اخر الاخبار

لعبت الطبقة العاملة، كعادتها دوراً مهماً في انتفاضة تشرين الباسلة ضد سياسات منظومة المحاصصة والفساد، التي انطلقت العام 2019، مدافعة عن أهداف جماهير شعبنا وعن حقوقها المنتهكة. وبمناسبة الذكرى الخامسة للانتفاضة، أجرت "طريق الشعب"، لقاءات مع عدد من العاملين في القطاع العام الذين شاركوا في تلك الملحمة بدور فاعل.

مهيمن كمال، عامل في وزارة الكهرباء، يتذكر تلك الأيام ويقول "قبل انطلاق انتفاضة تشرين، كنا نعتصم للمطالبة بتثبيتنا على الملاك الدائم، لكن لم يكن هناك من يستمع إلينا، أو يبررون رفض مطاليبنا بحجج واهية  مثل قلة التخصيصات المالية، ولهذا كان معظم العاملين في محطات الكهرباء من أصحاب العقود أو الأجور اليومية. لكن بعد انطلاق الانتفاضة، تحقق العديد من مطالب العمال، وتم تثبيتهم على الملاك الدائم".

الإصرار على المطالبة

وأكد كمال على أن "انتفاضة تشرين ساهمت في إنصاف العديد من العمال، الذين ورغم التعرض للعنف والغازات المسيلة للدموع من قبل القوات الأمنية، بقوا مصرين على المواصلة والمطالبة بحقوقهم. وحتى بعد توقف الاحتجاجات في ساحة التحرير بسبب عمليات القمع الذي ذهب ضحيتها العديد من المتظاهرين السلميين، استمر العمال في التظاهر أمام الوزارات وفي معاملهم".

من جانبه، قال رائد عثمان كاظم، العامل الناشط في إحياء الصناعة الوطنية، لـ "طريق الشعب" ان "انتفاضة تشرين لم تكن حدثًا عابرًا، بل هي درس كبير مليء بالعبر. لقد جاءت لتلبية طموحات العمال و الطلبة والفلاحين والمهندسين". وأشار إلى أن الدافع للمشاركة في الانتفاضة كان الرغبة في رفض سياسات الفساد والمحاصصة، التي أدت إلى تدمير الصناعة الوطنية وخصخصة الشركات وبيعها.

إهمال متعمد

وحول دور العمال في الاحتجاجات، أوضح كمال بأن " العمال الناشطين قرروا المشاركة في الانتفاضة، حيث كتبوا مطالبهم وذهبوا إلى ساحة التحرير، رغم تردد بعض العمال في البداية، والذين سارعوا للانضمام لزملائهم لاحقًا. وأكد كمال على أن تخريب الصناعة الوطنية والإهمال المتعمد للآلات في المعامل، التي أصبحت غير صالحة للعمل، كان وما زال أحد الدوافع للاحتجاج. أما العامل محمد فنجان، فقال: "انتفاضة تشرين انطلقت من هموم العمال والخريجين الذين يسعون للحصول على فرص عمل". وأوضح أنهم شكلوا لجنة عمالية في الشركة العامة للصناعات الجلدية والنسيجية ونصبوا خيمة في شارع الجمهورية، مؤكدين على أهمية المشاركة الفعالة للعمال في التظاهرات.

وأشار فنجان إلى أنهم نظموا حوارات حول حقوق الطبقة العاملة واستغلال أصحاب العمل. وخلص إلى أن الانتفاضة حققت بعض المطالب، مثل تثبيت العقود ومنع بيع شركة النسيج، لكنه أضاف أن عدم تنفيذ بعض المطالب، مثل صرف الرواتب في مواعيدها، قد يدفع العمال إلى استئناف التظاهرات وبالتالي التصعيد باتجاه انتفاضة شعبية واسعة تضم جميع فئات الشعب العراقي.