لا تزال الأسواق الرئيسة في الساحل الأيمن من الموصل، والتي كانت قد تعرضت للدمار خلال الحرب ضد إرهاب داعش، شاغرة خالية من التجار، بالرغم من الأموال الكبيرة التي أنفقت على إعمارها.
فبعد أن دُمرت تلك الأسواق نقل التجار محال أعمالهم إلى الساحل الأيسر من المدينة، ولم يعودوا إلى أماكنهم السابقة، لأسباب أبرزها الخراب الذي لا زال شاخصا في محيط المنطقة.
وفي تشرين الأول الماضي، افتتح محافظ نينوى ومدير بلدية الموصل "سوق الأربعاء" التراثي النموذجي الذي يعد من أشهر أسواق الجانب الأيمن، وذلك بعد إعادة إعماره.
لكن محال السوق، البالغ عددها 220 محلا، لا زالت شاغرة لا تجد من يشغلها – وفق ما أكدته وسائل إعلام.
يقول مواطن من أهالي المدينة، أن الإعمار الذي جرى على "سوق الصاغة" و"سوق الأربعاء" و"عمارة الشواف" في الجانب الأيمن، لم يفض إلى أي نتيجة مرجوة. إذ لا يزال التجار غير راغبين في العودة إلى محال عملهم السابقة، كونهم استقروا في أماكن جديدة، مشيرا في حديث صحفي إلى ان "الخراب وأنقاض المنازل المهدمة لا تزال قائمة في أزقة المنطقة، ما يعني ان الكثيرين من السكان لم يعودوا إلى محال سكناهم، وهذا في الحقيقة لا يُشجع التجار على العودة إلى تلك الأسواق، الأمر الذي جعل الثقل التجاري والاقتصادي متركزا في الجانب الأيسر من المدينة".
ويلفت المواطن إلى أن "أعمال الإعمار تُزين الشوارع الخارجية والمباني المطلة عليها، لكن حينما تدخل إلى الأزقة ستشاهد حجم الخراب القائم فيها".
حاليا، وصلت شعبة المشاريع في بلدية الموصل، إلى مستويات متقدمة في مشروع تأهيل واجهات "سوق الصاغة" في المدينة القديمة بالجانب الأيمن. ويضم السوق الذي تم بناؤه خلال الحقبة العثمانية، نحو 700 متجر.
وتضمنت أعمال الإعمار تغليف واجهات العمارات والمحال التي تقع داخل السوق بمادة الحلان الطبيعية، بالشكل الذي يحاكي تراث الموصل، فضلا عن رصف الأرضيات بحجر البازلت الطبيعي، مع إنشاء شبكة جديدة لتصريف المياه.
ويرى رئيس اللجنة النقابية للصاغة أشرف بشير، أن "هذا السوق، إذا عاد من جديد، سيعود معه معظم المهن المرتبطة به، كالصاغة والأطباء وأصحاب الصيدليات، ما يجعله سوقا رئيسا في المدينة".
ويضيف قائلا في حديث صحفي أن "عودة السوق ستساهم في تقليل الزخم التجاري الحاصل اليوم في الجانب الأيسر من المدينة، والذي أدى إلى ارتفاع الإيجارات بشكل كبير".
ويعتقد بشير أن "العمل في السوق سينتهي منتصف العام المقبل"، مؤكدا أنه "عند وصول التأهيل إلى نسبة 70 في المائة، سندعو الصاغة إلى العودة لإعمار محالهم من الداخل".
إلى ذلك، يأمل منيب محمد، أحد أقدم صاغة السوق، أن يعود سوقهم إلى وضعه السابق، مشيرا في حديث صحفي إلى ان "هذا الأمر يتوقف على جهود الدولة والمسؤولين. فإذا تم إعمار الجانب الأيمن، وعادت الناس للسكن في منازلها، سيعود السوق إلى سابق عهده".