اخر الاخبار

تتواصل الآثار المدمرة للجفاف على حياة المواطنين، حيث رصدت لجنة الزراعة والمياه النيابية، ما وصفته بـ "هجرة الأرياف" المتصاعدة في ثلاث محافظات رئيسية. ووفقاً لعضو اللجنة، ثائر مخيف، فإن الجفاف المتزايد في المحافظات الجنوبية والوسطى قد تسبب في هجرة جماعية من الأرياف، مما يهدد استقرار المناطق الزراعية في محافظات ذي قار، ميسان، والبصرة، ويقترب الخطر الآن من بابل ومحيطها.

وأشار مخيف إلى أن "الهجرة من الأرياف تتوزع حالياً على 13 قاطعاً زراعياً بشكل عام، وتزداد مع مرور الوقت." وأضاف أن "وزارة الموارد المائية قد وضعت خططاً للتعامل مع أزمة الجفاف، لكنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لتنفيذها بشكل فعّال."

وفي سياق متصل، أكد مخيف أن "التجاذبات السياسية حول ملفات أخرى، مثل الموازنات والشؤون الداخلية، تؤثر بشكل سلبي على ملف المياه وتداعياته، في حين ينبغي أن يكون هذا الملف من أولويات النقاش والتخطيط لدعم وتمويل الحلول المناسبة."

من جانب اخر، أكد عضو مجلس محافظة ذي قار أحمد الرميض أنَّ النزوح مستمر يوميا، ولا سيما في مناطق الأهوار.

وقال الرميض إن "مناطق الأهوار والمناطق الزراعية هي التي تشهد موجة النزوح على الأغلب"، وأضاف أن "المواطنين يهاجرون نحو محافظات البصرة وكربلاء والنجف، فيما تتوجه نسبة قليلة إلى مدينة الناصرية"، وبين أن "المهاجرين يتوجهون إلى المناطق الزراعية التي تعتمد على الآبار".

وتابع الرميض أن "هذه الهجرة تؤثر سلبا في التركيبة الديموغرافية للمحافظة، إذ إن بعض القرى تلاشت ولم يبق فيها إلا عدة بيوت فقط". ومع تأثر العراق بالجفاف، إذ صنفته الأمم المتحدة ضمن المركز الخامس عالميا من الأكثر تأثرا بالتغير المناخي، وضعت الحكومة خططا عدة لتوفير المياه وترشيد استهلاكها.

وفي تصريح سابق، أوضح المعاون الخدمي لمحافظ ذي قار، سلامة السرهيد، أن "جزءاً كبيراً من المحافظة تحول إلى أراضٍ جرداء بسبب الجفاف وشح المياه، وذلك نتيجة للتغير المناخي وتجريف الأشجار والبساتين في السنوات الأخيرة." وأضاف السرهيد، في تصريحات صحفية، أنه "تم الإعلان عن انطلاق موسم التشجير في الأول من تشرين الأول، وستبدأ حملة زراعة 40 ألف شجرة بالتعاون مع منظمات محلية وفرق تطوعية، وستستهدف الحملة الحدائق العامة، المدارس، المستشفيات، وبعض الدوائر الحكومية."

وتأتي هذه الحملة في وقت حرج، حيث كشف مجلس محافظة ذي قار، في 17 آب 2024، عن فقدان الأهوار لنحو 60 بالمائة من الثروة السمكية بسبب انحسار المياه. وأشار الناطق باسم المجلس، ياس الخفاجي، إلى أن "جولة ميدانية من قبل مجلس المحافظة كشفت عن تأثير الجفاف على حياة آلاف الأسر، خاصة تلك التي تعتمد على الزراعة وصيد الأسماك." وأضاف الخفاجي أن "الوضع في الأهوار يمكن وصفه بالخطير، لكن لم يصل بعد إلى مرحلة الإنذار القصوى."

وأوضح الخفاجي أن "حالة النزوح من الأهوار مستمرة، وهناك تواصل يومي مع وزارة الموارد المائية لزيادة تدفقات المياه في محاولة لإنقاذ البيئة قدر الإمكان."