اخر الاخبار

خلال زيارة أجراها رفاق المكتب الإعلامي للجنة المحلية في الحزب الشيوعي العراقي، إلى مديرية الزراعة المحافظة، تحدث مدير الدائرة ومسؤول قسم وقاية المزروعات في المديرية عن الخطط الزراعية للفترة المقبلة.

وكشف مدير زراعة النجف الأشرف، منعم شهيد الفتلاوي، عن استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز زراعة محصول الشلب (الأرز) في المحافظة، مشيرًا إلى أن النجف تُعرف بهويتها الزراعية المتوارثة في هذا المجال.

وأكد الفتلاوي أن الفلاحين والمزارعين في النجف قد اكتسبوا خبرة واسعة في زراعة الأرز، الذي يُعرف محليًا بـ "عنبر المشخاب" تكريمًا لهذه المنطقة.

زراعة الأرز

وأشار الفتلاوي في حديث لـ "طريق الشعب"، إلى أن زراعة الأرز تحتاج إلى كميات وفيرة من المياه، خاصة في ظل التغيرات المناخية وشح المياه التي يعاني منها العراق والعالم. وقد تم في المواسم السابقة تحديد الخطط الزراعية وفقًا لمستوى المياه المتاحة، حيث كانت المساحة المزروعة لا تتجاوز 1.5 بالمائة. لكن بفضل الهطولات المطرية الوفيرة خلال العام 2024، وبالتنسيق العالي بين وزارة الزراعة ووزارة الموارد المائية، تم تحديد المساحة الزراعية لمحصول الشلب في النجف لهذا العام بـ 80,000 دونم، ما يعكس زيادة تصل إلى 38 بالمائة.

وبين الفتلاوي أنه "في إطار هذه الاستراتيجية، قام مجلس المحافظة بالتنسيق مع الإدارة المحلية لتحديد المساحات الزراعية في الوحدات الإدارية القريبة من الأنهار وفروعها الرئيسية" منوها إلى أن "وزارة الزراعة قدمت من خلال الشركة العامة للتجهيزات الزراعية، الدعم لجمعيات الفلاحين بتوفير الأسمدة الكيماوية (اليوريا والداب) بأسعار مناسبة، مما ساهم في نجاح العمليات الزراعية.

توزيع المبيدات

وأشار إلى "توزيع مبيدات الأدغال (نوع توب شوت) على الفلاحين والمزارعين المشمولين بالخطة الزراعية مجانًا. إضافة إلى تنفيذ تجارب بحثية مثل تجربة الشتال الميكانيكي للأرز في المشخاب، بالإضافة إلى مشروع مشترك مع منظمة الأغذية والزراعة (FAO) على مساحة 10 دونمات.

وبهدف تعزيز كفاءة استخدام المياه، أكد الفتلاوي "تنفيذ المديرية التسوية الليزرية للأراضي الزراعية، كما قام قسم بحوث النجف الأشرف بإجراء تجارب زراعية متنوعة تحت أنظمة ري مختلفة، بما في ذلك الري بالرش والمحوري والتقني.

فيما يتعلق بالاستعدادات للموسم الزراعي الشتوي لمحصول الحنطة لعام 2024-2025، أشار الفتلاوي إلى أن المساحة الزراعية المقررة تبلغ 279,140 دونم، موزعة بين الأراضي التي تعتمد على نظم الري الحديثة والأراضي المروية عبر الأنهار. وقد قامت الوزارة مؤخرًا بتوزيع 99 مرشة محورية وفق نظام القرعة، مما يعزز القدرة على الري الفعال.

كما تناول الفتلاوي التحولات التكنولوجية في الزراعة، حيث أشار إلى استخدام الطائرات المسيرة (الدرون) لمكافحة الآفات الزراعية، مما يمثل نقلة نوعية في أساليب الزراعة الحديثة.

وفي مجال الثروة الحيوانية، أوضح الفتلاوي أن محافظة النجف تضم 75 حقلًا لدجاج اللحم، منها 40 حقلًا نشطًا. وقد بلغ إجمالي الإنتاج السنوي 15,871,106 دجاجة، بينما بلغ إنتاج البيض 471,450 كرتون. وأكد أن هذا الإنتاج لا يغطي الاحتياجات الفعلية للسكان بسبب الزيادة السكانية وأعداد الزوار المتزايدة.

التجاوز على الأراضي الزراعية

أما بشأن التجاوزات على الأراضي الزراعية، فقد أشار الفتلاوي إلى تشكيل لجان مختصة لجرد الأراضي المتجاوز عليها، بالتعاون مع الدوائر ذات العلاقة، لمنع تجريف الأراضي وتحويلها إلى أراضٍ سكنية، منوها إلى توجيه الشعب الزراعية لتسهيل إجراءات التعاقدات ونقل الحقوق، مما يخفف العبء عن الفلاحين والمزارعين وفق القوانين السارية.

الطائرات المسيرة

من جهته، أكد مدير قسم وقاية المزروعات في المديرية أمير صاحب، على الدور المتنامي للطائرات المسيرة في تعزيز القطاع الزراعي بالمحافظة. وأوضح أن الطائرات المستخدمة تم استيرادها منذ ثلاث سنوات بإشراف هيئة الاستثمار وموافقة الجهات الأمنية، ويشرف على تشغيلها كادر متخصص لتحقيق أعلى كفاءة.

وبين صاحب لـ "طريق الشعب"، أن الطائرات المسيرة المتوفرة حاليًا في المديرية تتنوع وفقًا لاستخداماتها الزراعية. فهناك طائرة مخصصة لتسميد المحاصيل باستخدام الأسمدة النانوية، وأخرى تُعرف بـ "الباذرة" تستعمل لزراعة النباتات الرعوية في بادية النجف.

وأشار صاحب إلى وجود برنامج مشترك مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لزراعة النباتات المحلية في موسم الأمطار باستخدام بذور محلية.

كما كشف عن طائرة EC ذات سعة 30 لترًا، تُستخدم لمكافحة الآفات الزراعية والأدغال من خلال رش المبيدات المستحلبة، وقد أثبتت فاعليتها في مكافحة حشرات المن والسونة في محصول الحنطة، والدوباس في النخيل، وأدغال محاصيل الأرز والحنطة.

تقنيات حديثة

ومن التقنيات الحديثة، أشار صاحب إلى وصول طائرة جديدة ذات سعة 40 لتر، تعمل بنظام الطرد المركزي وتستخدم المواد الزيتية بدون خلط بالماء، مما يجعلها متعددة الأغراض كالتسميد، والبذر، ومكافحة الآفات، مبينا ان هناك نوعا خاصا من الطائرات يستخدم في الصحة العامة، مثل مكافحة الجراد باستخدام نظام حراري.

وأضاف صاحب أن هناك نوعًا آخر يعمل بالبنزين ويدوم لمدة ساعة ونصف، ويتميز بتغطيته لمساحات كبيرة باستخدام نظام ULP، مع إمكانية تعديله لتلقيح النخيل موها إلى ان "المديرية أضافت مؤخرًا خمس طائرات استشعار عن بعد، تُستخدم في المسح، وتحديد المساحات، وإجراء إحصاءات دقيقة حول النبات، بما في ذلك الكشف عن الآفات وتحديد ارتفاع الأشجار.

وأكد صاحب أن هذه الطائرات تساعد في توفير إحصائيات دقيقة، مما يسهم في تحسين الإدارة الزراعية وتطوير أساليب الري والزراعة.