اخر الاخبار

قبل حلول شهر تموز والدخول في ذروة الصيف وفي الأحمال على الطاقة الكهربائية، تصاعدت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين في سبع محافظات، بسبب سوء ساعات التجهيز واستمرار الاعطال والضعف الحاد في توفير الطاقة.

وفي محافظات ميسان وذي قار وكربلاء والديوانية والمثنى خرج الأهالي في تظاهرات جابت شوارع المناطق وأمام المؤسسات الرسمية. فيما يستعد أهالي المحمودية ببغداد إلى الخروج بتظاهرات صباحية مطلع شهر تموز المقبل، لتحسين واقع الكهرباء في القضاء.

وفي السليمانية، أمهل اتحاد المتقاعدين حكومة الاقليم بعض الوقت لمناقشة ضم رواتب متقاعدي الاقليم الى الحكومة الاتحادية وحسم الخلافات، أو التوجه الى التصعيد لضمان حقوق هذه الشريحة.

ميسان ومشكلة الكهرباء

وخرج أهالي ميسان في تظاهرة غاضبة أمام مبنى المحافظة، احتجاجا على تردي واقع الخدمات والكهرباء.

وشارك إلى جانب المتظاهرين، تنسيقية التيار الديمقراطي وبعض الشخصيات الديمقراطية ورفعوا شعارات ولافتات تندد بالفشل والفساد للطبقة السياسية. وعبّر المتظاهرون عن عمق الازمة في العراق، لافتين إلى أن وجود الكهرباء ليس مطلوبا في المنازل فقط، وإنما لتشغيل المصانع والمعامل وقطاعات واسعة مهمة.

وندّد المتظاهرون بعدم وجود الحلول الجذرية رغم صرف حوالي 90 مليار دولار حتى الآن على الكهرباء، مبينين أن البلاد تفتقد إرادة سياسية حقيقية تلامس معاناة الشعب، معبرين عن رفضهم محاولات خصخصة الكهرباء وبيعها على الناس والقاء عبء الازمة على كاهل الفقراء والكادحين ومحدودي الدخل.

وفي الأثناء، نظّم العشرات من المواطنين في قضاء الكحلاء تظاهرة، احتجاجا على تردي الكهرباء في مناطقهم.

وبحسب ما أفاد به المواطنون، فإن القضاء يضم شركات نفطية كبيرة، ويشهد بسبب ذلك ارتفاعا كبيرا بدرجات الحرارة، ويفاقم ذلك زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي.

وقطع المتظاهرون مدخل القضاء قرب جسر علي الزكي الرابط بين القضاء ومقر الشركات النفطية، داعين الى تنفيذ مطالبهم «ورفع الحيف عنهم».

وفي المنطقة الصناعية بميسان، قطع أصحاب المحال الطريق الرابط بين المنطقة ومركز المدينة، احتجاجا على تردي التيار الكهربائي وزيادة ساعات الانقطاع وقطع مغذيات الكهرباء عن محالهم.

وقال المتظاهرون، إنهم يحتجون على قطع التيار الكهربائي عن محالهم الصناعية بعدما دعتهم دائرة الكهرباء الى تسديد ما بذمتهم من أموال جراء عدم دفعهم رسوم الكهرباء الشهرية. وأوضحوا بحسب قولهم ان عامل جمع الجباية لا يأتي كل شهر إليهم، الأمر الذي تسبب بتراكم الأموال وأصبحت مبالغ كبيرة لا يقدرون على دفعها مرة واحدة.

يُذكر أن مواطنين من قضاء المحمودية في بغداد أفادوا بأن الاهالي يستعدون لتنظيم تظاهرات كبيرة يوم 1 تموز المقبل في الساعة الثامنة صباحا، للمطالبة بالخدمات وتحسين واقع الكهرباء.

