قوة داعش تضاءلت لكنها ما زالت قاتلة
لصحيفة لوس أنجلس تايمز، كتب قاسم عبد الزهرة وباسم مرّوة مقالاً في الذكرى العاشرة لإعلان داعش الخلافة، أشارا فيه إلى أنه ورغم عجز هذا التنظيم الإرهابي عن السيطرة حالياً على أي أرض، وفقدانه العديد من قادته، وخروجه من عناوين الأخبار العالمية، فإنه مايزال قادراً كما يبدو على تجنيد أعضاء جدد وإعلان مسؤوليته عن هجمات قاتلة، كما جرى في إيران وروسيا.
إرهاب بشع
وذكر المقال بأن التنظيم الإرهابي الذي عُرف بوحشيته والذي نجح ذات يوم في جذب عشرات الآلاف من المقاتلين والمؤيدين من جميع أنحاء العالم وحكم منطقة تعادل نصف مساحة المملكة المتحدة، ما زال يمتلك خلايا نائمة ويشكل تهديدًا للأمن الدولي، حسب تصريح للناطق بأسم الجيش العراقي.
واعتبر الكاتبان يوم 29 حزيران العام 2014، حين أعلن البغدادي في خطبة القاها من منبر جامع النوري الكبير بالموصل، قيام الخلافة وحث المسلمين في جميع أنحاء العالم على مبايعتها، فاتحة لجرائم بشعة في جميع أنحاء العالم، جُزّت فيها أعناق المدنيين والصحفيين والجنود واستعبد الناس واغتصبت آلاف النساء وأضرمت النيران في طيار أردني أثناء حبسه داخل قفص، وأغرق المعارضون في حمامات السباحة بعد حبسهم في أقفاص معدنية عملاقة. وكان مهماً أن يحتشد الجميع لمحاربة داعش والإنتصار عليه وهو ما تم في العراق 2017 وفي سوريا 2019.
مخاطر جدية
إلّا أن هزيمة التنظيم الإرهابي الكبيرة، لا تعني القضاء عليه نهائياً، حيث تقول الأمم المتحدة، وحسب ما ورد في المقال، بأن هناك ما بين 5000 و 7000 مقاتل لداعش في العراق وسوريا، فيما يؤكد المسؤولون الحكوميون والعسكريون العراقيون على أن الجماعة أضعف من أن تتمكن من العودة فهي لا تمتلك قدرات القيادة أو السيطرة للقيام بذلك، وإنما باتت تقتصر على خلايا نائمة في الكهوف والصحراء في المناطق النائية، حيث تقوم قوات الأمن العراقية بإبقائهم في حالة فرار، بعد أن نفذت 35 غارة جوية ضدهم وقتلت 51 من أعضائهم في الأسابيع الاخيرة.
ورأى الكاتبان بأن ما يخدش هذا التفاؤل، قيام التنظيم الإرهابي المحاصر، بقتل العشرات من القوات الحكومية ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية على مدى الأشهر القليلة الماضية، خاصة في سوريا، التي شهدت أسوأ عملية إرهابية منذ هزيمة التنظيم، (سجن غويران، العام 2022).
إلى القاع، ولكن
ولموقع هيئة الإذاعة البريطانية، كتب فرانك غاردنر مقالاً استعرض فيه جرائم داعش منذ إعلانها «الخلافة» وحتى هزيمتها المنكرة بعد خمس سنوات من ذلك. وحول سؤال عن الوضع الذي أصبح عليه التنظيم اليوم، وصف غاردنر المجموعة المتطرفة بأنها متراجعة ولكنها مازالت موجودة في الداخل، رغم قيام العديد من عناصرها بالإنتشار عبر عدة قارات، وخاصة في جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية وفي أفغانستان وشمال غرب باكستان.
ورأى الكاتب بأن افتقاد التنظيم لقاعدته في سوريا والعراق، أفقدته القدرة على جذب المجندين، وخاصة من كان متهما منهم بجرائم صغيرة او بتعاطي المخدرات، فلم يعد سهلاً التسلل جواً إلى تركيا ومنها براً إلى العراق وسوريا كما كان عليه الحال قبل عقد من الزمان. إلّا أن هذا الضعف لا يشمل كما يبدو بذات المستوى قدرات التنظيم الإعلامية وخاصة عبر الإنترنيت، فهو مازال قادرا على تجنيد مصممي الجرافيك ومصممي الويب الموهوبين لنشر رسالة الكراهية والتحريض على الانتقام.
واختتم غاردنر مقاله بالتأكيد على أن مقتل البغدادي قد أفقد داعش، قيادات تتمتع بكاريزما، فيما أضعفت التصفيات المتتالية للقيادات البديلة، قدرته على خلق وجوه ذات تأثير مناسب على محبيه.