اخر الاخبار

في يوم السلام العالمي، الذي يُحتفل به في 21 ايلول من كل عام، نتذكر أهمية السلام كركيزة أساسية لتحقيق الازدهار والاستقرار لكل المجتمعات. إن هذا اليوم يحمل في طياته رسالة سامية، تدعو العالم إلى وضع النزاعات والصراعات جانبًا والعمل من أجل بناء مستقبل أفضل، مبني على الحوار، الاحترام المتبادل، والعدالة الاجتماعية.

في العراق، الذي شهد لعقود مضت أزمات سياسية واجتماعية عميقة، يأتي يوم السلام العالمي كتذكير عاجل بأهمية تكريس الجهود من أجل تحقيق السلام الشامل والدائم. إن الأزمات التي مر بها بلدنا قد تركت جروحًا عميقة في نسيجنا الاجتماعي، حيث تفاقمت الانقسامات الطائفية والعرقية التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة.

إن السلام في العراق ليس مجرد غياب للحروب، بل هو حالة من الاستقرار السياسي والعدالة الاجتماعية، واحترام حقوق الإنسان. إننا بحاجة إلى نهج سياسي جديد يقوم على تعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني، بدلاً من تعميق الهويات الطائفية والعرقية التي ساهمت في تأجيج الصراعات.

على المستوى الاجتماعي، يُعد السلام عاملاً رئيسياً لتحقيق التنمية والازدهار. فالسلام يوفر الأرضية المناسبة لبناء الثقة بين مكونات المجتمع المختلفة، ويتيح فرصة للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي طالما احتاجها العراق. إن تعزيز التماسك الاجتماعي يتطلب إعادة النظر في السياسات التي تكرس الانقسام، والعمل على خلق بيئة تضمن حقوق المواطنين وتوفر فرص متساوية للجميع، بغض النظر عن تمايزاتهم.

في هذا اليوم، ندعو جميع الأطراف السياسية والمجتمعية إلى تبني حوار بنّاء ومفتوح، يخدم مصلحة العراق ويعمل على تعزيز التعايش السلمي. إن السعي للسلام ليس خيارًا، بل ضرورة حتمية لضمان مستقبل مستقر وآمن. ولن يتحقق هذا إلا من خلال الالتزام الجاد ببناء دولة مدنية ديمقراطية قوية، تحترم سيادة القانون وتضمن الحريات والحقوق لكافة أبنائها.

ومن جانب آخر يشهد كوكبنا حروباً مختلفة تهدد السلم العالمي بأجمعه فما يجري من تغذية النزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا ومحاولات الغرب الأطلسي لاستنزاف قدرات روسيا في محاولة لتعزيز الهيمنة الغربية والنظام الأحادي القطب من شأنه أن يجر العالم الى حرب نووية قد تدمر كل ما حققه العقل البشري من إنجازات، وما حرب التطهير والاباده الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزه ولبنان بدعم من الولايات المتحدة والغرب بأجمعه الا سياسة ممنهجة هدفها تركيع المنطقة واستنزاف ثرواتها وقدراتها.

لقد قامت إسرائيل أخيراً بعدوان سافر على لبنان وذلك بتفخيخ أجهزة تواصل الكترونية ذات طابع مدني إنها ليست حرباً الكترونية كما يتصور البعض وانما هي اعمال مخالفه للقانون الدولي واتفاقية جنيف، فأن يجري تفجير أجهزة يذهب ضحيتها آلاف المواطنين بين قتيل وجريح وفي وقت واحد إنما يمثل قمة الهمجية والاستهتار ونموذجاً لحروب الإبادة الجماعية.

وما كان لهذا ان يحدث لولا الدعم والحماية الامريكية المسبقة لإسرائيل. إن أخطر ما في هذه الجريمة أن تحول أجهزة الكترونية للاستخدام السلمي الى آلة حرب يروج لها على أنها حرباً الكترونية. ان على الشعوب ان تحذر في المستقبل من هذه الفخاخ التي يصنعها الغرب والتحسب في الاستخدام والبحث عن بدائل جديدة أكثر ملائمة للحياة الإنسانية. ان النضال ضد الامبريالية ونزعاتها العدوانية هو الطريق الثابت من أجل توطيد السلام في العالم وإنهاء مسببات الحروب.

ان شعبنا يتطلع الى عالم يسوده السلام والعدل فقد عانى كثيراً من ويلات الحروب والصراعات وينتظر من المجتمع الدولي مد يد العون لدعم المساعي لتحقيق السلام والاستقرار فيما نتوجه الى مجلس الامن الدولي للقيام بدوره في فرض القانون وتنفيذ قراراته على الدول المارقة وفي المقدمة منها إسرائيل لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه ولتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة.

المجلس العراقي للسلم والتضامن

٢٠٢٤/٩/٢١