اخر الاخبار

مازال العراق بعيداً

 عن الديمقراطية

في الذكرى العشرين لبدء الغزو الأمريكي للعراق، كتب غويلاومي ديغامي مقالاً لموقع “المونيتور”، أشار فيهِ إلى إنه ورغم نجاح الغزو في إسقاط نظام صدام حسين، إلا أن البلد الغني بالنفط ما زال يعاني من ندوب جروح عميقة بسبب الصراع، وأنه بعيد عن الديمقراطية الليبرالية التي أرادتها لهُ واشنطن، فيما بقيت في الذاكرة ضربات (الصدمة والرعب) وذكريات سنوات من الاضطرابات الطائفية، وقرارات تفكيك الدولة والجيش، فضلاً عن الفوضى وبروز ما يسمى (تنظيم الدولة الإسلامية)، وهيمنة عدوة واشنطن اللدودة إيران على المشهد. 

وذكّر الكاتب بفشل واشنطن وأقرب حليفاتها، لندن، في العثور على أسلحة الدمار الشامل، التي كانت مبرّرًا للحرب، ومغادرتها العراق في نهاية المطاف، وهو غير مستقر رغم تحررهِ من الدكتاتور. وعزا ديغامي سبب هذا الفشل لعدم قدرة الولايات المتحدة على فهم طبيعة المجتمع العراقي والنظام الذي أطاحت به.

وأشار المقال إلى أن هناك من يعتقد بأن بناء الديمقراطية يستغرق وقتاً، فلا يمكن خلق مدينة فاضلة بين عشية وضحاها. غير أن مراجعة ما حدث بعد الغزو، تؤكد بأنّ ثمارهُ كانت مرّة، حيث قتل أكثر من 100 ألف عراقي وما يقرب من 4500 أمريكي، وخربت القاعدة المادية، واحتلت عصابات إرهابية وحشية ثلث مساحة البلاد، قبل أن يتم التخلص منها بتضحياتٍ كبيرة.

وحول واقع اليوم، رأى الكاتب بأنّ سنوات العنف قد أحدثت تغييرات عميقة في المجتمع، وأضرّت باللحمة الوطنية التي عُرفَ بها العراق، المتعدد عرقياً ودينياً، مشيراً إلى حملة الإبادة الجماعية التي ارتكبها الإرهاب ضد الإيزيديين والهجرة الاضطرارية للمسيحيين، والخلافات الحادة بين الحكومة الفيدرالية في بغداد وحكومة إقليم كردستان.

وتطرّق المقال إلى اندلاع انتفاضة تشرين 2019 التي قادها شباب عراقيون، احتجاجاً على ما يعانوهُ من مشاكل جرّاء فشل الحكومات المتعاقبة في إدارة البلاد، والفساد المستشري، والتدخلات الإقليمية الفضّة، مبيناً كيف أدى قمع الانتفاضة إلى سقوط المئات من الضحايا.

وأكد الكاتب على أن من أبرز مظاهر الأزمة في البلاد، ذات الاحتياطيات النفطية والغازية الهائلة، وجود حوالي 14 مليون إنسان تحت مستوى الفقر، وتجاوز معدل بطالة الشباب حاجز 35 بالمائة، وتكرّر الانسداد السياسي، بعد أيةِ انتخابات تشريعية، وعدم اصلاح البنية التحتية المدمرة، وانقطاع التيار الكهربائي اليومي، وندرة المياه.

الشباب ومصدر الطاقة في العراق

وعلى موقع معهد الشرق الأوسط للدراسات، كتبَ سلام جبار مقالاً أشارَ فيهِ إلى أن التطورات العالمية التي يشهدها قطاع الطاقة المتجددة، سيخلق قريباً تحديات كبيرة للحكومة العراقية الفيدرالية وحكومة إقليم كردستان، قد تكون في منتهى الخطورة، إن فشلت الدولة في اتخاذ الخطوات الجذرية اللازمة للتكيّفِ معها، لاسيما بعد 2050، حيث من المتوقع أن ينخفض الطلب على النفط والغاز بنسبة 70 في المائة، فيما سيبلغ عدد العراقيين 75 مليوناً.

وعدّد الكاتب مجموعة من التوصيات التي ينبغي التفكير بها منذ الآن كتعزيزٍ مستوى التنسيق بين بغداد وأربيل، وتطوير قاعدة بيانات تتمتعُ بالشفافية والمصداقية، وتسهيل عمل الخريجين الشباب في قطاع الطاقة، ومساعدتهم على استيعاب التقنيات والتطبيقات الجديدة وتنفيذها، وترشيد الانفاق وبرمجة استحصال الإيرادات، وزج الطاقات الشابة في مجال الطاقة المتجددة، واجراءات انتقال الطاقة، لاسيما خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتوفير التدريب العلمي للشبيبة، ومعالجة الخلل في التوازن الجندري، حيث لا تتعدى نسبة النساء العاملات أكثر من 8 في المائة من عددهن كمواطنات.

ودعا المقال الحكومة الفيدرالية وحكومة الإقليم إلى العملِ معاً لوضع السياسات والتشريعات التي تساعد على حماية البيئة، دون وجود أي تأثير سلبي على الإنتاج والتنمية المستدامة، إضافة الى الإنتقال من اقتصاد ريعي وخدمي إلى اقتصاد إنتاجي، وبخطىً عاجلة وثابتة.