اخر الاخبار

تعاني مناطق شمالي محافظة النجف، لا سيما ناحية الحيدرية، انتشار دخان أسود في سمائها، صادر عن كوَر ومعامل الطابوق في ناحية الخيرات التابعة إداريا لمحافظة كربلاء، والملاصقة للحيدرية.

ووفقا لما يذكره متابعون في حديث صحفي، فإن تلك المعامل تستخدم النفط الأسود وزيت السيارات وقودا لتشغيلها، ما يُخلّف دخانا أسود خانقا يتسبب في تلوّث خطير تنقله الرياح إلى النجف، مؤكدين أن الدخان أضر بصحة سكان المناطق القريبة، وفاقم الإصابات بالأمراض التنفسية.

وأكدوا أن الطريق الرابط بين كربلاء والنجف بات مغطى بضباب أسود بسبب دخان معامل الطابوق، الأمر الذي يُضعف رؤية سائقي السيارات. بينما نوّهت مديرية بيئة النجف، إلى أن تلك المعامل ممنوعة من العمل قانونيا، لكنها تعمل في الخفاء بعد انتهاء الدوام الرسمي وفي أيام العطل، مشيرة إلى انه تم التنسيق مع الجهات المسؤولة في كربلاء وبغداد لاتخاذ إجراءات بحق المعامل المتجاوزة، ووقف تلوثها الذي يضر الجميع.

حوادث سير بفعل الدخان

المواطن علي سليم، يقول في حديث صحفي أن الدخان الصادر عن  كور الطابوق في ناحية الخيرات، أصبح سببا رئيسا لانتشار أمراض الجهاز التنفسي في المناطق القريبة، ومنها منطقة الحيدرية، مبينا أن تلك الكور تعمل بوقود النفط الأسود وزيت المحركات المحترق، وان هذين النوعين من الوقود يخلفان أدخنة ضارة جدا.

ويضيف قائلا أن "الأضرار لم تقتصر على الصحة فقط، إنما تعدت ذلك.

فالدخان بات يشكل سحبا ضبابية على طريق كربلاء – النجف، ما يحجب الرؤية عن سائقي المركبات"، موضحا أنه "في يومي الخميس والجمعة يزداد توافد الناس على زيارة الأضرحة، وبسبب تأثير الدخان على الرؤية، تحصل حوادث سير مميتة على الطريق، فضلا عن حالات اختناق بين الزائرين". 

شكاوى رسمية

من جانبه، يقول مدير بيئة النجف جمال عبد زيد، أن "الكور الخاصة بمعامل الطابوق، تُعد من الأنشطة الممنوعة بشكل رسمي من قبل مديريتنا، ولا يتم منحها الموافقة كونها مشاريع بدائية ملوثة للبيئة".

ويوضح في حديث صحفي أن "هذه الكور تنتشر في شمالي النجف بكثرة، خاصة في ناحية الحيدرية. وقد تم إيقافها بشكل تام"، مستدركا "لكن ما تبقى منها يعمل في الخفاء، بعد انتهاء فترة الدوام الرسمي". 

ويضيف زيد قائلا أن "هناك مشكلة أخرى متمثلة في وجود كور بدائية في ناحية الخيرات التابعة لمحافظة كربلاء، إضافة إلى (معمل الطارق) الذي ينتج الطابوق بشكل ملوث للبيئة. وهذه الملوثات تحملها الرياح باتجاه النجف".

ويشير إلى ان "بيئة النجف طلبت من المحافظ مفاتحة حكومة كربلاء بهذا الخصوص، لإيقاف عمل الكور المنتشرة في ناحية الخيرات".

ويتابع قوله: "كذلك رفعنا كتاباً إلى المدير العام في بغداد لمخاطبة مديرية بيئة كربلاء للمساهمة في غلق تلك الكور والحد من انتشارها وتأثيرها، وما تسببه من أمراض للمواطنين، خاصة أمراض الجهاز التنفسي، فضلاً عن ضبابية الرؤية بسبب استخدامها النفط الأسود أو بقايا زيت السيارات". وينوّه مدير البيئة إلى ان "هذه النشاطات مخالفة لقانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009. وقد تم تحريك القوات الأمنية لمداهمة الكور وإغلاقها ومنعها".