اخر الاخبار

تشكل تجارة وإدمان المخدرات في العراق تحديا كبيرا، نظرا لعدم وجود حلول جذرية لهذه المشكلة المعقدة التي ترهق الجهات الحكومية والمجتمع ومنظمات المجتمع المدني، إضافة الى تأخر الحلول الحالية؛ اذ يقاسي العراق آثارا سلبية جسيمة بسبب هذه الظاهرة.

ويعتبر الكبتاغون المادة المخدرة الاكثر رغبة لدى مدمني المخدرات في العراق، نظرًا لرخص ثمنها، لذا يلاحظ انتشارها بشكل مقلق في المناطق الشعبية الفقيرة، ذات الكثافة السكانية العالية.

ويرى مختصون، أن من الضروري تكثيف الجهود لمكافحة إنتاج وتهريب المخدرات، من خلال تعزيز إجراءات إنفاذ القانون، وتنسيق التعاون والعمل الدولي والمحلي في اطار مكافحتها.

وفي هذا الشأن، اعدت مستشارية الامن القومي استراتيجية كاملة تهدف الى مكافحة المخدرات في العراق، وهي بانتظار الموافقة عليها، لأجل المباشرة في تنفيذها.

بانتظار المصادقة

عضو الفريق الوطني لمكافحة المخدرات في مستشارية الامن القومي، حيدر القريشي، يقول إن “الكبتاغون هو أحد انواع الحبوب التي تؤثر على السلوكيات العقلية للفرد. لذا يستغلها العديد من ضعاف النفوس وتجار المخدرات للتربح والمادي”.

متى بدأت؟

يقول القريشي لـ”طريق الشعب”، إن ظاهرة التجارة بالكبتاغون بدأت بعد العام 2003، بسبب سوء الوضع الأمني بالدرجة الأساس، لكنها تفاقمت بعد احداث العام 2014”.

ويضيف ان الكبتاغون لا تقل خطورته عن بقية أصناف المواد المخدرة، ولكن ما يجعله مرغوبا ومنتشرا بنطاق واسع، هو رخص ثمنه مقارنة ببقية الأنواع، مبينا أن “خطرها لا يقتصر على شريحة معينة، انما يستهدف جميع الفئات، لكن بشكل خاص الشباب”.

ويحث القريشي على ضرورة تعاون الجهات الحكومية وكافة مؤسساتها، مع الاعلام ومنظمات المجتمع لمدني، لأجل مكافحة ادمان المخدرات ومنع التجارة فيه.

الفئات المستهدفة

وتعرف رئيسة منظمة نقاها لمكافحة المخدرات، ايناس كريم، مادة الكبتاغون بأنها “اسم تجاري لمادة الفينيثايلين، التي تشبه مادة الأمفيتامين المنشطة، وهي مادة منشطة للجهاز العصبي المركزي، ليس لها فائدة طبية تذكر”، لافتة الى ان القانون العراقي يعاقب متداوليها.

وعن الفئات الأكثر عرضة لتعاطي الكبتاغون، توضح كريم خلال حديثها مع “طريق الشعب”، أنها مادة يتعاطاها الراغبون في إنقاص الوزن باعتبار أن الكبتاغون يفقدهم الشهية للطعام. كذلك سائقو الشاحنات وسيارات الأجرة الذين يقودون لمسافات طويلة، ويحتاجون للسهر، وبعض طلبة المدارس والجامعات بخاصة أثناء فترة الامتحانات، الرياضيون باعتبار الكبتاغون مادة منشطة.

تؤكد كريم ان تجار المخدرات في العادة يستهدفون الفئات المذكورة أعلاه، كونهم يستغلون أسلوب حياتهم لإقناعهم بأهمية تعاطي “الكبتاغون”.

وتشير ايناس الى انه يؤدي الى حدوث اضطراب في الحواس، مثل سماع أصوات وتخيل أشياء، وانتهاج سلوكيات عنيفة وحادة، إضافة الى شعور بالقلق والتوتر والاضطهاد والاكتئاب.

وتسترسل قائلة ان الكبتاغون يسبب “ضمورا في الجهاز العصبي والمخيخ، حيث أثبتت الدراسات أنه يدمر الخلايا العصبية التي تفرز الأدرنالين والدوبامين والسيروتونين، ويستمر هذا التأثير السلبي بعد التوقف عن التعاطي لفترة طويلة، وزيادة الميول الانتحارية عند التوقف عن التعاطي”.

وتؤكد ان الكبتاغون منتشر بنطاق واسع جدا في “المحافظات الجنوبية، وفي الانبار أيضا”.

وتؤكد كريم، ان منظمتها تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على اعداد نسب وإحصائيات دقيقة للمتعاطين والمتاجرين بالمخدرات.

“عراق خال من المخدرات”

علي الحبيب، يعمل في مجال مكافحة ادمان المخدرات، يقول لـ “طريق الشعب”، إنه “منذ سنوات رفعنا شعار (عراق خال من المخدرات) لكن حملتهم لم تتلق الدعم المطلوب. اما الان فنرى هناك توجها حكوميا لشعارنا”.

ويقول في حديثه مع “طريق الشعب”، إن البلد بعد ان كان ممرا للمخدرات، صار هناك مستهلكون لها وبكميات كبيرة جداً داخل البلد.

ويردف كلامه، ان هناك سعيا لانتاج المخدرات محليا، حيث تم القبض على العديد من المختبرات التي تعمل على انتاج مادة “الكبتاغون”. وهذه المرحلة يعتبرها الحبيب “خطرة جداً”.

ويعبّر الحبيب عن قلقه الشديد إزاء الأرقام التي تعلن بشأن مدمني وتجار المخدرات، فبحسب ارقام دائرة مكافحة المخدرات، بلغ عدد المتلبسين بالإدمان 33 ألفا ما بين عامي (2020-2022).

ويشير الحبيب الى ان العراق متأخر في مراحل كثيرة ضمن ملف المعالجة والحد من انتشار ادمان المخدرات، حيث وضع القانون الخاص بالمخدرات في وقت متأخر. كذلك الحملات التي انطلقت اليوم هي متأخرة بالرغم من نتائجها كانت إيجابية.

ويخلص الى ان هناك تعقيدا كبيرا في حملة مكافحتها بعد ان أصبحت في متناول الطلبة داخل المدارس والحرم الجامعي. وصار هؤلاء مروجين لها بصورة كبيرة، لذا من الضروري ان تبدأ مكافحتها من داخل تلك المؤسسات.