مستعجلة، لاهثة، والمفترض الأهم في هذا الجزء، أن يتركز البحث عن مصائر تلك الأجيال في حرب القادسية. ويمكن للجزء الثالث، أن يتناول التبدلات في مصير المكان نفسه، وهويته، واعني عوجة ابو الطرشي، وبيت أم جميل. من مكان عامر بالناس والحياة والأحلام، إلى خربة، إلى مزبلة، إلى ساحة لتنفيذ عمليات الإعدام، وقاعدة لإطلاق الصواريخ، إلى عمارة تجارية مع ظهور شرائح الأثرياء الجدد، من لصوص الثروات والشهادات والمباديء، حقبة ما بعد التغيير. يمكن لمثل هذه الثلاثية الروائية في حال عمل عليها المؤلف، وأنجزها، أن تقدم خلاصة لتاريخ المدينة، والبلاد. ومشروعا لعمل درامي تاريخي كبير، يمكن أن تتبناه جهات منتجة كثيرة.

«حجر وشجر وبشر..»

بزمنه الذاهب، انطوى عنوان الرواية (كان هناك بيت) على أسى عميق، وشجن متدفق، اقرب إلى الرثاء، إنه يوحي بالغياب والاختفاء والزوال. ربما ذلك هو ما حمل المؤلف، بصورة قهرية، على الحرص المبالغ به، في توثيق كل شيء في ذاكرته، بطريقة تشبه عين كاميرا. رواية تجاوزت في رصدها الدقيق والعجيب والمتنوع لتفاصيل الحياة الموصلية مقدرة أي كتاب من كتب التراث التي تسنى لي الإطلاع عليها. هنا يكمن سر الإبداع لدى المؤلف، وأسباب ضعفه في الآن نفسه، إنه عاشق كبير لكل شيء ينتمي إلى المدينة، ناسها، عوجاتها، لهجاتها، بيوتها، وخرافاتها. وهو مسكون بها بوعيه أو بلا وعيه، إنها ضالته الخلاقة، وبؤرة الواقعي والتخييلي لديه، وذاكرته المستفزة، ومعينه الذي لا ينضب، لكن ذلك العشق لا يكفيه نص قصير واحد، هو به حاجة إلى كتابة نصوص عديدة، ربما تشكل المدينة في ذهن الكاتب نوعا من سمفونية عشق لا يمل سماعها، مؤلفة من حجر، وشجر، وبشر.

*********************** 

تشكيل

الفنان محمد الشجيري: خامات الحجر المبتكرة

رعد كريم عزيز

لا ابهار من دون تجديد، ولا تجديد بدون خامة مبتكرة ،وكل ذلك يتوافر في اشتغال النحات محمد الشجيري وهو يتلاعب بخامة أعماله بالمزج بين الحجر والحديد من دون اغفال اللون الذي يتناسب مع صلابة التكوين ورقة ادهاشه ،والذي يؤدي مباهج التأويل الذاتي والخاص بابتكاراته المتواثبة دونما توقف ،ولعلها من المهام الصعبة  لاتخاذ الطريق الخاص في النحت العراقي المتسيد في تاريخ الحجر والنحاس في الاعمال الفنية العراقية الحديثة ،لأن كل ما ينتج من نحت جديد يدفع النقد الى جهة التذكر والربط بما هو منتج وراسخ في العين والذاكرة في النقد المتخصص والمشاهد  المتذوق.

ازاء هذا الابهار نحتاج الى قرائن تدعم ما ندعية من خصوصية لفن النحات محمد الشجيري ،فهو حين يقترب من الفن الاشوري او البابلي او السومري فهو الابن البار لتاريخ عريق في معرفة التفاصيل بدقة متناهية تقترب من فن الخزف. ولكنه يتحول الى مبتكر تأخذه روح الهواية حين ينحت ثيرانه المرصعة بالزجاج والمدمجة مع الحجر بلمعان مؤنس يحيل جوهر القوة الى فن المتعة والفرجة الفنية ، او الطواطم التي تتحول حركة العيون فيها الى حركة متداخلة للتعبير عن حالة شعورية تنقل التمثال الاثري من جمود التقليد الى معاصرة التعبير الحديث ، وكل ذلك ياتي عبر التفكير بالفن من ناحية المتعة والترفية والاندماج مع الذات بعيدا عن التجارة وما يأتي بعدها فهو تحصيل حاصل في سوق الفن ،فهو لا يعتني بزينة النحت التي تجسد النساء او التماثيل التقليدية التي تزين البيوت باريحية لا تحتاج الى رؤيا او نقاش ،ومن الامثلة الباهرة تمثال الثور والكرسي في اندماج التعبير ،لانكفاء الحركة وتراجع قوائم الثور في اشارة الى غياب القوة ،والتماهي مع هيكل الكرسي في تشبث الامساك بالمكان، فهو اذن تمثال للفن ،من دون طموح تجاري مباشر ،ان ما يفعله الشجيري هو مكابدة لخلق عالم متجدد في النحت ،وفي هذه المرحلة اشتغل على هيكل الثور تارة بفتحات تشير الى الفراغ في اعلى الرأس وغياب تفاصيل الوجه التقليدي وتارة يجلس حيوانه على كرسي وتتحول القوائم الى مساند للكرسي في التحام وتشوق الى الامتلاك  في عالم القوة الغاشمة. بينما حين نصل الى مرحلة الحديد والزجاج اللماع عند الجمل نجد السنام لامعا في كناية عن حمل الكنوز لايصال رسالة فنية تعتمد اكثر من تأويل.

لقد اجتاز محمد الشجيري في محترفه البابلي اكثر من مرحلة ذلك انه اشتغل على المهمل من الاشياء في الدراجة الهوائية و الخردة الحديدية واشتغل على المرمر والزجاج والحديد ، متسابقا مع قدراته النحتية فاحرق اكثر من مرحلة دون ان يقع في افة التقليد واعادة المنتج الفردي ،وهو بذلك امتلك هويته الخاصة في التنوع ،والمواد التي يعتمد عليها تشير اليه .

ان بامكان الشجيري اقامة اكثر من معرض ولكل معرض هوية خاصة، وهذه الامكانية تجعلنا نشير اليه بكل ثقة ،على انه واحد من المبتكرين الجدد ولكنه يشتغل بهدوء وبدون ادعاء ،وما يدفعنا للاشارة لفنه، لانه استحقاق فني وعلى النقد الانتباه لفنان مقتدر، قد لا يحسن احيانا في تقديم فنه ،ولعلها خصلة مستمدة من التواضع العميق لفنان اتخذ لنفسه مقعدا مميزا بين اقرانه في مسيرة فنية بزمن قصير ولكنها ترسخت بعمق فني لا يمكن نكرانه في الساحة الفنية العراقية.

***********************

ريشة حنون مجيد الفنطازية

حسن العاني

أمر صعب على كاتب (القصة القصيرة) ان يخوض غمار تجربة محفوفة بالمخاطر، حين تكون التجربة (قصص قصيرة جداً) – ذلك ما اقدم عليه شيخ من شيوخ القصة والرواية – وموطن الصعوبة: إن خلفيات (القصة القصيرة) وضوابطها يمكن ان تتسلل عفوياً الى (القصص القصيرة جداً) وهو امر يتمناه النقاد لكي يصولوا ويجولوا !! ولا اخشى من الاعتراف بأنني كنت خائفاً على هذه القامة الكبيرة – مع انه ليس جديداً على هذا الفن القصصي – من الضعف او الوهن امام متطلبات (جداً) الكثيرة، ليس ابتداء بعملية (التكثيف) المدمرة لحرية الاديب في الانطلاق على هواه خيالاً ووصفاً... ولا انتهاء بالانجاب الاجباري لعشرات الافكار!

في (ريشة بوشكين) انجب حنون مجيد اكثر من مئة (جداً)، بمعنى انه قدم (مئة فكرة)، وبالمعنى العملي انه احتاج الى معجزة، فهل استطاع الوصول اليها ؟ هذه المجموعة تقول: ان الخيار الوحيد امام المؤلف هو الرجوع الى خزين ذاكرته وذكرياته، والى رحلته الحياتية الحافلة بكل شيء، والى خزين ذكائه واستنفاره بالكامل و.. وذكاؤه الابداعي هو الذي قاده الى توظيف اية فكرة صغيرة او كبيرة او عابرة مرتْ عليه، وشمل هذا التوظيف ما رآه وسمعه وعاشه وقرأه وابتدعه، مثلما اتسم هذا التوظيف بالتنويع، فالأفكار التي تأخذ مكانها يجب ان تتوفر لها شروط التعيين (تكون جديدة، تنافسُ مثيلاتها في الجودة، يكون وراءها هدف)، وأجزم قبل ان اقسم: إن حنون مجيد، المسؤول عن القبول والتعيين قد اعترض او رفض اكثر من قصة، لأنه لم يقتنع بها بسبب افتقارها الى شرط من شروط التقديم أو وثائق التعيين المطلوبة!

لو زعمتُ ان الاسطر التي مرت كانت واضحة ومفهومة، سأكتفي بالاشارة الى (بعض) توزعات القاص على مناحي الحياة الكثيرة والمتباينة، حيث ينتمي ابطاله الى القارات جميعها، فهم عامل وصباغ احذية وحمال وسدة الكوت والمقهى والغجرية والبسيط والمعلم والتلميذ والقطة والحمار والبلبل والقرد والحداثة صعوداً الى الاغاني (عسنّك يا شط عسنّك/ برد الشتا قرصات لفني بعباتك) والى مظفر النواب وسعدي يوسف واخيل وبوشكين ويهوذا والذي نظر الاعمى الى ادبه وهمسات الحب والمواقف الاخلاقية والوطنية والمعتقدات الشعبية و.. و.. بل هذا يكفي على شرط ان لا اعبر هموم الكاتب الشخصية ومحنة العمر، عبر اكثر من فكرة وقصة..

أشرتُ الى ان المؤلف احتاج الى اكثر من مئة فكرة، وهذا عدد لايستهان به، غير ان المعضلة تهون امام وسائل ايصاله الى المتلقي، والتي تتطلب امرين، اولهما (تكثيف) الفكرة الى ادنى حد من الكلمات، وثانيهما ايصال المضمون الى القارئ، وهو مضمون عامر في الغالب بالرموز والتأويلات، وإذن فالمؤلف مطالب في العادة بتهيئة رمز لكل فكرة، ومعلوم ان الرمز او التأويل او تفسير النص يتباين من قارئ الى قارئ، لأنه يرتبط بثقافة المتلقي، ومن هنا كثيراً مايحصل التباين بين المتلقي وبين المؤلف، ومثل هذا التباين يعد اغناء للنص والنتاج الادبي عامة.. لعله من المفيد هنا، التنويه الى ان الرموز السياسية في ريشة بوشكين كانت لها حصة الاسد، ربما لأن الحياة العراقية ذات غنى سياسي معروف، ولأن المؤلف ابن هذه البيئة و... وتجربته على المستوى الشخصي مشرفة، وما سأذكره من عناوين لايتعدى الاشارة: ما سمعه الملك اليوم/ لعبة صيد الفئران/ المروحة/ المشاركة في الله/ الكعكة العظيمة/ مساحة البلبل الجديدة..الخ.. ويلاحظ بأن قصص المجموعة في غالبها الاعم، السياسية منها وغير السياسية، تتحلى بلغة ادبية عالية، تقرب احياناً من الشعر، مثلما تتحلى بأعلى درجات التكثيف برغم جملة زائدة هنا او هناك.

لفتت نظري قضيتان تتعلق بأسلوب المؤلف ولغته، فقد لاحظت على سبيل المثال في القصص المنشورة على الصفحات (57/ 80/ 81/ 92) ان هناك ما اطلقت عليه مصطلح (جماليات المفاجأة) التي تكمن في نهاية القصة، مثلما لاحظت عناية المؤلف بمفردات لاغبار على سلامتها وفصاحتها، ولكنها نادرة الاستعمال، من ذلك (لعلك الاستاذ فلان او لسته، لا ادري – ص22)، ومفردة (لسته) يراد بها (لستَ)، او (ارتفقتْ ص32) او (في رقص يتذاوب ص34) او (في طفل العائلة المترجح ص49) او (امنية مقرور – ص99) او (كان يعجبها ان ترى اليهم، ص114)..الخ، ومن بين ما لفت نظري تسرب اللغة القرآنية الى النصوص تلميحاً (القت بين احضاننا رطباً جنياً ص70) او تضميناً صريحاً    (النملة الام الكبيرة التي سمعت الانذار، يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده ص48).

شكراً للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الذي اغنى المكتبة الثقافية بريشة بوشكين وقلم حنون مجيد ومتعته الادبية والفكرية.

***********************

 الصفحة الثانية عشر

في “بيتنا الثقافي”

محاضرة عن التفكير النقدي

لـ هادي العلوي

بغداد – طريق الشعب

 

شهدت قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، صباح السبت الماضي، محاضرة فكرية بعنوان “التفكير النقدي لـ هادي العلوي”، قدمها الباحث د. ميثم الحربي بحضور جمهور من المثقفين والمهتمين في الشأن الفكري.

