اخر الاخبار

في بيت الشيوعيين.. بابل تؤبن النوّاب الكبير

الحلة - محمد علي محيي الدين

احتضنت “قاعة آذار” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الخميس الماضي، حفل تأبين للشاعر الكبير الراحل أخيرا مظفر النواب، حضره جمع غفير من الأدباء والمثقفين ومحبي الفقيد من أبناء المحافظة.

وأقيم الحفل من قبل اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية، بالتعاون مع التيار الديمقراطي العراقي واتحاد الأدباء والكتاب وجمعية الشعراء الشعبيين و”البيت العراقي” للشعر الشعبي في بابل.

وبعد وقوف الحاضرين دقيقة صمت إكراما للراحل، ألقى الرفيق بهجت الجنابي كلمة باسم الحزب، تطرق فيها إلى مآثر النوّاب وبطولاته، وإلى تأثير شعره على الجماهير “حتى أصبحت قصائده منشورات يتداولها الناس، تلهب حماسهم وتغذي فيهم الروح الوطنية وتدفعهم للتضحية والفداء في سبيل الوطن”.

ثم ألقى الأستاذ صلاح السعيد كلمة باسم اتحاد الأدباء والكتاب في بابل، قال فيها: “شكّل رحيل الشاعر الرمز مظفر النواب صدمة كبيرة لعارفيه ومحبيه. فهذا الشاعر والإنسان والمناضل وسم مرحلة كاملة امتدت لأكثر من ستة عقود، بطابع الثورة والتمرد على الواقع المر، وعبر عن العشق العراقي، ناذرا نفسه لقضايا شعبه ووطنه، وأصبح منارا للثوار في كل مكان. لذلك كان مصدر اعجاب شعبه، لما تمتع به من شجاعة فائقة قل نظيرها بوجه الطغاة، منتصرًا للفقراء والعاشقين والحالمين بغد مشرق”.

واعتلى المنصة بعدها منسق التيار الديمقراطي في بابل اسعد علي جبر الشمري، ليتحدث عن الجانب الثوري في حياة النواب الخالد، مؤكدا أن “مظفرا ليس مع الحياد حين تكون الحرب بين النور والظلام، بين القتلة ومنشدي السلام أو بين المناضلين والجلاد، ليس مع الحياد في ثورة الجياع ضد سارقي رغيفهم وموقدي حرائق الفتنة”.

وكانت للشاعر جبار الكواز، قصيدة بحق النوّاب جسد فيه الجانب الثوري في شخصيته وروح الثورة المتغلغلة في أعماقه. أعقبه الشاعر د. وليد الزبيدي بقصيدة عنوانها “عذرا مظفر!”.

وقدم القاص د. سلام حربة شهادة عن الفقيد، تناول فيها مواقف بطولية جعلته في مقدمة المناضلين الثوريين، مستذكرا دوره في عملية الهروب من سجن الحلة، وموقفه البطولي في معارك الأهوار، وجرأته في مواجهة الحكام المستبدين، وما عرف به من كبرياء ثوري أهّله لأن يكون في مقدمة الثوار العالميين.

ونوّه د. حربة إلى أنه أنجز سيناريو عن ملحمة سجن الحلة. فيما دعا إلى الاهتمام بالإرث الثوري للنواب عبر إنتاج فيلم يروي بطولاته ومواقفه الثورية.

وكان للمرأة حضورها في الحفل. إذ ارتقت الشاعرة حسينة بنيان، المنصة، وأنشدت قصيدة في ذكرى النوّاب. فيما عبر الشاعر الشعبي صلاح عواد، في قصيدة ألقاها، عن حزنه برحيل الكبير مظفر، أعقبه الشاعر باقر حسن بقصيدة شعبية.

