اخر الاخبار

الشركات الصينية وإدارة ثلثي نفط العراق

لموقع Oilprice.com كتب الخبير النفطي سايمون واتكينز مقالاً حول جولة التراخيص الأخيرة التي أجرتها وزارة النفط، أشار فيه إلى أن منح عقد التنقيب والإنتاج لثاني أكبر حقل غاز في العراق إلى كونسورتيوم صيني يضم اثنتين من شركاته غير المعروفة نسبيًا، يختتم شهرًا مذهلاً من النجاح لبكين، خاصة وهو يأتي بعد سلسلة من امتيازات ترخيص النفط والغاز الجديدة التي فازت بها شركاتها مؤخراً.

إنجاز رائع

ولم يعتبر واتكينز هذا العقد إنجازاً رائعاً لمجموعة جيريه الصينية (التي تضم نصف الكونسورتيوم) فحسب، بل ومؤشراً يعكس ضعف اهتمام العراق بالاستثمارات الأمريكية، مقارنة مع اهتمامه بمنح شركة بترو العراق، التي تضم ممثلي شركة النفط البحرية الوطنية الصينية ومصالح هندسية مملوكة لمقر شركة خاتم الأنبياء الإيرانية للإنشاءات، حصة الأسد في تراخيص النفط والغاز ولاسيما بحقل غاز المنصورية، الذي يحتوي على ما يقدر بنحو 4.5 تريليون قدم مكعب قياسي من الغاز، ويتوقع أن ينتج حوالي 300 مليون قدم مكعب قياسي يوميًا من الغاز حين يبلغ ذروته لاحقاً.

حقل مهم

وأشار المقال إلى أهمية حقل المنصورية بسبب حجم احتياطياته، التي تضعه مباشرة خلف حقل عكاز في التسلسل الهرمي لمواقع الغاز في العراق، وكذلك بسبب موقعه الجغرافي القريب جداً من الحدود الشرقية مع إيران من جهة، وعدم وجود مسافات كبيرة بينه وبين الموانئ الإستراتيجية الرئيسية في بانياس وطرطوس واللاذقية من جهة أخرى، وهو ما يمنحه أهمية جيوسياسية كبيرة ايضاً.

وإضافة إلى أن رغبة الحكومة العراقية في تطوير الاقتصاد عبر استخدام احتياطيات البلاد النفطية الضخمة وغير المستغلة نسبياً، تفتح شهية بكين للهيمنة على قطاع النفط العراقي، وفق وايتكنز، فإن رخص تكاليف استخراج هذا النفط قياساً بأي مكان في العالم (1-2 دولار للبرميل)، تضاعف من تلك الشهية، لاسيما إذا ما تمت المصادقة النهائية على منح الصين تخفيضات بنسبة 30 بالمائة أو أكثر على النفط والغاز الذي تشتريه من العراق بموجب شروط اتفاقية “النفط مقابل الإعمار والاستثمار” لعام 2019، والتي تم توسيعها لاحقًا لتصبح “الاتفاقية الإطارية بين العراق والصين” لعام 2021.

احتياطات هائلة

وذكر المقال بأن العراق يمتلك رسمياً حوالي 145 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام المؤكدة، أي حوالي 8 بالمائة من الإجمالي العالمي، وهو رقم يبدو أقل مما تؤكده وزارة النفط العراقية من أن البلاد تملك احتياطيات غير مكتشفة تبلغ 215 مليار برميل، وأقل بكثير مما قدرته وكالة الطاقة الدولية (IEA) لمستوى موارد العراق القابلة للاستخراج، والبالغة في نهاية المطاف حوالي 246 مليار برميل، من النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي، إضافة إلى بلوغ إجمالي احتياطيات العراق من الغاز ما يزيد عن 8 تريليون متر مكعب، رغم إنها تبلغ حاليًا حوالي 3.5 تريليون متر مكعب.

النفط والإعمار

وأوضح وايتكنز بأن شروط “الاتفاقية الإطارية بين العراق والصين” تتيح لبكين مجالًا كبيراً لتطوير البنية التحتية في جميع أنحاء البلاد، وتمنحها عقودًا لبناء المدارس والمستشفيات والمرافق المهمة الأخرى ومنها على سبيل المثال مطار مدني في محافظة ذي قار الجنوبية الغنية بالنفط، مع مجموعة من ملحقاته من طرق ومخازن.

وخلص المقال إلى أن التعاون بين البلدين أثمر عن قيام شركات صينية بإدارة أكثر من ثلثي إنتاج العراق الحالي من النفط والغاز، وأن الإتفاقيات المبرمة ستكون سارية المفعول لخمس وعشرين سنة، قابلة للتمديد خمس سنوات اضافية.