المحاضرة التي أدارها السيد سعدون هليل، استهلها الضيف بالقول أن “العلوي أكاديمي، وهو أشبه بالكاتب الشامل”، مبينا أن “من يقرأ العلوي تواجهه أسئلة عديدة عنه: هل هو مفكر أو ناقد أدبي أو فيلسوف شعبي أو فيلسوف؟”.

وتابع قوله أنه “عند الاطلاع على ما وصل إلينا من كتب العلوي، نجد أن عنده شيئا من هذا ومن ذاك. فهو كل وجزء في مناطق التفكير والنقد والفلسفة”.

وأشار الحربي إلى أنه “في النصف الأول من القرن العشرين، كان الفضل لنقاد المدرسة الماركسية في فتح الباب أمام مساءلة التراث، وجعل كل شيء تحت النقد. فصارت لدينا مدرسة ماركسية من أساتذة أجلاء فتحوا الباب لإعادة قراءة التراث الاسلامي قراءة مغايرة للمدرسة الظلامية. وهادي العلوي ابن المدرسة الأولى”.

ولفت إلى أن “العلوي طالما كان يذكر في كتبه العلامة الشهيد حسين مروة، أو يترسم خطاه، هذا في جانب الخط الماركسي. وفي جانب الأدب كان يحب الكلمات التراثية، ويقول إنه يستمتع بكتابات طه حسين، إلا انه تنقصه نزعة التمركس في بحثه. فالعلوي بطبيعة الحال يعد الماركسية منهج المناهج”.

وأوضح المحاضر انه “ثمة قضية تنبه لها العلوي ووقف عندها طويلا، وهي أن المفكرين من المدرسة الماركسية جوبهوا بأسئلة من قبيل أن المنهج الماركسي لا يمت بصلة إلى واقع المجتمع العربي، وهو فكر وافد، وعليه يجب ان يخلق من البيئة العربية منهجها او عقلها النقدي ورؤاها الفلسفية”، مضيفا ان “العلوي يعتبر النظرية العلمية والعقلية ليست بنت بيئة معينة، المانية أم مصرية أم عراقية، ما دام البؤس يضرب بأطنابه في كل بقاع العالم”.

ونوّه الحربي إلى أن “العلوي ينتزع من خطوط التنوير في التراث العربي الإسلامي، سلاسل مدرسة التصوف. ثم يخصبها بالحضارة الشرقية، وكما هو معروف، فإنه شرَّق وغرَّب في التنظير لمسألة الشرق والصين”، لافتا إلى أن “العلوي محضر من الرفض والهجاء الصارم ضد الحكام، ومتصوف على خطى الأوائل الذين يعانون خشونة الحياة اليومية في معتزلاتهم بعيدا عن الناس”.

وفي الختام، وبعد مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين، قدم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. علي مهدي، شهادة تقدير باسم المنتدى إلى الباحث د. ميثم الحربي.

************************

عدد جديد

 من «النصير الشيوعي»

عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، صدر أخيرا العدد (14) أيلول 2023 من جريدة “النصير الشيوعي”.

تصدّر العدد حوارٌ مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي.

وضم العدد أخبارا وتقارير عن نشاطات رابطة الأنصار، وكتابات عن مسيرة الحركة الانصارية وشهدائها، غطت جميعها 20 صفحة ملونة. 

*********************** 

د. ماجد الصوري .. سلامات

منذ ثلاثة أسابيع تقريبا يرقد د. ماجد الصوري، الشخصية الاقتصادية والوطنية، في احدى مستشفيات بغداد، التي نقل اليها إثر اصابته بنكسة صحية مفاجئة.

وطيلة الأيام الماضية بقينا، اسوة بعائلته واصدقائه ومقدري فضله الكثيرين، نتابع اخبار حالته الصحية بترقب وقلق. وما زلنا كذلك حتى اليوم .. متمنين له الشفاء العاجل والسلامة والعافية الدائمة.

*********************** 

استجابة لمناشدة عائلته

إخلاء دار علي الوردي

من مستأجريها

متابعة – طريق الشعب

أعلنت وزارة الداخلية، الاثنين الماضي، إخلاء الدار التابعة لعالم الاجتماع الراحل علي الوردي في منطقة الكاظمية، من مستأجريها، وذلك استجابة لمناشدة وجهتها عائلته إلى الحكومة، تفيد بأن مستأجري المنزل يرفضون الخروج منه.