وبناء على طلب الحاضرين، تحدث الرفيق كامل حلاوي الذي عاش مع النواب أعواما طويلة في مغتربه السوري، عن مواقف الفقيد الوطنية والصفات النادرة التي تحلى بها من عفة ونظافة يد وبعدٍ عن الصغائر والتطلع لمعالي الأمور من خلال مواقفه الرافضة لكل المغريات.

ثم قدم د. رشيد هارون، ورقة نقدية ركز فيها على العمق الفني في شاعرية النواب وقدرته على استنطاق المفردة الشعبية بما فيها من زخم في المعنى ودقة تصويرية وبراعة في الاداء رغم اصوله المدينية.

فيما قال الباحث أحمد الناجي في مداخلة قدمها حول إشكالية المثقف والسلطة، أن “النواب مثقف من طراز خاص، لم يستجيب لكل مغريات السلطة، عاش مرتاباً من نوايا السلطة طيلة حياته، وظل على موقف وطني ثابت، مكابراً بالرغم من عذابات المنفى، ينأى عن المغانم ويبتعد عن سياقات مؤسساتها الناعمة التي تهرول نحوه”.

وساهم في القراءات الشعرية أيضا، كل من الشعراء عامر الوطيفي وعلي المعلم وسعد العواد. وقد أدار الحفل الشاعر حامد كعيد الجبوري. 

 **********************************************

مظفّر النوّاب..  قصائد من طين الأهوار

سومر شحادة *

أمس، رحل مظفّر النوّاب (1934 - 2022) بعد أن لاحقته شائعة الموت طويلاً. ورحيلُ الشعراء بصورة خاصّة يترك في ثقافتنا العربية حزناً طالما عرفناه مع رحيل شعراء مؤثرين في الوجدان الجمعي؛ إذ لا يزال الشعر يحمل الوجدان العامّ لهذه الثقافة، وهو ما يتأكّد عند رحيل الشعراء الذين عاشوا نجوماً، والنوّاب أحد النجوم الغاربة الآن. وصل مظفّر النوّاب إلى القارئ غير العراقي من خلال القصائد المسجَّلة، وقد أثّر في المتلقّي إلقاءً، ذلك لأنّ إلقاءه ذلّل إلى درجة كبيرة صعوبة التقاط العامّية التي كَتب بها إلى جانب الفصحى؛ إذ ما إن يلتقط المتلقّي كلمات قليلة، حتّى يلحق بالشاعر الذي يبدو قادماً من مكان خاص في اللغة والتجربة. ذلك أنّ حزن النوّاب يقيّدُ المرء ويأسره، ونزقه وغضبه في القصائد السياسية يستنفر قوى المتلقي. كما يخلق النوّاب لدى من يسمعه ذلك الفضول لمعرفة كلّ المفردات التي يقولها، كلّ تلك التراكيب والصُّوَر التي تتدفّق بدءاً من أهوار العراق من غير أن يبدو أنّ لها نهاية. فالنوّاب شاعر غزيرٌ بالفطرة، وهو من القلّة الذين استطاعوا إشاعة العاميّة العراقية في الشعر والأدب عموماً. وقد ساهمت طريقته في الإلقاء في نجاحه الكبير في القصيدة الشعبية. يُلقي قصيدته كما لو أنّها آخر شيء يريد أن يفعله في حياته. ينفعل وينكسر، يصرخ ثمّ يقرأ بصوتٍ شجيّ يكاد يصير همساً.

يمكن لإلقائه أن يؤثّر حتّى في من لا يعرف العربية، فكيف بمن يتوق إلى معرفة مفردة أو مفردتين بالعاميّة العراقية حتّى يتمّ المعنى الذي أراد إيصاله إلى العاشق أو المشتاق، إلى من فقد وطنه أو نُفي عنه؛ إذ ينقل إلى متلقّيه، أو يزرع في متلقّيه، ذلك الوعي المتولّد من طاقة شعورية صادقة؛ بأنّ عليك أيضاً أن تعرف ألمي، لأنّه ألم يعنيك، لأنّه عنك، ولأنّه ألمك.

