اخر الاخبار

العربي الجديد

تواصل ثلاث لجان عسكرية فرعية من العراق والولايات المتحدة إعداد تقييم شامل للوضع الأمني في العراق، يتضمن مدى التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش"، وضمان عدم عودته مجدداً كمصدر خطر على الأمن العراقي، وجاهزية القوات العراقية لإدارة الأمن في البلاد بما فيها الحدود الدولية مع دول الجوار، وحاجتها الحالية للتحالف الدولي في مهام مثل الغطاء الجوي والمعلومات الاستخبارية، والذخيرة، والإسناد، وغيرها.

ومن المقرّر، وفقاً لمصادر مطلعة في بغداد تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن يعقد الجانبان العراقي والأميركي اجتماعاً جديداً خلال النصف الثاني من شهر مارس/آذار الحالي، على أن تنتقل الجلسات لاحقاً إلى واشنطن. وسيكون ذلك منوطاً، بحسب المصادر، بزيارة مرتقبة لرئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني إلى الولايات المتحدة، لم يُحدَّد موعد رسمي لها لغاية الآن.

وقال مسؤول رفيع في الحكومة العراقية، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن الجولات الحالية، التي عقدت وعددها ثلاث، لم تتطرق إلى فكرة بقاء أو رحيل تلك القوات كما يُروَّج خطأ من قبل وسائل الإعلام، إنما هي اجتماعات فنية عسكرية وأمنية يُبحث خلالها وضع البلاد الأمني وجاهزية القوات العراقية وأماكن الخطر أو الثغرات، إلى جانب احتياجات القوات العراقية من الدعم الجوي والإسناد للقوات البرّية والتغطية الاستخبارية وتحليل المعلومات، خصوصاً في ما يتعلق بالجانب السوري الذي ينشط فيه "داعش" كخلايا متناثرة.

من المقرر أن يعقد الجانبان اجتماعاً جديداً خلال النصف الثاني من مارس الحالي، على أن تنتقل الجلسات لاحقاً إلى واشنطن

واستؤنفت، في فبراير/شباط الماضي، المحادثات الثنائية بين بغداد وواشنطن بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، مع اعتماد "خفض مدروس وتدريجي"، وصولاً إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي لمكافحة "داعش"، وفق البيانات الرسمية العراقية.

وجاءت هذه المحادثات بالتزامن مع هجمات متبادلة، شبه يومية، ظلّت تشنّ بين الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لإيران، والقوات الأميركية الموجودة في قواعد متفرقة ببغداد والأنبار وأربيل (وسورية)، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على خلفية انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأكد مسؤول عسكري عراقي، لـ"العربي الجديد"، أن "الولايات المتحدة طرحت استقلالية الجيش العراقي وقدرته على البقاء كمؤسسة لكل العراقيين، وعدم تحوله إلى قوة ثانية"، في إشارة واضحة من المسؤول إلى المنظومة الفصائلية المسلحة المدعومة من طهران والتي تخطى عددها عتبة 200 ألف مسلح موزعين على نحو 80 فصيلاً وتشكيلاً مسلحاً.

واعتبر المسؤول أن الاجتماعات الحالية بين اللجان العراقية والأميركية تسير جيداً، لكنها ليست مفاوضات على بقاء أو تمديد عمل التحالف، بقدر ما هي إعداد دراسة ورؤية ميدانية وعسكرية لحكومتي البلدين من قبل القيادات العسكرية المشاركة فيها.

ولفت المصدر إلى أن الجو العام في تلك المباحثات يذهب إلى انتقال جديد لدور التحالف الدولي في العراق، للتدريب وتبادل المعلومات، وضمن قواعد ومعسكرات خاضعة لإدارة بغداد، وليس إنهاء دوره، وهذا ما يبدو واضحا من تسريبات تصل من دوائر القرار في حكومة السوداني، وسيكون هذا الانتقال ضمن جدول زمني قد يمتد إلى نهاية عام 2026، وفقا للمسؤول ذاته.

والأسبوع الماضي، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر، وصفته بـ"الكبير" في الحكومة العراقية، قوله إن "المحادثات بين الولايات المتحدة والعراق حول انسحاب القوات الأميركية والدولية بالكامل من العراق قد تستمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".

مسؤول في حكومة بغداد: الاجتماعات بحثت احتياجات القوات العراقية من دعم جوي وإسناد وتغطية استخبارية، خصوصاً في ما يتعلق بسورية

قبل ذلك، نفى المبعوث الأميركي للتحالف الدولي إيان مكاري وجود خطة في الوقت الحالي لانسحاب القوات الأميركية والتحالف الدولي من العراق. وتزامنت تصريحات مكاري مع تعليقات مغايرة للمسؤولين العراقيين، وأبرزهم السوداني، والتي تهدف إلى وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية، وإنهاء دور التحالف الدولي في العراق.

عرض مقالات: