اخر الاخبار

الموصل، تنهض من جديد

كتبت ريبيكا آن مقالاً لموقع المونيتور، حول التطورات التي تعيشها مدينة الموصل منذ تحريرها من الإرهاب الداعشي، والتي تسير ببطء شديد وتواجه مجموعة من التحديات، من أبرزها ضعف هيبة الدولة ومؤسساتها وتفشي الفساد في معظم مفاصلها، أشارت فيه إلى أن إعادة إعمار مئذنة الحدباء ومسجد النوري الذي دمره الإرهابيون بعد إن إستخدموه مكاناً لإعلان دولتهم العام 2014، هي خطوة في عمليات إعادة البناء التي تجري على المباني التاريخية الأخرى والمواقع الدينية والمتاحف في الموصل.

دمار شامل

وأوضح المقال بأن الموصل التي ولدت فيها إحدى أهم حضارات وادي الرافدين، الإمبراطورية الأشورية، والغنية بالإرث الحضاري، شهدت ابشع حروب المدن منذ الحرب العالمية الثانية، مما دفع بالمنظمات الدولية، وفي مقدمتها اليونسكو ومتحف اللوفر ومؤسسة سميثسونيان وصندوق الآثار العالمية و مؤسسة التراث الثقافي ALIPH إلى التعاون مع الحكومة العراقية لإعادة إحياء أهم معالم ذلك الأرث، كمسجد النوري الكبير وكنيسة الساعة وكنيسة الطاهرة، التي يبلغ عمرها 800 عام، ومتحف الموصل الثقافي، وأسد نمرود وتمثالين لللاماسو (الثور المجنح) ومسلّة الولائم وقاعدة عرش الملك آشور ناصربال الثاني.

هوية الموصل

وذكرت الصحفية بأن متحف الموصل الثقافي، الذي يطلق عليه سكانها (هوية الموصل)، يُعاد بناؤه على غرار هيكله الأصلي الذي صممه المهندس المعماري العراقي الشهير محمد مكية وافتتحه الملك فيصل الثاني عام 1952، ليروي قصة شمال العراق، في صالات عرض مخصصة لعصور ما قبل التاريخ، والحضر وآشور والإسلام. وإستطردت تقول بأن المتحف الذي أفتتح للجمهور في عام 1974، ودمره الإرهابيون وأحرقوا فيه 28000 كتاب ومخطوطة نادرة في العام 2016، يتم إعماره اليوم مع ترك جزء منه بدون تعمير لكي لا ينسى أحد جرائم الإرهابيين، ممن أرادوا محو ذاكرة العراق كما يرى مدير المتحف، الذي أخبر المونيتور بأن هناك العديد من القطع الأثرية المنهوبة والمتضررة التابعة للمتحف، لم يتم العثور عليها أو إعادتها حتى الأن.

إعادة الإعمار وفرص العمل

ووفقًا لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2019 ، ذكر المقال بأن إعادة الإعمار قد وفرت حوالي 80 ألف وظيفة مباشرة و 120 ألف وظيفة غير مباشرة على مدار خمس سنوات. وأضاف بأن العمل يشمل أيضاً، إنشاء بنية تحتية جديدة وتوفير فرص عمل في البناء والهندسة والتوسع في صناعة الخدمات لدعم الاقتصاد المتنامي، فيما سيؤدي تجديد المدينة إلى جذب الناس اليها، ليس فقط لزيارة المتحف ولكن للتبضع في أسواقها والإقامة في فنادقها.

عودة النازحين

وأشار المقال إلى نزوح العديد من سكان الموصل أثناء النزاع، وحاجتهم الآن إلى مساكن جديدة أو إصلاح مساكنهم المدمرة. وسيؤدي ذلك، إذا ما رصدت له تخصيصات مالية، لخلق فرص عمل كبيرة للنجارين والبنائين والسباكين والكهربائيين وغيرهم من الحرفيين المهرة.

تحديات مستمرة

وأكد المقال على أن أهم التحديات التي تواجه برامج الإعمار، تكمن في وجود مجموعة من المسؤولين الفاسدين وضعف مؤسسات الدولة وفوضى السياسات التي تتبعها هذه المؤسسات والتضارب فيما بينها وبقاء عدد قليل من خلايا داعش لاسيما في المناطق الريفية، وقيامها ببعض الأنشطة التخريبية، وفي مقدمتها خطف المدنيين. كما تشّكل بقايا الأسلحة غير المتفجرة والألغام المدفونة في ركام المدينة خطراً كبيراً على العاملين، تصل إلى حد المجازفة بحياتهم لإعادة بناء مدينتهم ورؤيتها على قيد الحياة مرة أخرى، وهو ما دفع ـ إضافة إلى مهاراتهم الكبيرة ـ بالمنظمات العالمية للإشادة بهم وبعملهم الرائع والشاق.