طاب مساؤكم.. الرفيقات والرفاق الأعزاء، الحضور الكريم،
نلتقي اليوم في مناسبة تجسد معاني النضال والتضحية: ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي
في هذه الذكرى المجيدة، نستحضر ۹۱ عامًا من الكفاح، من التضحيات الجسام، ومن المواقف الثابتة التي لم تهادن الاستبداد يومًا، ولم تنحرف عن بوصلة الدفاع عن حقوق الكادحين والمحرومين. أكثر من تسعة عقود والحزب الشيوعي العراقي يثبت في كل محطة تاريخية، أنه صوت الذين لا صوت لهم، وأنه القوة الحية التي لا تتخلى عن مبادئها رغم كل التحديات.
إننا إذ نحتفي اليوم بهذه المسيرة العريقة، لا نقف عند تمجيد الماضي، بل ننظر إلى الحاضر والمستقبل، مستلهمين من مسيرتهم الحافلة بالتضحيات دروس الصمود والاستمرار في مواجهة الازمات التي تعصف بوطننا، والتي تتطلب منا جميعًا وحدة الصف، والعمل المشترك، والتمسك بمشروع الدولة المدنية الديمقراطية، التي تضع الإنسان وحقوقه في صلب اهتماماتها.
ومع استمرار الأوضاع المعقدة التي يمر بها العراق، من أزمات سياسية واقتصادية متفاقمة، وتغيرات جيوسياسية تلقي بظلالها على المنطقة، تبرز الحاجة الملحة إلى بديل سياسي قادر على تجاوز المحاصصة والفساد.
"إننا في التيار الديمقراطي العراقي نؤمن بأن التحالف بين القوى المدنية والديمقراطية هو السبيل الوحيد للخروج من أزمات العراق المتراكمة وهو الجبهة التي يمكن أن تكون البديل الحقيقي لنظام المحاصصة الذي أرهق البلاد وأضعف مرافق الدولة". وكرست واقعا بعيدا عن تطلعات شعبنا في العيش الكريم.
إن مشروع التحالف المدني الديمقراطي ليس مجرد فكرة أو شعار، بل هو استحقاق تفرضه تحديات المرحلة الراهنة، حيث لا يمكن مواجهة الأزمات المتراكمة إلا بجهد وطني ديمقراطي مشترك. إن القوى المدنية، وفي مقدمتها التيار الديمقراطي العراقي، تدرك أن تجاوز المحاصصة والفساد يتطلب بناء جبهة واسعة قادرة على تقديم بديل سياسي حقيقي، يستند إلى مبادئ العدالة الاجتماعية والدولة المدنية الديمقراطية. وهذه المسؤولية التاريخية تستدعي منا جميعًا تعزيز العمل المشترك، والانفتاح على كل القوى الوطنية الساعية إلى بناء عراق يحترم التعددية، ويصون حقوق الإنسان، ويكرّس سيادة القانون على الجميع، بعيدًا عن الفساد الذي استنزف موارد الدولة وكرّس المحسوبية.
الرفاق الأعزاء، لا خيار أمامنا اليوم إلا الاستمرار في هذا الطريق، طريق النضال السلمي الديمقراطي، القائم على الوعي والتنظيم والتكاتف. فالعراق يمر بمنعطف خطير، وهذا يستدعي منا جميعًا أن نكون في الصف الأول لمواجهة الأزمات، واستنهاض الجماهير، والدفاع عن حقوقها المسلوبة.
لنكن جميعًا في طليعة النضال من أجل عراق حر وديمقراطي، وطن لا مكان فيه للطغيان والاستبداد والفساد.
تحية للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه الـ٩١.
تحية لكل المناضلين الذين وهبوا حياتهم من أجل العراق الحر والديمقراطي.
المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية الديمقراطية
أثير الدباس
المنسق العام
للتيار الديمقراطي العراقي