اخر الاخبار

بعد ان يئست من الحصول على فرصة عمل في تخصصها هندسة الحاسبات كزملائها، عملت بجهد على تنمية موهبتها في إعداد القهوة وجعلت منه مصدر رزقها مع طلفها على الرغم من التحديات المجتمعية الكبيرة التي واجهتها.

وتقول الباريستا (الشخص المسؤول عن الضيافة وتقديم المشروبات الساخنة) مسيم حسن لـ"طريق الشعب"، بعد تخرجي من الجامعة التكنولوجية لم أتمكن من الحصول على فرصة عمل في مجال تخصصي إلا أني وبدعم من أفراد عائلتي تمكنت من تنمية موهبتي في إعداد القهوة وتمكنت أخيرا من فتح مقهى خاص لصناعة القهوة في منطقة الخلاني يحمل اسم (جشمار).

آلات صناعة القهوة تستهويني

ميسم أم لطفل، تعيش معه في كنف عائلتها، والدها ووالدتها وأخوتها، تدعو خلال حديثها إلى احترام المرأة العصرية وتطلعاتها ومتطلباتها، خاصة وأن الكثير من النساء يواجهن ظروف حياة صعبة فرضتها الحروب والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

وتقول " منذ صغري وآلات صناعة القهوة تستهويني وتثير فضولي لمعرفة آلية عملها، مثل الآلة الكهربائية والطاحونة، وكنت أعد القهوة بنفسي واتعامل مع المبيضات والكريمات، ثم تعلمت من اليوتيوب طرقا مختلفة، وعندها فكرت بأهمية أن أكون (باريستا/ مُعِدّة القهوة) وليس شيئا آخر".

وبغية تطوير مهارتها التحقت ميسم بدورات تطويرية قدمتها معاهد إيطالية عبر المواقع الالكترونية خلال فترة الجائحة، وبعد مشوار التعليم توجهت إلى عالم التطبيق العملي، حيث عملت لعدة أشهر في أول خطواتها في مقهى (قهوة وكتاب) مستثمرة علاقة والدها، الكاتب حسن هادي.

وتقول ميسم بان "التجربة لم تكن سهلة، في ظل التعامل مع آلات كبيرة لإعداد القهوة، وتقديمها لأعداد كثيرة من الزبائن في وقت وحد، خاصة وأن الأهم من ذلك لابد من تفهم مزاج الجمهور وذوقه".

مقهى جمشار

وبعد أن "أتقنت العمل في إعداد القهوة، عملت على افتتاح مقهى خاص بالعائلة أسميناه (جشمار)"، وتضيف "كان الوالد في إدارة المقهى وأنا واخوتي بالتناوب في إعداد القهوة، وفي كل خطوة كانت هناك استشارات ونقاشات مع الأصدقاء".

خلال عملها في المقهى، تصادف العائلة الكثير من المفاجآت، مثلا أنواع البن وطريقة التحميص مما اضطرهم إلى شراء آلة التحميص خاصة بمقهاهم.

وحملت تجربة التحميص لميسم موسما من التجارب المختلفة على الصعيد العملي والصحي، إذ انه لم يكن سهلا، كما تقول:

وتذكر، "على الرغم من كتابة التعليمات على الماكنة، لكننا كنا نجهل لماذا نخطيء في العملية، بعد فترة علمنا أن المشكلة في البيئة، التي تجري فيها عملية التحميص، وكذلك طريقة خزن القهوة، وطريقة وضع كيس البن ونوعيته ايضا، هنا أدركت أنني اتعامل مع نبات يبقى حيا لغاية عملية غلي القهوة في الدلة وإعدادها".

وتخبرنا ميسم أن "اختلاف مناشيء صناعة البن يؤثر أيضا على طريقة إعداد القهوة مما يؤدي إلى تغيير الطعم" لذا تفضل شراء البن من نفس المنشأ في كل مرة، مضيفة "وبعد كل هذه المتاعب، الآن أعتبر نفسي أجيد العملية من معرفة نوعية البن إلى التحميص وطرق الخزن ثم الطحن وإعداد فنجان القهوة، وكل ما نعده هنا في جشمار، ويدخل فيه هو من صناعتنا".

ذواقون في طلب القهوة

وحول تجربتها في التعامل مع مزاجية وأذواق الزبائن لطلب القهوة تقول ان "أي ملاحظة على القهوة التي أعدها من قبل الزبائن يمنحني درسا واشعر بأن الزبائن الذين يترددون على جشمار ذواقون في طلب القهوة، وأن تجربة التعامل جعلت مني اتفهم زبائني وأذواقهم في طلب القهوة التي أعمل على إعدادها"

انطلاقة جشمار

الفكرة كانت للوالد في ان يكون هناك مقهى ثقافي في مكان بغدادي وتراثي، فاختار منطقة الشيخ عبد القادر، ونحن أبناء هذه المنطقة فكان علينا أن نحسن إعداد فنجان قهوة بطريقة يرضي الجمهور المثقف.

وأخيرا ترى ميسم ان "مواقع التواصل الاجتماعي فتحت الكثير من المنافذ امام المرأة، للمضي نحو تحقيق وتطوير حلمها في الحياة"، منبهة "على ضرورة مواصلة المرأة سعيها لتحقيق ذاتها حتى وإن كان المجتمع رافضا لدورها لكونه في نهاية المطاف سيستقبلك مع طموحك ونجاحك الذي يطالبك ان تفرضي نفسك للوصول إليه".

عرض مقالات: