اخر الاخبار

تواصلت الفعاليات الاحتجاجية في عموم مدن البلاد للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل وتثبيت أصحاب العقود ومعالجة مشكلة تأخر صرف رواتب المتقاعدين في الإقليم.

بغداد

في العاصمة بغداد، تجمع مئات المتعاقدين مع وزارة التربية لعام 2020 في ساحة التحرير، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وقال مراسل "طريق الشعب"، إن المتظاهرين طالبوا الحكومة بضرورة اتخاذ خطوات فورية لتلبية مطالبهم. كما لوحوا باعتصام مفتوح وإضراب عن الدوام مع بداية العام الدراسي الجديد، إذا لم تستجب حكومة السوداني لمطالبهم.

العمارة والبصرة

في مدينة العمارة، تظاهر أهالي منطقة "أبو رمانة" احتجاجاً على تردي الخدمات في منطقتهم، مطالبين بتحسين البنية التحتية، بما في ذلك إكساء الشوارع وتحسين قطاع المجاري.

وأكد المحتجون، أن "المنهولات" المكشوفة تسببت في حوادث مميتة، بما في ذلك وفاة شاب عشريني بعد سقوطه في فتحة تصريف مجار، مشيرين الى أنهم نظموا هذه التظاهرة السلمية لإيصال صوتهم إلى الحكومة الاتحادية بعد فشلهم في التأثير على الحكومة المحلية.

في البصرة، جدد خريجو الهندسة المعتصمون من أمام شركة مصافي الجنوب تظاهراتهم احتجاجاً على تأخير التعيين منذ عامين.

وقال علي هاشم الجزائري، ممثل الخريجين، إن الحكومتين المركزية والمحلية تتجاهلان حقوقهم وتعرضهم للاعتداءات، ما يتطلب احترام مطالبهم.

وأضاف الجزائري، أن التصريحات الأخيرة بشأن الاستثناءات لا تعالج قضاياهم بل تهدف إلى تكميم الأفواه، منبها إلى أن التصعيد في هذه القضية سيستمر حتى تحقيق المطالب.

المثنى والنجف

وفي المثنى، جدّد خريجون تظاهراتهم أمام مجلس المحافظة، مطالبين باستثناء المحافظة من ضوابط التعيين، وزيادة حصتها من التعيينات الحكومية، خاصة في مديرية التربية.

وقال المتظاهرون، أن ارتفاع نسبة البطالة في المثنى يستدعي منحها حصة أكبر من التعيينات.

في سياق متصل، تظاهر العشرات من موظفي مستودع النجف التابع لشركة خطوط الأنابيب النفطية أمام مبنى المحافظة، مطالبين بمنحهم قطع أرض أسوة ببقية موظفي الدولة.

وذكر منسق التظاهرة، أحمد العابدي، أن عددهم يصل لـ 500 موظف، وقد عملوا خلال الأزمات، بما في ذلك جائحة كورونا، لكن الحكومة لم تعترف إلا بجهود وزارة الصحة.

وأوضح العابدي، أن المستودع يزود محافظتي النجف وكربلاء بالوقود، بالإضافة إلى محطات الكهرباء، ما يجعلهم "الجندي المجهول" الذي لم يُعترف بجهوده.

وأضاف رياض عبد الحر، موظف في المستودع، أن أقل موظف لديه خدمة تصل إلى 10 سنوات، مطالبا الحكومة المحلية بمنحهم حقوقهم مثل بقية الوزارات.

ذي قار

وفي محافظة ذي قار، شهدت منطقة الدجين بقضاء سوق الشيوخ تظاهرة طالبت بتحسين واقع الخدمات وإطلاق مشاريع للبنى التحتية في المنطقة. وقال مراسل "طريق الشعب"، أن هذه التظاهرة تأتي في وقت تعاني فيه عدة محافظات من نقص في الخدمات وتدهور في الطاقة الكهربائية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وتفاجأ سكان مجمع الصدر السكني في وسط الناصرية بديون سابقة تصل إلى عشرين مليون دينار عن كل وحدة سكنية، تشمل عوائل الشهداء، على الرغم من وجود قرار حكومي بإطفاء ديونهم. وظهرت الأزمة عندما بدأت دائرة الإسكان بمطالبة السكان بتسديد المبالغ كاملة تحت تهديد سحب الشقق، ما دفع العوائل إلى الاحتجاج والمطالبة بفترة زمنية معقولة لتسوية الديون المتراكمة.

