اخر الاخبار

تواصل تظاهرات الكهرباء حراكها التصعيدي في عدد من المحافظات، للمطالبة بزيادة ساعات التجهيز، لكن قوات الأمن بدلا من حماية منظميها قابلتهم بعنف شديد واعتقالات تعسفية، زادت من حالة الغضب والاستياء لدى الناس.

وبعد انتهاء المهلة التي حددها متظاهرو الناصرية، أقدموا على إغلاق ديوان المحافظة ومجلسها إلى إشعار آخر. فيما تعرض متظاهرو البصرة الى قمع شديد أدى الى نقل بعضهم إلى المستشفيات، إضافة الى حملة اعتقال طالت المتظاهرين في ديالى.

وفي بابل وبغداد والديوانية واصل المتظاهرون حراكهم الغاضب، مطالبين بتحسين واقع الكهرباء الوطنية، وتوفير الخدمات وفرص العمل.

«مغلق بأمر الشعب»

وفي تصعيد جديد للاحتجاجات بمحافظة ذي قار، أقدم متظاهرون بعد انتهاء مهلة الـ48 ساعة، على غلق مبنى ديوان المحافظة ومجلسها «حتى تلبية المطالب». وأفاد مراسل «طريق الشعب» في المحافظة، بأن «المتظاهرين في الناصرية أغلقوا مبنى محافظة ذي قار وكتبوا عبارة «مغلق بأمر الشعب» على جدرانه بسبب تردي واقع الطاقة الكهربائية وانتهاء المهلة التي حددوها للجهات المعنية، لتحسين ساعات التجهيز، وتثبيت حصة المحافظة من الكهرباء، واستثنائها من الإطفاء أسوة بالبصرة.

ضرب التربويين في البصرة

وتعرض العشرات من المحاضرين إلى الضرب أثناء وقفة احتجاجية نظموها أمام المديرية العامة لتربية محافظة البصرة، فيما نقل العديد منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وبحسب المتظاهر علاء السوداني (أحد المشاركين بالوقفة) فأنه «أثناء الوقفة الاحتجاجية التي نظمت للمطالبة بحسم الموافقات المالية لملف المحاضرين (19000) لسنة 2020، منعتنا قوات مكافحة الشغب من الوقوف أمام بوابة المبنى، وأجبرتنا على التجمع في الجهة المقابلة».

وأضاف السوداني، «حاولنا بعد ذلك العودة أمام بوابة المديرية لكن انهالت علينا القوات الأمنية بالضرب المبرح بدون رحمة. وقد نُقل العديد من المتظاهرين إلى المستشفى لتلقي العلاج».

ورفع المتظاهرون لافتات رافضة لما أسموه «التهميش الواضح والمتعمد»، مناشدين رئيس الوزراء شمول جميع المحاضرين بالتعيين باعتبارهم عملوا كمتطوعين في وقت سابق، ومن المفترض أن تكون لهم الأولوية في التعيين.

اعتقالات ضد المتظاهرين في ديالى

من جانب آخر، أفادت الأنباء بأن قوة خاصة داهمت عددا من البيوت في قرية «جيزاني الجول» في قضاء الخالص شمالي ديالى، لاعتقال عدد من الشباب الذين تظاهروا ضد تراجع إمدادات الطاقة الكهربائية، ونقص مياه الشرب، وسط ذعر أهالي المنطقة.

وقال عضو مجلس النواب عن المحافظة احمد الموسوي، في بيان طالعته «طريق الشعب»، إن «قوة داهمت قرية (جيزاني الجول) في قضاء الخالص، واعتقلت عددا من الشباب الذين خرجوا بتظاهرة سلمية».

وتساءل النائب قائلا، «من يتحمل هذه الأساليب الغريبة التي يقوم بها مدير شرطة ديالى؟ ومن الذي دفعه للقيام بهكذا خطوة ترعب العوائل بهذا الوقت؟». و»هل هددوا السلم الأهلي (الشباب المحتج)؟ ام هناك اوامر جاءتك من جهات أخرى؟ احترموا الناس وإلا سيكون هناك اجراء اخر ستندمون على اليوم الذي جئتم به للعمل في محافظة ديالى».

بابل.. العطش يهلك الأهالي

إلى ذلك، تظاهر أبناء العشائر في منطقتي الغزالي والخميسية التابعتين لناحية الحمزة الغربي جنوبي بابل، أمام مبنى الحكومة المحلية في الحلة، احتجاجاً على شح المياه، مطالبين باستثناء نهر الخميسية من نظام (المراشنة)، حيث تنقطع المياه لمدة أسبوعين مقابل 3 أيام تجهيز.