تظاهرات ذي قار مستمرة

من جانب آخر، واصل أهالي ذي قار اعتصامهم أمام محطة كهرباء الناصرية الحرارية، احتجاجا على تردي واقع التيار الكهربائي، ورفضا لما وصفوه بالحلول الترقيعية التي تم الإعلان عنها مؤخرا من قبل وزارة الكهرباء.

وقال عدد منهم إن اعتصامهم مستمر مع إغلاق مبنى ديوان المحافظة والمجلس، لحين تحقيق مطالبهم بتوفير حصة كافية من الطاقة الكهربائية وإنشاء محطة كهرباء جديدة، وفصل ارتباط دوائر المحافظة عن محافظة البصرة.

وإلى جانب تظاهرات الكهرباء، خرج العاطلون عن العمل في قضاء الفهود شرقي المحافظة بتظاهرة أمام مبنى البلدية للمطالبة بـ»توزيع الأراضي السكنية كحق عام لجميع فئات المجتمع».

وقال المتظاهر حسين العامري، «نحن من شريحة العاطلين عن العمل من أهالي قضاء الفهود خرجنا في تظاهرة أمام مبنى بلدية قضاء الفهود للمطالبة بشمولنا بتوزيع قطع الأراضي. هذه الشريحة مهمشة وعلى المسؤولين إنصافنا بتوفير أراضٍ سكينة نبني عليها منازل لأسرنا».

وبحسب مصدر مسؤول، فإن «بلدية الفهود وزعت العام الماضي أكثر من 1700 قطعة أرض سكنية شملت أغلب شرائح المجتمع. ولكن التوزيع متوقف حالياً بسبب اعتراضات الأهالي على التصميم القطاعي الجديد الذي شمل عدداً من الأراضي الموزعة سابقاً».

وأضاف المصدر، «ستكون لدينا إجراءات لحل هذه المشكلة قريبا عبر لجان مختصة، قبل استئناف توزيع الأراضي التي تشمل مختلف فئات المجتمع».

.. وفي كربلاء والديوانية

ونظّم مواطنون من محافظة كربلاء، وقفة احتجاجية في فلكة الاحرار وسط المحافظة، بسبب تردي واقع الكهرباء. وفيما طالب المتظاهرون بإنصاف المدينة وإعطائها حصة إضافية، حمّلوا أعضاء مجلس النواب المسؤولية بسبب السكوت وعدم الدفاع عن حقوق كربلاء.

وفي الديوانية قطع العشرات من أهالي حي النسيج، المدخل الجنوبي في المدينة على الطريق الدولي بين بغداد والبصرة، احتجاجاً على تردي التجهيز الكهربائي.

وقال المواطن حيدر كاظم – أحد أبناء الحي – أن «الدولة بشقيها التشريعي والتنفيذي لم تعطنا شيئاً، كما أن هناك منطقة مجاورة لنا أضيفت كهرباؤها على خطوطنا ومحولاتنا، وهذا غير معقول وعلى الحكومة أن تجد حلاً لذلك»، لافتا إلى أن «المحولات والأسلاك قديمة وهذا ما يسبب الانقطاع والتذبذب المستمر في التجهيز».

الشامية تريد الكهرباء

وفي سياق الاحتجاجات، أقدم متظاهرون غاضبون على إغلاق الشارع الرابط بين الديوانية والنجف، احتجاجاً على تردي التيار الكهربائي في قضاء الشامية، قبل أن تصل قوات «سوات»، وتقوم بفتح الشارع بعد تلقي المتظاهرين وعودا من المحافظ بتحسين ساعات التجهيز، خلال مدى أقصاها الاثنين المقبل.

وقال المتظاهر علي جواد الكردي، أن «قضاء الشامية يعاني من ظلم كبير في تجهيز التيار الكهربائي، لا سيما المناطق الزراعية، وقد قطعنا الشارع الرئيس ورفضنا التزحزح على الرغم من مجيء قوة أمنية كبيرة»، مضيفا «اتصل بنا المحافظ عباس شعيل الزاملي وطلب منا مهلة حتى الإثنين المقبل، وبعدها سنعود للتصعيد فيما لو لم تتحسن الكهرباء».

