اخر الاخبار

بدأت تظاهرات الكهرباء تتصاعد تدريجيا مع ارتفاع درجات الحرارة، وتراجع ساعات التجهيز في العديد من المحافظات، فلم تخل تلك الاحتجاجات التي تخللها قطع للشوارع الرئيسة في كثير من المناطق، من رفع مطالب خدمية أخرى يعاني المواطنون منها مثل شحّ المياه، إضافة الى المطالبة بفرص العمل وغير ذلك.

وشهدت محافظات ذي قار وديالى وبابل وواسط والمثنى والبصرة خلال اليومين الماضيين تظاهرت في أكثر من قضاء وناحية وسط تصاعد الغضب والسخط الشعبي ازاء الفشل الحكومي في تقديم الخدمات.

تظاهرات واعتصام في الناصرية

وواصل متظاهرو ذي قار لليوم الثاني على التوالي تظاهراتهم واعتصامهم ضد تردي واقع الكهرباء داخل المحافظة وسوء التجهيز.

وانطلقت تظاهرة من ساحة الحبوبي صوب محطة كهرباء الناصرية الحرارية لمواصلة الاعتصام المفتوح والذي يطالب بحصة كاملة من الطاقة الكهربائية وعدم إخضاع المحافظة لنظام الإطفاء عن بعد، ورفدها بمشاريع تخدم جميع القطاعات الكهربائية.

وقدم المتظاهرون عدداً من المطالب إلى مجلس الوزراء لحل معضلة الكهرباء في المحافظة.

وقال المتظاهرون، إن «مشكلة الكهرباء تتركز بثلاثة فروع هي الإنتاج والنقل بين المدن لمسافات طويلة، والتوزيع داخل المدن. كما تضمنت المطالب التي تكونت من 17 نقطة: فك ارتباط دائرة انتاج الكهرباء في ذي قار عن البصرة، وبناء محطات كهرباء جديدة. وزيادة حصة المحافظة من الطاقة الكهربائية».

وقال أحد المعتصمين، ان اعتصامهم سيستمر بعد منح مهلة 48 ساعة للجهات الحكومية من اجل تحقيق مطالبهم التي تتضمن حلولا آنية لموسم الصيف الحالي، ومنها تثبيت حصة المحافظة وعدم التلاعب بها وإيقاف تدخلات مركز السيطرة الوطنية على خطوط (132 كي في) وكذلك اكمال خط الرميلة ـ الناصرية (400 كي في) بأسرع وقت.

واضاف، ان مطالبهم تتضمن أيضا حلولا جذرية مستقبلية منها انشاء مشروع محطة كهرباء سيمنز بسعة 921 ميكا واط ومشروع محطة توسعة المحطة الحرارية سعة 600 ميكا واط، ومشروع توسعة المحطة المركبة بسعة 600 ميكا واط ومشروع الطاقة الشمسية في ميسلون سعة 500 ميكا واط ومشروع الطاقة الشمسية في اور بسعة 300 ميكا واط ومشروع الطاقة الشمسية في قضاء الشطرة سعة 250 ميكا واط بالإضافة الى مشروع توسعة المحطة المركبة بسعة 250 ميكا، مع ضرورة فصل محافظة ذي قار عن محافظة البصرة وجعلها شركة عامة لقطاعات الإنتاج والتوزيع والنقل.

وفي الأثناء، أوضح المتظاهر مرتضى نعيم، أن «أبناء المحافظة خرجوا يحتجون على تردي الكهرباء والذي لم يتحسن منذ سنوات، ولم نلمس من الحكومتين المحلية والمركزية أية حلول تذكر لتحسين هذا الواقع المرير».

أما المتظاهر عامر حسن، فقد دعا أبناء المحافظة إلى تزويدهم بالمواد اللوجستية مثل الماء والطعام، لأن الاعتصام أمام الطاقة الحرارية سيكون مفتوحا لحين تلبية المطالب، طالبا من أصحاب الحسينيات والمواكب القريبة من مكان الاعتصام أن يفتحوا أبوابهم أمام المعتصمين.

غضب واسع في ديالى وبابل

ومن جانب آخر، نظّم أهالي محافظة ديالى تظاهرات شارك فيها العشرات ضد تردي الواقع الخدمي في ظل ارتفاع درجات الحرارة في البلاد مع بداية فصل الصيف والاقتراب من أشهر الذروة الفعلية.

