اخر الاخبار

بي بي سي

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية رسميا، اليوم الجمعة، تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية، ضمن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لدعم كييف في هجومها المضاد ضد روسيا.

ودافع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن "قراره الصعب جدا" بتزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية، والتي تعرف بقدرتها على قتل المدنيين.

وأضاف بايدن بأن هذا القرار "استغرق منه وقته طويلا قبل أن يقتنع باتخاذه"، وأنه قام باتخاذه لأن "الأوكرانيين يعانون نقصا في الذخيرة".

من جهته، رحب الرئيس الأوكراني بالخطوة الأمريكية ووصفها بأنها جاءت "في الوقت المناسب"، في حين انتقد مبعوث موسكو هذا القرار بشدة، ووصفه بأنه يتسم "بالسخرية والاستهتار".

وأكد الرئيس الأمريكي في مقابلة مع شبكة CNN يوم الجمعة أنه تشاور مع حلفاء لأمريكا قبل اتخاذ هذا القرار. والذي يأتي قبل عقد قمة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا الأسبوع المقبل.

وكان مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، قد قال في مؤتمر صحفي، إن تزويد واشنطن لأوكرانيا بالذخائر العنقودية هو قرار صائب، مشيرا إلى أن السلطات الأوكرانية قدمت لبلاده "ضمانات مكتوبة" بشأن استخدامها بشكل آمن يحد من إلحاق الضرر بالمدنيين.

والذخائر العنقودية، المحظورة من قبل أكثر من 100 دولة، هي فئة من الأسلحة تحتوي على سلسلة من القنابل الصغيرة المتفجرة.

وأضاف سوليفان أن بلاده تدرك مخاطر الذخائر العنقودية، وهذا ما دفعها إلى "تأجيل" اتخاذ مثل هذا القرار لأطول وقت ممكن.

وتابع قائلا إن أوكرانيا تعهدت بعدم استخدام مثل هذه الذخيرة خارج أراضيها.

وأضاف سوليفان: "ذخائرنا العنقودية لديها نسبة فشل 2,35 في المئة، أما الروس فلديهم نسبة فشل تبلغ 30 أو 40 بالمئة".

ويحظر القانون الأمريكي نقل الذخائر العنقودية التي تزيد معدلات فشلها عن واحد في المئة، لكن بايدن قادر على تجاوز هذه القاعدة.

وهذه الذخائر مثيرة للجدل بسبب معدلات فشلها العالية، مما يعني أن مجموعة القنابل الصغيرة غير المنفجرة يمكن أن تبقى على الأرض لفترة طويلة، وربما تنفجر في وقت لاحق.

وبحسب ما ورد، تردّد المسؤولون الأمريكيون في تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية بسبب قدرتها على إلحاق الضرر بالمدنيين.

وتمتلك الولايات المتحدة مخزونا من هذه القنابل العنقودية، والتي تم تطويرها لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية.

وزعم البنتاغون أن روسيا تستخدم بالفعل القنابل العنقودية في أوكرانيا وهي قنابل ذات نسب فشل أعلى.

لكن جماعات حقوق الإنسان حثت روسيا وأوكرانيا على عدم استخدام الذخائر العنقودية، وطلبت من الولايات المتحدة عدم تزويد كييف بها.

كما طلب بعض المشرعين الأمريكيين من إدارة بايدن عدم إرسال الأسلحة، كون تكاليفها الإنسانية تفوق فوائدها في ساحة المعركة.

وزعمت المسؤولة في وزارة الدفاع لورا كوبر أمام الكونغرس الشهر الماضي أن المحللين العسكريين وجدوا أن القنابل العنقودية ستكون "مفيدة، خاصة ضد المواقع الروسية المحصنة".

وتبلغ قيمة حزمة الأسلحة الأمريكية الجديدة لإدارة بايدن 800 مليون دولار، حسبما ذكرت شبكة سي بي إس نيوز.

وتطلب أوكرانيا تزويدها بالأسلحة منذ شهور وسط نقص في الذخيرة.

 

ألمانيا تعارض

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، إن بلادها تعارض استخدام الذخائر العنقودية في أوكرانيا، بعد الكشف عن تقارير أمريكية بشأن خطط واشنطن لتزويد كييف بها.

كما أكد وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، أن إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا ليس "خياراً مطروحاً"، وقال إن ألمانيا ملتزمة باتفاقية تحظر إنتاج واستخدام هذا النوع من الأسلحة.

وفي حديث خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إن الأمر متروك لكل دولة لتقرير نوع الذخيرة التي تريد إرسالها إلى أوكرانيا.

وأضاف ستولتنبرغ أن الحلف سيجدد وعده لأوكرانيا بأن تصبح عضواً فيه.

يذكر أن ألمانيا قد رفضت سابقاً تزويد أوكرانيا بالدبابات الهجومية، إلا أن حكومة البلاد عادت وزودت الجيش الأوكراني بدبابات ليوبارد 2 المتطورة.

عرض مقالات: