اخر الاخبار

تعاني منطقة البراكية التابعة إلى قضاء الكوفة بمحافظة النجف، والتي من المؤمل أن تتحول إلى ناحية، ظروفا حياتية صعبة جراء تدهور شوارعها وافتقارها للبنى التحتية. إذ تمتلئ الطرقات بالأوحال والمياه الآسنة، ما يجعل التلاميذ يصلون إلى مدارسهم ملطخين بالوحل! فيما تعيق الحفر والمطبات حركة المرور، وتخلف أضرارا بالغة في سيارات الأهالي البائسة.

ولا تقف معاناة أهالي البراكية عند هذا الحد. فهم يعانون أيضا تدهور التيار الكهربائي، ليس في ظل الأزمة الحالية وحسب، إنما باستمرار. حيث تنخفض "الفولتية" بشكل كبير، ما يتسبب في عطب أجهزتهم الكهربائية، ويكبدهم خسائر طائلة، وهم معظمهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود.

أما خدمات النظافة، فهي الأخرى ضعيفة. إذ تتراكم النفايات في الطرقات وقرب المنازل والمدارس، مخلفة أضرارا صحية وبيئية. 

وكان مجلس محافظة النجف قد صوت في نيسان العام الفائت، بالإجماع على استحداث ناحية البراكية في قضاء الكوفة، "من حيث المبدأ" بعد استكمال موافقات بعض الدوائر المتخصصة – حسب ما ورد في بيان صدر عنه وقتها. لكن ذلك التصويت، لم يسفر عن أي بوادر نهضة خدمية في المنطقة، وفق ما يؤكده عدد من الأهالي عبر وسائل إعلام.

السيارات تضررت

يقول المواطن صلاح عبيد، أن "وضع شوارع البراكية لا يُحتمل. سياراتنا تتعرض إلى أضرار بالغة بسبب الحفر والمطبات"، مبينا في حديث صحفي أن أصحاب السيارات يشتكون باستمرار من تلك الأضرار التي تُثقل كواهلهم بخسائر مالية كبيرة.

ويلفت إلى أن أكثر الطرق تدهورا في المنطقة، هو الشارع الرئيس الرابط بين أحيائها، مشيرا إلى أن المنطقة بحاجة إلى بنى تحتية متكاملة شأن غيرها من المناطق "على ألا يتم إنجازها بشكل ترقيعي مؤقت".

ويستدرك عبيد في قوله: "نسعى دوما إلى مقابلة المسؤولين بهدف تحسين واقع منطقتنا الخدمي، لكننا كلما ذهبنا إلى المحافظ، طلب منا إحضار شيوخ المنطقة ووجهائها، وفي النهاية لا يتم تنفيذ أي شيء"!

التلاميذ يسيرون على الطين!

وفقا للمواطن عبيد، فإن وضع أبنائهم التلاميذ والطلبة مأساوي، مؤكدا أنهم يذهبون إلى مدارسهم مشيا على الأطيان، ولا يستطيعون التحرك بشكل طبيعي.

ويضيف قوله أن "الوضع في المدارس مقلق أيضا. فهي الأخرى تعاني تردي بناها التحتية".

وينوّه عبيد إلى أن "المسؤولين يزوروننا أحيانا، لكنهم لا يقدمون أي حلول، ثم يتوجهون إلى مناطق أخرى ويتركوننا".

ويختم قائلا أن "الوضع في البراكية لا يُطاق، الإهمال واضح جدا، والعذر دائما هو ان منطقتنا زراعية ونحن متجاوزون، بالرغم من وجود مدارس في المنطقة". 

أوضاع صعبة

من جانبه، يقول المواطن أمير القزويني، أن "أكثر الشوارع تدهورا في منطقتنا هو (شارع الشيخ علقم). فخلال موسم الأمطار، يغرق الشارع ونبقى طيلة الشتاء نعاني أوضاعا صعبة، لا سيما بالنسبة لتلاميذ المدارس".

ويرى أنه "لا يوجد محافظ يعمل لمصلحة الناس في النجف. كل الأعمال التي تُنفذ تكون عشوائية. وسبق ان صوتت الحكومة المحلية على تحويل منطقتنا إلى ناحية، لكن ذلك لم يجلب لنا أي فائدة تُذكر".

ويتابع حديثه قائلا: "لم يُنفذ في منطقتنا أي مشروع، لا تبليط ولا غيره. أما بالنسبة للكهرباء، فوضعها مزر بين تدهور الشبكة وضعف قدرة الطاقة. حيث تنخفض القدرة إلى 95 (فولت)، الأمر الذي يتسبب في عطب الأجهزة المنزلية".  وينوّه القزويني إلى انه "نناشد المسؤولين باستمرار حل مشكلاتنا الخدمية، وفي كل مرة يعدونا بحلول، لكنها لا تُنفذ على أرض الواقع. فطالما انك بلا وساطات، لن تجد من يساعدك"!

الحكومة: لا يمكن تزويدها بالخدمات!

إلى ذلك، تنقل منصة "964" الخبرية عن عضو مجلس محافظة النجف أكرم شربة، قوله أن "الجميع يعرف ان (البراكية) تعد من المناطق الزراعية. لذلك من الصعوبة إدخال الخدمات إليها"، مستدركا "لكن لجنة البلدية في مجلس المحافظة اقترحت أن يكون للمنطقة قانون خاص بها، على أن تقسم إلى منطقتين: قسم بلدي (النجف – البراكية)، وقسم بلدي (الكوفة – البراكية)".

ويتابع قوله أن "هذا المقترح طُرح لأن الخدمات لا يمكن أن تصل إلى البراكية كونها من الأراضي الزراعية، لكن وجود القسم البلدي سيساعد بشكل كبير في حل هذه المشكلة".  ويؤكد أنه "بعد أن وصلتنا مناشدات من الأهالي، حول أوضاع منطقتهم، بدأنا بتحريك وحدات الإسناد في بلديتي النجف والكوفة، لحل بعض المشكلات البسيطة، ومنها مشكلة خدمات النظافة".

ولا يزال أهالي البراكية يأملون في تحرك جاد من السلطات، لإنقاذهم من واقعهم الخدمي البائس، مؤكدين حقهم الإنساني والدستوري في الحصول على الخدمات شأن غيرهم من أبناء المناطق الأخرى.