اخر الاخبار

تعد آثار العراق من أهم الثروات الثقافية التي تحتاج الى الحماية والحفاظ عليها للأجيال القادمة، اذ يرى ناشطون في هذا المجال ان هناك استمرارا للإهمال والتجاوزات على المواقع الأثرية، لكن آخرين يعتقدون انها تلقى حاليا اهتماما، وواقعها أفضل، مؤكدين على أهمية توعية المواطنين بالحفاظ على هذه الآثار الثمينة ومشاركتهم في حمايتها، كونها تمثل هوية الشعب العراقي وتعبر عن تاريخهم العريق.

اهمال

الناشط في مجال الاثار، حازم الصائغ، ينبّه إلى استمرار الإهمال والتجاوزات على المواقع الأثرية في العراق، مؤكدا أن هذه المواقع تفتقد العناية اللازمة.

ويضيف خلال حديثه مع “طريق الشعب”، ان “العراق يملك الإمكانيات والكوادر اللازمة للحفاظ على آثاره والعناية بها، ويمكن توفير الطرق الخاصة للحماية والحفاظ عليها”، وفي ذات الوقت يشدد على ضرورة التوعية الثقافية بتاريخ وتراث الوطن.

ويؤكد أهمية أن يدرك كل مواطن أن هذه الآثار هي تراثه وهويته التي يجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة.

ويشير الصائغ إلى ضرورة إطلاق حملات إعلامية من قبل الدولة والمنظمات غير الحكومية والجمعيات المهتمة بحفظ الآثار والتراث، وزيادة وعي المواطن”، مقترحاً اجراء زيارات للقرى والأرياف المجاورة للمواقع الأثرية والتحدث مع سكانها عن أهمية الحفاظ على هذه المواقع والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة.

وعن أبرز نقاط الإهمال في تلك المواقع، يلفت الى غياب الطرق المعبدة والسالكة إليها، بالإضافة إلى عدم توفر الحماية المناسبة لها، ما يجعلها عرضة للسرقة والتخريب.

ويختتم الصائغ حديثه بالقول إن “التحديات التي تواجه الاثار في العراق تستدعي تكثيف الجهود والتعاون للحفاظ على تراث العراق الثقافي القيم”.

محاولات تحلق بالأفق

 عامر الزبيدي، الذي يعمل في مفتشية آثار ذي قار، يقول ان “العراق يعج بالآثار والمواقع الثمينة، اذ تقدر إحصائيات ذلك بحوالي 25 ألف موقع أثري، حيث لا تخلو منطقة في البلاد من مدينة أثرية أو تحتضن آثارا تعود إلى العصور التاريخية كالسومرية والبابلية والاشورية والإسلامية.

ويبين الزبيدي خلال حديثه لـ “طريق الشعب”، ان “العراق عانى الكثير من الانتكاسات والنكبات التي أثرت على المواقع الأثرية، بما في ذلك الحصارات والاحتلالات والحروب السابقة، والتي تسببت في سرقة العديد من الاثار ودمر بعضها الاخر”.

ويشير الى انه “يتم الآن إعادة التركيز وتعزيز الحماية للمواقع الأثرية، اذ تم تسييج العديد من المواقع الأثرية لحمايتها بجهود الجهات المعنية”، لافتا الى ان البعثات الأجنبية لها دور إيجابي بعمليات التنقيب والبحث في العراق، وهي مناسبة للاهتمام بالآثار واستعادتها، إذ يعمل عدد من البعثات الأجنبية من دول مختلفة على التنقيب في المواقع الأثرية العراقية، ويوجد في الناصرية ما يقارب 10 بعثات وبعضها تعمل بالتعاون مع الجهات المحلية”.

ويردف كلامه قائلا، إن “الجامعات العراقية المختصة بالآثار بدأت تعمل أيضا على اعداد بحوث ودراسات خاصة بالاثار العراقية، وهذا امر إيجابي ومفرح”.

وبالرغم من التقدم، إلا ان الزبيدي يرى ان ملف الاثار يحتاج إلى جهود ودعم دولي للترويج والحفاظ عليه، كما يتطلب وعيًا كبيرًا بأهمية هذه الآثار، ليعزز حمايتها وليس فقط تسييجها ووضع رجال للحماية”.

ويعمل عامر الزبيدي على تقديم ورش عمل وندوات للتوعية بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والآثار، داخل وخارج الجامعات في ذي قار.

تلك الجهود الحثيثة والمستمرة تهدف إلى التأكيد على أهمية الحفاظ على هذه الآثار الثمينة وتعزيز الوعي الثقافي بالتراث العراقي، لتُبقى ذكرى تاريخية للأجيال القادمة.

مسؤولية جماعية

جنيد عامر، منقب آثار في الهيئة العامة للآثار والتراث في وزارة الثقافة، يؤكد أهمية تنقيب الكثير من المدن لاكتشاف المزيد من الآثار التاريخية، مشدداً على ضرورة نشر الوعي من قبل الجهات المعنية من خلال برامج تثقيفية في وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات التراثية، وهذا ما تعمل به الهيئة العامة للتراث”. ويشير الى ان القانون رقم 55 لسنة 2001، ينظم عمل الاثار ويضمن تفاصيل محكمة لحماية الآثار والتراث.

ويؤكد عامر باستعادة العراق أكثر من 6000 قطعة أثرية من بريطانيا، في الفترة الحالية مما يُبرز الجهود الرسمية وهيئة الآثار والتراث في استعادة تلك القطع الثمينة، بما في ذلك قطعة حلم كلكامش الشهيرة المعروضة في متحف العراق الان.

ويستدرك قائلاً انه تم افتتاح العديد من المواقع الأثرية، مثل جامعة المستنصرية وقصر العباسي وضفاف نهر دجلة والشريط التاريخي، ويتم فتح متحف العراق في أيام الجمعة مجانًا للعراقيين (عدا الأجانب والعرب) لتشجيع العائلات العراقية على استكشاف التراث الثقافي.

ويضيف، ان “ العام الدراسي القادم بدأ يقترب، وخلاله تجري العديد من الحملات التثقيفية من قِبل وزارة التعليم والمعاهد لزيارة المواقع الأثرية وتعزيز وعي الطلبة بأهميتها”.ويحث على أهمية “توفير دعم جدي وواضح من قبل الحكومة لتمويل عمليات التنقيب وبناء متاحف كبيرة، وإصدار بحوث ومطبوعات خاصة بالآثار مثل مجلة سومر. التي تحرص هيئة الآثار على اصدار مطبوعاتها الخاصة كل عام.

ويشير الى أهمية “تعاون المواطن في الحفاظ على الآثار وعدم المشاركة في الإهمال أو التسبب في التخريب، عن طريق تبليغ عن أي حالات تتعرض لها للآثار العامة.