عليك أيضاً أن تعرف ألمي، لأنّه يعنيك، لأنّه عنك، لأنّه ألمك

النوّاب شاعر غاضب، وغضبه سياسيّ بالدرجة الأولى. قصيدة “القدس عروس عروبتكم” من أشهر القصائد السياسية، وتمثّل فلسطينُ جوهرَ موضوعاته في هذا الشأن، إلى جانب ما لحق بها من جرّاء الأنظمة العربية وطغيانها. وكان النوّاب قد خرج من سورية إلى لبنان على خلفية قصيدته “تل الزعتر”، بمساعدة إحدى المنظّمات الفلسطينية، وهرب بجواز سفر يمني إلى ليبيا. وتمثّل هذه الحادثة للعراقي المنفيّ صورةَ الشاعر الذي تنفيه أوطانه، وتُحاول إنقاذَه في آنٍ واحد. وقد انتشر شعره على النحو نفسه؛ إذ مُنِعَت قصائده في العراق وخارجه في ظروف مختلفة، لكنها انتشرت مع المنع، وقُرِئت مع المنع حتّى قهرته.

ولربما يكون من أكثر الشعراء الذين كالوا للأنظمة القصائد الهجائية التي استمرّت تعرّي تخاذلها من جهة، وتُنصّب الشاعر في ذلك الموقع المتفرّد من الوجدان الشعبي والشعري العربي من جهة أُخرى. ويمكن للقارئ أن يلتقط لديه ذلك الفارق بين شاعرٍ هو حنجرة الناس، بما تحمله سليقتها من شتائم ضدّ حكّامها، وبين شاعر ينمّق لغته كي تتلاءم مع مقولة الناس. ما يشبه فكرته عن استخدام العاميّة في الشعر، فهو يشبّه العامية بصناعة التماثيل من الطين، حيث يجد امتداد الحضارة العراقية، على عكس الفصحى التي يشبّهها بالنحت في الصخر. لكن، في الوقت نفسه، قصيدة النوّاب قصيدة بلاغية، والصورة الشعرية أبرز محدّداتها.

يذكر مظفّر النوّاب، في أحد حواراته، أنّ المنافي التي كان يدور الحديث عنها بصورة دائمة في عائلته، هي أحد منابع شعره، إلى جانب عيشه إلى جوار النهر، وما النهر سوى كناية عن الارتحال. من قصيدته “في الحانة القديمة” نقرأ: “سبحانك كلّ الأشياء رضيت سوى الذُّل/ وأن يوضع قلبي في قفص في بيتِ السُّلطان/ وقَنِعتُ يَكونُ نَصيبي في الدُنيا كنصيب الطير/ ولكن سُبحانَك حتّى الطيرُ لها أوطانْ... وتعود إليها/ وأنا ما زلت أطيرُ/ فهذا الوطن الممتدّ من البحر إلى البحر/ سجونٌ متلاصقةٌ/ سجّانٌ يمسكُ سجّان”.

هكذا كان مظفّر النواب يرى نفسه، طائراً مرتحلاً خارج السجون، بين المنافي، لا بين الأوطان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* روائي من سوريا 21-5-2022

 **************************************************

جسارة الكلمة التي لم تسقط يوماً

أمير داود *

يكاد مظفّر النوّاب، الذي غادر عالمنا اليوم الجمعة ** يكون آخر شعراء السرديات الكبرى العرب. غادر معظم الشعراء القضيةَ الكبرى، وانحازوا إلى الهمّ الشخصي الموغل في الفردانية بكل خساراتها وهزائمها وطموحاتها، في حين ظلّ النواب، إلى جانب قلّة، متمسّكاً بجسارة الكلمة التي لم تسقط يوماً من حسابات الثورة والقدرة على التغيير. وهي الكلمة ذاتها، التي ذهبت به إلى قلب دائرة التورُّط؛ منفيّاً ومهدَّداً بالإعدام وممنوعة كتبه من التداوُل، ليس على صعيد القُطر العراقي فحسب، بل في أكثر من بلدٍ في المنطقة العربية.

