اخر الاخبار

نحن نحب الحياة

لكن الموت يعشقنا

لصحيفة الغارديان البريطانية، أعدت كريستينا هازبون تقريراً عن الفن والإبداع في العراق، بعد عقدين على الحرب التي أُسقطت فيها دكتاتورية صدام، أشارت فيه الى أن مكانة الموسيقى في الثقافة العراقية قد تمت الإساءة اليها كثيراً منذ ذلك الحدث، بحيث أسكتت العديد من الأصوات أو أوقف تطورها، قبل أن يظهر جيل جديد من الفنانين الموهوبين، لاسيما بعد الحراك الاحتجاجي في عام 2019، فيواجه الصعاب وتمتد أعماله لتشمل موسيقى الراب والتكنو والموسيقى التجريبية والجاز وغيرها.

إصرار وتحدي

وذكر المقال بأن المتغيرات التي حدثت بعد سقوط الدكتاتورية كانتشار الإنترنيت وتعزز الصلة بالعالم، أصبحت ذا تأثير إيجابي اليوم، بعد أن تمكن العراقيون من دحر الإرهاب، حيث يبدو الفنانون اليوم أكثر قدرة على التحدي، رغم الأسى الذي يعتصرهم بسبب ما عانوه هم وأغلبية أبناء وطنهم من صدمات قاسية، لم يعالجها أحد.

ومن بغداد، تستعير الكاتبة مقولة أحد هؤلاء المبدعين، الذي يخبرها بأن العراقيين شعب يحب الحياة، على الرغم من أن الموت يحبهم أكثر. وفي البصرة، يدهشها فنان أخر، يعتمد الموسيقى لنشر الفرح والأمل، والتعبير عن مشاعر الناس، الحزينة منها والسعيدة، مؤكداً لها بأن موسيقاه هي ملاذه الأخير من الألم وكوابيس الواقع، حيث يستغل الحدائق العامة ليعزف، إذ تفتقد المدينة لدور عرض أو نواد فنية وموسيقية.

الحراك ينعش الموسيقى

ويذكر التقرير بأن انتفاضة تشرين، التي استمرت قرابة عامين، وشهدت تجمعات جماهيرية شبابية كبيرة، تطالب بوطن جديد وهوية عراقية خارج الطائفية، كان لها تأثير كبير على الموسيقى، وبدأ الناس يلتقون فناني الراب على الإنترنت وفي الشوارع، وهم يغنون للثورة، وينددون بالفساد وبالآثار الخبيثة للطائفية والانكماش الاقتصادي والبطالة والتدخل الدولي. كما جرى تعاون مثمر بين الفنانين الشباب داخل العراق وأقرانهم في دول الشتات، وتم تعشيق موسيقى الجاز مع المقام الذي له هوية عراقية منذ قرون ويعتبره هؤلاء كنزاً موسيقياً مقروناً بالشعر. كما تم التناغم في نتاجاتهم بين (الجوبي، والأفروراب، والهيوة وغيرها) وبين الموسيقى الحديثة، مع كلمات مفعمة بحب العراق.

مقاومة الخوف بالفن 

ومن بين المبدعين، وجدت الصحفية هازبون من يقاوم ما تركته الحروب والعمليات الإرهابية بداخله من «تراوما»، بالمزيد من الإبداع، فهذه قطعة موسيقية تعبر عن مشاعر فتاة، أعدمت داعش والديها أمام عينيها، وذاك لحن يخفف من الحنين المضني لمرابع الطفولة، التي فقدت بسبب الصراع الطائفي أو ما فعله الإرهابيون بتلك المرابع.

تجديد

ويؤكد التقرير على أن معظم هؤلاء المبدعين، لا يعيدون صياغة الماضي بطريقة ميكانيكية، لكنهم يضعون عليه بصمتهم، مقاومين بذلك الزيف الذي ينافسهم على ذائقة الناس، غير أنهم يحققون رغم كل الصعاب نجاحات تحاصر ذلك الزيف وتقلل تدريجياً، وإن بشكل بطيء من تأثيره السلبي. وتشير الكاتبة الى إهتمام العراقيين خارج البلاد بهذه الإنتاجات الجديدة، التي تمثل لهم صلة نابضة بالحياة، تعيد صلتهم بالوطن.

الإصلاح وحقوق الإنسان

كتب علي يونس مقالاً لموقع (أرب نيوز) أشار فيه الى أن مجلس الأمن الدولي وعلى هامش استماعه لتقرير ممثلة الأمم المتحدة في العراق (جنين بلاسخارت) قد دعا الحكومة العراقية الى المضي قدما في الإصلاحات السياسية والاقتصادية ومواصلة تعزيز الحوار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية والمجتمعية، ومراعاة حقوق الإنسان وضمان مشاركة كاملة ومتساوية وفاعلة للمرأة.

وأضاف بأن بلاسخارت، قد بينت بأن السلطات العراقية أحرزت بعض التقدم في الإصلاحات لكنها لا تزال تواجه تحديات سياسية واقتصادية خطيرة، حيث لازالت العوامل التي ساهمت في عدم الاستقرار فاعلة حتى الان، كتفشي الفساد، والتأثير السلبي للجماعات الخارجة على الدولة، والانقسامات السياسية، وعدم المساواة، والبطالة، والاعتماد المفرط على النفط.

وأشار الكاتب الى أن مجلس الأمن قد حث بغداد على إدخال إصلاحات للمساعدة في مكافحة الفساد وتحسين الخدمات الأساسية وحماية حقوق الإنسان ومكافحة تغير المناخ، فيما تؤكد منظمات عديدة بأن العنف الجندري والأسري منتشر في البلاد، التي تعاني من استهداف الناشطين في الدفاع عن حقوق المرأة، بحيث صار صعباً حتى الحديث عن مفردة النوع الاجتماعي (الجندر). وقد دعت هذه المنظمات الى وقف انتشار العنف ضد النساء وتعاون العراقيين مع المجتمع الدولي لتحقيق ذلك.