اخر الاخبار

عن الغاز والطاقة

نشر موقع الطاقة تقريرا حول عودة اشكاليات استيراد الغاز من إيران، فأشار إلى أن العراقيين كانوا يأملون زيادة إمدادات الغاز الإيراني من مستوياتها الشتوية البالغة 21 مليون متر مكعب إلى مستوياتها الصيفية المعتادة منذ عامين، والبالغة 50 مليون متر مكعب يوميًا، بحلول شهر أيلول، لكن ذلك لم يحدث، حيث يريد الجانب الإيراني تأجيل الوفاء بإلتزامه هذا حتى بداية العام المقبل.

قصة الغاز

وذكر التقرير بأن إيران كانت قد أوقفت تزويد جارتها الغربية بالغاز، بسبب ارتفاع مديونية الأخيرة لطهران، قبل أن يتم توقيع صفقة مقايضة الغاز بالنفط الأسود، والتي كان يُعتقد بأنها جاءت حلاً للمعضلة، يجنب العراق مشكلات التمويل، التي تسببها العقوبات الأميركية من جهة، ويضمن تشغيل محطات الكهرباء وإنتاج الطاقة بشكل مستقر من جهة اخرى.

الاّ أن الأمور، وحسب التقرير، لم تجر كما كان مؤملاً حتى الآن، ربما لبلوغ ديون العراق لإيران 12.2 مليار دولار في تموز الماضي، رغم تصريح واضح لرئيس الحكومة العراقية، أعلن فيه عن وفاء بغداد بالتزاماتها المالية وتحويلها 1.9 مليار دولار إلى حسابات الشركات الإيرانية في المصرف التجاري العراقي.

وأضاف التقرير إلى أن من المفترض، وفق صفقة المقايضة، أن تزوّد بغداد طهران بنحو 2 مليون طن من زيت الوقود عالي الكبريت، بالإضافة إلى 30 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، خلال الفترة آب 2023 إلى كانون الثاني 2024 مقابل الحصول على الغاز الإيراني.

هل طريق التنمية، هو الأفضل؟

وفي موقع (ميدل أيست آي) كتب بيلجاي دومان مقالاً حول المقارنة بين مشاريع الطرق المقترحة لربط آسيا بأوربا، كطريق الحزام والحرير وكطريق التنمية وكالممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والذي نوقش في قمة مجموعة العشرين الأخيرة في نيودلهي. 

صعوبات موضوعية

وأشار المقال إلى إن المشروع الأخير، الذي سيربط أوروبا بالهند عبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل، والذي وصفه الرئيس الأمريكي بايدن بالتاريخي، لم يتعد كونه إعلانًا سياسيًا للنوايا، لأنه يتطلب مجموعة واسعة من الاتفاقيات، ولن يتحقق على المدى القصير كبديل للطريق الصيني، جراء نجاح بكين في التفاهم والتعاون مع حوالي 140 دولة حول مبادرة الحزام والطريق. كما يعّد رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإنشاء الممر المقترح، دون شمول بلاده به كقاعدة تجارية هامة، معوقاً أخر للفكرة.

طريق التنمية

ونوّه المقال بما أحرزته تركيا والعراق من تقدم في المحادثات بشأن مبادرة أخرى، هي مشروع طريق التنمية، الذي يضم خطوطاً للسكك الحديدية والطرق السريعة، لربط ميناء الفاو الكبير في البصرة بالحدود التركية الجنوبية، ناقلاً عن رئيس الحكومة العراقية وصفه للطريق بأنه الخيار الأفضل، والأقل تكلفة، لربط الشرق الأوسط بأوروبا.

وشدّد المقال على أن انشاء هذا الطريق مرتبط بإستكمال ميناء الفاو الكبير، الذي هو من بين أكبر الموانئ في الشرق الأوسط، حيث ستبلغ مساحته 54 كيلومتراً مربعاً، وسيكون قادراً على استيعاب سفن الشحن الأكبر حجمًا، والذي تم اعتماد كاسر الأمواج فيه من قبل موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتباره الأطول في العالم، حيث يبلغ طوله حوالي 14.5 كيلومتر. وذكر دومان بأن قطر والإمارات العربية المتحدة يمكن أن تدعما هذا المشروع.

صعوبات هنا أيضاً

ورأى دومان بأن طريق التنمية، يواجه هو الأخر مجموعة من التحديات الرئيسية، منها عدم الاستقرار السياسي، والتعقيدات بمؤسسات الدولة والقضايا الأمنية في العراق، التي يعد السلاح المنفلت من أبرزها. كما تشكّل أنشطة حزب العمال الكردستاني تهديداً آخر، في ظل تصعيد تركيا لضرباتها العسكرية داخل العراق. وأعرب كاتب المقال عن تصوره بأن استمرار التوتر بين بغداد وأربيل، ووجود تأثيرات إقليمية قوية على بعض القوى المتنفذة في البلاد، تعتبر من المعوقات المهمة، رغم أن طريق التنمية أقرب للتحقيق قياساً بالممر الاقتصادي.