وفي حديث صحفي، قال حسن السهلاني، أحد المتظاهرين من مجمع الصدر: إن "المجمع يضم عوائل الشهداء والأرامل والمعاقين، وقد خرجنا لمناشدة رئيس الوزراء والأمين العام لمجلس الوزراء لإطفاء الديون المتراكمة".

وأضاف السهلاني، أن الجهات المعنية تطالبهم بتسديد الدفعات المتراكمة دفعة واحدة، على الرغم من أنهم من الشرائح الضعيفة ولا يملكون القدرة على دفع هذه المبالغ.

يذكر أن عوائل الشهداء، الذين شملهم قرار إطفاء الديون، ما زالوا يواجهون مطالب بالسداد دون التزام الجهات المعنية بتوجيهات رئيس الوزراء.

الديوانية

من جانب آخر، تجمع عدد من كبار السن في الديوانية أمام مكتب هيئة الحج والعمرة احتجاجًا على عدم ظهور أسمائهم في قرعة الأعوام الثلاثة المقبلة. وأعرب المحتجون عن استيائهم من عدم إدراج أسمائهم رغم تقديمهم طلبات الحج منذ سبع سنوات، مطالبين بإعادة القرعة التي جرت يوم الخميس الماضي.

السليمانية

وشهدت السليمانية سلسلة من الاحتجاجات من قبل طلبة ومتقاعدين، حيث نظم عدد من طلبة المرحلة الثانية عشرة وقفة احتجاجية في ساحة المدينة، مطالبين بإضافة 10 درجات على نتائجهم النهائية.

وذكر ممثل الطلبة، دانه دلير، خلال مؤتمر صحفي، أن العديد من الطلاب رسبوا في امتحاناتهم النهائية بسبب التحديات التي واجهها هذا العام الدراسي، خاصة في محافظة السليمانية.

وأشار دلير إلى أن الإضرابات المستمرة وتوقف الدراسة لأشهر قد أثرا سلباً على مستوى التعليم، ما أدى إلى رسوب الطلبة في عدد من المواد الدراسية.

وأضاف، أن الطلبة في بقية المحافظات واجهوا أيضاً تحديات أثرت على تحصيلهم الدراسي، مطالباً بمنح 10 درجات إضافية لتجاوز صعوبات هذا العام الدراسي الذي أثر سلباً على الطلبة وعائلاتهم، في ظل الأزمات المالية وتأخر صرف الرواتب.

دلير دعا وزير التربية للاستماع إلى مطالبهم، وهدد بالتظاهر في جميع مناطق الإقليم في حال عدم الاستجابة.

وفي مكان آخر من المدينة، نظّم متقاعدو قوات 70 التابعة لوزارة البيشمركة وقفة احتجاجية على تأخير صرف رواتبهم لأكثر من 65 يوماً. وأوضح شيرزاد محمد، ممثل المحتجين، في مؤتمر صحفي، أن المتظاهرين لا يعرفون سبب التأخير، مشيراً إلى أن بعض الأقاويل تفيد بأن التأخير قد يكون نتيجة لتصفية حسابات أو ضغائن ضد القوات.

محمد أكد أن قوات 70 تتبع وزارة البيشمركة وهي معتمدة من قبل رئاسة الإقليم، وليست مرتبطة بأي حزب سياسي.

وقال، إن وزارة المالية أكدت أن المشكلة تكمن لديهم، بينما لا يزال المتقاعدون غير قادرين على معرفة سبب التأخير.

وأضاف محمد، أن بعض المسؤولين في وزارة المالية يصرحون بأن أموال الرواتب لم تصل بعد، متسائلاً عن سبب وصول رواتب زملائهم في نفس الوزارة دون وصول رواتب قوات 70.

ولفت إلى الادعاءات بوجود أسماء وهمية أو مكررة في قوائم القوات، مطالباً بالإعلان عن هذه الأسماء وقطع الرواتب عنها.

صالح محمد، أحد المتقاعدين، أشار إلى الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها عائلاتهم، حيث يعتمدون بالكامل على الرواتب التقاعدية التي لم تصرف منذ أكثر من شهرين. وناشد الجهات المسؤولة بصرف الرواتب، مشدداً على أن هذه الرواتب هي حقهم بعد سنوات من الخدمة والتضحية.

تُظهر هذه الاحتجاجات المتصاعدة في مختلف المناطق العراقية مدى الإحباط والغضب الذي يشعر به المواطنون جراء غياب الخدمات والمعالجة غير الكافية للمشكلات التي يواجهونها، حيث تعكس هذه التحركات الشعبية الحاجة الماسة لإجراءات سريعة وحلول فعالة من قبل الجهات الحكومية.