اخر الاخبار

يتغيب أطفال المناطق العشوائية في قضاء بعقوبة، مركز محافظة ديالى، عن مقاعد التعليم، برغم استحقاقهم القانوني للدراسة، إذ يلجؤون الى العمل مع ذويهم لتوفير قوت الحاجة اليومية. فما تعيشه اسرهم من فقر وسوء معيشة كان ضريبته الحرمان من القراءة والكتابة.

ويعيش سكان العشوائيات في منازل ذات بناء رديء ومتلكئ وغير مطابق للمواصفات الفنية، وبمساحات تغيب عنها أبسط الحقوق والخدمات، ومن تلك الخدمات حق التعليم المكفول قانونيا، لأن النشطاء يخشون ان يؤدي خلاف ذلك الى انخراطهم في أعمال سيئة. وازداد خلال العام الجاري نسبة العشوائيات في قضاء بعقوبة حوالي خمسة في المائة، وذلك بحسب إحصائية أعلن عنها قائمقام القضاء.

تفتقر للخدمات

ويصف قائمقام قضاء بعقوبة، عبد الله الحيالي، حال ساكني العشوائيات بـ «المرهق جدا».

 ويشير الى ان مواطني العشوائيات هم من العوائل الفقيرة والمهجرة.

ويشير الحيالي في حديث مع «طريق الشعب»، الى افتقار ساكني العشوائيات كافة الخدمات الضرورية، من خدمة المجاري والمياه والكهرباء الجيدة الحاقا بخدمات التبليط، كون الدور التي يسكنون فيها غير تابعة الى مناطق سكنية.

ويلفت الى ان طرق بناء الدور غير صحيح، وبدائية، ولا تملك أيا من المواصفات الفنية، لذا تكون المنازل معرضة لخطر الهدم بشكل أكبر من غيرها، إضافة الى غرقها بشكل أسرع عند هطول الامطار.

غياب أطفالها عن الدراسة

ويلفت الحيالي الى وجود نسبة قليلة من الأطفال في تلك المنازل، يرتادون مدارس التعليم، كون أغلبهم يعملون مع ذويهم بأعمال حرة، لأجل توفير لقمة العيش.

وينقل الحيالي مطالب سكان هذه الدور، قائلا ان مطالبهم تتمثل بتمليك الأراضي لهم او إيجاد حلول واقعية تنتشلهم من واقعهم السيئ، إضافة الى توفير كافة الخدمات الأساسية والضرورية لعيشهم بشكل كريم.

فواز احمد وهو اب لأربعة أطفال، يسكن منذ سنوات في البيوت العشوائية بقضاء بعقوبة، لكن يتغيب اطفاله الكبار (ذوو العشرة والثمانية أعوام) حسب وصفه لهم، عن الدراسة بسبب سوء الوضع المعيشي وعدم قدرته على سداد تكاليف دراستهم، إضافة الى بعد البنى التحتية للمدارس عن مناطقهم، ما يزيد من صعوبة الامر.

وعدت مفوضية حقوق الإنسان في تقرير لها إن معدلات الأمية بين سكان العشوائيات تتجاوز عتبة الـ 40 في المائة. ويقول فواز احمد لـ «طريق الشعب»، انه يضطر لان يخرج أولاده للعمل معه لبيع زجاجات المياه يوميا، في الشوارع الرئيسية والتقاطعات، مشيرا الى وجود الكثير من العوائل من سكان العشوائيات تخرج اطفالها للعمل او التسول.

ويطالب فواز ان تلتفت الحكومة لهم، وتجد حلولا حقيقية، سواء بتحويل مناطق العشوائيات الى مناطق سكنية صالحة للعيش عن طريق توفير كافة الخدمات فيها، او إيجاد بديل عن ذلك يضمن عيشهم بشكل كريم.

تزداد سنويا

ويذكر احمد سالم، ناشط من محافظة ديالى، ان «الاضطرابات الأمنية وحركة النزوح وما ولدته من أزمات فقر وجفاف ونزاعات عشائرية، ساهمت ببروز المساكن العشوائية في قضاء بعقوبة».

وتزداد مساحات السكن العشوائية سنويا بالتزامن مع غياب الحلول لها، على حد قوله، مضيفا ان الاحصائيات الرسمية تذكر وجود أكثر من 3 الاف منزل عشوائي في القضاء.

ما عواقب التسرب من الدراسة؟

ويعلق الناشط عن وضع الأطفال في تلك الدور، قائلا انهم «لا يتمتعون بما يتمتع به أقرانهم من الاطفال، على اعتبار ان هذه العشوائيات خارج التصميم الأساسي للمدن، ولم تدخل ضمن حيز الخدمات المقدمة من دوائر الصحة والبلدية، وغياب ابنية المدارس والمراكز الصحية فيها».

ويجد ان هذا الوضع لا يوفر بيئة سليمة لتنشئة الأطفال، ما يجعلهم معرضين للانخراط في أعمال غير قانونية واخلاقية.

ويحث الناشط في ختام حديثه على ضرورة «الاهتمام بتوفير حق التعليم لأطفال المناطق العشوائية، كون غياب ذلك، يعني انخراط الشباب في الفراغ والتسرب المدرسي في التورط بأمور سلبية».