اخر الاخبار

بفارغ الصبر ينتظر أهالي المناطق السكنية غير المخدومة، شمول مناطقهم بمشاريع البنى التحتية، وفي مقدمتها المجاري والتبليط. وما أن يتحقق هذا الحلم الذي يراودهم على مدى سنوات من الإهمال، حتى يتحوّل إلى مأساة! فالشوارع حديثة التبليط تبدو مغرية للمتهورين من سائقي المركبات والدراجات النارية وعجلات التوك توك، الذين يجدونها أشبه بميادين للسباق والاستعراض!

وكثيرا ما تتداول وكالات أنباء وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، شكاوى لمواطنين من مرور السيارات في شوارعهم المبلطة حديثا، مسرعة، الأمر الذي يثير إزعاجهم ويقلقهم على أطفالهم. ففي ظل عدم توفر أماكن ترفيهية ومتنفسات للأطفال، يخرج الصغار للعب في الشوارع، وبالتالي يكونون عرضة لحوادث الدهس.

ويضطر المواطنون إلى إنشاء مطبات على الشوارع بطرق بدائية، مستخدمين التراب والأنقاض، على أمل أن يُرغم ذلك سائقي المركبات على تخفيف السرعة. لكن يبدو أن هذا الإجراء لم يعد يجدي نفعا. إذ يعود بعض المتهورين ويشرعون بإزالة المطبات. فيما لا يكترث البعض الآخر للضرر الذي ممكن أن يسببه المطب الترابي بمركبته، فيسحقه بسرعته المفرطة حتى يتهدم!

التراب يغزو المنازل!

المواطن محمد ربيع، ويسكن في قضاء الصويرة شمالي واسط، يقول: “لا أنكر ان الأتربة، قبل تعبيد شارعنا، كانت تتطاير وتدخل إلى منازلنا بفعل مرور السيارات، وهذا أمر طبيعي كون الشارع ترابيا. لكن، بعد أن عبّدوه بالكونكريت، استعدادا لتبليطه بالاسفلت، تفاقمت المشكلة. فقد باتت المركبات تمر مسرعة من أمام منازلنا، وتتسبب في تطاير التراب المتناثر هنا وهناك، بشكل أكبر، ناهيك عن الصوت المزعج الصادر عنها، والخطورة التي تحدق بنا وبأطفالنا الذين غالبا ما يلهون في الشارع”.

ويضيف لـ”طريق الشعب” قائلا، أنه “كان يُفترض بالجهات المعنية، إنشاء مطبات اصطناعية للحد من سرعة المركبات”.

تنفسنا الصعداء، ولكن!

أما المواطن أبو علي، وهو من قضاء المحمودية جنوبي بغداد، فيقول انه “بعد سنوات من المعاناة مع غرق شوارعنا في الشتاء وتطاير الاتربة منها في الصيف، تنفسنا الصعداء ونحن نشاهد إنجاز مشروع تبليط حيّنا”.

ويستدرك في حديث لـ”طريق الشعب”: “لكن الفرحة لم تدم. إذ تحوّل زقاقنا وغيره من الأزقة حديثة التبليط، إلى ميادين لسباق المركبات والدراجات النارية. إذ ان هناك متهورين لا يميزون بين زقاق سكني وطريق سريع، فيمرون من أمام منازلنا مسرعين، ما يثير إزعاجنا، وقلقنا أيضا”.

ويؤكد أبو علي أن بعض الأهالي قاموا بإنشاء مطبات ترابية على مسافات متقاربة، لإجبار المتهورين على تخفيف سرعة عجلاتهم، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعا. إذ لا يكترث الكثيرون من هؤلاء لتلك المطبات، فيتجاوزونها مسرعين، وبالتالي تتهدم حتى تختفي مع مرور الأيام.

ويطالب المواطن الجهات المعنية، بإنشاء مطبات نظامية في أزقتهم، مؤكدا أن الأهالي قلقون على أبنائهم من حوادث الدهس، لا سيما مع انطلاق العام الدراسي الجديد.

نبني مطبا ويختفي في اليوم التالي!

ومن مدينة البصرة، يؤكد المواطن علي كريم، وهو من سكان منطقة “أم النعاج”، انه وجاره أنشأوا مطبا ترابيا على الشارع الرئيس الذي يتوسط المنطقة، بعد تبليطه مباشرة، لإجبار المركبات على تخفيف سرعتها، وفي اليوم التالي تفاجأوا باختفاء المطب!

ويقول لـ”طريق الشعب”، ان “منطقتنا لم تكن مشمولة بالتبليط، لأن أراضيها من الجنس الزراعي، لكن البلدية بادرت إلى تبليط الشارع الذي يتوسط المنطقة، كونه يربط بين شارعين رئيسين”، مشيرا إلى أن “الشارع ضيّق ويتضمن انحرافات حادة، وتطل عليه منازل منذ بدايته حتى نهايته. فيما تمر منه يوميا أعداد كبيرة من السيارات المسرعة، صغيرة وكبيرة، وبالتالي أصبح الأمر يثير ازعاجنا وقلقنا، لا سيما أن أطفالنا يلعبون في الطرقات”.

ويوضح كريم ان البعض من أصحاب المركبات لا يروق له وجود المطبات، فيعمد إلى هدمها كي يتسنى له السير بسرعة، غير مكترث لما قد يسفر عنه ذلك من كوارث، لافتا إلى أن حوادث عديدة حصلت على هذا الشارع، بين اصطدام مركبات ودهس مارة، بفعل تهور بعض السائقين.

ويناشد المواطن، البلدية إنشاء مطبات على الشارع، لا سيما في المواقع التي تحتوي على انحرافات حادة. فيما يدعو سائقي المركبات إلى التحلي بالذوق والمسؤولية وعدم السير بسرعة في الأزقة السكنية.