اخر الاخبار

رغم سوء الأحوال الجوية، يواصل عمال النظافة عملهم بجهود استثنائية لمواجهة تداعيات الأمطار الغزيرة التي هطلت في بداية هذا الشهر، متسببة في غرق مناطق واسعة وتوقف حركة السير في عدة مناطق.

أجور قليلة

ويقول عراق السامرائي، عامل نظافة في أمانة بغداد، لـ"طريق الشعب": "مع أول زخات المطر، أعلنت الأمانة حالة الإنذار لجميع العاملين للسيطرة على مياه الأمطار وتصريفها في المناطق التي تعاني من ضعف الخدمات".

 ويضيف: "جميع العمال المثبتين على الملاك الدائم يتقاضون أجوراً قليلة، فقد كان راتبي قبل التثبيت 300 ألف دينار شهرياً، أما الآن، وبعد التثبيت، فأتقاضى 170 ألف دينار فقط". كما يشير إلى عدم توفر مخصصات خطورة أو ضمانات صحية للعاملين في حال تعرضهم لأي إصابة خلال العمل.

شبكات متهالكة

من جانبه يفيد علي غريب، وهو يعمل بصفة غطاس في الأمانة، أن "معظم شبكات الصرف الصحي متهالكة وتحتاج إلى تطوير لتواكب توسع المدن، فشبكات الصرف لم تعد تلبي احتياجات تصريف مياه الأمطار والمياه الثقيلة، ما تسبب في غرق عدة مناطق رغم تشغيل مضخات السحب السريع".

ويبين غريب أن ظروف المعيشة الصعبة تجبر العديد من الأشخاص على ممارسة هذه المهنة رغم مخاطرها الصحية، مشيراً إلى فقدان بعض زملائه حياتهم بسبب الاختناق بالغازات السامة أثناء العمل، فيما يعاني آخرون من أمراض خطيرة أجبرتهم على التوقف عن العمل دون أمل بالشفاء.

غياب متطلبات السلامة

يشدد غريب على أن "عمال النظافة، خاصة الغطاسين منهم، يعملون في ظروف خطرة دون متطلبات سلامة مناسبة، وحتى ما يتوفر منها رديء الجودة، مقابل أجور زهيدة لا تلبي احتياجات عائلاتهم اليومية".

 ويطالب الحكومة بزيادة رواتب عمال النظافة ومعادلتها برواتب الموظفين في القطاعات الحكومية الأخرى، بالإضافة إلى منحهم مخصصات خطورة أسوةً بالقوات الأمنية أو الصحية، واحتساب مكافآت الساعات الإضافية التي يعملون خلالها في أيام العطل الرسمية أو في حالات الإنذار.

بدوره، يقول قدامة عامر، 17 عاماً، أن "مهمة عمال النظافة هي تنظيف المناطق وليس تنظيف المواطنين". ويوضح أن العديد من المواطنين يتعمدون رمي النفايات على الأرض رغم وجود الحاويات، مما يحرم عمال النظافة من الاستفادة من العطل الرسمية التي تعلنها أمانة بغداد كحالة إنذار في مثل هذه الظروف.

أما منتظر العطار، أحد المشاركين في تظاهرة عمال أمانة بغداد مؤخراً في ساحة التحرير، فيقول إن "عمال النظافة المثبتين على الملاك الدائم يتقاضون أجوراً شهرية تبلغ 170 ألف دينار فقط، رغم صعوبة العمل".

 ويشير إلى تأخر صرف رواتب العمال لأكثر من 50 يوماً أحياناً، مهدداً بأنه "إذا استمرت الظروف على حالها، فسنتجه نحو الاعتصام المفتوح حتى تُحقق مطالبنا".

اعتصام مفتوح

كذلك، يشكو إيهاب دياب، عامل في بلدية مدينة الصدر، من ضعف راتبه الشهري رغم خدمته الوظيفية المستمرة لأكثر من 15 عاماً، مشيراً إلى أن "في جميع دول العالم تُمنح امتيازات خاصة لعمال البلديات نظراً لطبيعة عملهم الخدمية التي تعتمد على الإيرادات الذاتية، باستثناء العراق، حيث يعاني عمال البلديات من الفقر والتهميش مقارنةً بباقي الوظائف الحكومية". ويضيف أن مطالبهم لم تلقَ أي اهتمام من المسؤولين، مشددا على امكانية الذهاب عمال النظافة في أمانة بغداد إلى خيار الاعتصام المفتوح والتوسع إلى تطبيق ذات القرار في المحافظات الاخرى.