اخر الاخبار

في ظل فشل الحكومة في تلبية احتياجات المواطنين الأساسية وإدارة الملفات الحيوية بكفاءة، تتصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية في مختلف المحافظات، مطالبة بتحقيق حقوق طال انتظارها.

ما بين أزمة توزيع الأراضي الزراعية وتحويلها إلى مقاطعات سكنية، وتردي خدمات الكهرباء، وتأخير صرف المستحقات المالية، تبرز هذه الأزمات كدليل صارخ على تعثر الحكومة في تنفيذ وعودها، مما دفع المواطنين إلى اللجوء إلى الشارع للتعبير عن استيائهم والمطالبة بحقوقهم.

ذي قار

في مدينة الناصرية، قام العشرات من أهالي عشيرة آل أزيرج بإغلاق الطريق الرابط بين السجن الإصلاحي والحي الصناعي، احتجاجًا على توزيع أراضيهم الزراعية وتحويلها إلى قطع أراضٍ سكنية. وأكد أحد المتظاهرين أنهم أغلقوا الطريق أمام حركة المركبات للمطالبة بعدم مصادرة أراضيهم المملوكة لهم رسميًا وتحويلها إلى مقاطعات سكنية.

في قضاء كرمة بني سعيد جنوبي ذي قار، شهدت مناطق الأصيبح والياسرية والكرماشية تظاهرات احتجاجية على تردي تجهيز الكهرباء وتذبذب ساعات التشغيل. وأكد المتظاهرون أن شبكات الكهرباء في هذه المناطق قديمة تعود لعام 1970، ومعظم أعمدتها آيلة للسقوط، والأسلاك رديئة التوصيل، مما أدى إلى ضعف الفولتية وتفاقم أزمة الكهرباء، خاصة في فصل الصيف. وطالب المحتجون بتحديث منظومة الكهرباء وصيانتها، مهددين بالتصعيد في حال استمرار تردي الخدمات.

وفي الناصرية أيضًا، نظم العشرات من موظفي الصحة وقفة احتجاجية أمام مبنى دائرة صحة ذي قار، للمطالبة بصرف مستحقات العلاوات والترفيع المتأخرة بأثر رجعي.

الديوانية

بينما شهدت الديوانية تظاهرة لموظفي وزارة الدفاع أمام بلدية المدينة، مطالبين بشمولهم بتوزيع قطع الأراضي وفقًا لتوجيهات رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، مثلما تم مع أقرانهم في محافظات أخرى. وأوضح المتظاهرون أن الملف تأخر لأكثر من أربعة محافظين دون حل، حيث تبادلت المحافظة والبلدية التهم بالعرقلة، في حين ما يزال العديد من موظفي الدفاع يعانون من ارتفاع إيجارات السكن أو الاضطرار للسكن في العشوائيات.

البصرة

وفي البصرة، نظمت تنسيقية طوفان الخريجين وغير الخريجين، بالإضافة إلى شريحة المحاضرين لعام 2020، وقفة احتجاجية أمام مجلس المحافظة للمطالبة بالإعلان عن أسمائهم ضمن 13 ألف درجة وظيفية تم الوعد بنشرها بعد الزيارة الأربعينية. وأشار المتظاهرون إلى أنهم يحتجون منذ عام دون جدوى، مطالبين بشمولهم في الدرجات الوظيفية الشاغرة المتبقية، ومناشدين كافة الجهات المعنية بضمهم ضمن التعيينات المقررة.

كما هددت نقابة المعلمين في البصرة بتنظيم اعتصام مفتوح لاسترجاع حقوقهم المسلوبة، حيث أشار نقيب المعلمين في البصرة، صفاء السامر، إلى أن النقابة خاطبت الجهات المعنية بشأن الاستقطاع من رواتب المعلمين وفق قانون 19 لعام 2019، والذي يقضي بالاستقطاع عن خمس سنوات سابقة، ما يمثل إجحافًا بحق المعلمين. وأوضح السامر أن الاعتصام المزمع تنظيمه سيكون منذ اليوم الأول من العام الدراسي المقبل، وسيستمر لمدة أسبوع، خالٍ من الطلاب، بهدف الضغط على الحكومة لتحقيق مطالب المعلمين.

ميسان

وفي ميسان، استنكر تجمع نقابات العمل الصحي (أطباء، أطباء أسنان، صيادلة، مهن صحية، تمريضية وإداريين) تصريحات رئيس مجلس المحافظة خلال جولة أجراها في مستشفى الشهيد الصدر، مطالبين بتقديم اعتذار رسمي وإزالة الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تسيء للكوادر الصحية. وأكد التجمع أن أي زيارة مستقبلية يجب أن تتم ضمن الأطر الإدارية الصحيحة، وبمشاركة ممثلي الجهات المعنية.

بغداد

من جهة أخرى، تظاهر المئات من المحاضرين في تربية الرصافة الثالثة أمام مبنى وزارة المالية في بغداد، مطالبين بإطلاق رواتبهم المتأخرة وصرف مستحقاتهم المالية بأثر رجعي. كما شهدت العاصمة احتجاجًا آخر من قبل طلبة الكلية العسكرية المتقدمين للدورة 114 في باب المعظم، احتجاجًا على عدم ظهور أسمائهم ضمن المقبولين.

في ظل تصاعد الاحتجاجات وتعدد مطالب المواطنين في مختلف القطاعات، تبدو الحكومة العراقية عاجزة عن تلبية احتياجات شعبها، مما يهدد بتفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية. ومع استمرار التجاهل الحكومي للمطالبات الشعبية، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة الحكومة على التعامل مع هذه الأزمات المتراكمة.