ومضى المتحدث بالقول: «لقد وعدونا كذباً بتشغيل البرنامج الزراعي، والذي يفترض أن تستمر الكهرباء بموجبه من الواحدة بعد منتصف الليل ولثماني ساعات مستمرة، لكن بالتالي لم نحصل على برنامج زراعي ولا تشغيل مبرمج ساعتين بساعتين».

وأكد رئيس تنسيقية التظاهرات ضرغام قحطان: أن «التجهيز الكهربائي لا يطاق، والمحافظة تدعي انها تجهز الناس ساعتين بساعتين، لكن في الواقع فإن الإطفاء 4 ساعات، والتشغيل ساعتين متقطعة».

وأكد أهالي الأرياف، أن «سوء الكهرباء تسبب بموت المزروعات على الرغم من خسائر مزارعي الشلب لمحاصيلهم».

المثنى تطالب بالخدمات

وتظاهر عدد من أهالي قضاء النجمي شمال المثنى، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم وتحديدا خدمات الماء والطرق وصيانة خطوط الكهرباء. فيما انطلقت تظاهرة أخرى في قضاء الهلال حملت المطالب عينها.

وانتقد أهالي قضاء النجمي المسؤولين لعدم زيارتهم المنطقة التي تعاني الاهمال منذ سنوات، وانتشار الأمراض من جراء تلوث المياه، الأمر الذي دعاهم لتنظيم هذا الاحتجاج.

وفي قضاء الهلال، قال مراسل «طريق الشعب»، عبد الحسين السماوي، أن «المئات من أبناء القضاء خرجوا بتظاهرة كبيرة طالبت بتحسين الخدمات وخصوصا الكهرباء، وحاصروا قائمقامية القضاء، ما اضطر القائمقام إلى الخروج للمتظاهرين والتحدث معهم والاستماع إلى مطالبهم».

وأضاف، ان « المتظاهرين شكّلوا وفدا التقى بوكيل وزير الكهرباء أثناء زيارته إلى المحافظة، وقدّم له المطالب التي تخص الكهرباء. بعد ذلك التقى بالمحافظ وشرح مطالب المواطنين في القضاء وقرر المحافظ تشكيل لجنة برئاسة معاون المحافظ الفني للوقوف على جميع احتياجات القضاء».

مهلة المتقاعدين في السليمانية

وفي كردستان، أكد رئيس اتحاد المتقاعدين صادق عثمان، إن حكومة الإقليم ستناقش ضم رواتب متقاعدي الإقليم للحكومة الاتحادية، الأربعاء المقبل، مبينا أن المتقاعدين لديهم جملة من المطالب وأنهم سيمنحون الحكومة «مهلة» لتنفيذها.

وقال صادق عثمان، خلال مؤتمر صحفي، تابعته «طريق الشعب»، انه «بعد اتصال مع وزير المالية والاقتصاد في حكومة اقليم كردستان حول استحقاقات المتقاعدين أسوة باقرانهم بالوسط والجنوب، أكد الوزير ان يوم الاربعاء المقبل سيشهد مناقشة توحيد رواتب المتقاعدين في حكومة الاقليم وفقا لقانون رقم 9 لعام 2014 وكذلك قضايا أخرى كالعلاوات والترفيعات المالية وما يتعلق بالقضايا المالية العالقة».

وبيّن رئيس الاتحاد أنهم يمهلون الحكومة لغاية تهيئة قوائم رواتب شهر تموز المقبل، وبخلافه سيطرقون أبواب المحاكم للمطالبة بحقوقهم، معربا عن أمله بأن تلتزم الجهات المعنية بتنفيذ تلك المطالب دون الذهاب للقضاء.