اخر الاخبار

تعاني محافظات عديدة خلال هذا الموسم، حالة جفاف شديدة، بعد حرمان العراق من مياه روافد مهمة تأتي عبر إيران، التي قامت بتحويل مجرى المياه الى داخل أراضيها، فضلا عن أزمة المياه مع الجانب التركي وسوء التخطيط وغيرها من الأسباب.

وتتعرض محافظة ديالى على وجه الخصوص، إلى مخاطر كبيرة في ظل ما يجري. وفيما باتت المحافظة تخسر مساحات غير قليلة من أراضيها الزراعية، تزايدت ظاهرة الهجرة من الريف إلى المدينة، وأصبح مئات الآلاف من المواطنين أمام مخاطر الجفاف لهذا العام.

ديالى المتضرر الاكبر

ويقول رئيس الجمعيات الفلاحية في ديالى حسن التميمي لـ”طريق الشعب”، ان “ازمة الجفاف تلحق الضرر بجميع محافظات العراق، وأن محافظة ديالى تعاني الضرر الأكبر، لكون غالبية سكانها من المزارعين”.

ويضيف التميمي أن “وزارة الموارد المائية فشلت في إدارة ملف المياه على الرغم من المناشدات المستمرة”، مشددا على ان “الجمعية لم تلمس أي خطوات او مساعي من قبل وزارة الموارد المائية إزاء التجاوزات الدولية على حصص العراق المائية، مكتفية بإرسال طلبات تفاوض، يتم رفضها في الغالب من الجانب الاخر”.

وينبه الى انه “وبحسب رصد الجمعيات الفلاحية هناك مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، ونتيجة لشح المياه باتت خارج الخطة الزراعية”.

حلول مقترحة

وبخصوص الإجراءات، يقول التميمي “على السلطات مقايضة دول الجوار بمنع الاستيراد ما لم يتم منح العراق حصصه المائية المطلوبة”، لافتا إلى أن “الفساد وتغليب المصلحة الخاصة، يحولان دون تنفيذ الكثير من الإجراءات إزاء الانتهاكات الخارجية”.

الجفاف قاسٍ

ويصف التميمي الجفاف الذي يضرب محافظة ديالى هذا العام بأنه “الأقسى منذ عقود طويلة، وقد يؤدي الى انتكاسة كبيرة، تهدد حياة مليون نسمة”.

وينبه الى ان “الخزين المائي في السدود وصل الى انخفاض غير مسبوق، ناهيك عن انحسار مياه الأنهر التي ترافقها قلة الامطار الموسمية”.

ويؤكد التميمي أن اتحاده “عمل على تقديم ورقة عمل تتضمن 10 مقترحات الى وزارة الموارد المائية، حدد خلالها ابرز التجاوزات على المياه”.

وشملت المقترحات، بحسب التميمي، ما يأتي: “أولا: احتواء نهر ديالى على سدين العظيم والوند إضافة الى سدود صغيرة كمندلي وقزانيه وجميعها لم تمنع من وقوع الكارثة الجفاف، وذلك نتيجة لأخطاء سابقة تكمن في اطلاقات مائية في أوقات غير مناسبة، ما ساهم بالانخفاض الكبير في نسب المخزون المائي. ثانيا: التجاوزات كانت من ضمن الأسباب التي أدت الى ما نحن عليه خاصة من جهات متنفذه كعمل بحيرات اسماك وزراعة الرز وامام انظار الجهات المسؤولة، وبالتالي فان هناك ضرورة للعمل على جرد التجاوزات كعمل منافذ خارج التصاميم وكسر القنوات او صوندات لعمل السيفون وتشكيل فريق عمل مدعوم من الجهات الأمنية بالتنفيذ بغية الحد من هذه التجاوزات، وإلغاء كل الموافقات بعمل منافذ ري تحت تأثير جهات متنفذة، وجعل ذلك عملا يوميا وليس حملة وبعدها تعود التجاوزات. ثالثا: البساتين التي اشتهرت بها محافظة ديالى هي نتاج جهد سنين فاذا هلكت بسبب موسم فإن إعادتها تتطلب سنين، لذلك ان ضرورتها تأتي مع ضرورة توفير مياه الشرب. رابعا: جميع دول العالم غادرت أساليب الري القديمة الا في بلدنا ومنها الري التكميلي وخاصة منظومات الري بالتنقيط للمحاصيل الصيفية والرش للمحاصيل الشتوية التي تختزل كمية المياه الى 80 في المائة بالنسبة الأولى والى 40 في المائة الى 50 في المائة للثانية، لذلك بات من الضروري العمل على تغطية كل مساحات المشاريع المستصلحة في ديالى والعراق خلال ثلاث سنوات بعد توفيرها بسعر مدعوم من قبل الدولة وتقسيط اثمانها. خامسا: منذ عشرين عاما وصيانة مشاريع الري متوقفة، عدا الصيانة الطارئة من تنظيف ترسيبات او فك اختناقات. إن الصيانة الحقيقية هي إعادة كل المنشاة المتضررة الى حالتها كالنواظم القاطعة والبوابات المقلية التي تضررت بنسبة 95 في المائة وإعادة تبطين المتضرر وتطهير المبازل لفرعية والمجمعة وصيانة المبزل المغطاة واشراك مسؤولية وزارة الزراعة في التوزيعات الداخلية للقنوات الحقلية. سادسا: مشروع اسفل الخالص من المشاريع المهمة والذي يعتبر الشريان الحيوي للثورة المالية لمحافظتي ديالى وبغداد”.

وتابع قائلا: “بناءً على ما رصد من قبل الجمعيات الفلاحية تم تلخيص ابرز احتياجات المشروع بما يلي: زيارة الجانب الإيراني لغرض تعزيز الحصة المائية للأنهر المشتركة مع الجارة ايران واطلاق التصريفات المائية. زيارة الاطلاقات والتصاريف المائية من سد دربنديخان لتعزيز الخزين المائي في بحيرة حمرين. توفير الطاقة الكهربائية لمحطات ضخ اسفل الخالص بصورة مستمرة واستثنائها من القطع المبرمج. الإسراع في تنفيذ خط (33 kv) إلى محطة اسفل الخالص. استبدال محطة ضخ اسفل الخالص بمضخات عمودية دائميه كونها أصبحت الشريان الحيوي المائي لمحافظتي ديالى والعاصمة بغداد (على ان تكون بواقع 7 مضخات طاقتها 5 متر مكعب بالثانية). منع الخطة الزراعية الصيفية داخل إقليم كردستان للمناطق المحصورة من سد دربندبخان وبحيرة حمرين. توجيه مركز الدراسات والتصاميم الهندسية لبحث إمكانية تجهيز سد الصدور من مياه نهر دجلة. تشكيل لجنة زراعية في محافظة ديالى تتكون من الوزارة والمحافظة، واستمرار حفر الابار في المناطق البعيدة عن صدور الأنهار”.