اخر الاخبار

يصطدم خريجو كليات الإعلام من الجامعات الاهلية والحكومية بواقع مؤلم بعد مغادرة كراسي الدراسة حاملين معهم شهادات البكالوريوس، لأن أغلب ما كان يتلقونه من دروس ومحاضرات، لا تصنع منهم إعلاميين مؤهلين للعمل في المؤسسات المعنية، وبالتالي يضطر كثير من الطلبة الى البحث عن فرصة عمل، بعيدا عن مجال تخصصه.

ويرجع تدريسيون وخريجون وطلبة الخلل في مخرجات كليات الإعلام، الى طرق التدريس، والابتعاد عن التخصصات الرائجة في الأوساط الإعلامية، وعدم وجود استوديوهات يدشن الطلبة فيها دروسا عملية، الى جانب غياب التنسيق بين الكليات والمؤسسات الإعلامية، الامر الذي جعل الخريجين ضحية كل ذلك.

عقبات مهمة

وتقول صابرين خزعل، تدريسية في احدى كليات الاعلام الاهلية، ان واحدة من اهم العقبات التي تواجه دراسة الاعلام في الجامعات العراقية هي عدم وجود استوديوهات خاصة بالتدريب العملي للطلبة، الامر الذي يحرم الطلبة من تطوير مهاراتهم.

وتضيف خزعل لـ”طريق الشعب”، ان اغلب الخريجين لا يمتلكون مهارات كافية، لاقتصار التدريس في كليات الاعلام على الجانب النظري.

إعلام كلاسيكي

وتنتقد خزعل استمرار كليات الاعلام بتدريس الإعلام كلاسيكي القديم، بينما يعيش العالم في عصر الصحافية الكترونية والاعلام الرقمي، مستدركة ان بعض الكليات افتتحت اقساما جديدة لهذه الاختصاصات، لكنها ما تزال تسير بوتيرة متباطئة.

وتجد التدريسية ان قدم المنهاج وعدم تحديثه، الى جانب غياب التعاون والتنسيق بين المؤسسات الإعلامية وكليات الاعلام، يصيب الكثير من خريجي الاعلام بخيبة أمل، ويفقدهم حافز الاستمرار في التخصص، نتيجة لعدم حصوله على فرصة عمل.

وتدعو خزعل الى الاهتمام بخريجي كليات الاعلام، لتمكينهم من خدمة المجتمع والمؤسسات الإعلامية.

“لا حلول امامي”

مريم حبيب، خريجة كلية الاعلام من جامعة الفراهيدي، تقول انها لم تحصل على فرصة عمل في مجال اختصاصها، معللة ذلك بندرة فرص العمل في المؤسسات الحكومة أو الخاصة، مشيرة الى ان الأمر لا يتم الا عن طريق الوساطة والعلاقات الشخصية.

تفاؤل مشروع

ويبدو الطالب في قسم الاعلام في كلية الاسراء، عمر محمد، اكثر تفاؤلا، إذ يقول: “عندما يقترن الطموح بالحلم ويمتزج كلاهما بالواقع يصبح الهدف واضحا والطموح واقعيا”.

ويضيف ان “هناك فرصا عديدة لمن يبحث ويحاول تطوير ذاته، ويمكن تحقيق طموحاتنا”.

ويراود زيد خلف الطالب في قسم الاعلام كلية أصول الدين، الامل بتقديم خدمة للبلد من خلال اختصاصه، خاصة لما يلتمسه من دور كبير ومؤثر يلعبه الاعلام في رسم السياسات والدفاع عن القضايا الاجتماعية.

واقع مأساوي

لكن خريج قسم الاعلام في الجامعة المستنصرية باسم علي، لم يجد فرصة عمل برغم مضي 3 سنوات على تخرجه، ما دفعه الامر الى التطوع في صفوف احد التشكيلات الأمنية، والعمل بعيدا عن اختصاصه.

ويقول علي ان “دراسة الاعلام والعمل فيه حلم راودني منذ الصغر، لكن الواقع كان صادما. بعد تخرجي حاولت لمرات عديدة إيجاد فرصة عمل، لكن الامر لم يفلح”.

ويضيف ان “الواقع قتل طموحي وابعدني مضطرا صوب العمل في مجال بعيد عن اختصاصي”.

ويؤكد ان “خريج كلية الاعلام مطالب بقضايا تفوق امكانياته؛ فالدراسة تقتصر على الجانب النظري، والمناهج قديمة وطرق التدريس بالتلقين تفوّج سنويا الالاف من الخريجين غير المؤهلين”.

ويدعو المتحدث الى تحديث طرق تدريس وتدريب طلبة الاعلام وفقا لما هو رائج الآن لدى المؤسسات الإعلامية من عمل إعلامي، وافتتاح اقسام جديدة مختصة في الاعلام الرقمي والكتروني وغيرها من التخصصات الحديثة.

رأي آخر

يقول التدريسي في كلية الاعلام بجامعة بغداد، الدكتور عادل عبدالرزاق الغريري: إن كليته تحتوي على استوديوهات كبيرة للتلفزيون وأخرى للإذاعة، فضلا عن وجود جريدة واصدارات اخرى تسهم بشكل مباشر في تدريب الطلبة، مردفا أن “بعض الكليات الحكومية تفتقر الى مثل هذه التقنيات الضرورية لتدريب الطلبة على الجانب العملي، والذين هم بحاجة الى التدريب لتأهيلهم قبيل زجهم في سوق العمل”.

ويشير الغريري الى ان “الكثير من الطلبة لا يجيدون استخدام التقنيات الحديثة، ولا يملكون معلومات كافية عن التصوير والاخراج والمونتاج، والتي تعتبر ثقافة تخصصية في مجال الاعلام”.

ويعتقد الغريري ان “الإعلام هواية ومهارة وحرفة وليس بالضرورة ان يعمل جميع خريجي الاعلام في المجال الصحفي. للاسف أن هم العديد من الطلبة يتعلق بالحصول على الشهادة. بينما تشكل المهارة عاملا مهما في توفير فرص العمل. العديد من الصحفيين الكبار هم ليسوا من خريجي كليات الاعلام”.

عرض مقالات: