اخر الاخبار

الصراع على الموازنة!

حول ما جرى ويجري في مجلس النواب العراقي بشأن إقرار الموازنة الإتحادية، بعد مرور نصف عام على الموعد المفترض أن ينفذ فيه المجلس واجبه بإقرارها، كتبت مينا الدروبي مقالاً لصحيفة (ناشينول) الأمريكية أكدت فيه على إن اشتداد الانقسامات بين الكتل السياسية حول الحصص التي تضمن نفوذها، شكّل وما يزال عقبة أمام الموافقة على الميزانية، رغم أن ذلك قد يُّسجل كإنجاز كبير للحكومة التي تولت السلطة في تشرين الاول بعد عام من الإنسداد السياسي.

واضافت الدروبي بأن عائدات النفط، التي تمثل النسبة الأعظم للواردات، وطريقة توزيعها، كانت دائماً نقطة تجاذب وصراع بين الكتل النيابية، التي إعتادت على حل هذه الخلافات في الغرف الجانبية وبمفاوضات مارثونية ومساومات يحكمها ضعف الثقة بين المتعاقدين.

ولم يختلف الأمر هذه المرة، حسب إعتقادها، حيث رفض الحزب الديمقراطي الكردستاني، التعديلات التي أضافتها اللجنة المالية النيابية على مشروع الموازنة، وهي التعديلات التي تخص عائدات النفط، حيث يعتبرها ممثلو الإقليم متعارضة مع اتفاقية لحل المشكلة، أبرمتها القوى التي شكّلت حكومة السوداني.

من جهته كتب الصحفي ونثروب روجرز مقالاً في الصحيفة حول نفس الموضوع، أشار فيه إلى أن الخلافات التي تعيق حتى الآن إقرار البرلمان للموازنة تتعلق بسعي بغداد للحصول على إشراف أكبر بكثير على إنتاج وتسويق النفط في إقليم كردستان وكذلك السماح لمحافظاته الطلب، منفردة، من بغداد للحصول على ميزانية منفصلة إذا ما شعرت هذه المحافظات بأن حكومة إقليم كردستان لا تمنحهم حصة عادلة من التمويل، وهي تغييرات ترى فيها أربيل، تقويضاً للوضع الدستوري للإقليم.

وذكّر روجرز بالتحذيرات التي أطلقها عدد من الخبراء، والمتعلقة بالمخاطر الجدية بشأن مشروع الموازنة، ليس بسبب التأخر في إقرارها وما إنطوت عليه من عجز كبير، مهدد بالتزايد إذا ما انخفضت أسعار النفط فحسب، بل وايضاً في هيمنة أطراف محددة داخل الكتل المتصارعة على قرار الكتلة وسعيها لفرض إرادتها على الكتلة ومجلس النواب. كما أشار المقال إلى أن من بين المخاطر أيضاً الحجم الهائل للجانب التشغيلي، الذي يضمن وظائف أكثر في القطاع الحكومي، في محاولة لكسب الأصوات في الإنتخابات القادمة.

وبيّن المقال بأن إقرار الموازنة والتعديلات التي أجريت عليها، كشفت حجم الخلافات بين القوى السياسية الكردستانية، مما ينذر بالمزيد من التوتر وبإضعاف دور الإقليم، وقد يبدد الآمال التي عقدت مؤخراً على حل المشاكل وإجراء الإنتخابات في الأقليم والعمل على تنميته.

كي تبقى لغاتنا

القديمة حيّة

كتب توني دافنبورت لموقع (فيشون كريستيان ميديا) مقالاً حول الجهود الكبيرة التي يبذلها العراقيون من الكلدو-اشور- سريان، للحفاظ على لغتهم الأم من الإندثار والذوبان، أشار فيه إلى أن عدد أبناء هذا المكون قد إنخفض من 1.5 مليون إلى أقل من نصف مليون خلال العقدين الماضيين بسبب ظروف البلاد ودرجات متباينة من التمييز والإضطهاد. وأعرب الكاتب عن تصوره بأن هذا التناقص المؤلم دفع بالمسيحيين إلى الانزواء في الكنائس والمنازل والقرى الجبلية، أو الهجرة بحثاً عن الأمان في بلدان أخرى.

وفي معرض إستعراضه لتلك الجهود تحدث المقال عن قناة تلفزيونية باللغة السريانية، يعمل فيها 40 موظفاً وتبث برامج ثقافية وفنية وسياسية بشكل يومي. كما أشار إلى وجود قسم للغة السريانية في جامعة صلاح الدين في أربيل، وقيام 265 مدرسة في كل أرجاء العراق بتدريس هذه اللغة، التي تعد من لغات العراق القديمة، فيما تم حفظ حوالي 1700 مخطوطة و1400 كتاب، يعود بعضها إلى القرن الحادي عشر، في مركز أربيل الرقمي للمخطوطات الشرقية، الذي تدعمه وكالة الأمم المتحدة الثقافية اليونسكو، إضافة إلى جهود كثيرة أخرى لحفظ التراث وإدامة مخطوطاته ومنع إنقراض اللغة. وإختتم الكاتب مقاله بالدعوة التي وجهها أبناء هذا المكّون لمؤسسات الدولة العراقية بالعمل للحفاظ على ثقافة المكونات الأصغر وضمان حقوقها ولغتها.