اخر الاخبار

تواجه مناطق قضاء سنجار في محافظة نينوى، أزمات بيئية متفاقمة، تهدد صحة السكان وسلامتهم، في ظل غياب أنظمة الصرف الصحي، وتراكم النفايات بطريقة غير منظمة.

قطع عشوائي للأشجار

يقول الناشط البيئي في سنجار، حجي شلال: أن منطقته تعاني من انعدام شبه كامل لأنظمة الصرف الصحي، وهو ما يتسبب في غرق الشوارع خلال موسم الأمطار، ويجعل حركة المواطنين صعبة مقيدة. هذا الوضع يزيد من تردي الأوضاع الصحية.

ويضيف شلال في طريق لـ "طريق الشعب"، أن "النفايات تُجمع بطرق غير منتظمة وتُحرق بطرق غير سليمة، ما يؤدي إلى انبعاث مواد ضارة، تؤثر على البيئة وصحة السكان. الأخطر من ذلك هو حرق النفايات الكيميائية التي تُجمع من المستشفيات والمراكز الصحية، ما يشكل تهديدا مباشرا على حياة الناس".

ويتحدث شلال عن أزمة بيئية أخرى تتمثل في غياب برامج التشجير، وعدم الاهتمام بالأشجار الموجودة في القضاء، بل ان هناك حملات "قطع عشوائي" للأشجار، وتحويلها إلى فحم، محذرا من أن استمرار هذه الانتهاكات يحول القضاء الى مناطق صحراوية.

النفايات تتراكم

من ناحية أخرى، يعاني السكان من قلة الخدمات البلدية، حيث يتم رفع النفايات عن الأحياء السكنية مرة واحدة في الأسبوع، مع غياب الحاويات أمام المنازل، ما يؤدي إلى تكدسها، وتحولها الى مرتع للأمراض. كما أن غياب أنظمة الصرف الصحي عن المجمعات السكنية يزيد من معاناة المواطنين.

ويأمل شلال أن تتدخل الحكومة بشكل عاجل لإيجاد حلول للمشكلات البيئية التي تهدد المنطقة، مؤكدًا أن القضاء بحاجة لخطط شاملة للتنمية المستدامة وتأهيل البنية التحتية البيئية، لتجنب كارثة بيئية وصحية محتملة في المستقبل.

"الشفل" عاطل!

من جانبه، يقول مدير بلدية سنجار جميل سفوك، أن "البلدية تعمل جاهدة على تحسين الأوضاع، إلا أن هناك بعض العقبات التي تحول دون تنفيذ بعض المشاريع الحيوية"، مؤكدا "حصلنا على كافة الموافقات اللازمة لتنفيذ مشروع الطمر الصحي، لكن المشروع لا يزال معطلاً بسبب مشكلة تتعلق بملكية الأرض. ننتظر إتمام عملية الإطفاء ليتسنى لنا البدء في التنفيذ الفعلي".

ويضيف سفوك في حديث لـ "طريق الشعب"، ان "المسألة حالياً بيد أصحاب العلاقة لحل مسألة ملكية الأرض ".

ويشير مدير البلدية إلى أن "هناك نقصاً في الآليات المستخدمة لجمع النفايات"، موضحاً "لدينا آلية واحدة فقط (شاحنة شفل) مخصصة لطمر النفايات، وقد تعطلت مؤخراً"، موضحا أنه "في العادة يتم طمر النفايات كل 3 اشهر، لكن بسبب تعطل الشفل، تأخرت عملية الطمر، قرابة 5 أشهر حتى الان".

ويذكر، أن القضاء يفتقد نظام صرف صحي "نعتمد حالياً على بعض أنابيب المجاري لتصريف المياه، لكن هذه الحلول غير كافية، خاصةً في المناطق السكنية والمجمعات".

وتعد بلدية سنجار واحدة من أكبر البلديات في المنطقة من حيث المساحة والكثافة السكانية.

قائمة الملوثات تطول

الاكاديمي صقر زكريا، أحد سكان مدينة الموصل، يجد أن التعامل الحالي مع ملف النفايات داخل المدينة لا يمثل حلاً جذريًا للمشكلة، معتبرا أن مجرد رفع النفايات عن الأحياء السكنية والتجارية وجمعها في مناطق أخرى لا يحل المشكلة، بل ينقلها من مكان إلى آخر.

يقول زكريا لـ"طريق الشعب"، إن "الانبعاثات الضارة التي تصدر عن هذه النفايات بفعل الحرارة والدخان المتصاعد نتيجة حرقها، تنتقل بفعل الرياح إلى أجزاء أخرى من المدينة، ما يؤدي إلى تلويث الهواء. كما أن هذه الملوثات تختلط بمياه الأمطار، وتصل إلى المياه الجوفية، ما يفاقم المخاطر البيئية على السكان".

ويضيف زكريا لـ"طريق الشعب"، أن "المواقع التي يتم فيها تجميع النفايات أصبحت ملاذًا للقوارض، الكلاب السائبة، والحشرات، ما يزيد من التلوث البيئي والصحي"، مؤكدا أن الموصل شهدت في الفترة الأخيرة ظهور العديد من مواقع الطمر العشوائية داخل المدينة، وهي مواقع غير مطابقة للمعايير البيئية المعتمدة.

دفن النفايات أم معالجتها!

ويشير الى أن "الطريقة المعتمدة حاليا في معالجة النفايات هي دفنها بالتراب، دون وجود أي مشاريع لإعادة التدوير"، معتبرا ذلك أسلوبا قديما كان معتمدا قبل خمسين عامًا، مردفا "لكن اليوم، مع زيادة عدد سكان المدينة إلى نحو مليوني نسمة والتوسع العمراني الأفقي خارج الحدود القديمة، لم تعد هذه الحلول مناسبة".

ويدعو المتحدث إلى التفكير في حلول جديدة ومستدامة للتعامل مع مشكلة النفايات المتفاقمة في المدينة، مع التركيز على إعادة التدوير وتطبيق معالجات بيئية فعالة تحافظ على صحة المواطنين والبيئة.