اخر الاخبار

أكد قائم مقام مدينة الناصرية منير البكاء، أن هناك جهات تسعى مجددا إلى السيطرة على أرض مدينة الألعاب في مركز المدينة، عبر وثائق مزورة. وقال في حديث صحفي الأحد الماضي، انه "على الرغم من توجيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإيقاف العمل في أرض مدينة الألعاب، وإرجاعها لأبناء الناصرية، إلا ان هناك من يحاول مرة اخرى توزيع هذه الارض لتحويلها إلى مجمع استثماري". وفي تموز الماضي، أبدى أهالي الناصرية غضبهم بعد أن شاهدوا آليات تقوم بهدم سياج مدينة الألعاب، بهدف تحويل الأرض إلى مشروع تجاري. حيث خرجوا في احتجاجات غاضبة مطالبين بإيقاف العمل. وحسب ما نقلته وكالات أنباء وقتها عن مصادر محلية، فإن شخصًا يدّعي بأنه يملك الثلث الأخير من مدينة الألعاب، أقدم على هدم الجدار الخلفي للمدينة المحاذي لمنطقة سكنية، بهدف تحويل الأرض إلى مشروع تجاري، مستدركة "لكن بلدية الناصرية سبق أن أكدت أن لديها قرارات قضائية لصالحها ضد المستثمر".

المتنفس الوحيد!

فيما هدد ناشطون عبر منشورات على مواقع التواصل وفي وقفات احتجاجية على إثر هدم السياج، بالتصعيد احتجاجًا على ما يجري، متهمين مسؤولي المحافظة بـ"التخاذل في حماية المتنفس الوحيد لأطفال المحافظة، وبيعه لجهات مشبوهة". وعلى إثر الحادثة أكد معاون محافظ ذي قار لشؤون التخطيط، رزاق مهدي العلي، أنه اطلع برُفقة مسؤولين محليين وقوة أمنية، على موقع مدينة الألعاب، مبينا أن "هناك توجيهات صدرت من حكومة المحافظة بضرورة تحريك شكوى قضائية أمام المحاكم المختصة ضد المستثمر، لعدم حصوله على أمر ولائي باتٍ بعملية الهدم".

وفي آب الماضي، جدد أهالي الناصرية تظاهراتهم على موضوع مدينة الألعاب، بعد أن تعرض الناشط المدني إحسان أبو كوثر، الذي تصدى لهذا الملف، إلى تهديدات من جهات سياسية، عن طريق عشائر – وفق ما أفادت به وكالات أنباء.  وبقي هذا الملف عالقا من حينها، بسبب عدم حسم عائدية الأرض، وادعاء أحد المستثمرين امتلاكها، رغم تدخل المحافظ شخصياً، ومتابعة بغداد الملف طوال أسابيع. وبالعودة إلى القائم مقام، فقد بيّن أن "رئيس الوزراء شكّل لجنة لمتابعة موضوع مدينة الألعاب، لكنها لم تنجز أعمالها لغاية الآن"، لافتا إلى أن "أرض مدينة الالعاب ملك لأبناء الناصرية حصرا لا غير، وان الأوراق التي بحوزة الجهات التي تسعى للسيطرة عليها، هي أوراق مزورة".

لم يتعظوا من ثورة تشرين

الناشط المدني نصير باسم، أعرب من جانبه عن أسفه على ما تعرضت له مدينة الألعاب. وقال في حديث صحفي: "للاسف، بدأت هيمنة الأحزاب تعود إلى مدينة الناصرية.. لم يتعظوا من ثورة تشرين ومن دماء الشهداء التي سالت آنذاك".

وأضاف قوله أنه "أخيرا، ظهرت عصابات ومافيات ومتنفذون لديهم علاقات مع مسؤولين، يستغلونها من أجل الاستيلاء على الأماكن الحيوية داخل الناصرية، وبضمنها الممتلكات العامة، كمدينة الألعاب"، موضحا أن "هذه المدينة شيدت عام 1974، وتم تعويض مالكي الأرض وقتها".

وتابع باسم قائلا أنه "تفاجأنا أخيرا بظهور بعض الأشخاص المتنفذين الذين يدعون عائدية الأرض إليهم عن طريق مستندات وكتب مزورة"، مشيرا إلى ان "أمر التزوير أصبح سهلاً في ما يخص ملكية الأراضي، عن طريق جلب مستندات مزورة. ثم بعد ذلك يطالبون الدولة بتعويضهم عن الأراضي المشغولة".