وقالت الوزارة في بيان صحفي، أنه “بناء على ما عرضته إحدى القنوات الفضائية، من مناشدة لعائلة عالم الاجتماع الكبير المرحوم علي الوردي، حول إخلاء دار تابعة للعائلة من قبل مؤجريها، أمر وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية التي أسفرت عن إخلاء الدار من قبل قوة من وزارة الداخلية وتكليف دوريتين تابعتين لشرطة النجدة بتأمين الحراسة الكاملة للدار لحين استلامها من قبل ذويها وفق الأصول القانونية”.

وحسب ما نقلته وكالات أنباء، فإن مستأجري الدار يشغلونها منذ 40 عاما، وانهم يرفضون الخروج منها، مبينة أن عائلة الوردي ترغب في تحويل الدار إلى متحف.

************************

على قاعة جمعية المهندسين

ندوة حوارية حول قانون مجلس الاتحاد

بغداد – طريق الشعب

عقد “مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية” السبت الماضي، ندوة حوارية بعنوان “قانون المجلس الاتحادي استحقاق دستوري ومطلب للتوازن التشريعي”، ساهمت فيها نخبة من الاختصاصيين والباحثين في المجال القانوني.

الندوة التي احتضنتها قاعة جمعية المهندسين العراقية وسط بغداد، والتي أدارها رئيس المركز د. محمد صباح، قدمها الاختصاصي في القانون الدستوري د. علي مهدي، واستهلها بالحديث عن مشروع قانون مجلس الاتحاد، وعن ورقة عمل تمهيدية أعدها لمناقشة القانون وتسهيل مهمة الحوار حوله، مشيرا إلى تجارب بعض الدول في تشريع مثل هذا القانون، والتي يمكن مراجعتها والاستفادة منها في إغناء مشروعه العراقي.  وتطرق د. مهدي إلى قرار المحكمة الاتحادية المتعلق بوجوب إصدار قانون مجلس الاتحاد، بوصفه استحقاقا دستوريا مهما. وخلال الندوة طرحت أسئلة عديدة، منها ما يخص سبب عدم سعي البرلمان على امتداد دوراته الخمس السابقة، إلى تشريع قانون مجلس الاتحاد ووضع آليات انتخاب أعضائه، وتحديد الصلاحيات الدستورية التي يمارسها.  وتنوعت إجابات المشاركين في الندوة عن الأسئلة المطروحة. فهناك من أرجع أسباب عدم تشكيل المجلس إلى طبيعة النظام السياسي القائم على المحاصصة، وآخر رأى الأسباب في الصراع الفكري الدائر بين القوى النافذة، خاصة ما يتعلق بتفسير المواد الدستورية الخاصة بالحقوق والحريات.  ورأى المشاركون أن صراع المتنفذين دائر في الأساس على النفوذ والسلطة، وان هذا هو ما عطّل تشريع القانون، شأن العديد من القوانين المهمة الاخرى، ومنها قانون النفط والغاز، مشددين على أهمية تشكيل مجلس الاتحاد بوصفه حلقة مكملة لمجلس النواب، ومتلائما مع حاجات المحافظات التي تعاني تدهورا اقتصاديا واجتماعيا. 

وأكدوا ان غياب هذا المجلس تسبب في تعطيل التطور الاقتصادي والارتقاء بحياة الناس المعيشية. وذهب بعض الآراء إلى أهمية وجود غرفتين تشريعيتين في تقاسم الصلاحيات، من خلال تنازل مجلس النواب عن بعض صلاحياته لمجلس الاتحاد. كما أفادت آراء بأنه ليس بالضرورة أن تنحصر صلاحيات تشريع قانون المجلس برئيس الجمهورية.

كذلك رأى بعض المشاركين، أن المراحل المتعددة في إقرار التشريعات، تعتبر معوقات أساسية أمام تشريع القوانين.

وقد انتهت الحوارات إلى أن مجلس الاتحاد لا ينبغي له ان يكون حلقة إضافية لمجلس النوّاب، بل يجب ان يكون مختلفا عنه في الشكل والمحتوى. كما لا ينبغي له ان يكون معادلة تطغي على احد طرفيها قوى طائفية مشغولة بمصالحها السياسية والاقتصادية.

 كذلك ذهبت آراء أخرى إلى ضرورة تشريع دستور جديد بعيدا عن “القنابل الموقوتة” التي تجعل من الدستور “هيكلية معطوبة”.

************************ 

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • علي حسين ملا علوان 2٥٠ ألف دينار.
  • رياض حسين ملا علوان١٠٠ ألف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

********************* 

يوم عراقي للاحتفاء بالقراءة

متابعة – طريق الشعب

قرر مجلس الوزراء في جلسته الـ 35 أمس الأول الثلاثاء، اعتبار يوم 3 آذار من كل عام يوماً للاحتفاء بالقراءة في العراق، وذلك استناداً إلى توصية المجلس الوزاري للتنمية البشرية.

ووفق ما أعلنه مجلس الوزراء، فإنه سيتم تكليف الجهات المعنية بإعداد الخطط لتفعيل القرار.

***********************

أما بعد..

صحبة

منى سعيد

يجتمعون في اليوم الخامس من كل شهر، موعد يتحَّسب له الجمع ولا يتخلف عنه أبدا.هم أصدقاء جمعتهم سنوات المهنة وشغف الأدب، أكبرهم أقترب من التسعين وأصغرهم تعدى السبعين بسنوات..وأنا أبنه الستين كنت الزائرة الوحيدة “ الصبية “ المدللة بينهم..

يتنابون بيوت بعضهم كل شهر مثلما يتبادلون هموم السكر والضغط والمفاصل ومشاكل المعدة..عند زيارتي الأولى لهم ابتدأ الحديث حول أفضل التمارين لإنعاش الجسم وتحفيز البنكرياس لإطلاق كمية مضافة من الأنسولين، في حين تشاغل شيخ آخر بمتابعة فديو في موبايله يعرض حدثا كبيرا هز المجتمع، سرعان ما أطلق تعليقاته العنيفة حوله موجها انتباه الآخرين ممن لم يسمعوا عنه شيئا..

الستينية أنا لم أقابل أغلبهم لمدة زادت عن العقدين، صُدمت حقا بالتغيير الشكلي الكبير لمعظمهم ، شاخوا بعدما تحمصوا على أفران المصاعب وكوارث الحروب، سقطت أسنانهم واحدودبت ظهورهم وغابت تماما وسامة الشباب الرائعة حين تقاسمنا يوما ما تفاصيل مهنة المتاعب أو اجتمعنا في محاضرة ثقافية أو تشاركنا في رحلة ممتعة داخل العراق أو خارجه.

اعترف بأني للوهلة الأولى أخفيت إحراجي وشعوري بزجي بهذه “الورطة “ دونما تحّسب للنتائج، إذ لم تغادرني حينها صورهم في شبابهم وهم بكامل أناقتهم ومرحهم و وسامة البعض منهم. تساءلت” ترى كيف تغيروا هكذا؟” ثم تبادرت  لذهني عبارة أختي الكبرى واصفة وضعها الصحي المتردي بالقول” الكِبر سخيف، أتمنى الموت بزر كهربائي يقضي علي بسرعة دونما عذاب”..

التزمت الصمت وكدت اغرق بالحزن .. لكن ما أن ُطرحت الأحاديث وكل أدلى بدلوه بين معارض مشاكس شرس وأخر مؤيد مسالم ، حتى تفتحت الأزاهير في بستان الحياة الوارفة، كلُ بدا وكأنه ينفض عنه أغصانه اليابسة وقد شُحن بطاقة مذهلة بحثا عن ربيع جديد يتألق به مستعيدا ريعان  الشباب. برقت العيون بشهية تناولوا  أصناف الفاكهة والمعجنات وشرع كل منهم باستذكار أحلى أيامه في سفرة ممتعة أو لقاء صديق أو حبيب حميم.. في حين أصر البعض الآخر على التنقل في أحاديث السياسة وأخبار الساعة محللا ناقدا مستعرضا لكثير من المعلومات بحرفية صحفي عتيد حصيف اعتمد مصادر وبحوثا يبدو أنه قد حضرها لذلك اللقاء بكل دأب وحرص وأمانة، ومع ذلك لم يفلح كثيرا في تسكين الجو وقد التهب بأحاديث شيقة غارت في الماضي بحثا في كنوزه المتألقة ، وتشعبت متناولة الحاضر لكن بسخرية العارف المتيقن أن لاشيء يبقى على الدوام..

انتقلت عدوى المرح إليَّ وسرعان ما تبخر حزني لأشرع بدوري القص على مسامعهم حول أغرب ما صادفته أثناء سنوات الغربة شارحة لهم سبل اجتيازي لكثير من العقبات بمرح وسخرية..وجدت نفسي اضحك من كل قلبي وأنا أأؤكد حضوري لجلستهم في الخامس من الشهر القادم غير متحَّسبة ربما لفقدان البعض منهم في لعبة الحياة والموت.