تواجه عملية تحديث البطاقة التموينية، التي هددت وزارة التجارة بحجبها عن غير المحدثين، انتقادات واسعة من قبل المواطنين بسبب الصعوبات التقنية التي تعيق إتمام العملية. وأشار عدد من المواطنين الذين استطلعت "طريق الشعب" آراءهم إلى أن سيرفرات الموقع المخصصة لتحديث البطاقات تعاني من ضعف في استقبال الطلبات، ما يؤدي إلى توقفها المتكرر. بالإضافة إلى ذلك، أثار تحويل البطاقة الوقودية إلى نظام إلكتروني استياءً كبيرًا، حيث تسبب ذلك في حرمان شريحة واسعة من العوائل من الحصول على حصتهم من النفط الأبيض، ما تركهم يعانون من برودة الأجواء، خاصة خلال الفترة الماضية.
معاناة المواطنين
وأكدت المواطنة زينب إحسان أنها أجرت أكثر من ثلاث محاولات لتحديث بطاقتها التموينية، لكن لم تفلح في ذلك ومن دون معرفة السبب. وأضافت: "جارتي نصحَتني بمراجعة أقرب مكتب إنترنت لتحديث البطاقة، حيث يتقاضى المكتب 10 آلاف دينار مقابل هذه الخدمة". كما أشارت إلى وجود مكاتب أخرى تقدم خدمة التحديث منزليًا مقابل 25 ألف دينار، موضحة أن العديد من العراقيين لا يمتلكون المهارات اللازمة للتعامل مع الإنترنت، فضلًا عن تعقيدات التطبيقات والطلبات الإلكترونية، خاصة فيما يتعلق بإرسال الروابط لأفراد العائلة غير الموجودين في المنزل أثناء عملية التحديث.
من جانبه، أشار المواطن كرار أحمد إلى تعذر تحديث البطاقة عبر التطبيق بسبب ضعف خدمة الإنترنت، قائلًا: "قمت برفع بيانات العائلة كاملة، لكن الحقل الخاص بالمعلومات يشير إلى عدم اكتمال العملية، ولا أعلم السبب وراء ذلك". ونوه إلى أن بعض أقربائه تمكنوا من إتمام عملية التحديث، بينما فشل آخرون في ذلك وواجهوا نفس المشكلة.
وقال أن البطاقة التموينية تُعد ضرورية، خاصة في الوقت الحالي.
أما المواطن حسين كاظم، فقد أوضح أنه أثناء استخدام التطبيق، قام بحجب الحصة عن اثنين من أفراد عائلته دون قصد، ولا يعرف الآن كيفية إعادتها. وقال: "الموضوع معقد جدًا بالنسبة لي، وأتمنى أن تكون هناك طريقة أسهل لإدارة هذه العمليات".
وفي ظل هذه الصعوبات، ظهرت مبادرات اجتماعية لتقديم المساعدة في عملية التحديث. وقال المواطن علي أحمد: "قمت برفقة عدد من الشباب بالتطوع ونشر أرقامنا لمساعدة العوائل في تحديث بطاقاتهم، حيث لاحظنا أن العديد من العائلات لا تجيد التعامل مع هذه الخدمة". وأضاف، أن المبادرة تهدف إلى تقديم المساعدة دون أي مقابل مادي، وتجنب المواطنين دفع مبالغ إضافية، خاصة في شهر رمضان.
من جانب آخر، أعربت المواطنة سليمة عبود عن استيائها من اشتراط تحديث البطاقة الوقودية إلكترونيًا لصرف حصة النفط الأبيض البالغة 50 لترًا. وقالت: "أجبرت على تحمل البرد القارس خلال الأيام الماضية لأن المحطة اشترطت تحديث البطاقة إلكترونيًا، ولم أتمكن من الحصول على حصتي".
خطوة مهمة.. ولكن
أكد المختص في مجال تكنولوجيا المعلومات، محمد كاظم، أن "أتمتة الإجراءات الحكومية تعد خطوة هامة في إطار السعي لضمان الشفافية"، لكنه أشار إلى أن تطبيق هذه الأتمتة يعاني من بعض السلبيات في التنفيذ.
وقال كاظم إن "هناك ضعفًا في التكنولوجيا والسيرفرات المستخدمة، مما يعيق إتمام الإجراءات بشكل سلس وفعال"، مشيرًا إلى أن "العديد من الوزارات لا تنجح في توفير هذه البنية التحتية التقنية اللازمة".
وأضاف كاظم أن "الصعوبات التقنية والإجراءات المعقدة تزيد من معاناة المواطنين، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة"، مطالبًا الجهات المعنية بتبسيط الإجراءات وتوفير حلول سريعة وفعالة تضمن وصول الخدمات الأساسية إلى جميع المواطنين دون أي عوائق.
اعداد المحدثين
وأعلنت وزارة التجارة عن تحقيق نسب متقدمة تتعلق بتحديث البطاقة التموينية، حيث تم تسجيل زيادة ملحوظة في أعداد المواطنين الذين قاموا بتحديث بياناتهم في المحافظات التي تم إطلاق التحديث فيها.
وذكر بيان للوزارة أن هذا التحديث يأتي في إطار الجهود المبذولة لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وضمان وصول المساعدات التموينية إلى مستحقيها.
واوضح البيان، أن عدد الافراد المحدثين في محافظة بغداد بلغ (1،017،045)، في حين بلغ عدد المحدثين في محافظة واسط (1،366،789)، وفي صلاح الدين (1،426،338)، وفي ديالى (1،518،927)، وفي الانبار (1،308،764) وفي ميسان (723،563)، وفي محافظة الديوانية (1،168،617) منذ انطلاق عمليات التحديث.
واشار البيان إلى أن الوزارة وفرت عدة آليات للتسهيل على المواطنين في عملية التحديث، وهناك تواصل يومي مع الفريق المشرف لمعالجة المشاكل الفنية التي تظهر لدى المواطنين، مبينة أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز الشفافية والكفاءة في توزيع المواد التموينية،
داعياً جميع المواطنين في المحافظات التي يتم تحديث البيانات فيها الى استكمال عمليات التحديث من خلال التطبيقات التي اعلنتها الوزارة والتي تتيح لهم إمكانية إضافة أو حذف أو تعديل بياناتهم المتعلقة بالبطاقة التموينية بسرعة وسلاسة، وكل ما على المواطن فعله هو تحميل التطبيق على هواتفهم الذكية، ومن خلال خطوات بسيطة يمكنهم تحديث بياناتهم أو إضافة أفراد جدد، من دون الحاجة إلى الانتظار أو التعامل مع الإجراءات الورقية.