وقال الشيخ علي الشريفي (أحد منظمي التظاهرة): إن «أكثر من 37 ألف عائلة في منطقتي الخميسية والغزالي تتعرض للهلاك بسبب شح المياه»، مبينا أن «نظام المراشنة مجحف وقاسٍ، إذ تنقطع عنّا المياه لأسبوعين مقابل 3 أيام تجهيز في نهر الخميسية الذي يبلغ طوله 40 كم وتوجد 7 مجمعات لتصفية المياه على طول النهر، جميعها متوقفة ماعدا مجمع واحد يعمل وبطاقة إنتاجية لا تتجاوز 300 متر مكعب».

أما المتظاهر الشيخ حيدر السلطاني، فطالب بـ»استثناء نهر الخميسية من نظام المراشنة ولو بكميات قليلة لضمان تشغيل مجمعات تحلية المياه بالتناوب»، مضيفا «سنعمل على تنظيم اعتصامات مفتوحة ونأتي بعوائلنا أمام مبنى الحكومة المحلية ومديرية الموارد المائية في حال عدم الاستجابة لمطالبنا». ويشكو الأهالي من هذا الواقع الذي أجبر الغالبية منهم على هجر مناطقهم فيما تسبب بهلاك للثروة الزراعية والحيوانية في أهم المناطق الزراعية.

التظاهرات تتجدد في بغداد

واستيقظت العاصمة بغداد على انطلاق تظاهرتين مطلبيتين؛ الاولى في ساحة التحرير، والثانية أمام مبنى مجلس المحافظة. وتجمع العشرات من الملغى تعيينهم والهاربين من وزارة الدفاع ضمن ساحة التحرير، مطالبين بإعادتهم إلى الخدمة.

فيما تجمهر العشرات من التربويين والإداريين، بالقرب من مجلس محافظة بغداد، مطالبين بإصدار أمر تعيين خاص بهم.

وفي السياق، أعلن خريجو المهن الطبية والصحية والتمريضية لدفعة 2023 استعدادهم للخروج يوم الأحد القادم في أكبر تظاهرة في بغداد، مطالبين بتعيينهم ضمن قانون التدرج الطبي.

الديوانية ترفض الواقع المرير

وانطلقت صباح يوم أمس تظاهرة كبيرة في قضاء المهناوية التابع لمحافظة الديوانية، وطالب منظموها بتحسين الخدمات وواقع الكهرباء.

وضمت التظاهرات أعدادا غفيرة من المحتجين الذين دعوا إلى إقالة بعض المسؤولين في القضاء، نتيجة سوء الخدمات والتعثر في حل أزمة الكهرباء.

وقال المتظاهر علي الجنابي، أن «المتظاهرين أتفقوا على تحديد فترة زمنية لتنفيذ المطالب، وبخلاف ذلك سيكون هناك رأي آخر والتوجه إلى التصعيد الاحتجاجي الواسع».

هذا وأصدر الخريجون التربويون والاداريون المتظاهرون في المحافظة بيانا، رداً على رفض الحكومتين المحلية والمركزية لتعيينهم.

وقال المتظاهرون في البيان الذي وردت نسخة منه الى «طريق الشعب»، انه «بعد تظاهرات عديدة منذ اكثر من سنتين لم تستمع الحكومة المحلية لمطلبنا باستثناء الخريجين التربويين والاداريين المتظاهرين في درجات الـ 5902 الخاصة بمحافظة الديوانية، كما حصل في النجف وذي قار وميسان وبابل والبصرة والمثنى»، مؤكدين انه «بعد ان عجزت الحكومية المحلية المتمثلة بالمحافظ ومجلس المحافظة عن تنفيذ مطالبنا، قررنا النزول بتظاهرة غاضبة امام مبنى ديوان المحافظة، ونعلن أنها ثورة لا رجعة فيها، بعد التسويف، ولكثرة الوعود الكاذبة، وسنقوم بغلق مداخل الديوانية».

وفي قضاء عفك، نظم الأهالي تظاهرات احتجاجية، للتعبير عن رفضهم قطع المياه عن نهر الثريمة.

وعبّر المحتجون عن استغرابهم من عدم قدرة الحكومة على معالجة مشكلة شح المياه، في ظلّ حديثها المستمر عن وجود مخزون كافٍ من المياه لفصل الصيف. كما أبدوا سخطهم على عجز الحكومة عن الدفاع عن حقوق العراق المائية مع دول الجوار، بينما تُحاول تحميل المواطنين المسؤولية الكاملة عن أزمة المياه.