اخر الاخبار

العربي الجديد

توصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى "تسوية" مع قادة عدة فصائل مسلحة ضمن ما يُعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، لتجنب أي رد أميركي عسكري محتمل داخل العراق قد يساهم في تعقيد الوضع الأمني والسياسي بشكل أكبر.

وبحسب ما كشف عضو بارز في البرلمان العراقي ضمن التحالف الحاكم في البلاد (الإطار التنسيقي)، اليوم الخميس، لـ"العربي الجديد"، فإن "التسوية" تتركز على وقف تلك الفصائل هجماتها على المصالح الأميركية داخل العراق، دون التطرق لهجماتها في سورية، أو حتى العمليات التي تتبناها في الأراضي الفلسطينية المحتلة بواسطة طائرات مسيرة مفخخة.

وشهد العراق خلال الأيام الثلاثة الماضية حراكاً سياسياً وأمنياً واسعاً من قبل أطراف عراقية مختلفة لإقناع الفصائل المسلحة بتعليق عملياتها بعد الهجوم الذي تعرض له الجيش الأميركي، الأحد الماضي، في المنطقة الحدودية العازلة بين الأردن وسورية، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود وجرح آخرين. وتوعدت واشنطن بأنها سترد على الهجوم، متهمة جماعة "كتائب حزب الله" العراقية بالوقوف خلفه.

كما أكدت مصادر سياسية في بغداد قيام قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني بزيارة سرية إلى العاصمة بغداد، يوم الاثنين الماضي، وعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعدد من قادة الفصائل المسلحة القريبة من طهران.

ويسعى السوداني من خلال حراكه الضاغط إلى تنجب أي رد أميركي عسكري محتمل داخل العراق يساهم في تعقيد الوضع الأمني والسياسي بشكل أكبر.

 

"حركة النجباء" تتحفظ على وقف هجماتها

واليوم الخميس، قال عضو بارز في البرلمان العراقي عن تحالف "الإطار التنسيقي"، لـ"العربي الجديد"، إن كلا من "كتائب حزب الله وسيد الشهداء أوقفت فعليا عملياتها العسكرية ضد الأميركيين في العراق"، مؤكدا أن "العقدة الحالية تتمثل في حركة النجباء، بزعامة الشيخ أكرم الكعبي، إلا أن هناك ضغوطا من أجل وقف عملياتها".

وتابع: "الحديث عن وقف الفصائل عملياتها الإجمالية في العراق وسورية، لكن بما أن بعض الفصائل متحفظة على ذلك، مثل حركة النجباء، تم الطلب منهم وقف هجماتهم في العراق، وبذلك يمكن للعراق أن يطلب من واشنطن إبعاده عن أي رد عسكري محتمل منها على هجوم الأحد الماضي الذي تعرض له جنودها".

ووصف الحراك الذي تجريه الحكومة بأنه محاولة لضمان "أقل الضرر الذي يمكن أن يصيب العراق من التوتر الحالي في المنطقة"، كما وصف الموقف الإيراني بأنه "غير متطابق بين الحرس الثوري والخارجية الإيرانية".

وحتى الآن لم تعلن إلا جماعة "كتائب حزب الله" العراقية عن تعليق عملياتها بالكامل، بينما التزمت كل من جماعتي "حركة النجباء" بزعامة أكرم الكعبي، و"سيد الشهداء" بزعامة أبو آلاء الولائي، الصمت حتى الآن، إلى جانب فصائل أخرى تشترك تحت عنوان "المقاومة الإسلامية"، وهي "الإمام علي"، و"الأوفياء"، بزعامة كل من شبل الزيدي وحيدر الغراوي، لكن المصدر ذاته قال لـ"العربي الجديد"، إن جماعة "سيد الشهداء أوقفت عملياتها فعلا، لكن بدون إعلان عن ذلك كما فعلت كتائب حزب الله".

ومرت أكثر من 48 ساعة على آخر عملية شهدها العراق ضد المصالح الأميركية، وسط توقعات بأن يكون ذلك بداية تهدئة للفصائل داخل العراق فقط.

وأمس الأربعاء، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الهجوم في الأردن "تم التخطيط وتوفير الموارد له وتسهيله من قبل مجموعة تسمى المقاومة الإسلامية في العراق، والتي تضم مجموعات متعددة بما في ذلك كتائب حزب الله"، ولفت كيربي إلى أن الهجوم "يحمل بصمات محددة لعمليات تقوم بها كتائب حزب الله".

عرض مقالات: