يعيش أهالي منطقة الاربجية في الجانب الأيسر من الموصل، حياة صعبة للغاية جراء سوء الواقع الخدمي وغياب البنى التحتية.
ووفقا لما يؤكده عدد منهم في حديث صحفي، فإن منطقتهم التي تضم نحو 3 آلاف منزل، تُعد منطقة منكوبة. إذ ان شوارعها الترابية غاصة بالنفايات وتغمرها المياه الآسنة. وبسبب عدم وجود شبكة مجارٍ نظامية يضطر الأهالي إلى تصريف مياه المجاري في سواق مكشوفة داخل الأزقة.
أما بالنسبة للخدمات التعليمية، فهي مفقودة من الأساس. إذ ان أقرب مدرسة إلى المنطقة تبعد عنها نحو 3 كيلومترات. في حين يعاني السكان واقعا صحيا صعبا، بسبب عدم توفر مركز صحي يداوي مرضاهم، في الوقت الذي تتفشى فيه الأمراض بينهم، جراء التلوّث البيئي الحاد في المنطقة.
وينتقد أهالي الاربجية حكومة الموصل على تركيز اهتمامها في المناطق الواقعة في قلب المدينة، وإهمالها مناطق الأطراف، مطالبين بالنظر إلى أوضاعهم الصعبة، وإنقاذهم من أزماتهم الخدمية المتعددة.
وبينما تُبدي بلدية الموصل استعدادها لإكساء أزقة المنطقة البالغ عددها 13 زقاقا، شريطة إنجاز مشروع شبكة المجاري فيها، تؤكد دائرة مجاري نينوى انها أكملت الكشوفات الخاصة بالمشروع، وقدمتها لدائرة الجهد الخدمي التابعة إلى رئاسة الوزراء، كي تصدر قرارا بشأن التنفيذ، لافتة إلى ان سبب عدم شمول المنطقة بالخدمات، هو انها منقسمة بين التجاوز والأراضي الزراعية. لذلك يحتاج شمولها بالخدمات إلى قرار من حكومة المركز.
حياة صعبة
المواطن أحمد جاسم، من أهالي الاربجية، يقول أنهم يعيشون حياة صعبة للغاية، بسبب افتقار منطقتهم إلى الخدمات الأساسية، مبينا في حديث صحفي أنه يسكن في هذه المنطقة منذ 28 عاما، ولم ير أي بادرة لمدّها بالخدمات.
ويؤكد أنه قبل عامين قامت البلدية بإكساء بعض الأزقة، وتركت القسم الآخر الذي يضم 13 زقاقا، مشيرا إلى ان المنطقة بحاجة إلى شبكة مجار، كي يتسنى للبلدية تبليط أزقتها.
فيما يقول المواطن فلاح سالم، أن "بلدية الموصل مستعدة لتبليط الطرق، لكن الأمر متوقف على إنشاء شبكة مجار"، مناشدا دائرة المجاري والجهات ذات العلاقة، شمول المنطقة بمشروع مجارٍ شأن المناطق الأخرى، لا سيما ان واقعهم البيئي بات مترديا جدا، والسكان يعيشون وسط الجراثيم والأوبئة والروائح الكريهة.
لا مدارس ولا مركز صحي
من جانبه، يقول المواطن أحمد حسين، أن "منطقتنا تفتقر للمدارس. لذلك سجلنا أطفالنا في مدارس مناطق أخرى، أقرب واحدة تبعد عنّا مسافة 3 كيلومترات"، مشيرا إلى انهم في أيام المطر لا يرسلون أبناءهم إلى مدارسهم، بسبب رداءة الطرق وعدم نظامية أعمدة الكهرباء، التي يتسرب منها التيار خلال المطر.
ويضيف قوله ان الواقع الصحي في المنطقة متردٍ هو الآخر.
إذ لا يوجد لديهم مستوصف رغم كثافتهم السكانية، مبينا ان مرضاهم يضطرون إلى مراجعة مستوصفات الأحياء الأقرب، مثل السماح والزهراء والنور.
وعن مياه الشرب، يقول حسين انها ملوّثة بسبب تسرّب المياه الآسنة إلى أنابيب الإسالة، التي لا تجري صيانة المتضرر منها.
منطقة غير قانونية!
إلى ذلك، يقول مدير إعلام مجاري نينوى معراج سعدي، أن "بعض المنازل في الأربجية متجاوزة، خاصة الواقعة قرب الوديان، والبعض منها زراعي. لذلك يُمنع تقديم الخدمات إلى المنطقة بموجب القانون"، مضيفا في حديث صحفي أنهم قدموا كشوفات خاصة بالمنطقة إلى الجهد الخدمي التابع لرئاسة الوزراء "وقد وصلت التخصيصات المالية الخاصة بالمشاريع، لكن قرار بدء التنفيذ يجب أن يصدر عن الجهد الخدمي".
ويتابع قوله أن "هناك مناطق كثيرة في الموصل تفتقر لشبكات المجاري، منها أحياء الملايين والعبور والقوسيات والتعليم. وقد أحيلت جميعها إلى الجهد الهندسي".