عقدت “مؤسسة هي” للتنمية الثقافية والإعلامية، يوم السبت 6 أيار الجاري، طاولة مستديرة تحت عنوان “النساء في بيئة العمل: تحديات معقدة وقوانين مجهولة”، وذلك على قاعة “مركز البيان” في بغداد.

الطاولة التي ساهم فيها أكاديميون وناشطون معنيون بقضايا المرأة، افتتحها مدير قسم الأبحاث في “مركز البيان” د. أحمد خضير، بالحديث عن مشروع يديره، خاص بالتوعية بقضايا التحرش والتمييز في أماكن العمل، موضحا أن المشروع تضمن تنظيم نشاطات في خمس محافظات، وسيختتم في محافظة البصرة.

وأشار إلى أن المرأة تتعرض إلى مضايقات عديدة في بيئة العمل، تتنوع بين التحرش والتمييز وعدم المساواة في الأجر وعدم السماح لها بتسلم المواقع الإدارية، مبينا أن هذه المضايقات تصدر من قبل المؤسسة التي تعمل فيها المرأة، والمسؤولين والعاملين فضلا عن المواطنين المراجعين.

وألقى د. خضير الضوء على المادة 10 من قانون العمل العراقي رقم 37 لسنة 2015، والتي تحظر التحرش الجنسي في الاستخدام والمهنة، إلى جانب المادة 11 من القانون، التي تكفل حق المرأة باللجوء إلى محكمة العمل، وتقديم الشكاوى لديها في حال تعرضها إلى أي شكل من أشكال التحرش.

وناقشت الطاولة محورين: الأول يتعلق بواقع المرأة في بيئة العمل، وأشكال التحرش والآليات التي تمنع هذا السلوك. أما المحور الثاني فقد تناول السياسات والتشريعات التي تحدد التمييز والتحرش في بيئات العمل، ومدى فاعلية القوانين الإدارية المعنية بهذه القضايا.

وساهمت في الطاولة ممثلة مفوضية حقوق الإنسان نسرين عبد العالي، التي ذكرت أن “مهمة الدولة في حماية المرأة تبدأ بعد انضمامها إلى المعاهدات والاتفاقيات الدولية”، معرّفة بالمعايير الضامنة لحقوق المرأة محليا ودوليا من خلال المعاهدات والاتفاقيات التي وقع عليها العراق.

واستدركت في قولها: “لكن رغم ذلك، لا تزال المرأة هي الحلقة الأضعف في المجتمع العراقي، بسبب غياب الحماية الحكومية وضعف آليات تطبيق القوانين، كذلك غياب البيئة الآمنة في العمل”.

وشاركت في الحديث أيضا المحامية شهد، التي أشارت إلى أن تصاعد حالات التحرش يأتي بسبب جهل النساء بالقوانين التي تحميهن وتمنع مضايقتهن، فضلا عن جهلهن التعامل مع منصات استقبال الشكاوى، التي تطلقها وزارة الداخلية ومنظمات المجتمع المدني على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقبيل الختام، نوّهت نائبة رئيس “مؤسسة هي”، السيدة إسراء، إلى استحداث تطبيق الكتروني بعنوان “هي”، مخصص لاستقبال شكاوى المرأة في حال تعرضها لحالات تحرش أو تمييز في بيئة العمل، سواء في القطاع الخاص أم العام، مبينة أن الإبلاغ في هذا التطبيق سري، ويتم عن طريق مسح رمز الـ QR.