شرعت وزارة النقل، امس الأربعاء، في عملية غمر القطع الكونكريتية الخاصة بالنفق المغمور في محافظة البصرة، والذي يُؤمل منه أن يُحدث نقلة نوعية في ربط ميناء الفاو الكبير بطريق التنمية، مما سيقلل الوقت والجهد والكلفة، ويعزز انسيابية الحركة دون التأثير على الممرات المائية.
تفاصيل المشروع
وأكدت وزارة النقل، غمر الكتل الكونكريتية العشرة الخاصة بالنفق المغمور وهو أحد مشاريع ميناء الفاو الكبير، بالماء تمهيدا لنصبها في أماكنها المخصصة لها.
وقال وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، إن "عملية الغمر للقطع الكونكريتية الـ(1226) المغمور منها فقط من أصل (2444) مع المداخل التي ستشكل النفق المغمور بطول 1200م، مبيناً أن هذا المشروع يعد من مشاريع البنى التحتية لميناء الفاو الكبير الذي سيرتبط بطريق التنمية مروراً بقناة الزبير، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف، أن المشروع سيختصر الوقت والجهد والكلفة حيث ستكون المسافة التي تصل من ميناء الفاو الكبير إلى مدينة البصرة 62كم فقط، مشيراً إلى أن سبب اختيار الوزارة النفق المغمور هو أنه أكثر أمانًا من الجسور، كما أن تربة قناة خور الزبير تصلح لبناء نفق بدلاً من الجسور.
فتح الماء
من جانبه، كشف مدير عام موانئ العراق فرحان الفرطوسي، عن البدء بفتح الماء في حوض النفق المغمور لغرض تغريق الكتل الكونكريتية العشرة التي تم الانتهاء من تنفيذها وتهيئتها لغمرها داخل قناة الزبير الملاحية، مبينا ان هذه الكتل ستخضع لعمليات الفحص والاختبار خلال الشهرين الحاليين، وبعدها سيتم تعويمها قطعة تلو الأخرى لنقلها الى المكان المخصص، وهو الشق الذي سيستكمل حفره بالتزامن مع جاهزية هذه القطع لعملية التعويم، وعندها سوف نعمل على تشكيل الجزء المغمور لربط ضفتي قناة خور الزبير من جانب ام قصر الى جانب الفاو.
واضاف، انه بعد هذه العملية سنبدأ باستكمال الطريق الرابط بين ميناء الفاو باتجاه مدينة صفوان عبر النفق المغمور ثم يدخل عبر مجسرين، وصلت نسبة الانجاز في الجسر الاول منها الى 98 في المائة والثاني 96في المائة.
وأكد الفرطوسي، انه تم انجاز مشروع الارصفة بنسبة 100 في المائة والعمل جار على مرحلة الاستلام والتسليم.
وأشار إلى أن هناك تدرجا بالاعماق في القناة الملاحية من عمق 19,8 الى عمق 12 م، وسيتم الانتهاء من تنفيذه قبل المدة المحددة، مؤكدا أن هناك زيادة في نسبة الانجاز لاكثر ما مخطط له 5 في المائة.
انجاز هندسي
من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء ناصر الأسدي، أن مشروع النفق المغمور يُعد واحداً من الأنظمة الإنشائية الأكثر تعقيداً في العالم، ويُعتبر إنجازاً هندسياً فريداً من نوعه في المنطقة.
وأضاف أن هذا النظام الإنشائي سبق ان تم تنفيذه في كوريا، والآن يتم تنفيذه في العراق كجزء من مشروع ميناء الفاو الكبير، مما يعكس تقدماً هندسياً كبيراً للبلاد.
وأوضح الأسدي، أن النفق المغمور سيعمل على ربط مشروع ميناء الفاو، المدينة الاقتصادية، بطريق التنمية، ما سيوفر سهولة وانسيابية في حركة المرور دون الحاجة إلى قطع الممر المائي في خور الزبير.
كما أشار إلى أن النفق سيكون على أعماق كافية تسمح للبواخر بالمرور فوقه بأمان وسلاسة.
وأضاف الأسدي أن العمل جارٍ على إغراق القطع الكونكريتية وسحبها إلى منطقة خور الزبير لاستقرارها في الموقع المحدد، تمهيداً لبدء عملية ربط الجهتين عبر هذا النفق المهم، واصفاً المشروع بأنه "إنجاز كبير سيُحدث نقلة نوعية في البنية التحتية للعراق، ويعزز من قدراته الاقتصادية واللوجستية".