وأفادت مصادر محلية داخل المحافظة بأن التظاهرة نظمها أهالي قرية الجيزاني التابعة لقضاء الخالص، حيث أقدم المحتجون على قطع طريق بغداد - كركوك تنديدا بتردي الخدمات والمتمثلة بالنقص الحاصل في ساعات إمداد الطاقة الكهربائية، وكذلك قلة المياه.

وشهدت ناحية الشوملي جنوبي محافظة بابل، تظاهرات حاشدة طالبت بتحسين الخدمات الأساسية، ومعالجة شحّ المياه الحاد الذي تعاني منه حوالي 10 قرى في المنطقة.

وعبّر المتظاهرون أيضا عن استيائهم الشديد من تردي خدمات تزويد التيار الكهربائي، ما دفعهم إلى قطع الطريق الدولي الرابط بين بغداد والبصرة، الأمر الذي أثر على حركة المرور في المنطقة.

وبحسب المعلومات، حاولت «قوات حفظ القانون» منع تصاعد الاحتجاجات، حيث استخدمت القوة لتفريق المتظاهرين، ما أسفر عن احتكاكات وتبادل للحجارة ووقوع بعض الإصابات التي استدعت نقل المصابين إلى المستشفى.

ويقول الأهالي، أن مشكلة شحّ المياه مستمرة منذ أكثر من 3 سنوات في مناطق الشوملي وخصوصا في قرى الخضرية، طريمش، الأكرع، البو محيميد، السعيد، البو سلطان، العواودة، وكانت تعتمد على جدولي أم الورد والعتاب اللذين جفّا بالكامل، حيث تسبب ذلك بهلاك المواشي والمزروعات، محملين وزارة الموارد المائية المسؤولية باعتبارها الجهة المعنية بجدول الحصص المائية.

واسط والمثنى تطالبان بالخدمات

وتابعت «طريق الشعب» مستجدات الحراك الاحتجاجي الخدمي الذي يتصاعد في مختلف المحافظات.

وبالتوازي مع تظاهرات الصيف الغاضبة، شهدت محافظة واسط هي الأخرى تظاهرة جديدة شارك فيها العشرات وسط مدينة الكوت، وطالبت باسترجاع «حق المحافظة» من الكهرباء بشكل كامل. فيما عبّر الأهالي عن رفضهم لنظام الساعتين تشغيل مقابل ساعة إطفاء.

وفي الأثناء، تظاهر مواطنون في قضاء الهلال بمحافظة المثنى مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية أيضا وخصوصا الكهرباء. وذكر مشاركون في التظاهرة أن مطالبهم هي تحسين الخدمات بشكل عام ومنها الكهرباء، مشيرين إلى أن مناطقهم تعاني من تذبذب التجهيز وضعف القوة الكهربائية (الفولتية).

أما أهالي قضاء المجد داخل المحافظة، فكانت لهم تظاهرة أخرى للمطالبة بالخدمات وإجراء تغيير على مستوى رئيس الوحدة الإدارية.

وذكر عدد منهم، أن مطالبهم هي تحسين الخدمات الأساسية وتغيير قائم مقام القضاء، مشيرين إلى أنهم سلموا مطالبهم إلى الجهات المعنية من خلال الأجهزة الأمنية التي وفرت الحماية لتظاهرتهم.

البصرة تواصل الاحتجاج

إلى ذلك، نظّم جمع من خريجي الهندسة وقفة احتجاجية أمام شركة نفط البصرة – موقع (الماكينة)، مطالبين بالاستثناء ضمن 13 ألف درجة وظيفية بعد موافقة المحافظ على استثناء المهندسين عن طريق درجات المفاضلة.

وأشاروا خلال حديثهم إلى أنهم حصلوا على وعود محلية ووزارية بذلك، لكن كتب الاحتياج لم ترسل للتنسيب على ملاك الشركات. ولفتوا إلى أنهم سيواصلون التظاهر لحين تحقيق المطالب التي وعدوا بها من قبل المحافظ والوزارة.

وخرج في البصرة أيضا منتسبو الحشد الشعبي في تظاهرة أمام مبنى ديوان المحافظة، للمطالبة بقطع الأراضي.

وقال أحد المتظاهرين، إنهم يطالبون بحقوقهم وهم شريحة كبيرة قدموا تضحيات كثيرة من أجل الوطن، ويطالبون بحقهم بالسكن اللائق لهم ولعوائلهم.

وأضاف، أنهم يوجهون رسالتهم إلى الحكومة المحلية في البصرة بشمولهم بالسكن اللائق، وقطع الأراضي كباقي الشرائح الأخرى.