اخر الاخبار

نشرت مجلة أوبزرفر للأبحاث، والتي تصدر في الهند، مقالاً للباحث كبير تانيغا حول الأرث الذي تركته حرب العراق قبل عشرين عاماً، أكد في مقدمته على أن التاريخ، يبقى معلماً عظيماً لإدارة الشؤون الدولية، إذا ما كان لديه طلاب راغبون في ذلك.

نتائج غير متوقعة

وبعد أن إستعرض الكاتب الذرائع التي إستخدمتها واشنطن لشن الحرب، كمنع صدام من تطوير أسلحة الدمار الشامل ومواجهة وتصفية الإرهاب وتعزيز مكانة الولايات المتحدة كقطب أوحد، أعرب عن إعتقاده بأن الحرب لم تحقق أي فوائد واضحة لأحد، مهما حاول البعض تجنب الإشارة إلى المستفيدين من نتائج الحرب أو تخفيف قسوة الفشل بالحديث عن بعض النتائج السلبية، وإلقاء اللوم على القصور الإستخباري أو الإداري وليس على جوهر السياسة ذاتها.

رد الاعتبار

وأفاد الكاتب بان الإطاحة بصدام حسين، لم تكن اللحظة المحورية في الحرب، رغم إنها ربما حققت شيئاً من رد الاعتبار لغطرسة العظمة الأمريكية، التي خدشتها بقوة، أحداث 11 سبتمبر. فالمجموعات الإرهابية مثل القاعدة، برزت بشكل أقوى بعد الحرب، فيما اشتد حشد الدعم للحركات “الجهادية” في جميع أنحاء العالم، وصار ما جرى في أفغانستان والعراق، من أكثر الذرائع فعالية لتجنيد المتطرفين، بحيث سرى شعور في الغرب بأن الحرب ضد هذه المجاميع بلا نهاية منظورة.

تأزم داخلي

وخلص الكاتب إلى أن عدم شرعية الحرب وعدم محاسبة الذين اتخذوا قراراها، بالرغم من الإعتراف شبه الصريح بخطأ شنها، يترك بشكل مستمر أثار سلبية على الإدارات الأمريكية المتعاقبة ولا يشجع الكثيرين في العالم على الثقة بالولايات المتحدة ومنهم الهند.

موقف الهند

وذكّر الكاتب بموقف الهند من الحرب في حينها، حيث أسقط البرلمان رغبة رئيس الوزراء آنذاك، أتال بيهاري فاجباي، بالإستجابة لضغوط واشنطن والانضمام إلى التحالف في العراق. واشاد الكاتب بموقف المفكرين الاستراتيجيين الهنود، الذين ظلوا مؤمنين بأن الأمم المتحدة هي المؤسسة العالمية الوحيدة التي لها حق نزع أسلحة الدمار الشامل وتحديد من يهدد السلم والأمن الدوليين.

لكن فاجباي، لم يرضخ لقرار البرلمان لوحده، بل كان هناك في حزبه والحكومة، عدد ممن كان على علاقة ببغداد مثل سوايامسيفاك سانغ، العقل الأيديولوجي لحزب بهاراتيا جاناتا، القومي اليميني، ومثل بي رامان، المسؤول الكبير السابق في مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات الخارجية الهندية، وعدد ممن كان “مخلصاً” للعلاقات “التجارية” مع حكومة صدام. وبشكل عام، رأى الكاتب صحة ما تتبناه الهند من وجهات نظر حول التدخلات الغربية، والتي لم تقتصر على حرب العراق، بل شملت حرب ليبيا والنزاع في أوكرانيا.

واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه ورغم اتفاق الجميع على أن صدام حسين كان ديكتاتوراً وارتكب فظائع ضد شعبه وضد جيران العراق أيضاً، فإن حرب 2003 أدت إلى زيادة المخاوف بين العديد من الدول بشأن التعاون مع أو متابعة عملية صنع القرار الجيوسياسي في الولايات المتحدة، هذه المخاوف التي تأتي من تجربة قرون من الاستعمار، وعدم وجود شراكة حقيقية وعادلة مع القوى العالمية، طيلة التاريخ المعاصر.