اخر الاخبار

أحيا المئات من العراقيين امس الأول الثلاثاء، الذكرى الثالثة لانتفاضة 25 تشرين، حيث نظمت فعاليات في مختلف مدن ومحافظات العراق. وكما جرت العادة كررت القوات الأمنية اعتداءها على المحتجين دون وجود لاي مبرر، في مشهد مخز أعاد للاذهان حملات الاعتقال والعنف ضد المحتجين من قبل قوات مكافحة الشغب سيئة الصيت.

اعتداء متكرر

وفي العاصمة بغداد، تجمع المئات من المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد، للتأكيد على المطالب المشروعة للانتفاضة ورفض الالتفات من قبل المتنفذين على إرادة التغيير الشامل التي يطمح اليها العراقيون.

وفي تصرف غير مبرر أقدمت قوات مكافحة الشغب على تصرفات استفزازية للمتظاهرين منها استعراض القوات في الساحة، قبل ان يقوم هؤلاء بمهاجمة وملاحقة المحتجين الى تقاطع ساحة قرطبة.

واعتقلت القوات الأمنية عددا من المتظاهرين، وقامت بالاعتداء بشكل وحشي عليهم، وكان من بين المعتقلين الناشط المعروف سلام الحسيني الذي تعرض للضرب المبرح دون معرفة الأسباب.

مسيرات في البصرة وذي قار

وعلى عكس بغداد، مرت مراسيم احياء الذكرى في بقية المحافظات دون ما يعكر صفوها. وانطلقت مسيرة استذكارية في البصرة من منطقة العشار وصولا إلى ساحة البحرية حيث مقر مبنى محافظة البصرة وسط إجراءات أمنية، شارك فيها اعداد كبيرة من المحتجين.

ورفع المحتجون لافتات وهتافات تؤكد رفضهم اعتماد نهج المحاصصة وتقاسم الوزارات، مع التأكيد على محاسبة قتلة المتظاهرين وتفعيل قانون الأحزاب وتعديل قانون مفوضية الانتخابات والمحكمة الاتحادية.

ومع ساعات الصباح الأولى، تظاهر المئات من طلبة الكليات والمعاهد والمدارس في محافظة ذي قار، وسط مدينة الناصرية لإحياء ذكرى الانتفاضة، وللتأكيد على مطلب التغيير الحقيقي ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

ورفض الطلبة محاولات الكتل المتنفذة إعادة انتاج نفس السيناريو من خلال تكرار آلية تشكيل الحكومة بالاعتماد على نهج المحاصصة الفاشل.

واستمر توافد المتظاهرين باعداد كبيرة على الساحة طيلة ساعات النهار، وسط تأكيدات على عدم التراجع عن مطالب الانتفاضة المشروعة.

من جهتهم، نظم العشرات من المحتجين في مدينة الشطرة، وقفة احتجاجية في مركز المدينة، لمناسبة الذكرى الثالثة لانتفاضة 25 تشرين.

وشارك العديد من الشباب في الوقفة، رافعين صورا لشهداء الانتفاضة والاعلام العراقية، بالاضافة الى شعارات تمجد بالتضحيات التي قدمها الشباب المنتفض من أجل استعادة هيبة الوطن وبناء الحياة الكريمة.

وشدد المتظاهرون على ضرورة القصاص من القتلة وتقديمهم للقضاء والكشف عن مصير الناشطين المخطوفين، وأن تأخذ الحكومة دورها الفاعل في محاسبة الفاسدين وتوفير الخدمات.

وقال الناشط المدني علي هويدي، أنه من الضروري الاستمرار بالاحتجاجات ضد الفساد والمحسوبية والمحاصصة الطائفية، وان لا نفرط بدماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن والشعب.

العدالة تتحقق لعائلة الطيب

الى ذلك، تظاهر العشرات من أهالي السماوة في كورنيش المدينة، مرددين هتافات تندد بالفساد والمحاصصة.

وطالب المحتجون باحداث التغيير من اجل تمكين العراق من الوصول الى مرحلة النهوض.

واوقد المتظاهرون الشموع قرب صور شهداء الانتفاضة، التي امتدت على طول الكورنيش، وفقا للمراسل “طريق الشعب”، عبدالحسين السماوي.

وعاشت الديوانية يوم 25 تشرين على وقع خبر جبر ضرر أهالي الشهيد ثائر الطيب، بعد الحكم على المدان  كفاح الكريطي بالاعدام شنقا حتى الموت بتهمة اغتيال الطيب. وشارك عدد كبير من المحتجين في مسيرة رفعت صور الشهداء في ساحة الساعة وسط المدينة، قبل ان يذهب عدد منهم الى منزل عائلة الشهيد الطيب لتقديم التهاني لمناسبة صدور حكم الإعدام على القاتل.

رفض المحاصصة

وتظاهر العشرات من المحتجين في محافظة النجف تحت مجسرات ثورة العشرين استذكارا وتخليدا لانتفاضة تشرين الخالدة.

وعلت الأصوات المطالبة بمحاسبة الفاسدين وتقديمهم للقضاء، والكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاكمتهم. كما طالب المتظاهرون بحل مجلس النواب، وتشكيل حكومة مؤقتة تعمل على اجراء انتخابات مبكرة مشروطة بحصر السلاح بيد الدولة وتغيير قانون الانتخابات بما يضمن التمثيل العادل للشعب، بحسب مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس.

وشهدت محافظات ميسان وواسط وبابل وكربلاء، تظاهرات مماثلة، اكد فيها المتظاهرون تمسكهم بمطالبهم المتمثلة باحداث عملية التغيير ومحاسبة الفاسدين والكشف عن قتلة المتظاهرين والجهات التي تقف وراءهم.

ولم تقتصر مراسيم احياء الذكرى على محافظات الوسط والجنوب، فقد نظم العشرات من أهالي ديالى وقفة استذكارية قرب ساحة الفلاحة وسط مدينة بعقوبة.

وأوقد المشاركون في الوقفة الشموع على أرواح شهداء الانتفاضة، الذين رفعت صور عدد منهم، معلنين رفضهم القاطع لنهج المحاصصة ورموز الفساد التي نهبت خيرات البلاد واستهانت بكرامة المواطن.