سيذهب النوّاب (بغداد 1934 - الشارقة 2022) في منفاه القسري الطويل، عبر نفق محفور بسكّين مطبخ. نجح الشاعر العراقي، ذات ليلة باردة من ليالي شتاء 1967 في مغادرة سجن «الحلّة» بحافظة بابل، هرباً منه ومن الإعدام شنقاً؛ ليشرع في تلك الرحلة الطويلة من الشعر والألم والخسارة الشخصية، مسكوناً بهواجس الوطن البعيد بنخيله ومقاهيه وبالفرات ودجلة، قارئاً على آذان الناس بعدها:

ولكنّها بلادي

لا أبكي من القلب

ولا أضحك من القلب

ولا أموت من القلب إلّا فيها.

لم يكن صاحبُ «وتريات ليلية» منشغلاً، على طريقة السياسيّين المدرَّبين، برسم جداريات الخطابة اللائقة التي لا تُزعج أحداً، بل كان محمولاً على قلب الشاعر، شديد الهشاشة والانفعال، يشتم هنا، ويسخر هناك، ويبكي:

أفل الليل

وكبرق في الأفق الشرقي يوازي السعف

يوازي همسات السعف.

الحالة إياها، التي جعلته في ليلة وضحاها، شاعراً بموقف إشكاليّ عندما رحّب بسقوط نظام صدّام حسين، مُدلياً بصوته في أوّل انتخابات تجري في «العراق الجديد»، ثم رافضاً أن يستقرّ في عراق ما بعد الاحتلال.

معلَم شعري شاهد على قسوة التبدّلات السياسية والاجتماعية في المنطقة العربية

شكّلت لغتُه المتفرّدة، بكلّ ما تحتويه من اللامألوف في اللغة الشعرية ومفردات الرفض والغضب والتحريض، ميزةً لافتة لتجربته الطويلة، وخصوصاً في الشعر السياسي والعامّي؛ ميزةٌ أثارت العديد من عواصف النقاش بين جماهير المشتغلين بالنقد والأدب حول الملاءمة والأصالة في شعره. لكنّها، في ذات الوقت، جعلت جماهير واسعة تُصغي إلى ما يقوله، قبل أن يصبح علامة ثوريةً فارقة لجيل السبعينيات والثمانينيات يُشار إليه باعتباره منظّراً ومحرّضاً ضدّ أنظمة القمع في المنطقة. 

لم يتوقّف مظفّر النوّاب عند هذه الحدود، بل حاول التأصيل أيضاً لجمالية اللغة العامّية وصُوَرها. يقول: «الكلام ضدّ العامية يسود في لغة التنظير، أمّا في لغة الحقيقة فهي أُخرى، بدليل أنّ الذين يهاجمونها يطربون حينما تغنّي أم كلثوم وفيروز بها. يطربون لصورها، ولكنهم حين يتحدّثون عن العامية يتحدّثون بلغة الإدانة، وهذه ازدواجية عجيبة».

رحّب بسقوط نظام صدّام حسين، ورفض أن يستقرّ في عراق ما بعد الاحتلال

كما لم ينشغل صاحبُ «قُل هي البندقية أنت» أيضاً باقتراح قالبٍ شعريّ محدَّد في إطار انزياح الشعراء إلى نمذجة تجاربهم الشعرية، سيذهب بعيداً في كلّ الممكن من أدواته؛ قارئاً للواقع: «وإذاعات العرب الأشراف تبول على النار».

