اخر الاخبار

رأى باحث في شؤون الطاقة أن استخدام إيران لسلاح الطاقة والغاز قد ينجح في البداية إلا أن تأثيره سيتلاشى بمرور الوقت.

وقال مرتضى بهروزي فر، خلال حديث مع موقع انتخاب الإيراني، بشأن مفاوضات العراق لاستيراد الغاز من تركمانستان عوضاً عن إيران: “يسعى العراق لتطوير احتياطيات غاز مستقلة. وشئنا ذلك أم أبينا، فلن يحتاج العراق لاستيراد الغاز من أي دولة في السنوات الخمس المقبلة بل سيصبح مصدراً لهذه السلعة".

ولفت الباحث في شؤون الطاقة إلى حقيقة أن العراق لن يبقى سوقاً دائمة لصادرات الطاقة الإيرانية، منوهاً أن استيراد الغاز من تركمانستان وقطر يتطلب إنشاء خط أنابيب، وهو ما يستغرق بعض الوقت.

وخلال إشارته إلى دور العوامل السياسية على قطع الغاز الإيراني عن العراق، قال: “قطع الغاز الإيراني له أسباب سياسية هدفها تسديد مستحقات طهران المالية، فإننا جميعا نعلم أن مشكلة الديون بين إيران والعراق لا علاقة لها بهاتين الدولتين بل بالعقوبات المفروضة".

وأضاف بهروزي فر: “عندما نوقع عقداً ما ونقطع صادرات الغاز في ذروة درجات الحرارة خلافاً للعقد، مع العلم أن هذا الأمر سيضغط على العراق، إلا أن إيران ستفقد موثوقيتها كبائع للغاز، فإذا أرادت الكويت مثلاً في وقت لاحق شراء الغاز الإيراني، فلن تنظر إلى إيران كجهة موثوقة وصادقة، ما يعني أن هذه الإجراءات ستكلف الكثير من الأضرار".

وحول التهديدات الكلامية بشأن إغلاق مضيق هرمز وتبعات هذه الخطوة على سوق الطاقة الإيرانية، قال: "حتى أثناء الحرب العراقية الإيرانية، أي عندما كانت منطقة الخليج بأكملها متأثرة بهذه الأحداث، فإننا لم نغلق مضيق هرمز لمدة ساعة واحدة وذلك لأن إغلاق هذا المضيق سيؤدي إلى العديد من التداعيات العسكرية والسياسية السلبية لإيران بحيث يصعب حتى التفكير في الأمر".

وأكد الباحث في شؤون الطاقة “أن إغلاق المضيق لا يعيق المصالح الأمريكية وإنما الصينية والهندية والأوروبية، التي نتوقع دعمًا منها في المحافل الدولية، بمعنى، لا يمكننا التحكم بشيء بإغلاق مضيق هرمز، وما يقال هو مجرد استعراض دعائي".

واستطرد: “تجاوزت الإمارات قضية المضيق واتخذت السعودية إجراءات أساسية للتصدير من غرب بلادها. لذا، عندما نهدد باتخاذ إجراء ما، يذهب الفاعلون في المنطقة لإيجاد حلول بديلة. من الخطأ أن نتخيل أننا أخذنا خط الأنابيب إلى بحر عمان وننهي اعتمادنا على المضيق".

وذكر بهروزي فر أن خط الأنابيب هذا كان مفيداً للغاية خلال فترة الحرب، لأن مدى الطائرات العراقية لم يصل إلى هناك آنذاك، وقال: “نواجه اليوم أفراداً لا تهتم بالعمق الاستراتيجي خلال تصريحاتها، وما أراه شخصياً أن إغلاق مضيق هرمز هو مجرد استعراض دعائي".

وأشار هذا الباحث إلى استراتيجية إيران للعودة إلى ذروة سوق الطاقة العالمي، وقال: “لم تستخدم الجمهورية الإسلامية موارد الطاقة كسلاح مطلقًا. وحصدت نتائج إيجابية من عدم تدخلها في العقوبات التي أوجدتها العراق والسعودية والكويت خلال أحداث 1973".

ورأى أن استخدام إيران لسلاح الطاقة والغاز قد ينجح في البداية إلا أن تأثيره سيتلاشى بمرور الوقت، موضحاً أن هذا الأمر حدث لروسيا التي لجأت لقطع موارد الطاقة عدة مرات، ما أدى لتقليل مصداقية روسيا في سوق الطاقة.

وشدد بهروزي فر أنه لكي تتمكن إيران من تعزيز دورها في سوق الطاقة كما في الماضي، يجب عليها أولاً المضي قدماً في الاتفاق النووي وإزالة غمامة العقوبات المفروضة على سوق النفط بشكل كامل، فالجميع يعلم أن صناعة النفط الإيرانية تحتاج إلى استثمارات بقيمة 250 مليار دولار لتصل إلى الإنتاج السابق، حيث يمكن للأسواق العالمية تزويدنا بهذه الأموال، فضلاً عن تأمين التكنولوجيا اللازمة عبر استيرادها من البلدان الأخرى".

عرض مقالات: