اخر الاخبار

يظهر سوء الاحوال الجوية والعواصف الغبارية التي تجتاح البلاد، جزءا من حجم الفساد الذي تغص به المشاريع الحكومية منذ عقود، والتي طال الاندثار كثيرا منها برغم صرف مبالغ مالية بالمليارات عليها، لكنها بقيت بلا إنجاز، من بينها مشروعا القناة والحزام الاخضر.

وتتعرض جميع أنحاء البلاد لعواصف ترابية متتالية، أدت إلى إغلاق مطاري بغداد والنجف الدوليين. ويعد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، بسبب ارتفاع نسب الجفاف، نتيجة لشح مياه الامطار وتجاوز دول الجوار على حصصه المائية.

نصف مساحة العراق متصحرة!

ويقول المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف لـ”طريق الشعب”، ان  “مساحة الأراضي التي تعاني التصحر في البلاد تقدر بـ 93 مليونا و734 ألفا و314 دونما. ما يشكل اكثر من 53 بالمائة من مساحة البلاد الكلية”.

ويضيف ان “البلاد ـ وضمن مشروع الحزام الأخضر ـ بحاجة الى زراعة 15 مليارا و200 مليون شجرة”، مشيرا الى ان “هذا المشروع بحاجة الى جهود متواصلة ومتابعة مستمرة من الحكومة المركزية حصرا”.

فساد واهمال حكوميين

يقول المختص في الشأن البيئي د. اياد حمادي لـ”طريق الشعب”، ان “مشروع القناة صرف عليه ما يقارب 146 مليون دينار، لكنه انتهى به  المطاف لأن يتحول مكبا للنفايات. كما ان مشروع الحزام الاخضر صرف عليه هو الاخر كمرحلة اولى 9 مليارات دينار، ومع ذلك لم نلمس أي انجاز يذكر منذ العام 2006”.

ويضيف حمادي ان “السلطات المتعاقبة اهملت وربما تجهل تداعيات الظروف المناخية التي تحتاج الى عدة اجراءات للسيطرة عليها، منها تعزيز الجانب الزراعي سواء لدى السلطات الحكومية أو المواطنين، فضلا عن تعزيز الواحات المائية التي باتت تعاني الجفاف جراء التقصير الحكومي”.

الانتهاكات المائية خارجية

وتشكل الانتهاكات المائية التي تقوم بها دول الجوار عوامل ساهمت كثيرا في رفع نسب التصحر في البلاد، عبر تجفيف آلاف الدونمات من الاراضي الزراعية، ما اثر سلبا على الواقع المناخي للبلاد.

ويقول مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية، حميد حسين في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “انشاء السدود من قبل الجانب الايراني، أثر على الإيرادات المائية إلى العراق، فضلا عن قيامها بإنشاء نفق يحوّل المياه من حوض ديالى إلى حوض الكرخة، ما أثر كثيراً على هذه الإيرادات وجفاف نهر ديالى”.

فيما يكشف مستشار وزير الموارد المائية عون ذياب في تصريح لـ”طريق الشعب” عن رفض وزارته لاجراءات الجانب التركي في اقامة سد اروائي على منابع نهر دجلة، وحصر المياه داخل اراضيها.

ويقول ذياب ان هناك مفاوضات مع الجانبين التركي والايراني “لتحديد حصص البلاد المائية”.

الايام المغبرة تتوالى

وتتناقل مواقع التواصل الاجتماعي صورا جوية لجفاف بحيرة ساوة ولحقتها بحيرة حمرين، فضلا عن الجفاف الشديد لنهر ديالى الذي يتغذى من مياه الأنهر والبحيرات الواردة من الأراضي الإيرانية.

وحذر البنك الدولي في تشرين الثاني، من انخفاض بنسبة 20 في المائة في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي.

كذلك تحذر الدائرة الفنية في وزارة البيئة، من ارتفاع العواصف الرملية، خصوصا بعد ارتفاع عدد الايام المغبرة إلى “272 يوماً في السنة لفترة عقدين”، مرجحة “أن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة في العام 2050”.

5 الاف حالة اختناق

واستقبلت المستشفيات أعدادا غير قليلة من حالات الاختناق، جراء العواصف الترابية.

يقول المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر لـ”طريق الشعب”، ان الوزارة سجلت حالة وفاة واحدة في بغداد، فيما جرى استقبال اكثر من 5 آلاف حالة اختناق تفاوتت بين البسيطة والمتوسطة، وتمت مغادرتهم شعب الطوارئ بعد تلقيهم العلاج اللازم”.