سنرى مظفَّر النوّاب، في ما بعدُ، كهلاً ضعيفاً، يُعينه رجالٌ حوله على الحركة، عبر صُوَر قليلة ونادرة تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي، تستدرّ بكل اقتدار مشاعر التعاطف مع الرجل الذي شكّل، وحتى وقتنا الحاضر، أيقونة في الشعر العربي الحديث، ومَعلَماً شعرياً شاهداً على قسوة التبدّلات السياسية والاجتماعية في المنطقة العربية كلّها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • كاتب من رام الله - مقتطفات

20-5-2022

 ***********************************************************

مُظفّر في بغداد

حسن مدن

عاد مظفر النوّاب إلى العراق ميتاً. جثمان في تابوت، ولم يعد إليه وهو حي. طالت غربة النوّاب حتى امتدت عقوداً، هو الذي فرّ من وطنه وهو لما يزل شاباً، لتتقاذفه البلدان واحداً تلو الآخر. لم يكن غريباً أن يودعه أصدقاؤه الأدباء وأبناء شعبه في جنازة مهيبة، فهو الذي حمل العراق معه أينما حلّ، وجديرة بالثناء خطوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حين أمر بنقل جثمان الشاعر الراحل إلى بغداد ليدفن فيها وحرصه على المشاركة في تشييعه، مع أنه يبقى باعثاً على مشاعر متضاربة من الوجع والأسى أن الشاعر الذي حرم من الوطن ظفر، أخيراً، بقبرٍ فيه.

لعلّ النوّاب في هذا يكون أحسن حظاً من كثر من أدباء العراق ومثقفيها وفنانيها الذين ماتوا ودفنوا في عواصم ومدن الغربة. وقبل أيام نشر الأديب العراقي برهان شاوي المقيم، هو الآخر، في الغربة، في ألمانيا، التي يعيش فيها منذ عقود، قائمة بأكثر من سبعين اسماً لمبدعين عراقيين دفنوا في الغربة، موزعاً إياهم على البلدان التي ووريت فيها أجسادهم الثرى: سوريا، بريطانيا، فرنسا، روسيا، مصر، الدنمارك، ألمانيا، التشيك، كوستاريكا، المغرب، السويد، إيران، أمريكا، كندا، أستراليا، بلجيكا، الأردن، إيطاليا، فنلندا.

كل من وردت أسماؤهم في القائمة قامات لامعة في مجالات الإبداع المختلفة، حسبنا هنا أن نذكر منهم أسماء مثل محمد مهدي الجواهري، عبد الوهاب البياتي، هادي العلوي، بلند الحيدري، فالح عبد الجبار، فوزي كريم، رفعة الجادرجي، محمد سعيد الصكار، غائب طعمة فرمان، نازك الملائكة، عوني كرومي، شمران الياسري، لميعة عباس عمارة، سركون بولص، فايق حسن، حميد البصري، وعشرات آخرين سواهم، من النساء والرجال.

وأشار شاوي كذلك إلى بضعة أسماء ماتوا في الغربة ونقلت أجسامهم، بعد وفاتهم، إلى العراق، فبالإضافة إلى مظفر النواب، هناك بدر شاكر السيّاب، قاسم محمد، حسين الموزاني وغيرهم.

لا يقل وجعاً مصير بعض من اختاروا العودة إلى العراق من مبدعيه، إثر سقوط النظام السابق، بعد منفى طويل فكان الموت يتربص بهم على أرض وطنهم، ومن هؤلاء المثقف كامل شيّاع الذي أودت بحياته رصاصة غادرة في بغداد، التي عاد إليها من منفاه في أوروبا. ومن أكثر الشهادات التي قرأتها عن المنفى، عمقاً وشجناً ووجعاً هي تلك التي كتبها شيّاع، وفيها قال إنه كان يهجس بالموت، ولأمرٍ ما لم يكن يخافه: «أعلم أنني قد أكون هدفاً لقتلة لا أعرفهم، رغم ذلك أجد نفسي مطمئناً لأنني حين وطأتُ هذا البلد الحزين سلّمتُ نفسي لأمر القدر بقناعة ورضا. القضية بالنسبة لي تعني الحياة وليس الموت».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الخليج” الاماراتية 25-5-2022